ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: 166 ـ 180
(166)
إذ أتـته البتـول فـاطـم تـبكي قـال : ما لي أراك تبكين يا فاطم ؟! إجتمعـن النسـاء نحـوي واقبلن قلـن : إن النـبي زوّجـك اليوم قال : يا فاطم اسمعي واشكري الله لـم ازوّجـك دون إذنٍ مـن الله أمـر الله جـبرئـيـل فنـادى وأتاه الأمـلاك حـتى إذا مــا قــام جبريل قائما يكثر التحميد ثـم نادى : زوّجت فاطم يا رب قال رب العلا : جعلت لها المهر خـمس أرضـي لها ونهري وأو ورويـنا عـن الــنبي حديـثاً انه قال : بينما الناس في الـجنّة كـاد أن يخطف العيون فنـادوا : أوَ ليس الإله قـال لــنا : لا وإذا بـالنداء : يا ساكـن الجنة ذا عليّ الولـيّ قد داعـب الزّ فبدا إذ تبسّـمت ذلـك الـنور يا بني أحـمد علـيكم عـمادي وبكم يسعد المـوالي ويشــقى أنتم لي غداً وللـشيعة الأبـرار صاغ أبياتـها علـيّ بـن حمّاد وتـوالـي شهيـقهـا والـزفيـرا قـالـت وأخـفت التعـبـيــرا يطلن الـتـقريـع والـتـعيـيرا عـليّـا بعلاً عـديمـاً فـقـيـرا فقـد نـلتِ مـنه فـضلاً كـبيرا ومــا زال يـحسـن الـتدبـيرا رافعاً فـي السماء صـوتـاً جهيرا وردوا بـيت ربّنـا الـمعـمـورا لله جــلّ والـتـكـبــيــرا عليّ الطـهر الفـتى الـمذكـورا لها خالـصـاً يـفوق الـمهـورا جبت على الخلق ودّها المحصورا في البرايـا مُـصحّــحاُ مأثورا إذ عـــاينـوا ضـياءً ونـورا أي شـيء هـذا ؟ وأبـدوا نكورا شمـس فيها ترى ولا زمـهريـرا مـهـلاً أمـنـتم الـتغـيـيـرا هراء مولاتـكم فأبـدت سـرورا فزيدوا إكرامـه والـحبـــورا واتـكالـي إذا أردت النــشورا من يعاديكـم ويصـلي سعـيرا ذخـر أكــرم بـه مـذخـورا فـزانـت وحُـبّرت تـحبـيرا


(167)
ابن حماد العبدي
    ابو الحسن علي بن حماد بن عبيد الله بن حماد العدوي العبدي البصري يستظهر الشيخ الأميني انه ولد في أوائل القرن الرابع وتوفي في أواخره.
    كان حماد والد المترجم له أحد شعراء أهل البيت عليهم السلام كما ذكره ولده بقوله :
وإن العـبد عبدكـم عليا رثاكم والدي بالشعر قبلي كذا حمّاد عبدكم الأديـب وأوصاني به أن لا أغيب
    والمترجم له علم من أعلام الشيعة وفذّ من علمائها وشعرائها ومن حفظة الحديث المعاصرين للشيخ الصدوق ونظرائه ، وقد أدركه النجاشي وقال في رجاله : قد رأيته.
    قال الشيخ الأميني : جمع العلامة السماوي شعره في أهل البيت فكان يربو على 2200 بيتاً. ولم نقف على تاريخ ولادة ابن حماد ووفاته غير أن النجاشي الذي أدركه ورآه ولم يروِ عنه ولد في صفر سنة 372 وشيخه الذي يروي عنه وهو الجلودي البصري توفي 17 ذي الحجة سنة 332 فيستدعي التاريخان أن المترجم ولد في أوائل القرن الرابع وتوفي في أواخره ثم قال :
    وقفنا لابن حماد على قصيدة في مجموعة عتيقة مخطوطة في العصور المتقادمة


(168)
وقد ذكر ابن شهر اشوب بعض ابياتها نسبة الى العبدي ( سفيان بن مصعب ) وتبعه البياضي في ( الصراط المستقيم ) وغيره. والقصيدة للمترجم له ، وقال القمي في الكنى : ابو الحسن علي بن عبيد الله بن حماد العدوي الشاعر البصري من اكابر علماء الشيعة وشعرائهم ومحدثيهم ومن المعاصرين للصدوق ونظرائه ومن شعره في مدح امير المؤمنين عليه السلام قوله :
