ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: 181 ـ 195
(181)
ولـكـن الـجنان لـنا مـقام أئمـتـنا الهداة بهـم هدينـا رســول الله والـمولى عليا فذا خـتم النـبوة دون شـك وأخـاه الـنبـي بأمـر رب فصار لنا مـدينة كـل عـلم ومثّلـه بـهـارون الـمزكى يـسد مسـدّه فـي كـل حال وفـي بـدرٍ وفي أُحـدٍ وسلع مشـاهد حـربه لو ان طفـلا لو أن الموت شخّص ثم ألوى أو الأبـطال تلقاه وجــوها امير المـؤمنيـن أبو تـراب سأمنح مــن يواليه وصالا فان عاب النواصب ذاك مني وإن يك حب أهل البيت ذنبي أحبّهم وأمــنحهــم مديحا ولم أمنحهــم قط اكـتسابا ولن يرجو ابـن حمـاد علي فإنهـم كفونـي عن مـعاشي ونـلت مآربي بهــوى علي رأيت لبعض هذا الخلق شعراً كبــابٍ علّقوه على خرابٍ وكـم غيم رجوت الغيث منه فلـو جعل المدائح في علي لأنـا قـد تتــبعنا الصـوابا وطبنـا حين واليـنا الطـيابا أجـل الخلق فـرعاً وانتسـابا وذا خـتم الوصيّـة لا ارتيابا كما عـن أمره آخـى الصحابا وصار لها عـلي الـطهر بابا ألم يخلــف أخـاه حين غابا ويحسـن بـعده عنـه الغيابا أجاد الطعن عنـه والـضرابا من الاطفـال يـشهدها لشابا بلحـظتـه الـيه لاسـتـرابا لأخلى الهـام منها والـرقابا واكرم سيـد وطـأ الـترابا وأهجر من يـعاديه اجـتنابا فلا أُعـدمت ذيـّاك الـمعابا فلسـت بمـبتغ عنـه مـتابا وأوسـع مّن يجانـبهم سبـابا ولكنّـي مدحتـهم ارتـغـابا بـحسن مديحـهم إلا الثـوابا فـلم أحتج بنــيلهم اكتـسابا ومَن يعلق بغيـر هـواه خابا جـليل اللفـظ يمـتدح الذبابا وحـسن الباب لا يغني الخرابا فكـان وقـد غررت به ضُبابا لوافق فـي مدايحه الـكـتابا


(182)
    وقال يرثي الحسين عليه السلام ويمتدح أهل البيت ويذم اعداءهم اذ كانوا فرحين :
دعنـي أنـوح وأسـعـد النـواحا يوم الحســين بكربـلاء لعـمره وكسا الصباح دحى الظلام فلا ترى يـا مـن يسـرّ بيــومه من بعده أنسيت سبط المـصطفى في كربلا عـطشان تروي الكـفر من أوداجه متـزمـلا بـدمائه فـوق الثـرى مستـشرفاً فـي رأس رمـح رأسه حـتى إذا نظـرت سكيـنة رأسـه والـجسم عرياناً طريـحاً في الثرى صرخت وخرّت في التراب وأقبلت يـا أخـت وايتـمي ويتـمك بعده يـا أخت كـيف يكون صـبر بعده يـا أخـت لـو مـتنا جمـيعاً قبله لأجـدّدن ثيـاب حزنـي حـسـرة ولأشـربن كـؤوس تنغـيصى لـه ولأجـعلن غـذاي تعـديـدي لـه حتـى أمــوت صبابـة وتلـهفـا يا آل احمد يا مـصـابيح الــهدى اللـه شـرّفكـم وعظـّم قـدركـم وهـو القـديم وأنتم الـبادون لــم أوحـى بفضـلكم القـرآن وقبــله مثلـي بكـى يوم الحسين وناحا أضنى الجسوم وأتـلف الأرواحا في يوم عـاشورا سـَناً وصباحا لانلت في كـل الأمـور نـجاحا فرداً تـنافحـه النصـول كفاحا حنقـاً علـيه أسـنّة وصفـاحا يكسـوه سافي الذاريـات وشاحا كالشمـس يـتخذ البروج رماحا في الرمح مـنتصباً علـيها لاحا قد اثخنته ظبى السيـوف جراحا تـبكي وتـعلن رنـّة وصـياحا ساء الصـباح لنا الـغداة صباحا فلــقد فقدنـا السيد الجـحجاحا فلقــد يكون لنا الممات صلاحا ولأجـعـلن لي الـبكاء سـلاحا ولأجـعلن لـي الـمـدامع راحا واشــاركن بـذلـك الــنواحا وأرى جفونـي بالـدمـوع قراحا تــهدون مصـباحا به مصـباحا فيـنا وأوضح أمـركـم ايضـاحا تزلـوا بـجبهـة عرشـه أشباحا التــوراة والانـجيل والالـواحا


