ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: 241 ـ 255
(241)
وألـسنـة كأعالـي الـرمـاح ويأبـى « لحسنـاءَ » إن أقبـلت سـقى الله « ليلاتنـا بالـغويـ حيـاً كـلـما أسبلـت مـقلـة وخـصّ وإن لـم تـعد ليـلةً وفي الطيـف فيـها بميعـاده فما كــان أقصر لـيلي بـه مساحـبُ قصّر عني ا لمشيـ ستـصـرفني نـزوات الهمو وتنـحتُ من طـرفي زفـرة وأغـرى بتـأبيـن آل النبـ بنفسي نـجومهـم المخـمَداتِ وأجسام نور لهم في الصعيـ ببطن الثرى حملُ ما لم تطق تفيض فكـانت ندىً أبحـرا سل المتحـدي بهـم في الفخا بمـن بـاهـل الله أعـداءه وهـذا الكتـاب وإعـجـازه « وبدر » و « بدر » به الدين تـ ومَن نـام قوم سـواه وقـام ؟ بمن فصل الحكم يوم « الحنين » مسـاعٍ أطيـل بتـفصيـلها يمينا لقـد سلّـط الملحـدون فلولا ضـمان لنا في الطهور أألله يا قوم يقـضي « النبـي » رددتُ وقـد شـرعـت ذبـلا تــعرّضهـا قمـراً مقـبـلا ـر » فيـما أعـلّ ومـا أنهلا ـ حنيـنا له ـ عـبرة أسـبلا خلت فالكرى بعـدها مـا حلا وكـان تـعـوّد أن يـمـطلا ومـا كان لـو لم يـزر أطولا ـبُ ما كان منها الصّبا ذيـّلا م بالأرَب الـجِدّ أن أهــزلا مبـاردهـا تأكـل المـنصلا ـيّ إن نسّب الشعر أو غـزّلا ويأبى الهدى غـير أن تشعـَلا ـدِ تـملؤه فيـضـيء الـملا على ظهرها الأرض ان تحملا وتهوي فكانت عُـلاً أجبــلا ر ، أين سمـت شرفات العلا : فـكان الرسول بـهم أبهـلا ؟ على مَن ؟ وفي بيت مَن ؟ نزّلا ـمّ مَن كان فيـه جمـيلَ البلا ؟ ومَن كـان أفقــّه أو أعـدلا فـطبـق في ذلك الـمفصـلا ؟ كفى معجـزاً ذكـرها مجـملا على الحق أو كاد أن يبــطلا قضى جَدلُ القـول أن نخجـلا مطاعاً فيعـصـى وما غسـّلا !


(242)
ويوصي فنخرُص دعوى عليـ وتجتـمعـون عـلى زعمهـم فيعقب إجمـاعهـم أن يـبيـ وأن ينـزع الأمـر من أهلـه وسـاروا يحطّـون فـي آلـه تـدّب عقـارب مـن كيـدهم أضاليل ساقت صاب ( الحسين ) « أميـّة » لابسـة عـارَهــا فيوم « السقيـفة » يابن الـنبـ وغصبُ أبيـك عـلى حـقّه أيا راكبـاً ظـهر مـجدولـةٍ شأت أربع الـريح فـي أربعٍ اذا وكلـت طرفهـا بالسمـا فـعزّت غـزالتـهـا غـُرةً كطيتـك فـي منتهـى واحد فصل ناجيـا وعلـيّ الأمانُ تحمّل رسالـة صـبٍ حملت وحيّ وقـل : يا نبي الـهدى قضيتَ فـأرمضنا ما قضيت فرام ابن عمـّك فيمـا سننـ فخانك فـيه مـن الغـادريـ الـى أن تحلّت بـها « تيمها » ولـما سرى امـرُ « تيمٍ » أطا ـه فـي تـركه دينَه مـهمـَلا ! وينـبـيك « سعـدٌ » بما أشكـلا ! ـت مفـضـولهم يـقدُم الأفضلا لأنّ « عــلـيـاً » لـه أُهـّـلا بظلمـهـم كـلـكـلا كـلكــلا فـتـفــنــيــهـم أوّلاً أوّلا وما قـبل ذاك ومـا قـد تــلا وإن خفـى الـثأر أو حُصّــلا ـيّ طـرّق يـومك في « كربلا » وأمـّك حَـســّنَ أن تُـقـتـَلا تُـخـالُ اذا انـبسـطت أجـدلا اذا مـا انتـشرن طـوين الـفلا ء خـيل بـادراكـهـا وكــّلا وطـالت غـزال الفـلا أيـطلا (1) ـ لـتدركَ يثربَ ـ أو مـرقلا لمن كـان فـي حـاجة موصلا فنادِ بـها « أحـمدَ » الـمرسـلا تأشـَب نـهجـُك واسـتـوغلا وشـرعـك قد تمّ واستـكمـلا ـتَ أن يتـقـبّل أو يـَمـثـُلا ـن مَن غـيّر الـحق أو بـدّلا وأضحت « بنـو هاشـم » عُطّلا ل بـيتُ عـديٍّ لـها الأحـبلا

1 ـ الأيطل : الخاصرة.