ورُدّت لك الشمس في بابل‌‏ ويعقوب ما كـان اسـباطه فساميت يوشع لما سَمــا كنجليك سبطي نبي الهدى
    وقال ابن حماد العبدي :
أسايلتي عمـا ألاقي من الأســى ليخبرك إني في فنـونٍ من الجوى وإن قلت : إن الـليـل ليس بناطق وإن كنت في شكٍ فـديتك فـاسئلي أحبّـتـنا لو تـعلمـون بحـالـنا تشاغلتموا عـنّا بصحــبة غيرنا وآليتــموا أن لا تخونوا عهودنا غدرتـم ولم نغدر وخُنتم ولم نخن وقلتم ولو توفوا بصدق حديــثكم أيهنا لكم طيـب الـكرى وجفوننا أنــخنا بمغـناكم لتـحي نفوسنا سنـرحل عنكم إن كرهـتم مقامنا ونأخذ مَن نــهوى بديـلاً سواكم تعالوا الى الانصاف فيما ادّعيـتموا أليـتـكم ناصـفتـمونا فريـضة سلي الليل عنـي هل أجــن إذا جـنّا إذا ما انـقضا فـنّ يـوكل لــي فـنّا قفي وانظري واستخبري الجسد المضنى دموعي الـتي سالـت وأقرحت الجـفنا لما كــانـت اللـذات تـشغـلكم عنّا وأظـهرتـم الـهجران مـا هـكذا كنا فـقد وحيـاة الـحب خنـتم وما خـنا وحُلتم عن العهـد الـقديـم وما حُـلنا ونحن على صـدق الـحديث الذي قلنا علـى الجمر ؟! لا تهنا ولا بعدكم نمنا فما زادنا إلا جـوىً ذلـك المـغـنـا ونصبر عنكم مثـل ما صبركـم عنـا ونـجعل قـطع الوصل منكـم ولا منّا ولا تفر طـوابل صححوا اللفظ والمعنى بــأنّ لكم نصـفاً وأنّ لـنا ثـُمــنا


(169)
إذا طـلعت شـمـس النهار ذكرتكم وإني لأرثـي للغـريـب وإنـنـي لقد كان عـيشـي بالأحبـّة صافيـاً زمان نعُمنـا فيــه حتى إذا مضى فـوالله ما زال اشـتياقـي اليـكـم ولا ذقت طعم الماء عذبا ولا صفت ولا بارحتني لوعـة الفكر والجوى وما رحلوا حتى اسـتحلّوا نـفوسنا ترى منجدي في أرض بغداد واهناً أيزعم أن أسلوا ؟! ويشغل خاطري أيا ساكني نـجـدٍ سلامي عليـكم أمثّل مـولاي الحســين وصحبه فلمــا راتـه أخــته وبـناتـه تعلّقـن بالشمر اللعيـن وقلن : دَع فحـزّ وريـديـه وركّـب رأسـه فنـادت بطـول الويل زينب أخته : ألا يا رسول الله يـا جدّنا اقتضت سُبينـا كمـا تسبـى الإماء بذلــةٍ ستفنـى حيـاتي بالـبكـاء علـيهم ألا لعـن الله الذي سـنّ ظـلمهـم سأمدحكــم يا آل أحـمد جاهــداً ومن مـنكـم بـالمدح أولى لأنّـكم بجدّكم أسـرى البراق فـكان مـن وشخص أبيـكم في الـسماء تزوره أبوكم هو الصــدّيق آمـن واتّقـى وإن غربت جـدّدت ذكـركـم حُزنا غريب الهوى والقلب والدار والمغنى وما كنـت أدري أنّ صحـبتنا تـفنا بكينا عـــلى أيـامـه بـدم أقـنا ولا برح التـسهيد لـي بعـدكم حفنا موارده حتـى نـعود كمــا كــنا ولا زلت طول الدهر مقـترعا سـنّا كأنهـم كانـوا أحـق بهـــا منـّا لزهــدكم فيـنا وبُـعـدكـم عنـّا بغيركم مستبدلا ؟! بئس مـا ظــنّا ظننا بكم ظــناً فاخلفـتمـوا الظنا كـأنجـم ليـل بـينها البدر أو أسنا وشمر عليــه بـالمهنّد قـد أحـنى حسينا فـلا تقتلـه يا شـمر واذبحنا على الرمح مثل الشمس فارقت الدجنا وقد صبغت من نحره الـجيب والردنا أميّة مـنا بــعدك الحقـد والضـغنا وطيف بـنا عـرض الـبلاد وشُتـتنا وحزني لهـم باقٍ مدى الدهر لا يفـنى وأخزى الـذي أمـلا لـه وبـه استنّا وأمنح مَن عــاداكم الـسب واللـعنا لأكرم مـن لبـّى ومن نحـر الـبُدنا إله البرايـا قــاب قوسـين أو أدنـا ملائك لا تـنفكّ صبحـا ولا وهنــا وأعطـى وما أكدى وصـدّق بالحسنى


(170)
