تنقيح المقال الجزء السادس عشر ::: 241 ـ 255
(241)
وقيل : الجمحي
    [ جمح : ] باعتبار تبنّي معمّر بن حبيب بن حذافة بن جمح لسفيان جدّ جنادة.
    [ الترجمة : ]
    وقد عدّه ابن عبد البر (1) من الصحابة.
    وحاله مجهول (*).
1 ـ في الاستيعاب 1/93 برقم 336 قال : جنادة بن سفيان الانصاري ، ويقال الجمحي .. إلى أن قال : وهو من الأنصار أحد بني زريق بن عامر من بني جشم بن الخزرج .. وفي الإصابة 1/248 برقم 1205 ، واُسد الغابة 1/299 ، وتجريد إسماء الصحابة 1/90 برقم 842.
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر أحد في المعاجم الرجالية ما يستكشف منه حال المترجم ، فهو مجهول الحال.

    قال ابن حجر في لسان الميزان 2/140 برقم 606 : جنادة السلولي ، ويقال : أبو جنادة ، روى عن أبي حمزة الثمالي ، وعنه حصين بن مخارق ، ذكروه في رجال الشيعة ، نقلته من خط ابن أبي طيّ.
    وذكر في المجمع من كتاب الحاوي من رجال الشيعة لابن أبي طيّ : 63 برقم 32.

حصيلة البحث
    المعنون مهمل لم يذكره أعلام الجرح والتعديل.


(242)
    [ الترجمة : ]
    عدّه ابن عبد البر (1) من الصحابة.
    قتل يوم اليمامة (*).

    [ الترجمة : ]
    عدّه ابن عبد البر (2) ، وابن منده ، وأبو نعيم ، وابن الأثير من الصحابة. سكن مصر ، وعقبه بالكوفة.
    وحاله مجهول (**).
1 ـ قال في الاستيعاب 1/94 برقم 340 : جنادة بن عبد الله بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف ، وأبوه : عبد الله هو أبو نبقة ، قتل جنادة يوم اليمامة ، وذكره في اُسد الغابة 1/299 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/90 برقم 843.
* ـ
حصيلة البحث
    لم أقف عمّا يعرب عن حال المترجم ، فهو غير معلوم الحال.
2 ـ في الاستيعاب 1/93 برقم 337 ، وذكره في اُسد الغابة 1/299 ، والإصابة 1/248 برقم 1208 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/90 برقم 845.
(**)
حصيلة البحث
    لم أقف على ما يستكشف منه حال المترجم ، فهو غير معلوم الحال.


(243)
    [ الترجمة : ]
    عدّه ابن الأثير (1) من الصحابة. وقد روي عنه أنّه قال : قاتلت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أوّل النهار كافراً ، وقاتلت معه آخر النهار مسلماً.
    ولم أستثبت حاله.
    [ الضبط : ]
    وجُنْبُذ : بالجيم المضمومة ، والنون الساكنة ، والباء الموحدة المضمومة ، والذال المعجمة (2).
    وسَبعُ : بالسين المهملة المفتوحة ، والباء الموحدة المضمومة ، والعين المهملة (3) (*).
1 ـ في اُسد الغابة 1/300 ، والإصابة 1/249 برقم 1210 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/90 برقم 847 ، وتوضيح المشتبه 2/481.
2 ـ ضبطه في توضيح المشتبه 2/481 ، وقال : جُنْبُذ بن سبع ، له صحبة. وذكر في الهامش الاختلاف في اسم الرجل واسم والده ، فراجع.
3 ـ ذكر ضبط سبع ضمناً في القاموس المحيط 1/352 مادة ( جنذ ).
(*)
حصيلة البحث
    المعنون مجهول الحال.

