ادب الطف الجزء العاشر ::: 76 ـ 90
(76)
نشأت بين سجوف وستور أكؤس السحر بعينيها تدور ونمت انسية في زي حور فحبتني مـن لماها المسكر
قرقفا صرفا بعل ونهل
ان رنت في لحظها قلت الحسام اسقـمتني فعلى جسـمي السلام أوبدت قلت هي البدر التمام ورمت عيـني بداء مسـهر
اي وما في الرأس شيبي اشتعل
يا خليلي انشرا ذكر الدمى وارحما صبا بليلى مغرما واطـويا عني تذكار الحمى ودعاني اليوم اقضي وطري
ولام العاذل اليوم الهبل
    اقول ويستمر في التشبيب والغزل الى أن يقول :
همـت في ذكر المـعالي شغـفا حيث في عرس ابن حمون الصفا وزلال الوصل لي منها صفا تنثني العلـيا كغـصن نضر
قد كساها حسنها أبهى الحلل
نال بالتـقوى وبالـزهد المرام فارتقى من غارب المجد السنام واليه العلم قد القى الزمام وزكا فـيه زكي العنصر
وسما فيه الى اسمى محل
منطق التصريح فيه أعلنا قمـع الغي وأحـيا السننا حيث قد كان اللبيب الفطنا وبـه جاء صحـيح الخبر
انه في العلم فرد والعمل
    وقال وقد اهدى نبقا الى أحد اخوانه :
مكارمك البيض التي لا أطيقها فأهـديت نبقا نحـوكم متفائلا بعد وقد جازت بك الغرب والشرقا بـه انـنا في لطـفكم ابـدا نبقى


(77)
    رثاؤه للامام الحسين في مطلع قصيدة حسينية :
أهاجك برق كاظمة لموعا فزدت به على شغف ولوعا
    وقال في مطلع هلال محرم الحرام قصيدة مطلعها :
غب يا هلال محرم بحداد حزنا على آل النبي الهادي
    وأخرى في الامام الحسن الزكي السبط الاكبر وأولها :
هجرت الكرى ولذيذ الوسن لما ناب سبط النبي الحسن
    وله رائعة في عقيلة الوحي زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين أولها :
تجنى علي الحب وهو محبب وأمرضني وهو الطبيب المجرب
    ومنها في تعيين قبرها في ضيعة ( راوية ) بالشام :
لمرقدها بالشام تروي ثقاتها لمرقدها بالشام دلت خوارق وقيل بمصر ، ان هـذا لاعجب بها ينجلي من ظلمة الشك غيهب
    وفي آخرها :
واني ارجو أن أزورك قاصدا عليكم سلام الله ما دام ذكركم فمنك ومن آبائك الخير يطلب أفـوه به بين الانـام واخطب
    للشيخ قاسم الملا لما زار مرقد الامام الحسين عليه السلام في العشرين من صفر سنة 1311.
زرت ابن خير الورى جميعا شمـمت روح الجـنان لـما والنفس قد ادركـت مناها شممت ريحانـة ابن طاها


(78)
    رسول الاباء.
عش في زمانك ما استـطعت نبـيلا ولـعزك استرخـص حياتـك انـه شـأن الـتي أخلفـت فيك ظـنونها تعـطي الحـياة قـيادهـا لك كـلما كالخـيل ان عرفـتك من فـرسانها العـز مقـياس الحـياة وضل مـن قل : كيف عاش ، ولا تقل كم عاش لا غـرو ان طـوت المنـية ماجـدا واترك حديثـك للرواة جميلا أغـلى والا غـادرتك ذلـيلا فجفتك واتخـذت سواك خليلا صـيرتها للمكرمـات ذلـولا جعلتك تعـتقد اللـجام فضولا قد عد مقـياس الحـياة الطولا من جعل الحياة الى علاه سبيلا كثرت محاسنه وعـاش قلـيلا
* * *
مـا كان لـلاحـرار الا قـدوة بعثـته اسـفار الحـقائـق آيـة لا زال يقـرؤها الـزمان معظما يدوي صداها في المسامع زاجرا بطل تـوسد في الطفوف قتيلا لا تقـبل التفـسير والتـأويلا مـن شأنها ويـزيدها تـرتيلا من عل ضيما واستكان خمولا


