|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
(211)
1 ـ الازل : الضيق. (212)
الشاعر :
هو منصور بن سلمة بن الزبرقان بن شريك بن مطعم الكبش الرخم ابن مالك النمري (1) من النمر بن قاسط من نزار ، وفاته سنة 190 هجري كما ذكر الزركلي في الاعلام ، وذكر غيره سنة 193 هجري.
كنيته أبو الفضل الشاعر الجزري البغدادي كان من خاصة هرون الرشيد وهو في الباطن من محبي اهل البيت عليهم السلام ، ولما سمع الرشيد قصيدته اللامية غضبت غضباً شديداً وأمر أبا عصمة ـ احد قواده ـ أن يذهب من فوره الى الرقة ويأخذ منصور النمري ويقطع لسانه ويقتله ويبعث اليه برأسه ، فلما وصل ابو عصمة الى باب الرقة رأى جنازة النمري خارجة منه فعاد الى الرشيد وأخبره بوفاة النمري فقال الرشيد فألا إذ صادفته ميتاً أحرقته بالنار كذا قال ابن المتعز في ( الطبقات ). و نجّى الله النمري من عذاب الرشيد. وروى ابن شهر آشوب : أنهم نبشوا قبره. وروى السيد المرتضى في أماليه المعروف بالغرر والدرر بسنده عن الحافظ أنه قال : كان منصور النمري يأتي باسم هرون الرشيد في شعره و مراده به صاحب منزلة هارون عليه السلام ـ يعني امير المؤمنين (ع). وقال السيد حسن الصدر في ( تأسيس الشيعة ) ذكره ضياء الدين في نسمة السحر في ذكر من تشيع وشعر وحكى عن جماعة من علماء الزيدية أنه كان من الشيعة ، وكان يورى في مدح هرون الرشيد العباسي بعلي (ع) تلميحاً منه الى الحديث المشهور : أنت مني بمنزلة هارون من موسى كقوله : 1 ـ النمري بفتح النون والميم. (213)
(214)
9 ـ الامام الشافعي :
1 ـ كذا في المناقب وفي ينابيع المودة للشيخ سليمان الحنفي القندوزي قال : وقال الحافظ جمال الدين المدني في كتابه ( معراج الوصول ) ان الامام الشافعي انشد :
(215)
الشاعر :
هو محمد بن ادريس الشافعي المولود سنة 150 والمتوفي سنة 240 بمصر يوم الجمعة سلخ رجب.
نسبه : محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب ابن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف فالشافعي قرشي النسب. نشأ يتيما في حجر امه وتولت تربيته عندما خشيت عليه الضيعة فأرسلته الى مكة المكرمة وهو ابن عشر سنين ، اما ولادته فكانت بغزة وقيل بعسقلان وقيل باليمن في السنة التي توفي فيها أبو حنيفة سنة 150 ولقد زاد بعضهم فقال انه ولد في الليلة التي توفي فيها ابو حنيفة وجعلوا ذلك من البشائر فيه والاشارة لعظمته. قدم الشافعي مكة المكرمة وهو يومئذ ابن عشر سنين فحفظ القرآن الكريم وتعلَّم الكتابة وكان حريصاً على استماع الحديث ، وكان يكتب على الخزف مرة وعلى الجلود اخرى ، واتجه لطلب الفقه وحضر على بعض علماء مكة ، ثم توجه الى المدينة وحضر على مالك بن انس واتصل به ، ثم بعد ذلك قدم بغداد ثلاث مرات ، وقدم الشافعي الى مصر سنة 198 ونزل بالفسطاط ضيفاً كريماً على محمد بن عبد الله بن عبد الحكم فأكرم مثواه ووازره ، وكانت لمحمد بن عبد الله مكانة في مصر ورياسة علمية ، وكان أهل مصر لا يعدلون به احداً ، وتأكدت بينه وبين الشافعي مودة وإخاء وقام في معونة الشافعي ومؤازرته ونشر علمه وللشافعي شعر كثير في الحكم والنصائح. (216)
قال ابن خلكان : ومن الشعر المنسوب الى الشافعي :
(217)
1 ـ اشارة الى الآية الشريفة : « قل لا أسئلكم عليه أجراً الا المودة في القربى » (218)
طبقاته بسنده المتصل الى الربيع بن سليمان المرادي ـ صاحب الامام الشافعي ـ قال خرجنا مع الشافعي من مكة نريد منى ، فلم ينزل وادياً ولم يصعد شعبا إلا وهو يقول :
وسئل الشافعي يوماً عن علي عليه السلام فقال : ما اقول في رجل أخفت أولياؤه فضائله خوفا ، وأخفت اعداؤه فضائله حسداً وقد شاع من بين ذين ما ملأ الخافقين. وأخذ هذا المعنى السيد تاج الدين فقال :
(219)
