ادب الطف الجزء العاشر ::: 211 ـ 225
(211)
أقـم للحـزن يا شـيعي مأتم ودخل الدمع من عينيك يهمي ودع عنك الهنا هل المحرم ففاطم دمعها فـيه همى دم
    الشيخ محمد رضا ابن الشيخ طاهر بن فرج الله بن محمد رضا بن عبد الشيخ ابن محاسن ـ ينتهي نسبه الى الاحلاف ، قبيلة في جنوب العراق ، من رجال الفضل والكمال بحاثة ذواقة ولد في النجف يوم عيد الفطر سنة 1319 ه‍ ونشأ بها في حجر والده درس المبادئ وقرأ العربية والمنطق ومقدمات العلوم ثم درس السطوح على أخيه الشيخ محمد طه والشيخ عبد الحسين الحلي والسيد هادي الميلاني والشيخ كاظم الشيرازي وغيرهم ، ثم حضر الخارج في الفقه والاصول على الشيخ احمد كاشف الغطاء والسيد أبي الحسن الاصفهاني والسيد محمد تقي البغدادي والشيخ ضياء العراقي والشيخ عبد الله المامقاني والميرزا فتاح والشيخ محمد رضا آل ياسين له مكتبة نفيسة تجمع النوادر من المخطوطات والمطبوعات له من الآثار ( الاعتقاد الصحيح ) في أصول الدين و ( الغدير في الاسلام ) طبع في النجف سنة 1362 و ( المعلم والتلميذ ) و ( علي والامامة ) ترجم له الخاقاني في شعراء الغري وذكر طائفة من أشعاره في المدح والرثاء والغزل والمراسلات وتفضل ولده الاستاذ حميد فرج الله بمجموعة من قصائده في رثاء الحسين عليه السلام وفي الغزل والمراسلات.


(212)
قد ثار للحـق لم تقـعد به السبل وطالب الحق لا يرضـى به بدلا كيف السكوت وشرع الله مهتضم تجلبب الخـزي لم يبرح غوايته خلـيفة الله هـذا مـا يـدين به نال الخلافة عن مكر وعن دجل يا بئـس ما فعـلوا اذ زملوه بها سار الحـسين لـدين الله ينصره وفتية كليوث الغاب ان عرضت مطـهرون شـذيات عـوارفهم لا ينجلي النقع الا عن نواظرهم ولا ثنـت عزمـه العـسالة الذبل ولو تـواشج فـي أشـلائه الاسل يجـور فيه وفـي احـكامه ثـمل لا الـدين يمنـعه عنـها والخجل الكـاس والطاس والندمان والغزل حتـى تجـسد فيه المـكر والدجل فاي رجس بثوب المصطفى زملوا وليس الا الهدى في الركب والامل أولى الطرائـد آسـاد اذا بـسلوا هي المكارم ان صالوا وان وصلوا كأنـها في مـيادين الـوغى شعل


(213)
تجـري بهم سابـحات شزب عرب توري الصفاة متى اصطكت سنابكها طـوع القـياد نجـيـبات معـودة يرتاع خصـمهم امـا انتـحوه بها يخـيم كل شـجاع عـند نخـوتهم الصائـلون كـما صالت أوائلـهم والمـوردون العـوالي كـل فاهقة والشاهرون غـداة الـروع مرهفة لا يعـرف البأس الا فـي وجوههم هـم الفـوارس مـا ذلت رقـابهم صالوا وقد حال دون القصد حينهم عـز النصير لهـم والبغي محـتدم تـعاورتـهـم ذئـاب لا ذمـام لها فـمزقـوا الادم الـزاكي بـلا ترة ها هم بنوها على الرمـضا مقبلهم وذا يـمـج عـلى الغبراء مهـجته حتى الـرضيع الذي جفت حشاشته لم يبق مـنهم سـوى حوراء نادبة تصـيح بـين صبـيات مـروعة يا لهـف نفسي لهم اذ ريع سربهم أقـول والحـزن جـياش بجانحتي تجري الرياح بمـجراها اذا حملوا كما تقادح مـن ربـد الدجى مقل ان لا تحـيد اذا مـا هـابها البطل حتى يبـين عـلى أنفاسـه الوجل كما يخيم لصـوت الاجدل الحجل والفـاعلون على اسم الله ما فعلوا كيـما تعـل صواديـها وتـنتهل عضبا يسيل عـلى شفرائها الاجل ولا الشـجاعـة الا حيـثما نزلوا لله مـا أرخصوا منـها وما بذلوا ما كـان أغـلبهم لو أنهم مهـلوا ضـار تساور في أنـيابه الغـيل يقودها الافـك والتدليس والحـيل وروعوا كـبد الزهرا ومـا حفلوا هذا ذبيح وهـذا فـي الـثرى رمل وساجد القـوم تبري جسـمه العلل قد أنهـلوه بما راشـوا ومـا نبلوا حرى الفؤاد بجـمر الـحزن تأتكل « بالامس كانوا معي واليوم قد رحلوا » وهتكت عن بنات المصـطفى الحلل نفسي الفداء لـمن بالطف قـد قتلوا
    واليكم القصيدة التي ألقاها الاستاذ حسين بستانة معاون مدير التسوية في لواء الديوانية وأولها :
وتر النبي وروع الاسلام وابيح بيت الله وهو حرام