وسمّاه في الـقـرآن ذو الـعرش جنبه وشـدّ بـه أزر الــنـبي مـحــمد وأفـرده بـالعـلـم والبـأس والنـدى هو البحـر يعلو الـعنبر المحض فوقه إذا عُدّ أقران الكــريهــة لـم نـجد يخوض المنايا في الحـروب شجـاعة يرى الموت من يلقاه في حومـه الوغا إذا استعرت نار الـوغـى وتغشمرت وأهدت إلى الأحداق كـحلاً معـصفراً وخـلتَ بـهـا زرقَ الأسنـّة أنـجماً فحين رأت وجـه الـوصي تمزقــت فتـى كـفّه اليـسرى حـمام بـحربه فكم بــطل أردى وكم مرهـب أودى يجود على العافـيـن عـفواً بـمالـه ولو فـض بيـن الـناس معشار جوده وكـل جواد جــاد بالــمـال إنـما وكل مـديح قـلت أو قــال قائــل سيخـسـر من لم يعتـصــم بولائه لذلـك قد واليتــه مخـلـص الـولا عـليكم سـلام الـله يـا آل احــمد مـودّتـكم أجـر النــبي محـــمد وعهدكم الـمأخـوذ في الذر لـم نـقل قبلنا وأوفـيـنا بـه ثــمّ خـانكــم طهرتم فطُـهّرنـا بفـاضل طهــركم فمــا شـئتم ومهـهما كـرهتــموا وعروتـه والـعين والـوجه والأذنا وكان لـه في كـل نـائـبـةٍ ركنا فمن قدره يسمو ومـن فعله يُكنــى كما الدر والمرجان من قعـره يُجنى لحيدرة في الـقوم كـفواً ولا قَـرنا وقد ملأت مـنه لـيوث الشرى جُبنا يُناديه من هنّا ويــدعـوه مـن هنّا فوارسها واستتخلفوا الضرب والطعنا وألقت عـلى الأشداق أرديـة دُكـنا ومن فوقهـا ليلاً مـن النـقع قد جنّا كثلّة ضانٍ أبصـرت أســـداً شنّا كذاك حياة الـسلم في كـفّه اليـُمنى وكم مُعدم أغـنى وكـم سـائل أقنى ولا يتـبع المعـروف من منّـه مَنّا لما عرفوا فـي الناس بخلاَ ولا ضنّا قصاراه أن يستنّ في الجـود ما سنّا فإن امــير المؤمنيــن به يعنـى ويَقرع يـوم الـبعث مـن نـدمٍ سنّا وكنت على الأحـوال عبـدا لـه قنا متى سجـعت قـمرية وعلت غصنا عليـنا فـآمنـّا بـذاك وصـدّقـنا : لآخــذه كلا ولا كـيف أو أنـّا أناس وما خُـنّا وحـالوا وما حُـلنا وطبتـم فمـن آثـار طـيبكم طِبنا كرهنا ، وما قلتم رضينا وصــدّقنا


(171)
فنـحن موالـيكم تحـنّ قـلوبنا نزوركم سعـيا وقـلّ لـحقكـم ولو بُضعت أجسادنا في هـواكم وآبائنا مـنهم ورثنـا ولاءكـم وأنتم لنـا نعم التجـارة لم نكن وما لي لا اثنـي عليـكم وربّكم وإن أباكـم يقسم الخلق في غدٍ وأنتم لنا غوثٌ وأمنٌ ورحـمة ونعلم أن لو لـم ندن بولائـكم وأن ، إليكم في الـمعاد إيابـنا وأن عليكم بـعد ذاك حسـابنا وأن موازين الخـلايق حبـّكم وموردنـا يوم القيامة حوضكم وأمر صـراط الله ثـم إلـيكم وما ذنبنا عند النواصب ويلهم فإن كـان هذا ذنبنـا فتـيقّنوا ولمّا رفضنا رافضيكم ورهطهم وإنا اعتقدنا العدل في الله مذهباً وهم شـبّهـوا الله العليّ بخلقه فلو شاء لم نكفر ولو شاء أكفرنا وقالوا : رسول الله ما اختار بعده فقلنا : إذن أنـتم إمـام إمـامكم ولكنّنا اخترنا الذي اخـتار ربّنا سيجمعنـا يوم القـيامة ربــّنا هدمتم بأيـديكـم قـواعد دينـكم إليــكم إذا إلـف إلـى إلـفه حـنّا لو أنـّا علـى أحـداقنـا لكـم زُرنا إذن لـم نحـل عنـه بحـاٍل ولا زلنا ونحــن إذا مِتنـا نـورّثـه الأبـنا لنحذر خسرانـاً بهـا لا ولا غــبنا عليكم بحسن الذكـر في كتُــبه أثنى فيسكــن ذا ناراً ويُـسكن ذا عـَدنا فمـا منكـم بـدّ ولا عـنكم مغنـى لما قُـبلت أعمـالنا