ادب الطف الجزء العاشر ::: 31 ـ 45
(31)
    الشيخ عبد الله الستري ترجم له صاحب انوار البدرين فوصفه بالعالم العامل والفقيه الكامل وهو الشيخ عبد الله ابن المرحوم الشيخ عباس الستري البحراني كان من بقايا علماء البحرين الاتقياء الورعين الزاهدين كثير النوافل والصيام يشتغل بالتدريس في قريته الخارجية من جزيرة ( ستره ) يحضر عنده جملة من الطلبة والعلماء ، كثير المواظبة على البحث والتصنيف متواضع النفس. حدثني شيخنا الثقة الشيخ احمد ابن الشيخ صالح وكان أبوه من جملة تلامذته ، وهو أيضا ادركه وقرأ عنده ـ انه كان قبل اشتغاله بالدرس يشتغل هو والحاضرون معه بفتل الحبال وتمييلها لاجل صنعة الفرش المسماة ب‍ ( المداد ) وكانت معايشتهم منها ولاولاده دكاكين لصنعتها بالاجرة.
    ودرسه لتلامذته ، شرح اللمعة وشرح الشرائع وتهذيب الاحكام وقطر الندى وألفية ابن الناظم وحتى درس ( الاجرومية ) فلا يأنف من تدريس كبير أو صغير ، وصنف كتاب ( معتمد السائل ) في الفقه وله شرح ( مختصر النافع ) مجلدان وتفسير القرآن وله كتاب ( الخلافيات ) وهو المسائل الخلافية بين الاصحاب في الفقه ، وله ( منية الراغبين ) في الطهارة والصلاة وله رسالة سماها


(32)
( الجوهرة العزيزة ) وله شرح على شرح السيوطي للالفية في النحو ، ورسالة في حكم الجهر والاخفات بالتسبيح في الاخيرتين وثالثة المغرب وحكم البسملة.
    وله مراثي سيد الشهداء وامام السعداء ابي عبد الله الحسين عليه السلام ، توفي وعمره في الثمانين ودفن في جانب مسجده من الجنوب في قرية الخارجية وقد زرت قبره ودفن اولاده بعده معه ، وقرأ عند جماعة منهم الشيخ حسين بن عصفور وبعده على ابنه العالم الشيخ حسن وله الاجازة عنه. وله تلامذة صلحاء منهم العالم الشيخ صالح بن طعان الستري البحراني والد العلامة الارشد الشيخ احمد.


(33)
هـذه كربلا فقـف في ثـراها فـهي وادي القـدس التي ودت حل فيها النور الذي نار موسى فاخرت كعـبة الحجـيج فكانت يا اماما لولاه مـا خلـق الخلق هو مـن أحمد وأحمد منـه خيـرهـا بعـد جـده وأبـيه قف بها واسكب الـدموع دماء أي قتلى في الله مـا مـن نبي وبكـت بالـدم السموات والار أي عين في الناس تبخل بالدم‍ واخلع النعل عـند وادي طـواها الشهب الـدراري بأنهـا حصباها صاحـب الطور من سـناه سناها أشـرف الكعبـتين قـدرا وجاها ولا كـان أرضـهـا وسـماهـا طيـنة شرفـت عـلى ما سواها خير من قد داس الحصى ووطاها وابك طول الـمدى على قـتلاها أو وصـي من قـبل الا بـكاها ض وقـد قـل بالـدماء بـكاها ـع وعـين النبي بـاد قـذاهـا
    السيد محسن ابن السيد عبد الكريم الحسيني عالم شهير خدم بقلمه فأجاد الخدمة مما أوجب له الشكر من الامة ولد في قرية ( شقرا ) في جنوب لبنان وذلك في حدود 1282 ه‍ ودرس المقدمات في مدارس جبل عامل على المشاهير من فضلائها وبرع بين اقرانه ثم هاجر الى النجف للتحصيل الفقهي وذلك عام 1308 وأكب على التحصيل واستقى من الاعلام : الشيخ اغا رضا الهمداني والملا كاظم الخراساني وشيخ الشريعة وقد أجازه معظم هؤلاء ، وهاجر من النجف الى الشام سنة 1319 ه‍ بطلب من أهلها وكانت آثارة الطيبة