(243)
ومـدّت « أميـةُ » أعنـاقـها فنال « ابن عفّان » ما لـم يكن فقـرّ وأنـعـم عيـش يـكو وقلّـبهــا « أرد شيـريـةً » وسـاروا فساقـوه أو أوردوه ولما امتـطاهـا « عليّ » أخو وجاؤا يـسومونه القـاتـلين وكانت هَنـاةٌ وأنـت الخصيم لكم آل « ياسين » مدحي صفا وعـندي لأعـدائـكم نافـذا اذا ضاق بالسير ذرع الرفيق فواقـرُ من كـل سهـمٍ تكون وهلا ونـهج طريق النجـاة ركبتُ لكم لقمـي فاستنـنتُ وفُكّ من الشرك أسري وكا أواليكـم ما جـرت مزنـةٌ وأبــرأُ مـمن يـعاديكـم ومولاكـم لا يخاف العقاب وقد هـوّن الخطبُ واستسهـلا يظـنّ ومـا نـال بـل نُـوّلا ن مـن قـبله خشـناً قلـقـلا فحـرّق فيهـا بمـا أشـعـلا حيـاض الردّى مـنهلاً منهلا ك ردّ الـى الـحق فـاستُثقلا وهـم قـد ولـوا ذلك المقتلا غداً والمـعاجَـلُ من أُمهِـلا وودي حلا وفـؤادي خــلا تُ قولي [ ما ] صاحبَ المقولا ملأتُ بهـنّ فـروجَ الـملا لـه كـلّ جارحـةٍ مـقـتلا بكم لاح لـي بعد مـا أشكلا ؟ وكـنتُ أخـابطـه مجـهلا (1) ن غلاً عـلى منـكبي مقـفَلا وما اصـطخب الرعد أوجلجلا فإن الـبـراءة اصـل الـولا فكـونـوا له فـي غدٍ موئـلا
    وقال يرثي أمير المؤمنين علياً وولده الحسين عليهما السلام ويذكر مناقبهما في المحرم سنة اثنتين وتسعين وثلثمائة :
يزور عن « حَسناء » زورة خائفِ فـأشبههـا لم تـغدُ مسـكاً لناشقٍ تعرّضُ طيفِ آخرَ الليل طائف (2) كما عوّدت ولا رحيقاً لراشـفِ

1 ـ استننت : ذهبت في واضح الطريق. والمجهل : القفر.
2 ـ عن الديوان.


(244)
قصـيةُ دارٍ قـرّبَ النـومُ شخصـها أليـنُ وتـغـري بالإنـاء كأنمــا و « بالغـور » للـناسين عهـدي منزل أغـالـط فـيه سـائلاً لا جهـالـة ويعذلني فـي الـدار صحـبي كأنني خليليّ إن حالت ـ ولم أرض ـ بيننا فلا زرّ ذاك السـجـفُ إلا لكاشـفٍ فـإن خفـتما شوقـي فقـد تأمنـانِه بصـفراء لو حلـت قديمـاً لشـارب يطوف بها من آل « كسرى » مقرطق سقى الـحسن حمـراء الـسلافة خدّه وأحلف أنـى شُـعـشعت لـي بكفّه عصيت علـى الأيـام أن ينـتزعنه جوى كلـما استـخفى ليخـمد هاجه يذكّرنـي مثـوى « علـيّ » كأنـني ركبت القوافـي ردف شـوقي مطيّةً الى غايـةٍ مـن مـدحـه إن بلغتها وما أنا من تـلك المفــازة مدرك ولكن تــؤدّي الـشهد إصبـع ذائقٍ بنفسي مـَن كانت مـع الـله نفـسه إذا مــا عـزوا ديـناً فآخـر عابدٍ كفى « يوم بـدر » شاهـد « وهوازن » « وخيبر » ذات الـباب وهي ثقيلة الـ ومانعـة أهـدت سـلام مـساعــف تبرّ بـهجـرانـي أليــه حـالــفِ حنانـيك من شاتِ لــديـه وصـائفِ فأسـال عـنـه وهـو بادي المـعارف علـى عَرَصـات الـحـب أولُ واقـفِ طـوالُ الفيـافي أو عـِراض الـتنائفِ ولا تــمّ ذاك الـبـدر إلا لـكاسـف بخاتلـةٍ بــين الـقـنا والمـخـاوف لضنّت فمــا حلـّت فتـاةً لـقاطـف يحدّث عـنها مـن ملـوك الــطوائف فأنبع نبتـاً أخضـراً فـي السـوائـف سلـوتُ ســوى هـمٍّ لقـلبي محالفِ بنهـي عـذولٍ أو خـداعِ ملاطــفِ سنا بارقٍ من أرض « كوفان » خاطف سمـعت بـذاك الرزء صيحة هاتـف تخبّ بـجاري دمعـي الـمتــرادف هزأتُ بأذيـال الــرياح الـعواصف بـنـفسي ولو عرّضـتها للمـتالـف وتعـلقُ ريـح المـسك راحـةُ دائف (1) اذا قلّ يـوم الـحق مـَن لم يجـازف وإن قـسـموا دنياً فـأول عـائـفِ لمسـتأخـرين عنـها ومـزاحــف ـمرام على أيـدي الخطوب الخـفائف