أبـداُ مــــنّا إذا نـحن من أجداثنا سُـرعاً قـمنـا إذا مـا وفــدنـا يوم ذاك وحوسبنا فـأسـعدهـم مَن كـان أثقـلهم وزنا فيظما الذي يُقصى ويُروى الذي يُدنى فطوبا لنا إذ نحن عـن أمركم جـُزنا سـوى أنـّنا قـوم بـما دنــتم دُنا بأنّا عـليـه لا انـثيـنا ولا نـُثـنى رُفضنا وعوديـنا وبالرفــض نُبّزنا ولله نـزّهـنا وإيــّاه وحــّدنــا فـقالوا : خُلقنا لـلمعاصي وأُجـبرنا ولـو شـاء لم نؤمن ولو شاء آمـنّا إمـامـاً لنا لكن لأنفسنا اخـترنــا بفضل من الرحمن تهتم ومـا تـهنا لنـا يوم « خمّ » لا ابتدعنا ولا جـُرنا فتجزون ما قلتم ونُجزى بمـا قـلنـا وديـنٌ على غيـر القواعد لا يـُبنى


(172)
ونحــن علـى نور مـن الله واضح وظـن ابـن حـمـّاد جميـل برَبـه بنى المـجد لـي شنّ بن أقصى فحزته وحسبي بـعد القـيس في المجد والدي وخالـي تميـم تــمّ مجـدي بفخره ودونــك لامـا للـقلائـد هـذّبـت ولا ظل أو أضحـى ولا راح واغتدى فصاحة شعري مذ بـدت لذوي الحجى وخير فنون الــشعر مـا رقّ لفـظه وللشعر علم إن خـلا مـنه حــرفه إذا مـا أديب أنشـد الـغثّ خلــته إذا ما رأوها أحـسن الناس منـطقـاً تلذّ بــهـا الأسمـاع حـتى كـأنها وفـي كـل بـيت لــذة مستـجدّة تقـبّلـهـا ربـّي ووفّـى ثوابــها وصلّى علـى الأطهار مـن آل احمد فيـا رب زدنـا مــنك نوراً وثبتنا وأحرى به أن لا يخيب لـه ظــنّا تُراثاً جـزى الرحمن خـيراً أبي شنّا ولي حسـب عبـد القيس مرتبةً تبنى فنلت بذا مـجداً ونـلـت بـذا أمـنا مديحا فلم تترك لـذي مطمعن طعنـا تـأمل لا عــينٌ تـراه ولا لـحنـا تمثّـلت الأشـعار عــنـده لــكنا وجلّـت معـانيه فزادت بـتهـا حسنا فذاك هــذاء في الرؤوس بـلا مـعنى من الكـرب والتنغيص قد ادخل السجنا وأثبتهـم قـولاً وأطــيبـهم لـحنـا ألـذّ مـن أيـام الشـبيـبة أو أهنـى إذا ما انـتشاه قـيل يـا ليــته ثـنّى وثـقـّل ميـزاني بخـيراتهـا وزنـا إله السـما ما عسعـس الليـل أو جنّـا
    وقال أبو الحسن علي بن حماد العبدي البصري يمدح امير المؤمنين عليا صلوات الله عليه :
هل في سؤالك رسم المـنزل الخربِ أم حره يـوم وشك البــين يبـرده هيهات أن ينـفذ الـوجد المـثير له يا رائد الحي حسب الحي ما ضمنت ما خلت من قبل ان حالت نوى قذف بانوا فكم أطلقوا دمعـاً وكـم أسروا برء لقلبك مـن داء الهوى الوصـب ما استحدرته النوى من دمعك السرب نأي الخليـط الـذي ولي ولـم يؤب له الــمدامع من مـاء ومن عشـب ان العـيون لهم أهمى من السحــب لُبّاً وكم قطـعوا للوصل مـن سبـب


(173)
من غـادرٍ لم أكن يومـاً أُسـرّ بـه وحافـظ العـهد يـبدي صفحتي فرح بانوا قـبابـاً وأحبابـاً تصــونهـم وخلّفوا عاشقـاً ملـقى رمـى خلسـاً ألـقى النـحول علـيه بـرده فغـدا لهفي لما اسـتودعت تـلك القباب وما من كل هـيفاء أعـطاف هضيم حشى كأنــما ثغـرها وهـنا وريـقتهــا وفـي الخدور بـدور لو بــرزن لنا وفـي حشـاي غلـيل بات يضـرمه يا راقـد اللوعة أهبـب من كراك فقد أمـا وعصـر هـوى دبّ الـعزاء له لاشـرقـن بـدمـعي إن نــأت بهم ليس العجيـب بأن لـم يبق لـي جلـد شيتُ ابن عشرين عامـاً والـفراق له ما هزّ عطفي من شـوق الى وطني مثـل اشتـياقي من بُعـد ومنــتزح أزكــى ثرى ضمّ أزكى العالمين فذا