    جاء في الكافي 5/38 حديث 3 باب ما كان يوصى أمير المؤمنين


(244)
    الضبط :
    جُنْدَب : بضم الجيم ، وسكون النون ، وفتح الدال المهملة ، بعدها باء موحدة
عليه السلام به عند القتال ، قال : وفي حديث عبد الرحمن بن جندب ، عن أبيه أنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يأمر ..
    وعنه في بحار الأنوار 33/449 حديث 661 ، ووسائل الشيعة 15/92 حديث 20053 مثله.
    وجاء أيضاً في أمالي المفيد : 169 حديث 5 ، وأمالي الشيخ : 187 حديث 315 ، وصفحة : 191 حديث 323 ، وجاء أيضاً في توحيد الصدوق : 378 حديث 24 ، ومستدرك وسائل الشيعة 6/158 ، و10/88 حديث 11534 ، وصفحة : 97 حديث 11567 ، وصفحة : 127 حديث 11665 ، وعن مصباح المتهجد : 609 [ والطبعة الجديدة : 662 حديث 730 ] ، وفي الغارات 1/370 .. ، وعنه في مستدرك وسائل الشيعة 15/486 حديث 18943 ، وصفحة : 302 ، وصفحة : 371 و2/459 ، وصفحة : 565 ، والظاهر هذا هو جندب بن عبد الله الأزدي ، راجع : السقيفة وفدك للجوهري : 90 ، والارشاد للمفيد 1/241 ، وأمالي الشيخ : 234.

حصيلة البحث
    الظاهر أنّ المعنون مغاير لجندب أبو علي ـ الاتي ـ الذي عدّ من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، ويعدّ مهملاً ، وإنما قلنا : إنّ الظاهر إذ من المحتمل اتّحاده مع أبي علي ، وأنّ الواسطة في الرواية ساقطة.


(245)
من تحت (1).
    [ الترجمة : ]
    عدّه الشيخ رحمه الله (2) بهذا العنوان من أصحاب الصادق عليه السلام.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).
1 ـ قال في الصحاح 1/97 : والجُنْدَب والجُنْدُب : ضربٌ من الجراد ، واسم رجل ، قال سيبويه : نونها زائدة. وانظر : لسان العرب 1/255 ـ 256.
2 ـ رجال الشيخ رحمه الله : 164 برقم 50 ، ومجمع الرجال 2/54 ، وعدّه في ملخص المقال في قسم المجاهيل.
(*)
حصيلة البحث
    المعنون مجهول الحال.

    جاء في المحاسن 2/488 حديث 556 بسنده : .. عن محمد ابن عبيد الله بن سيابة ، عن جندب بن أبي عبد الله بن جندب ، قال : سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام ..
    وعنه في بحار الأنوار 66/276 حديث 2 مثله ، ولكن في وسائل الشيعة 25/15 حديث 31010 ، فيه : عن جندب بن عبد الله.

حصيلة البحث
    المعنون مهمل لم يذكر في المعاجم الرجالية.


(246)
    [ الترجمة : ]
    قال الشيخ رحمه الله في باب أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم من رجاله (1) : له صحبة. وقال أحمد بن حنبل : ليس له صحبة قديمة ، كنيته : أبو عبد الله ، كان بالكوفة ، ثمّ صار بالبصرة ، ثمّ خرج منها. انتهى.
    ولم أستثبت حاله (*).
1 ـ رجال الشيخ : 13 برقم 14 ، وذكره في مجمع الرجال 2/54 ، ونقد الرجال : 76 برقم 1 [ الطبعة المحققة 1/372 برقم ( 1059 ) ] ، ومنهج المقال : 88 [ الطبعة المحققة 3/264 برقم ( 1147 ) ] نقلاً عن رجال الشيخ من دون زيادة ، وذكره في ملخص المقال في قسم المجاهيل.
    وفي اُسد الغابة 1/304 قال : جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي العلقي ، وعلقة ـ بفتح العين واللام ـ بطن من بجيلة .. إلى أن قال : له صحبة ليست بالقديمة ، يكنى : أبا عبد الله ، سكن الكوفة ثم انتقل إلى البصرة ، قدمها مع مصعب بن الزبير ، روى عنه من أهل البصرة الحسن ومحمّد وأنس ابنا سيرين ، وأبو السوار العدوي ، وبكر بن عبد الله ، ويونس بن جبير الباهلي ، وصفوان بن محرز ، وأبو عمران الجوني ، وروى عنه من أهل الكوفة عبد الملك بن عمير ، والأسود بن قيس ، وسلمة بن كهيل ، وله رواية عن اُبي بن كعب ، وحذيفة ..
(*)
حصيلة البحث
    إنّ القرائن تدلّ على أنّه من العامة ، وممّن لا يتّصلون بأئمة الهدى عليهم السلام ، بل يرافقون مصعب ونظائره ، فهو عندي ضعيف ، والله العالم.


