ادب الطف الجزء العاشر ::: 241 ـ 255
(241)
    السيد محمد علي الغريفي :
    السيد محمد علي ابن السيد عدنان ابن السيد شبر الخ. ولد في سنة 1329 ه‍ ودرس مقدمات العلوم لدى أخيه الاكبر العلامة السيد علي ثم هاجر الى النجف الاشرف وأتم دراسته فيها بحضوره دروس الاعلام والمراجع وبعد وفاة أخيه السيد علي المذكور عاد الى بلد المحمرة وأقام فيها خلفا عن أبيه وأخيه مرجعا دينيا وهاديا مرضيا الى أن وافاه الاجل فيها يوم الخميس السابع من شهر رمضان سنة 1388 ه‍ ونقل جثمانه الطاهر الى النجف الاشرف وشيع ودفن في اليوم الثامن من شهر رمضان وأقام آية الله العظمى السيد الحكيم الفاتحة على روحه الطاهرة في مسجد الطوسي وجددتها الهيئة العلمية واقيمت له الفواتح في بلد المحمرة كما أقيم له تأبين في أربعينه ألقي فيه القصائد والخطب وأرخ عام وفاته البحاثة الخطيب السيد علي الهاشمي بقوله من جملة أبيات :
بفقـد علي بـن عـدنانها فشيعة الفـضل في موكب وحل بجـنب أبيه الهـمام وثغـر الـعراق وأبـناؤه فـنادى مـؤرخه ( داعـيا حكت أعين المجد صوب الغمام وآب بـه نـحـو دار الـسلام لدى جـنة الخلـد أسـمى مقام عراها الاسـى مذ أتـاه الحمام فتبكي عليـا بشـهر الصـيام )
    وأعقب ولدين أحدهما علي والآخر نزار وخلف مؤلفات منها شرح الخطبة الشقشقية كما خلف ديوان شعر رائق فيه عدة قصائد قالها في واقعة الطف فقال في قصيدة رثى بها أبا الفضل العباس (ع) :


(242)
المجد مجدك يا ابن ساقي الكوثر بك تفخر الدنيا وكم قد طاولت قمر بك القمر المنير تلألات والفضل يشهد أنه لولاك لم والسيف يلمع في يديك ووقعه والرمح تنظم فيه كل مدجج لله يومك وهو يوم ما له يوم بوادي الطف كم غنت به هيهات ما انساك يوم تزاحفت وعليه قد سدوا الفضاء واجلبوا فوقفت كالطود الاشم مشمرا نازلت جمعهم فكم لحسامك ال ونثرت بالسيف الصقيل رؤوسهم فرقت شملهم فكم من هارب أمطرتهم عند النزال صواعقا اني لاكبر فيك أعظم همة ومواقفا لك في الطفوف كريمة وازرت يوم الطف سبط محمد بك لاذت الفتيات من عمرو العلى لك تشتكى العطش الشديد وانت فابت لك النفس الكريمة أن ترى فحملت تقتحم الفرات مزمجرا وملكت بالسيف الشريعة وانتحى فأبيت شرب الماء وابن محمد هيهات انت اجل قدرا فالوفا لكن حملت الماء تضرب دونه قاربت رحلك والطغام تزاحفت لولا المقادر ما استطاع مناضل حسم القضاء يديك لكن بالذي أبكيك مقطوع اليدين معفرا ولرأسك المفضوخ والعين التي فمشى الحسين اليك يهتف يا اخي والفخر فخرك يا كريم العنصر أبناء فهر فيك كل مظفر أنواره وبدى بوجه نير يعرف وما في الناس عنه بمخبر يوم الوغى كالرعد فوق المغفر والشوس بين مجدل ومعفر مثل وكم مرت به من أعصر الاجيال من غاد عليه ومبكر جند الضلال على ابن طه الاطهر للحرب كل مدرع مستنسر عن ساعديك وكنت غير مذعر ماضي تصاغر كل ليث قسور ونظمت اسدهم بصدر الاسمر من حد سيفك في عماه محير فتركتهم صرعى بيوم ممطر دفعتك دوما للمحل الاكبر ومناقبا عظمت وان لم تحصر بمهند صافي الحديد مجوهر يهتفن باسمك يا عظيم المحضر ذو البأس العظيم مظنة المستنصر عطش الفواطم يا بن ساقي الكوثر بالسيف تضرب هامة المزمجر عنها لهول لقاك كل غضنفر لهبت حشاشته بحر مسعر لك خصلة موروثة عن حيدر بالسيف لم تملل ولم تتضجر لك بالسهام وبالظبى والسمهر منك الدنو ولم يكن بالمجتري جادت يداك على الهدى لم يشعر نفسي الفداء لجسمك المتعفر انطفأت بسهم في النضال مقدر افقدتني جلدي وحسن تصبري


