|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
(91)
11 ـ كعب بن جابر الأزدي :
كان كعب بن جابر الازدي (1) ممن قاتل الحسين عليه السلام وهو الذي قتل برير بن خضير الهمداني رحمه الله ، فقالت له اخته النوار بنت جابر : أعنت على ابن فاطمة و قتلت سيّد الغراء ، لقد أتيت عظيماً من الأمر ، والله لا اكلمك من رأسي كلمة ابداً ، فقال كعب :
1 ـ في الاعلام للزركلي : كعب بن جابر ، شاعر كان مع عبيدالله بن زياد يوم مقتل الحسين وله في ذلك ابيات اولها :
2 ـ مشخوب : مصقول. (92)
قال فبلغت ابياته رضي بن منقذ فقال مجيباً له يرد عليه.
1 ـ برير بن خضير من شيوخ القراء ومن اصحاب امير المؤمنين عليه السلام وموقفه يوم الطف من اجل المواقف تنبىء خطبه عن شدة ايمانه وبصيرته في دينه. وقد احتج يوم عاشوراء على اهل الكوفة بخطبة يذكرها التاريخ. قال اهل السير كان برير شريفاً ناسكاً شجاعا قرائا للقرآن ، وكان من أهل الكوفة من الهمدانيين ، قتل مع الحسين عليه السلام بكربلاء سنة 61 هـ. 2 ـ أي أهل القتال والجلاد. (93)
12 ـ عبد الله بن الحر الجعفي :
1 ـ جمع انوك وهو الاحمق (94)
جاء في نفس المهموم : وسار الحسين (ع) حتى نزل قصر بني مقاتل (1) فاذا فسطاط مضروب ورمح مركوز وخيول مضمرة ، فقال الحسين : لمن هذا الفسطاط قالوا لعبيد الله بن الحر الجعفي فأرسل اليه الحسين رجلاً من أصحابه يقال له الحجاج بن مسروق الجعفي فأقبل فسلم عليه فرد عليه السلام ثم قال : ما وراءك ؟ فقال : ورائي يابن الحر أن الله قد أهدى اليك كرامة ان قبلتها فقال وما تلك الكرامة ، فقال هذا الحسين بن علي يدعوك الى نصرته فان قاتلت بين يديه أجرت ، وإن قتلت بين يديه استشهدت فقال له عبيد الله بن الحر والله يا حجاج ما خرجت من الكوفة الا مخافة أن يدخلها الحسين وانا فيها ولا أنصره لأنه ليس في الكوفة شيعة ولا انصار الا مالوا الى الدنيا الا من عصم منهم فارجع اليه فأخبره بذلك ، فجاء الحجاج وأخبر الحسين فدعا عليه السلام بنعليه فلبسهما واقبل حتى دخل على ابن الحر فلما رآه قد دخل وسلم ، وثب عبيد الله وتنحى عن صدر مجلسه وقبّل يديه ورجليه وجلس الحسين (ع) ثم قال : يابن الحر ما يمنعك أن تخرج معي قال : احب أن تعفيني من الخروج معك وهذه فرسي المحلقة فاركبها فوالله ما طلبت عليها شيئاً الا ادركته ولا طلبني احد إلا فتّه حتى تلحق بمأمنك وأنا ضمين لك بعيالاتك أوديهم اليك أو اموت انا وأصحابي دونهم.
قال الحسين : أهذه نصيحة منك قال نعم والله ، قال : إني سأنصحك كما نصحتني مهما استطعت ان لا تسمع واعيتنا فو الله لا يسمع اليوم واعيتنا أحد ثم لا يعيننا إلا كبه الله على منخريه في النار قال عبيد الله بن الحر دخل عليَّ الحسين ولحيته كأنها جناح غراب فوالله 1 ـ قال السيد المقرم ينسب القصر الى مقاتل بن حسان بن ثعلبة ، وساق نسبه الحموي في المعجم الى امريء القيس بن زيد بن مناة بن تميم ، يقع بين عين التمر والقطقطانة والقريات خربه عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس ثم جدده. (95)
ما رأيت أحداً أملأ للعين ولا أهيب في القلب منه ولا والله ما رققت على أحد قط رقتي على الحسين حين رأيته يمشي وأطفاله حواليه.
