ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: 226 ـ 240
(226)
    وقوله :
قد يقدع المرء وإن كان ابن عم ويقطع العضو الكريم للألم
    وقال رحمه الله :
وكـم صاحبٍ كالـرمح زاغت كُعوبُه تقبّـلتُ منـه ظـاهراً متـبلـــّجاً فأبدى كروض الحزن رقـت فروعه ولو أنني كشـّفتــه عـن ضمـيره فلا باسطاً بالسـوء إن سـائني يداً كعـضوٍ رمت فيـه الليالي بفـادح إذا أمـر الطـب اللبيــب بقطعـه صبرتُ على إيلامه خوفَ نـِقصِه هي الكف مُضنِ تركها بعـد دائها أراك على قـلبي وإن كنتُ عاصياً حملتك حملَ العـين لـجّ بها القّذى دع المرء مطويّـاً على مـا ذممتَه اذا العضوُ لـم يؤلـمك إلا قطعته ومن لم يوطّن للصـغير من الأذى أبى بعد طـول الغـمز أن يتقوّما وأدمج دونـي باطنـاً متجهّما وأضمر كالليل الخـداري مُظلـما أقمتُ على ما بيـننـا اليوم مأتما ولا فاغراً بالـذم إن رابـني فما ومن حملَ العضـو الأيم تـألما أقول عسـى ظـناً بـه ولعـلّما ومن لام مَن لا يرعوي كان ألوما وإن قُطعت شانت ذراعاً ومعصما أعزّ من القلب المطـيع وأكـرما فلا تنجلي يومـاً ولا تبلغ العـمى ولا تنشر الداءَ العضـال فتـندما على مضض لم تبق لحماً ولا دما تعرّض ان يلقـى اجل وأعظـما
    وقال في الاقبال والادبار :
المرءُ بالإقبال يـبلغُ واذا انقضى إقبـالـه وهو الزمان إذا نبـا كالريح ترجع عاصفاً وادعاً خطـراً جسيـما رجع الشفيعَ له خصيما سلب الذي أعطى قديما من بعد ما بدأت نسيما


(227)
    وقال في اخوان الرخاء :
أعددتكم لدفاع كـل ملمّة وتخذتكم لي جنةً فكـأنما فلأرحلن رحيل لا متلهّف ولا نفضن يديّ يأساً منكم عني فكنتم عون كلُ ملمــة نظر العدوّ مقاتلي من جنـتي لفـراقـكم أبـداً ولا متلـفت نفض الأنامل من تراب الميت
تحقيق حول قبر السيدين المرتضى والرضي
    ذكر كثير من المؤرخين عند ترجمة الشريف الرضي نقل جثمانه الى كربلاء المقدسة بعد دفنه بداره بالكرخ ، فدفن عند ابيه ابي احمد الحسين بن موسى.
    ويظهر من التاريخ ان قبره كان في القرون الوسطى مشهوراً معروفاً في الحائر المقدس. قال صاحب عمدة الطالب : وقبره في كربلاء ظاهر معروف وقال في ترجمة اخيه المرتضى : دفن عند ابيه واخيه وقبورهم ظاهرة مشهورة. وروي في كتاب مدينة الحسين (ع) عن السيد محمد مهدي بحر العلوم الكبير قال : ان موضع قبر الشريف الرضي عند قبر جده ابراهيم المجاب ، وهو في آخر الرواق فوق الرأس في الزاوية الغربية من الحرم الحسيني. وروى السيد حسن الصدر في كتابه نزهة الحرمين في عمارة المشهدين ان قبر الشريف الرضي عند قبر والده خلف الضريح الحسيني بستة أذرع ولعل هذا القبر هو الذي لاحظه العلامة السيد حسن اغا مير بنفسه عند التعميرات التي اجريت داخل الروضة المطهرة في سنة 1367 هـ ، وقال : هناك خلف الضريح بستة اذرع ثلاثة قبور شاهدت ذلك بنفسي عند حفر الاسس لدعائم القبه التي جرى بناؤها مؤخراً بـ ( الكونكريت ) المسلّح ، فرجوت المعمار عدم مس تلك القبور الثلاثة. ومن المرجح ان هذه القبور الثلاثة هي لأبي أحمد الحسين بن موسى مع ولديه محمد الملقب بالشريف الرضي ، وعلي الملقب بالمرتضى. اقول :