(243)
أأخـي ها فانـظر بنات محـمد هتفت وقد عز النصير لشخصك هذا لـواؤك من يقـوم بحـمله جلل مصابك يا ابن والدي الذي أشمـت بي أعـداي يا أوفى أخ من للحمى من للعـقائل اصبحت لاخير بعدك في الحياة وقد غدى أبقيـتني فردا أبا الفـضل الذي وسبقـتني للخلـد فاهنـأ بالذي تبـكي علـيك بلهـفة وتـزفـر الغـالي وكـان هتافهـا بتـحسر بل من سيحفظ بعد فقدك معشري قد هد ركني بل أضـاع تبصري عندي به أقوى ويقـوى عسكري حيرى ومن سيحن للطـفل البري عيشى لفقدك لا هـنيء ولا مري مـا كان عـني قـط بالمـتأخر أولاك ربـك مـن نعـيم أوفـر
    وقال في رثاء علي الاكبر (ع)
بذكراك ذا الكون العظيم يعطر وهيهات ماضاهاك في الدهر فارس نمتك الكرام الصيد من آل هاشم وان العلي القدر شبل ابن فاطم ظفرت بأعلى المجد غير منازع خليق وخلق كالنبي ومنطق وبأس به اشبهت حمزة في الوغى أخذت باطراف الشجاعة والابا وان انس لا انساك يوم تزاحفت وجاءت الى لقيا ابيك جحافل وتأبى لك النفس الكبيرة ان ترى مشيت بثغر للكريهة باسم وجردت سيفا في غراريه لفنا وأقدمت للاعداء كالليث مانبا وخيل للاعداء ان جاء حيدر فأعلمتهم لكن بصوت محمد فكم من همام فر من هول سطوة وكنت متى يممت شطر كتيبة فلولا الظما والجهد من ثقل لامة ولولا القضا لم يقربوا منك والقضا فلهفي لبدر قد هوى من سمائه ولهفي لذاك الغصن أذوى من الظما وواحر قلبي للشباب مجدلا ومن كل من فوق الثرى انت اكبر ويوم اللقا انت الكمي الغضنفر وعرق فيك الطهر طه وحيدر حسين وما في الناس مثلك قسور بمجدك كم في الكون قد خط مزبر بليغ به في الناس لازلت تذكر وصولة مقدام بها صال جعفر وورثك العليا أبوك المظفر جيوش العدى يوم الطفوف تزمجر كعد الحصى يقتادها متجبر أباك الى الهيجا وحيدا يشمر ووجه صبوح وهو كالبدر يزهر لاعداك يا ابن الطهر قد خط اسطر حسامك بل ما دونه قام مغفر لابنائه بعد المنية ينصر بأنك من ابنائه حين تفخر وضرب حسام منك للهام ينثر تولت ومنها كل ليث مقطر عليك ونار بين احشاك تسعر اذا كان حتما فهو لا يتأخر ومنه المحيا في التراب يعفر وحر سيوف فتكها لا يقدر على جسمه الجرد العتاق تعثر