إن كــان عن ناظري بالغيب محتجبا مرّت علـيه ضـروع الـمزن رائحة من كـل مـقربة إقـراب مرزمــةٍ يذيبـها حـرّ نـيران البــروق وما بل جاد ما ضم ذاك التـرب من شرف تهـفـو اشتـياقا إليـه كـل جارحـة ولـو تـكــون لـي الايام مسعــدة غدرا وما الغدر من شأن الفتى العربي للكاشحيـن ويـخفى وجـد مكتئـب عن النواظـر أطـراف القـنا السلب بطرفه خـدر مَن يهوى فلـم يصـب كأنـه ما نسـوا في الدار من طـنب حجـبن من قضـبٍ عنا ومن كـثب لعسـاء مرتـشف غـراء منتــقب ما ضمت الكـاس من راح ومن حبب برّدن كل حشـى بـالوجـد ملتـهب شـوق الى بـرد ذاك الظلـم والشنب بان الخليـط ويا مضني الغـرام ثِب ريـب المـنون وغالـته يـد النوب دار ولم أقض ما في الـنفس من أرب لكن بقــائي وقد بـانوا من العجب سهم متى ما يصب شمل الفـتى يشب ولا اعتراني من وجد ومن طــرب الـى الـغري ومـا فهي من الحسب خير الرجال وهـذا أشـرف الـترب فـإنه عن ضميـري غير محتجـب من الجنـوب فـروّته مـن الـحلب ارزام صــاديـة الازواد والـقرب لهن تـحت سجـاليها مـن الـلهب مزنَ المـدامــع من جار ومنسكب مني ولا مثلمـا تجـتاح فـي رحب لطاب لـي عنده بعدي ومقتربــي


(174)
يا راكـبا جسـره تطوي مناســمها هو جـآء لا يطعم الانـضآء غـاربها تقيـّد المغـزل الادماء فـي صـعـَدٍ تثـني الرياح اذا مـرّت بغــايتـها بلّـغ سلامي قبـرا بالغـري حـوى واجـعل شعــاري لله الخـشوع به اسمـع أبا حسن ان الأولـى عدلـوا ما بالهـم نكبـوا نـهج النجاة وقـد ودافـعوك عن الأمـر الذي اعتلـقت ظـلت تجاذبهـا حـتى لقد خـرمت وكان بـالأمس مـنها المسـتقيل فلِم وانت توسـعه صبراً على مـضض حتى إذا الـمـوت نـاداه فاسـمـعه حبابـهـا زفـرا فاعتـاض محتقبـاً وكان أول مـن أوصـى ببـيعــته حـتى إذا ثالـث منـهم تقـمصّـها عادت كــما بدأت شـوهاء جاهـلة وكان عنـها لهـم في خـم مزدجـر وقال والناس مـن دان الـيه ومـن قم يا علـي فانـي قـد أمـرت بأن إني نصبـت علـياً هــادياً علـماً فـبايـعوك وكــل باسـط يــده عـافوك لا مانع طـولا ولا حـصر وكـنت قطـب رحى الاسلام دونهم ولا تماثلــهم فـي الفـضل مرتبة ملآءة البيد بالتقريـب والـخـب مسرى ولا تتـشكى مـؤلم التعب وتطلح الكاسر الفنخاء في جـنب حسـر الطلآئح بالغيطان والخرب أوفى البرية من عجـم ومن عرب ونـاد خير وصي صنو خير نبي عن حكمك انقلبوا عن خير منقلب وضحـته واقتفوا نهجاً من العطب زمامه من قريـش كف مغتصب خشاشها تربـت من كف مجتذب أرادها اليوم لـو لم يـأتِ بالكذب والحلم أحسن ما يأتي مع الغضب والموت داع متى يدع امرءاً يجب منه بافضـع مـحمول ومحتـقب لك النـبي ولـكن حال من كـثب وقد تبـدّل منـها الـجد باللعـب تجرّ فــيها ذئاب آكـلة الـغلب لمّا رقـى احمد الهـادي على قتب ثاوٍ لـديه ومـن مصــغ مرتقب ابلّغ الـناس والتبـليـغ أجدر بـي بعدي وأن علياً خــير منـتصب اليك من فوق قلب عنــك منقلب قولا ولا لهج بالغش والـريــب ولا تدور رحى إلا على قـطـب ولا تشابههم في البيت والـنـسب


(175)