(34)
وحسناته الخالدة تذكر وتشكر ولم تزل مدرسته المعروفة بالمدرسة المحسنية تشهد له بالفضل مضافا الى منتوجاته الفكرية ومؤلفاته الكثيرة في مختلف العلوم وهذه موسوعة ( أعيان الشيعة ) شاهد صدق على ما نقول ، والجزء الاربعون من هذه الموسوعة يتضمن سيرته وهو بقلمه وأقلام آخرين وفي صدر الكتاب صورته وخطه وأبيات من منظومة في رحلته العراقية الايرانية عام 1352 ـ 1353 هجري وهي :
حيا الحـيا بمـحاني الـشام أوطانا مـرابـع كـن للآرام مـرتـبـعا يا ساكني الهضب من اكناف عاملة حـيث النسيم سرى غضا يموج به لم تنظر العين مذ فارقـت أرضكم وجـاد أربعها سـحا وتهـتانا وكان غصن الصبا فيهن ريانا والنـازلين عـلى ارجاء لبنانا قطر الندا ويـهز الرنـد والبانا في طيبـها كبلاد الشـام بلدانا
    والكتاب يزيد على الثلثمائة صفحة يتدرج مراحل حياته رحمه الله ومشاهداته للحوادث التي رافقها طيلة هذا العمر المحفوف بالبركات واليكم تعداد مؤلفاته :
    1 ـ الدر الثمين في اهم ما يجب معرفته على المسلمين.
    2 ـ ارشاد الجهال الى مسائل الحرام والحلال.
    3 ـ أساس الشريعة في الفقه.
    4 ـ الدر المنظم في حكم تقليد الاعلم.
    5 ـ البرهان على وجود صاحب الزمان.
    6 ـ حق اليقين في التأليف بين المسلمين.
    7 ـ لواعج الاشجان.
    8 ـ اصدق الاخبار في قصة الاخذ بالثأر.
    9 ـ الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد ويتضمن الكثير من شعره في اهل البيت.


(35)
    10 ـ المجالس السنية في خمسة أجزاء.
    11 ـ السحر الحلال في المناظرة بين العلم والمال.
    12 ـ الرحيق المختوم في المنثور والمنظوم ـ ديوان شعره.
    13 ـ معادن الجواهر في أخبار الأوائل والاواخر ، ثلاثة اجزاء.
    14 ـ مفتاح الجنات في الادعية ، ثلاثة أجزاء.
    15 ـ نقض الوشيعة.
    16 ـ ابو فراس الحمداني.
    17 ـ ابو تمام الطائي.
    18 ـ دعبل الخزاعي.
    19 ـ المسائل الدمشقية في الفروع الفقهية.
    20 ـ منظومة في الرضاع وأخرى في المواريث الى غير ذلك.
    توفي ببيروت وشيع تشييعا فخما مشى فيه رجال السلك الدبلوماسي من الجمهوريتين اللبنانية والسورية وذلك يوم الرابع من شهر رجب 1371 ه‍. ونعته دور الاذاعات الاسلامية والعربية.


(36)
أنجـد حادي العـيس أم أتهـما سـار وأبقـاني أسير الضـنى لم يبق لـي الـف ولا مـألف قد شـفها وجـدي فـناحت لما وأشـعـث ثـاو بـه لا يـرى حتى اذا ما الـركب زمـت به من نار احشائي جـرت أدمعي لا النار تطـفيها دمـوعي ولا من ناشـد لي يـوم ترحالـهم أودى به فرط الجـوى فاغتدى أخـنى عليها الدهـر من بعدما لما انجلى عنها حسين وبالطف حفـته من فتـيانـه عصـبة تـخالـه بـدر عـلى طـالعه مـا بيـن عـباس اذا قطـبت والقاسـم القاسم حـق العـلى وذا هـلال طالعا فـي سـما أم أمّ نجـد الغور ام يمـما مرتـهنا ارعى نجوم السما الاحـمامـات بـه حـوما قـاسـيته مـن ألـم ألـما الا الاثـافـي حـوله جثما كوم ترامت بالـفلا أسهـما فاجـتمع الـضدان نار وما دمعي بنيران الحشى أضرما قلبا بنـيران الاسى مضرما في كل لحن ينـدب الارسما كانت لمن وافى حماها حمى على رغـم الـعدى خيـما كل له الموت الزؤام انـتمى في أفق المـجد وهـم أنجما رعبا مصاليـت الوغى بسما بالسيـف لما بالمـعالي سما الهيجاء ان بدر السـما أظلما
    حتى يقول فيها :