(79)
أفـديك معتـصما بسيفك لم تـجد خشـيت أمية أن تـزعزع عرشها بثـوا دعايتـهم لحربـك وافـترى من أين تأمـن منك ارؤس معـشر طبعـتك اهـداف النـبي وذربـت فـاذا خطـبت رأوك عـنه معـبرا أو قمـت عن بيـت النـبوة معربا قطعوا الطريق ـ لذا عليك ـ والبوا وهـنـاك آل الامـر امـا سـلـة ومشـيت مشـية مطـمـئن حيـنما تستقـبل البـيض الصـفاح كـأنها فـكأن مـوقفـك الابـي رسـالـة نهـج الاباة على هـداك ولـم تزل وتعـشـق الاحـرار سنـتك الـتي الاه في حـفظ الـذماركفـيلا والعرش لولاك استقام طـويلا المستأجرون بما ادعوا تضليلا حسبتك سيفا فـوقها مسـلولا يدها شباتك وانتضتك صقـيلا واذا انتمـيت رأوك منه سليلا وجدوا بـه لك منـشأ ومقيلا مـن كـل فج عصـبة وقبيلا أو ذلـة فأبــيت الا الاولـى أزمعت عن هذي الحياة رحيلا وفد يؤمـل من نـداك منـيلا وبها كأنك قـد بعثت رسـولا لهم مـثالا في الحـياة نبـيـلا لم تبـق عذرا للشـجا مقـبولا
* * *
قتـلوك للـدنيا ولـكن لم تـدم ولرب نصر عـاد شر هزيـمة حملت ( بصفين ) الكتاب رماحهم يدعـون باسم ( محـمد ) وبكربلا لو لـم تبت لنـصالهم نهـبا لما تمضي الدهور ولا ترى الاك في وكفـاك تعظيما لـشأوك موقف ما أبخس الدنـيا اذا لم تستـطع بسمائـك الشعراء مهـما حلقوا لبني أمـية بعد قتـلك جيلا تركت بيوت الظالمين طلولا ليكـون رأسك بعده محمولا دمه غـدا بسـيوفهم مطلولا اجترأ ( الوليد ) فمزق التنزيلا الدنيا شهـيد المكرمات جليلا أمسى عليك مدى الحياة دليلا أن توجد الـدنيا اليك مثـيلا لم يبلغوا من ألف ميل مـيلا
    الحاج عبد الحسين الازري (1) من شعراء العراق اللامعين حر
1 ـ لقب الشاعر بالازري من جهة اخواله الذين منهم الملا كاظم الازري المتوفى 1212.

(80)
التفكير والعقيدة ومن اوائل دعاة التحرير وقد أصدر في العهد العثماني جريدة ببغداد كانت من اوائل الجرائد ان لم تكن أول جريدة طالبت بحقوق العرب وحريتهم وقد نفاه الاتراك وحبس في الانضول ولم يكن يعرف له هذه الشاعرية الفياضة الا القليل حتى ظهر لاول مرة بسوق عكاظ ببغداد ، وكان من المجلين في تلك الحلبة ، ثم اشتهر بعد ذلك كشاعر متحرر سلس العبارة محكم القافية ، ولشعره طابع خاص قل الذين يجارونه فيه عذوبة ، ومن رباعياته التي يرددها الناس في معرض الامثال قوله :
عبث الختل بالطـباع وكانت صاح لولا النفاق لم يعش النا كنبات ثـماره الاخلاق س ولولاهم لمات النفاق
    وله ديوان شعر يصور فيه أفكار جيل كامل بكل نزعاته تصويرا غاية في البراعة ولكن ليس من هم بطبع هذا الديوان مع وجود المبلغ الذي رصده له المرحوم نفسه مما خلف من الميراث.
    وترجم له البحاثة الطهراني في نقباء البشر وقال : كان يتقن اللغة التركية والفارسية مضافا الى الفرنسية وقرض الشعر وهو دون الخامسة عشرة فأجاد وأبدع على صغر سنه وتعاطى التجارة واشتغل بالسياسة وجال في عالم الصحافة.
    أصدر جريدة الروضة في سنة 1327 وكانت أدبية سياسية برز عددها الاول في 22 حزيران 1909 وعطلتها الحكومة بعد مرور اقل من سنة فأصدر في سنة 1328 جريدة ( مصباح الشرق ) وكانت سياسية ظهر العدد الاول منها في الأول من آب 1910 واستمرت تصدر بانتظام سنة كاملة ثم عطلتها الحكومة. وكان يدير ادارة مجلة ( العلم ) التي أصدرها العلامة السيد هبة الدين الشهرستاني في 1328 = 1910 عندما أصدرها اول الامر في بغداد ، ثم اصدر جريدة المصباح في سنة 1329 وكان سياسية ، وقد ظهر العدد الاول منها في سابع آذار سنة 1911 ثم اصدر جريدة ( المصباح الاغر ) وبرز