(228)
نقلنا هذا باختصار عن اجوبة المسائل الدينية السنة الثانية ص ت 318 وجاء في مقدمة ديوان السيد المرتضى المطبوع في مصر بقلم الدكتور مصطفى جواد أقوال المؤرخين في نقل الشريف المرتضى من داره بالكرخ الى كربلاء بجوار جده الحسين (ع) وقال السيد جعفر بحر العلوم في تحفة العالم ممن فاز بحسن الجوار ميتاً الشريف ابو احمد الحسين بن موسى والد الشريفين الرضي والمرتضى سنة 400 ببغداد وقد اناف على التسعين ثم حمل الى الحائر فدفن قريباً من قبر الحسين (ع) وفي كتاب الدرجات الرفيعة انه مدفون معه ولداه الرضي والمرتضى بعد ان دفنا في دارهم في بلد الكاظمين ثم نقلا الى جوار جدهما الحسين (ع).
    وقال ابن شدقم الحسينـي في كتابه زهـر الرياض وزلال الحياض ان في سنة ( 942 ) نبش قبره بعض قضاة الأروام فرآه كما هو لم تغيّر الأرض منه شيئا ، وحكى من رآه أثر الحِنّاء في يده ولحيته وقد قيل أن الأرض لم تغيّر أجساد الصالحين.
انتهى
    وقال جدي بحر العلوم بعد نقل ما ذكر : والظاهر أن قبر السيد وقبر أخيه وأبيه في المحل المعروف بابراهيم المجاب.
انتهى
    وقيل انهم مدفونون مع ابراهيم الاصغر ابن الامام الكاظم وان قبره خلف ظهر الحسين بستة اذرع.


(229)
القسم الثاني


(230)

(231)
ابو نصر بن نباتة
المهيار الديلمي
الشريف المرتضي
ابو العلاء المعري
زيد بن سهل الموصلي النحوي
أحمد بن عبد الله ( ابن زيدون )
أحمد بن أبي منصور القطان
ابن جبر المصري
الامير عبد الله بن محمد بن سنان الخفاجي


(232)

(233)
    قال ابو نصر بن نباتة المتوفى 405 :
والحسين الذي رأى الموت في العزّ حياة والعيش في الذل قتلا (1)
    قال الشيخ القمي في الكنى : ابن نباتة بضم النون هو ابو نصر عبد العزيز بن عمر بن محمد بن احمد بن نباتة الشاعر المشهور الذي طاف البلاد ومدح الملوك والوزراء والرؤساء ، وله في سيف الدولة ابن حمدان غرر القصائد ونخب المدائح وكان قد أعطاه فرساً أدهم اغر محجلا.
    له ديوان شعر كبير ومن شعره :
ومَن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحدُ
    وهو الذي حكي عنه انه ذكر ان رجلاً من المشرق ورجلاً من الغرب وردا عليه وأرادا منه أن يأذنهما لروايته. توفى ببغداد سنة 405.
    أقول وهذه الكنية تطلق على جماعة. منهم ابو يحيى عبد الرحيم بن محمد ابن اسماعيل بن نباتة الفارقي صاحب الخطب المعروفة المتوفي 374 وقد يطلق على جمال الدين محمد بن محمد بن نباتة المصري الاديب الشاعر المتوفى سنة 768.
1 ـ رواها السيد الأمين في الأعيان ج 4 القسم الأول.

(234)
    قال يرثي الحسين عليه السلام في شهر المحرم سنة اثنتين وتسعين وثلثمائة :
مَشين لنا بين ميـلٍ وهـيفِ على كل غـصنٍ ثـمارُ الشبا ومن عجب الحسـنِ أن الثقيـ خليليّ ما خُبـر مـا تبصـرا سلاني بـه فالجـمال اسـمه أمن « عربية » تحت الـظلام سرى عـينها أو شبـيهاً فكا نعم ودعـا ذكـرَ عهدِ الصبا « بآل عليّ » صروف الزمان مصابي عـلى بُعد داري بهم وليس صديقي غـيرَ الحزين هو الغصن كان كـميناً فهبّ قتـيلٌ به ثـار غـلّ النفوس بكل يـدٍ أمـس قـد بايـعته فقـل في قـناةٍ وقل فـي نـزيف (1) بِ مـن مجتنـيه دواني القـطوفِ ـل منه يُدلّ بـحمـل الخـفيـف ن بيـن خلاخيلـهــا والشنـوف ومعـناه مفـسـدةً للـعــفـيف تـولّـجُ ذاك الـخيالِ المـطيـف ؟ د يفضـح نومـي بـين الضيوف سيلـقاه قلـبي بعـهدٍ ضـعـيف بسطـنَ لسانـي لـذمّ الـصروف مصـابُ الأليـف بفـقد الألـيف ليـوم « الحسين » وغير الأسـوف لدى « كربـلاء » بريح عـصوفِ كما نغـر الـجرح حكّ القـروف وساقـت له الـيوم أيدي الـحتوف

1 ـ عن ديوان المهيار ، طبع مصر.

