ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: 121 ـ 135
(121)
ابو عثمان سعيد بن هاشم بن وعلة البصري العبدي ابو عثمان الخالدي الاصغر :
    توفي سنة 371 الخالدي نسبة الى الخالدية قرية من قرى الموصل ، والعبدي نسبة الى قبيلة عبد القيس المنتهى نسبه اليهم وكأنه ورث التشيع عنهم ، وفي معجم الادباء اسماه سعد. والصحيح سعيد كان هو واخوه ابو بكر (1) اديبي البصرة وشاعريها في وقتهما ، وكان بينهما وبين السري الرفاء الموصلي ما يكون بين المتعاصر من التغاير والتضاغن فكان يدعى عليهما بسرقة شعره وشعر غيره. في اليتيمة : كان يتشيع ويتمثل في شعره بما يدل على مذهبه كقوله :
انظر إلي بعين الصفح عن زللي موتي وهجرك مقرونان في قرن ولـيس لي أمـل إلا وصـالكم هذا فـوادي لـم يمـلكه غيركم لا تتركنيّ من ذنبي على وجـل فكيف أهجر مَن في هجره أجلي فكيف أقطع مَن في وصله أملي إلا الوصي أمير المؤمنين علـي
    ومن شعره :
جـحدت ولاء مولانـا علـي‌ متى ما قلّت إن السيف أمضى لقد فعلت جفونك في البـرايا وقدّمت الدعي على الوصـي من اللحظات في قلب الشجي كفـعل يزيـد في آل الـنبي (2)

1 ـ ابو بكر اسمه محمد بن هاشم بن وعلة بن عرام بن يزيد بن عبد الله منبّه بن يتربي بن عبد السلام بن خالد بن عبد منبّه من بني عبد القيس ، وتأتي ترجمته في هذا الجزء.
2 ـ اعيان الشيعة عن اليتيمة للتعالبي.


(122)
    وله :
أنا ان رمـت سُــلوّاً كنت في الاثـم كمن شا لك صولات علـى قلـ مـثل صـولات عـلي عنك يا قـرّة عـيني رك في قتل الحـسين ـبي بقدٍّ كالـردينـي يوم بـدر وحـنـين (1)
    وله :
أنا في قبضة الغرام رهين‌‏ فكـأن الهوى فتى علويّ وكأنــي يزيد بين يديه بين سـيفين أرهفا ورديني ظن أني وليت قتل الحسين فهو يختار أوجـع القتلتين
    وله :
تظن بأنني أهوى حبيبا جحدت اذاً موالاتي عليا سواك على القطيعة والبعاد وقلت بأنني مولـى زيـاد
    وترجمه السيد الأمين في الأعيان وذكر له شعرا كثيرا وكله من النوع العالي وذكر له النويري في نهاية الأدب قوله :
يا هذه إن رحتُ فـي‌‏ هذي المَدام هي الحيا خَلَق فما في ذاك عار ة قميصها خَرق وقار
    ومن شعره ما رواه الحموي في معجم الادباء :
هتف الصبح بالدجى فاسقنيها لست تدري لرقـةٍ وصفـاءٍ قهوةً تترك الحلـيم سفيـها هي في كاسها أم الكاس فيها
    وقال :
أما ترى الغيم يا من قلـبه قاسيٍ‌‏ قطرُ كدمعي وبرقُ مثل نار جويً كأنه أنـا مقـياسـا بـمقيـاس في القلب مني وريحُ مثل أنفاسي

1 ـ أعيان الشيعة عن اليتيمة للثعالبي.