(183)
وأقـام كنز الـرزق بين عباده مَن ذا يقـدر قـدركم وصفاتكم وأنا ابن حـماد غـذيت بحبكم عاديتُ من عاداكم ووليت مَن صلى الاله عليكم يــا سادتي بكم وصيّر حبــكم مفـتاحا تفنى المديح وتعجـز المداحا والله أفصحني بكـم افصاحا ولاكم ووصـلتُ منـه جناحا ما ساد نجمٌ في الـسماء ولاحا (1)
    وقال يرثي ابا عبد الله الحسين عليه صلوات الله وعلى أصحابه الميامين :
إبك مـا عشـت بالدموع الغزارِ شرّدوا في البلاد شـرقاً وغرباً وغزتهم بالحقد أرجـاس هنـد فكأنـي بـهم عـطاشـى يُسقو وكأني أرى الحـسين وقد نكس فهوى شمـرٌ اللعـين عـلـيه ثم علاه فـي السـنان سـنان وكأني بالطاهــرات وقد أبر وكـأنـي بزيـنب إذ رأتـه سقطت دهـشة ونادت بصوت يا اخي لا حييتُ بعدك بـل لا أبـرزت للسبـاء مـنا وجوه يا أخـي لو ترى سكـينة قد لو تراها تخمّـر الرأس بالكُمّ تستـر الوجه باليمـين وقـد لعن الله ظالميهـم من النـاس لذراري محـمد المـختــار وخلت منهــم عراص الدار وغليـل من الصدور الحرار ن كـؤوس الردى بحدّ الشفار عن سرجـه تريب الـعذارى وفرى النـحر فـي شبا البتار يتلألأ كضـوء شـمس النهار زن للسبـي مـن خبا الأخدار وهو ملقى على الجنادل عاري يترك الصـخر شجوه بانفطار نعمت مقلتي بطيـب الغـرار طالما صنـتها عن الابـصار ألبسها اليـتم ذلّـة الانـكسار حياءا من بـعد سلب الخـمار تمسك حزنا أحشـاءها باليسار بــطول العشـي والأبـكـار

1 ـ عن الديوان المخطوط جمعه الشيخ السماوي.

(184)
فابكهم أيها المحب وناصـرهم رو درى زائـر الحسين بما أو فله عفوه ورضـوانـه عنـهم وتناديهم الملائك قد أُعطيــتم ويقول الاله جـلّ اسمه الاعلى بشروهـم بأنهــم أولـيائـي وخطاهـم محسوبة حـسنـات وعليه اخـلاف مـا أنفقــوه فاذا زرتـه فـزره بإخبــاتٍ وادع من يسمع الدعاء من الـزا ويردّ الجـواب إذ هـو حـي ثم طف حـول قبره والـتثّم تُر فيه ريحـانـة الـنبي حسـين وهو خيـر الـورى أباً ثم أماً جده المـصطفى ووالده الهادي وأنا الشـاعر ابن حماد الناظم قـد تمسكـت فيهـم بالموالاة وتغذيت فـي هواهم وفي الود سيط لحمي بلحمـهم ودمي فهو فـاذا قـال جاهل بـي من ذا فـعليهم صلى المهيمن ما غرّد بكثـر البكـا وكـثر المزار جـبـه ذو الـجلال للزوار وحــط الذنـوب والاوزار الأمن مـن عـذاب الـنار لمن يهبطـون في الأخبـار في أمانـي وذمتـي وجواري وخطـاهم عفـو من الـغفّار الضعف من درهم ومن دينار ونـسـكٍ وخشـيةٍ ووقـار ئر في جهـرة وفي اسـرار لم يمت عـند ربـه القهـار بـة قـبر معـظم المـقدار ذلك الطهر خامس الأطهـار وأبو الـسادة الهداة الخيـار علي من مـثله في الفـخار فيــهـم قـلائد الاشـعار وهاتيك عصـمة الابــرار فكانوا شـعائري وشـعاري مـحل الشعـار ثـم الدثـار قـيل هذا مولى بني المختار طـيرُ على ذرى الاشجــار
    وقال يرثيه أيضا صلوات الله عليه في أيام عاشورا من المحرم :
أآمرتي بالصبر أسرفت في أمري‌‏ أفـي يوم عاشورا اُلآم على البكا أيؤمـر مثلي لا أباً لك بالصبـر ولو أن عيني من دم دمعها يجري