وروى مسنداً عنه أنه سأل الحسين عن خضابه فقال (ع) : اما أنه ليس كما ترون انما هو حنا وكتم ، و في خزانة الأدب للبغدادي في ج 1 ص 298 أنه سأل الحسين : أسواد أم خضاب ، قال يابن الحر عجل علي الشيب ، فعرفت أنه خضاب. وجاء في رجال السيد بحر العلوم ، عبيد الله بن الحر بن المجمع بن الخزيم الجعفي من أشراف الكوفة عربي صميم وليس من اخوة أديم ، موالي جعفي. ذكر النجاشي في اول كتابه : عبيد الله بن الحر الفارس الفاتك الشاعر ، وعده من سلفنا الصالحين المتقدمين في التصنيف وقال : له نسخة يرويها عن أمير المؤمنين عليه السلام. قال السيد بحر العلوم : والعجب منه ـ رحمه الله ـ كيف عدّ هذا من سلفنا الصالح وهو الذي خذل الحسين وقد مشى اليه يستنصره فأبى أن ينصره وعرض عليه فرسه لينجو عليها ـ فأعرض عنه الحسين وقال : لا حاجة لنا فيك ولا في فرسك وما كنت متخذ المضلين عضدا. وقصته معروفة. وقال : كان قائداً من الشجعان الأبطال ، وكان من أصحاب عثمان ابن عفان ، فلما قتل عثمان انحاز الى معاوية فشهد معه صفين وأقام عنده إلى أن قتل علي عليه السلام فرحل الى الكوفة ، فلما كانت فاجعة الحسين تغيب ولم يشهد الوقعة فسأل عنه ابن زياد ـ كما مر ـ (96)
ثم التّف حول مصعب وقاتل المختار ثم خاف مصعب أن ينقلب عليه عبيد الله فحبسه وأطلقه بعد أيام بشفاعة من مذحج فحقدها عليه وخرج مغاضباً فوجه اليه مصعب رجال يراودونه على الطاعة ويعدونه بالولاية ، وأخرين يقاتلونه فرد اؤلئك وهزم هؤلاء واشتدت عزيمته ، وكان معه ثلثمائة مقاتل فامتلك تكريت وأغار على الكوفة. وأعيى مصعباً أمره ، ثم تفرق عنه جمعه بعد معركة ، وخاف أن يؤسر فألقى نفسه في الفرات فمات غريقاً. و كان شاعراً فحلا ثابت الايمان قال لمعاوية يوماً : ان علياً على الحق وأنت على الباطل وهذا يدل على صحة اعتقاده لا سيما ما أظهره من شدة ندمه وتحسره ـ نظماً و نثراً على تركه لنصرة الحسين (ع) ليفوز بجنات النعيم وطيبها.
ومن اخذه بالثأر مع المختار قالوا وتداخله من الندم شيء عظيم حتى كادت نفسه تفيض. والرجل صحيح الاعتقاد سييء العمل ، وقد يرجى له النجاة بحسن عقيدته وبحنو الحسين عليه السلام وتعطفه عليه ، حيث أمره بالفرار من مكانه حتى لا يسمع الواعية ، فيكبه الله على وجهه في النار والله أعلم بحقيقة حاله. انتهى كلام السيد بحر العلوم رحمه الله. وقال الشيخ نجم الدين ـ من أحفاد ابن نما ـ في رسالته ( ذوب النضار في شرح الثأر ) : و كان عبيد الله بن الحر الجعفي من أشراف الكوفة ، وكان قد مشى اليه الحسين (ع) وندبه الى الخروج معه فلم يفعل ثم تداخله الندم حتى كادت نفسه تفيض ، فقال :
(97)
لما مات معاوية وقتل الحسين (ع) لم يكن عبيد الله بن الحر الجعفي فيمن حضر قتله. تغيب عن ذلك تعمداً فلما قتل جعل ابن زياد يتفقد الأشراف من أهل الكوفة فلم َير عبيد الله بن الحر ثم جاءه بعد أيام حتى دخل عليه فقال له : أين كنت يا بن الحر ؟ قال كنت مريضاً ، قال مريض القلب أم مريض البدن فقال أما قلبي فلم يمرض ، وأما بدني فلقد منّ الله علي بالعافية ، فقال ابن زياد كذبت ولكنك كنت مع عدونا ، فقال : لو كنت معه لرؤي مكاني. وغفل عنه ابن زياد فخرج وركب فرسه ، ثم طلبه ابن زياد فقالوا ركب الساعة ، فقال : عليَّ به ، فاحضر الشرطة خلفه ، فقالوا : أجب الأمير فقال : أبلغوه اني لا آتي اليه طائعاً أبداً ، ثم أجرى فرسه وأتى منزل أحمد بن زياد الطائي فاجتمع اليه اصحابه ثم خرج حتى أتى كربلاء فنظر الى مصارع الحسين (ع) و من قتل معه فاستغفر لهم ثم مضى الى المدائن فقال في ذلك : يقول أمير غادر وابن غادر الأبيات. وقال السيد المقرم في ( المقتل ) : وفي أيام عبد الملك سنة 68 قتل عبيد الله بالقرب من الأنبار ، وفي أنساب الاشراف ج 5 ص 297 (98)
قاتله عبيد الله بن العباس السلمي من قبل القباع ولما أثخن بالجراح ركب سفينة ليعبر الفرات وأراد أصحابه عبيد الله أن يقبضوا السفينة فأتلف نفسه في الماء خوفاً منهم وجراحاته تشخب دماً ، ويذكر ابن حبيب في ( المحبّر ) ان مصعب بن الزبير نصب رأس عبيد الله بن الحر الجعفي بالكوفة. وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم أن أولاد عبيد الله بن الحر هم : صدقة ، وبرة ، والاشعر ، شهدوا واقعة الجماجم مع ابن الاشعث.
