ادب الطف الجزء العاشر ::: 181 ـ 195
(181)
دعيـني أشـق لمستـقبلي كلانا لنا حصة في الوجود وان السـعادة بنـت الشقا أعيدي احـاديث امس علي سأصبح معنى بفكر الاديب طريق الخلود فما فات فات وكل له شـرعة في الحياة وان الـولادة رمز الممات فاني كيـومي حديث الغداة وسطرا معمى ببطن الدواة
    وعندما تدخل الحرم العلوي المطهر تجد ابيات الشيخ السماوي قد كتبت بالذهب.
لمن الصـروح بمجـدهـا تزدان هذي عـروش الفاتحـين بظـلها أقـنومة العـقل الـتي بـجلالها ان لم يقم رضـوان عـند فنائها نهـدت الى قلب الفضا وتدافعت وتـرنـحت بـولاء آل محـمد فتشت أسـفار الخلود فـشع لي شماء لـم ترفـع ذرى كـيوانها يا درة الـشرق الـتي لجمالهـا كم من جليل من صفاتك احجمت حسـبي الى عفـو الالـه ذريعة وببـاب من تتـزاحم التيـجان تجـثو وهـذا الملك والسلـطان دوى الحديث وجـهجه الفرقان فلقد أقـام العـفو والـرضوان فـيه كـما يتـدافـع البـركان طـربا كـما يتـرنح النـشوان منـها بكـل صحـيفة عـنوان الا وطـأطـأ رأسـه كـيـوان سجد الخـيال وسـبح الـوجدان عن حمـله الالـفـاظ والاوزان حـرم يـؤرخ ( بابه الغـفران )
1372 هـ            
    أما قصائده في سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين فاليك مطالعها وهي :
1 ـ لا حـكـم الا للقـضاء ومـا الـذي 2 ـ لمـن النواهـد لا بـرحـن نـواهـدا 3 ـ شأت آل حرب ما استطاعت فأوجست 4 ـ الام تعـاني الشـوق قـد ذهبت لبنى 5 ـ سـيري بمـوكبك المنـضد سـيري 6 ـ شـأت وذراعاهـا يـراع ومـقـول يجري بغـير اشاءة وقـضاء يفنى الزمان ولا تـزال رواكدا بها عن مداجاة ابن فاطمة وهنا فذا ربعها أخنى عليه الذي أخنى فلقـد غلا بالنـور أفـق النور تخب كما شاء الطـموح وترقل


(182)
اقـول لقـلـبي كـلما لـج بالهـوى هـب المنـظر الجـذاب فـاق جماله تجـرعت مـر الصـبر فـيما طلبته يقـصر آمـالي بـه حادث الـردى رأيت السـرى في غـير لامعة العلى يمد بحـرب حيـث سارت ضـلالها ويمضي بسبط المصطفى الطهر رشده رأت حرب ان أودى الحـسين بسيفها ولم تـدر حـرب حيث همت بـبغيها تـقاتـل عـبـدان سـلـيل ملـيكها لقد جهـلت حـرب هـداها وطـالما ولـو أنـها ألـوت عـنان ضلالـها مشـت يـوم عاشوراء عميا فلم تدع تحـطم مـن عـليا عـلي واحـمد وتفري بظـفر البغي نحـر ابن سيد وتقـتل مـن أبنـاء حيـدر أسـرة وتـذبح اطـفالا أبـى الله أن يـرى وتحـمل من علـيا لـوي بن غالب يجاب بها في البيـد أسرى وقد ثوى لـمن تشـتكي والسـوط آلـم متنها رويدا لشمس الطالعات أفول زمانا وأحـوال الزمان تحول أليس وان طال الزمان يزول ويبسطها وعـد المنى فتطول يؤوب الى غير الهدى ويؤول ألا انما عـبء الضلال ثقيل الى حيث يهوي مجده ويميل يدوم لها سلـطانها ويطـول لقـتل حسـين انـها لقـتيل ويبقى لها من بعد ذاك سليل يبوء بسوء العاقـبات جهول لكان لـديها للنـجاة سـبيل لـها جانبا الا اعـتراه فلول لـوا هـو ظل للانـام ظليل بـه ملكتها عامـر وسلـول تميل المعالي الغر حيث تميل لذابحـها في الهالكـين مثيل عقائل لـم تبد لـهن حجول عـلي وأودى جعـفر وعقيل وأذهـلها طـفل لها وعلـيل