(81)
عددها الاول في 14 تشرين الثاني 1911 واستمرت تصدر بانتظام حتى قامت الحرب العالمية الاولى فعطلتها الحكومة ونفت صاحبها الى الانضول. وفي سنة 1343 اصدر مجلة ( الاصلاح ) شهرية صدر عددها الاول في غرة محرم الموافق ثاني آب 1924 وكان نادي الاصلاح في بغداد يتولى ادارتها والانفاق عليها ، وقد توقفت بعد صدور العدد الثاني على الرغم من اقبال الناس عليها.
    ولد الحاج عبد الحسين في بغداد سنة 1298 ه‍ وترعرع في زمن كثرت فيه الانتفاضات على النظم السياسية وعلى العادات والتقاليد البالية ، من أجل ذاك نشأ وهو ثورة ادبية اجتماعية سياسية وعندما تقرأ ديوانه يرتفع بك الى جو مواج بهذه الالوان ، وفي سنة 1911 م اصدر جريدة المصباح ثم عطلتها شؤون الحرب العامة الاولى ، وحيث أن الادب الافرنسي واسع الخيال وكان الشاعر يتقن الافرنسية فكان محلقا في خياله ومبدعا في أسلوبه القصصـي كتب الشيـخ علي الشرقي عنه فقال (1) : كنت أنا والفقيد الغالي نختلف على تلعة من تلعات بلد النجوم لبنان ، وذلك في صيف 1951 وكنا ننعم باستجلاء اجمل صور الماضي الاجتماعية والادبية. وفي يوم من أيام هذه الندوة ونحن نتناشد المختار من الشعر واذا بالشيخ يضع بين يدي ديوانا من شعره لا اشذ اذا قلت اني وجدته المختار من المختار ، وليس للاستاذ الازري ديوان واحد ولكن هذا المجموع كان الحبيب اليه من شعره. لم يبهرني ذلك الديوان بديباجته المشرقة ولا لانه مجموعة صور رسمتها ريشة خلاق بل لاني وجدته وعاء انيقا في قراراته روح الشاعر الشاعر ، وفي جنباته قلبه المشع وعاطفته الملتهبة ، وقال ثلاثة اجيال وآل الازري يطلعون في أفق الادب العراقي ثلاثة نوابغ : أولهم الشيخ كاظم الازري ، وآخرهم ولا أقول أخيرهم الاستاذ الفقيد ، وواسطة العقد هو الشيخ محمد رضا (2) اما الشيخ كاظم فلم يكن في بغداد اشهر
1 ـ في مقال تحت عنوان : الاستاذ الازري الكبير نشر في مجلة العرفان ج 42 / 534.
2 ـ ترجمنا لهم في هذه الموسوعة.


(82)
منه منذ نهاية العصر العباسي حتى عهده الذهبي ، كما انه كان في الطليعة من شعراء النجف ونوابغها على كثرة ما في تلك المدينة من النوابغ يومذاك مثل آل الفحام وآل النحوي وآل محيي الدين وآل الاعسم وبيت زوين ووو.
    يتخيل البعض انه من أسرة الحاج كاظم الازري الشاعر الشهير والذي تقدمت ترجمته ـ وليس بين الاسرتين علاقة الا علاقة الادب دون النسب ، حدثني الصديق الاستاذ جعفر الخليلي أنه سمع من الحاج عبد الحسين الازري نفسه انه ينفي هذه النسبة عن طريق الآباء والامهات وليس في ذلك غرابة فلقب الازري نسبة الى بيع الازر وقد يشترك الآلاف من الناس بهذه المهنة دون أن تكون بينهم قرابة أو يكون هنالك نسب.
    وكتب عنه الاستاذ الكبير جعفر الخليلي في موسوعة ( العتبات المقدسة ) فقال الحاج عبد الحسين الازري من شعراء العراق اللامعين ، حر التفكير والعقيدة ومن اوائل دعاة التحرير. وقد اصدر في العهد العثماني جريدة ببغداد، كانت من اوائل الجرائد ان لم تكن أول جريدة طالبت بحقوق العرب وحريتهم ، وقد نفاه الاتراك وحبس في الانضول ، ولم يكن أحد يعرف له هذه الشاعرية الفياضة الا القليل حتى ظهر لاول مرة بسوق عكاظ ببغداد ، وكان من المجلين في تلك الحلبة ثم اشتهر بعد ذلك كشاعر متحرر سلس العبارة محكم القافية ، ولشعره طابع خاص قل الذين يجارونه فيه عذوبة.
    له ديوان شعر يصور فيه أفكار جيل كامل بكل نزعاته تصويرا غاية في البراعة ولكن ليس من هم بطبع هذا الديوان مع وجود المبلغ الذي رصده له المرحوم نفسه مما خلف من الميراث اذ انه هو الجامع لديوانه والناظم عقوده بيده.
    ولد ببغداد سنة 1298 للهجرة وترعرع في زمن كثرت فيه الثورات والانتفاضات على النظم السياسية وعلى العادات والتقاليد. والمطلع على ديوانه يطلع على سجل حافل بالتيارات الفكرية. فمن نوادره قوله :