(185)
اذا لم أقم فـي يوم عاشـور مـأتما أأنسـى حسينا حيـن أصبح مفـردا وشمـر عليـه لعنـة الله راكــب يـقطّـع أوداج الـحسيـن بسيفـه وأنسى نسـاء السبـط بادرن حُسّراً وقلـن لـه يا شــمر فرّقـت بيننا أتـقـتـل أولاد النـبي محــمـد وقـد مـرّ بنعـاه إلى الاهل مهـره هتكن سجوف الخـدرعنهـن دهشة وأسرعن حتـى إذ رأيـن مكـانـه ولما رأين الراس فـي راس ذايـل سقطن على حر الوجـوه لرهــبة وقد قبضت احـشاءها بيميـنهــا تضم علياً تـارة نحـو صـدرهـا وتدعو حسينـا يا بـن أمِّ تركتنـي ففي مقلتي دمـع يـدافع مقـلتـي سابكيك عمـري يا بن بنت محمد فيا غائبا فـي خطة القدس حاضرا متى يـنجـز الوعد الذي قد وعدته حقيـق علـى الرحمن انجاز وعده قـيـام إمـام لا محـالـة قـائـم يقوم بحكم العـدل والقسـط والهدى لعل ابـن حـماد يجـرّد سيـفـه فان قـصرت كفي بيومـي فاننـي فيا نفس صبراً ثم صبراً على الاذى ولم أندب الاطهار فـيه فما عذري غريبا بارض الطف في مهمه قفـر على صدره أكـرم بذلك من صـدر على حنق منـه وينحـر بالنحــر على عجل حــتى تعلـقن بالشمر والــبستنا ثوب الاسـى أبد الدهر كأنـك لا ترجو الشفاعة في الحشر سليبا فلـما أن نظرن الى الـمهـر وهان علـيهن الخروج من الخـدر وشيبته مخـضوبة من دم النحــر كبدر الدجى قد لاح في ربعة العشر وايقـنّ بالتهـتيك والسبى والاسـر عقيلــة آل المصطفى أحمد الطهر واخـرى صغاراً هجهجتهم يد الذعر أعاني الأيـامى واليـتامى من الضر وفي كـبدي جمـر يبـَرّد بالجـمر واسعد من يبكي عليك مدى عمري ويا ناظراً من حيث ندري ولا ندري وتاتي به الأوقات من زاهر الـعصر وتبليغه حـتى نـرى راية النـصر يقيم عماد الديـن بالبيــض والسمر يـوازره عـيسى ويشفـع بالخضـر ويقــتص مـن أعداء سـاداته الغر ساقتلهـم باللعـن في محـكـم الشعر فكم أعقبت لي النجح عـاقبـة الصبر


(186)
ويا عترة الهادي سلام عليكم من الله والعبدي في مدة الدهر (1)
    وقال يرثي الحسين ايضا صلوات الله عليه وعلى جده وابيه وامه واخيه :
هل لجسمي مـن السـقام طبيبُ ما عجيـب بقـاء سقـمي ولكنّ ما ذكـرت الحسيـن إلا علتنـي يا غريـب الديـار إن اصطباري يا سليـب الرداء خلـّفت قـلبي يا خضيـب الشيب الـمعظم بالدم بابي انـت ظـامئـا تمنع الـماء بابي وجـهك الـمضيء المدمـى بابي رأسـك القـطيـع الـمعلّى يرشـف المصطـفى ثـناياك حُباً بابـي أهلــك السـبايا حيـارى بابـي زيـنب وقد أبـرزت تدعو يا اخـي كنت ارتجــيك لكربي مَن لهذا العلــيل مَن للـمذاعير كم انـادي وأنـت تسـمع صوتي أيها الغائب الذي ليـس يرجــى طاب عـيشي ما دمت حياً فلـما يا بنـي أحـمد الـسلام علـيكم ما لكم في الـندى شبيه ولا فـي انتــم باب حطـة في الـبرايا أم لعـيني مـن الرقاد نصـيبُ بقــائي علـى السقام عجيـب زفـرات يـعلـولهنّ لهــيب للـذي قد لـقيـته لغـريــب وهـو من بـردة العزاء سلـيب تركـت الأديــم وهو خضيب وماء الـفـرات منـك قـريب بابي جسـمـك العفير الـتريب بابي ثغرك القـريع الــشنيب ثم يثنـى بقرعهـن القضـيب تعتريهــن ذلـّة وخــطوب بشجــوٍ ودمعـهـا مسـكوب فتهاوت علـى فـؤادي الكروب كفـيل مَـن للـنسـاء رقيـب وترى مـوقـفي ولـيس تجيب لأياب عــلامَ هـذا الـمغيب بنتَ عنـا فـأي شـيء يطيب من محـب لـه فـؤاد كئيـب المجد والاصل والفخار ضريب وبكم يغفر الخطـأ والـذنـوب