1 ـ الدائف : الخالط الذي يخلط المسك بغيره من الطيب.

(245)
أبا « حسنٍ » إن أنكروا الحق [ واضحاً ] فإلا سـعـى للبـين أخـمص بـازلٍ وإلا كـما كنـتَ ابـنَ عـمٍّ ووالـياً أخصّك بـالتـفضـيل إلا لـعلـمـه نوى الغدر أقـوام فخـانـوك بعـده وهبهم سفاها صحـحوا فـيك قـوله سلام علـى الاسـلام بعـدك إنـهم وجدّدها « بالطـف » بابنك عصبـة يعزّ على « محمـد » بابـن بـنـته أجازَوك حـقاً في الخـلافة غادروا أيا عاطشـاً في مصـرعٍ لو شهدتُه سقى غلّتي بحر بقـبـرك إنــني وأهدى الــيه الـزائرون تحـيّتي وعادوا فـذرّوا بـين جنـبيّ تربةً أُسـرّ لمـن والاك حـب موافـق دعيّ سعى سعي الأسود وقـد مشى وأغرى بك الحسـاد أنك لم تكـن وكنت حصان الجيب من يد غامرٍ وما نســب ما بين جنبـيّ تالدٌ وكم حاسد لي ودّ لو لم يعش ولم تصرّفت فـي مدحيـكم فـتركته هواكـم هـو الـدنيا وأعلم أنـه علــى أنـه والله إنكـارُ عـارف وإلا سمت للنعـل إصبـع خاصـف وصهراً وصفوا كان مَـن لم يقـارف بعجزهم عن بعض تـلك الـمواقـف وما آنـف فـي الـغدر إلا كـسالف فهل دفعوا ما عـنده في الـمصاحف يـسومونـه بالـجور خطة خاسـف أباحوا لذاك الـقرف حكــّة قارف صبيب دمٍ مـن بـين جنبيك واكـفِ جوامع مـنه في رقـاب الخـلائـف سقيتك فـيه مـن دموعـي الذوارف على غيـر إلمـامٍ بـه غير آسـف لأشرف إن عيني لـه لـم تشـارف شفائي مـما استحـقبوا في المخاوف وأبدي لـمن عاداك سـبّ مخـالف سواه اليـها أمـس مشـيَ الخوالف (1) علـى صـنم فيما روَوه بـعاكـف كذاك حصان الـعرض من فم قاذف بغـالـب ودٍّ بين جـنبيّ طـارف أنابله (2) في تأبيـنكـم وأسـايـف يعضّ عليّ الكفّ عـضّ الصوارف يبيّضُ يومَ الحشر سـودَ الصحائف

1 ـ الخوالف : النساء.
2 ـ انابله : أراميه بالنبل. أسايف : أجالده بالسيف.


