|
||||||||||||||||||||||||||||||
(46)
مضى الحسين (ع) في يوم السبت العاشر من المحرم سنة احدى وستين من الهجرة بعد صلاة الظهر منه قتيلاً مظلوماً و سنّة ثمان وخمسون سنة أقام منها مع جده رسول الله (ص) سبعاً سنين ومع أبيه علي (ع) سبعاً وثلاثين سنة ومع أخيه الحسن (ع) سبعاً واربعين سنة ، وكانت مدة خلافته بعد اخيه احدى عشر سنة انتهى ملخصاً ببعض التصرف عن ارشاد المفيد. أقول والأصح انه عليه السلام قتل يوم الجمعة العاشر من المحرم اذ كان أول المحرم الذي قتل فيه يوم الأربعاء وتواترت الروايات انه عليه السلام نزل كربلاء يوم الخميس وهو اليوم الثاني من المحرم ، وتقول اكثر الروايات : واصبح ابن سعد يوم عاشوراء وهو يوم الجمعة وقيل يوم السبت.
1 ـ شهر بانويه بنت يزدجرد بن شهريار كسرى ـ وهي ام الامام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام. 2 ـ ليلى بنت أبي مرة بن عروة الثقفي ـ عظيم القريتين الذي قالت قريش فيه ( لولا أُنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) وعنوا بالقريتين مكة والطائف. وليلى هي امّ علي الأكبر بن الحسين المقتول بالطف بين يدي أبيه. 3 ـ الرباب بنت امريء القيس بن عدي ، الكلبية ، وهي ام عبد الله الرضيع بن الحسين ، وسكينة بنت الحسين. (47)
4 ـ ام اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمية ، ام فاطمة ام الحسن وكنت أولاً عند الامام الحسن عليه السلام ، وإنما تزوجها الحسين بوصية من الحسن اذ قال له عند موته :
لا أريد أن تخرج هذه المرأة من بيتكم ، واني راض عنها. 5 ـ القضاعية وهي ام جعفر بن الحسين وقد مات في حياة ابيه. فعلى هذا يكون اولاد الحسين عليه السلام ستة : أربعة ذكور وابنتان وهم : 1 ـ علي بن الحسين الأكبر وهو الذي استشهد في كربلاء ويكنى أبو الحسن. 2 ـ علي بن الحسين السجاد ويكنى ابو محمد. 3 ـ عبد الله قتل مع أبيه صغيراً يوم الطف ، جاءه سهم وهو في حجر أبيه فذبحه. 4 ـ جعفر بن الحسين. 5 ـ فاطمة. 6 ـ سكينة. وجاء في بعض الاخبار ان للحسين ولدين آخرين وهما : محمد بن الحسين ، ومحسن بن الحسين المدفون في جبل جوشن قرب حلب. ومن حكم الحسين القصيرة الفارعة الرائعة. قال رجل عند الحسين ان المعروف اذا أسدي الى غيري أهله ضاع فقال الحسين ليس كذلك ولكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر تصيب البر والفاجر. وقال ما أخذ الله طاقة احد الا وضع عنه طاعته ولا اخذ قدرته الا وضع عنه كلفته. (48)
وقال : العاقل لا يحدّث من يخاف تكذيبه ، ولا يسأل من يخاف منعه ولا يثق بمن يخاف غدره ، ولا يرجو من لا يوثق برجائه.
وقال : ان قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار ، وان قوماً عبدو الله شكراً فتلك عبادة الأحرار وهي أفضل العبادة. وسئله رجل عن معنى قوله تعالى : « واما بنعمه ربك فحدث » قال امره أن يحدثه بما انعم الله به عليه في دينه. وقال اذا سمعت أحداً يتناول أعراض الناس فاجتهد أن لا يعرفك فان أشقى الاعراض به معارفه. وللامام الحسين (ع) كلمات آية في الاقناع ، وفي ذروة البلاغة سهلة اللفظ جيّدة السبك متراصفة الفقرات متلائمة الأطراف تملك القلوب وتستعبد الأسماع كقوله : الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم الخ ... و من عظيم بلاغته دعاؤه يوم عرفه دعابه وهو واقف على قدميه في ميسرة الجبل تحت السماء رافعاً يديه بحذاء وجهه خاشعاً متبتلاً وهو دعاء طويل مشهور. (49)
في القرن الاول الهجري
(50)
(51)
1 ـ عقبة بن عمرو السهمي