ومن شعره الذي أظهر به الندم على عدم نصرة الحسين (ع) :
(99)
ولما بلغ ابن زياد هذه الأبيات طلبه فقعد على فرسه ونجا منه. وأقام ابن الحر بمنزله على شاطىء الفرات إلى أن مات يزيد.
ومن شعره الذي يتأسف به على عدم نصرة الحسين (ع) :
وقال الشيخ القمي في نفس المهموم : ثم أن بيت بني الحر الجعفي من بيوت الشيعة وهم اديم وأيوب وزكريا من أصحاب الصادق ذكرهم النجاشي وأثبت لأديم وايوب أصلاً ووثقهما ولزكريا كتابا. وقال الشيخ عباس القمي في الكنى : ابن الحر الجعفي هو عبيد الله بن الحر الفارس الفاتك ، له نسخة يرويها عن أمير المؤمنين (ع) قتل سنة 68 ، وعن كتاب الاعلام قال في ترجمة ، وكان معه ثلثمائة مقاتل وأغار على الكوفة وأعيى مصعباً امره ثم تفرق عنه جمعه فخاف أن يؤسر فألقى نفسه في الفرات فمات غريقاً ، وكان شاعراً فحلاً. (100)
وقال السيد الأمين في الأعيان ، ومن شعره :
(101)
13 ـ ابو الاسود الدؤلي :
ابو الأسود الدؤلي يرثي الحسين بن علي عليهما السلام ومن أُصيب معه من بني هاشم :
1 ـ وفي نسخة : وبالحرب خابرة عالمة. 2 ـ ديوان ابي الأسود (102)
1 ـ ديوان ابي الاسود. 2 ـ تاريخ ابن عساكر ج 7 ص 216. (103)
الشاعر
أبو الأسود الدؤلي ـ ظالم بن عمرو :
ذكره المرزباني في شعراء الشيعة وقال : كان من قدماء التابعين وكبرائهم ، وكان شاعراً مجيداً وكان شيعياً ، وعدَّه ابن شهر آشوب من شعراء أهل البيت المقتصدين. توفي عام 69 هـ بالبصرة بالطاعون (1) الجارف وعمره 85 سنة. قال ابن بدران في تهذيب ابن عساكر قال الواقدي : كان ابو الأسود ممن أسلم على عهد رسول الله وقاتل مع علي (ع) يوم الجمل وكان علوياً وأبو الاسود معدود من التابعين ، والفقهاء ، والشعراء ، والمحدثين ، والأشراف والفرسان ، و الامراء ، والدهاة ، والنحويين والحاضري الجواب ، والشيعة ، والبخلاء. وهو واضع علم النحو بارشاد من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، ومن أراد تفصيل ذلك فليرجع الى الكتب المؤلفة في هذا الفن ، وقد جمع الاستاذ المعاصر عبد الكريم الدجيلي ديوان أبو الأسود الدؤلي وحققه وشرحه وكتب عن حياة أبي الاسود وقام بطبعه فشكراً له على هذه الخدمة الادبية. وفي الاعيان قال : هاجر أبو الأسود الى البصرة على عهد عمر بن الخطاب. ومن شعر أبي الأسود مشيراً الى أمير المؤمنين عليه السلام : 1 ـ قال الذهبي في تاريخ الاسلام عند ذكر سنة 69 قال المدائني حدثني من ادرك الطاعون الجارف قال ثلاثة ايام جرف فيها الناس فمات فيها في كل يوم نحو سبعين الفا حتى عجز الناس عن دفن الموتى فكانت الوحوش تدخل البيوت فتصيب منهم. (104)
(105)
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|