(246)
    وقال يفتخر بابائه ويذكر سبقهم بالملك والسياسة ثم يذكر أهل البيت عليهم السلام وهي أول قوله في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة :
أتـعلمـين يـا بـنـة الأعـاجـمِ يهـبّ يـلحاه بـوجـهٍ طـلــقٍ وهو مع المـجد علـى سبـيلــه ممـتثــلا مـا سـنـّه آبــاؤه من أيكـةٍ مذ غرسـتها « فـارس » لمن على الارض ـ وكانت غيضة ـ مَن فـرس الـباطـل بالحق ومَن إلا « بنــو ساسان » أو جـدودهم أيهم أبـكـى دمـا فكــلـّهــم كم جـذبـت ذكـراهم من جلدي لا غرو والـدنيا بهـم طـابت اذا [ ما ] اختـصـمتني فيـهـم قبيلـة ولا نشــرت في يـدي فضلهـم إن يجـحد الـناس عـلاهـم فبما أو قلـّـد الصـارم غـير ربـه أحـق بـالأرض اذا أنصـفتـم ياناحـلى مـجدهـم أنفـسهـم شتان رأس يفخـر التـاج بـه كم قصّرت [ سيوفهم ] عن جارهم ودفعـت حماتـهم عــن نوبٍ وخوّلوا من [ نعمةٍ ] واغتـنمـوا مناقب تفتق مـا رقّــعـتـم كم لأخيـكِ في الـهوى مـن لائمِ ينطق عـن قلـبٍ حسـودٍ راغـم ماض مضاء المـشرفـيّ الصارم إن الشبـول شـبـه الـضراغـم ما لان غمزاً فرعهـا لعـاجــم أبـنـيةُ لا تـُبتـــغـى لهـادم ؟ أرغم للمـظلوم أنـف الـظـالـم طِـر بخـوافيـهـم وبـالقـوادم يجـلّ عن دمـوعي الـسواجـم جـذب الفريق من فــؤاد الهائم لم تحل يـوماً بـعدهم لـطاعـم إلا وكنت غـصـّة الـمخاصـم إلا نـثرتُ مـلء عـقد الـناظم أنـكـر روض نعـم الغـمائـم !! فليــس غـير كــفـه للقائم عــامـرها بـشرف الـعزائم هُبوا فلـلأضغـاث عينُ الحالم وأرؤسُ تـفـخـر بـالعـمائم خطى الزمـان قايمـاً بـقائـم عظــائمٍ تكشـف بالعـظائـم جُلّ السـماح عـن يمـين غارم من بأس « عمرو » وسماح « حاتم »


(247)
مـا برحت مظــلمـةَ ديـناكم بنتم به وكـنتــم مــن قبلـه حلــلتـم بهـديـه ويــمنـه وعاد ، هل مــن مالكٍ مسامحٍ تخفق رايـاتكــم منصـورة عُمّر منكم فـي أذى تفضـحكم بين قــتيل مـنكـم مـحاربٍ ثم قـضـى مسلـّما من ريـبةٍ نقضتـم عهــوده فـي أهـله وقد شـهدتــم مقتـل ابن عمّه وما استحل بـاغـياً إمـامكـم وها إلى اليــوم الظبا خاضبةُ « والفرس » لمـا عـلقوا بدينه فـمن إذاً أجــدر أن يـملكها لا بـدّ يـوماً أن تقـال عثرة لو هبّت الـريح نسيـما أبـدا أو أمنت حـسناء طول عمرها ـ خذ يا حسودي بين جنبيك جوىً واقنع فـقد فتّـك غيـر خاملٍ لا زلت منحـوس الجـزاء قلقاً حتى أضـاء كـوكب في « هاشم » سراً يمـوت في ضلـوع كاتـم بعد الوهاد فـي ذرى العـواصم تدعـون هل من مالـكٍ مقـاوم ؟ إذا ادرعـتم باسمـه في جاحـم (1) أخـبـاره فـي سـير الـملاحم يكـفُر أو مـنـافـقٍ مسـالـم فلـم يكن من غـدركـم بسـالم وحلـتم عـن سـنن المـراسـم خير مصـلٍّ بـعده وصــائـم « يزيد » « بالطف » من « ابن قاطم » مـن دمـه منـاسر الـقشـاعـم لـم تنـل الـعُروة كـفّ فاصـم موقـوفـةً عـلى الـنعيم الـدائم ؟ من سـابـقٍ أو هـفوةُ من حازم لم يتـعـوذ مـن أذى الـسمـائم عيناً لما احـتاجـت الى التـمائم يرمـى الى قلـبك بـالضرائـم بالصغر أن تقـرعَ سـنّ نــادم بــوادعٍ وسـِهـراً لـنـائــم

1 ـ الجاحم : الحرب وشدة القتل فيها.