(214)
    الاستاذ حسين بن علي بن حسين الكروي المعروفين بآل بستانة من عشيرة الكروية من قبائل قيس عيلان من فخذ المصاليخ ، ولد في بغداد سنة 1325 ه‍ والموافق 1907 درس القرآن الكريم في الكتاب وفي سنة 1918 حيث فتحت المدارس قبل في الصف الثالث ، وعند اكماله الصف الرابع دخل كلية الامام الاعظم ، فبلغ فيها السنة الدراسية الرابعة ، وانقطع الى الدراسات الخاصة والبلاغة والمنطق والرياضيات وعلوم الطبيعة والاحياء ، وفي سنة 1925 التحق بجامعة آل البيت ، ونجح مطردا بامتياز في سنيها الثلاث فعين مدرسا ، وبعد سنتين انتدب في بعثة الى دار العلوم العليا بمصر للتخصص باللغة العربية والتربية ، وعند عودته عين مدرسا ثم مديرا ونقل بعدها الى وظائف متعددة. لقد ولع بجيد الكلام منثورة ومنظومة وحفظ في كليهما ما وعى وأثرى فروى ، وكانت أول قصيدة ألقاها في القنصلية العراقية بمصر سنة 1931 يستعدي فيها الوفد المصري على معاهدة نوري السعيد والتي أبرمت عام 1932 وله من المؤلفات كتاب ( المنتخبات الادبية ). انتهى عن اعلام العراق الحديث.


(215)
الحـق في كربلا والباطل اصطدما يا غـربة الحق امـا عـز ناصره ولا محـام بـه تـسـمو حفـيظته بمن وفيمن تـراه يستـغيث سـوى هم أظهروه على الطغيان حين طغى هـم الغـياث اذا ما أزمـة أزمـت وجاهـدوا دونه بالطـف حين رأوا نفـسى الفـداء لمن ضـحى باسرته لله فـردا أعـز الـديـن صارمـه وأحدقوا فيه والطـفل الرضيع قضى وفـوجئ العـالم العلـوي فـي جلل ويوم نـادى حـسين وهـو منجدل أبكى السـماء دمـا لما قضى عطشا والـفاطمـيات فـرت من مخـيمها كل يحاول أن يحـظى بـما رسـما عـلى مناوئـه ان جـار أو ظلـما يحـمي حـماه ويـوليه يـدا وفـما الصيد الابـاة فهم للـخائفين حـمى وركـزوا باسـمه فوق السهى علما أو عم جدب وبحـر الـنائبات طمى وجودهـم بعـده بيـن الـملا عدما والصحب دون الهدى في قادة كرما وقـد أذل طـغاة تعـبد الـصنـما في حجره مذ له سهم العـدى فطما ابكى السـماوات والامـلاك والقلما هيا اقصدوني بنفسي واتركوا الحرما لما قضى عطـشا أبكى السـماء دما في يوم صاح ابن سعد احرقوا الخيما
    الشيخ علي البازي ابن حسين بن جاسم اشتهر بالبازي اذ هو لقب لجده الاعلى ، اديب لو ذعي وشاعر شهير ومؤرخ كبير امتاز بنظم التاريخ الابجدي ، ولد المترجم له في النجف في شهر شوال سنة 1305 ه‍ وتدرج على الكتابة والقراءة في الكتاتيب ودرس


