أدّبُ الطّفّ ـ المجلد الثالث ::: 46 ـ 60
(46)
السنة ولعله لم يطلع على حاله ، وصاحب الرياض لا يشك في سعة اطلاعه والله اعلم.
( مشايخه )
قد علم مما مر انه أخذ عن جماعة كثيرين دراسة ورواية (1) الخطيب التبريزي يحيي بن علي (2) القاضي ابو الفرج البصري (3) علي بن احمد بن التستري (4) محمد بن احمد بن ابي الصقر الانباري (5) طراد بن محمد الزينبى (6) ابو الصقر الواسطي.
( تلاميذه )
(1) ابن الانباري عبدالرحمن بن محمد. (2) السمعاني عبد الكريم بن محمد صاحب الانساب. (3) الكندي. (4) ابو الفرج ابن الجوزي. (5) ولده اسماعيل. (6) ابو الفتح محمد بن الميداني.
( مؤلفاته )
(1) شرح ادب الكاتب (2) ما تلحن فيه العامة (3) المقرب وهو ما عرب من كلام المعجم ومر عن ابن خلكان انه لم يعمل في جنسه اكثر منه (4) تتمة درة الغواص سماه التكملة فيما يلحن فيه العامة وذلك ان درة الغواص في أوهام الخواص فهو قد جعل لها تتمة في اوهام العوام فيكون ما تلحن فيه العامة وتتمة درة الغواص واحداً وقد عد السيوطي في مؤلفاته ما تلحن فيه العامة وتتمة درة الغواص فجعلها اثنين فيكون درة الغواص في اوهام الخواص وما تلحن فيه العامة في اوهام العوام (5) كتاب في علم العروض. انتهى.


(47)
    وفي روضات الجنات ترجم له وذكر له من الشعر قوله ـ كما رواه الدميري في حياة الحيوان :
ورد الورى سلسال جودك فارتووا حيـران أطـلب غفلة مـن وارد ووقفت حول الورد وقفة حائم والورد لا يزداد غير تـزاحم
    وترجم لولده اسماعيل بن موهوب.
    وفي التاج المكلل للسيد صديق حسن خان : موهوب بن احمد شيخ اهل اللغة في عصره ، سمع الحديث الكثير وقرأ الادب ودرس. قال ابن الجوزي : كان غزير العقل طويل الصمت لا يقول الشيء الا بعد التحقيق والفكر الطويل وكان كثيراً ما يقول : لا ادري.


(48)
    قال أبو الغمر الاسناوي محمد بن علي الهاشمي المتوفى سنة 547 هـ في غلام لبس في يوم عاشوراء ثوب صوف
أيا شـادنا قد لاح فـي زي ناسك رويدك قد أعجزت ما يعجز الضبا أنحـن فتكنـا بابن بنـت محـمد فباح بمكنـون الهوى كـل ماسك واضرمت نيران الجوى المتدارك فتثـأر مـنا بالحفـون الفـواتك (1)

1 ـ عن خريدة القصر للعماد الاصبهاني.

(49)
    قال العماد الاصفهاني في ( خريدة القصر ) ج 2 ص 158 ـ قسم شعراء مصر أبو الغمر الاسناوي محمد بن علي الهاشمي.
    كان أشعر أهل زمانه وأفضل أقرانه. ذكره لي بعض الكتبيين من مصر وأثنى عليه ، وقال : توفي سنة سبع وأربعون ؛ وانشدني من شعره قوله :
ألحاظكم تجرحنا في الحشا جرح بجرح فاجلعوا ذا بذا ولحظنا يجرحكم في الخـدود فما الذي أوجب جرح الصدود
    وله :
يا أهل قوص غزالكم نض الحديث فشفـني قد صاد قلبي واقتنص يا ويح قلبي وقت نص
وأورده ابن الزبير في كتاب الجنان ، وذكر من شعره قوله :
طـرقتني تلوم لمـا رأت في هبك أني أرضى لنفسي بالكد طلب الرزق للتذلل زهدي ية يا هـذه فمـمن أكـدي
    وقوله في الخمر :
عذراء تفترُّ عن دّرٍ على ذهب وافى اليها سنان الماء يطـعنها إذا صببت بها ماء عـلى لهـب فاستلأمت زرداً من فضة الحبب
وقوله :
أيا ليلة زار فيها الحبيب ولم يك ذا موعد ينتظر