(247)
    [ الترجمة : ]
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (1) من أصحاب الكاظم عليه السلام وقال : إنّه واقفي.
    وعدّه العلاّمة في القسم الثاني من الخلاصة (2) ، قائلاً : جندب بن أيّوب ، واقفي.
    وحيث إنّه لم يوثّق اندرج في الضعفاء (*).
(*)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 346 برقم 7 ، الخلاصة : 211 برقم 2 ، نقد الرجال : 76 برقم 2 [ الطبعة المحقّقة 1/372 برقم ( 1060 ) ] ، منهج المقال : 88 [ الطبعة المحقّقة 3/264 برقم ( 1148 ) ].
2 ـ رجال الشيخ : 346 برقم 7 ، وفي نقد الرجال ، ومجمع الرجال ، ومنهج المقال نقلاً عن رجال الشيخ من دون زيادة.
3 ـ الخلاصة : 211 برقم 2 في الطبعة الحيدرية ( جند بن أيوب ) ومثله في الطبعة الحجرية ولعلّه محرف ( جندب ).
(*)
حصيلة البحث
    لما لم يذكر له توثيق وكان واقفيّاً كان مندرجاً في الضعفاء لوقفه.


(248)
    [ الضبط : ]
    قد مرّ ضبط كل من جندب ، وجنادة قريباً.
(o)
مصادر الترجمة
    من الخاصة :
    رجال الكشي : 24 وأربعة عشر مورداً نشير إليها ، رجال الشيخ : 13 برقم 12 ، رجال البرقي : 1 ، فهرست الشيخ : 70 برقم 160 ، الخلاصة : 36 برقم 1 ، نقد الرجال : 76 برقم 2 ، مجمع الرجال 2/54 ، منهج المقال : 88 [ الطبعة المحقّقة 3/264 برقم ( 1147 ) ] ، إتقان المقال : 201 ، ملخص المقال في قسم الحسان ، رجال ابن داود : 93 برقم 345 ، رجال السيّد بحر العلوم 2/143 ، الوجيزة : 148 [ رجال المجلسي : 179 برقم ( 400 ) ] ، تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة المخطوطة ، أمالي الشيخ الصدوق : 479 المجلس الثالث والسبعون ، الكافي ( الروضة ) 8/297 حديث 457 ، الاختصاص للشيخ المفيد : 3 ، تفسير فرات : 215 ، معاني الاخبار للشيخ الصدوق : 179 برقم 2 .. وغيرها.
    من العامة :
    الاستيعاب 1/82 برقم 287 ، الإصابة 4/63 برقم 384 ، اُسد الغابة 1/301 ، طبقات ابن سعد 4/219 ، صفوة الصفوة 1/238 ، السيرة الحلبية 2/91 ، السيرة لابن هشام 2/152 ، سنن ابن ماجة 1/55 برقم 156 ، مسند أحمد بن حنبل 2/163 ، مجمع الزوائد 9/339 ، مستدرك الحاكم 3/342 ، كنز العمال 6/189 ، حلية الاولياء 1/156 ، صحيح الترمذي 2/221 ، شرح الجامع الصغير 5/423 ، تهذيب التهذيب 12/91 برقم 401 ، المستطرف 1/166 ، ربيع الأبرار 1/834 ، المعارف لابن قتيبة 252 ، الوافي بالوفيات 11/193 برقم 285 ، طبقات خليفة 1/71 ، التاريخ الكبير 2/221 ، الجرح والتعديل 2/510 ، الاكمال 3/333 ، الجمع بين رجال الصحيحين 1/75 ، معجم البلدان في مادة ـ ربذة ، سير أعلام النبلاء 2/31 ، تاريخ الإسلام 2/111 ، تذكرة الحفاظ 1/17 ، النجوم الزاهرة 1/89 ، حسن المحاضرة 1/345 ، شذرات الذهب 1/39 ، تاج العروس في جدب .. إلى كثير من المصادر التي يطول بدرجها المقام.