(183)
وهل لبنـيات الهـدى بعـد هـذه وهب أن حربا قادها اللـؤم فانثنت فما بال فهـر لـم يثرها حـفاظها وهل بعد أن أودى الحسين تجد فتى وهل بعد أن أودى الحسين بن فاطم نضت آل حـرب سيفـها فثوى به ابى الدهر أن يأتـي بمثل ابن فاطم جزى الله حربا شر ما جوزي امرؤ فقد كسرت حـرب لـوا كان خافقا ورمـحا اذا رام الزمـان يـنالـه رأت آل حـرب انـها بعد كـسره وهيهات أن تلـتذ بالنـوم والـورى ملاذ لـديـها يبتـغى وسبيل وليس لها عما تـروم مـزيل ألا ان من يحمي الـذمار قليل اذا دالـت الحرب العوان يديل يغاث ضعـيف أو يعـز ذليل حسين وأنـى للحسـين عديل الا انـه فـي مثـلـه لبخـيل ولا قـالها مـما تـراه يقـيل ( يعز عـلى من رامه ويطـول ) بسـوء تـعالى شـأوه فيحـيل تصول على وجه الثرى وتجول لها عنـدها بابن النـبي ذحول
    الشيخ حبيب بن محمد بن الحسن بن ابراهيم المهاجر العاملي عالم كبير وباحث متثبت وأديب واسع الافق ومصنف مكثر. ولد في لبنان سنة 1304 ونشأ متدرجا على حب العلم ثم هاجر الى النجف فحضر على علماء وقته كشيخ الشريعة الاصفهاني ، والشيخ علي ابن الشيخ باقر الجواهري ، والميرزا حسين النائيني والسيد ابو الحسن الاصفهاني وغيرهم وأجازه سماحة السيد البحاثة السيد حسن الصدر قدس سره كما اجازه غيره ونزل العمارة ـ ميسان ، والكوت مدة مصلحا مرشدا قائما بوظائف الشرع الشريف منتدبا من علماء النجف وخرج من العراق في سنة 1350 ه‍ فهبط بعلبك وقام بأعباء الهداية والارشاد بقلمه ولسانه وقد اصطفت سنة وحضرت خطابه في الجامع وزرته وزارني وأهداني نشرته الشهرية ( الاسلام في معارفه وفنونه ) وأبديت ملاحظاتي عليه وتفضل ونشرها.
    أما مؤلفاته الممتعة فهي من الكتب النافعة وهو بحق من المصلحين المجاهدين ومن أعلام الفكر والاصلاح وكانت مرتبته هناك بعنوان مفتي الديار البعلبكية وهذه آثاره ومآثره وتصانيفه في الرد على الماديين وفي أصول الدين وفروعه والتاريخ والادب وأنواع العلوم الاسلامية منها منهج الحق ومحمد الشفيع والانتصار


(184)
واليتيمة والفروق وأنا مؤمن وكتابه ذكرى الحسين الذي يحتوي على جزئين جمع فيه كل ما يتعلق بوقعة كربلاء وعن حياة الشهيد ابي عبد الله وأهل بيته وأصحابه فهي دراسة جامعة مفيدة وضمنها الكثير من نظمه وفوائده جزاه الله جزاء العاملين المخلصين. كانت وفاته في بعلبك ـ لبنان ليلة السبت 11 شوال 1384 ه‍ ونعته محطة الاذاعة اللبنانية ونقل جثمانه للنجف ليكون في جوار أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.


