تنقيح المقال الجزء السادس عشر ::: 226 ـ 240
(226)

(227)
[ باب جنادة وجندب وما يلحق به ]


(228)

(229)
باب جنادة وجندب وما يلحق به

    الضبط :
    جُنَادَة : بالجيم المضمومة ، والنون المفتوحة ، والالف ، والدال المهملة ، والهاء (1).
    وقد مرّ (2) ضبط الأزدي في ترجمة : إبراهيم بن إسحاق الأزدي.
    [ الترجمة : ]
    وقد عدّ الشيخ رحمه الله (3) الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 14 برقم 29 ، تاج العروس 2/326 ، تاريخ ابن الأثير 4/456 ، العبر 1/91 ، الإكمال 2/151 ، الطبقات الكبرى 7/439 ، مستدرك الحاكم 3/608 ، الكاشف 1/188 برقم 824 ، تقريب التقريب 1/134 برقم 116 ، تهذيب التهذيب 2/115 برقم 184 ، الجرح والتعديل 2/514 برقم 2127 وصفحة : 515 برقم 2129 ، التاريخ الكبير للبخاري 2/232 برقم 2297 ، اُسد الغابة 1/297 ، الإصابة 1/247 برقم 1201 ، الاستيعاب 1/93 برقم 239.
1 ـ قال في لسان العرب 3/133 : وجُنَيْد وجَنّاد وجُنَادة أسماء ، وجُنَادَة أيضاً حيّ.
2 ـ في صفحة : 292 من المجلّد الثالث.
3 ـ قال الشيخ في رجاله : 14 برقم 29 : جنادة بن اُميّة الأزدي ، سكن مصر.


(230)

    وقال ابن الأثير في تاريخه 4/456 ( دار الصادر بيروت ) في وقائع سنة ثمانين : وفيها توفي جنادة بن أبي أميّة ، وله صحبة ، وكان على غزو البحر أيام معاوية كلّها.
    وفي تاج العروس 2/326 ، قال : وجنادة ـ بالضمّ ـ ابن أبي اُمية الأزدي .. صحابيون.
    وقال الذهبي في العبر 1/91 : وفيها [ أي سنة ثمانين ] ، وقيل : قبلها مات جنادة ابن أبي اُمية الأزدي. له ولأبيه صحبة. وحديثه في الصحيحين. وقد ولي البحر لمعاوية.
    وقال في الإكمال 2/151 : أما جنادة ـ بالجيم ـ والنون فجماعة منهم : جنادة بن أبي اُميّة الأزدي ثم الزهراني ، قال ابن يونس : من أصحاب رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم شهد فتح مصر وولي البحر لمعاوية حدّث عنه من أهل مصر مرثد .. إلى أن قال : توفي بالشام سنة ثمانين.
    وفي الطبقات الكبرى لابن سعد 7/439 ، قال : جنادة بن أبي اُميّة الأزدي ، لقي أبا بكر وعمر ومعاذاً وحفظ عنهم ، وكان ثقة صاحب غزو : قال محمّد بن عمر : توفي في سنة ثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان.
    وفي مستدرك الحاكم 3/608 ذكر جنادة بن أبي أمية الأزدي ، قال : أخبرني أحمد ابن يعقوب الثقفي ، حدثنا موسى بن زكريا ، حدثنا خليفة الخياط ، قال : جنادة بن أبي اُميّة بن نزار بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر الأزدي توفي سنة ثمانين.
    وفي الكاشف 1/188 برقم 824 ، قال : جنادة بن أبي أميّة الأزدي مختلف في صحبته ، وله عن عمر ومعاذ ، وعنه بسر بن سعيد وعلي بن رباح ، توفي عام ثمانين.
    وفي تقريب التقريب 1/134 برقم 116 ، قال : جنادة ـ بضم أوله ثم نون ـ ، ابن أبي اُميّة الأزدي أبو عبد الله الشامي ، يقال : اسم أبيه : كثير مختلف في صحبته ، فقال العجلي : تابعي ثقة ، والحق أنهما اثنان صحابي وتابعي ، متفقان في الاسم وكنية الاب ، وقد بينّت ذلك في كتابي في الصحابة .. إلى آخر كلامه.
    وفي تهذيب التهذيب 2/115 برقم 184 قال : جنادة بن أبي اُميّة الأزدي ، ثم


(231)

