|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
(106)
(107)
14 ـ ابن مفرغ الحميري :
قال يخاطب عبيد الله بن زياد :
(108)
يزيد بن ربيعة بن مفرغ (1) كان شاعراً مقداماً هجا زياداً وآل زياد وعرف سجن عبيد الله بن زياد وهو القائل لما استلحق معاوية زياداً ونسبه الى ابيه (2) :
1 ـ انما سمي مفرغاً لأنه راهن على سقاء من لبن يشربه كله فشربه حتى فرغه فسمي مفرغاً ، وكان شاعراً غزلا محسناً من شعراء الصدر الأول وزمن معاوية بن ابي سفيان. 2 ـ وفي خزانة الأدب ، والحيوان : ان هذه الأشعار لعبد الرحمن بن الحكم ـ اخي مروان ـ قال ابو الفرج والناس ينسبونها الى ابن المفرغ لكثرة هجائه لزياد. 3 ـ هذا البيت من قصيدة يذكر فيها ما فعل به ابن زياد واهمال حلفائه من قريش اياه. (109)
أبست نبيذست عصارات زبيبست سمية رو سفيدست.
ومعناه هذا ماء نبيذ ، هذا عصارة زبيب ، و سمية عاهر فلما ألح عليه ما يخرج منه قيل لابن زياد : انه لما به. لا نأمن أن يموت فأمر به فانزل ، فاغتسل فلما خرج من الماء قال :
1 ـ هو راسب زئبقي اصفر. 2 ـ انظر هذا في الطبري. 3 ـ والقصيدة طويلة رواها ابو الفرج في الأغاني. (110)
ثم دس اليه غرماءه يقتضونه ويستعدون عليه ففعلوا ذلك فامر ببيع ما وجد له في اعطاء غرمائه ، فكان فيما بيغ له غلام كان رباه يقال له ( بُرد ) كان يعدل عنه ولده ، وجارية يقال لها ( اراكة ) أو ( اراك ) فقال ابن مفرغ فيهما :
وقال الشيخ القمي في الكنى : ابو عثمان يزيد بن زياد بن ربيعة ابن مفرغ الحميري لقب جده مفرغاً ، وقد هجا عباد بن زياد وعبيد الله بن زياد وقد نكّلا به وحبساه ولولا قومه وعشيرته الذين كانوا مع يزيد بن معاوية لقتلاه ، ومن شعره في لحية عباد ـ وكان عظيم اللحية كأنها جوالق :
1 ـ انظرها في طبقات ابن سلام والخزانة والاغاني والكامل. (111)
1 ـ أراد بهم اولاد سمية وهم ، زياد ، ونافع وابو بكرة كل واحد من هؤلاء ينتمي وينسب لأب غير الاخر واراد بالنبطي : نافعاً : وبالعربي ابا بكرة. ، وبالمولى زياد لان اباه عبيد كان عبد بني علاج. (112)
ووالله ما احب أن يجري الله عافيته الى يدي دونكم ولا أفوز بالمكرمة في أمره وتخلوا أنتم منها ، فانهضوا معي بجماعتكم الى يزيد بن معاوية فان أهل اليمن قد تحركوا بالشام.