1 ـ عن الديوان المخطوط.

(187)
وباسمائكم على آدم قــد تـاب ولكم ترتضى الشفاعة في الحشر واليـكـم ايـابهـم وعليــكم وبايديكم الجنـان مـع النـيران فلعمر الباري رجاء ابن حمـاد رب العلى وفيهـا يـتوب اذا تحــشر الورى وتؤب درجـات الحساب والترتيب أعطـاكم الاله الـوهـوب غداً فــي هواكم لا يخيب (1)
    وقال يرثي الحسين بن علي صلوات الله عليهما وسلامه ويمدحهما :
خليلي عـج بنا نطـل الوقـوفا ونبكِ لمن بكى جـبريل حزنـاً إماماً مـن بـني الـهادي علي وناد بحـرقة وبــطول كرب وقل يا خـيرَ مَن صلى وزكى قتــلتً بكربـلا والذيـن لما عـلـى ايّ الرزايا يا لقـومي أأبكــى منه اعضـاء عظاما فاشـلاء تقلّبهــا الحـوامي ورأساً لا تطوف به الديـاجي أأبـكي للأرامـل واليتامـى أأبكـي زينباً تـدعو أخـاها أأبكي إذ سروا أسـرى تسوق سأبكـي ما حيـيتُ دماً عليهم فلا رحم الإله لهـم نفوســاً سألعن ظالميهـم طول عمري على من نوره شـمل الطفوفا له ونعــاه حيرانـا أسـيفا وبدراً طـالعاً وافى خـسوفا اذا شاهـدت مشهده الشـريفا وسيل الجـود والعلـم المنيفا غدا ديـن الاله لـك الـحليفا أنوح واسكب الدمـع الذروفا تناهبت الأسـنة والسيــوفا وأوداجـاً تسـيل دماً نزيـفا به في سائـر البـلدان طيفـا أأبكي مدنفاً حرضاً ضعيــفا وتندبه ولم تـسطـع وقوفـا الحداة بظعنهـم سوقـاً عنيفا وألعن من أنـا لهـأم الحتوفا ولا سقـى الحيا لهم جـدوفا وضيعـاً كان منهم أو شريفا

1 ـ عن الديوان المخطوط.

(188)
فكم مـن باطل قد أظهروه ألا يآل طـاها إن قـلبـي إذا صادفت في حزن أناساً أومل عندكم جنـات عدنٍ ولا أخشى هنالك كل ذنب وإن الله شفعـكـم بأهـل وان عليا العبدي ينشــى ويرجو أن تلقـّوه الأماني صلاة الله والالطاف تتـلو وحق أنكــروه فما أحيـفا لذكر مصابـكم أمـسى لهيفا أكـون لهم من كـم ألــيفا تحفّ الصالحـات بها حفوفا فـانكم تجـيرون الـمخـوفا الـولا كرما وكـان بكم رؤفا بمدحكم القوافـي والحـروفا الجماح وأن توقـّوه الصروفا علـيكم وهـو لم يزل اللطيفا (1)
    وقال يرثي الحسين عليه الصلوة والسلام وعلى جده وابيه وامه واخيه وبنيه :
هن بالعـيد إن أردت سوائـي ان في مـأتمي عن العيد شغلا فــاذا عيـّد الـورى بسرور واذا جـدّدوا ثـيابهم جـددت واذا أدمـنوا الشـراب فشربي وعويلي على الحسيـن غنائي وقليل لــو متّ همـاً ووجدا أيهنـى بعيـده مَـن مواليـه آه يا كربــلاء كم فيك مـن أألذ الحياة بعد قتـيل الطـف كيف التذّ شـرب ماء وقد جرّ أي عـيد لمسـتاح الـعزاءِ فألهُ عني وخـلني بـشجائي كان عيدي بـزفـرة وبـكاء ثوبي من لوعـتي وضنـائي من دمـوع ممـزوجة بدماء واذا اسـتشعروا الغناء فنوحي لمصاب الـغريب في كربلاء أبـادتـهـم يــد الاعـداء كرب لنفـس شجـيّة وبـلاء ظـلـما إذن لقـلّ حيـائـي ع كأس الردى بكرب الظماء

1 ـ عن ديوان المخطوط.