(123)
    الأمير ابو علي تميم بن الخليفة المعز لدين الله مسعد بن اسماعيل الفاطمي :
نأت بـعد ما بـان الـعزاء سـعادُ فليت فـؤادي للـظعـائن مـربـع نأوا بعـدما القت مكائـدها الـنوى وقد تؤمـن الأحداث من حيث تتقى أعاذل لي عن فسحة الصـبر مذهب ثـوت لي أسـلاف كـرام بكربـلا اصابتهـم مـن عبد شمـس عداوة فكيف يلذّ العيـش عفــوا وقد سطا وقتلـهم بغــيا عُبَــيد وكـادهـم بثـارات بـدر قاتـلوهـم ومــكةٍ فحـكمت الأسياف فيهم وسُـلّطـت فكـم كـربةٍ فـي كربلاءَ شديــدة فحشو جفون الـمقلتين سهـادُ وليت دموعي للـخليط مـزاد وقرّت بهـم دار وصـحّ وداد ويبعد نجح الأمر حـسين يُراد وللهو غيـري مألف ومـصاد همُ لثغـور الـمسلمين سِـداد وعاجلهـم بالنـاكثين حصـاد وجـار علـى آل الـنبي زياد (1) يزيد بأنـواع الشـقاق فـبادوا وكادوهـم والـحق ليس يكـاد عليهم رمـاح للنـفـاق حـداد دهاهم بهــا للناكثيــن كـياد (2)

1 ـ يريد به زياد بن ابيه والد عبيد الله بن زياد الذي ارسل الجيوش لمحاربة الحسين عليه السلام.
2 ـ الكياد : المكايدة مصدر كايد.


(124)
تحكّم فيهم كـل أنـوك جـاهــل كأنـهم ارتــدّوا ارتـداد امـيـة ألـم تُـعظِموا يـا قوم رهط نبيكـم تداس بأقدام الـعصاة جـسومهــم تضيمهم بالــقـتل أمـة جـدهم فماتوا عطاشى صابرين على الوغى ولـم يقـبلوا حـكم الدعي (2) لأنهم ولكنم مــاتوا كـرامــا أعـزة وكم بأعـالي كـربلا مـن حفـائر بها من بني الزهراء كـل سَميـدعٍ معفرة فـي ذلـك التــرب منهم فلهفي عـلى قـتل الحسين ومسلم ولهفي على زيـد وبـَثّاً مــُرددا الاكبـد تفنى علـيهم صـبابــة ألا مـُقلة تهمــي ألا أذن تعــي تُقاد دمـاء الــمارقيـن ولا أرى أليس هـم الهادون والعـترة التي تساق على الارغام قسراً نسـاؤهم يُسقـَنَ الـى دار اللعيـن صوغرا كأنهـم فـيء الـنصارى وإنـهـم يعز على الزهـراء ذلـّة زيـنـب وقرع يزيد بـالـقضيب لــسنـّه ويُـغزون غـزواً ليس فيه محاد وحادوا كما حادت ثـمود وعـاد أما لكم يــوم النـشور مــعاد وتدرسهم جُــرد هـناك جيـاد (1) سفاها وعن ماء الـفرات تــذاد ولم يجبـنوا بل جالـدوا فـأجادوا تساما وسادوا فـي الـمهود وقادوا وعـاش بهم قبـل الـممات عباد بها جُثـتُ الأبـرار ليـس تـعاد جـواد اذا أعــيا الأنام جــواد وجـوه بها كـان النـجاح يـفـاد وخـزي لـمن عاداهمـا وبــعاد إذا حـان من بـثّ الكئيـب نفـاد فيقـطر حـزنا أو يـذوب فــؤاد أكـل قلـوب الـعالمـين جـمـاد دمـاءَ بني بـيت الـنبـي تُـقـاد بها انجاب شرك واضـمحل فـساد سبايـا الـى ارض الـشام تــقاد كما سيق فـي عصـف الراح جراد لأكـرم مـــن قـد عـزّ منه قياد وقــتلُ حســين والقـلوب شـداد لـقد مجـسـوا (3) أهل الشام وهادوا

1 ـ يعني بذلك رضّ جسد الحسين عليه السلام بحوافر الخيول.
2 ـ يعنى به ابن زياد الذي لا يعرف لابيه أب.
3 ـ مجسوا : دخلوا المجوسية. وهادوا : دخلوا اليهودية.


