ادب الطف الجزء الاول ::: 286 ـ 300
(286)
ذلـك يـوم لم تـرم جـائحة يوم اصـاب الضحى بظـلمته وغادر المـعولات من هـاشم تمري عيونا علي ابي حـسن تغـمر ربع الهـموم اعيـنها تئـن والنـفس تـسـتدير بها لهـفي لذاك الرواء ام ذلـك يا سيد الاوصـياء والعالـي ان يـسر جيش الهـموم مـنك فربما تقْعَص الكـماة باقـدامك ورب مقـورةٍ ملـملـمة فللت ارجـاءها وجـحفـلـها او اسمر الـصدر اصفر ازرق اودى علي صلى علـى روحـه وكـل نفس لحـينها سـبب والنـاس بالغـيب يرجمون وما وفي غـد فاعـلمـي لقاؤهـم بمثله المـصطفى ولم تُـصـب وقنع الشمـس من دجـى الغُهب الخير حيارى مهـتوكـة الحجب مـخفوقة بالـكـلام والـندب بالدمع حزناً لربـعهـا الـخرب رحى من الموت مـرّة الـقطب الرأي وتلك الانبـاء والـخطب الحجة والمرتـضى وذا الرتـب الى شمس منى والمقام والحجب قعـصاً يُجـثى على الركـب في عـارضٍ للحـمام منـسكب بذي صقال كوامـض الشـهب الرأس وان كـان احمر الحلـب الله صـلاة طـويلـة الـدأب يسـرى اليـها كـهيـئة اللـعب خلتهـم يرجمـون عن كثـب (1) فإنهـم يرقـبون ، فارتـقـب
    وقال من مرثية في الحسين عليه السلام :
اصبحت ملقى في الفراش سقيما اجدُ النسيم من السقام سموما

1 ـ عن كثب : عن قرب

(287)
ماء من الـعبرات حـرّى ارضه وبلابلُ لو انـهـن مـآكل وكرىً يرو عنّي سـرى لو انـه مرت بقلبي ذكريات بني الـهدى ونظرت سبط محمد فـي كـربلا تنحو اضـالعه سـيوف امـيـة فالجسم اضحى في الصعيد موزعاً لو كان من مطر لكان هزيـما (1) لم تخطىء الغسليـن والزقوما (2) ظل لكان الحر والـيحمومـا (3) فنسيت منـها الروح والتـهويما (4) فرداً يـعاني حزنه المـكظـوما فتراهم الصمصـوم فالصمصوما والرأس امسى في الصعاد (5) كريما
    وقال في اهل البيت عليهم السلام :
شرفي محبة معشر وولايَ فيمن فـتكه واذا تكلم في الهدى فلـفتكه ولـهديـه ثبت اذا قد ماسوا لم يعبد الصنام قط صنوان هذا مـنذر يهدي لما اوفـى به فهو القرين له وما شرقوا بسـورة هل اتى لذوي الضلالة اخـبتا (6) جحّ الغـوي وأسكـتا سماه ذو العرش الفتـى في المـهاوي زلتـا ولا أراب ولا عـتا (7) وافـى ، وذاهـاد أتـى حكم الكتاب وأثبـتا افترقا يصيف أو شـتا

1 ـ الهزيم : صوت الرعد والرعد نفسه.
2 ـ الغسلين : ما انغسل من لحوم اهل النار ودمائهم و منه قوله تعالى « فليس له اليوم ههنا حميم ولا طعام الا من غسلين » . و الزقوم. اسم طعام لهم.
3 ـ اليحموم : الدخان الاسود قال تعالى « وظل من يحموم » .
4 ـ الروح : الرحمة. هوم الرجل تهويما اذا هز رأسه من النعاس
5 ـ الصعاد : مفردها الصعدة وهي القناة المستوية ، ويريد بها هنا الرماح
6 ـ أخبت : اخشت واذل
7 ـ أراب : جعل فيه ريبه. عتا : استكبر وجاوز الحد ، فهو عات وعتي