(216)
النحو والصرف وقسما من علم المنطق وتتلمذ على مجاس آل القزويني في قضاء الهندية يوم كانت هذه الاندية تغني عن مدرسة وتدرج على الخطابة الحسينية واشتهر بها.
    والبازي شخصية وطنية واكبت الحكم الوطني والثورة العراقية من بدايتها فقد رصد احداثها وأرخها بالشعر الفصيح ، وكان حديثه ملذا لا تفوته النكتة والظرافة ويكاد جليسه ينسى نفسه لخفة روح الشيخ البازي وعذوبة حديثه وشارك في الحلبات الادبية وساجل الادباء والشعراء فكان له القدح المعلى ، وقد قضى شطرا من عمره يسكن ( الكوفة ) وكان لسانها المدافع عن حقوقها في كل المواقف وممثلها في أكثر المناسبات ، أحبه كل من عرفه وامتزج بمختلف الطبقات ومن أشهر مخلفاته ديوان شعره ، ادب التاريخ هو وثيقة تاريخية تشير الى أكثر الحوادث العراقية وقد نشر الكثير منه في مجلة ( البيان ) النجفية كما انه يجيد النظم باللغة الدارجة فقد نشر جزئين في رثاء اهل البيت عليهم السلام من منظومة تحت عنوان ( وسيلة الدارين ) ومن أشهر شعره الفصيح ملحمته ملحمة الثورة العراقية الكبرى فقد استعرض مبادئ الثورة وأسرارها وذكر ابطالها ورجالها والمواقع التي التحم فيها القتال وبسالة الفرات الاوسط ومواقفه المدهشة ، وأولها :
قف بالرميثة واسأل ما جرى فيها غداة ثارت بشوال ضواريها


(217)
مـوكـب سار فـي نـحـور الـبيـد فـي جـلال يـضـم هـول الـمنايـا تنـهل الـترب فـي خـطـاه حـيـاة تتـوارى عـن وجـهه حـجب اللـيل فهو صبـح الازمـان قـد فـاض في مـوجـة للـرشاد سـارت عـلـيهـا بـامـام فـيـه الـهـدى لـنـفـوس هــد صــرح الـضـلال اذ اعـوز قـد اراد الـطـاغـي ليـلبـسه الـذل كسر الغـل ثـائـرا يـمـلأ الـكـون هـا هـنـا أغـضـبت نفـوس كـرام زلـزلـتـه وخـطـطـت بـدمـاهـا رددته الاجيال درسا بليغا يـا امـام الابـاة يـا مـثـلا أعـلـى ان يـمـت فـي الـقـديـم سـقـراط فـلـقـد مـت ميـتة هـزت الـدهـر نــهـشـتـك الخـطـوب ضـاريـة لـم يـزلزل خطـاك هـول ضـحاياك بـأبـي عـاريا كـســته المـواضي كيف يرضى ابن فخر يعرب أن يضحى يـالـرهـط هانـت عـلـيه الـمنايـا يطـبع العـز أحـرفا للخـلود بجـناح يصيح بالارض ميدي واكتسى الميت منه ايـراق عود ويمـحى مـن فجـره بعـمود الوديان حتى طغى الهدى للنجود هالـة مـن قـداسـة التوحيـد حـائرات يبـتن فـي تنـكيـد الصحب بعزم كـفاه خفق البنود وهيـهـات رضـخـه للقـيود دويـا وكـان بطـش الاسـود فتداعـت لـهـدم حـكم يـزيد صـور الاحتجاج فـوق الحديد مذكيا كل ثورة بوقود جثـت عـنـده منى مسـتزيد اصرارا على مبدء وحفظ عهود وجـاوزته صـلابـة عـود الفتك فـصدت بعزة الجلـمود وسوق العـدى سيـول الجنود من دما نـحره بـأزكى بـرود ذليـلا يسـاق سـوق العـبيد ساخرا من ضـرامها المـوقود