(189)
كيف لا أسـلب الـعــزاء اذا كيف لا تسـكب الدمـوع عيـوني تطأ الخيل جسمه في ثــرى الطف بابي زينب وقــد سبـيت بــالذ فاذا عاينـته ملـقى علـى الــتر أقبـلت نـحوه فيـسمعها الـشمـر أيهـا الشمــر خلـنــي اتـزود ثم تدعـو الحسـين لِم يـا شقـيقي يا أخي يومك العظـيم برى عظمي يا اخي كنـت ارتـجـيك لمـوتي يا أخي لو فدى من الموت شـخص يا أخـي لا حيـيتُ بـعدك بل لا آه واحسـرتي لفاطمـة الصـغرى كفها فـوق رأسها من جـوى الثكل فــاذا ابصرت أبـاهـا صريـعاً لم تُطق نهضة اليـه مـن الضعف يا أبي مَن ترى ليتمـي وضعـفي يا بـني احــمد السـلام علـيكم انتم صـفوة الالــه مـن الخـلق ونجوم الهدى بنـوركم تُهدى البرايا انا مولاكـم ابـن حمـاد اعــدد ورجـائـي أن لا أخـيب لديـكم مثلته عـاريـا سلـيـب الرداء بعد تضريـج شيـبه بـالدمـاء وجسمي يـلتذّ لـين الـوطـاء ل من خـدرها كـسبي الامـاء ب مُعـرّىً مـجـدلا بـالعراء فتـدعو فـي خيـفة وخــفاء نظرة منه فهـي أقصـى منائي وابن امـي خلفـتنـي بشـقائي وأضـنى جسمـي وأوهى قوائي وحياتي فخـاب مـني رجـائي كنتُ أفـديك بـي وقلّ فدائـي عشــت إلا بـمقلـة عميـاء وقـد أبـرزت بـذل السبــاء وكف أخـرى علـى الاحـشاء فاحصاً باليديـن فـي الرمضاء فنادتـه فـي خفـي الــنـداء يا ابـي أو لـمحنتي وابـتلائي ما أنـارت كـواكب الــجوزاء ومـن بـعـد خاتـم الانـبـياء فـي حـنـدس الـظـــمـاء تكمو فـي غـد ليــوم جزائي واعتقادي بكم بلـوغ الرجـائـي (1)

1 ـ عن الديوان المخطوط.

(190)
    وقال ايضا يرثيه صلوات الله عليه :
دعا قلبـه داعي الوعيـد فاسـمعا وأيقن بــالترحال فـاعتـدّ زاده الى كم وحـتام اشتـغالك بـالمنى أيقنع بالتفريـط فـي الزاد عاقـل إذا نزع الانـسـان ثـوب شبـابه وشيبك توقـيع الــمنون مقدمـا أتطـمع أن تبـقى وغيرك ما بقي تدافـع بالآمال عن أخـذ إهبـة وتسأل عند المــوت ربّك رجعة أما لك اخوان شـهدت وفـاتهـم وانت فعن قرب إلى الموت صائر وكم من أخ قد كنت واريته الثرى جرت عينه النجلا على صحن خده وانت كضيف لا محالـة راحـل تلاقي الذي فرطت فاستدرك الذي ولا تطلب الـدنيا الغـرور فانما فقد جعــلت دار الفجايع والاسى كفاك نجــير الخـلق آل محمد تخطّفهم ريــب المنون بصرفه وقفت على أبياتهــم فـرأيتـها وان لهم في عرصة الطف وقعة غزتهم بجيش الحقـد امة جدهم كأني بمولاي الحـسين وصحبه وداعـي مـبادى شيـبه فتـورعــا وحاذر مـن عقـبى الذنـوب فـاقلعا وقد مرّ مـنك الاطيـبــان فـودعا رأى الرأس مـنه بالمـشيب تقـنعـا فليس يرى إلا الـى المـوت مـسرعا لتغـدو لمــوت فـي غـدٍ متـوقعا فلست ترى للنفـس في العيش مـطمعا ليـوم اذا مـا حـمّ لم تـغن مـدفعـا وهيهات أن تـعطى هنـالك مـرجعـا وكنــتَ لـهم نحـو القبـور مشـيّعا وينعـاك للاخوان نـاع لـهى نـعـى واضجعته بيــن الأحـبة مضـجعـا فاصبح بـين الـدود نهـبا مــوزعا ومســتودع ما كـان عـندك مـوعا مضى باطلا واصنع من الخير مصـنعا هـلاكــك منهـا أن تغـر وتـخدعا فلسـت تـرى الا مـُرزاً مـفجّــعـا أصابهـم سـهــم المـصائب أجـمعا فأغرب بـالارزاء فـيهـم وأبــدعـا خراباً يبابــا قفـرة الجـو بلـقعــا تكـاد لـها الأطـواد أن تـتزعــزعا ولم ترع فيهم مَن لهم كـان قــد رعى وجيــش ابن سـعد حولـه قد تجمعـا