(288)
لكنـما الاعداء لم ثقل الهدى وكـتابه واحسرتا من غضبه طالت حياة عـدوه يـدعوه أن يـتلفـتا بعد النبي تشـتتا وسكوته ، واحـسرتا حتى متى ، والى متى
    وقال بمدحه عليه السلام واولها :
دعوا ابن ابي طالب للهدى ونحر العدى كيفما يفعل
    وقال في الزهراء ، واولها :
يا قبر فاطمة الذي ما مثله قبر بطيبة طاب فيه مبيتا
    وقال يمدح اهل البيت عليهم السلام من ارجوزته الكاملة :
ان الرسول لم يزل يقول والخير ما قال به الرسول
    وقال يمدح الامام علي بن أبي طالب ويتظلم له ، واولها :
اصبحتُ جمّ بلابل الصدر ان بحت يوماً طل فيه دمي وأبيت منطوياً عـلى الـجمر ولئن كتمت يضق به صدري
    وهذه القصائد كلها في ديوانه المطبوع في بيروت ـ لبنان ، وقال :
جاؤا برأسك يابن بنت محمد وكأنما بك يابن بـنت محمد قتلوك عطشاناً ولما يرقـبوا ويكـبرون بان قتلت وانمـا مترملا بدمـائـه ترمـيلا قتلوا جهاراً عامدين رسـولا في قتلك التنزيل والـتأويلا قتلوا بك التكبير والتهليـلا
    قال السيد الامين في اعيان الشيعة جزء 4 ص 374 وروى ان خالد بن معدان الطائي من فضلاء التابعين لما شاهد رأس الحسين عليه السلام بالشام اخفى نفسه شهرا من جميع اصحابه فلما وجدوه بعد اذ فقدوه سألوه عن سبب ذلك ، فقال : الا ترون ما نزل بنا ، ثم أنشأ يقول الابيات (1) وجاء في الجزء 29 ص 140 من الاعيان ايضاً.
1 ـ ورواها ابن عساكر في تاريخ دمشق وزاد هذا البيت :
نقضوا الكتاب المستبين وأبرموا ما ليس مرضياً ولا مقبولا

(289)
    في حاشية تهذيب التهذيب عن المغني للذهبي : معدان بمفتوحة وسكون عين مهملة ، وخفة دال مهملة.
    كان خالد هذا من فضلاء التابعين المختصين بامير المؤمنين (ع).
    قال الشيخ المامقاني في ( تنقيح المقال ) : خالد بن معدان الطائي من فضلاء التابعين واهل الصلاح والذين ارسله عبد الله بن عباس ايام ولايته من قبل امير المؤمنين عليه السلام على البصرة بجند من اهل البصرة الى الاهواز ممداً به معقل ابن قيس الرياحي امير الجيش المحارب بأمر علي للناجي الخارجي بالاهواز وكتب اليه معه ، وجهت اليك خالد بن معدان الطائي مع رجال من المسلمين وهو من اهل الدين والصلاح والنجدة فاعرف ذلك له ان شاء الله. ذكر ذلك ابن هلال الثقفي في كتاب ( الغارات ) ، ويظهر من نسبة ابن شهر آشوب في المناقب له الابيات الاربعة المشهورة في رثاء الحسين التي اولها : ( جاؤا برأسك يابن بنت محمد ) انه بقي الى ما بعد قتل الحسين عليه السلام ، ويعلم مما نقل الفاضل المجلسي عن بعض كتب المناقب القديمة انه كان يومئذ بالشام فانه روى عن الكتاب المذكور باسناده عن البيهقي عن علي بن محمد بن الاديب يذكر باسناد له : ان رأس الحسين لما صلب بالشام اختفى خالد بن معدان ـ وهو من افضل التابعين ـ عن اصحابه فطلبوه شهراً حتى وجدوه ، فسألوه عن عزلته فقال : اما ترون ما نزل بنا ، ثم انشأ يقول : جاؤا برأسك يابن بنت محمد ... الابيات.
    قال : وقد نسب الى خالد بن معدان في رثاء الحسين عليه السلام ، قالها حين