(244)
ووجه يفوق البدر حسنا وروعة ووالده العطشان يرنو لجسمه هوى فوقه كالطود يهتف صارخا بني لقد كنت السواد لناظري بني على الدنيا العفا ليت أنني بني لمن ارجو الحياة وانني بني بمن أعداي بعدك اتقي بني ومن للفاطميات بعدنا ومن لعليل كاد من شدة الضنى أحين ترجيناك ترفع للهدى يحاتفنا فيك الحمام وانني وما لي سوى الصبر الجميل وسيلة يخر على حر الثرى وهو احمر وقد مزقته البيض فهو مبعثر بني وهي مني عليك التصبر بمن بعدما فارقتني اليوم انظر سبقتك في لقيا الردى فهو أجدر لاحسبها بالحزن بعدك تزخر وبعدك من في النائبات سيحضر وفيمن يلوذ الطفل وهو مذعر يموت ومما نابه ليس يشعر منارا وفي نشر الفضائل تجهر وددت بقلبي بعد موتك تقبر فكل صبور في المعاد سيؤجر


(245)
أعيني سيـلي دمـا قانيا فيا غـيرة الله ذا جسمه فأين بدور بنـي غالب واين الزمان بهم زاهرا واين الكماة وأين الحماة وبـكى قتـيلا بشـط الفرات على الترب والراس فوق القناة وأيـن سمو سهـمى النـيرات وأيـن أويقـاتنـا الزاهـرات وأيـن الابـاة وايـن الـسراة
    هذه أبيات من نظم الشاعر في ( رواية الحسين ) التي نظمها مستعرضا وقعة كربلاء وجهاد الامام الحسين وأصحابه من مبدء نهضته حتى مقتله بأسلوب رصين وخيال عال جذاب وتحتوي الرواية على فصول تمثل وقعة كربلاء وتحتوي على 240 صفحة ، طبعت بمطبعة النجاح ـ بغداد. وكان لها صدى طيبا في الاوساط الادبية وكان ينشد بعض الفصول منها فتصغي له الادباء وترتاح لهذا الاسلوب الروائي الجميل وعقيدتي انه اول من نظم هذه الوقعة بهذا اللون وتقدمت اليه دور السينما تطلب منه تمثيلها على الشاشة بجميع فصولها.
    لا زلت اتصوره ببزته الدينية يرتاد مجالس النجف وأندية العلم وهو في الطليعة من الفضلاء وأذكر قصيدته التي أنشدها يوم الثامن من شهر شوال بمناسبة تهديم قبور ائمة البقيع وهو


(246)
من أشد الناس حماسا لهذا الحادث المفزع. ولد السيد محمد رضا ابن الحجة المجاهد السيد عبد الحسين شرف الدين في مدينة صور بلبنان في شهر المحرم عام 1327 ه‍ الموافق شباط 1909 ولما ترعرع أحس من أبيه بالرغبة الملحة على الدراسة الدينية فسافر الى النجف وقصر نشاطه على الفقه والاصول ودرس على المشايخ الاعلام كالشيخ مرتضى آل ياسين والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء وغيرهما وهو يتعاهد ملكته الادبية فنظم أول ما نظم روايته الشهيرة ( الحسين ) وذلك عام 1352 ه‍ وأعقبها بنظم رواية ( قيس ولبنى ) كما عني بنظم تاريخ العرب في ملحمة كبيرة تزيد على 300 بيتا. وفي عام 1353 انتقل الى بغداد فأصدر مجلة ( الديوان ) خرج منها خمسة أعداد ، وفي عام 1939 عين في مجلس الاعيان ملاحظا لديوان الرئاسة وفي عام 1947 نقل الى وزارة الخارجية بوظيفة ملحق صحفي في المفوضية العراقية بدمشق فالتقيت به في دمشق فقال لي اني الزمت نفسي ان انظم كل عام قصيدة بذكرى يوم الغدير أين ما حللت واذا كان لك متسع من الوقت ان تحضر غدا لاستماع قصيدتي. وفي عام 1949 نقل الى المفوضية العراقية بطهران ثم الى المفوضية العراقية بجدة حتى شهر آب من عام 1950 وكان موضع تقدير من كل عارفيه فانه وادع الخلق هادئ الطبع وقور الملامح تنم احاديثه عن عقيدة صحيحة صريحة ويعتز بشخصيته وشرفه ويعرف لنسبه الشريف قيمته الغالية وترجم له الخاقاني في ( شعراء الغري ) وذكر طائفة من أشعاره.
    اخبرني ولده فضيلة العلامة السيد حيدر شرف الدين أن وفاة والده السيد محمد رضا في العاشر من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1389 ه‍ رحمه الله.