(50)
وخـاض الـي سواد الدجى وطابت ولكـن ذمـمنا بـها وبتنا من الوصـل فـي حُلّةٍ وعقلي بها نهـب سكر المدام وقد أخجل البـدر بدر الجبين وأعدى نحولـي جسم الهواء فـمنّـي معتـبر العاشقيـن ومن سقـمي وسـنا وجهـه فيا ليـت كان سواد البـصر على طـيب ريّاه نشر الشجر مطرّزة بالتـقـى والـخـفر وسكر الرضاب وسكر الحورَ وتاه على الليـل لـيل الشعر واعـداه مـنه نسـيم عطـر ومن حسن معناه إحـدى العبر اريه السـها ويـريني القـمر
    وقوله :
ايها اللائم في الحـ لست أعصى ابداً في ـبِّ لحاك الله حسبي طاعةِ العذّال قـلـبي
    وقوله في العذرا :
وغزال خلعت قلبـي عليه قد ارانا بنفسج الثـغر بدرا وقدت نار خده فسواد الشـعر فهو بادٍ لأعيـن النظـَّار طالعاً من منابتٍ الجـلنار فيه دخان تلك النار
    وله :
يـفترُّ ذاك الثـغر عـن ريقه ونون مسكِ الصدغ قد أعجمت در حبابٍ فوق جريال بنقطةٍ من عنبر الخالِ


(51)
الشروطي البغدادي
سعى طرفي بلا سببٍ لقتلى كما لدم الحسين سعى زيادُ
يريد ابنه عبيد الله بن زياد


(52)
    محمود بن محمد بن مسلم الشرُوطيّ البغدادي.
    كان شاباً رائق الشعر ، بديع النظم والنثر ، قال العماد الاصفهاني في خريدة القصر وجريدة العصر : كان ينشدني من شعره كثيراً ، ولم أثبته ، وآخر عهدي به سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة ، وتوفي بعد ذلك ، وانا بواسط ، وله ديوان ، وكان معظم مدحه في نقيب النقباء ابن الاتقى الزينبي قال من قصيدة في مدحه ، أولها :
في حدّ رأيـك ما يغني عن القضب وفـي اعتزامـك ما لو شئت تنفذه دانت لهيبتـك الأيام خـاضـعـةً وقال عـنك لسان الدهر ما نـطقت يا ( طلـحة بن علـي ) ما لرائـدنا جابت بنا البيد عيسٌ طالما غنيـت حتى وصلـنا الى مـلكٍ ، مواهبـة محجّـبٌ بـرواق من مـهابـتـه وفي سخائك ما يربي على السحب أباد بالخوف أهل الـدهر والرعب وفلَّ عزمك حدّ الموكـب اللجـب به على كل عـودٍ ألسن الخُطَـب الى الغنى غيـر ما توليه من سبب براحتيـك عن الأمـواه والعشـب مقسومة بالندى فـي العجم والعرب يلقى الـوفود بـمالٍ غير محتجب
    ومنها :
فجدّه في صـعودٍ لـم يـزل أبداً ردّت مكارمه الانـواء جـامـدة يا منفذ الـرأي في أجساد حُسـدّه ومن يغار الضحى من نور طلعته وماله بالنـدى المنهـل فـي صبب وقـال نائـله للعسـجدِ : انـسكـب ولـو غـدا الدهر منها موضع اليلب وإن يقـل وجهه للبدر « غِب » يغب


(53)
أبن لنا عنك ، قد حارت خـواطرنا ذا الزهد في ملك نلقـاه او مَلَك وذا الذكاء الذي لـم يـؤته بـشر وذا الندى الجـم من كفيك منسكب وذا الكمال لـبـدر الـتمّ ، ام لكما وهذه خلــع بالفـخـر مشرقـة حاكت عليك يـد التوفيـق حُلّتهـا يستنّ بالذهب الابـريـز رونقهـا كـأنها لقب يـسمـو عـلاك بـه حتى لو انك لا تنمى الى نـسـب فافخر ، فمن ( هاشم ) حُزت الفخار ومن جـلال قدر أبٍ تسمو ومـنقـبة هذي المناقب قد وافـتك باسـمة وقد سعى نحوها قـوم فما ظفروا في كنه وصفك بين الـعُجب والعَجب وذا عفـاف نقيـبٍ او عَفافُ نـبي في واحد المجد أم في السبعـة الشهب أم من سحابٍ بوبـل الغيث منـسكب ل الدولة الماجـد ابن السادة النجـب ام ضوء نورٍ بنـورٍ منك ملـتهـب وطـرّزتـهــا يـد الآراء والأرب وربمـا بك تسـتغنـي عـن الذهب وفي جلالك ما يسمو علـى الـلقـب لدلّنا بـشرك الـبادي على النـسـب نجار ( زينب ) يا ابن المجد والحسب للأمِّ فـافــخر بأمٍّ لـلـعلـى وأب تهـزُّ عندك عطفيـها مـن الـطرب مـما رجوه بغير الجـهد والـتعـب
    ومنها :
[ إن ساجلوك وجـاؤوا بانـتسابهم أو شابهـوا عاطفات منك طـيبة وكله خشب في الأرض مـنبـته أو كان أصلك يا ابن المجد أصلهم لبيك من منعـم قـال الزمان لـه ففي السماء مقـر الـرأس والـذنـب ] فالعود والعود معـدودان فـي الـخشب لـكن شتان بيــن النـبع والـغـرب فالنخل ـ لاشك ـ أصل الليف والرطب أنت المعد لصــرف الدهر والنـوب
ومنها :
وكيف لا ترتضي الآمال رأي فتى مذ كان في المهد أعطي الحكم وهو صبي