(248)
    وقال يمدح أهل البيت عليهم السلام :
بكى النار ستـراً علـى الموقـد أحبّ وصـان فـورّى هـوىً بعيد الإصـاخة عـن عــاذلٍ حمول على القلب وهو الضعيف وقورٌ وما الخـرقُ من حـازمٍ ويا قلـب إن قـادك الغانـيات أفـق فـكأني بهـا قـد أُمـِرّ وسُوّد ما ابيـضّ مـن ودهـا وما الشـيب أول غـدر الزمان لحا الله حـظي كمـا لا يـجود وكم أتعـلل عيـش الـسقـيم لئن نـام دهـري دون الـمنى ولـم أك أحــمـد أفعـالـه بخير الورى وبـني خيـرهم وأكـرم حيّ على الأرض قام وبـيتٍ تقـاصر عنـه البيوت تحوم المــلائك مـن حولـه ألا سَل « قريشـاً » ولـُم منهم وقل : ما لكم بعد طـول الضلا أتـاكـم على فتـرةٍ فـاستقام وولـّى حمـيداً الـى ربــّه وقد جـعل الأمـر من بعـده وسمّاه مـولىً بإقـرار مـَن وغار يـغالط فـي المُنجــد أضلّ وخـاف فـلـم ينشـد ؟ غنى التفـرّد عـن مًـسعـد صبور عن الماء وهو الصّدي مـتى ما يـَرح شيبه يغتـدي فكـم رسـنٍ فيـك لـم ينـقد بأفواهها الـعذب من مـوردي بما بيّض الـدهـر من أسودي بــلى مـن عوائـده الـعوّد بمـا اسـتحق وكـم أجتـدي أذمّم يـومي وأرجـو غـدي وأصبح عـن نَـيلها مُـقعدي فلي أسـوة ببنـي « أحـمد » اذا وَلَـد الخيـر لـم يـولد وميتٍ توسّـد فـي ملحــد وطـال علـيّاً علـى الفرقد ويصبـح للـوحى دار الندي مَن اسـتوجب اللـوم أو فنّد ل لم تشكـروا نعمة المرشد ؟ بكم جائريـن عن المقصـد ومن سَـنّ مـا سنّه يُحـمَد « لحيدر » بالـخبر الـمسـند لو اتـبع الـحق لـم يجـحد


(249)
فملتم بها ـ حسد الفضل ـ عنه وقلـتم : بـذاك قضى الاجتماع يعـزّ على « هاشـم » و « النبي » وإرثُ « عـــلــيِّ » لأولاده فمـن قـاعــدٍ منهـم خائـف تسلّـط بـغـيـاً أكـفُ النـفا وما صرفوا عـن مقام الصلاة أبوهـم وأمهـم من عـلـمـ أرى الدين من بعد يوم « الحسين » ومـا الشـرك لله مـن قـبـله وما آل « حـربٍ » جـنوا إنـما سيعلـم مَن « فاطـم » خصمُـه ومَن سـاء « أحـمد » يا سبطه فداؤك نفسـي ومَن لـي بـدا وليتَ دمي ما سقى الأرض منك وليت سبقـتُ فـكنتُ الشهـيد عسى الدهر يشفى غداً من عِدا عسى سطوة الحق تعلو المحال وقـد فـعل الـلـه لكـننـي بسمـعي لقـائمـكـم دعـوة أنا الـعـبد وآلاكـم عُـقـده وفـيكـم ودادي وديني مـعاً خصمت ضلالي بكم فاهتديت وجردتمـوني وقد كنـت في ولا زال شـعري مـن نائحٍ ومن يكُ خيـر الورى يُحسـدِ ألا إنمـا الـحـق للـمـفـرد تـلاعبُ « تيمٍ » بها أو « عَدي » اذا آيـةُ الإرث لـم تـفســد ومِـن ثـائر قـام لم يـُسعـد ق منـهم عـلى ســيّدٍ سـيّد ولا عُنـّفوا فـي بُنى المسـجد ـتَ فـانقص مفاخرهم أو زِد عليلاً له الـموتُ بالـمرصـد اذا انـت قـســتَ بمستـبعد أعادوا الضلال على من بـُدي بـأيّ نـكالٍ غـداً يرتـدي فـباء بقتــلك مـاذا يـدي ؟ ك لو أن مـولىً بـعبدٍ فـُدي يقوت الـرّدى وأكـون الرّدي أمـامك يا صـاحـب المشهد ك قـلب مغـيظٍ بهـم مكمـد عسـى يغلبُ الـنقص بالسؤدد أرى كـبدي بعـدُ لـم تبـرد يلـبـي لـها كـل مسـتنجـد اذا القــول بالـقلب لم يعـقد وإن كان في « فارس » مـولدي ولـولاكـم لـم أكـن اهـتدي يد الشرك كالصـارم المـغـمد ينـقّـل فــيكم الى مـنشــد