(290)
مجيء السبايا والرؤس الى الشام ويبعد ان يكون هو الطائي هذا ، لانه يكون قد بلغ المائة او تجاوزها ولو كان كذلك لذكر ، ويمكن كونه الكلاعي الشامي الحمصي المتوفي سنة 103 او اكثر.
    اقول : اما الشيخ ابن نما الحلي رحمه الله ، فقد نسبها لابن سنان الخفاجي كما ذكر ذلك في ( مثير الاحزان ) والظاهر ان ابن سنان له ابيات تشبه هذه الابيات في المعنى فحصل التوهم.
    ثم ان السيد الامين رحمه الله ذكر هذه الابيات في الجزء 38 ص 30 في ترجمة ديك الجن وانها من نظمه ولم يناقش في ذلك ، وديك الجن هو : ابو محمد عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب بن عبد الله بن رغبان بن مزيد ابن تميم الكلبي الحمصي ولد سنة 161 بسلمية وتوفي سنة 235 هـ 850 م او 236
    وقال عن ديك الجن :
    عمره اربع وسبعون سنة او خمس وسبعون ، ذكره ابن شهر آشوب في شعراء اهل البيت (ع). شاعر الدنيا وصاحب الشهرة بالادب فاق شعراء عصره وطار ذكره وشعره في الامصار حتى صاروا يبذلون الاموال للقطعة من شعره ، قال ابن خلكان : وهو من اهل سلمية ولم يفارق الشام مع ان خلفاء بني العباس في عصره ببغداد فلا رحل الى العراق ولا الى غيره منتجعاً بشعره ، وكان يتشيع تشيعا حسناً ، وله مراث في الحسين (ع) ، وقال ابن شهر آشوب : افتتن الناس بشعره في العراق وهو في الشام حتى انه اعطي ابا تمام قطعة من شعره ، وقال له يا فتى اكتسب بهذا واستعن به على قولك ، فنفعه في العلم والمعاش. قال عبد الله بن محمد بن عبد الملك الزبيدي كنت جالساً عند ديك الجن فدخل عليه حَدثِ فانشده شعراً عمله فاخرج ديك الجن من تحت مصلاه درجاً كبيراً فيه كثير من شعره فسلمه اليه ، وقال له : يا فتى تكسب بهذا واستعن به على قولك فلما خرج سألته عنه ، فقال : هذا فتى من اهل حاسم يذكرانه من طيء يكنى اباتمام واسمه حبيب بن اوس وفيه ادب وذكاء وله قريحة وطبع ـ الحديث.


(291)
    يعتبر الشاعر ديك الجن في طليعة شعراء القرن الثالث الهجري ومن ابرزهم في الرثاء ، ولم يجاره في مدح آل البيت ورثائهم الا السيد الحميري وشعره يقوم دليلاً قوياً على انه شاعر مطبوع ترتاح له النفس وتتذوقه الاسماع والقلوب ، وولاؤه لأهل البيت ظاهر على شعره.
    ومن شعره في امير المؤمنين علي عليه السلام :
سطا يوم بدر بقرضابه ومن بأسه فتحت خـيبر دحا اربعين ذراعاً بـه وفي اُحدٍ لم يزل يحملُ ولـم يُنجها بابها المقفل هزبـر له دانت الاشبل
    واوردت له البيهقي في المحاسن والمساوى هذه القصيدة :
لا تقفْ للزمان في منزل الضيم واهن نفسك الكريمـة للـموت فلعمري للموت ازيـن للـحـر اي ماء يدور في وجهـك الحر ثم لا سيما اذا عـصف الدهر غاضت المكرمات وانقـرض فـقليل من الـورى من تـراه وكـذاك الهـلال اول مـا ثم يزداد ضـوئه فـتـراه عاد تدميـثك المـضـاجـع عامليُّ النتاج تطوى له الارض جرشع لاحق الا ياطل كالاعفر واتخذ ظهره من الذل حـصناً لا احـب الـفتى اراه اذا مـا ولا تسـتكن لرقـة حـالِ وقـحّم بـها عـلى الاهـوال من الذل ضـارعاً للرجـال اذا ما امتهـنتـه بالسـؤال بأهل الـندى واهـل الـنوال الناس وبادت سحائب الافضال يرتجى او يصون عرضاً بمال يبدو نحيلا في دقـة الخلخـال قمراً في السماء غـير هـلال للجنب فعال الخريدة المـكسال اذا ما اسـتعـد للانـفال ضـافي الـسبيب غير مذال نعم حصن الكريم فـي الزلزال عضه الدهر جاثماً فـي الظلال