(125)
قتلتم بني الإيمان والوحـي والهدى ولم تقتلوهم بل قتلــتم هـداكـم أمية ما زلــتـم لأبناء هـاشـم إلى كم وقد لاحت بـراهين فضلهم متى قط أضحـى عبد شمس كهاشم متى وُزنت صـمّ الـحجار بجوهر متى بعث الرحمـن منكـم كجدهم متى كان يومـا صخـركم كعليهم متى أصبحـت هند كفاطمة الرضى أآل رسـول اللـه سؤتم وكـدتـم أليس رسـول الـله فيهم خصيمكم بكم أم بهـم جاء الـقرآن مـبشرا سأبكـيكـم يـا سادتـي بـمدامع وإن لم أعـاد عبد شمس عـليـكم وأطلبهم حتـى يروحــوا ومالهم سقى حُفـــرا وارتكم وحـوتكم متى صح منكم فـي الإله مـراد بهم ونقـصتم عـند ذاك وزادوا عِدى فاملأوا طرق النفاق وعادوا عليكـم نِفــار منهـم وعنـاد لقـد قـل انصـاف وطال شِراد (1) متى شارفت شم الجـبال هــاد نبيا علـت للـحق مـنه زنـاد إذا عـدّ إيــمـان وعدّ جـهاد متى قيس بالصبح المنيـر سواد ستجـنى علـيكم ذلـة وكسـاد إذا اشــتد إبـعاد وأرمل (2) زاد بكم أم بهم ديــن الإله يــشاد غـزار وحزن ليـس عنـه رقاد فلا اتـسعـت بـي ما حييتُ بلاد على الأرض من طول القرار مهاد من المستهلات الـعذاب عهــاد

1 ـ الشراد : النفور.
2 ـ أرمل : نفد.


(126)
    الأمير ابو علي تميم بن الخليفة المعز لدين الله معد بن اسماعيل الفاطمي :
    قال السيد الأمين في الأعيان ج 14 ص 308 :
    اديب شاعر من بيت الملك في ابان عزه ومجده ذكره صاحب اليتيمة ولم يذكر من أحواله شيئا سوى أشعار له أوردها وقالت مجلة الرسالة المصرية عدد 331 من السنة السابعة هو كما يعرف الأدباء امير شعراء مصر في العصر الفاطمي ويمكننا القول بان تميما هذا كان مبدأ حياة خصيبة عامرة نشأ في وقت واحد مع القاهرة وكان الشعر في مصر بما تعلمه من الضعف والقلة والندرة أقوى وروى له بعض أشعاره التي نظمها سنة 374 هـ وشعره الذي يمدح به اخاه الخليفة العزيز بالله الفاطمي اكثره بل جلّه في ديوانه المطبوع بمطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة قال ابن خلكان : وكانت وفاته في ذي القعدة سنة اربع وسبعين وثلثمائة بمصر رحمه الله تعالى ودفن بالحجرة التي فيها قبر ابيه المعز.
    وقال في الغزل :
لا والمضـرّج ثوبُه لا والوصي وزوجه أولا فإنـي للعـُصا ما حُلت ياذات اللَمى ها فانظريني سابحا في كربـلاء من الـدماء وبنيه اصـحاب الكـساء ة الغاصبــين الادعيـاء عما عهدتِ مـن الوفـاء في الدمع من طول البكاء