(218)
زحـفوا في الـوغى ليوثا وماتوا ثبـتوا كالجـبال ذودا عـن الحق يا ابن حامي الديار خلدت للاجيال في جهاد العدو ميتة صيد لجيش قد سد وجـه البيد درسا في يـومك المشهود
    ضياء الدين ابن الشيخ حسن آل الشيخ دخيل الحجامي ، أديب شاعر ، ولد في النجف الاشرف عام 1330 ه‍ من أبوين عربيين ، ونشأ على أبيه الذي عني بتربيته فولع بدراسة مقدمات العلوم فأتقنها وحصل على مقدمات من الفقه والاصول وشاءت رغبته أن ينتقل الى الدراسة الحديثة فأنهى الدراسة الابتدائية والاعدادية والتحق بكلية الطب ببغداد واستمر لمدة اربع سنوات كان مثال الطالب المجد غير أن الصدف الملعونة دفعته الى مصادمة عميد الكلية مما أوجب فصله وحرمانه من الاستمرار وذهبت اتعابه سدى حين عاكسته الحياة وطوحت به وولدت في نفسه عقدة قوية وتبخرت آماله الطويلة العريضة. وقد كنت اذكره ينافس الادباء والشعراء ويقف خطيبا في كثير من حفلات الادب وقد نشر الكثير من شعره في الصحف والمجلات. ترجم له الباحث علي الخاقاني في ( شعراء الغري ) وذكر له روائع من أحاسيسه ومنها قصيدته التي أولها :
اليوم نمنح ذي البـلاد جلالا سنعيد دور الفاتحين ونمتطي كتبت على وجه الزمان فعالنا ونحـطم الاصفاد والاغلالا من ذروة المجد الاعز منالا بدم لتـرشد بعـدنا الاجيالا
    ودع الحياة في سن السابعة والثمانين بعد الثلثمائة والالف من الهجرة.


(219)
اي خطـب عرى البـتول وطاها اي خطـب أبـكى النـبيين جمعا لست أنساه في ثرى الطف أضحى نزلوا منـزلا عـلى الـماء لـكن وقفـوا وقـفة لـو أن الرواسـي بأبـي مالـكي نفـوس الاعـادي وبنفـسي ربائـب الخـدر أضحت بعـدما كن فـي الخـدور بصون لهف نفسي لها على النيب حسرى ونحى أعـين الهـدى فعماها ولـه الاوصيـاء عز عزاها فـي رجـال الهـها زكاهـا لم يبـلوا من الضرام شـفاها وقفـتها لـزال منـها ذراها صرعتها العـداة في بوغاها للعدى مغـنما عقـيب حماها سلـبت لكن العـفاف غطاها لم تجد في السباء من يرعاها
    ومن شعره ما أورده في مؤلفه ( رياض المدح والرثاء ) :
يا ابن الـوصي المرتضى طـال انتـظارك سيـدي حاشاك ـ لست أقول عن يـا حــجـة الله الـذي مـاذا التـصبر والحـسين قـد ظل عـار بالـعـرى والـراس مـنه بـالـقـنا لم لا حسامك ينتـضى نهضا فقد ضاق الفضا ثارات جدك معـرضا في طوعـه أمر القضا بكـربـلا ظام قـضى والجسم مـنه رضـضا كالبـدر لـما ان أضـا


(220)
    الشيخ حسين البلادي البحراني
    هو ابن الشيخ علي البلادي مؤلف كتاب ( انوار البدرين في تراجم علماء الاحساء والقطيف والبحرين ) ابن الشيخ حسن آل سليمان البلادي.
    ولد في النجف الاشرف 18 شهر شعبان سنة 1302 وأرخ مولده الشيخ فرج ابن ملا حسين آل عمران القطيفي بأبيات ، كانت التاريخ قوله
وأشرق الزمان اذ ارخت : نجم قد ظهر
    كتب ولده العلامة الشيخ علي ابن الشيخ حسين المترجم له ترجمة والده في مقدمة كتاب ( منية الاديب وبغية الاريب ) المطبوع بالنجف بمطبعة النعمان سنة 1382 ه‍ وذكر جملة من أشعاره في أهل البيت عليهم السلام وقال : له منظومة في ( الامامة ) وأخرى في الاصول الخمسة لم تتم ومنظومة في آداب الاكل والشرب. وقال : ان والدي رحمه الله قد غلب عليه الزهد والخشوع والخضوع لله والاعراض عن الدنيا ، ختم القرآن الشريف مع تعلم الكتابة في أربعة أشهر ، درس النحو على العلامة الشيخ محمد ابن الحاج ناصر آل نمر ودرس على والده الفقه والاصول. ومن مؤلفات الشيخ حسين كتابه الذي تقتنيه الخطباء المسمى ب‍ المجالس العاشورية. طبع بمطبع النعمان في النجف. كتب وألف فمن مؤلفاته كنز الدرر ومجمع الغرر وقد قرظه بالشعر جناب السيد رضا الهندي الذي أخذ عن الشيخ اجازة الرواية ، كما قرظه ايضا الخطيب الشيخ حسن سبتي ، والخطيب السيد محمد آل شديد ومن مؤلفاته كتاب ( نزهة الناظر ) يشبه الكشكول و ( كتاب سعادة الدارين في أحوال مولانا الحسين ) وغيرها في الادعية والزيارات ، وله رياض المدح والرثاء ، وقال في ( منية الاديب ) وقلت هذه الابيات لاعلقها في ضريح الامام أمير المؤمنين عليه السلام :


