|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
(196)
ويعجبني من الشيخ اليعقوبي جانب الولاء لاهل البيت عليهم السلام ، فقد كان من وصيته ان يكون رفيقه في القبر ديوان ( الذخائر ) اذ هو الذي ينفعه يوم لا ينفعه مال ولا بنون وقد صدر ذخائر بالبيتين التاليين :
(197)
في فجر يوم الاحد 21 جمادي الثانية 1385 ه الموافق 17 ـ 10 ـ 1965 سكت هذا اللسان وانطفأ هذا الضوء فقد ودع الحياة عن 73 عاما فنعته الجمعيات في النجف وفي مقدمتها جميعة الراطة الادبية اذ فقدت عميدها وأقيمت له الفواتح في كثير من البلدان العراقية وغيرها.
(198)
قال في الامام الحسين عليه السلام :
1 ـ لماذا اختار هؤلاء العظماء مذهب اهل البيت (ع) ، للشيخ محمد حسن القبيسي العاملي. (199)
ولكنه أصر وجعل يردد مع المؤذن كلمة : الله اكبر الله اكبر ثم انصرف وقد جللته الغشية وقام يصغي في أوقات الصلاة ويحب لقاء المسلمين ويرتاح للمصلين.
ودخل مسلك الجيش اللبناني وينال المراتب ويسمو حتى استحق وسام الارز ورتبة ( كولولنيل ) في الجيش اللبناني واحبه كل من عرفه وعاشره. وكان لا يمل من مطالعة الكتب والعقائد حتى أصبح مقتنعا بدين الاسلام متمسكا بأوامر القرآن الكريم فأعلن اسلامه على رؤوس الاشهاد وذلك سنة 1960 م وكان رئيس الجمهورية اللبنانية يوم ذاك الرئيس فؤاد شهاب فأرسل اليه يستوضح منه ذلك فأجابه بصراحة بأنه مسلم وان الاسلام هو دين الله ، قال الرئيس : ان هذا الاعتراف سيحملك حملا ثقيلا فهل انت مستعد ، فأجابه القائد : لا أبالي بكل ما يكون بعد أن أكون مع الله ، فقال له الرئيس شهاب : اذا كان كذلك يلزمك اما أن تتنازل عن رتبتك أو تستقيل نهائيا من سلك الجيش لان المرتبة التي أنت فيها من مختصات المسيحيين حسب اتفاق الاستقلال اللبناني وما نص عليه الدستور ، فاعلن القائد استقالته من خدمة الجيش. وكان لحبيب غطاس وقت ذاك زوجة مسيحية وولد قد بلغ مبلغ الرجال فعرض الاسلام عليهما فأبت الزوجة واجاب الولد ثم أثرت عليه المؤثرات فرجع الولد والتحق بوالدته ، فما كان من حبيب غطاس الا انه اعرض عن زوجته وولده وتركهما وشأنهما وتزوج بامرأة مسلمة. توفي رحمه الله يوم الثلاثاء 27 ـ 8 ـ 1965 م في المستشفى العسكري ـ الساعة العاشرة قبل الظهر. انتهى عن كتاب ( لماذا اختار هؤلاء العظماء مذهب اهل البيت ) للشيخ محمد حسن القبيسي العاملي. ذكر الشيخ القبيسي جملة من أشعاره وقال : وجدتها بخط الناظم ، فمن شعره قوله بعنوان ( رسول الله ). (200)
(201)
(202)
(203)
قال : ينحو باللائمة على أحد قتلة الحسين بن علي عليه السلام ، ذلك هو بجدل بن سليم الكلبي الذي حارب الامام الحسين (ع) وجاء اليه بعد قتله لينال من سلبه شيئا فلم يجد حيث سلبه القوم جميع ثيابه ، لكن رأى خاتمه في خنصره حاول انتزاعه فلم يقدر لجمود الدم عليه فتناول قطعة سيف وجعل يحز الخنصر حتى قطعه وأخذ الخاتم ، فقال شيخنا الشبيبي :
(204)
والنهضة الوطنية في العراق ، فقد جاهد في احياء الثقافة والآداب العربية على عهد الاتراك يوم كانت معالم اللغة مطموسة ، وطرق جميع الفنون فنظم في التربية والسياسة والوصف والغزل والوجدانيات والوطنيات ، وحسبك ما نشرته الصحف والمجلات ، وله في البلاغة والبيان ملكة نادرة حيث لا يقل نثره عن شعره وبحوثه الممتعة الطافحة بالمادة ترويها امهات المجلات وهو بالاضافة الى محاسنه الكثيرة لغوي كبير ومن الخبراء المتضلعين. قام أيام الثورة العراقية بخدمات جليلة ومهام خطيرة وانتدب من قبل وجوه العراق من علماء وزعماء واحرار فأوفد الى الحجاز لمقابلة الملك حسين وتسليمه المضابط التي نظمها العراقيون ووقعوا عليها وذلك عام 1337 ه سافر الشيخ فوصل الحجاز بعد عناء شديد واجتمع بالشريف وأطلعه على الحال فأرسلها الشريف الى نجله الامير فيصل في باريس ، ولم يعد المترجم له حتى تم تعيين فيصل ملكا على العراق فجاء معه هو وجملة من الزعماء.