الزهراني ، ويقال : الدوسي أبو عبد الله الشامي ، ويقال : اسم أبي اُميّة : كثير ، مختلف في صحبته .. إلى أن قال : قال ابن يونس : كان من الصحابة ، شهد فتح مصر ، وولي البحرين لمعاوية ، وقال العجلي : شامي تابعي ثقة من كبار التابعين سكن الاردن .. إلى أن قال : قال الواقدي وخليفة وغيرهما : مات سنة ثمانين ، وزاد الواقدي : وكان ثقة صاحب غزو ، وقيل : مات سنة ست وثمانين ، وقيل : سنة خمس وسبعين ، قلت : وممن اثبت صحبته يحيى بن معين .. إلى أن قال : وذكره ابن حبان في ثقات التابعين ، وقال : قيل : إن له صحبة ، وليس ذلك بصحيح ، قلت : هما اثنان : أحدهما صحابي والآخر تابعي .. إلى آخره.
    وفي الجرح والتعديل 2/514 برقم 2127 قال : جنادة الأزدي له صحبة ( مصري ) ، وفي صفحة : 515 برقم 2129 : جنادة بن أبي اُمية الدوسي ، واسم أبي اُميّة : كبير ، ولأبيه أبي أميّة صحبة شامي .. إلى آخره.
    وقال البخاري في التاريخ الكبير 2/232 برقم 2297 : جنادة بن أبي اُميّة الدوسي ، واسم أبي اُميّة : كبير ، قال لي عمرو بن علي : مات جنادة سنة سبع وستين .. إلى أن قال : كان علينا جنادة في البحر ست سنين.
    وقال في اُسد الغابة 1/297 : جنادة بن أبي اُمية الأزدي ، ثم الزهراني ، واسم أبي أميّة : مالك ، قاله أبو عمر ، عن خليفة وغيره ، وقال البخاري : اسم أبي أميّة : كثير ، وقال ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن جنادة بن أبي اُمية الدوسي ، واسم أبي أميّة : كثير ، ولأبيه صحبة ، وهو شامي ، وشهد فتح مصر ، وعقبه بالكوفة ، وقال محمّد بن سعد كاتب الواقدي : جنادة بن أبي اُمية غير جنادة بن مالك الذي يأتي ذكره ، قال أبو عمر : هو كما قال محمّد بن سعد هما اثنان عند أهل العلم بهذا الشأن ، قال : وكان جنادة بن أبي أمية على غزو الروم في البحر لمعاوية من زمن عثمان إلى أيام يزيد ، إلاّ ما كان من أيام الفتنة ، وشتا في البحر سنة تسع وخمسين ، قال أبو عمر ، وكان من صغار الصحابة .. إلى أن قال : وتوفي بالشام سنة ثمانين ، وهو من صغار الصحابة أخرجه الثلاثة ، إلاّ أن ابن منده لم يُسم أباه : كثيراً ، وإنّما جعل كثيراً أبا جنادة الذي نذكره بعد هذه الترجمة.
    ثم عنون الثاني بقوله : جنادة بن أبي أمية ، قال ابن منده : واسم أبي أمية : كثير ، أدرك النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم ولا تصح له صحبة ، قال : وقال محمّد بن


(232)
وسلّم مضيفاً إلى ما في العنوان قوله : سكن مصر.
    وعدّه ابن عبد البر (1) ، وابن منده ، وأبو نعيم من الصحابة.
    ولقّبوه بعد الأزدي بـ : الزَهْرَاني ، وهو : بالزاي المعجمة المفتوحة ، والهاء الساكنة ، والراء المهملة ، والالف ، والنون ، والياء. نسبة إلى زهران أبي قبيلة ، وهو ابن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد ، قاله في التاج (2).
    وقيل : إنّ اسم أبيه أبي اُميّة : مالك. وقيل : كثير ، ومنع ذلك محمّد ابن سعد (3) ، وبنى على كون جنادة بن أبي أميّة اثنين ، أحدهما : اسم أبيه : مالك. والآخر اسم أبيه : كثير ، وهو الذي يظهر من ابن منده ، وأبي نعيم.
    وقال بعضهم : إنّ جنادة من صغار الصحابة ، وتوفّي بالشام سنة
إسماعيل : اسم أبي أمية : كثير توفي سنة سبع وستين .. إلى أن قال : وقال أبو نعيم ـ لمّا ذكره ـ : هو عندي جنادة بن أبي أميّة الأزدي الذي تقدم ذكره ، فرق بينهما بعض المتأخرين من الرواة ، وهما عندي واحد.
    وعنون ثالثاً فقال : جنادة بن أبي أميّة الأزدي أبو عبد الله له صحبة نزل مصر ، وعقبه بالكوفة ، واسم أبي أمية : كثير ، قاله البخاري ، توفي سنة سبع وستين .. إلى أن قال : أخرج هذه الترجمة أبو نعيم وحده ، فإذن يكون قد أخرج جنادة بن أبي أمية ثلاث تراجم .. إلى آخر كلامه.
    ونقل هذا الاختلاف في الإصابة 1/247 برقم 1201.
1 ـ الاستيعاب 1/93 برقم 239.
2 ـ تاج العروس 3/250 ، قال : وزهران أبو قبيلة ، وهو ابن كعب .. إلى أن قال : منهم من الصحابة جنادة بن أبي أمية .. وضبطه في توضيح المشتبه 9/194 وقال : والزَهْراني كثير. وانظر : الإكمال لابن ماكولا 7/401.
3 ـ كذا ، وفي اُسد الغابة : سعيد.