(235)
نسوا جدّه عنــد عهد قـريبٍ فطـاروا له حامليـن الـنفاق يعـزّ علـيّ ارتقـاء المنـون ووجهـك ذاك الأعـزّ التريب علـى ألعـن امـره قد سعـى وويل امّ مـأمـورهم لو أطاع وأنت ـ وإن دافعوك ـ الإمام لمن آيةُ الـباب يـومَ اليـهود ومَن جمع الدينَ في يوم « بدرٍ » وهـدّم فـي الله أصنـامهـم أغيـر أبيـك إمـام الـهدى تفلـّل سـيفٌ بـه ضرّجوك أمـرّ بفـيّ علـيك الـزلال أتحـملُ فـقدَك ذاك العـظيم ولهفي عليك مـقالُ الخـبيـ أنشـرك ما حمـلَ الزائـرو كان ضريحك زهر الربـيـ أحبّـكم ما سعــى طائـفٌ وإن كنت من « فارس » فالشريـ ركبت ـ على مـن يعاديـكم سوابق من مدحـكم لـم أهَب تُقَطـّـر غـيرى أصلابهـا وتالَـده مـع حـقّ طـريـف بأجنحــة غِشّهـا في الحفيـف الـى جبـلٍ منك عـال منـيف يُشـهّر وهـو على الشمس موفي بـذاك الذمـيـل وذاك الوجـيفِ لـقـد باع جنّـتـه بالطـفيـفِ وكـان أبـوك برغـم الأنـوف ومَن صاحبُ الجنّ يوم الخسيـف « وأحدٍ » بتفـريق تلك الصـفوف بمرأى عـيونٍ علـيها عكـوف ضـياء النـديّ هزبـر العزيف لسوّدَ خـزياً وجـوهَ الـسـيوف وآلـم جلـدي وقـع الشـفـوف جـوارح جـسـمي هذا الضعيف ؟ ـر : أنـك تبـردُ حـرّ اللهـيف ن أم المـسكُ خالط تُرب الطفوف ؟ ـع هبّـت عليه نسـيمُ الـخريف وحنّت مطـّوقـة فـي الـهتوف ـفُ معـتلـقٌ ودّه بـالشريـف ويفسد تفـضيـلكـم بـالـوقوف ـ صُعوبة ريّـضـهـا والقَطـوف (1) وتزلّـق أكفـالـها بالـرديــف (2)

1 ـ القطوف : الدابة التي تسيء السير وتبطئ.
2 ـ تقطر : تلقي الانسان على قطره وهو كاثبته وعجزه ، والكاثبة : اعلى الظهر.


(236)
المهيار الديلمي
المتوفي سنة 428
    هو أبو الحسن مهيار بن مرزويه الديلمي البغدادي في الرعيل الأول من ناشري لغة الضاد دل على ذلك شعره العالي وأدبه الجزل وديوانه الفخم وكما كان عربياً في أدبه فهو علويُ في مذهبه مسلم في دينه يعتز ويفتخر باسلامه ويتمدح بآبائه الا كاسرة ملوك الشرق وجمع بين فصاحة العرب ومعاني العجم. أسلم على يد السيد الشريف الرضي سنة 394 وتخرج عليه في الأدب والشعر وتوفي ليلة الأحد لخمس خلون من جمادي الثانية سنة 428 وجاهد بلسانه عن أهل البيت ومدح عليا وعدد مناقبه بشعر بديع ودافع عن حقوقه في الخلافة دفاعاً حاراً مؤثرا.
    قال بعض العلماء : خيار مهيار خير من خيار الرضي وليس للرضي رديّ أصلا. قال ابن خلكان : كان جزل القول مقدماً على أهل وقته وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات ، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد واثنى عليه وذكره ابو الحسن الباخرزي في دمية القصر فقال :
    هو شاعر له في مناسك الفضل مشاعر وكاتب تجلى كل كلمه من كلماته كاعب وما في قصيدة من قصائده بيت يتحكم عليه يلو وليت فهي مصبوبة بقوالب القلوب وبمثلها يعتذر الزمان المذنب عن الذنوب ويتوب ، وللسيد جمال