(249)
    وضبط الغفاري في ترجمة : إبراهيم بن ضمرة (1).
    [ الترجمة : ]
    وقد عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (2) تارة : من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قائلاً : جندب بن جنادة الغفاري ، أبو ذرّ رحمة الله عليه. وقيل : جندب بن السكن. وقيل : اسمه برير * بن جنادة مهاجري ، مات في زمن عثمان بالربذة. انتهى.
    واُخرى (3) : في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قائلاً : جندب بن جنادة ، ويقال : جندب بن السكن. يكنى : أبا ذرّ ، أحد الأركان الاربعة. انتهى.
    وقال في الفهرست (4) : جندب بن جنادة أبو ذر الغفاريّ رحمه الله أحد الأركان الأربعة ، له خطبة يشرح فيها الاُمور بعد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أخبرنا بها الحسين بن عبيد الله ، عن الدوري ، عن الحسن بن علي البصري ، عن العباس بن بكار ، عن أبي الاشهب ، عن أبي رجاء العطار ** ، قال : خطب أبو ذرّ .. وذكرها بطولها. انتهى.
1 ـ في صفحة : 89 من المجلد الرابع.
2 ـ رجال الشيخ : 13 برقم 12 ، وكذلك في رجال البرقي : 1 ، قال : أبو ذر الغفاري جندب بن جنادة ، ويقال : جندب بن السكن.
* ـ خ. ل : بريد     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
3 ـ رجال الشيخ الطوسي رحمه الله : 36 برقم 1 ، وعدّه البرقي في رجاله : 3 من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام. وفي صفحة : 4 عدّه من شرطة الخميس.
4 ـ الفهرست للشيخ الطوسي رحمه الله : 70 ـ 71 برقم 160 الطبعة الحيدرية [ وفي الطبعة المرتضوية : 45 ـ 46 برقم ( 149 ) ، وطبعة جامعة مشهد : 80 ـ 81 برقم ( 155 ) ].
** ـ خ. ل : العطازدي.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].


(250)
    وقال في القسم الأوّل من الخلاصة (1) : جُنْدَب : بالجيم المضمومة ، والنون الساكنة ، والدال غير المعجمة المفتوحة ، والباء المنقطة تحتها نقطة ـ ابن جنادة ـ بالجيم المضمومة ، والنون والدال بعد الالف غير المعجمة ـ الغفاري أبو ذر رحمه الله. وقيل : جندب بن السكن. وقيل : اسمه : يزيد (2) بن جنادة ، مهاجري ، أحد الأركان الأربعة ، روي عن الباقر عليه السلام أنّه لم يرتّد. مات رحمه الله في زمن عثمان بالربذة ، له خطبة يشرح فيها الأمور بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم. انتهى (3).
    وأرخ الشهيد الثاني في تعليقه (4) على الخلاصة ، على قول العلاّمة : ( مات في
1 ـ الخلاصة : 36 برقم 1.
    أقول : اختلفوا في اسم هذا الصحابي العظيم ، وفي اسم أبيه ، واتفقوا في كنيته ، أمّا كنيته المعروف بها والمتّفق عليها فهي : أبو ذر ، وأمّا اسمه فقيل : جندب ، وقيل : بربر ، وقيل : برير ، وقيل : جند ، وأمّا اسم أبيه فقيل : جنادة ، وقيل : عبد الله ، وقيل : سكن ، وقيل : قيس .. وغير ذلك وتجد هذا الاختلاف مذكوراً في الإصابة 4/63 برقم 384 ، والاستيعاب 1/82 برقم 287 ، واُسد الغابة 1/301 .. وغيرها. والمشهور عندنا شهرة عظيمة بل لم اظفر على مخالف هو أنّ اسمه الشريف : جندب ، واسم أبيه : جنادة ، وقد نسبه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4/219 هكذا : جندب أبو ذر بن جنادة بن كعيب بن صعير بن الوقعة بن حرام بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ..
2 ـ كذا ، وفي الخلاصة المطبوعة : بريد.
3 ـ قال في اُسد الغابة 5/186 ـ برير بن جنادة ـ ولم أجد من ذكر أنّ اسمه : بريد ، بل فيه : يزيد كما في الإصابة 4/63 برقم 384.
4 ـ قال الشهيد الثاني رحمه الله : في حاشيته المخطوطة على الخلاصة : 6 من نسختنا : .. جندب توفي أبو ذر سنة 32 ، وصلى عليه ابن مسعود ، وقدم ابن مسعود المدينة وأقام عشرة أيام فمات بعد العشرة ، حكاه عن الإكمال. قوله فيه : أحد الأركان الأربعة .. هم : سلمان ، والمقداد ، وأبو ذر ، وحذيفة رضي الله عنهم.