وان هــززت قـناة ظـلت توردها ان تلـحظ الـقرن والعسّال في يـده ولا تـسـلّ حسـامـاً يـوم ملحمة كيوم خيبر إذ لـم يمتـنـع زفــر فاغضب المصطفى اذ جـرّ رايـته فقال اني ساعــطيها غـداً لفتـى حتى غدوت بها جـذلان مخـترقـا جم الصـلادم والبيـض الصوارم و فالأرض مـن لاحقـيات مطـهمة وعارض الجيش مـن تقـع بوارقه اقدمت تضرب صبراً تحته فــغدا غادرت فرسـانه من هارب فـرق لك المناقب يعـيى الحـاسبون لها كرجعة الشمس إذ رمت الصلوة وقد ردّت عليك كأن الشهب ما اتضحت وفـي بـراءة انبـاء عجائـبـها وليلـة الغـار لما بتّ مـمتلئــا ما أنـت إلا أخـو الهادي وناصره وزوج بضـعته الـزهراء يكـنفها من كل مجتـهد فــي الله معتضد وارين هادين إن ليــل الظلام دجا لقبتُ بالرفـض لــما أن منحتهم صلوة ذي الـعرش تترى كل آونة وابنيه من هـالــك بالسم مخترم لـولا السقيـفة مــا قاد الذين هم وريـد ممـتنع في الروح مجتـنب يظل مضطربا في كـف مضـطرب إلا وتـحجبه فـي رأس محتـجـب عن اليـهود بغـيـر الـفر والهرب على الـثرى ناكصا يهوى على العقب يحـبـه الله والـمبعوث منتــجب مظــنة الـموت لا كالخائف النحب الـزرقُ الـلهادم والمـاذيّ والـيلب والمـستـظل مثار القسطـل الهدب لـمع الأسـنة والهـندية الـقضـب يـصوب مزنا ولو أحجمت لم يصب أو مقعـص بـدم الأوداج مخـتضب عـدّاً ويعـجز عنـها كل مكتتــب راحت تـوارى عن الابصار بالحجب لناظرٍ وكـأن الشــمس لم تــغب لم تطـوعـن نـازح يوماً ومقتـرب أمنا وغيـرك مـلآن مـن الرعـب ومظهر الحق والمـنعوت فـي الكتب دون الورى وابـو ابنــائه النـجب بــالله معـتـقـد لله محتـســب كانوا لطـارقهـم أهـدى من الشهب ودّي وأحـسن ما ادعى بـه لقـبـي على ابن فاطـمة الكـشاف للـكرب ومــن معفّـر خدٍ بالثـرى تـرب أبناء حرب اليـهم جـحفل الحـرب


(176)
والعابد الزاهد الـسجاد يــتبعه وجعفر وابـنه موسى ويتبــعه والعسكرييـن والـمهدي قائمـهم مَن يملأ الارض عدلاً بعدما ملئت القائد البُهم الشوس الكماء الــى أهل الهدى لا أناس باع بائعهــم لو أن أضغانهـم فـي النار كامنة يا صاحب الكوثر الـرقراق زاخره قارعت منهم كماة فـي هواك بما حتى لقد وسـمت كلماً جبـاههم إن ترضَ عني فلا أسديت عارفة صحبت حبك والتقوى وقد كثرت فاستجل من خاطـر العبدي آنسة جاءت تمايل في ثوبي حباً وهدى أتعبت نفسي ونفـسي بعد عارفة وباقر العلم دانـي غـاية الــطلب البر الرضا والجواد العـابد الـدئب ذي الأمر لابس أثواب الهدى القشب جوراً ويقمع أهـل الـزيغ والشغب حرب الطغاة على قـبّ الكلا شزب دين المهـيمن بالدنيــا وبالرتـب لأغنت الـنار عـن مذكٍ ومحتطب ذُد النواصـب عن سلسالـه العذب جرّدت من خاطـر أو مقول ذرب خواطري بمضاء الشعر والخـطب إن سـائـني سخـط أُمّ بـرّة وأبِ لي الصـحاب فكانا خير مصطحب طابت ولو جـاوزت مغناك لم تطب الـيـك حاليـة بالفـضل والأدب بـأن راحتـها فـي ذلك الـتعـب
    وقال يمدحه صلوات الله عليه ويرثي ولده الحسين عليه السلام :
شجـاك نوى الاحبة كيف شاءا ابانـوا الصبر عنك غداة بانوا واعـشـوا بالبـكا عينيك لما لعمر أبيك لـيس الموت عندي فإن الموت للمضنـى مريـح سل العلماء هل علمـوا فسموا وهـل سـاد الـبرية غير قوم رقى جـبريـل إذ جعلوه منهم بـداء لا تـصيـب لـه دواءا ورحّل عنك من رحلوا العزاءا حدا الحـادي بفـرقتهم عشاءا وبينهم كـما زعمـوا سـواءا ومضنى البيـن مزداد بـلاءا سوى داء الهـوى داءا عياءا عليـهـم احمـد مدّ العـباءا ففاخر كل من سـكن السماءا