(127)
وضعي يديـك على فؤادٍ قالت : تلــطف شاعـر امسك عليك فقـد تقنّــع واعبث بما في العقد مني ، إن الرجــال اذا شكـوا قـد تـهيأ لـلفنـاء لسنٍ وخدعة ذي ذكاء منـك وجهـي بالحياء لا بــما تحت الردءا لعبوا باخـلاق النساء
    ومن شعره :
اما والـذي لا يملك الامر غيره‌‏ لئن كان كتمـان المصائب مؤلما وبي كل ما يبــكي العيون أفلّه ومن هو بالسر المكتم أعلم لأعلانها عندي اشـدّ وآلم وإن كنت منه دائما اتبسـم
    وقال معارضا قصيدة عبد الله بن المعتز التي أولها :
ألا مَن لنفسي وأوصابها ومن لدموعي وتسكابها
    أقول وقصيدة شاعرنا المترجم له طويلة فمنها :
ألا قل لمن ضل من هاشم أأوساطها مـثل أطـرافها أعـباسها كأبي حربــها وأولـها مـؤمـنا بـالإله بنـي هاشـم قد تعاميـتم أعباسكم كـان سيف النبي أعباسـكم كان في بـَدره أعباسـكم قاتل المشركين أعباسكم كـوصيّ الـنبي أعباسكم شرح المشـكلات عجبـتُ لمـرتكب بغيـه ورام اللـحوق بأربـابهـا أأرؤسهـا مـثـل أذنـابها علي وقـــاتل نـصّابها وأول هــادم أنـصابهـا فخلّوا المعالـي لأصحابـها إذا أبدت الحـرب عن نابها يذود الكتـائـب عن غابها جهارا ومـالك أسـلابهـا ومُعطـى الرغاب لطلابها وفَـــتّح مُقـفَل أبوابها غـوىً المقالة كـذّابــها


(128)
يقـول فـينـظم زور الكلام ( لكم حـرمـة يا بنـي بنـته وكيف يـحـوز سهـامَ البنين بذا أنزل الـلـه آي الـقرآن لقد جار فـي القول عبد الإله ونحن لبسـنا ثيـاب الـنبي ونحـن بـنـوه ووُرّاثــه وفينا الامـامــة لا فيكـم ومـن لكـم يا بنـي عمـّه وما لـكم كـوصـيّ النـبي ألسـنا لـُباب بنـي هاشـم ألـسنا سبقنا لغــاياتـهـا بنا صُلتم وبـنا طـُلـلـتم ولا تَسفَهوا أنفـساً بالـكذاب فأنتم كلحن قوافـــي الفَخار ويحـكم تنمـيقَ إذهـابا ولكن بنو العم أولى بهـا ) بنو العمّ أُفٍّ لـغصّابـها أتعمَون عن نص إسهابها وقاس الـمطايا بركتابها وأنتم جذَبـتم بـهدّابـها وأهل الوراثـة اولى بها ونحن أحـقّ بجلـبابـها بمثل البـتول وأنجـابها أبٌ فتراموا بنـشّابــها وساداتـكم عـند نُسّـابها ألسنا ذهبــنا بأحـسابها وليس الـولاة كـكتـّابها فـذاك أشد لإتـعابهــا ونحـن غـدونا كإعرابها
    وله قصيدة اخرى يردّ بها على ابن المعتز في تفضيله العباسيين على العلويين أولها :
جادك الغيث من محلّة دارِ وثوى فيكِ كل غادٍ وسارِ
    ومنها :
يا بني هاشم ولسـنا ســواء ان نكن ننتــمي لجـدٍ فـإنا ليس عباســكم كمـثل عـلي مَن له قال انت مني كهـارون في صغار من العلا أو كبار قد سبقـناكـم لكل فخـار هل تقاس النجـوم بالاقمار وموسى اكرم بـه من نجار