(83)
ان العراق وكان في حكم الوراثة موجب متقـلب كـرياحـه زمن من الازمان بحرا في طبعه مـدا وجزرا مـا بين آونـة وأخرى
    وقوله :
ليت السـما تقوى فتـنقذني فتراب هذي الارض قاطبة حتى افوز بمدفن عطر قد دنسته جرائم البـشر
    ومن روائعه قصيدته في تأبين محمد جعفر ابو التمن.
تحولت بعدك الارياف والمدن لو أن للموت عقل لافتداك بمن مآتما والمعزى فيهما الوطن أعمالهم دفنتـهم قبلما دفنوا
    ورائعته في فيصل الاول وأولها :
نعوا للعروبة عنوانها ومن عين هاشم انسانها
    وأخرى عنوانها ( في السينما ) أولها :
خلطاء من كل فج حضور فكأنـي بهم قصـيدة شعر وصفوف كما تصف السطور راق فيها التجنـيس والتشطير
    ومن روائعه ونوادره قوله :
في سغبي موتي فهل بعده وانـما يخشى على نفسه عندك ما يرهب أو يفزع عواقب الاحداث من يشبع
    وقال :
ومن الذل أن تعيش بدار عبث حبك البقاء طويلا كل يوم منها على الحر عام ان تعش مثلما تعيش السوام


(84)
    آثاره :
    1 ـ بطل الحلة رواية عصرية.
    2 ـ البوران رواية عصرية.
    3 ـ قصر التاج.
    4 ـ ديوان شعر.
    توفي رحمه الله في بغداد يوم الاحد 21 ربيع الثاني 1374 ه‍ ونقل جثمانه الى النجف الاشرف بتشييع مهيب فدفن في وادي السلام ونعته الصحف العراقية والعربية ورثاه عارفوه وأبنوه.
    يقول الازري في قصيدته ( ردوا ).
ردوا الـى اريافـكم ردوا لا تلـهكم صـور مزيفـة فالـسم قد يبـدو لـشاربه لا تحسبوا ان الحضارة في ان النفـوس على بـداوتها خلوا الكهـوف الى عناكبها في كـل زاوية لـها شرك تضـدي ولا تنفك جائـعة لم تبـلغ الاطماع حاجـتها عاد الهـواء بـجوها نتـنا شر الحـواضر ما بتربتهـا لا الكاس شأنكم ولا ( النرد ) عنه كـما يتزيـف النقـد حلو المذاق كـأنه الشـهد سبط الشعور وشعركم جعد لكن تحـضر دونـها الجلد فـلهن في حشراتـها حشد متـعدد الاشـكال مـمـتد مهما تكاثر حـولها الصـيد منـها ولـيس لحاجـها حد لا الطيـب يخفـيه ولا الند تشقى الجـموع ويسعد الفرد
    وفي قصيدته زوجوها ... ايماءات اجتماعية دالة بادر الى توضيحها الازري عقب قيام أحد معارفه بالزواج من فتاة تصغره بمراحل وقد أثارته هذه الحادثة بشكل عجيب فأوحت اليه هذه الصور الحادة :
قدر أم بلاهة في أبيك ضيعت رشده فطوح فيك