(237)
الدين أحمد بن طاوس قدس سره شرح على لامية مهيار أسماه ( كتاب الازهار في شرح لامية مهيار ).
    من أشهر الشعراء الذين برزوا في النصف الاخير من القرن الرابع والنصف الاول من القرن الخامس الهجري ولعله كان أشهرهم على الاطلاق بعد استاذه الشريف الرضي ، اشتهر بالكتابة والادب والفلسفة كما اشتهر بالشعر ، كان ثائر النفس عالي الهمة قوي الشخصية معتزاً بأدبه ونسبه وهذا الذي دفعه لأن يقول :
أُعجـبت بي بين نادى قومها سرّها ما علمت مـن خلـقي لا تخـالي نسبـاً يخفضنـي قومي استولوا على الدهر فتى عممـوا بالشـمس هامـاتهم وأبي كــسرى على أيـوانه سورة المـلك الـقدامى وعلى قد قبستُ المجـد من خير أبٍ وضممتُ الفخـر من أطرافـه أمّ سعد فمضـت تسألُ بي فارادت علمهـا مـا حسبي انا من يرضيك عند النسب ومشوا فوق رؤوس الحقـب وبنوا أبياتهــم بـالشهـب أين في النـاس ابٌ مثل أبي شرف الاسـلام لي والادب وقبست الديـن من خير نبي سودد الفرس وديـنَ العرب
    فهو كما نراه يعتز بنسبه كما يعتز بدينه وعقيدته وأي انسان لا يعتز بقوميته ولا يفخر بنسبه ، اما ان المهيار يوصم بالشعوبية لانه فخر بآبائه فذلك فما لا يقرّه الوجدان. لقد سئل الامام زين العابدين علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن العصبية فقال : العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شراراً قومه خيراً من خيار قوم آخرين ، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه ، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم ، انك لتقرأ في شعر مهيار من الاعتزاز بالاسلام اكثر من اعتزازه بابائه فأسمه يقول في قصيدته بعد أن أنعم الله عليه بنعمة الاسلام ثم يعيب على


(238)
    قومه حيث لم يهتدوا الى رشدهم ويرجعوا عن سفههم ويعيب عبادة النار.
دواعي الهوى لك أن لا تجيبا قَفَـونا غـرورك حتى انجلت نصبـنا لهـم أو بلغـنا بهـا وهبنا الزمـان لـهـا مـقبلا فقل لمخـوّفـنا أن يـحـول وددنا لعـفـّتـنـا أنــنـا وبلّغ اخا صحبـتي عن اخيك تبـدلتُ مـن ناركـم ربّـها حبـستُ عنـاني مسـتبصراً نصحتكم لو وجدتُ المـصيخ (1) أفيئـوا فقـد وعـد الله فـي وإلا هـلمـوا أبـاهـيـكـم أمـثل مـحـمد المصـطفـى بعـدلٍ مكـانَ يــكون القسيم أبـان لنـا الله نـهج السبـيل لئن كنتُ مـنكم فـان الهـجين هجـرنا تُقى ما وصلنا ذنـوبا أمـورٌ أريـنَ العيون العـيوبا نُهىً لم تـدع لـك فيـنا نصيبا وغصن الشبـيبة غضـاً قشيبا صِباً هَرماً وشبـاب مشــيبا وُلدنا اذا كُـره الشيـب شـيبا عشـيرته نائـياً أو قـريــبا وخبثِ مواقـدها الـخلدَ طـيبا بـأيّــة يـستـبقون الذنـوبا وناديتـكم لـو دعـوتُ المجيبا ضـلالـة مثـلكـم أن يتـوبا فمن قام والفخر ، قـام المصيبا اذا الـحـكـمُ ولّيتـموه لبيـبا وفصلٍ مكـان يكـون الخطيبا بـبعـثتــه وأرانا الغـيوبـا يُخـرج فـي الفـلتات النجيـبا
    وقال يرثي أهل البيت عليهم السلام ويذكر بيان البركة بولائهم فيما صار اليه :
في الظِباء الغادين أمس غزالُ طارق يزعــم الفراقَ عتابا لم يزل يخدع البصـيرة حتى لا عدمتُ الأحلامَ كـم نوّلتني قال عنه مـا لا يقول الخيال ويـرينـا أن المـلالَ دلالُ سرّنا ما يقول هـو محـالُ من منيعٍ صعبٍ عـليه النوال

1 ـ المصيخ : المصغي.