(247)
جل المصاب مصاب آل محمد وابك الكرام الذائدين عن العلى ذكر الزمان مصابهم فاعاده فالحق لا ينسيه سالف عهده والعدل لا تبليه قلة أهله آل الرسول أجل فهات حديثم جمعوا الفضائل والمكارم والعلى ما حرر الاسلام الا سادة سنوا لاهل الحق سنة ثورة مل الحديد من الحديد وعزمهم فليقلع الجبناء عن اقوالهم في كل قطر روضة لكرامهم رام العدو عفاءها لكنها في المغرب الاقصى وفي مصر وفي وشهيدهم في كربلاء شهيدهم عطف الصفوف على الصفوف يذيقها فاذر الدموع بيومه المتجدد (1) والدين بالقول الكريم وباليد تاريخ عز للسمو مؤيد والذل لا يبقيه سوط المعتدي والدين لا يوهيه طعن الملحد واذكر مصابهم ولا تخشى الردي والعلم والتقوى لاذكى محتد بذلوا دماءهم له عن مقصد اضحى بها الاسلام مرهوب اليد ما مل من نصر لدين محمد ان الجبان كأنه لم يولد بندى المعالي روض ذكراها ندي حفظت على رغم العدو بمشهد هذا العراق وفي بقيع الغرقد في انهم اهل المقام الاوحد حتف الحتوف وينثني كالجلمد

1 ـ انشد هذه القصيدة في يوم عاشوراء في الحفل المقام في ساحة الامام الكاظم عليه السلام.

(248)
هجمات حيدرة العظيم وقلبه لله يوم الطف يوما فارقا كتب العراق وثيقة استقلاله بيني وبينك يا يزيد قضية أورثت ملكا لم تكن أهلا له اذ صال في صفين أو في المربد بيض الوجوه عن الفريق الاسود بدم الحسين السيد بن السيد لا تنتهي وعداوة لم تنفد ووليت دينا ريع منك بمفسد
    الدكتور مصطفى جواد ولد ببغداد محلة القشلة ودخل المدرسة الابتدائية في دلتاوة ديالي عام 1915.
    في عام 1924 أكمل دراسته في دار المعلمين واخذ ينشر بعض خواطره في جريدة الصراط المستقيم ببغداد وعين معلما في عام 1925.
    وفي عام 1939 تخرج في جامعة السوربون بفرنسا عن اطروحة بعنوان ( سياسة الدولة العباسية في آخر عصورها ).
    في عام 1956 اصبح استاذا في دار المعلمين العالية ( قسم اللغة العربية ) توثقت صلته بمجلة المجمع العلمي العربي بدمشق وأخذ ينشر بعض آثاره فيها منذ عام 1943 وفي عام 1950 اسهم في تحرير مجلة المجمع العلمي العراقي في اليوم السابع عشر من كانون الاول كانت وفاته سنة 1969.
    من مؤلفاته 1 ـ سيدات البلاط العباسي ـ طبع في بيروت ، 2 ـ المباحث اللغوية في العراق ـ طبع في القاهرة 3 ـ خارطة بغداد قديما وحديثا بالاشتراك مع احمد سوسة واحمد حامد الصراف 4 ـ الجامع الكبير في صناعة المنظوم والمنثور حققه بالاشتراك مع الدكتور جميل سعيد 5 ـ تكملة الاكمال في الاسماء والانساب والالقاب ـ تحقيق وهو لجمال الدين الصابوني.
    نشرت مجلة البيان النجفية في السنة الاولى قصيدته التي ألقاها في الحفلة التأبينية لسيد الشهداء يوم العاشر من المحرم سنة 1365 ه‍ الموافق 26 / كانون الاول 1945 في صحن الامامين الكاظميين عليهما السلام وأولها.
ألمت بي الذكرى فاوسعتها شكرا وأرعيتها قلبي فقلبي بها أدرى