(233)
ثمانين (1) (*).

    [ الترجمة : ]
    عده ابن منده ، وأبو نعيم من الصحابة (2).
    وقيل : أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ، ولا تصحّ له صحبة ، وهو اشتباه.
    وقيل : توفي سنة سبع وستين.
    وعلى كلّ حال ؛ فحاله غير متحقق (**).
1 ـ ذكر هذه الأقوال في اُسد الغابة ، فراجع.
(*)
حصيلة البحث
    الذي يستفاد من مجموع ما ذكر في المعنون هو الاختلاف في اسم الاب والقول بالتعدد ، والراجح هو التعدد ، والاختلاف في صحبته ، والقول بأن أحدهم صحابي والآخران تابعيان ، ثم الاختلاف في وثاقته ، وإني أختار ضعفه ؛ لأنه من أذناب الظلمة ، وولاة معاوية ويزيد ، ولعدم وجود موقف له مؤيد لأمير المؤمنين عليه السلام ، فهو من أضعف الضعفاء.
2 ـ ذكره في اُسد الغابة 1/298 ، وفي الإصابة 1/247 برقم 1201 ، وقد ذكر الاختلاف في اسم أبيه وفي وثاقته ، بل الاختلاف في أصل وجوده.
(**)
حصيلة البحث
    إنّ المعنون مختلف في أصل وجوده ، ثم في أبيه ، ثم في وثاقته ، فهو غير متحقق الحال حكماً وموضوعاً.


(234)
    [ الترجمة : ]
    عدّه ابن عبد البر (1) ، وابن منده ، وأبو نعيم من الصحابة. وقالوا: سكن البصرة.
    قلت : حاله غير واضح.
    [ الضبط : ]
    وجراد : يأتي (2) ضبطه في : جندب بن جراد.
    والعَيْلاني : بالعين المهملة المفتوحة ، والياء المثنّاة من تحت الساكنة ، واللام ،
1 ـ قال في الاستيعاب 1/94 برقم 341 : جنادة بن جراد الغيلاني الأسدي أحد بني غيلان سكن البصرة .. إلى أن قال : قال : حدّثنا زياد بن قريع ـ أحد بني غيلان بن جاوة ـ ، عن أبيه ، عن جنادة بن جراد ـ أحد بني غيلان بن جاوة ـ ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ..
    وفي اُسد الغابة 1/298 ، قال : جنادة بن جراد العيلاني الأسدي أحد بني عيلان ، سكن البصرة .. إلى أن قال : أخرجه الثلاثة ، قلت : كذا نسبه أبو عمر ، فقال : العيلاني الأسدي ، ولا أعرف هذا النسب إنّما عيلان بن جاوة بن معن ، وولد معن من باهله ، فهو عيلاني باهلي ، وأما أسدي فلعلّه له فيهم حلف وإلاّ فليس منهم.
    وفي الإصابة 1/248 برقم 1203 ، قال : جنادة بن جراد العيلاني الباهلي ، روى الدارقطني في المؤتلف ، وابن السكن ، وابن شاهين من طريق زياد بن قريع أحد بني غيلان بن جاوة ، عن أبيه ، عن جنادة بن جنادة .. إلى أن قال : قلت : العيلاني : ضبطه الرشاطي بالمهملة .. إلى أن قال : وقال : الذي بالمعجمة كثير ، وإن الذي بالمهملة قيس عيلان ، وذكر الاختلاف في سبب إضافة قيس لعيلان.
    وفي المقام لبعض المعاصرين هفوة أعرضت عن ذكرها خوف الإطالة بلا جدوى.
2 ـ في صفحة : 293 برقم ( 4240 ) ، والصحيح : جندب بن مكيث بن جراد الجهني.