(185)
بقلبي سرى ذاك الخليط المروع أيهـجع طرفي والهـموم كأنها واني خليل الحب لكن حشاشتي ربيـع دموع الناظـرين صبابة كأن دموعي والتهاب جوانحي وعـاذلـة لـما رأتني مـولعا تقول أرى للحزن قلـبك مقسما فقلت لها والهم يلبـسني الشجى بنفسي كراما من بني العز هاشم كأن المعالي قد غـدت مستجيرة فأضحت تقـيها بالنفـوس كأنها رسوا كالجبال الراسيات وللورى بعزم لهم لـولاه لـم تكن الظبى هم القوم فيهم تشـهد البيض انهم قضوا كرما تحت الظبى وقلوبهم وثاو عـلى حر الصـعيد موزع قضى وهو ظمآن الحشاشة والقنا ومات بحـيث العـز لفـعه على ولا عجب ان تبكه الشمس عندما وبالنوم من جفني فـما أنا أهـجع أفـاع وفـي أحـشاء قلبـي لسع بنيران نمـرود الصـبـابة تـلذع تصعد عن فيـض الغوادي وتهمع غمائم في حافاتها البرق يلمع أحـن الى ربع خـلا مـنه مربع وجسـمك للاسقام أضـحى يوزع أقـر وآل الله بالطـف صـرعوا غدت عـن معاليها تـذاد وتـدفع بها يـوم لاشـهم عن الجار يمنع عليها لـدى يـوم الحفـيظة أدرع طيور علـيهم حـائـمات ووقـع بـواتـر اذ منـه درت كيف تقطع جبال وغى ليست لدى الحرب تقلع بغـير الظما ليست لدى الحتف تنقع بـرغمـكـم يا آل فهـر يـوزع نواهـل مـنه والظـبى منـه رتع تـود السـما لـو بعـضه تتـلفع فقد فات منها ضـوؤها المتـسطع


(186)
    الشيخ مجيد بن حمادي بن حسين بن خميس ( بالتشديد والتصغير ) الحلي السلامي من شعراء الحلة وعلمائها ، ولد سنة 1304 بالحلة الفيحاء ونشأ بها ذواقا للعلم والادب فدرس على الشيخ محمود سماكة والسيد عبد المطلب الحلي ومبادئ الفقه والاصول على الشيخ محمد حسين علوش والسيد محمد القزويني ، ثم انتقل الى النجف سنة 1332 لاكمال الدراسة فحضر ابحاث أعلام الفقه والاصول كالشيخ ميرزا حسين النائيني والسيد أبو الحسن الاصفهاني والشيخ كاظم الشيرازي والشيخ اغا ضياء العراقي والشيخ هادي كاشف الغطاء فنال حظوة علمية يغبط عليها فتزاحم عليه طلاب العلم ينتهلون من معارفه ، وزوده اساتذته المذكورون باجازة اجتهاد وكان يجمع الى جانب مواهبه العلمية حسن السيرة ولطف المعشر ورقة الشعور مع وداعة وطيب سريرة ومن دروسه التي يلقيها على طلابه ألف كتاب ( غاية المأمول في علم المعقول ) و ( شرح العروة الوثقى ) في الفقه الاستدلالي ، وهو أخو الشاعر الشهير الشيخ ناجي خميس المتقدمة ترجمته في الجزء السابق ـ طرق شاعرنا المترجم له أكثر أبواب الشعر من غزل ونسيب ومدح ورثاء ومن شعره في أهل البيت عليهم السلام وقد استهله بالغزل على عادة الشعراء.
سل المعنى عـن لسيب دائه لي بالعـذيب كبـد ضيعتها ضيعـتها يـوم الوداع أدمعا جنى علي العشق في عدوائه وغـادر الضلـوع مني كمدا وما لمن قـد طويت احشاؤه من منهج ينجو به فذو الهوى ما قدح الـبرق بأحـنا بارق تحـن اذ تـهـجره احـبابه يشكو الى المهدي من معاشر أملبس النهار من نقع الوغى قم وانتض السيف وبادر ترة فليس يوم بـعد يـوم كربلا أهل لـه راق سـوى بـكائه يوم اقتنصت العين من ظبائه تساقطت كالغيث في جرعائه هما بـه بـت صـريع دائه محنية على لـظى بـرحائه وانتشرت وجـدا على ذكائه هيهات ان يظفر في نـجائه الا ورت أحشاه في ايـرائه حنين ديـن الله مـن أعدائه كم هـدمـوا المشيد من بنائه ليلا تضيع الشمس في ظلمائه ادراكـها وقف على انتضائه كيوم موسى جار في غدوائه


(187)
يوم به المعروف عاد منكرا والحق قد أجهد في اخفائه
    ثم يذكر الامام موسى الكاظم عليه السلام وما جرى عليه.