(37)
يا راكـبا يـطوي أديـم الـفلا شـملالـة حـرف أمــون اذا عرج على مثـوى الامـام الذي والثم ثـرى اعـتابـه قـائـلا هذي بنـو حـرب الى حـربكم ثارت لاخـذ الـثأر لـما رأت ظنت أبـي الضـيم مذ أحدقت ضاقت عليها الارض في رحبها ان كر فر الجيـش مـن بأسه لم يبـق في الـكوفة بيـت ولا ما هـز في يوم الـوغى رمحه أو سـل فـيه سيـفه لا تـرى امـا ومشـحوذ الغـرار الـذي لولا القـضا مـا كان ريـحانة وآله الـغر وأصـحابه الامجاد وحـائـرات لـم تجـد ملـجأ ترى خـباها أحرقـته العـدى في جـسرة للسـير لـن تسأما مرت تـخال الـريح قـد نسما في سيفـه ركـن الهـدى قوما قم ياحمى اللاجي وحامي الحمى قادت جمـوعا جمعت من عمى مـن يـوم بدر يومـها مظـلما فيه جـنود الـشرك مستـسلمـا لـما رأتـه مشهـرا معـلـمـا كالحمر لـما أبصرت ضيـغمـا في غـيرهـا الا تـرى مـأتمـا الا لارمـاح الـعـدى حـطـما سيـفا لـهـم الا وقـد كـهـما في حده حتـف العـدى تـرجما المختار يـوم الطف يقضي ظمى صـرعـى حـولـه جـثـمـا تـأوي الـيه بعـد فقـد الحـمى وثـقـلـها صـار لهـم مغـنما
    الشيخ محمد حسين ابن الشيخ يونس ابن الشيخ أحمد ولد في قرية الشرش ـ قرية تابعة لقضاء الغورنة تبعد عنها ما يقرب من 3 كيلومترات ، وكان ميلاده سنة 1293 ه‍. نشأ ذواقة للعلم والأدب واخذ عن أبيه مقدمات العلوم وهاجر إلى النجف فدرس الفقه وحضر درس الملا كاظم الخراساني والسيد محمد كاظم اليزدي والشيخ ملا رضا الهمداني صاحب مصباح الفقيه ولما أتم دروسه رجع الى القورنة فكان فيها امام المحراب والخطيب المصقع والمدرس الخبير وأخذ يغذي الناس سيما المتفين حوله مباديء العلوم من نحو و صرف وأدب وفقه حتى نشأ جملة من المهذبين وهواة الكمال وكانت رسائله ترد النجف وفيها القطعة الشعرية والمقالة الادبية والتأريخ المعجب وقد امتاز بنظم التاريخ للحوادث التي يعاصرها ومنها تاريخه العشري يوم تأسست جمعية منتدى النشر بالنجف ومن نوادره قوله في قاض للمحكمة الشرعية السنية اسمه علي جاء الى قضاء القورنة ، قال يؤرخ عام تعيينه فيها.