(235)
والالف ، والنون ، والياء ، نسبة إلى عيلان (1).
    وفي وصفه بـ : العيلاني والأسدي تنافياً إلتفت إليه أبو عمر ، فقال : العيلاني الأسدي ، لا أعرف هذا النسب ، إنّما عيلان بن جاوة بن معن ، وولد معن من باهلة ، فهو عيلاني باهلي. وأمّا أسدي ، فلعلّه له فيهم حلف ، وإلاّ فليس منهم (*).

    الضبط :
    السلماني : بالسين المهملة المفتوحة ، واللام الساكنة ، والميم ، والالف ، والنون ، والياء. نسبة إلى سلمان ، بطن من مراد. ومراد بطن من مذحج. ولذا وصف الرجل بـ : المذحجي المرادي السلماني.
1 ـ لاحظ ضبط عَيْلان بفتح العين وسكون الياء في توضيح المشتبه 6/447.
(*)
حصيلة البحث
    المعاجم الرجالية ساكتة عن التعرض لما يخصّ حاله ممّا يكشف عن ضعفه أو وثاقته ، فهو غير معلوم الحال.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 72 برقم 5 ، مجمع الرجال 2/54 ، جامع الرواة 1/167 ، ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، منهج المقال : 88 [ الطبعة المحققة 3/264 برقم ( 1145 ) ] ، منتهى المقال : 83 [ ولم ترد في الطبعة المحقّقة ! ] ، مناقب ابن شهر آشوب 4/113 ، إبصار العين : 84 ـ 85 ، فتوح الشام 5/201 ، تاريخ ابن الأثير 3/293.


(236)
    ويمكن كون السلماني فيمن لم ينتسب إلى البطن المذكور (1) ، نسبة إمّا إلى سلمان ، منزل بين عين صيد وواقصة ، أو العقبة.
    أو إلى سلمان ، ماء قديم جاهلي ، وهو طريق إلى تهامة [ في ] الجاهلية من العراق.
    أو بفتح اللام (2) ، نسبة إلى سَلَمْيَة ـ بفتح السين واللام وسكون الميم ، وفتح الياء ـ بلدة قرب حمص منها : عتيق السلماني محركة ، كما في القاموس (3).
    ومرّ (4) ضبط الأزدي في : إبراهيم بن إسحاق.
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه في رجاله (5) من أصحاب
1 ـ قال في توضيح المشتبه 5/142 ـ بعد أنّ ذكر أن سلمان بطن من مراد ـ : هو سلمان ابن يَشْكُر بن ناجية بن يحابر ، وهو مراد ، وفي همدان : سلمان بن معاوية ، وفي تميم : سلمان بن عمرو.
2 ـ لاحظ ضبط السَلَماني في توضيح المشتبه 5/142 ـ 143.
3 ـ القاموس المحيط 4/130 ، وقال في معجم البلدان 3/239 : سلمان ـ فعلان ، من السلم والسلامة ـ وهو ههنا عربي محض ، قيل : هو جبل ، وقال أبو عبيدة السكوني : السلمان منزل بين عين صيد وواقصة والعقبة ، وبين عين صيد والسلمان ليلتان ، وواقصة دون ذلك ، وبين العقبة وسلمان ليلتان ، قال : والسلمان ماء قديم جاهلي ، وبه قبر نوفل ابن عبد مناف ، وهو طريق إلى تهامة من العراق في الجاهلية ، قال أبو المنذر : إنّما سمّي طريق سلمان باسم سلمان الحميري .. إلى أن قال : وهو فوق الكوفة ، وكان من مياه بكر بن وائل.
    وفي مراصد الاطلاع 2/730 ، قال : سلمان بلفظ الصحابي ، قيل : جبل ، وقيل : منزل بين عين صيد وواقصة والعقبة ، والسلمان : ماء قديم جاهلي ، وهو طريق إلى تهامة في الجاهلية من العراق ، وللعرب يوم سلمان.
4 ـ في صفحة : 292 من المجلد الثالث.
5 ـ رجال الشيخ : 72 برقم 5 ، قال : جنادة بن الحرث السلماني.