ان لم يشـيع نعـشه فـلم تكن فخلـفه الامـلاك قد تزاحمت مـناديـا عـن شجـن وانـه يا قمر الاسلام قد أمسى الهدى وقـد غدا الايـمان ينعى نفسه هذا امام الحق عاش في العدى لقـد ثـوى بلـحده وما ثوى منقصة علـيه فـي علـيائه والروح أدمى الافق من بكائه قطع قلب الـديـن في نـدائه دجـنة مذ غبت عـن سمائه فطـبق الاكوان فـي نـعائه مضطهدا ومـات في غـمائه الا الهدى والـدين في ثـوائه
    وله أخرى في الحسين عليه السلام كما له ثالثة في الشاعر الشهير الشيخ حمادي نوح أولها :
هتفت بجانحة الظلام تنوح ورقاء تعرب عن جوى وتنوح
    والمترجم له ممن عاصرتهم وجالستهم وحادثتهم وكان يتواضع للصغير والكبير ويحترم الناس على اختلاف طبقاتهم وهو محل ثقة الجميع فليس هناك أحد الا ويحسن فيه الظن ويثق به وبعدالته وأخلاقه. كانت وفاته يوم السادس من شهر ذي القعدة الحرام 1384 ه‍ المصادف 10 ـ 3 ـ 1965 وكان مدفنه في النجف بالصحن الحيدري في الحجرة المجاورة لمقبرة المرحوم السيد محمد كاظم اليزدي الطباطبائي رحمه الله رحمة واسعة.


(188)
محـرم بك الـسرور حـرما حيث بك الحسين من آل العبا مستنصرا وما لـه من ناصر قد قتـلت أنصاره حـتى غدا يا بأبي أفدي جريحا لـم تزل نزف الدمـاء والظـما أجهده يعوم بحرا من دماهـم مزبدا والصبح فـيك صار ليلا مظلما تفـتت أحــشاؤه مـن الظما يمنعه مـن العـداة أو حـمى رضـيـعه بسهـمهم منفـطما شيبـته مخـضوبة من الـدما أجهـده نـزف الـدماء والظما ومـهره السفين مهـما قد طما
    وفي ختامها :
فيا ابن بنت احمد ومن به وتفرج الشدائد الصعاب اذ حتما يزيل الله عـنا الغمما نلوذ منها بك يا نعم الحمى
    الشيخ محمد رضا بن قاسم ابن الشيخ محمد بن احمد بن عيسى بن أحمد بن محمد الغراوي النجفي ، ولد في النجف سنة 1303 ه‍ ترجم له الشيخ محمد حرز الدين في ( معارف الرجال ) فقال : عالم فقيه أصولي عارف بأخبار أهل البيت عليهم السلام وسيرهم تقي صالح ثقة ، كانت داره ندوة علمية وأدبية تجتمع فيها نخبة من أهل الفضل في أيام التعطيل للمذاكرات العلمية ، وكان أديبا شاعرا ويعد من الطبقة المتوسطة في متانة شعره ورقته ، له ولع في التأليف والتصنيف ، وكان محيطه وبيئته لا يقدران له ولامثاله من المؤلفين جهودهم ويومئذ كان أهل الحل والعقد مشغولين بالزعامة والرئاسة العامة ومتطلباتها.


(189)
    حضر المترجم له دروس اعلام عصره منهم الشيخ محمد جواد الحولاوي والشيخ علي رفيش والسيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي والشيخ مهدي المازندراني وله اجازة منه بتارخ 1338 وله اجازة رواية عن عدة من الاعلام منهم السيد حسن الصدر مؤرخة سنة 1344 ه‍ والسيد مهدي البحراني سنة 1332.