فركب خالد بن أسيد وامية بن عبد الله اخوه في وجوه خزاعة وكنانة وخرجوا إلى يزيد فبينما هم يسمرون ذات ليلة إذ سمعوا راكباً يتغنى في سواد الليل بقول ابن مفرغ ويقول :
(113)
ومن قول ابن مفرغ يذكر هرب عبيد الله بن زياد وتركه أمه :
(114)
ان يزيد بن ربيعة بن مفرغ كان مع عباد بن زياد بسجستان فاشتغل عنه بحرب الترك فاستبطأه فاصاب الجند مع عباد ضيق في إعلاف دوابهم فقال ابن مفرغ :
(115)
15 ـ عبيد الله بن عمرو الكندي البدي :
(116)
قال الشيخ المامقاني في تنقيح المقال : عبيدالله بن عمرو الكندي ذكره علماء السير وانه كان فارساً شجاعاً كوفياً شيعياً شهد مع أمير المؤمنين مشاهده كلها وبايع مسلم بن عقيل ، وكان يأخذ البيعة من أهل الكوفة للحسين وعقد له مسلم راية على ربع كندة يوم حاصر قصر الامارة فلما تخاذل الناس عن مسلم واطمأن ابن زياد ارسل الحصين بن نمير فقبض على عبيدالله واحضره امامه فسأله ممن انت ، قال من كندة قال : انت صاحب راية كندة وربيعة قال نعم ، قال انطلقوا به فاضربوا عنقه فانطلقوا به فضربوا عنقه رضوان الله عليه.
قال التستري صاحب ( قاموس الرجال ) : انما روى الطبري عقد مسلم له على ربع كندة وربيعة واما اخذه وقتله فلا. وحيث ان الشاعر قد ذكر في الابيات اسماء الأبطال الثلاثة من اصحاب الحسين عليه السلام ، رأينا ان نذكر ترجمة كل واحد منهم بالمناسبة : 1 ـ سعيد بن عبد الله الحنفي : كان ممن استشهد مع الحسين يوم الطف وكان من وجوه الشيعة بالكوفة ، وذوي الشجاعة والعبادة فيهم ، وكان ممن حمل الكتب إلى الحسين عليه السلام من اهل الكوفة إلى مكة والحسين فيها ، ولما خطب الحسين اصحابه في اللية العاشرة من محرم وأذن لهم بالتفرق فأجابه اهل بيته ثم قام سعيد بن عبد الله فقال : والله لا نخليك حتى يعلم الله إنا قد حفظنا نبيه محمداً فيك. والله لو علمت أني أُقتل في أُحيي ثم احرق حيَّاً ثم أُذر. يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك حتى القي حمامي دونك ، فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم الكرامة التي لا انقضاء لها ابداً. وروى ابن مخنف انه لما صلى الحسين الظهر صلاة الخوف. اقتتلوا (117)
بعد الظهر فاشتد القتال ، ولما قرب الأعداء من الحسين ، وهو قائم بمكانه ، استقدم سعيد الحنفي امام الحسين فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يميناً وشمالاً وهو قائم بين يدي الحسين يقيه السهام طوراً بوجهه وطوراً بصدره وطوراً بيديه وطوراً بجبينه فلم يكد يصل إلى الحسين شيء من ذلك حتى سقط الحنفي إلى الارض وهو يقول اللهم ألعنهم لعن عاد وثمود. اللهم أبلغ نبيك عني السلام وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح فاني أردت ثوابك في نصرة نبيك ، ثم ألتفت إلى الحسين فقال ، أوفيت يابن رسول الله ، قال نعم أنت أمامي في الجنة ثم فاضت نفسه النفيسة.
2 ـ الحر بن يزيد الرياحي : تقدت ترجمته في ص 82 ـ 89 من هذه الموسوعة. 3 ـ زهير بن القين بن قيس الانماري البجلي : كان زهير رجلاً شريفاً في قومه ، نازلا فيهم بالكوفة ، شجاعاً ، له في المغازي مواقف مشهورة ، ومواطن مشهودة ، وكان أولاً عثمانياً فحج سنة ستين في اهله ، ثم عاد فوافق الحسين في الطريق ، فهداه الله وانتقل علويا ، ( روى ) ابو مخنف عن بعض الفزاريين ، قال كنا مع زهير بن القين حين أقبلنا من مكة نساير الحسين عليه السلام فلم يكن شيء ابغض الينا من ان نسايره في منزل ، فاذا سار الحسين عليه السلام تخلف زهير ، واذا نزل الحسين تقدم زهير ، حتى نزلنا يوماً في منزل لم نجد بُدّاً من أن ننازله فيه فنزل الحسين في جانب ونزلنا في جانب فبينا نحن نتغدى من طعام لنا ، وإذا أقبل رسول الحسين (ع) فسلم ودخل ، فقال يا زهير بن القين : إن ابا عبدالله الحسين بن علي بعثني اليك لتأتيه ، فطرح كل انسان منا ما في يده حتى كأن على رؤسنا الطير ، ( قال ) ابو مخنف : فحدثتني دلهم بنت عمرو امرأة زهير قالت : فقلت له ايبعث اليك ابن رسول الله (ص) (118)
ثم لا تأتيه ، سبحان الله لو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفتَ.