(251)
زمن عثمان ). قوله : توفى أبو ذر في سنة اثنتين وثلاثين ، وصلى عليه ابن مسعود ، وقدم المدينة فأقام عشرة أيام ، فمات عاشره.
    ثمّ علّق على قول العلاّمة : ( أحد الأركان الأربعة ) قوله : وهم : سلمان ، والمقداد ، وأبو ذر ، وحذيفة. انتهى.
    وخطأ بعضهم ما سمعته من الخلاصة ، من نقل قول بأنّ اسمه : يزيد.
    وعدّه ابن داود ـ أيضاً ـ في القسم الأوّل (1). وضبط بَرِيْر : بالباء المفتوحة ، والراء المكسورة ، والياء المثنّاة من تحت ، والراء. وأشار إلى ما في الفهرست ، ورجال الشيخ من الفقرات. وضبط الربذة : بالراء والباء المفردة ، والذال المعجمة المفتوحات.
    وأقول : إنّ حال الرجل في الجلالة والثقة والورع والزهد والعظمة أشهر من الشمس ، وأبين من الامس. وفضائله لا تعدّ ، ومناقبه لا تحصى ، وإيمانه كزبر الحديد.
    وعن المقدّسي (2) أنّه : أوّل من حيّا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بتحيّة الإسلام.
    وقد تضمّن كلام العلاّمة الطباطبائي (3) قدّس سرّه جملة وافية من ترجمة الرجل ، قال رحمه الله : .. إنّه رابع (4) الإسلام ، وخادم رسول الله صلى الله
1 ـ رجال ابن داود : 93 برقم 345 طبعة جامعة طهران [ وفي الطبعة الحيدرية : 67 برقم ( 349 ) ].
2 ـ في الجمع بين رجال الصحيحين للمقدسي 1/75 برقم 286.
3 ـ رجال السيّد بحر العلوم المسمى بـ : الفوائد الرجالية 2/143.
4 ـ المتفق عليه عندنا أنّ أبا ذر رابع من أسلم من الرجال ، لكن العامة اختلفوا في ذلك فبين من قال : إنّه رابع ، ومن قال : إنّه خامس.


(252)
عليه وآله وسلّم ، أحد الحواريين الذين مضوا على منهاج سيّد المرسلين (1).
    كان بدو الإسلام (2) ذئب عدا على غنم له من جانب ،
1 ـ روى الكشي في رجاله : 9 حديث 20 ، بسنده : .. عن أسباط بن سالم قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : « إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله [ صلى الله عليه وآله وسلّم ] الذين لم ينقضوا العهد ، ومضوا عليه .. فيقوم سلمان ، والمقداد ، وأبو ذر ..
2 ـ ذكر بدء إسلام الصحابي العظيم أبا ذر رضوان الله تعالى بهذه الصورة التي رواها السيّد بحر العلوم قدّس سرّه والشيخ الصدوق في أماليه في المجلس الثالث والسبعون : 479 ، والشيخ الكليني قدّس سرّه في روضة الكافي 8/297 حديث 457 مع اختلاف يسير في بعض الالفاظ.
    ولكن العامة ذكروا في سبب إسلامه صوراً أُخرى ؛ ففي الاستيعاب 2/645 برقم 114 ، والإصابة 4/63 برقم 384 ، واُسد الغابة 5/186 ، وصفوة الصفوة 1/238 بصورة واحدة باختلاف يسير في بعض الالفاظ ، بسنده : .. ـ واللفظ من المجموع ـ عن ابن عباس قال : لمّا بلغ أبا ذر مبعث رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم بمكة قال لأخيه نفيس : اركب إلى هذا الوادي وأعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنّه نبيّ يأتيه الخبر من السماء ، واسمع من قوله ثم ائتني .. فانطلق الاخ حتّى قدم مكة وسمع من قوله ، ثم رجع إلى أبي ذر ، فقال له : رأيته يأمر بمكارم الاخلاق ، وسمعت منه كلاماً ما هو بالشعر ، فقال ما شفيتني فيما أردت .. فتزوّد وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة [ فأتى مكة ] فأتى المسجد والتمس النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، وهو لا يعرفه ، وكره أن يسأل عنه حتى أدركه [ بعض ] الليل : فاضطجع فراه علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] فعرف أنّه غريب ، فلمّا رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح ، ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد ، وظلّ ذلك اليوم ولا يراه النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم حتى أمسى ، فعاد إلى مضجعه ، فمرّ به علي [ عليه السلام ] فقال : « أما آن للرجل أن يعلم منزله » ، فأقامه فذهب به معه لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء ، حتى كان اليوم الثالث فعل مثل ذلك ، فأقامه ، ثم قال : ألا تحدّثني ما الذي أقدمك ؟ قال : إن اعطيتني عهداً وميثاقاً لترشدني فعلت .. ففعل ، فأخبره قال : « إنّه