(177)
رآهــم آدم أشـباح نــور هناك بهم توسـل حيـن أخطأ فمنهم ذلـك الطـهر المـرجى امير المـؤمنيـن أبـو تراب خليـفة ربنا في الأرض حقـا وعلّـمه القـضايا والبلايــا وســمّاه عليا فـي المثانـي وأعـطاه أزمـة كل شــيء فأبدع معجزات لـيس تخـفى وشبهه ابن مريـم في مثـال فواضل فضــله لو عددوها إمام مـا انحنـى للآت يـوما وواخاه النـبي فـلـم يـخنه وعـاهده فـلم يـغدر ولـكن وكم عرضت له الدنيا حضورا شفى بـالعلم سائــله وأغنى هـو الـصدّيق اول مَن تزكى هـو الـفاروق إن هم أنصفوه صـلـوة الله دائـمة عـليـه فقد ابـقـت مـودته بقـلـبي ولي في كــربلاء غليل كرب غداة غدا ابـن سعـد مستعـداً فاصبح ظاميا مــع ناصـريه ولــم يالـوا مواســاة وبذلا الـى أن جُــدّلوا عطشا فنالوا بسـاق العرش مشرقة ضياءا فكفّـر ربــه عـنه الخطاءا عليّ اذ نُنـيط به الــرجاءا ومن بترابه نلــفي الـشفاءا له فرض الخلافة والــولاءا وفهّمه الـحكومة والـقضاءا حكيما كـي يتــم له العلاءا فليس يخاف من شـيء اباءا وهل للـشمس قط ترى خفاءا أراد به امتحـانــا وابتلاءا اذن ملأت بكـثرتـها الفضاءا ولم يعكف على العزى انحناءا كمن قد خان بل حفـظ الاخاءا وفاه ومثله حفــظ الـوفـاءا فجاد بها لـعافيهـا سخــاءا ببذل المال سـائله عطــاءا وصدّق احمد الهـادي ابـتداءا به عرفـوا الـسعادة والشقاءا ورحمتـه صبـاحا أو مساءا نوازع تسـتطير بـي ارتقاءا يواصل ذلــك الكرب البلاءا لقتل السبـط ظلـما واعتداءا فكل منهــم يشـكو الظماءا بانــفسهم لسيــدهم فـداءا من الله المــثوبة والجـزاءا


(178)
وامسى السبط منــفردا وحيدا فاوغل فيـهم كالــليـث لما ولما أثخـنوه هــوى صريعا وعلّوا رأسـه فـي رأس رمح وأبـرزن النســاء مهـتكات فلمـا أن بصـرن به صـريعاً تـغطيه نـصولهـم ولـكـن سقطن على الوجـوه مولولات تناديه سكينة وهــي حسرى أبي ليـت المنـية عاجـلتني أبي لا عشت بعدك لا هنت لي رجوتك ان تعـيش ليوم موتي ابي لو تنفع العـدوى لـمثلي لو أن الموت قـدّمني وأبـقى ابي شـمتَ العدو بنا وأعطى هتكنا بـعد صـون في خبانا ابي لو تنـظر الصغرى بذل اذا سلب القـناع الرجس عنها أبي حان الـوداع فدتك نفسي فيا قمراً تغـشّـاه خســوفٌ ويا غصناً حنت ريح المـنايا ويا ريحانـة لشـميـم طاها بكـته الأرض والثاوي عليها وقد بكت السـماء عليه شجواً سيفنى بالاســى عمري عليه ولـم يبلغ من المــاء ارتواءا رأى فـي غـيله نعمـاً وشاءا فبزوه الــعمامـة والــرداءا كبدر التم قــد نشر الضـياءا سبايــا لسن يــعرفن السباءا وقد جـعـل الـتراب له وطاءا حـوامي الخيل كشـّفت الغطاءا وأُعدِ مـن التـصبر والــعزاءا وليس بـسامـع منها الــنداءا وكنت مـن الـمنون لك الفداءا حيــاتي لا تمتعتُ الــبقاءا ولكن خيّب الـدهر الــرجاءا على خصمي لخاصمت القضاءا حسيناً كان أحـسن مـا أسـاءا مناه من الشـماتـة حيث شاءا وهتّــكت العـدى منا الخباءا تسـاق كما يســوقون الاماءا تخمّر وجهـها بيـدٍ حيــاءا فعــدني بعـد توديعي لقـاءا كما فـي التـم مطـلعه أضاءا غضاضته كما اعتـدل استواءا أعادتـهــا ذوابلـهـم ذواءا أسى وبكاء مَن سكـن الـسماءا وأذرت من مدامعــها دمـاءا ولست أرى لـمرزاتي فنـاءا