قالت فأتاه زهير بن القين : فما لبث ان جاء مستبشرا قد اسفر وجهه فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه فقوّض وحمل إلى الحسين (ع) ثم قال لي : انت طالق ، الحقي بأهلك ، فأني لا احب ان يصيبك بسببي إلّا خير ، ثم قال لأصحابه من احب منكم أن يتبعني ، والا فانه آخر العهد ، إني سأحدثكم حديثا ، غزونا بلنجر (1) ، ففتح الله علينا وأصبنا غنائم ، فقال لنا سلمان افرحتم بما فتح الله عليكم : واصبتم من المغانم ؟ فقلنا نعم فقال : اذا ادركتم شباب آل محمد (ص) فكونوا اشد فرحاً بقتالكم معه بما اصبتم من المغانم ، فأما انا فاني استودعكم الله ، قال ثم والله ما زال اول القوم حتى قتل معه. ( وقال ) ابو مخنف لما عارض الحر بن يزيد ، الحسين (ع) في الطريق واراد أن ينزله حيث يريد ، فأبى الحسين (ع) عليه ، ثم انه سايره فلما بلغ ذا حسم خطب اصحابه خطبته التي يقول فيها ، اما بعد فانه قد نزل بنا من الأمر ما قد ترون ( الخ ) ، فقام زهير ، وقال لاصحابه أتتكلمون أم أتكلم ، قالوا بل تكلم : فحمد الله واثنى عليه ، ثم قال قد سمعنا هداك الله يابن رسول الله (ص) مقالتك والله لو كانت الدنيا لنا باقية ، وكنا فيها مخلدين ـ إلا أنّ فراقها في نصرك ومواساتك ـ لآثرنا النهوض معك على الاقامة فيها ، فدعا له الحسين وقال له خيراً ( وروى ) ابن مخنف ان الحر لما ضايق الحسين عليه السلام بالنزول : و أتاه أمر ابن زياد ان ينزل الحسين على غير ماء ولا كلاء ولا في قرية ، قال له الحسين ، دعنا ننزل في هذه القرية. يعني نينوى او هذه يعني الغاضرية ، او هذه يعني شفيّة ، فقال الحر : لا والله 1 ـ بلنجر بالباء الموحدة واللام المفتوحتين والنون الساكنة والجيم المفتوحة والراء المهملة هي مدينة في الخزر. (119)
لا استطيع ذلك ، هذا رجل قد بعث عليَّ عينا. فقال زهير للحسين (ع) يابن رسول الله (ص) ، ان قتال هؤلاء اهون علينا مَن قتال من بعدَهم ، فلعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به فقال له الحسين (ع) : ما كنت لأبدئهم بقتال فقال له زهير : فسر بنا إلى هذه القرية فانها حصينة وهي على شاطيء الفرات ، فان منعونا قاتلناهم ، فقتالهم أهون من قتال من يجيء من بعدهم ، فقال الحسين عليه السّلام واية قرية هي : قال العقر ، فقال الحسين (ع) اللهم اني اعوذ بك من العقر ، فنزل بمكانه وهو كربلاء.