(129)
ثم يوم الغدير ما قـد علمتم مَن له قال : لا فتى كـعلي وبمن بـاهل النبي أأنتــم يا بني عمـنا ظلمتم وطرتم كيف تحوون بـالاكف مكانا مَن توطّا الفراش يخلف فيه واسألوا يوم خـيبر واسألوا واسألوا يوم بدرَ مَن فـارس اسألوا كل غـزوة لرسـول خصّة دون سائـر الـحضّار لا ولا منصل سوى ذي الفقار جُهلاء بـواضــح الاخـبار عن سبيل الانصاف كل مطار لم تنـالوا رؤيـاه بـالابصار احمداً وهو نحـوَ يـثرب سار مكة عن كرّه علــى الـفجّار الاسلام فيه وطالـبُ الاوتـار الله عمن أغـار كـل مـُغار


(130)
وجدي بكوفان ما وجدي بكوفان أرض اذا نفحت ريح العراق بها ومن قتيل بأعلى كـربـلاء على وذي صفائح يستسقـي البقيع به هذا قسيـم رسـول الله مـن آدم وذاك سبطا رسول الله جــدهما وآخجلتا من أبيـهم يـوم يشهدهم يقول يا أمة حف الضــلال بها ماذا جـنيت عــليكم إذ أتيتـكم ألم أجـركم وأنـتم في ضـلالتكم ألم أؤلف قــلوبـا منـكم فـرقا أما تركت كــتاب الله بـينـكـم ألم أكن فيـكم غـوثا لـمضطـهد قتلتم ولدي صـبرا علــى ظمأ سـبيتم ثكـــلتـكم أمـهاتكـم تهــمي عليه ضلوعي قبل أجفاني أتـت بشاشتـها أقــصى خراسان جهــل الصدى فتراه غـير صديان ريّ الجــوانـح من روحٍ ورضوان قُدّا معــاً مثلما قـدّ الــشرا كـان وجه الهــدى وهما في الوجه عينان مضرجيــن نشـاوى مـن دم قـان فاستــبدلت للـعمى كفـراً بايمـان بخير مـا جـاء مـن آي وفرقــان على شفا حــفرة مـن حـر نيـران مثـارة بــين أحـقـاد وأضـغـان وآيـه الـغـر فـي جمع وقــرآن ألـم أكـن فيـكــم مـاء لــظمآن هذا وترجون عند الـحوض إحسـاني بني البتول وهم لحــمي وجثــماني

1 ـ ترجمه صاحب ( رياض العلماء ) ووصف فضله وشعره.

(131)
يا رب خَذ لي منهم إذ هم ظلموا ماذا تجيبون والزهراء خصمكم أهل الكساء صــلاة الله نازلة أنتم نجوم بني حـواء ما طلعت هذي حقائق لفظ كــلما برقت هي الحُلى لبنى طـه وعترتهم هي الجواهر جاء الجوهري بها كرام رهطي وراموا هدم بنياني والحاكم الله للمظلوم والـرانـي عليكم الدهر مـن مثنى ووحدان شمس النهـار وما لاح السماكان ردّت بلألائهــا أبصار عميان هي الردى لبنى حرب ومروان محبة لكم مــن أرض جرجان (1)
    وقال يرثي الحسين عليه السلام :
يا أهل عاشور يا لهفي على الدين اليوم شقق جيـب الدين وانتهبت اليوم قام بأعلـى الطف نادبـهم اليوم خضّب جيب المصطفى بدم اليوم خرّ نجوم الفخر من مصـر اليـوم اطـفئ نور الله متـقـدا اليوم نال بنو حـرب طــوائلهم يا أمة ولي الـشيطان رايــتـها ما المرتضى وبـنـوه من معوبة يا عيـن لا تدعي شيـئا لـغادية قومي على جدث بالطف فانتقضي يا آل أحمد إن الجوهـري لــكم خـذوا حـدادكــم يا آل ياسين بنات أحمد نهب الـروم والصين يقول مَـن ليتــيم أو لمسـكين أمـسى عبير نحور الحور والعين وطــاح بالخيل ساحات الميادين وبرقـعت عـزة الاسـلام بالهون مما صلـوه ببـدر ثـم صفــين ومكَن الـغي منــها كل تمـكين ولا الفواطـم من هــند وميسون تهمي ولا تدعي دمـعا لمــحزون بكل لـؤلؤ دمـع فيك مـكنــون سيف يقطّع عـنـكم كـل موصون
    ذكرها الخوارزمي في مقتله ، وابن شهر اشوب في مناقبه ، والعلامة المجلسي في العاشر من البحار.
1 ـ عن أعيان الشيعة ج 41 ص 41.