(249)
    كما نشرت له مجلة ( البيان ) أيضا في سنتها الاولى قصيدته التي ألقاها صباح العاشر من المحرم سنة 1964 م في حفل الامام الحسين (ع) وأولها :
أبى الله أن ينسى مصاب ابن فاطم قد اختـلفت اجـيالها غـير أنها فجاءت تعزي الدين شتى العوالم تساوت لدى تأبين فخر الهواشم
    ولا يفوتنا ان الدكتور مصطفى جواد من اشهر رجالات العرب في الادب ومعرفة لغة العرب ولا تكاد تفوته شاردة او واردة وقد نشر الكثير من ذلك تحت عنوان ( قل ولا تقل ) واخيرا اصدر في كتاب خاص.


(250)
أي رزء بكـت علـيه السماء ذاك رزء وذاك خطب عظيم فقـدته بكـربلا وهـي اليوم فقـدتـه بالطـف يوم أتـته جمـعوا رأيهم الى الحرب لما قابلـوه بـأوجـه وقـلـوب والتقـتهم من آل هاشم شوس فتـية في الوغى بهم كل ليث ملـؤا واسـع الفـضا بزئير بذلـوا النفس والنفيس بعزم وقضوا واجب الدفاع الى أن ظهروا أنجـما وغابوا بدورا ظـل ملقى لـه التراب فراش يرمق الطرف ما له من معين وعلي السجاد أضحـى عليلا ان شـر الافعال فعـل طغاة ما رعوا ذمـة بكـشف نقاب نسـوة للـشام سيـقت سبايا ومصاب قد دام فـيه العزاء فقـدت ابنـها بـه الزهراء عـلـيه حـزينـة ثـكـلاء آل حـرب وهـم لـه أعداء لعبت في عقـولـهم صهباء شأنها الغدر ملـؤها البغضاء حين غصت بخيلها الهيـجاء طلق الوجـه واضـح وضاء منـه دكت لهـولها الارجاء فلتلك النفـوس نفـسي الفداء نفـذ الحكم فيـهم والقـضاء بينـهم طلـعة الحسـين ذكاء وطريـحا له القـتام غـطاء غير أطـفاله وهـم ضعـفاء ومريـضا أعيـاه ذاك الـداء ببني المصطفى البشير أساءوا من نسـاء قد ضمـهن الخباء ومن العـار أن تـساق النساء


(251)
صرخت زينب بصوت وقالت فلـماذا منعـتم الـماء عـنا لهف قـلبي على أسود عرين لهف قلـبي على بنات خدور لهف قلبـي على خيام تداعت لهف قلببي على بدور أضاءت بعد رزء الحـسين بالله قل لي ويلكم هكذا يكـون الجزاء وأبونا لـديـه ثـم الـماء ورجال أعـضاؤهم أشلاء زانهن العـفاف ثـم الحياء حول استارهـا اريقت دماء ثم غابت فطاب فيها الـرثاء أي رزء بكـت عليـه السماء
الشاعر عبد الكريم العلاف
    ولد عبد الكريم بن مصطفى العلاف ببغداد سنة 1312 ه‍ 1896 ونشأ في احضان عشيرة العزة بمحلة الفضل بعد أن تعلم القراءة والكتابة درس على العلامة الشيخ عبد الوهاب النائب في جامع الفضل ولازمه ملازمة الظل حتى وفاته ، وآل النائب هم الذين أعانوه على تحمل اعباء الحياة ومواصلة الدراسة. وعندما اندلعت نيران الثورة العراقية الكبرى كان في مقدمة شعرائها ، فقد ألقى القصائد الحماسية في جامع الحيدر خانة مما أدت الى سجنه ، وعين بعد تشكيل الحكومة العراقية كاتبا لمالية الكاظمية ثم تركها وآثر الاشتغال في المهن الحرة حتى أصيب بالشلل فاضطر الى مواصلة الحياة بكتابة العرائض. وبعدها بفترة عينه الاستاذ أحمد حامد الصراف في احدى وظائف الاذاعة ، ولم يمض طويل وقت حتى عاد الى كتابة العرائض ثانية حتى وافاه الاجل بتاريخ 22 ـ 11 ـ 1969 المصادف 1389 ه‍ صدرت له عدة كتب هي :
    1 ـ الاغاني والمغنيات.
    2 ـ ايام بغداد.
    3 ـ الطرب عند العرب.
    4 ـ بغداد القديمة.
    5 ـ قيان بغداد في العصر العباسي والعثماني والاخير.