قيل للشافعي ان قوماً لا يصبرون على سماع فضيلة لاهل البيت فاذا اراد احد يذكرها يقولون هذا رافضي قال فأنشأ الشافعي يقول :
(220)
ومن روائع اقواله :
(221)
قال فمات الشافعي فأشترى أشهب من تركته عبداً ، ثم مات اشهب فاشتريت انا ذلك العبد من تركته. قال المسعودي حدثني فقير ابن مسكين عن المزني ـ وكان سماعنا من فقير بمدينة اسوان بصعيد مصر ـ قال : قال المزني دخلت على الشافعي غداة وفاته فقلت له : كيف اصبحت يا ابا عبدالله ، قال : اصبحت من الدنيا راحلا ، ولاخواني مفارقاً وبكأس المنية شارباً ولا ادري إلى الجنه تصير روحي فاهنيها أم الى النار فأعزّيها ، وانشأ يقول :
(222)
(223)
10 ـ الفضل بن الحسن بن عبيدالله بن العباس بن علي بن ابي طالب :
قال يؤبّن جده أبا الفضل العباس شهيد الطف سلام الله عليه (1) :
1 ـ رواها الشيخ الأميني عن ( روض الجنان في نل مشتهى الجنان ) للمؤرخ الهندي اشرف علي (224)
لمحة عن حياة العباس عليه السلام :
العباس بن علي بن أبي طالب هو حامل راية الحسين يوم كربلاء وعنوان عسكره ، جاء في الزيارة عن الامام عليه السلام : اشهد أنك نعم الاخ المواسي لأخيه ، أعطاك الله من جنانه افسحها منزلا وافضلها غرفا ً ورفع ذكرك في عليين وحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء و الصالحين وحسن اولئك رفيقاً.وهو من فقهاء اهل البيت وكفاه شهادة ابيه له بقوله : ان ولدي العباس زُقّ العلم زقا. ويقول الامام الصادق عليه السلام : كان عمنا العباس نافذ البصيرة صلب الايمان له منزلة عند الله يغبطه (1) بها جميع الشهداء وحتى قال الشيخ محمد طه نجف في رجاله عند ذكر العباس بن امير المؤمنين : أنا أجلّ من ان يذكرفي عداد سائر الرجال بل المناسب ان يذكر عند ذكر اهل البيت المعصومين. أقول : وما كان جهاد العباس عن حميّة وعصبية أو مدفوعا ً بدافع الاخوة بل دفاعه عن الحق ولان الحسين كان مثال الايمان ورمز الحق ، علّمنا العباس ذلك في رجزه يوم عاشورا مذ قال : 1 ـ يغبطه اي يتمنى ان يكون مثله بلا نقصان من حظه والغبطة خصلة غير مذمومة وهي تمني مثل ما للغير ، كما ان المنافسة هي : تمني مثل ما للغير مع السعي في التحصيل ، وهي سبب قوي للنشاط التقدم قال الله تعالى : وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. انما المذموم الحسد ، وهو كراهة نعمة الغير وحب زوالها ، اما اذا تمنى مثل حاله دون ان يريد زوال نعمته فتلك الغبطة وفي الحديث : المؤمن يغبط والمنافق يحسد. واصل الحسد هو نظر الحاسد الى المحسود بعين الاكبار والاعظام ، فيرى نفسه حقيرا في جنب ما اوتي ذلك المحسود. ومن اجمل ما قيل :
(225)
اشهد لك بالصدق والوفاء والنصيحة لخلف النبي المرسل والسبط المنتجب والدليل العالم والوصي المبلغ. ومن القاب العباس : العابد والعبد الصالح كما في الزيارة : السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولامير المؤمنين. أما ولادة العباس فقد كانت سنة ست وعشرين من الهجرة ، وعاش مع أبيه أمير ألمؤمنين اربع عشرة سنة. ويلقب بقمر بني هاشم لجماله ووسامته ويكنى بابي الفضل.وعاش مع اخيه الحسن أربعاً وعشرين سنة ، ومع اخيه الحسين اربعاً وثلاثين سنة وذلك مدة عمره.وكان أيّداً (1) شجاعاً فارساً وسيماً جسيماً يركب الفرس المطهم (2) ورجلاه تخطان في الأرض كما انه يلقب بالسقا وبأبي قربة لأنه ملك المشرعة يوم عاشورا وسقى صبية الحسين وقد ابت نفسه ان يشرب الماء واخوه الحسين ظمآن فاغترف بيده غرفة من الماء ثم تذكر عطش الحسين فرمى بها وقال :
1 ـ الايد كسيد : القوي ، والوسيم من الوسامة ، الجمال. 2 ـ المطهم كمحمد السمين الفاحش السمن العالي وهذه كناية عن طوله وجسامته. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|