(54)
وأجـدر النـاس بالعلياء من شهدت يا من علت درجات الفضل بي وبه لما غدوت مـن الأجـواد منتخبـاً فـلا مـددت يداً إلا إلـى ظـفـر له العـلى وعلـى حـبّ الامـام شعري وجودك رأس المجد والأدب أتاك شعري بمدح فيـك منـتخب ولا وطئت ثـرى إلا علـى أرب
    وله من قصيدة في مدحه :
جربت أبنـاء هـذا الـدهر كلهم إن حدَّثوا عن جميل من خلائقهم هـم العدو فكن منهم عـلى حذر تغيـّر الـدهر ، والاخوان كـلهم ولم أجد صاحبـاً يـصفو به الرَّنق مانوا ، ( وان حدَّثوا ) عن مينهم صدقوا (1) لا يخـدعنك لـهم خَلق ولا خُلـق مالوا علي فـلا أدري بمـن أثـق
    وله من قصيدة :
أعن ( العقيق ) سألت برقاً أو مضا إن جاوز العلمين من ( سقط اللوى ) أأقام حـاد بـالركائب أو مضى بالعيس لا أفضى إلى ذاك الفضا
    وله :
حيَّ جيـرانـاً لنـا رحلوا رحلوا عنا ، فكـم أسـروا مَن لصـب ذاب مـن كمدٍ فهو من شدو النوى طـرب واقـف بالدار يسـألـهـا لـو تجيـب الـدار مخبرة لتشاكينا عـلـى مـضض فعلوا بالقـلب ما فعلـوا بالنوى صـبّا وكـم قتلوا طرفـه بالدمـع منهـمل وهو من خمر الهوى ثمل سـفهاً لو ينطـق الطلـل أيـن حلَّ القوم وارتحـلوا نحـن والاوطان والإبـل

1 ـ مان يمين ميناً كذب.

(55)
يـا صَبا نجد أثـرتِ لنـا غـرّد الجـادي ببـيـنهم يا شموساً في القباب ضحىً عُجن بالـصبِّ المشوق فقد حُرقاً في الـقلب تشـتعل فله ـ يوم النوى ـ زجل حجـبتـها دوننـا الكـلل شفّه ـ يوم النوى ـ المللُ
    وله من قصيدة :
أسيرُ هـوى المـحّبة ليـس يُفدى ومَن قـد أمرضتـه وأتلفتـه الـ فقدت الصبر حـين وجدت وجدي فـكنت أخـاف بـعدي يوم قربي ديـارهـُم كسـاكِ الــزهر ثوباً ألا هل لـي إلـى ( نـجد ) سبـيل أقول ـ وقد تطاول عمــر ليلـي ـ : كـأن الليل دهـرٌ ليـس يُقضـى أعـيدوا لي الرّقـاد عسـى خيالٌ وبيعوني بوصـلٍ مــن حبيـبي فــلو أن الـذي بـي من غـرامٍ وثــقت الى التصـبـر ثم بانـوا وكـان القلـب يسـكن فـي فؤادي وقالوا : قـد ضللت بـحبّ ( سعدى ) وهل يـسلـو ودادهـم مـحـبٌ وآنف من صلاحـي فـي بعادي وبيـن الـرمــل والأثلات ظبيٌ ومقتـولُ التـجنـّي لايقـاد ـعـيون فلا يفـاد ولا يعـاد وجـاد الدمع إذ بخلت ( سعاد ) فكـيف أكون إن قـرب البعاد وجـاد عـلى معاهـدك العهاد وأيامي بـ ( رامـة ) هـل تعاد أما لليل ـ ويحـكـمُ ـ نـفاد وضوء الصبـح مـوعده المعاد يزور الصـبَّ إن عـاد الـرقاد وفي سـوق الهـوان علي نادوا يلاقي الصخر لا نـفطر الجماد فخان الـصبر وانعكـس المراد فضاع الـقلب واخـتلس الفؤاد ألا ، هذا الضـلال هـو الرشاد لـه فـي كـل جـارحـةٍ وداد ويعـجبـني مـع القرب الفساد يصيد العاشقــين ولا يـصـاد