(252)
    6 ـ مجموعة الاغاني والمغنيات.
    7 ـ الموال البغدادي.
    8 ـ موجز الاغاني العراقية.
    عبد الكريم العلاف شاعر يجيد النظم باللغتين : الفصحى والدارجة وهو مؤلف كتاب ( الطرب عند العرب ) و ( بغداد القديمة ) المطبوع بمطبعة المعارف و ( الموال البغدادي ) وهو صحفي أصدر مجلة باسم ( الفنون ) استمرت عاما كاملا ، وقضى فترة بالاشراف على فرقة الرشيد للفنون الشعبية في مصلحة السينما والمسرح (1).
    سألته ( كل شيء ) عن الوقت الذي بدأ فيه ينظم الشعر فقال : كنت مولعا بالشعر الفصيح وبدأت أنظمه قبل اربعين عاما ، ولكني رغبت بأن أنظم الشعر الشعبي لروعته وأسلوبه منذ ثلاثين عاما ، قال : ونظمت أغنية :
يا نبعة الريحان حني على الولهان
    وكنت طريح الفراش في المستشفى عام 1936 بعد أن دهستني احدى السيارات. ونظمت اغنية : خدري الجاي خدري للمطربة الهوزوز بمناسبة اخرى كما نظمت أغنية :
كلبك صخر جلمود ما حن عليه
    غنتها كوكب الشرق أم كلثوم عام 1932 عندما زارت بغداد وقد أعجبت بها على ملأ من الناس في الحفلات التي أقيمت آنذاك تكريما لها. وقال : عندي مؤلفات لم تزل مخطوطة.
    وجاء في معجم المؤلفين ج 2 ـ 310 كوركيس عواد. ما نصه :
1 ـ صحيفة ( كل شيء ) البغدادية بتاريخ 31 آذار 1969 المصادف 12 محرم 1389 ه‍.

(253)
    عبد الكريم العلاف ( بغداد 1896 ).
    1 ـ الاغاني والمغنيات : مجموعة أغاني عراقية مصورة ـ بغداد 1933 و1969.
    2 ـ أيام بغداد ( بغداد 1969 ).
    3 ـ بغداد القديمة ( بغداد 1960 ).
    4 ـ الطرب عند العرب ( بغداد. ط 1 ـ 1945 ط 2 ـ 1963.
    5 ـ قيان بغداد في العصر العباسي والعثماني الاخير. بغداد 1969.
    6 ـ مجموعة الاغاني والمغنيات ( 24 حلقة : بغداد 1935 ـ 1946 ).
    7 ـ الموال البغدادي ( بغداد 1964 ).
    8 ـ موجز الاغاني العراقية ( بغداد 1930 ).
    ومما استجيد روايته ما يقول صاحب ( بغداد القديمة ص 143 ما نصه : وفي يوم الاحد 17 جمادى الاولى سنة 1335 يقابلها 11 اذار سنة 1917 جمادى الاولى سنة 1335 يقابلها 11 اذار سنة 1917 فوجئنا بخبر سقوط على أيدي الجيوش الانكليزية فوقع وقوع الصاعقة علينا وبعد ساعات ظهرت طيارات في سماء سامراء ورمت القنابل على المنطقة ومن فزعنا لذنا في ضريحي الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام ، وذهبت انا ولذت بمقام الامام المهدي عليه السلام ووقفنا وقلنا والدموع تذرف من عيني :
فقـم لـها يا امـام المـسـلمين فـقـد واصرخ على الشرك واعلن بالجهاد وقل آن الاوان وخـذ في كفك العلما وا أحمداه ترى الغبرا تفيض دما
    أقول : وروى لي الشاعر الشهير السيد أحمد الهندي من شعر عبد الكريم العلاف :
بربـك يا لـواء السبـط فيئ فحامل مجدك العباس أضحى مقاما ضـم أشلاء الحسين على الغبراء مقطوع اليدين