وقال ابو مخنف لما اجمع عمر بن سعد على القتال نادى شمر بن ذي الجوشن : يا خيل الله اركبي وابشري بالجنة ، والحسين عليه السلام جالس امام بيته ، محتب بسيفه وقد وضع رأسه على ركبته من نعاس ، فدنت اخته زينب منه وقالت : يا اخي قد اقترب العدو ، وذلك يوم الخميس التاسع من المحرم بعد العصر ، و جائه العباس ، فقال يا أخي أتاك القوم ، فنهض ، ثم قال يا عباس اركب اليهم حتى تسألهم عما جاء بهم ، فركب العباس في عشرين فارسا منهم حبيب بن مظاهر وزهير ابن القين ، فسألهم العباس ، فقالوا جاء أمر الامير بالنزول على حكمه او المنازلة ، فقال لهم العباس : لا تعجلوا حتى أرجع الى ابي عبد الله فاعرض عليه ما ذكرتم ، فوقفوا وقالوا له القه فاعلمه ثم القنا بما يقول ، فذهب العباس راجعاً ووقف اصحابه ، فقال حبيب لزهير كلم القوم إن شئت وإن شئت كلمتهم انا : فقال زهير انت بدأت فكلمهم فكلمم فردّ عليه عزرة بن قيس بقوله : إنك لتزكي نفسك ما استطعت ، فقال له زهير : ان الله قد زكائها وهداها فاتق الله يا عزرة ، فاني لك من الناصحين انشدك الله يا عزرة أن تكون ممن يعين الضلال على قتل النفوس الزكية ، فقال عزرة : ما كنت عندنا من شيعة هذا البيت انما كنت عثمانياً ، قال أفلا تستدل بموقفي هذا على اني منهم ، اما (120)
والله ما كتبت اليه كتاباً قط ، ولا أرسلت اليه رسولا قط ، ولا وعدته نصرتي قط ، ولكن الطريق جمع بيني وبينه ، فلما رأيته ذكرت به رسول الله صلى الله عليه وآله ومكانه منه ، وعرفت ما يقدم عليه من عدوه وحزبكم ، فرأيت أن أنصره وأن أكون في حزبه وأن أجعل نفسي دون نفسه ، حفظاً لما ضيعتم من حق الله وحق رسوله ، قال واقبل العباس. فسألهم امهال العشية ، فتوامروا ، ثم رضوا فرجعوا.
( وروى ) ابو مخنف عن الضحاك بن عبد الله المشرقي قال : لما كانت الليلة العاشرة خطب الحسين (ع) اصحابه واهل بيته ، فقال في كلامه : هذا الليل قد غشيكم ، فاتخذوه جملاً ، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من اهل بيتي ، فان القوم انما يطلبوني ، فأجابه العباس وبقية اهله ، ثم اجابه مسلم بن عوسجة واجابه سعيد ، ثم قالم زهير فقال والله لوددت اني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل كذا ألف قتلة ، و أنّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك ، وعن انفس هؤلاء الفتية من اهل بيتك ( وقال ) اهل السير لما صف الحسين (ع) اصحابه للقتال ، وانما هم زهاء السبعين ، جعل زهير على الميمنة ، وحبيباً على الميسرة ووقف في القلب واعطى الراية لأخيه العباس ، ( وروى ) ابو مخنف عن علي بن حنظلة بن سعد الشبامي عن كثير بن عبد الله الشعبي البجلي ، قال لما زحفنا قبل الحسين عليه السلام ، خرج الينا زهير بن القين. على فرس له ذنوب ، وهو شاك في السلاح ، فقال يا اهل الكوفة. نذار لكم من عذاب الله نذار انّ حقنا على المسلم نصيحة اخيه المسلم ، ونحن حتى الآن اخوة وعلى دين واحد وملة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف ، فاذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنا امة وكنتم امة ، انّ الله قد ابتلانا واياكم بذرية نبيه ، لينظر ما نحن وانتم عاملون ، انا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد فانكم لا تدركون منهما إلا السوءَ عمرَ سلطانهما. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|