(250)
وما فاتني نصركم باللسان اذا فاتني نصركم باليد (1)
    وقال يذكر مناقب امير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه وسلامه ، وما مني به من أعدائه :
إن كـنتَ ممـن يلجُ « الوادي » فسل وهل رأيت ـ والغـريب مـا ترى ـ وقل لغزلان « النقا » : مات الـهوى وعـاد عـنكنّ يخـيـبُ قانـصٌ يا من يرى قتلـى السيوف حظرت ما عند سكان « مِـنىً » فـي رجلِ دافع عن صفحـته شـوك الـقنا دمٌ حـرام لـلأخ المسـلـم فـي قلت : شكـا ، فأين دعوى صبره عـنّ هــواك فـأذل جـلـدي مَـن دلّ مسـراكِ عليّ في الدجي رُمتِ الجـمال فـملـكت عنـوةً لواحظـاً علّمت الضــرب الظبا يا مـن رأى « بحاجــر » مجاليا اذا مررت بالقبـاب مــن « قبا » فقل لأقمار السـماء : اخـتمـري أين ليالينا عـلى « الخيف » وهـل ما كـنّ إلا حُلًـمـاً روّعـه ما جمعـت قـط الـشباب والغنى بين البيوت عـن فـؤادي : ما فعل واجـد جسـمٍ قـلبه منـه يضـل ؟ وطلقـت بعـدكـم بنـت الـغزل مَدّ الـحـبالات لـكـنّ فاحـتبـل دماؤهـم ، الله فـي قتـلى المقـل سباه ظـبيٌ وهـو فـي ألف رجل وجرحـته أعيـن السـرب النـُجل أرض حرامٍ ، يال « نعم » كيف حلّ ؟! كُرّي اللـحاظ واسـئلى عـن الخبَل والـحب مـا رقّ لـه الجـلد وذل هيهـات فـي وجهـك بدرٌ لا يدلّ أعناق ما دقّ مـن الحسـن وجـل على قـوامٍ عـلّم الـطعن الأسـل من حـيث ما استقبـلها فهي قِـبل مرفوعةً وقد هوت شمس الأصـل (2) فحـلبة الحسـن لأقمار الـكِـلـل يردّ عيـشاً بالحمـى قولك : هـَل ؟ الــصبـحُ وظِلاً كالشـباب فانتـقل يدُ امـرئٍ ولا المـشيـبَ والجذل

1 ـ عن الديوان.
2 ـ الاصل جمع اصيل وهو وقت ما بعد العصر الى المغرب.


(251)
يا ليت ما سوّد أيـام الصبـا ما خلتُ سوداء بياضي نصَلت طارقـة من الـزمان أخـذت قد أنـذرت مبيضة ان حذّرت ودلّ ما حـط علـيك من سنى كم عِبــرةٍ وأنت من عظاتها ما بين يمناك وبيـن أختـها فاعمل من اليوم لما تلقى غدا ورِد خفيف الظهر حول اسرةٍ اشدد يداً بـحب آل « أحـمد » وابعث لـهم مـراثياً ومدحـاً عقــائلا تـصان بـابتذالها تحمل مـن فضلهم ما نهضت موسومةً فـي جبهات الخيل أو تنـثـو (2) العلاء سـيّدا فسيداً الطيـبون أزراً تـحت الـدجى والمنعـمون والثـرى مقـطّب خـير مـصلّ ملكـا وبشـرا هـم وأبـوهـم شـرفاً وأمهم لا طلقــاء منَـعـمٌ عليـهـم أعدى بياضاً في العذارين نزل حتـى ذوى أسود رأسي فنصل (1) أواخر العيش بفـرطات الأول ونطقَ الشـيب بنـصحٍ لو قُبِل عمرك أن الحـظ فيما قد رحل ملـتفتٌ تتبـع شيـطان الامل إلا كمـا بيـن مناك والأجـل أو لا فقل خـيراً توفّق للعمـل إن ثقّلوا الميزان فـي الخير ثَقل فإنه عـقدة فـوزٍ لا تُـحــل صفوة ما راض الضمير ونـخل وشاردات وهـي للسارى عـُقُل بحمله أقـوى المـصاعيب الذّلل معلّــقات فـوق أعـجاز الإبل عنـهم وتنـعى بـطلا بعد بطل الكـائنـون وَزرا (3) يوم الوجـل [ من جدبـه ] والعام غضبـان أزِل وحافـيا داس الثـرى ومـنتعـِل أكـرم مـَن تحـوي السماء وتُظِل ولا يجـارون اذا النـاصـر قـل (4)

1 ـ نصل : خرج من خضابه.
2 ـ تنثو تذيع.
3 ـ الوزر الملجأ.
4 ـ يشير الى فتح مكة لما منّ رسول الله على أهل مكة وقال اذهبوا فانتم الطلقاء.