(254)
شجـون يقض لـها المضجع وحـزن تولاك يا ابن الوصي أتـاك بـأن خـلافـتـكـم يزيد الغرور يزيـد الفـجور أبى طـاعة الله والمـسلمون ويجـبن عن كـل فخر كما وأثمن مـن أنفس المسـلمين وهم له العـين لا تهجع لامر هو الحادث الافظع تحلى بها الالكع الاكوع يزيد الخـمور وما يتبع له من أنـامله أطـوع على كل موبقـة يشجع له قدح بالطـلى يترع
* * *
فبـت تؤرقـك الـهاجسات أيلـعب بالحـكم وغـد ولا أأضـيع هذا الـورى بينهم فظلت كأنـك فـوق المهاد وبيـنا تفـكر بالمـسـلمين اذا بالرسـائل تتـرى عليك فرسل تجـيء ورسل تعود رسائل تطـلب منك القدوم جنــود أبيـك وأنـصاره ومـا لك في دفـعها مطـمع يـد بـالحـسام لـه تـصفع نبـيه ، وأنـبهـهم أضـيـع عـلى كـل جـارحة مـبضع وماذا ابن صخر بـهم يصـنع كـمنهـلة الـمـزن اذ تهـمع وكـتب بـأضـعافـها تشـفع لمن هم ملـبوك مهـما دعـوا ومن هضبة الجور قد زعزعوا


(255)
وحـزب أخـيك وأشـياعه وقد وحـدوا رأيهم أن تكون فلما اعتـزمت مـوافـاتهم نصيب سواهـم نعـيم الحياة قطـيع له الذئب راع ، متى ومـا ان خـدعت بايـمانهم ولكن ليفـهم معـنى الحـياة خرجـت بظعـنك من يثرب وأســرع نحـوك أسـيادها وقـد ودعـوك فهـل أيقنوا فقمت كما انتفض ابن العرين وقلت وقد غمر الحاضـرين أمر من المـوت أن تـذعنوا ومـاذا ستجـنون مـن فعلكم أيغـدو ابن ميسون وهو الاذل أيسـتبعـد الكـلب ليث الشرى أبى مجـد هاشم أن يستـكين وما أبعـد الذل عـن مثـلهم ومـن خيـر اثـاره شـرها وأشـهى مـن العـمر اتلافه ولـيس الـحـياة بـمحـبوبة فلا بد من نهـضة لي بـها ومن غـير نهجك لم يتبعوا اماما عليـهم وقد اجمـعوا وهم في دياجـي الشقا هجع وحظـهم فقـرهـا المدقع يطـيب ويهنا لـه مـرتع ومن خبر النـاس لا يخدع أنـاس بـأوهامـهم قـنع وسـرت تشـيعك الادمـع وأدمـعهـم منهـم أسـرع بـأنهـم مجدهـم ودعـوا لهم ، أو كما عصفت زعزع جـلالك والـشرف الارفـع لحكم الطليق وأن تخضـعوا اذا حـصد المرء مـا يزرع عليكم أمـيرا ولم تـجزعوا وبالحـوت يحتـكم الضفدع بنوه المغاوير أو يـضرعوا لمن عـن مخازيه لا يـردع وأفـضل أعـمالـه الاشنـع اذا طاول الارفـع الاوضـع اذا غـلـب الساعـد الاصبع بـلـوغ المـرام او المصرع
    الحسين في طريقه الى مكة :
ظعنت برهطك تطوي القفار يحـلك فـي مهـمه مهـمه وحـولك مـن هاشـم فتية كستها يـد العز برد الجلال مصابيح في الافـق اشباهها تنـاقلك الـبيد حتـى غـدا وريـع يزيد فبـث العـيون وبالنجب أجوازها تقطع ويدنيك مـن حاجر لعلع فؤاد المـعالي بهم مولع وأبدع تكـوينها المـبدع بهم كـل داجية تـصدع لركبك فـي مكة موضع علـيك فما فاتـهم مجمع
ادب الطف الجزء العاشر ::: فهرس