    ألف كتبا كثيرة تنوف على الخمسين مؤلفا ومصنفا منها أدلة الاحكام في شرح كتاب شرائع الاسلام ، لم يتم برز منه كتاب الطهارة والصلاة والصوم والاعتكاف والزكاة والخمس ، ونفائس التذكرة في شرح التبصرة للعلامة الحلي في أربعة عشر جزءا و ( ازالة الغواشي في مدرك الحواشي ). , حواشي استاذه الطباطبائي على التبصرة و ( عقود الدرر في شرح المعتبر ) للمحقق فقه ، وشرح هداية الصدوق فقه ، ولوامع الغرر منظومة في المواريث ، وأصدق المقال ، في علم الدراية والرجال ومعرفة الاحوال في علم الرجال ، وزهرة العوالم. نظم معالم الاصول وطرايق الوصول الى علم الاصول ، ونصيحة الضال في الامامة ، والنور المبين رد على زيني دحلان ، والانذار في قطع الاعذار في الامامة ولاهبة المعاد في الكلام ، والزاد المدخر في شرح الباب الحادي عشر ، والبضاعة المزجاة ، ثلاثة أجزاء في الاخلاق والسير والمواعظ ، طبع الجزء الأول مه في النجف سنة 1353 ، وسبيل الرشاد ، في المواعظ والمجالس السعيدة ، والنور الكافي في تهجية أخبار الكافي ، رتب أخبار الكافي على حروف الهجاء ، وموهبة الرحمن في تفسير القرآن ، والخيرات الحسان في تفسير القرآن ، والنجم الثاقب مختصر كتاب عمدة الطالب في النسب ، وأماني الاديب مختصر مغني اللبيب ، غير تام الى حرف اللام ، ألفه سنة 1319 ه‍ ، وبلوغ منى الجنان في التفسير لبعض سور القرآن ، ألفه سنة 1349 ه‍ ومحاسن الكواكب ، ديوان شعره الى غير ذلك من الرسائل ، وقد طبع له أخيرا ( الكنز المدخر في آداب المسافر والسفر ) بمطابع النجف سنة 1376 وترجم له الشيخ جعفر محبوبة في ( ماضي النجف وحاضرها ) فذكر نص شهادة العالمين العلمين السيد ابو الحسن الاصفهاني والشيخ محمد رضا ياسين ـ في حقه وفضله وتقواه وعدالته ، ثم عدد مؤلفاته وهي 63 مؤلفا. توفي يوم الاثنين 19 ربيع الاول سنة 1385.


(190)
أي بـشرى يزفـها جبرئيل تتهادى الاملاك فيها التهانى بوليد قـرت بـه عيـن طه نبـعة من أراكـة قد تناهت أبواه من قد عـلمت وعماه والمهنى بالسبط فيها الرسول فصعود لهم بـها ونـزول وبه سـر حيـدر والبـتول لذرى الفرقدين منها الاصول لـدى الفـخر جعفر وعقيل
فيه هـبت مـن طـيبة نفـحات أطلـعت من سـما الامـامة بدرا غمر الارض والسـماوات نـورا واستـهلت بطـحاء مـكة بـابن واطلت على تهامة سـحب اللطف وازدهت في غلائل الروض تختال وتغـنت عـنادل الشـعر تـشدو من شذاها طابت صبا وقبول مشرقا ما اعترى سناه الافول فسـواء غـدوها والاصـيل شرفـت فيـه أهـلها والقبيل فاخـضل روضها المـطلول ابتـهاجا حزونـها والسـهول والغـناء الترحـيب والتأهـيل


(191)
بـفـتى أنجـبته أطـهر أم لا تعـلل الا بـذكـراه قلبي كنه معناه يعـجز الفكر عنه فـضل الله فيه شـعبان قدرا جل شانا عن أن يقاس بشهر ما لها في بـنات حوا مثيل رب ذكرى يحلو بها التعليل ويـحار اللسان مـاذا يقول وجـدير في شأنه التفـضيل اذ تجـلى فيه الـوليد الجليل