(253)
فنجش * عليه أبو ذرّ بعصاه ، فتحوّل إلى الجانب الآخر ، فنجش عليه ، فقال : ما رأيت ذئباً أخبث منك.
    فأنطق الله الذئب فقال : أشرّ مني (1) أهل مكة ، بعث الله إليهم نبيّاً فكذّبوه وشتموه.
    فخرج أبو ذر من أهله على رجليه يريد مكّة ، ليعلم ما أخبره به الذئب ، فدخلها وقد تعب وعطش ، فأتى زمزم ، فاستسقى (2) دلواً فخرج له لبناً تميّزه ، فكانت تلك له آية أخرى. ثمّ مرّ بجوانب المسجد ، فإذا بقريش يشتمون النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ـ كما قال الذئب ـ. فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم.
    ثمّ إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أمره بالرجوع إلى أهله ، وقال له :
حق ، وإنّه رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، فإذا أصبحت فاتّبعني حتى تدخل مدخلي » ففعل ، فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، ودخل معه ، فسمع من قوله وأسلم مكانه ، فقال له النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم : « إرجع إلى قومك ، فاخبرهم حتى يأتيك أمري » ، قال : والذي نفسي بيده لأصرخنّ بها بين ظهرانيهم ، فخرج حتى أتى المسجد ، فنادى بأعلى صوته ، أشهد أن لا إله إلاّ الله ، محمّد عبده ورسوله ، فقام القوم إليه فضربوه حتى أضجعوه ، وأتى العباس فاكبّ عليه ، وقال : ويلكم ألستم تعلمون أنّه من غفار ، وأنّه طريق تجارتكم إلى الشام ، فأنقذه منهم ، ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه ، فاكبّ العباس عليه .. وروينا في إسلامه الحديث الطويل المشهور وتركناه خوف التطويل ..
    هكذا ذكروا إسلامه فراجع وتأمل ما هناك من فروق بين النقلين.
* ـ النجش تنفير الوحش من موضع إلى آخر.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    لكن في رجال السيد بحر العلوم : نهش عليه.
1 ـ في المصدر بزيادة : والله.
2 ـ في المصدر : فاستقى.