(179)
سأبـكيه وأُسعـد مـن بكـاه وامدح آل احمد طول عمري واحفـظ عهدهم سراً وجهراً واعتقـد الولاء لهم حـياتي وأعلم أنهم خــير البـرايا فمن نـاواهم بالفـضل يوما ولم يـك بالولاء لـهم مقرّاً فيا مولاي وهو لك انتساب اليك من ابن حماد قريـضا واجـعل ندبـه ابدا عزاءا وأوسع مَـن يعاديهم هجاءا ولا أبغي لغيرهـم الوفـاءا وممن خان عهـدهم البراءا وأفضلـهم رجـالا أو نساءا فليس برابـحٍ إلا الــعناءا لاصبح بـرّه ابدا هــباءا أنال به لعمرك كبريــاءا هو الياقوت أو أبهى صفاءا
    وقال يمدحه ويذكر بعض مناقبه ويرثي ولده الحسين صلوات الله عليهما :
دعوت الـدمع فانسـكب انسكابا وهل لك أن يجـيب فتى حزينا وكيف يمـلّ شيعـيّ منــيب يحار اذا رأيــت الحَيَر فكري وحق لمن حـوى ما قـد حواه سلالة أحــمد وفتى عـلـي فكان محـمد هنيّ وعــزّي ربا في حجر جبريل ونـاعى وساد وصنوه الحـسن المزكى هما ريحانتـا المخـتار طيبا وقرطا عرش رب العرش تبّت سقي هذا المـنون بكاس سمٍّ سأخضب وجنتي بدماء عيني وألبس ثوب أحزانـي لذكري ونـاديت الســلو فما اجابا رأت عيناه بالـطف اكتـئابا الى الطف المجيـئ أو الذهابا لهيبته فلـم أملك خطــابـا من النـور المـقدس أن يهابا فيالك منسبـا عجــبا عجابا به عن ربــه دأبـا فـدابـا له ميـكال وانتــحبا انتحابا من اهل الجنة الـغُرّ الشـبابا اذا والاهـما الشـم استـطابا يدا من سـنّ ظلمــهما تُبابا وذاك بكربــلا منـع الشرابا لشيبتــه وقد نصلت خضابا له عريـان قد سلــب الثيابا


(180)
فوا حزنـا عـليه وآل حـرب وواحزنا ورأس السبـط يسري وواحــزنا ونسوتـه سبـايا وقد سـفرت لدهشـتها وجوها وقد جـزّت نواصيـها وشدّت وزينـب فـي النساء لها رنين تنـادي يـا أخي مـا لليالي فقدتُ أحبتي ففقــدت صبري وكنتَ بقية الماضــين عندي فبعدك من ترى أرجـوه ذخراً وأعظم حسرتي أنــي اذا ما فلِم أبعدتني يا ســؤل قلبي لو أنّ عُشير ما ألقــاه يُلقى أخي لو أن عينك عــاينتني فكنت ترى الأرامل واليـتامى وكنت ترى سكينة وهي تبكي وفاطمة الصغـيرة قد كساها تنادي وهي بـاكية أبـاهـا حلفتُ برب مـكة حلف بـرّ فما قتل الحسيـن سوى أناس وراموا قتل والـده علــيّ سيعــلم ظالم الاطهار ماذا وكيــف يجيب سائله وماذا كــلاب النار كانوا دون شك فليــس يشم ريح الخلد كلب ترويّ البيض منـه والحـرابا كبـدر التــم قد عُلي شَهـابا وقد هـتك العرى منها الحجابا تعــوّدت التخمـر والنقـابا بهـا الأوســاط لم تأل انتدابا يكـاد يفطرّ الصــمّ الصلابا تجـدد كل يوم لـــي مصابا وقــد لاقيت أهــوالاً صعابا به أسـلو اذا ما الخــطب نابا اذا ما الـدهر ينقلب انــقلابا دعوتك لم تردّ لي الجـــوابا ومـا عـوّدتــني إلا اقترابا على زبـر الحــديد إذن لذابا لما قرّت بــكاء وانـتحــابا يحثّ السائــقون بهـا الركابا وتخفي الصـوت خوفاً وارتقابا شـمول الضــيم ذلا واكتـئابا وقد هتك العدى منها الحــجابا ومن أجرى بقــدرته السـحابا لقـتـل مـحمد دفعـوا الـدبابا وحـازوا إرث فاطـمة اغتصابا يُـعـدُّ لـه وينقـلب انقــلابا يـعــد لـه اذا ورد الحسـابا كما يروون ان لــها كلابــا ورب العــرش يـصليه عذابا
ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: فهرس