(239)
لـم تنـغّص وعداً بمطل ولو يو فلليلـي الطويل شكري ودينُ الـ لمـن الظـُّعُن غاصبتنـا جمالا ؟ كانـفاتٍ بيـضاءَ دلّ عـليـها جـمـع الشـوق بالخليـع فأهلاً كنـتُ مـنه أيـامَ مـرتـعُ لذّا حيث ضلعي مع الشباب وسمعي يا نـديمـيّ كنـتما فافـترقـنا ليَ في الشيب صارف ومن الحز معشر الرشد والهدى حَكَـم البغـ ودعـاة الله استجابـت رجـالُ حملـوها يوم « السقـيفة » أوزا ثـم جـاؤوا من بعـدها يستـقيلو يا لهـا سـوءة إذا « أحمـد » قا ربـع هـميّ عليهـم طلـَلٌ با يا لقـومٍ إذ يقـتلـون « عليـاً » وتحـالُ الأخـبار والله يـدري ولسـبطيـن تابعَـيه فمـسـمو درسـوا قـبره ليخـفى عن الزوّار وشهـيدٍ « بالطف » أبكى السموا يا غليلي لـه وقـد حُرّم الـما قطعت وصلة « النبي » بأن تقـ لم تنجّ الكهولَ سنّ ولا لهفَ نفسي يا آل « طه » عليكم وقلـيل لكـم ضلـوعي تهتـ جب لـه مـِنّةً عـليّ الـوصال ـعشق أن تُكـره الليالـي الطوال حبذا ما مشـت بـه الأجـمـالُ ! أنهـا الشـمس أنهـا لا تــنالُ بحلـيـمٍ لـه السلــوّ عـقـال تي خصيبٌ ومـاء عيشـي زلال غَـرضٌ لا تـصيـبه الـعـُذّال فاسـلوانـي ، لكل شـيء زوال ن علـى « آل أحـمد » إشـغـال ـي عليهم ـ سفاهةً ـ والضلال لهم ثـم بـُدّلـوا فاستـحـالـوا را تـخـفّ الجبال وهي ثقـال ن وهيـهات عـثـرةٌ لا تـُقال م غـداً بينهـم فقـال وقـالـوا ق وتـبلـى الهـموم والأطـلال وهـو للمحـل فـيـهـم قـتّال كيف كانت يوم « الغـدير » الحال مٌ عليه ثــرى « البقيع » يُـهال هيهات ! كيف يخفى الهلال ! تِ وكـادت له تـزول الـجبال ء عليـه وهو الشـراب الحلال ـطع من آل بيتـه الأوصـال الـشــبان زهـد ولا نجـا الأطفال لهفةً كسـبـها جـوىً وخَـبال ـزّ مع الوجـد أو دموعي تذال


(240)
كان هذا كـذا وودّي لـكم حسـ وطروسـي سـود فكيف بي الآ حبكم كان فكّ أسـرى مـن الشر كـم تزمـّلـتُ بالمذلـة حتـى بركات لـكـم محت من فؤادي ولقـد كـنـت عـالمـاً أن إقبا لكم مـن ثنـايَ ما ساعَدَ العمـ وعليكم في الحشر رجحانُ ميزا ويقيني أن سـوف تصـدُق آما ـب وما لي في الدين بعدُ اتصال ن ومنكـم بياضـها والصّـقال ك وفـي منكبـي لـه أغـلال قُمت فـي ثـوب عـزّكم أختالُ مـا مَـلّ الـضلالَ عمّ وخـال لـي بمـدحـي عليـكم إقـبال ـرُ فمـنه الإبطـاء والاعجـال ني بخـيرٍ لو يُـحصَر المثقـال لي بكـم يـومَ تـكذب الآمـال (1)
    وقال يمدح أهل البيت عليهم السلام :
سـلا مَن سلا : مَن بنا استبدلا وأي هـوىً حادث الـعهد أمـ وأين المـواثيـق والعـاذلات أكانت أضاليـل وعـدِ الزما وممّا جـرى الدمع فيـه سؤا أقول « برامـة » : يا صاحبي قـفا لعلـيل فـإن الوقـوف بغـربي « وجـرةَ » ينشـدنه وحسناء لو أنصـفت حسنهـا رأت هجرها مرخصا من دمي ورُبّــت واشٍ بها منـبضٍ (2) رأى ودّهـا طـللا مـمحـلا وكيــف محـا الآخر الأولا ـس أنساه ذاك الهوى المُحولا ؟ يـضيـق عليـهنّ أن تـعذلا ؟ ن أم حـلم الـليل ثـم انـجلى ؟ ل مَن تـاه بالحسـن أن يسألا مَعاجاً ـ وإن فعـلا ـ : أجملا وإن هــو لم يـشفـه عـلّلا وإن زادنــا صـلـةً مـنزلا لكـان من القبـح أن تبـخـلا علـى النأى علقـاً قديمـاً غلا أسـابـقه الـردّ أن يـُنــبلا فلفـّق ما شـاء أن يَـمـحـَلا

1 ـ عن الديوان.
2 ـ المنبض : الذي يشد وتر القوس.
ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: فهرس