(191)
وقد قـام فيـهم خاطبـاً قـائلا لـهم ألم تأتنـي يا قـوم بـالكـتب رسلكم فانـا جميـعاً شــيعة لك لا نـرى وقد جـئت للعـهد الذي لـي علـيكم فقالوا لـه ما هـذه الـكتب كتــبنا فقالوا له هيهـات بـل لنسـوقكــم فان لـم تـجـيبوا فالأسـنة بينـنـا فـقـال لهـم يا ويـلكم فــتباعدوا سنوردكم حـوض الردى قـبل ورده فبادر أصـحاب الـحسين الــيهـم إذا ما دنـوا نحو الـشريعة من ظـما لقد صـبروا لا ضيـّع الـله صبرهم الى أن ثووا صرعى على الترب حوله فهاجوا على المولى وقــد ظل وحده يـشـدّ علـيـهم شــدةً علــوية كشد أبيه في الــهياج وضــربـه الـى أن هـوى عـن سرجه متعفراً وأقبل شمر الـرجس فاحـتز راسـه وشال سنان في السـنان كـريمــه ومالـوا على رحـل الحسين وأهلـه فلو تــنظر النسـوان في ذلة السبا وزيــنب ما تنفك تــدعو باختها أيا اخت مـن بعــد الـحسين نعدّهُ أيا اخت هذا اليوم آخــر عهــدنا أيا اخت لـو أن الذي بي مـن الاسى ولم يك مـن ريـب المنون ليجزعا تقولون عجّل نحونا الـسير مسرعا لغيرك في حـق الامـامة مـوضعا فما عنـدكم فـي ذاك قولوا لا سمعا فقال لهم خــلّوا سـبيلي لارجعـا الى ابن زيــاد كارهـين وخُضّعا تجرّعكم أطرافـها السـم منقـعـا عن المـاء كي نروى فقالوا له معا ومالوا علـيه بالأسـنةُ شرّعـــا فرادى ومثنى حاســرين ودرّعـا رأوا دونهـا زرق الأسـنة مشرعا ولم يـك عنـد الله صـبر مضيّعا فلله ذاك المصرع الفـذّ مـصرعا فقل حُمرٌ لاقـت هـزبراً سميدعا يظل نياط القـلب منها مقطــعا وهل تلد الشجعان إلا الـمشجعـا يلاحظ فسطـاط الــنساء مودّعا وخلّف مـنه الجـسم شلواً مبضعا كبدر الدجى وافـى من التمّ مطلعا فيا يومهم ما كان أدهـى وأفظـعا يسقن على رغم عطاشى وجوّعـا أيا أخت ركني قد وهى وتضعضعا لحــادثـة الايـام حصـنا ممنعا فبـعد حســين قط لن نتجمــعا برضـوى إذن لا نهدّ أو لتزعزعـا