(38)
قل للذي رام القضـا من حنـفي وشافعي كفـوا فقـد تواترت بالصدق تنبي ارخوا مـن آخــر وأول ومالـكي وحنـبلـي اخـبار خير مرسـل يا قوم اقضاكم علـي
    وأهدى له كتاب الكامل للمبرد فأخذ يقرأ فيه ورأى أنه عند ذكر النبي صلى الله عليه وآله يصلي عليه الصلاة المبتورة ، يذكره ولم يذكر آله فقال :
ان كتابا لم يكن يبتدى ولم يكن يختم في ذكرهـم فيه بذكر الآل بعـد النبي فليس ب‍ ( الكامل ) في مذهبي
    ومن شعره في أهل البيت سلام الله عليهم قوله :
آل النبي فما للناس شأوهم ولا يضاههيم بالفضل كل نبي
    وله في الامام الحسين عدة قصائد عامرة منها قوله في مطلع القصيدة
أماط الدجى عن صبح طلعته الغرا نووا ظـعنا والقـلب بين رحالهم فنادى منادي الحي حي على المسرى يناديهم مهـلا قفا نـبك مـن ذكرى
    والقصيدة ذكرها المعاصر الخاقاني في شعراء الغري.
    وكان جميل الشكل حسن الهندام لطيف البزة سريع الجواب حاضر النكتة توفي في قضاء القورنة في شهر صفر سنة 1371 ونقل جثمانه الى النجف الاشرف. وله آثار علمية منها كتاب في الفقه ، وآخر في فاطمة الزهراء وديوان شعر وقام بمقامه ولده فضيلة الشيخ يونس بعدما درس في النجف ونضجت مواهبه.
    وترجم له الخاقاني في شعراء الغري فذكر له جملة من المراسلات الأدبية والنتف الشعرية.
    قال : ومن شعره قوله يؤرخ عام ذهابه لحج بيت الله الحرام عام 1337 ه‍.


(39)
تسير بنا السلامة حيث سرنا فطورا في بـواخر سابحات وجاوزنا تـخب بنا المطايا فزرنا المصطفى وبنيه حتى وأقبلنا جمـيعا فـي سرور رجعـنا بالمسـرة قم فأرخ وأمن الله مـمدود الـرواق وطورا فوق اكوار النـياق لطيبة باشتـياق واحـتراق سقينا الارض بالدمع المراق نسير من الحجاز الى العراق لقد ذهب العـنا والاجر باق
    وارخ وفاة سيدة من الفضليات من آل القزويني وذلك عام 1336.
يا ابن الاطائب لا تكن جزعا البنت ان ماتت جـرى مثلا لكريمة بضريحها استترت تاريخها هي عورة سترت
    ولا يفوتنا ان نذكر أنه ابتلي في أواخر ايامه بمرض أقعده خمسة عشر عاما حتى وافاه الاجل. ترجم له الشيخ الطهراني في نقباء البشر وقال : رأيت له كتاب ( حلية المرتلين ) في التجويد ورسالة ( التجويد ) للسيد محمد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة فرغ من كتابتهما عام 1310 ومن حسن خطه في التأريخ يظهر أنه يومئذ من أبناء العشرين تقريبا.


(40)
عج والتـثم حرما ملا وزر الامام ابن الامام واشمم شذا الارج الذي خير البرية بالطفـوف أبـكى أبـاه وجـده نور برغـم الشرك يأ ئكة السماء تطيل لثمه أخا الامام أبـا الائمة كان النبي يطيل شمه عدت عـليه شر أمه وأخاه والـزهراء أمه بـى الله الا أن يتـمه
    الشيخ مهدي اليعقوبي خطيب أديب وواعظ متعظ ، عذب الكلام حلو العبارة لطيف الانسجام جمعتني معه بلدة الرميثة بمناسبة محرم الحرام فكنت أخطب شرقي البلد وهو يخطب في الجانب الغربي فكنت استعذب اقواله وأراه ورعا متثبتا حسن الاداء تنم على خطابته روح الاخلاص وبوادر الايمان. كتب عنه أخوه الشيخ محمد علي في البابليات ، فقال : ولد بالنجف الاشرف سنة 1302 ونشأ على المحافل بحكم مهنة والده وتدرج على الخطابة فكان لم يبارح أباه في حضر ولا سفر ، وقلما يخطب ولم يذكر