(292)
مستكيناً لذي الغـنى خـاشع اين جوبُ البلاد شرقا وغرباً واعتراض الرقاق يوضع فيها ذهب الناس فاطـلب الرزق الطرف ذليل الادبار والاقـبال واعتـساف السهول والاجـبال بظـباء النـجاد والعـمال بالسيف والا فمُت شديد الهزال
    وقال يهجو اهل حمص لان خطيبهم كان يكثر الصلاة على محمد (ص) :
سمعوا الصلاة على النـبي توالـى ثم اسـتمر على الصـلاة إمامهم يا آل حمص تَوقعـوا من عارها شاهت (1) وجوهكم وجوهاً طالما ان يثن من صلى علـيه كـرامة فتفرقوا شيـعاً وقالوا لا ، لا فتحزبوا ورمى الرجال رجالا خزياً يحلّ علـيكم ووبـالا رغمت معاطسها وساءت حالا فالله قـد صلـى عـليه تعالى
    وقال يرثى ابا تمام الطائي :
فُجع القريض بخاتم الـشعراء ماتا معاً فتجـاورا في حفرة وغدير روضتها حبيب الطائي وكذاك كانا قـبلُ في الاحيـاء
    ومن شعره :
ما الذنب الالجدي حين ورثني فالحـمد لله حـمداً لانفـاد له علماً وورثه مـن قبل ذاك أبـي ما المرء الا بما يحوي من النسب
    وقوله :
او ما ترى طـمري بينـهما فالسـيف يقطع وهو ذو صدأ هل تنعفنَّ السـيف حيـلتهُ رجل الحّ بـهز له الـجدُّ والنصل يقرى الهام لا الغمد يوم الجلاد إذا بـنا الحـدُّ
    وله :
أيا قمراً تبسم عن اقاحا ويا غصناً يميل مع الرياح

1 ـ شاهت : قبحت. المعطس الانف.

(293)
جبينك. والمقلّد والثنايا صباح في صباح في صباح
    ويقال انه كان له غلام و جارية كان يحبهما حباً شديداً فرآهما على حالة مكروهة فقتلهما وقال في الجارية :
يا طلعةً طلع الحـمام عليـها رويت من دمها الثرى ولطالما فجنى لها ثمر الردى بـيديها روى الهوى شفتي من شفتيها
    وقال في الغلام :
ياسيف إن ترم الزمان بغدره فقتلـته وله علـى كرامـة عهدي به ميتاً كاحسـن نائم فلأنت ابدلت الوصـال بهـجره ملأ الحشا وله الفـؤاد بأسـره والحزن يسفح أدمعي فـي حجره
    وقال وقد ندم على قتله جاريته :
جاءت تزور فراشـي بعدما وقلت قرة عين قد بعـثت لنـا قالت هناك عظامي فيه مودعة وهذه الروح قـد جاءتك زائرة قبرت فظلت ألثم نحراً زانه العود فكيف ذا وطريق القـبر مسـدود تعيت فيه نـبات الارض والـدود هذي زيارة من في الارض ملحود
    اقول وجاء في وفيات الاعيان لإبن خلكان تتمة للبيتين الذين رثي بهما الجارية وهي :
مكنت سيفي من مجـال وشاحها فوحق نعليها وما وطىء الحصى ومدامعي تجري على خديها شيىء اعز علىَّ من نعلـيها


(294)
ما كان قتـلتها لأني لم اكن لكن بخلت علىَ سواي بحبها ابكي اذا سقط الغبار عليها وانفتُ من نظر الغلام اليها
    قال وصنعت اخت الغلام :
ياويح ديك الجن يا تـباً له قتل الذي يهوى وعمّر بعده ماذا تضمن صدره من غدره يارب لا تمدد له في عـمره