(237)

    وقال في إبصار العين : 84 ـ 85 : جنادة بن الحرث المذحجي المرادي السلماني الكوفي ، كان جنادة بن الحرث من مشاهير الشيعة ، ومن أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان خرج مع مسلم أوّلاً ، فلمّا نظر الخذلان ، خرج إلى الحسين عليه السلام مع عمرو بن خالد الصيداوي وجماعة ، فمانعهم الحرّ ، ثم أخذهم الحسين عليه السلام ، فلمّا كان يوم الطفّ تقدّموا فأوغلوا في صفوف أهل الكوفة حتى أحاطوا بهم ، فانتدب لهم العباس [ عليه السلام ] فخلص إليهم وخلصهم ، ولكنهم أبوا أن يرجعوا سالمين ويروا عدّواً ، فقتلوا في مكان واحد بعد أن قاتلوا قتال الاسد اللوابد .. ثم قال : ضبط الغريب ممّا وقع في هذه الترجمة : جنادة ، بالجيم ، والنون ، والالف ، والدال المهملة ، وبعدها الهاء ، ويصحف ، بجبار ، وحيان ، ولكن المضبوط ذلك.
    وفي فتوح الشام لابن أعثم 5/201 ـ 202 ، قال : ثم خرج من بعده جنادة بن الحارث الانصاري وهو يقول :
أنا جنادة وأنا ابن الحارث عن بيعتي حتى ترى موارث لست بخوّار ولا بناكث اليوم سلوى في الصعيد ماكث
    ثم حمل فلم يزل يقاتل حتى قتل رحمه الله ، وخرج من بعده ابنه عمرو بن جنادة وهو يقول :
أصف الخناق من ابن هند أرمد ومهاجرين مخضبين رماحهم حسنت على عهد النبي محمّد واليوم تخضب من دماء أراذل طلبوا بثأرهم ببدر إذ أتوا والله ربي لا أزال مضارباً هذا على الأزدي حق واجب من عاهة لفوارس الانصار تحت العجاجة من دم الكفار فاليوم تخضب من دم الفجار رفض القران لنصرة الاقدار بالمرهفات وبالقنا القتار في الفاسقين بمرهف بتّار في كلّ يوم تعانق وكرار (1)
    وقد جاء البيت الأوّل في المقتل : 47 هكذا :
ضاق ببغي سعد وابنه وقتاله لفوارس الانصاري
1 ـ وتنسب هذه الابيات إلى يحيى بن كثير الانصاري أيضاً.
    أقول : وقع التحريف في اسم المترجم كما أشار إليه في إبصار العين ؛ ففي تاريخ ابن الأثير 3/293 ، قال : وأمّا الصيداوي عمرو بن خالد ، وجبار بن الحرث السلماني ،


(238)
الحسين عليه السلام.
    وقد ذكر أهل السير أنّه كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، ثمّ من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، ومن المقاتلين بصفين ، ومن مشاهير الشيعة ، بايع مسلماً ، فلمّا نظر إلى خذلان أهل الكوفة ، فرّ واختفى عند قومه. فلمّا سمع بمجيء الحسين عليه السلام خرج إليه مع عمرو بن خالد الصيداوي وجماعة من الشيعة ولحق به عليه السلام ولازمه إلى أن استشهد يوم الطفّ ، رضوان الله عليه.
    وزاده شرفاً تخصيصه بالسلام عليه في زيارة الناحية المقدسة (1) ، بقوله
وسعد مولى عمرو بن خالد ، ومجمع بن عبد الله العائذي .. فإنهم قاتلوا أوّل القتال ، فلمّا وغلوا فيهم عطفوا إليهم فقطعوهم عن أصحابهم ، فحمل العباس بن علي [ عليهما السلام ] فاستنقذهم ، وقد جرحوا ، فلمّا دنا منهم عدوهم حملوا عليهم فقاتلوا ، فقتلوا في أوّل الامر في مكان واحد.
    وفي المناقب لابن شهرآشوب 4/113 ، قال : والمقتولون من أصحاب الحسين [ عليه السلام ] في الحملة الاولى : .. إلى أن عدّ منهم : وحباب بن الحارث وقد ظهر أنّ ابن الأثير ذكره بعنوان : جبار بن الحرث ، وابن شهرآشوب : حباب بن الحارث.
1 ـ وهي المروية في بحار الأنوار 45/72 بقوله عليه السلام : « السلام على حباب بن الحارث السلماني الأزدي .. » وفي بحار الأنوار ـ أيضاً ـ 101/273 ـ في زيارة الشهداء المشتملة على أسمائهم الشريفة ـ قال : « السلام على حيّان بن الحارث السلماني الأزدي .. »
    وفي صفحة : 340 من بحار الأنوار في زيارة أوّل رجب والنصف من شعبان : « السلام على حيان بن الحارث .. »
    وعلى كل حال ؛ فقد اختلف في اسم المترجم على أربعة أقوال :
    1 ـ جنادة بن الحارث.
    2 ـ جبار بن الحارث.
    3 ـ حباب بن الحارث.
    4 ـ حيان بن الحارث.
    والظاهر أن الصحيح : جنادة بن الحارث ، حيث هو الذي بذل مهجته بين يدي ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، دفاعاً عن ثقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وحماية عن إمام زمانه ، ولا ينقضي عجبي من ملخص المقال في عدّه من المجاهيل ، ولامناص من التصريح بأن ليس المعصوم إلاّ من عصمه الله تعالى ، وعدّها هفوة من العلاّمة مؤلف ملخص المقال ، والله سبحانه المسدد والعاصم.