(41)
خطبة من خطب الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب فقد كان ، كما يقول اخوه يحفظ ثلاثة ارباع نهج البلاغة.
    لقد رأيت في مخطوطات الشيخ اليعقوبي جملة من مؤلفات المترجم له وكلها بخطه ومنها مجاميع خطية تجمع المختار من الشعر في رثاء الامام الحسين عليه السلام ومنها المجموع ( الرائق ). ما كنت أشاهده في محافل النجف الا نادرا وفي الصحن العلوي أحيانا منزويا ولا زلت اذكر مواقفه الخطابية ومجالسه المنبرية ووعظه الديني وقد أنشد ولده يعقوب بين يديه في مأتم الحسين تخميسا لابيه وهو قوله مخمسا ابيات السيد جعفر الحلي.
لست أنسى عقائل الطهر طه مذ جـفاها ملاذها وحـماها قد دهاها من العدى ما دهاها سلبـتها أيدي الجفاة حـلاها
فخلا معصم وعطل جيد
هتفت والدمـوع تنهل شجوا وبها العيس تقطع البيد عدوا وغدت تستجير لم تلف مأوى ووراها كم غرد الركب حدوا
للثرى فوك أيها الغريد
سيروهن حاسرات بوادي هذه تشتـكي وتلك تنادي هاملات الدموع شبه الغوادي عجبا لم تلن قلـوب الاعادي
لحنين يلين منه الحديد
    وله من قصيدة في الامام موسى الكاظم سابع الائمة من أهل البيت صلوات الله عليهم.
تنام عيون بني نثلة وهاشم قرت على وترها (1)

1 ـ نثيلة بنت كليب بن خباب ام العباس بن عبد المطلب كانت أمة لفاطمة بنت عمرو المخزومية أم عبد الله ابي النبي « ص » وام ابي طالب والزبير أولاد عبد المطلب ويقول ابو فراس في ميميته :
ولا لجدكم معشار جدهم ولا نثيلتكم من أمهم امم

(42)
الى م على الضيم تغضي الجفون تناسـت بـبغـداد مـاذا جـنت فقد غادرتـه رهـين السـجـون أبـاب الحـوائج للـقاصـديـن أذلـت فجيـعتـك المـسلـمين اتقـضي ببغـداد رهـن القـيود وقد حكم العـبد فـي حـرها عـلى عـزها وذرى فـخرها ودست لـه السـم من غدرهـا ومـن كفه الغـيث في وفـرها وأذكت حشا الدين في حجرهـا ونعـشك يرمى على جسرهـا
    وله من قصيدة في رثاء والده الخطيب الشهير الشيخ يعقوب.
ما ان ذكـرتك ساعـة الا جرى بالامس كنـت لـكل ناد زيـنة من بالنـدي اليه بعـدك تشخص أسفا على الاعواد بعدك اصبحت قد كـنت أفصح من تسنمها فمن ولكـم نصرت بني النبي بمقول بفرائـد لك كالخـرائد غـردت ما شيـعوا للقـبر نعـشك وحده كـلا ولا دفـنوك وحـدك انما ان اوحشت منك الديار فقد زهت بمـذاب قلبي مـدمـع هـتـان واليـوم فيك ثـرى القبور يزان الابـصار او تصغي لـه الآذان ينـزو فـلان فـوقـها وفـلان قـس بـن ساعـدة ومن سحبان (1) ما البيض أمضى منه والخرصان فيـها الحـداة وغـنت الـركبان بل شيـع المـعروف والعـرفان دفن التـقى والفـضل والايـمان بك في جـوار بـني النـبي جنان

1 ـ قس بن ساعدة الايادي احد حكماء العرب في الجاهلية ، واول من قال في كلامه ( أما بعد ) عاش حتى أدرك زمن النبي « ص » ورآه في سوق عكاظ وسئل عنه فقال : يحشر امة وحده. وسحبان وائل خطيب يضرب به المثل ، يقال : أخطب من سحبان ، اشتهر في الجاهلية وعاش زمنا في الاسلام ، كان اذا خطب لا يعيد كلمة ولا يتوقف ولا يقعد حتى يفرغ ، اقام في دمشق ايام معاوية ومات سنة 54 ه‍.