ثالث الاوصـياء خامس أصحاب كم سقى عاطش الثرى مـن نداهم فيـهـم ( آدم ) تـوسـل قـدمـا بـأبـى نـاشـئا بحـجر ( عـلي ) هو ريـحانة النـبي فـكم طـاب واغتـذى منـه درة الوحـي طفلا العبا مـن بهم تـجار العقول عارض ممطر وغيث هطول ودعا ( نوح ) باسمهم والخليل وعلـى كتف ( احمد ) محمول لـه الشـم مـنه والـتقـبيل تفـتديـه شبابـها والكـهول
أعد الطـرف دون أدنى علاه سـؤدد تقـصر الكواكب عنه لا تجارى يـديه نيـلا اذا ما قـرب النفـس للالـه فـداء قام في نصرة الهدى اذ اعاديه لاتقل في سـوى معاليه مدحا وهي في جبهة الليالي الزواهي حيث قـام الدليل منـها عليها صـاحب القبة الـتي بفـناها كللـت قبـة الـسماء جـمالا يأمن الـخائف المـروع لديها فوقها من مـهابة الله حـجب وبيوت الاسلام لولاه لم يسمع وابو النهضة التي ليس ينساها ذكـره ضاع كالخـمائل نشرا سـتـراه يـرتـد وهـو كـلـيل وعلـى هامـة الـضراح يطـول طفـحت ( دجـلة ) وفاض ( النـيل ) أيـن منه الـذبيـح ( اسـماعـيل ) كـثـير والـنـاصـرون قـلـيل فـهي فضل ومـا عـداها فضول غـرر مـسـتـنيرة وحـجـول وعـلى الشـمس لا يـقـام دلـيل يـستـجاب الـدعا ويشـفى العليل فـهي من فـوق هـامـها اكلـيل من صروف الردى ويحمى النزيل وعلـيها مـن الـجـلال سـدول عـليـها التـكـبير والتـهـلـيل مـن العـالـمـين للحـشر جـيل وعــداه أخـنى عليـها الخـمول


(192)
قـد محـا دولة الجـبابر قـتلا يا أبا التـسعة الميامـين مـن لم وهداة الـورى اذا خـبط الساري واذا ما السـماء بالغـيث ضنت أنت يا من حـملت بالطف اعباء ان دينا شـيـدته أمـس كـادت هاجمته ابـناؤه وعلـيه الـشرك فـالـى صـدره تـراش سـهام مـن رزايا اقـلـهـن كـثـيـر يـوم ضلت نهـج الهدى وأضلت قد نمتـها في الشـرق ( أم ) رؤوم قـادها الـغي للشـقا وحـداهـا جـددت شرعـة الضلالة والكفر بدلوا الشرع غـيروا النـص حتى فهي طورا سيف الخصوم وطورا بـرزت كالفـحول منـهم أنـاث بيـنهم ضاعـت المـقاييس حتى فجـميل الـورى لديـهـم قبـيح حاولوا ( مطـلبا عظيما ) وظـنوا مـا دروا أن ذلك الـظـن وهـم ويـظـنون أنـه الـمـتـول يحص اجمال فضلها التفصيل وتاه الـحادي وضـل الـدليل فـبأيديـهم تـزول المـحول تكـاد الـجـبال منها تـزول تـتداعـى أركانـه وتـمـيل هاجـت أضـغانه والـذحول وعـلى رأسـه تسل نصـول وخـطـوب أخـفـهن ثقـيل فئة مـن شـعارها التـضليل وأبـوها الحـنون ( اسرائـيل ) وأتت يـقتفي الرعيل الـرعيل وغالت شـرائع الحـق غـول كاد يقـضي عليـهـا التـبديل في المسيرات بوقها والطـبول وبدت تشبـه الانـاث الفـحول صار سيـين عالـم وجـهول وقبـيح الفعال منهـم جـمـيل الحكـم ينـهى اليـهم ويـؤول وسـراب لـم يرو فـيه الغليل
* * *