(132)
أبو الحسن علي بن احمد الجرجاني المعروف بالجوهري :
    توفي في حدود سنة 380. عن رياض العلماء إنه كان شاعراً اديبا مشهورا ، وهو صاحب القصائد الفاخرة الكثيرة في مناقب أهل البيت ومصائب شهدائهم.
    كان من صنايع الوزير الصاحب بن عباد وندمائه وشعرائه ، تعاطى صناعة الشعر في ريعان من عمره جزاه الله خير جزاء المحسنين.


(133)
عين جودي علـى الشهيد القـتيل كيـف يشفي البـكاء في قتل مولا ولـو انّ البحار صارت دموعـي قـاتـلـوا الله والنـبي ومــولا صـرعوا حولـه كواكب دجــن اخـوة كــل واحـد مـنهم ليـ أو سمعوهـم طعنا وضربا ونحرا والحسيـن المـمنوع شـربة ماء مثـكل بابـنه وقد ضمـّه وهــ فجمعـوه مـن بـعده برضـيـعٍ ثم لم يشفـهم سوى قـتل نـفس هي نفس الحسين نفس رسول الـ ذبحـوه ذبــحَ الأضاحي فيا قلـ وطـأوا جسـمه وقـد قـطّـعوه أخـذوا رأسـه وقــد بضّعـوه نصبـوه عـلى الـقنا فـدمائـي واتركي الخد كالمحل المحيـل ي امـام التـنزيل والـتأويـل ما كفـتنـي لمسلـم بن عقيل هـم عليا إذ قاتلوا ابن الرسول قتلوا حـولـه ضـراغمَ غيل ـث عرين وحدّ سيفٍ صقـيل وانتـهـابا ياضلًة متن سبـيل بين حر الـظبى وحـر الـغليل ـو غريق من الدمـاء الهـمول هـل سمعتم بـمرضعٍ مـقتول هي نفـس التكـبيـر والتهليل ـله نفس الوصي نـفس البتول ـب تصدّع عـلى العزيز الذليل ويلهــم من عقـاب يوم وبيل إن سـميَ الكــفار في تضليل لا دموعي تسـيل كـلّ مـسيل


(134)
واستباحوا بـنات فاطمـة الزهــ حـملوهن قـد كشفـن على الاقـ يا لـكـربٍ بـكربلاء عـظــيم كـم بـكى جبرئـيل مـمّا دهـاه سوف تأتي الزهراء تلتمس الحكـ وأبـوهـا وبعـلهـا وبــنوهـا وتـنادي يــا رب ذبــِّـح أولا فيـنادى بـمالـك ألـهـب الـنا ( ويجـازى كـل بـما كـان مـنه يـا بني المصطفى بكـيت وابكيـ ليـت روحـي ذابت دموعا فأبكي فـولائـي لـكم عتـادي وزادي لـي فـيكـم مـدائـح ومـراث قد كفاني في الشرق والغرب فخرا ومـتى كـادني النواصـب فيكم ـراء لمّا صرخن حول القتيل ـتاب سبياً بالعنف والتهـويل ولـرزء عـلى الـنبي ثقيـل فـي بنـيه صلّوا على جبرئيل ـم اذا حـان محشـر التعديل حـولها والخـصام غير قلـيل دي لمـاذا وأنت خـير مديـل ر وأجّـج وخـذ بأهـل الغلول مـن عقـاب التخليد والتنكيل ) ـت ونفسي لم تأت بعد بسولي للـذي نـالـكم مـن التذلـيل يـوم القاكـم علـى سلسبيـل حفظت حفظ محـكم التنـزيل أن يقولـوا : من قيل اسماعيل حسبـي الله وهـو خير وكيل (1)
    الصاحب بن عباد :
حدق الحسان (2) رمينني بتململ غادرنني والـى التفزع مفزعي لـو أن ما ألـقـاه حمّل يـذبلا مازلت أرعى الليل رعي موكل فحسبتها زهرات روض ضاحك وأخذن قلبي في الرعيل الأول وتركنني وعلى العوبل معوّلي قد كان يذبـل مـنه ركنا يذبل حتـى رأيـت نجمه يبكين لي [ مبتسم ] قـد القيت فـي جدول