(252)
يستشعرون « الله أعلى في الورى » لم يـتـزخـرف وثـنُ لعـابـدٍ ولا سـرى عـرق الإمـاء فيـهم يا راكبـاً تـحمـلـه « عيـدية » لـيس لهـا مـن الوجا (2) منتصر تشرب خـمسا وتـجر رعـيهـا اذا اقـتـضـت راكبها تعريسـة (5) عرّج بروضـات « الغرى » سائفا (7) وأدّ عـني مُـبلـغـا تحـيـتـي سمـعا « امير المـؤمنـين » إنهـا ما « لقـريش » مـا ذقــتك عهدها وطـالـبتك عـن قـديـم غـِلّها وكيف ضمـوا أمرهم واجتـمـعوا وليـس فيـهـم قادح بريــبـة ولا تُعــدّ بيـنـهــم منـقبـة ومـا لقـومٍ نافقــوا « محـمـدا » وتــابعـوه بقـلوبٍ نـزل « الـ وغيرهـم شعـاره « أعلُ هُبل » (1) منهم يُـزيـغ قلبـه ولا يـضل خبائث ليسـت مريئـات الأكـل مهوية الظـهر بعضّـات الرحل إذا شكا غاربهـا حـيـف الإطل (3) والماء عدّ (4) والبـنات مكتـهل سوّفها الفـجر ومنــّاها الطفل (6) أزكى ثرى وواطـئا أعلـى محل خير « الوصيين » أخا خير الرسل كناية لـم تـك فـيهـا منتحـل ودا مجـتك ودها علـى دخـل (8) بعد أخـيك بالترات والـذحـل فاستوزروا الرأي وانت منـعزل فيـك ولا قـاضٍ علـيك بوهل إلا لك التفصيل منهـا والـجُمل عمر الحيـاة وبغـوا فيه الغيل ! ـفرقان » فيها ناطقاً بـما نزل

1 ـ هبل صنم كان في الكعبة ، ويشير بذلك الى قول أبي سفيان في يوم أحد أعل هبل. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أجيبوه وقولوا : الله أعلى وأجل.
2 ـ الوجا : الحفا.
3 ـ الاطل : الخاصرة.
4 ـ العد : الغزير الذي لا ينقطع.
5 ـ التعريسية : نزول القوم آخر الليل للاستراحة.
6 ـ الطفل : قبيل غروب الشمس.
7 ـ سائفا : ساماً.
8 ـ الدخل : الخداع والغش.


(253)
مات فـلم تـنعـق عـلى صـاحبـه ولا شـكـا الـقائـم فـي مـكانـه فهل تـرى مــات النـفـاق معـه لا والــذي أيـــّده بـوحــيـه مـــا ذاك إلا ان نـــياتـُهـُـم وأن وَدّاً بـيـنـهـــم دل عـلـى وهبهم تـخــرصـا قــد ادعـوا فما لـهم عـادوا وقــد ولـيـتـهم وبايعـوك عــن خـداع ، كـلـهم ضرورة ذاك كـمـا عـاهـد مـَن وصاحب الشـورى لمـا ذاك تـرى « والأمـويُ » مــا لــه أخـرّكم وردهـا عـجــمـاء « كسرويـّةً » كــذاك حتـى أنـكـروا مكـانـه ثــم قـسـمتَ بـالسـواء بيـنهم فـشحذت تلك الـظبـا وحفـــرت مواقـف في الـغـدر يكـفي سُـبةً ( وإن تـكن ذات الغبـيـط أقـلعـت ( فما لهـا تمـنع مـن دفــن ابـنه يا ليـت شعري عـن أكف أرهـفت واحتـطبت تبغـيك بـالـشر ، على أنسـيت صفـقتـها أمـسِ علــى وعن حصـان أبرزت يكـشف باسـ تطــلب امراً لم يـكن يـنـصـره ناعقـة منـهم ولـم يـرغِ جمـل مـنهـم ولا عـنفـهم ولا عـذل أم خـلصت أديـانهـم لـما نـُقل وشده منـك بـركــن لـم يـزل في الكفـر كانت تلـتوى وتعـتدل صفـائه رضـاهم بـمـا فـعـل أن الـنفـاق كـان فيـهم وبطـل فذكـروا تـلك الـحـزازات الأول ! باسـط كـفٍ تحـتها قـلبٌ نـغِل عاهـد منهـم « أحمـدا » ثـم نكل عنك ـ وقد ضايقه الموت ـ عدل وخص قومـاً بالعـطاء والنـفـل يـضاع فيـها الديـن حفظا للدول وهـم علـيــك قـدّمـوه فقـبل فعظــم الخطـب عليهـم وثقـل تلك الـزبى وأضـرمت تلك الشعل مـنهــا وعـاراً لهم « يوم الجمل » بـزعـم مـن اكـدّ ذاك ونـقـل ) لـولا هـناة جرحـها لم ينـدمـل ) لك الـمواضـي وانـتحتك بالـذبُل أي اعتـذار فـي المـعاد تتـكـل ؟! يــديــك ألا غـيـرٌ ولا بـدل ؟ ـتخـراجهـا ستـر النبي المنسدل بمثـلها فـي الحرب إلا من خـذل