(254)
« انطلق إلى بلادك ، فإنك تجد ابن عمّ لك [ قد ] مات ، وليس له وارث [ غيرك ] ، فخذ ماله ، وأقم عند أهلك حتى يظهر أمرنا ».
    فرجع وأخذ المال ، وأقام عند أهله حتى ظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فهاجر إلى المدينة.
    وآخى (1) النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بينه وبين المنذر بن عمرو في
1 ـ حديث الموآخاة بين سيدنا أبي ذر والمنذر بن عمرو ، ذكره في السيرة الحلبية 2/91 ، وسيرة ابن هشام 2/152 .. وغيرها.
    ولكن رواة الشيعة الإماميّة ـ رفع الله تعالى شأنهم وأهلك عدوهم ـ اتفقوا على أن الموآخاة كانت بينه وبين سلمان ، وهي الموآخاة الاولى التي كانت بين المهاجرين والأنصار ، وفي المواخاة الثانية آخى بينه وبين المنذر بن عمرو.
    ولكنّ الكشّي رحمه الله روى في رجاله : 17 حديث 40 بسنده : .. عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام ، قال : « ذكرت التقية يوماً عند علي عليه السلام فقال : « إن علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بينهما ، فما ظنّك بسائر الناس ».
    وفي الكافي 8/162 من الروضة حديث 168 بسنده : .. عن صالح الأحول ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بين سلمان وأبي ذرّ ، واشترط على أبي ذر أن لا يعصي سلمان ».
    وفي الاختصاص : 3 في عدّ شرطة الخميس ، قال : .. وأبو ذر الغفاري.
    وجاء في الاختصاص : 5 ، والخصال في أبواب السبعة : 360 ـ 361 بسنده : .. عن علي عليه السلام قال : « خلقت الأرض لسبعة بهم يرزقون ، وبهم يمطرون ، وبهم ينصرون : أبو ذر ، وسلمان ، والمقداد ، وعمّار ، وحذيفة ، وعبد الله بن مسعود ». قال علي عليه السلام : « وأنا إمامهم ، وهم الذين شهدوا الصلاة على فاطمة عليها السلام » ، ومثله في تفسير فرات : 215 بتفاوت يسير غير مغيّر للمعنى.
    وفي الاختصاص : 12 ـ 13 بسنده : .. قلت لأبي عبد الله عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في أبي ذر : « ما أظلت الخضراء ، وما أقلّت الغبراء أصدق


(255)
المؤاخاة الثانية ، وهي مؤاخاة الأنصار مع المهاجرين ، بعد الهجرة بثمانية أشهر.
    ثمّ شهد مشاهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ولزم بعده أمير المؤمنين عليه السلام.
    وكان رضي الله عنه من المتجاهرين بمناقب أهل البيت ومثالب أعدائهم ، لم تأخذه في الله لومة لائم عند ظهور المنكر ، وانتهاك المحارم.
    وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : « ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء ، على ذي لهجة أصدق من أبي ذر » (1).
لهجة من أبي ذر » ؟ قال : « بلى » قلت : فأين رسول الله وأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام ؟ قال : فقال لي : « كم فيكم السنة شهراً » ؟ قلت : اثنى عشر شهراً ، قال : « كم منها حرام » ؟ قلت : أربعة أشهر ، قال : « شهر رمضان منها » ؟ قلت : لا ، قال : « إنّ في شهر رمضان ليلة العمل فيها أفضل من ألف شهر .. إنّا أهل بيت لا يقاس بنا أحد » ، وهذه الرواية رواها الشيخ الصدوق في معاني الاخبار : 179 حديث 2 باب معنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : « ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء .. » بلفظه.
    وفي اعتقادات شيخنا الصدوق قدّس سرّه بسنده : .. قيل لأبي ذر : كيف ترى قدومنا على الله ؟! قال : أمّا المحسن فكالغائب يقدم على أهله ، وأمّا المسيء فكالآبق يقدم على مولاه ، قيل له : كيف حالنا عند الله ؟ قال : أعرضوا أعمالكم على كتاب الله تعالى ، إنه تعالى يقول : ( إنَّ الابرارَ لَفِي نَعِيم ، وإنَّ الفُجّار لَفِي جَحِيم ) ، قيل له : فأين رحمة الله قال : إنّ رحمة الله قريب من المحسنين.
    وفي طبقات ابن سعد 4/231 بسنده : .. قال : عن ثعلبة بن الحكم ، عن علي [ عليه السلام ] أنّه قال : « لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر ، ولا نفسي » ، ثم ضرب بيده إلى صدره.
1 ـ هذه الكلمة الذهبية والوسام المقدس نقل بألفاظ متفاوتة متناً متفقة دلالةً ومعنىً ،
تنقيح المقال الجزء السادس عشر ::: فهرس