2 ـ سليمان بن قتة 3 ـ ابو الرميح الخزاعي ـ عمير بن مالك 4 ـ الرباب بنت امريء القيس الكلبي 5 ـ بشير بن جذلم 6 ـ جارية هاشمية تنعي الحسين 7 ـ بنت عقيل بن أبي طالب 8 ـ فاطمة ـ ام البنين الكلابية ـ 9 ـ ام كلثوم بنت امير المؤمنين 10 ـ الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب 11 ـ كعب بن جابر الأزدي 12 ـ عبيد الله بن الحر الجعفي 13 ـ ابو الاسود الدؤلي ـ ظالم بن عمرو 14 ـ يزيد بن ربيعة بن مفرّغ 15 ـ عبيد الله بن عمرو الكندي البدي 16 ـ عامر بن يزيد بن ثبيط العبدي 17 ـ الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب 18 ـ عوف بن عبد الله بن الأحمر الأزدي 19 ـ أبو دهبل وهب بن زمعة 20 ـ المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب 21 ـ مصعب بن الزبير بن العوام 22 ـ عبد الله بن الزبير الأسدي 23 ـ يحيى بن الحكم بن العاص 24 ـ خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي 25 ـ شيخ يروي أبيات قالها جده في الحسين (ع) (52)
1 ـ عقبة بن عمرو السهمي :
قصد كربلاء في أواخر المائة الأولى ، الشاعر العربي المعروف عقبة ابن عمرو السهمي ـ من بني سهم بن عون بن غالبة ، لزيارة قبر الحسين ، ووقف بإزاء القبر ورثى الحسين (ع) بالأبيات التالية :
(53)
قال السيد الأمين في الجزء 41 من الأعيان : عقبة بن عمرو السهمي من بني سهم بن عوف بن غالب ، قال يرثي الحسين وهو اول شعر رثي به عليه السلام : اذا العين قرت في الحياة وأنتم ...
وقال سبط ابن الجوزي عن السدي أن أول شعر رثي به الحسين (ع) قول عقبة بن عمرو السهمي ـ من بني سهم بن عوف بن غالب ـ ورواه المفيد رحمه الله في المجالس بسنده عن ابراهيم بن داحة (1) قال من قصيدة هذا مطلعها : اذا العين قرت في الحياة ... الخ وقال الطريحي في المنتخب : ولله در من قال وهو على مانقل أول شعر قيل في الحسين عليه السلام. 1 ـ ابن داحة ، ويقال له ابن ابي داحة ، وهو ابراهيم بن سليمان المزني ، يحكى عن الجاحظ انه ذكره في كتاب الحيوان وقال : وكان ابن داحة رافضياً. (54)
2 ـ سليمان بن قتة :
قال السيد الامين في ( أعيان الشيعة ) وينبغي ان يكون اول من رثاه سليمان بن قتة العدوي التيمي مولى بني تيم بن مرة ، توفي بدمشق سنة 126. وكان منقطعاً الى بني هاشم فإنه مر بكربلاء بعد قتل الحسين بثلاث فنظر الى مصارعهم واتكأ على فرس له عربية وأنشأ يقول :
1 ـ هذه الأبيات ذكرها الفاضل المجلسي « ره » وغيره كما ذكرها ابو الفرج في المقاتل لسليمان واوردها ابن شهر اشوب وغيره ايضا له. (55)
فقال له عبد الرحمن بن حسن بن حسن : هلا قلت ( رقاب المسلمين فذلت ) وبعضهم يروي هذه الأبيات لأبي الرميح الخزاعي.
والظاهر أن لكل من سليمان بن قتة وأبي الرميح أبياتاً في رثاء الحسين عليه السلام على هذا الوزن وهذه القافية ، وقد أدخل بعض أبيات كل منهما في أبيات الآخر وستأتي ترجمة أبي الرميح. أقول : وفي كتاب ( رغبة الامل من كتاب الكامل ) للمرصفي : سليمان بن قنة بفتح القاف والنون المشددة ، و في مكان آخر ذكره قتة بالتاء. ثم ذكر الغريب في الشعر فقال : ( غني ) يريد قبيلة غني بن اعصر بن سعيد بن قيس عيلان بن مضر. ( وتقتلنا قيس ) يريد منهم شمر بن ذي الجوشن بن الأعور بن عمرو بن معاوية بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة الذي حرض عبيد الله بن زياد على قتل الحسين ونادى في الناس : ويحكم ما تنتظرون بالرجل ، اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم. والذي تولى قتله قيما يروى سنان بن أنس النخعي. انتهى. أقول والأصح أن قاتله شمر كما في أكثر المقاتل ونظم كثير من الشعراء ذلك ، يقول الحاج هاشم الكعبي :
(56)