(85)
لست أدري كيف ارتضاك لعات قــد تراءى لـه بـزي ثـقات عـابث كـل ليلـة بفتـاة رب ذئب يبدو بصورة شاة
وابن آوى مقلد صوت ديك
يا لخود كزهرة من بنفسج بينما قد تفتحت وهي تأرج تملأ الصبح بهجة ما تبلج غالها آثـم ولـم يتـحرج
فتوارت فالشمس بعد الدلوك
نمت والهر يا حمامة كامن انما الشرع قد حماك ولكن يرقب الفتك بالطيور الدواجن مدع فيه من لصوص المدائن
أغفل النائمين من أهليك
    ومنها ..
طوقتها يـداه بالرغم عنها كيف تأبى وحظها لم يعنها والتوت مذ رأته بالقرب منها تركته يرعى بها دون منهى
كحمار في روضة متروك
لم تجد وهي دونه من مفر أرجعته الدنيا لارذل عمر ينقـذ الصيد من بـراثن هر غرقت في لعابه وهو يجري
جري ماء من محقن مفكوك
سائلي الليل كم به من سرير سائلـيه ويا له مـن خبـير لف جذعا بغصن بان نضير أنعـوش قـد كللت بزهـور
أم نطوع الى ضحايا النوك


(86)
سمحوا للنفوس أن تتصبى ومذ استيقنوا الشريعة تأبى تستـرق الحسان لهوا ولعبا أن يتم الزواج قسرا وغصبا
قتلوها وباسمها قتلوك
ولعـوا في تعدد الازواج والملذات ما لها من سياج ولع الذئب بافتراس النعاج أطلقتهم من قيد كل زواج
واستخفت بآية العدل فيك
حكموك بالـرق دون اعتراض هو في الوقت مدع وهو قاضي وهوى النفس حكمه فيك ماضي وعلى حكـمه وعقـد التراضي
باعك المالكون من مشتريك
ليت شعري والحق كان جليا أهو العـصر لم يزل جاهليا لك مثل الذي عليك سويا أم هو الوأد قد تغير زيا
ليكف العقاب عن وائديك
قال قـوم ما أنت الا متاع كل حق عند القوي مضاع تارة يشـترى وطورا يباع وجدوك ضعيفة فاستطاعوا
أن يسومونك ذلة المملوك
    ومن قصيدته « صوني جمالك » هذا المقطع ..
كيف الحفاظ وأنت زدت وطلـعت ثائـرة عـلى حـتى ظـفرت بما حلا ورأيت أجمل من وشاحك فكـشفت مـنها الجانبين بريحك الـنار التهابا الدنيا فأحدثت انقلابا لك من مفاتنها وطابا قامة غـضت اهـابا وعفت للوسط الـنقابا


(87)
عبث حبك البقاء
ليس يجـدي من الضعيـف الكلام انما الحق سلـوة العاجـز الاعـز يتـسـلـى بـه كـمـا يتسـلـى كل عيش يمر فـي ساحـة العـز ومـن الـذل أن تعـيـش بـدار قل لثاو طوى علـى الـذل كشحا عبـث حبـك البقـاء طـويـلا أو يكـن حظـك الحثـالـة منها وسواء اطـال أم قصـر الليـل ان اردت الحياة فاطلب بها العز أرهفت نفسك الهواجـس حتـى كم تقاسي فـي كل يـوم شقاء خاب من راح واثقـا بـالاماني يتمنـى للـداء منهـا علاجـا وعجيـب ممـن يعيـش خليا لم ينم في الهواء من كان يدري يا نداماي حسبكـم ما شـربتم عظم الله أجـركـم بـالحميـا اتركوا لي كأس الاسى ولغيري ان صفوي ما كدرته الاعـادي ليت أني علمت ما خبأ الـدهر أمل يبعـث النفـوس ولـولا وبقايا منـي يطاردهـا اليأس أدلج الركب والطريق مخوف خبريني عن الغمـائم يا ريح جف ماء الوادي وكان جماما قطع الله ايديـا منـه جـذت يسمع النـاس ما يقـول الحسام ل فيمـا لـو جـارت الاحكـام بحديـث الصبـابـة المستهـام حــلال ومـا سـواه حـرام كل يـوم منهـا على الحر عام ما وراء الـذي تحـملـت ذام ان تعش مثل ما تعـيش السوام انما حصـة الكـلاب العـظام اذا لازم النــهـار الـظـلام وان رمـت غيـره فالحـمـام كثـرت فـي سبـاتك الاحلام لك يبقـى وتـذهـب الايــام مـا وراء الـسـراب الا الاوام رب داء دواؤه الصـمـصـام ليس يدري ما الضيم وهو مضام أن للعـز أعـيـنـا لا تـنـام فرغ الكـاس واستشـف المدام والمسـرات مـا لـهـن دوام ما حوى الكاس من طلى والجام وصلاحـي ما أفسـد النـمـام لـقـومـي وقــدر الـعـلام ه تسـاوى الاقـدام والاحـجام فـلا منـعـة ولا استـسـلام حف فيـه الغموض والابهـام فعهدي بالخطـب عهـد قـدام وذوى فيـه رنـده والبـشـام خير نبت والنبـت بعـد تمـام