(295)
    3 ـ دعبل بن علي الخزاعي :
تجاوبـن بـالإرنـان والـزفرات يـخبـرن بالانفاس عن سـر أنفـس فاسعدن أو أسعفن حتـى ثقوضـت على العرصـات الخاليات من المـهى فعهدي بـها خضر المعاهد مألفـاً لـيالي يعـيدن الوصال عـلى القلى وإذ هـنَّ يلحـظن العيـون سـوافرا وإذ كـل يـوم لي بلحـظي نشـوة فـكم حسـراتٍ هاجـها بمحسّـر ألـم تر للايـام مـا جرّ جـورها ومن دول المستهزئين ( المستهترين ) و من غدا فكـيـف ومـن أنـى يطالب زلفـة سـوى حـب أبـناء النبي ورهطه وهـند وما أدّت سـمية وابـنهـا هم نقـضوا عهـد الكتاب وفـرضه ولم تـك إلا مـحـنة كشـفتهم تـراث بلا قربـى وملك بلا هـدى رزايـا أرتـنا خضـرة الافق حـمرة وما سـهـلت تلك الـمذاهـب فيهـم نوائح عجم اللفـظ والنـطقاتِ أسـارى هـوى ماضِ وآخرآت صفوف الدجى بالفجر مـنهزمات سـلام شجِ صبّ على الـعرصات من العطرات البيـض والخضرات ويعدي تدانـينا على الغـربـات ويسترن بالايدي على الوجـنات يبيت لها قلبـي علـى نـشوات وقوفي يوم الـجمع من عـرفات على الناس من نقص وطول شتات بهـم طالباً للـنور في الـظلمات الى الله بعد الـصوم والـصلوات وبـغـض بنـي الزرقاء والعبلات اولـوا الكفر في الاسلام والفجرات ومحكـمه بـالـزور والشـبـهات بدعوى ضلال من هنٍ وهنـات وحكم بـلا شـورى بغـير هداة وردّت اجاجـا طـعم كل فـرات على النـاس إلا بيعة الفلـتات


(296)
ولـو قلدوا الـمـوصـى اليه زمامها اخي خـاتم الرسل المصفى من القذى فإن جـحـدوا كـان الغـديـر شهيده وآي مـن الـقرآن تتـلى بـفضـله وغـرّ خـلال أدركـتـه بـسبـقها مناقـب لم تـدرك بكـيدٍ ولـم تـنل نجـي لـجبـريـل الامـيـن وانـتم بكيـت لرسـم الدار مـن عـرفـات وفك عرى صبري و هـاجت صبابتي مـدارس أيـات خـلت مـن تلاوة لآل رسـول الله بـالخـيف من منى ديار لعبـد الله بالخيـف مـن منى ديـار علـي والحسـين وجعـفر ديـار لـعـبد الله والفـضل صنوه وسبطـي رسـول الله وابني وصيه مـنازل وحـي الله يـنـزل بيـنها منـازل قـوم يهـتـدى بـهداهم منـازل كـانـت للـصلاة وللتقى منـازل لا فـعل يـحـلّ بـريعها ديـار عفـاها جـور كـل مـنابذ فـيا وارثـي عـلـم الـنبـي وآله لقـد آمنت نفسـي بكم فـي حياتها قفـا نسأل الـدار التي خـف أهلها وايـن الاولى شطت بهم غربة النوى هـم أهل ميراث النبي اذا اعـتزوا اذا لـم ننـاج الله في صلـواتـنا لزمـت بـمأمـون عـلى العثرات ومفترس الابطـال فـي الغمرات وبدر وأُحد شامـخ الـهـضـبات وإيـثاره بالـقوت فـي اللزبـات مناقـب كانـت فيـه مؤتنفات بشيء سوى حد القنا الـذربـات عكوف على العزى مـعاً ومناة وأذريـت دمـع العـين بالعبرات رسوم ديار قـد عفـت وعـرات ومنزل وحي مقـفـر العرصات وبالبيت والتـعريف والـجمرات وللسيد الداعـي الـى الصـلوات وحمزة والسجـاد ذي الثـفـنـات نجي رسول الله فـي الـخـلوات ووارث عـلـم الله والحـسنات على أحمد المذكور فـي السورات فتؤمـن منـهـم زلـة العثرات وللصوم والتطـهير والحـسنات ولا ابـن فـعال هاتك الحرمات ولم تعف للايـام والـسـنـوات علـيكم سـلام دائـم النـفـحات واني لارجـو الأمن بعـد مماتي متى عهدها بالصوم والصـلوات أفانين في الافاق ( الاقطار ) مفترقات وهم خير سـادات وخـير حماة باسمائـهم لم يقبل الـصلـوات