(239)
عليه السلام : « السلام على جنادة بن الحارث السلماني الأزدي » (*).

    [ الترجمة : ]
    ذكر علماء السير (1) أنّه كان من الشيعة ، ومن المخلصين في الولاء ، وممّن صحب الحسين عليه السلام من مكّة ، وجاء معه هو وأهله إلى كربلاء. فلمّا كان يوم الطفّ ، وشبّ القتال ، وحمل أهل الكوفة على عسكر الحسين عليه السلام ، تقدّم جنادة هذا ، وقاتل حتى نال شرف الشهادة في الحملة الاولى ، ثمّ شُرّف بتخصيص الحجّة المنتظر ـ عجّل الله تعالى فرجه ، وجعلنا من كلّ مكروه فداه ـ إيّاه بالتسليم عليه (2) بقوله : « السلام على جنادة بن كعب بن الحارث
(*)
حصيلة البحث
    عدّ المعنون ثقة هو أقل مايقال فيه.
1 ـ في إبصار العين : 94 ، قال : جنادة بن كعب بن الحرث الانصاري الخزرجي ، كان جنادة ممّن صحب الحسين عليه السلام من مكة ، وجاء معه هو وأهله ، فلمّا كان يوم الطف تقدّم إلى القتال ، فقتل في الحملة الاولى.
2 ـ أقول : ليس في بحار الأنوار المطبوعة 45/70 في زيارة الناحية المقدسة ذكر لجنادة ابن كعب ، بل الموجود : « السلام على عمرو بن كعب الانصاري » ، فلاحظ.


(240)
الانصاري الخزرجي ، وابنه : عمرو بن جنادة » (*).

    [ الترجمة : ]
    من أهل البصرة من أعرابها.
    عدّه ابن منده ، وأبو نعيم من الصحابة (1). وتنظّر في ذلك بعضهم ، والصواب الاوّل. لما روي عنه من وفوده على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وقوله : إني وافد قومي من بلحارث من أهل البحرين ، فادع الله أن يعيننا على عدونا من ربيعة ومضر ، حتّى يسلموا (2). فدعا الله ، وكتب بذلك كتاباً ، وهو عندنا.
    وعلى كلّ حال ؛ فلم يتّضح لي أمره (**).
(*)
حصيلة البحث
    بناءً على ثبوت شهادة المعنون بين يدي ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يعدّ من أوثق الثقات ، ومن أجلّ الاجلاء ، فتفحّص.
1 ـ ذكره في الإصابة 1/248 برقم 1204 ، فقال : جنادة بن زيد الحارثي ، روى ابن السكن والباوردي من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة ، عن سودة بنت المتلمس .. إلى أن قال : إسناده ضعيف مجهول.
    وقال في اُسد الغابة 1/299 : جنادة بن زيد الحارثي من أهل البصرة من أعرابها ، لا تصح له صحبة ، في إسناده نظر .. إلى أن قال : أخرجه ابن منده ، وأبو نعيم.
    وانظر : تجريد أسماء الصحابة 1/90 برقم 841.
2 ـ الإصابة 1/248 برقم 1204 باختلاف يسير.
(**)
حصيلة البحث
    إنّ المعنون إمّا ضعيف أو مجهول الحال.
تنقيح المقال الجزء السادس عشر ::: فهرس