(192)
فـيا مؤمـنا فـي ديـنه متشيـّعاً اتذبح في يـوم بـه ذبـح العـدى ويألف في عاشـور جنبك مضجعا ويضحك منك الثغر من بعد ماغدا وينـهب فـيـه رحـل آل محمد فيا ليت سمعي صم عن ذكر يومه سأبكـي دمـا بعد الدمـوع لفقده برئت الى الرحمن ممـن شناهـم ومن ذا يلاحيني ومـن ذا يلومني ولائي لهم شفع البرَا من عدوّهـم أو الي الذي سُمّـي لكثـرة علمه اشنا الذي لم يقض حـق محمد ومدح ابـن حمـاد لآل ومـحـمد ولا مـؤمـن إلا الـذي قـد تشيـعا إمامـك فاعثـر عفر خـديـك لالعا وترب الثرى أضحى لمولاك مضجعا به ثغـر مــولاك الحسين مُـقرّعا وبيــتك فيـه لا يـزال موسـعـا ويا ليـت لم يخـلـق لي الله مسمعا وإن يـك لم يـترك لي الحزن مدمعا ولا زلت أبـكيهـم الـى أن اشـيعا على بغض من يشنا الشفـيع المشفعا لذلــك أرجوهـم غداً لـي شُفعـا بطينا كما سـمي من الشـرك أنزعا وأجمع أن تلغى الحــقوق وتمنعـا سيجزي بيوم المرء يجـزى بما سعى (1)
    وقال يرثيه صلوات الله عليه :
خواطر فكري في حشاي تجولُ أراق دموعي ظـلم آل محـمد تهون الرزايا عند ذكر مصابهم فذلك خطب في الزمـان جليل مصـارع أولاد النبي بـكربلا فايّ امـرءٍ يرنو قبـورهم بها قبور عليها النور يزهو وعندها قبور بها يستدفع الضر والاذى وحـزني علـى آل النبي يطـولُ وذلـك رزء لـو علـمت جـليل وقتلي نفسي فـي المـصاب قليل وأمر عنـيف فـي الانام مـهول يزلزل أطـواد الـحجى ويـزيل وأحشاؤه بـالدمـع ليــس تسيل صـعود لا ملاك السماء ونـزول ويعـطي بـها رب العلـى وينيل

1 ـ عن الديوان المخطوط.

(193)
أتيت اليهـا زائـراً يـستشفــني ولما رأيت الحَير (1) حارت مدامعي ومُـثّل لي يـوم الحسـين ووعظه أما فيكـم يـا أيهـا النـاس راحم أأقتـل مظلـوماً وقدمـاً عـلمتـم أليس أبي خيـر الوصـيين كـلهم أما فاطم الزهـراء أمـي ويلـكم دعوني أرد ماء الـفرات ودونـكم فـنادوه مهلا يا بن بنـت محـمد ومالوا عليـه بالاسـنة والـظبـى فديتـك روحي يا حسين ومهجتـي تشلّ عـلى جثمانك الخيل شـزبـا وجسمك عريان طريح على الثـرى بناتك تـسبى كالاماء حـواســراً وزيـنب تدعـو يا حسين وقلـبهـا أخي يا أخي قد كنت عزي ومنعتـي أخي يا أخي لم أعط سؤلي ولم يكـن أخي لو رأت عينـاك ما فعل العـدى رحلنـا سبايـا كالامـاء حـواسـراً أخي لا هنت لي بعد فـقدك عيشتـي اذا كـنت أزمعت الرحيـل فقل لنـا اقول كما قد قــال من قبل والـدي أرى علـل الدنــيا علـي كثيــرة هـوً وولاء ظـاهـر ودخـيل وكان لـها من قـبل ذاك همول لاعدائه بالطـف وهـو يقـول لعترة أولاد النـبـي وصــول بأن ليس لـي في العالمين عديل أما أنا لـلطـهر الـنبي سلـيل وعمـاي حـقاً جعفر وعقيـل لقتـلي فعـندي بالظماء غلـيل فليس الـى مـا تبـتغيه سبـيل لها في حشـاه رنـة وصليـل وانت عفيـر في الـتراب جديل ورأسك فـي راس السنان مشيل عليه خيـول الظالميـن تـجول ونجلك مـا بين الـعـداة قتـيل جريح لفقـدان الحـسين ثكـول فأصبح عـزي فيـك وهو ذليل لاخـتك مأمـول سواك وسول بنـا لرأت أمراً هـناك يهـول يجدّ بنـا نحو الشـام رحـيـل ولا طـاب لي حتى الممات مقيل أمالك من بعــد الـرحيل قفول وادمعـه بعـد الـبتول هـمول وصاحـبها حتى الممـات عليل

1 ـ الحير هو المكان الذي يحير فيه الماء ولذلك سمي موضع مقتل الحسين (ع) بالحائر.