(297)
مطاعيم في الاقتار ( الاعسار ) في كل مشهد وما الـناس إلا غـاصـب ومـكـذب اذا ذكـروا قـتـلـى بـبـدر وخـيـبر فكيف يـحـبـون الـنـبي ورهـطـه لقد لاينوه فـي الـمقـال وأضـمـروا فـان لـم تـكـن إلا بقربي محمد سـقى الله قبـراً بـالـمديـنة غـيثـه نبـي الهدى صـلى عـلـيـه ملـيكه وصـلى علـيـه الله مـا ذرّ شـارق أفاطم لـو خـلت الـحسين مجدلا إذاً لـلطـمت الخد فـاطـم عنده أفاطم قومي يا ابنـة الخير واندبي قبور بكـوفـان واخـرى بطيبة واخرى بأرض الجوزجان محلها وقبـر ببـغـداد لنـفس زكـية لقد شـرفوا بالفضل والبركات ومضطـغن ذو إحنـة وتـرات ويوم حنين أسـبـلوا العـبرات وهـم تركـوا أحشاءهم وغرات قـلوبـاً علـى الاحقاد منطويات فهاشـم أولـى مـن هن وهنات فقـد حـل فـيه الأمن بالبركات وبـلّـغ عنا روحـه الـتحفات ولاحت نجـوم الـليل مبتدرات وقد مـات عطشانا بشط فرات وأجريت دمع العين في الوجنات نجـوم سـماوات بارض فلاة واخرى بفخ نـالـها صلـواتي وقبر بباخمري لدى الغربات تضمنها الرحـمن في الغرفات
    فقال الرضا عليه السلام : افلا أُلحق لك بيتين بهذا الموضع بهما تمام قصيدتك فقال بلى يا ابن رسول الله ، فقال الرضا عليه السلام ـ :
وقبر بطوس يا لها من مصيبة الى الحشر حتى يبعث الله قائما الحت على الاحشاء بالزفرات يفرج عنا الغم والكـربـات
    فقال دعبل : هذا القبر الذي بطوس قبر من ؟ قال الرضا عليه السلام : هو قبري.


(298)
علي بن موسى أرشد الله أمره فأمـا الـمـمضـات التي لست بالغا قبور بجنب النـهر مـن أرض كربلا توفوا عطاشى بـالفـرات فـليتـني الى الله اشكو لوعـة عنـد ذكرهـم أخـاف بـأن أزدارهم فـتشـوقنى تقسمهم ( تغشاهم ) ريب المنون فما نرى خـلا إن مـنهـم بـالمدينة عصبة قـلـيـلـة زوار سـوى أن زوّراً لهم كل يوم تربـة بـمـضـاجـع تـنكـب لأواء السـنين جوارهم وقد كان منهم في الحجاز وأرضها حمى لم تزره المـدنـيـات وأوجه اذا وردوا خـيـلا بـسمر من القنا وان فخـروا يـوما اتوا بـمحـمد وعدّوا علياً ذا الـمـناقـب والعلى وحمزة والعباس ذا الهـدي والـتقى ولائك لا منتوج ( ملتوج ) هند وحزبها سـتـسأل فعـل عـنهم وفعيلـها وهم منـعوا الآباء عن أخذ حقـهم وهم عدلـوها عن وصـي محـمد ولـيـهم صفـو النـبـي محـمد وصلى عليه أفضل الصلوات مبالـغهـا منـي بـكنه صفات مـعرسـهم فيها بشـط فـرات توفـيت فيهـم قبـل حين وفاتي سقتني بكأس الثـكل والفظـعات مصـارعـهم بالجزع فالنخلات لهم عقوة مغـشية الـحـجرات مدينين انضاء مـن الـلزبـات من الضبع والعقبان والرخـمات ثوت في نواحي الارض مفترقات ولا تصطليهم جمـرة الجـمرات مغاوير نحّارون في الازمـات تضيء لدى الاستار في الظلمات مساعير حرب اقحموا الغمرات وجبريل والفرقان ذي السورات وفـاطـمة الـزهراء خير بنات وجعفراً الطيـار فـي الحجبات سمية من نوكى ومـن قـذرات وبيـعتهـم مـن أفجر الفجرات وهم تـركوا الابناء رهن شتات فبـيعتـهم جاءت على الغدرات ابو الحـسن الـفـرّاج للغمرات