1 ـ عن ديوان الصاحب بن عباد ص 261.
2 ـ ذكر العلامة المجلسي في المجلد العاشر من ( بحار الأنوار ) بعضها وقال : هي من قصيدة طويلة.


(135)
ينقـض لامـعـهـا فتـحســب كاتبـاً ويغيب طالـعها كــدر قــد وهــى حتـى إذا مـا الـصبـح أنـفـذ رسـله والفــجر مـن رأد الـضيــاء كـأنـه ومضـى الظــلام يـجر ذيل عبـوسـه وبــدا لنا تـرس مـن الذهـب الــذي مـرآة نـور لــم تُـشـَن بصياغــة تسمـو الـى كـــبد الـسمـاء كـأنهـا حتـى اذا بلـغـت الـى حيـث انتـهت ثـم انثنت تــبغـي الحـدورَ كـأنـهـا حـتى اذا مــا الـليـل كـرّ بـبأســه طرب الصديق الـى الصـديق وأبـرزت فالعـود يُصلــح والحـناجــر تـجتلى والعين تومئ والــحواجــب تـنتـجي والأذن تـقضـي ماتــريـد وتــشتهي إن شـئت مـرّت في طريــقـة مـعبدٍ تغنـيك عن إبـداع بـدعــة حسن مـا فـالـروض بيـن مسهـّــم ومـدبّـج والـطير ألسنة الـغصون وقــد شـدت مـن حُمـّرٍ أو عنـدلـيب مــطـربٍ فـأخــذتـهـا عـاديـّةً غـيـلـيـّةً قـد كـان ذاك وفـي الـصبـا متنفـّس حـتى اذا خــط الـمشـيب بـعارضي وجـعـلـت تكفـير الذنـوب مـدائحي فـي سـادةٍ حــازوا المـفاخـر قـادةٍ قـد مـد سطراً مذهباً بتعجّل مـن سلك غـانية مشت بتدلل أبدت شجـون تـفرّق وترحّل سعدى وقد بـرزت لنـا بتبذل فـأتى الضياء بوجهـه المتهلل لـم ينـتزع من معدنٍ بتـعمل كـلا ولا جليت بكف الـصيقل تبغي هناك دفاع كـرب معضل وقـفت كوقفة سائـل عن منزلِ طـير أسفّ مخـافةً مـن أجدلِ في جحفل قـد أتبعـوه بـجحفل كأس الرحيق ولم يخف من عذّل والدر يُخرز مـن صراح المبزل والعتب يظهر عـطنه فـي أنمل من طفلة مع عـودها كالـمطفل أو شئت مـرت في طريقة زلزل وصلت طرائـقه بفنّ الـموصلي ومـفوّفٍ ومـجـزّعٍ ومـهـلّل ليطيب لي شـرب المدام السلسل أو زُرزرٍ أو تـدرجٍ أو بـلبل تـجلى علَيّ كمثل عيـن الأشهل والدهر أعمى ليس يـعرف معقلي خــط الانابة رمتهــا بتـبتل فـي سـادة آل النـبي الـمرسل ورقوا الفـخار بمقـولٍ وبمنصُل
ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: فهرس