(221)
هذا علي امير المؤمـنين ومن هذا علي أمير المؤمـنين ومن هذا علي أمير المؤمنـين ومن هذا علي أمير المؤمنيـن ومن صلى عليه اله الخلق ما طلعت قد كان نورا بساق العرش قد سطعا بالبيت شرفـه الرحمن قـد وضـعا أقـام دين الهـدى بالسـيف فارتفعا غذاه خير الـورى بالعلـم فارتضعا شمس وما البدر في الآفاق قد سطعا
    أجازه جماعة من العلماء الاعلام وحجج الاسلام باجازات حرروها بخطوطهم وهم :
    1 ـ العالم الجليل السيد ابو تراب الخوانساري النجفي.
    2 ـ الحجة الكبير السيد حسن الصدر الكاظمي رحمه الله.
    3 ـ الشيخ الاجل الشيخ محسن الطهراني المعروف ب‍ اغا بزرك ولغيرهم من شيوخ الاجازات بحيث لو جمعت لكانت كتابا خاصا.
    ومن مؤلفات المترجم له ( المجموعة الحسينية ) طبعت بالنجف ـ المطبعة الحيدرية ـ سنة 1375 تحتوي على عدة رسائل فيها مجموعة فوائد في الاوراد والادعية والاختام واعمال الايام.
    في ليلة الاثنين 13 شهر ذي القعد الحرام بات بصحة وعافية يزاول أعماله من كتابة وقراءة وحتى مضت خمس ساعات من الليل ثم اضطجع على فراشه وكانت ليلة ممطرة وفي الساعة الثامنة غروبية جعل سقف الغرفة يقطر ويسيل فأيقظه أهله لينتقل الى غيرها فقال : ان المطر ينزل من جانب آخر وليس قريبا مني وعند الصبح جاؤوا ليوقظوه فوجدوه قد قبضه الله اليه فجهزوه وشيعوه ودفن في مقبرة القديح وذلك يوم 14 ذي القعدة 1387 ه‍ 1967 م.


(222)
    الاستاذ احمد خيري بك من علماء مصر ترجم له البحاثة السيد مرتضى الرضوي في كتابه ( مع رجال الفكر في القاهرة ). ولد في الاسكندرية عام 1324 الموافق 1907 م تلقى العلم بالمدارس الحكومية وعلى بعض الاعلام الافاضل. حفظ القرآن وأتم حفظه عام 1352 ه‍ كان عالما بالعلوم الشرعية والحديث ، والفقه وعلم المصطلح والبلاغة واللغة والتأريخ وأصبح حجة فيها. له المام باللغات الحية : العربية والانجليزية والفرنسية والايطالية ، والتركية. وله صلات كثيرة مع جميع العلماء الاعلام في مختلف البلاد الاسلامية نظم في أهل البيت والامام الحسين عليه السلام وقصيدته التي طبعت بمطبعة السعادة وأولها يخاطب الحسين عليه السلام.
بجاهك يدنو الخير والخوف يبعد وبابك للمكروب كهف ومقصد
    وله مجموعة من المدائح الحسينية مطبوعة رأيتها في مكتبة الامام أمير المؤمنين بالنجف تسلسل 449 ـ 40.
    توفي يوم الثلاثاء 6 رجب ودفن يوم الاربعاء 7 رجب عام 1387 ه‍ الموافق 12 ـ 10 ـ 1967 م ودفن في روضته في حديقته بجوار منزله تغمده الله برحماته. وصفه السيد الرضوي بالعالم الجليل


(223)
والمحقق الخبير والمؤلف البارع والشاعر العبقري ، يوالي أهل البيت ويقدسهم وقال : زرته في روضته بدعوة منه فقابلني باللطف والبشاشة ثم تلا الوانا من شعره وخصوصا شعره في أهل البيت عليهم السلام ثم صنع لنا مأدبة مفصلة فتناولنا الطعام معه في داره العامرة بالروضة وكان طعاما كثيرا طيبا. وعصرا توجهنا بمعيته الى مكتبته العامرة في تلك الروضة وكانت تزيد على سبعة وعشرين الف مجلد ، وأطلعنا على نفائس المخطوطات والكتب التي كانت بخطه كما أن فضيلته اطلعنا على بعض الآثار والنوادر التي كانت تضمها المكتبة وبالوقت أهداني مجموعة من مؤلفاته وآثاره وقصائده كما أني اهديت له مجموعة من منشوراتنا.