(299)
مـلامك في آل الـنبـي فانـهـم تخـيـرتـهم رشـداً لنـفسي انهم نبـذت الـيـهم بـالمودة صـادقاً فيا رب زدني في هـواي بـصيرة سأبكـيهـم مـا حـج لله راكـب واني لمـولاهـم وقـال عـدوهم بنفـسي أنـتم مـن كهول وفـتية وللخيل لما قيد الـمـوت خـطوها احب قصي الرحم من أجل حـبكم واكتم حبيـكم مـخافـة كـاشـح فيا عين بكيهم وجـودي بعـبـرة لقد خفت في الدنيا وايـام سـعيها ألم ترانـي مـن ثـلاثون حـجة أرى فيأهـم في غيرهم مـتقـسماً فكيف أداوي من جوي لي والجوى وآل زياد في ( الـقـصور ) مصونة سأبكـيكم ما ذر في الارض شارق وما طلعت شمـس وحان غروبها ديـار رسول الله اصبحـن بلـقعا وآل رسـول الله تـدمى نحورهم وآل رسول الله تسبـى حـريمهم اذا وتـروا مـدوا الى واتريـهم فلولا الذي ارجوه في اليوم أو غد خروج إمـام لا مـحـالة خارج يمـيز فينـا كـل حق وبـاطل أحـبّاي ماداموا واهل ثقاتي علـى كل حال خيرة الخيرات وسـلمت نـفسي طائعاً لولاتي وزد حبـهم يا رب في حسناتي وما فاح قمري على الشجرات واني لمـحزون بـطول حياتي لفكِّ عـناةٍ او لحمـل ديـات فاطلقتـم منهـن بـالذربـات وأهجر فيكم أسـرتي وبـناتي عنيد لأهل الحق غـير مـواتي فقد آن للتـسكـاب والهمـلات وإني لأرجو الأمن بـعد وفاتي أروح وأغدو دائم الـحسـرات وأيديهم من فيئـهـم صفـرات امية أهل الفـسـق والنـبعات وآل رسول الله فـي الـفلوات ونادى منادي الخير بالصلوات وبالليل أبكـيـكم وبالغـدوات وآل زياد تسكن الـحجـرات وآل زياد آمنـوا السـربـات وآل زياد ربـة الـحجـلات أكفاً عن الاوتـار مـنقبضات تقطع نفسي إثرهـم حـسراتي يقوم على اسم الله والبـركات ويجزي على النعماء والنقمات


(300)
فيا نفس طيبي ثم يا نفس أبشري ولا تجزعي من مدة الجور إنني فان قرّب الرحمن من تلك مدتي شفيت ولم أترك لنفـسي غصة فاني من الرحمن أرجـو بحبهم عسى الله ان يرتاح للـخلق انه فان قلت عرفـا أنكـروه بمنكر تقاصر نفسـي دائما عن جدالهم احوال نقل الـصم عن مستقرها فحسبي منهـم ان أبـوء بغصة فيمن عارف لم ينـتفـع ومعاند كأنك بالاضلاع قد ضاق ذرعها فـغير بعيد كل مـا هو آتي أرى قوتـي قـد آذنت بثبات وأخر من عمري ووقت وفاتي ورويت منهم منصـلي وقناتي حياة لدى الفردوس غير ثبات الى كل قـوم دائـم اللحظات وغطوا على التحقيق بالشبهات كفاني ما ألقى مـن العبرات واسماع احجار من الـصلدات تردد في صدري وفي لهواتي تميل به الاهواء للشـهـوات لما حملت من شدة الـزفرات
    قال ابو الفرج في الأغاني قصيدة دعبل :
مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات
    من احسن الشعر و فاخر المدائح المقولة في اهل البيت عليهم السلام قصد بها علي بن موسى الرضا عليه السلام بخراسان ، قال دخلت على علي بن موسى الرضا عليه السلام فقال لي انشدني فأنشدته ( مدارس آيات ) حتى انتهيت الى قولي :
اذا وُتروا مدوا الى واتريهم اكفاً عن الاوتار منقبضات
    بكى حتى أُغمي عليه ، وأومأ إلي الخادم كان على رأسه : أن اسكت فسكت ، فمكث ساعة ثم قال لي أعد. فأعدت حتى انتهيت الى هذا البيت ايضاً فأصابه مثل الذي اصابه في المرة الاولى وأومأ الخادم الي : ان اسكت فسكت وهكذا ثلاث مرات فقال لي احسنت ـ ثلاث مرات ثم أمر لي بعشرة
ادب الطف الجزء الاول ::: فهرس