والشبيبي شخصية متعددة الجوانب وقد تقلب في المناصب وهي تزدهي به وتفتخر بكماله وببزته الروحية وكأنه زان المناصب ولم تزنه. رشح لعضوية نادي القلم البريطاني في سنة 1356 وشغل وزارة المعارف عدة مرات ، ومنحته مصر شهادة الدكتوراه في الآداب دون أن يطلبها ، وترأس المجمع العلمي العراقي ، وكان عضو المجمع العلمي العربي بدمشق ، وعضو المجمعين العلمي واللغوي بمصر وغير ذلك. وله آثارعلمية وأدبية وفلسفية وتأريخية منها ( تاريخ الفلسفة ) من أقدم عصورها ومنها ( أدب النظر ) في فن المناظرة و ( التذكرة ) في بعث ما عثر عليه من الكتب والآثار النادرة وديوان شعر طبع سنة 1359 و ( فلاسفة اليهود في الاسلام ) و ( المأنوس في لغة القاموس ) ويقصد بالمأنوس ما كان مألوفا عند فصحاء العرب وفي المختار من كلامهم. ويقابله الغريب الذي يستهجن استعماله ويعد من عيوب فصاحة الكلام و ( المسألة العراقية ) (205)
وهو تاريخ مطول لبلدة النجف الاشرف مع تطور العلم والآداب فيها و ( مؤرخ العراق ابن الفوطي ) في اجزاء طبع الاول في سنة 1370 قام بنشره المجمع العلمي العراقي وقد ذكر أغلب هذه الآثار روفائيل بطي في كتابه ( الادب العصري ) وهذه بعض روائعه :
1 ـ الى ولدي للمؤلف طبع النجف 1373 ه. (206)
* * *
1 ـ الى ولدي للمؤلف طبع بالنجف الاشرف 1373 ه. (207)
ومن منظومه الذي جرى مجرى المثل ولا زال الادباء يستشهدون بها قوله :
(208)
وقوله :
(209)
ولد في النجف الاشرف سنة 1306 وتدرج على العلم والادب كسيرة آبائه يتوارثون العلم والفضيلة أبا عن جد ، وما ظنك بمن أبوه الشيخ عبد الحسين ذلك الفطحل. اشتهر المترجم له بين أخدانه بالفهم والذكاء وسرعة البديهة وحسن الخلق بهي الصورة جميل الشكل. اتقن مبادئ العلوم وهو في سن مبكرة ودرس الفقه والاصول دراسة وافية وأساتذته امثال شيخ الشريعة الاصفهاني النجفي والسيد كاظم اليزدي وغيرهما ، هاجر الى لبنان موطن آبائه وأجداده فرشحته الحكومة اللبنانية للافتاء 1 ـ ديوانه المطبوع في بيروت ـ دار الحياة. (210)
هناك. وهو في السن أكبر من أخيه العلامة الشيخ محمد تقي واشعر منه لكنه لم يكن أفقه منه كتب عنه الكثير وقالوا : كان قوي النظم سريع البديهة يأتي بالشعر المنسجم والقافية المحبوكة طرق ابواب الشعر فأجاد وحفظ الادباء له من أنواع النظم عدة قصائد من وطنيات ووجدانيات وسياسيات فمن شعره قصيدته التي جاء فيها وقد نظمها سنة 1366 :
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|