(43)
ركب الحسـين الى الفخار الخالد حشـد الطـغاة علـيه كل قواهم وتـخيـلوه يستـجـيب اليـهـم تأبـى البطـولـة أن يذل لبغيهم أيـهابـهم سـبط النـبي وعنده حسب الفـتى مـن قوة ايـمانه ولان قـضى بـين الاسنة ظاميا ولسـوف يسقـيه النبي محـمد قدم الـزمـان وذكـره متـجدد وخلـود كل فضـيلة بخلود من ايه دم الشـهداء سـل متـدفقـا ان القلوب الممحلات اذا ارتـوت يا غرة الشـهداء مـن عليائهـا موسومة بـدم الشهادة فـهي لا كيما يسـيروا في الحـياة بنهجه بيض الصـفاح فكان اكرم رائد وحموا علـيه ورد مـاء بـارد اما احس مـن الظـما بالـرافد من لـم يـكن لسوى الاله بساجد جيش مـن الايمان لـيس بـنافد ولـكربلاء علـيه أصـدق شاهد فلسوف يلقـى الله أكـرم وافـد كأسا تفيض مـن المعـين البارد في كل قـلب بالفـضيلة حـاشد لـولاه لـم يكن الـزمان بخـالد واسق القلـوب بـبارق وبـراعد منـه زهت بمـكارم ومـحامـد لوحي عليـهم كالضـياء الـعاقد تنفك تدمـي مثل زنـد الـفاصد لا يخضعـون لغاصـب ومـعاند
    أديب سوري ، كاتب ، شاعر ، ناثر اجاد الكتابة والبحث والفوص في فقه اللغة وادبياتها ، وهو صحافي منشئ نشيط ،


(44)
حرر في كثير من كبريات الجرائد والمجلات في سوريا ومصر ولبنان وراسلها ، كما انه انشأ بعضها في بلدته. وهو محاضر لبق كثيرا ما دعي للتحاضر في النوادي والجمعيات العلمية والادبية ، وخطيب عرف بقدرته على الخطابة والتصرف بفنون الكلام.
    ولعل ميزته البارزة هي ما له من أثر وجهد عظيمين في حقل التربية والتعليم فهو يعد بحق من كبار المعلمين الذين افنوا ريق العمر في تهذيب الناشئة وتنشئتها على العلم والاخلاق. اشتهر بمقدرته اللغوية وغوصه على شوارد اللغة واوابدها كما جهد نفسه في تيسير الاخذ بأسبابها ، وذلك بما وضع من كتب ومؤلفات مسبطة مخدومة.
    وهو من كبار النقلة والمترجمين في النصف الاول من القرن العشرين. عرب أكثر ما عربه عن الفرنسية وادبياتها. وهو مترجم دقيق ، حذق اصول التعريب وعمل على التعريف بها بضبط قواعدها وتحديد شروطه ومقتضياته. كان عضوا في المجمع العلمي العربي بدمشق.
    ولد في اللاذقية وفيها تلقى علومه الاولية وأتمها. قضى سحابة عمره المديد الى سنة 1940 تاريخ احالته على المعاش. معلما تارة في مصر وطورا في بلدته او مدرسة كفتين بالقرب من طرابلس.
    خص قسما كبيرا من وقته في تحبير المقالات ومراسلة المجلات وتدبيج الابحاث التاريخية والادبية واللغوية. حرر وهو في مصر وراسل بعد عودته منها كثيراً من جرائد الوادي. الاهرام. المقطم. الجوائب المصرية. البصير. المؤيد. اللواء. المقتطف. المنار. الضياء. الرابطة العربية كذلك كتب كثيرا من جرائد ومجلات سوريا ولبنان : البيرق. البشير. المشرق. مجلة المجمع العلمي. الاماني. وله في هذه وتلك من البحوث والمقالات. ما يجعل منه بحق من كبار كتاب المقالة الصحفية البارزين في العصر الحديث.


(45)
    مؤلفاته :
    1 ـ الادب العربي في ما له وما عليه.
    2 ـ ديوان ادوار مرقص.
    3 ـ ذخيرة المتأدب.
    4 ـ فن التعريب عن اللغة الفرنساوية.
    5 ـ في سبيل العربية.
    6 ـ كفيل الاملاء.
    7 ـ كفيل البيان والشعر.
    8 ـ كفيل العروض والقافية.
    9 ـ نحن ولغتنا في هذا العصر.
    وله كتب مترجمة كثيرة.
( عن كتاب ) مصادر الدراسة الادبية
تأليف يوسف اسعد داغر
الجزء 2 ص 699 ـ 702
ادب الطف الجزء العاشر ::: فهرس