كل يوم عـرض لـديهم مباح فدفين تحت الثرى وهـو حي أمـن السلم حـربهم للمـبادي ومـن الـرفق والتحـنن ذاك فتـكوا بالـبلاد فتـك ( هلاكو ) فاستـحالت ( أم الربيعين ) منهم و ( بكركـوك ) للفـظائع مـتن انكروا بالاقـوال ما ارتـكبوه كيف يحنو عطفا ويضمر خيرا ودم في سيوفهـم مطلول وصليب فيه العـمود يميل ومـن العدل ذلك التنـكيل الفـتك بالابريـاء والتمثيل وجنوا مثلما جـنى ( ديغول ) مأتـما كله بـكاء وعويل يقصر الشرح عنه والتسجيل وشهود الافعال منهم عدول من على الشر طبعه مجبول


(193)
ان يخونوا عهد البلاد فعذرا ليـس فيهم الا دخـيل وهل ما لهـم ناقة بها وفـصيل يؤمن يوما على البلاد دخيل
* * *
فانتضى ( المحـسن الحكيم ) حساما بـأبـي يـوسـف تجـلى عـيانا فـاز فـي حـلـبة الـجـهاد ولا فـرعى بيـضة الهـدى وحـماها كافل المسلمـين حامي حمى الشرع سـالـكا نـهـج حيـدر وحسـين ان يـصل جـده بـحـد حـسـام فشـفى عـلـة الهـدى بعدما قـد رب سقـم في الجـسم يـشفى ولا ذاك داء يـعـدي الـسـليـم كـما وانثـنى الـغـي والعصابـات منه وانطـوت راية الـضلال وولـى نكـصت والجـباه مـنـهـا دوام عـملاء اليـهود لم يسـلم القـرآن وقـوى الله ان أتـت لـم يعـقـها يا بني الوحي حسـبكم عن قـوافي ودكـم كـان للـرسـالـة اجـرا انا ذاك العبد المقـيم عـلى العـهد لا أبـالي ان قـطع الدهر أوصالي منـذ ستـين قـد مـضت وثـمان ما لوى من عـنان نظـمي ونثري مـوقـنا انـكـم غـدا شفـعـائي ليس يـجزي ما فـيه طوقتـموني فاقبـلوهـا عـذراء زفـت اليـكم ستزول الاحـداث والـدهر يفـنى ولسـان الخـلود ينـشـد فـيـكم هـو من حد عزمه مصقول منهج الحق واضـحا والسبيل تعرف الا يوم الرهان الخيول مثلما بالهـزبر يحـمى الغيل فنـعم الحامـي ونـعم الكفيل وكذا تقـتفي الاسود الشـبول فابنه فـي شبا اليراع يصول شفها الوجد والضنى والنحول يشفى سقام تصاب فيه العقول يعـدي بمكروب دائه المسلول خـاسئات قـد فاتـها المأمول عهد ( أنصارها ) الذميم الهزيل مثلما ناطح الجـبال الـوعول مـن كيـدهـم ولا الانجـيل طائرات العـدى ولا الاسطول الشعـر ما فيه صرح التنزيل كل شخص عـنه غدا مسؤول تحـول الـدنيا ولـست أحول وحبل الرجا بـكـم مـوصول وسواكم في خاطـري لا يجول لائم فـي هـواكـم وعـذول يـوم لا ينـفع الخلـيل الخليل وافـر الشكر والثـناء الجزيل مهرهـا منكم الـرضا والقبول وبنـوه وذكـركـم لا يـزول ( أي بشرى يـزفها جبرئـيل )


(194)
    الشيخ محمد علي ابن الشيخ يعقوب أديب خطيب وباحث كبير علم من أعلام الادب وسند المنبر الحسيني له اليد الطولى في توجيه الناس وارشادهم ولا زالت مواعظه حديثا معطرا ، لا يكاد يمله جليسه فمن اشهى الاحاديث حديثه وما جلس الا وتجمع الناس حوله من الادباء وأهل الذوق الادبي يتوقعون منه نوادره وملحه وأحاديثه الشهية.