البيتان المقوسان في الديوان المخطوط.

(254)
يـا للرجـال و « لتيـم » تدّعـي وللـقتـيل يـلـزمـون دمــه حـــتى اذا دارت رحى بغيهـم وانـجز النكث العذاب (1) فيهـم عـاذوا بعــفــو ماجدٍ معوّدٍ فنحت البـقـيا علـيهم مـَن نجا فاحتـجّ قــومٌ بـعـد ذاك لهم فقلّ منـهـم مــن لوى ندامة وانتـزع العامـل (2) من قناتـه والحال تـُنـبي أن ذاك لـم يكن ومنهم مَـن تـاب بـعد موتـه وما الخبيثيـن « ابن هندٍ » وابنه بمبدعـين فـي الذي جـاءا به إن يحسـدوك فـلفرط عجزهم الصـنو أنت والوصـي دونهم وآكـل الطـائر والطـارد وخاصف النعل وذو الخاتم والـ وفاصل القضيـة العسـراء في ورجعة الشمـس عليك نبــأ فما ألوم حاسـداً عنك انـزوى ياصاحب الحوض غداً لا حُلّئت ولا تسـلّط قبـضة النار على عاديت فيك الناس لم احفل بهم ثـأر « بني اميـة » وتنـتحـل ـ وفيهم القاتل ـ غير مَن قتل عليهم وسـبق السـيف الـعذل بعد اعتزال منـهم بـما مـطل للصبر حمالٍ لـهم عـلى العلل وأكل الـحديد مـنهم مـَن أكل بفاضحـات ربهـا يـوم الجدَل عنانه عـن الـمصاع فاعـتزل فـردّ بالــكـره فشـد فحمل عن توبـةٍ وإنـما كـان فشـل وليس بعـد الموت للمرء عمـل وإن طغى خطـبهما بـعد وجل وإنما تـقـفيا تـلك الـســبل في المشكـلات ولـما فيك كمل ووارث الـعلم وصاحب الرسل للــصلّ ومن كلـّمه قبلك صـِلّ ؟! ـمنهل فـي يوم القليب والمُعِل « يوم الحنين » وهو حكم ما فَصَل تشـعب الالبـاب فـيه وتضـل غيـظـا ولاذا قـَدَمٍ فيك تـزل نفس توالـيك عن العذب النـهل عـنقٍ الـيك بالـوداد ينفـتـل حتى رمـونـي عن يدٍ إلا الأقل

1 ـ وفي الاصل « العِدات ».
2 ـ العامل : صدر الرمح وهو ما يلي السنان.


(255)
تفـرّغوا يعتـرقـون (1) غيبةً عدلتُ أن ترضى بأن يسخط مَن ولـو يشـقّ البحر ثـم يلتقـي عـلاقــة بـي لكـم سابقـة ضـاربة فــي حبكم عروقها تضمني من طرفي فـي حبلكم فضـلت آبائي الـملوك بـكم لـذاكـم أرســلهـا نوافـذاً يـمرقن زُرقاً من يهدي حدائدا صـوائبا إمـا رمـيت عنـكم لحمي وفي مدحك عنهم لـي شغل تقلـّه الارضُ علـيّ فـاعتــدل فلقاه فـوقــي في هواك لـم أبَل لمجد « سلمـان » الـيكم تتـصـل ضرب فحول الشول في النوق البزل مـودّةٌ شاخـت وديـنٌ مــقتبـل فـضيلة الاسـلام أسـلافَ الـملل لأمّ مَــن لا يتـقيـهـن الـهـبل تنـحى أعـاديكـم بهـا وتنــتبل (2) وربمــا أخطأ رامٍ مـن « ثعــل » (3)

1 ـ يعترقون : ينزعون ما على العظم من لحم.
2 ـ تنتبل ترمى بالنبل.
3 ـ ثعل : اسم قبيلة مشهورة بالرمي.
ادب الطف ـ المجلد الثاني ::: فهرس