(194)
لكل اجـتماع من خليليـن فـرقة يري الـفتى أن لا يفـارق خـلّه وان افتـقادي فاطما بـعد أحمـد عليكم سلام الله يا خيـرة الورى بكم طاب مـيلادي فان ودادكـم وانكم أعــلى الورى عند ربكم وان موازيـن الخـلائق حبـكم وانكـم يـوم الـمعاد وسيلتـي فاصفـيتكم ودي ودنـت بحبـكم فسمعا لها بكـر الرثاء إذا بـدت منمقة الألفاظ مـن قـول قـادر لساني حسام مرهف الحـد قاطع وذلك فـضل من إلهـي ونعـمة ألا رب مغرور بحلمي ولو درى تشبه لي في الشعر عجزاً وسرقة ولولا حفاظ العـهد بيـني وبينه كفى أن مَن يهـوى غواة أراذل وإنب بحمد الله ما بين عـصبة فقل للـذي يبغي عنـادي لحينه سيعطي ابن حماد من الآل سؤله فآمِـل آلِ الله يـنجـو وغيره وإن بـقائـي بعــدكـم لقـليل وليس الى مـا يبـتغيـه سبـيل دليـل عـلى أن لايـدوم خلـيل ومَن فضـلهم عنـد الاله جـليل على طـيب ميـلاد الانام دليـل إذ الطرف فــي يوم المعاد كليل خفيـف لـمن يأتـي بـه وثقيل وما لي سواكم فـي الأنـام وسيـل مقيماً عليه لـسـت عنـه أحـول تتـيه عـلى أقرانهــا وتطـول على الشعر إن رام القريض يقول ورائي سديد في الأمـور جميـل وفضل إلهي في العـباد جزيـل لكان الى خــير الأمـور يـؤل ( وليـس سـواء عالـم وجـهول ) لقلـت ولكـن الـحلـيم حـمول لئام تربّوا فـي الخنـا ونـغـول لهم شيــم محمـودة وعـقـول رويداً رويــداً فالحديـث يطول ويعلوه ظـل فـي الأنام ظلـيل يتاه به عـن قصـده ويمـيـل (1)

1 ـ عن الديوان المخطوط.

(195)
    وقال يرثي الحسين عليه السلام :
أتشبيبـا وقـد لاح المشـيبُ بياض الشيب عند البيض عار وما الانسان قـبل الشـيب إلا فان نزل المشيب فذاك وعـظ وليس اللهو يجمل والتـصابي فكـفي هـذه والـيك عنـي دعيـني مـن دلالك والتمني ولي بالغاضرية عنك شـغل وذكرى للحسين بهـا فؤادي لما قـد ناله من آل حـرب فقـد كـانوا خداعا كاتـبوه بانـك انـت سيدنا فعجـّل ولـيس لنـا إمام فيـه رشد ولكن أضمروا بغضاً وحقدا تشبّ سعـيرها بـدر واحد ويذكي النهر وان لها لظاها فتلك وقـائع قتـلت رجال فلما جـاء محـتملا الـيهم فقال لهم ألا يـا قوم خـنتم أتتنى كتبكم فـأجبــت لمّا فخلوا إن تـخاذلتم سبـيلي فقالوا لا سـبيل لما تـراه ومالوا بالاسـنة مشرعات وشيب الرأس منقـصة وعيـبُ وداءٌ ما له أبــداً طبـيـب سديد قـوله سـهـم مصـيـبُ نذير بعـده الحتــف القريـب اذا ولّى الـشـباب ولا يطـيب فما يـغترّ بـالـدنيـا لبــيب فـلي جـدّ تـولاه الـشحـوبُ باشـجان لـهـا كبدي تـذوبُ يشب لظى واجفــاني تصوب وما قامت لهم معــه حـروبُ بكتبٍ شرحها عجـب عجـيب فقد حنت لرؤيـتـك الــقلوب سواك ليهتدي فـيـه الـمريب ضغائن في الصـدور لها لهيب وخـيبـر والأسـارى والقليب وصفـين وهـاتيـك الخُطوب وضيـم بهـن شبـان وشيـب وناداهمـه عصـوه ولم يجيبوا وكان الـغدر فيكـم والشغوب دعوتم ضُـرّعاً وأنـا المجيب فان الأرض تمنع مَـن يجوب ولستَ تـعـود عنـا أو تؤب تسدّ سبيلـه مـهـا الـكعوب
ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: فهرس