    ولد في النجف الاشرف في شهر رمضان 1313 ه‍ ونشأ برعاية والده الخطيب التقي والواعظ الشهير وهاجر والده الى الحلة الفيحاء فنشأ المترجم له في مستهل صباه ومطلع شبابه في مدينة الادب والشعر وكان عندما يختار له والده القصيدة ويحفظها و ينشدها في الجامع الذي يصلي فيه الامام العلامة السيد محمد القزويني بمحضر من المصلين هناك وبعد اداء الفريضة وكان السيد يوليه عناية ورعاية وتشجيع على الحفظ وفي سنة 1329 انتقل والده الى رحمة ربه فانقطع حينذاك الى ملازمة العلامة السيد محمد القزويني فغمره بالطافه وأفاض عليه من علمه وأدبه الجم وأخلاقه العالية ـ وكان دائما يشكر هذا الفضل كأنه يقول :
افـضل استاذي عـلى فضل والدي فذاك مربي الروح ، والورح جوهر وان نالني من والدي الفضل والشرف وهذا مربي الجسم والجسم من صدف
    اليعقوبي في كل ما يقول من نظم ونثر سهل ممتنع لا تكاد تفوته مناسبة من المناسبات الا ونظم فيها البيتين والثلاث أو القطعة المصكوكة كسبيكة الذهب تتداولها العقول والافواه معجبة بها مستلذة بترديدها مع أنه قد نظمها بلا تكلف انما ارسلها ارسالا فاسمعه حين يقول :
قالوا الـوزارة شكـلت فاستقبل الشعب الوزارة برئاسة العمري أرشد بالصلاة على محـمد
    وحين يداعب الشيخ السماوي يوم أحيل على التقاعد في عهد السيد محمد الصدر رئيس الوزراء.


(195)
قل للسـماوي الـذي الناس تضربها الذيول فلك القضاء بـه يدور وأنت تضربك الصدور
    بالاضافة الى الخدمة المنبرية والتبليغ باللسان فقد أضاف اليها الخدمة القلمية والخدمة بالبيان فقد ألف كثيرا وخلف آثارا لها قيمتها ومنها بل في طليعتها مجموعة اسماها ب‍ ( الذخائر ) وهو ديوان شعر خاص يحتوي على حوالي خمسين قصيدة ومقطوعة نظمها في اهل البيت مدحا ورثاءا وقد طبعت سنة 1369 ه‍ وأوصى رحمه الله أن يكون معه في قبره.
    2 ـ البابليات وهو ثلاثة أجزاء ويقع الجزء الثالث منه في قسمين وقد طبع سنة 1372 ه‍.
    3 ـ المقصورة العلية ، وهي قصيدة تناهز ( 450 ) بيتا في سيرة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام وقد طبعت 1344 ه‍.
    4 ـ عنوان المصائب في مقتل الامام علي بن أبي طالب سنة 1347 ه‍ وقبل عام واحد زرت الخطيب الشيخ موسى اليعقوبي أكبر أنجال المترجم له فاطلعني ـ متفضلا ـ على مخطوطات والده المغفور له وهي ثروة علمية وأدبية يعتز بها العلماء والأدباء والباحثون.
    5 ـ اما ديوانه الذي يحتوي على ما نظمه من الشعر خلال مدة تتجاوز الاربعين عاما وقد طبع في سنة 1376 ه‍ وهو طافح بالوطنيات والوجدانيات والوثائق التاريخية وفيه عشر قصائد خاصة في فلسطين ، القي قسم منها في احتفالات جمعية الرابطة الادبية التي أقامتها في هذا الصدد والقسم الباقي القي في مناسبات مختلفة ثم لا تنس جهاده في المغرب العربي ففي الديوان ما يقارب عشر قصائد في هذا الموضوع وحسبك أن تقرأ قصيدته بعنوان ( جهاد المغرب ) اذا أضفنا هذا الى جهاده أكثر من أربعين سنة بقلمه ولسانه و مواقفه يصرخ طالبا استقلال العراق فعندما اصطدم العراق بالجيش الانكليزي عام 1941 في الحرب العالمية الثانية صرخ قائلا :
ادب الطف الجزء العاشر ::: فهرس