عّده ابن شهر آشوب في المعالم من شعراء اهل البيت المتقين فقال : سليمان بن قتة التيمى الهاشمي. وفي كامل المبرد ج 1 ص 106 هو رجل من بني تيم بن مرة بن كعب بن لؤي ، وكان منقطعا إلى بني هاشم انتهى. وكان من الشيعة التابعين والشعراء ، اقول ذكر السيد الأمين الابيات المتقدمة وقال : كثر ذكر الناس لها ، واختلفت روايتهم لها بالزيادة والنقصان وتغيير بعض الألفاظ ففي كامل المبرد قال سليمان بن قتة ، ( وذكر الأبيات ) وفي تهذيب تاريخ ابن عساكر قال سليمان بن قتة يرثي الحسين ( وذكر الابيات ) وبها بعض الاختلاف وفي الجزء 14 ص 448 من الاعيان قال : التيمي تيم بن مرة اورد له ابن الأثير في الكامل هذه الابيات في رثاء الحسين عليه السلام وقال : وكان منقطعاً إلى بني هاشم ولم يذكر اسمه وبعضهم نسبها لسليمان بن قتة العدوي مولى بني تميم ، وقيل انها لابي الرميح الخزاعي ومن المحتمل ان يكون المراد بالتيمي سليمان بن قتة وان يكون الصواب مولى بني تيم والله اعلم. وقال الشيخ المامقاني في ( تنقيح المقال ) ، سليمان بن قتة القرشي العدوي مولى بني تيم بن مرة ويقال له الهاشمي. والضبط قتة بفتح القاف وتشديد المثناة من فوق ثم الهاء. كان من الشيعة وله ابيات يرثي بها الحسن المجتبى ومراث كثيرة للحسين عليه السلام والقتلى معه. وقال الشيخ عباس القمي : قَتّة كضبَّة : اسم أم سليمان ، واسم والده (57)
حبيب المحاربي وهو تابعي مشهور. وقيل أنّ سليمان هو أوّل من رثى الحسين : مَرّ بكربلاء فنظر إلى مصارع الشهداء فبكى حتى كاد ان يموت ثم قال : الأبيات.
توضيح اراد بقوله : ستة كلهم لصلب علي هم : 1 ـ الحسين بن علي بن طالب وامه فاطمة الزهراء 2 ـ العباس بن علي بن أبي طالب وامه أم البنين فاطمة بنت حزام. 3 ـ عبد الله بن علي بن أبي طالب. 4 ـ عثمان بن علي بن أبي طالب. 5 ـ جعفر بن علي بن أبي طالب. 6 ـ ابو بكر بن علي بن أبي طالب واسمه محمد الأصغر أو عبدالله وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد فهؤلاء الستة لصلب علي عليه السلام واختلف في غيرهم. وقوله وسبعة لعقيل وهم : 1 ـ مسلم بن عقيل بن أبي طالب 2 ـ عبد الله بن مسلم بن عقيل 3 ـ محمد بن مسلم بن عقيل 4 ـ محمد بن أبي سعيد بن عقيل 5 ـ عبد الرحمن بن عقيل 6 ـ جعفر بن عقيل هؤلاء الذين ذكرهم السماوي في ( ابصار العين ) وهو ينطبق على شعر المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وكان مع الحسين إلا (58)
انه مرض في الطريق فعزم عليه الحسين ان يرجع فرجع فلما بلغه قتله رثاه فكان من مرثيته :
وقوله : واندبي ان بكيت عونا أخاهم. يعني به عون بن عبدالله بن جعفر بن ابي طالب و أمه زينب الكبرى العقيلة بنت أمير المؤمنين عليه السلام. وامها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال السروي : برز عون بن عبد الله بن جعفر الى القوم وهو يقول :
وبقوله : وسمي النبي غودر فيهم. أراد به محمد بن عبد الله بن أبي طالب امه الخوصاء بنت حفصة بن ثقيف. قال السروي : تقدم محمد قبل عون إلى الحرب فبرز اليهم وهو يقول :
(59)
3 ـ ابو الرميح الخزاعي :
ابو الرميح الخزاعي هو عمير بن مالك بن حنظل بن عبد شمس بن سعد بن غنم بن حيلب بن جبير بن عدي بن سلول الخزاعي. توفي في حدود سنة 100 ، كان شاعراً مكثراً الشعر في رثاء الحسين عليه السلام ، مقلاً في غيره كما قال ابن النديم ، وكان ابوه مالك بن حنظلة من الصحابة كما في الاصابة ، وكان يزور آل محمد فيجتمعون اليه ويقرأ عليهم مراثيه. حدث المرزباني قال دخل أبو الرميح على فاطمة بنت الحسين بن علي (ع) فأنشدها مرثيته في الحسين (ع) :
(60)
فقالت فاطمة : يا أبا الرميح هكذا تقول ، قال : فكيف اقول جعلني الله فداك ، قالت قل : اذل رقال المسلمين فذلت.
فقال : لا أنشدها بعد اليوم إلا هكذا. وهذا البيت مذكور لسليمان بن قتة العدوي ولعله تضمنه او استشهد به. وفي الجزء الاول من الأعيان القسم الثاني ص 165 : أبو الرميح الخزاعي عمر بن مالك بن حنظلة ، له رثاء في الحسين توفي حدود المائة. |
||||||||||||||||||||||||||||||
|