(224)
اثـرهـا تخـف بـفـرسانـها وقـدهـا عـتاقـا بـآدابـهـا تـكاد اذا مـا ارتـمت بالكـماة وتغـدو تسابـق مـن عجـبها وتـشأو بـها الـريح مجـدولة ويرمي بها النـصر بيض الجباه تـزف الـى حلـبات الـوغى وتسـطو بصيـد اذا هـاجـها كـماة تـكاد تشـيم السـيوف هلم بنا يـا ابن ثـاوي الطفوف ومـن وسدتـه تـريب الجبين ألـست المـعد لاخـذ الـترات فحـتام تغـفي وكـم تشـتكي اصبرا نويت بـلى ام طـويت وهـذي الشـريعة تشـكو اليك فـبادر اغـاثتـها فـهي قـد وصـن حوزة الحق فالمبطلون وحط دوحة الديـن فالمـلحدون تدك الربى فـوق غيـطانها تـصرفـها لا بـأرسـانها تنسـل مـن بيـن سيـقانها ظـلال القـنا بيـن آذانـها كأنـها عـزائـم فـرسانها بيـن الجـبال لعـقـبانـها زفيف الصقـور لاوكـانها نـدى اسرجـتها بقمصانها بـأجـفانـها لا بأجـفانها وسل من قضى فوق كثبانها مـن شيـب فهـر وشبانها وأخـذ العـداة بـعدوانـها اليك الظـبى فرط هجرانها حـشاك وحـاشا بسلـوانها عـداهـا وتـشريع اديانـها دعـت منك محـكم فرقانها تبانـوا على هـدم بنـيانها تـنادوا عـلى جذ اغصانها


(225)
رمـوها بمـعـطش اعـراقها لتصـلح من شأنـها بالحـسام غـداة ابـن أم الـردى أمـها بكل شـديد القـوى لـم يـزل طلـيق المـحـيا كـأن القـنا تتيه المـذاكي بهـا في الوغى لقـد أرخـصت للهـدى انفسا وقد أذعـنت للردى خـوف أن وشدت حبى الحرب كي لا تحل وغالت بنـصر ابن بـنت النبي درت انـه خـير أو طـارهـا نضـتها عـزائـم لو افـرغت فـجـادت بأرواحـهـا دونـه تحـي العـوالي كـأن قد حلى وتبدي ابتـساما لبيض الظـبى وزانـت سـماء الوغى سمرها وأبـدت اهـلـة اعـيـادهـا وراحت تلي حيـنها في الوغى فمالت نـشاوى بسـكر الردى وغـادرت السـبط لا عـذرة فعـاد يـقاسي الاعـادي بلا يشـد عـلى جمعـها مفـردا ويسـقي صحيـفتـه عـزمه اذا هـي صلـت عـلى هامها فيحـظى الغـرار بأوغـادها ويخـطف ابـصارهـا بـرقه تـكاد مـن الـرعب أرواحها ولـو لم يـرد قـربـه ربـه ولكن قضى ان يرى ابن البتول فأمـسى وياتيه حـرب عـلى فجد بـدمـاهم لعطـشانها اصلاح جـدك من شـانها يـزجي الجـياد بخلصانها يقاسي الطـوى حب لقيانها سقته الحـميا بخـرصانها وتطفي المواضـي بأيمانها سـوى الله يعـيى بأثمانها يفـوز ابن هـند باذغانها حرب حـباها بسلـطانها غلو الجفـون بـأنسـانها فـباعت بـه خير أوطانها سـيوفا لقـدت بأجفـانها وظـلت تقـيه بـأبـدانها بأكـبادهـا طـعن مرانها كـان الظبى بعض ضيفانها بشهب رجـوما لشيـطانها بنصر الهدى بيض ايـمانها كنشوى تلي الراح في حانها تخال الظبى بعـض ندمانها مروع الحمى بعـد فقـدانها ظهـير له بيـن ظـهرانها بماضـي المضارب ظمآنها فيمـحو صحيـفة مـيدانها تـخر سـجـودا لاذقـانها ويحـظى الفـرار بشجعانها ويـرمي بـها اثر الوانـها تـروع الجـسوم بهجرانها لاردى الاعادي بأضـغانها ثار ابـن هـند واخـدانها نـزار فـريسة ذؤبـانـها
ادب الطف الجزء العاشر ::: فهرس