(88)
فرصـة فـي زمانهـا اغتنمتها انما آفة الـورى طمـع النفـس رب صعـب القـيـاد ذللّه المال واذا لم يـر العـقـوبـة جـان من حبته الفوضـى بكاس دهاق كثر القانصون حـولك فـاحذر ما عسى أن يؤثر الشعر فيمـن واطمأنـت اذ الـرفاق نيام وداء الاطمـاع داء عـقام كما ذلل البعـير الخـطـام فمـن السهـل عنده الاجرام فمناه أن لا يسـود النـظام وابتعد عن شراكهم يا حمام لم تؤثر به الخطوب الجسام


(89)
الدخان
ظن الدخـان بعـرض الجـو أن لـه وليـس صعبـا علـيـه أن يـباريه اذا تـمـدد سـد الافـق صـيـبـه أو شـاء أغـدق مـن أطرافه مطرا وظل يختـال تيهـا مـن تسنـمـه حـتى تخيـل كـل القـوم منتظـرا و ما النسـيـم لـه الا كـراحـلـة وهكذا قـد تـنـاسـى أن منـشـأه ضـاقت بـه فرمتـه من مداخنهـا وبيـنـمـا هـو نحـو الافق متجه هبت من الافق ريح صرصر عرضا الحق أيقظه في صـوت عاصـفـة من ظـن أن لـه الايـام خاضعـة ومن يطر بجناحـي وهمـه نصبت من المواهـب ما للعارض الغادي فـيـمـا يفـيض لـرواد ووراد مزمـز مـا بيـن ابراق وارعـاد كالسيل يغمر سطح البلقع الصادي متن الرياح عـلى أرجـاء بغداد نداه من حاضر في الارض اوباد تطـوي الفضا بين اتـهام وانجاد من جوف حراضة أو كـور حداد فراح يحدوه من ريح الصبا حادي على جـناح نسيـم راكـد هادي فشـتته وأجـلـته عـن الـوادي ايـقاظه مجرما فـي سيف جلاد فـان أحـداثـها منـه بمـرصاد لـه الحـقـيقة منها فـخ صـياد


(90)
أوظار
تـأتي الحـياة فـترتدينا بـرهة وبحـكـم ألـفتـها ظنـنا أنـنا مـا نـحن الا للحـياة وسـيلـة كـل لاهـداف الحـياة مسـخر من ناطـق فوق البسـيطة عاقل قـد هيأت للنـسل مـن شهواتهم فـاذا تعـطل عامـل من بينـهم كالنـخل يبقى مـنه ما هو حامل واذا أتـم النـحـل لـقح انـاثـه كمـنت بزهرة كـل نـبت حاضر وتعود تكـمن فـي خـلايا بـذرة تنمـيه حـتى تسـتغـل نـشاطه غرض الـبقاء يسوقها فـلذاك من غطت رحاب الارض في أوظارها تتـعاقب الاجيال فـوق خشاشهـا لـولا الـعلاقـة بالحياة غـريزة والـمرء عبـد للغـريزة مـا لـه وترد تخلعنا كـثوب يسمـل هدف لها وكذا الظنون تعلـل فبنا لاجـل بقائـها تـتوسل وبكل جـارحة اليـها يعمل وبهيمة خرساء ليـست تعقل فيهم معامل ثم قالت : أنسلوا نبذتـه اذ لم يجـدها المتعطل رطبا ويقـلع منه ما لا يحمل لم يبق يصلح للحـياة فيـقتل لتهيئ النبت الـذي هـو مقبل وتعاف من ثمراته ما يـؤكل ما تستطيع وبعد ذلك يـهمل جـيل لآخر جـهدها يتحول حتى اختفى منها الاديم الاول والمـوت يكنس والحياة تزبل لم يبـق من لشـقائها يتـحمل من رقـها ما دام حـيا موئـل
ادب الطف الجزء العاشر ::: فهرس