(56)
أحـمُّ المقلتين غضيض جفن أراك بمقلـتي وبعين قـلبي لمن وأنا الـملوم ألوم فيـما سعى طرفي بلا سبب لقتلي تكلُّ لـطرفه الـبيض الحـداد لأنك مـن جمـعيـها السـواد على نفـسي جنـيت أنا المفاد كما لدم ( الحسين ) سعى ( زياد )
    وله :
عتـابٌ منـك مقـبول ترفّـق أيـهـا الجاني ويكفيني مـن الهجـرا ألا يـا عـاذل المشـتا وفي العشـاق معـذور أسـلوان ولـي قـلب بمـن فـي خـدّه ورد وجيش الـوجد منصور على العينين محمولُ فعـقلي فيـك معقول ن تـعريض وتهويل ق ، إني عنك مشغول وفي العشاق مـعذول لـه في الحب تـأويل وفـي عينيه تكـحيل وجيش الصبر مخذول
    وله :
جـفـنُ عيني شفـّه الارقُ من لمشتـاق حليـف ضنىً أنـا في ضدّين نـار هوىً لي حـريق في الفؤاد ولي وحبيب غـاب عن نظري غاب عـن عيـني فأرقني قـلت إذ لام الـعواذل وا مـن نأت عنّي مـنازلـة وفــؤادي حشوة الحُـرَقُ دمعــه في الكرب منطلق ودمــوع سحبـها دفـق مقـلـة انـسانهـا غَـرِق فـدمـوعي فـيه تستبـق فجفـوني ليـس تنطـبق صطلحوا في اللوم واتفقوأ لـيس لي خلـقٌ بـه أثق


(57)
يحيى الحصكفي
أفـوت مغانيهم فأقـوى الجلَـدُ صـاح الغـراب فكما تحـمَّلوا تقاسمـوا يـوم الـوداع كـبدي ليـت المطايا للنوى ما ضلـعت على الجفون رحلوا وفي الحشى وأدمـعي مسفـوحـة وكبـدي وصـبوتي دائـمـة ومقـلتي تيـمني منهـم غـزال أغيـد حسـامـه مجـرَّد وصـرحه كــأنمـا نكهـتـه وريـقـه يقـعـده عـن القـيام ردفـه أيقنت لما أن حـدا الحادي بهم كنـتُ على القرب كئيباً مغرماً هـم الحياة أعـرقوا أم أشأموا ليـهنهم طـيب الكـرى فانه ربعانِ بـعد الساكنـين فـدفدُ (1) مشـى بهـا كـأنـه مـقـيَّد فـليس لي منـذ تولوا كبــد ولا حـدا مـن الحـداة أحـد تقـيّلوا ومـاء عينـي وردوا مقـروحة وغُلّتي مـا تـبرد داميـة ونـومـهـا مشـرد يا حـبذا ذاك الـغزال الأغيد مـمـرّدٌ وخــدّه مــورّد مسـك وخمر والثنـايا بَـرَد وفي الحشى منه المقيم المقعد ولـم أمت أن فؤادي جامـد صباً فـما ظنك بي إذ بعدوا أم أيمنوا أم أتهموا أم أنجدوا من حظّهم وحظ عيني السهد

1 ـ ذكرها ابن الجوزي في المنتظم ج 3 ص 183 ، والعماد الاصفهاني في خريدة القصر.

(58)
هـم تـولوا بالفـؤاد والكـرى لولا الضنا جحـدت وجدي بهم لله ما أجـور أحكـام الهـوى ليس على المتلف غرمٌ عـندهم هل انصفوا اذ حكموا أم اسعفوا بـل اسرفوا وظلـموا وأتلـفوا فأين صـبري بعدهم والجلد لكـن نحولي بالغرام يشهـد ليس لمن يُظـلم فيه مسعـد ولا على الـقاتل عمداً قَـود من تيموا أم عطفوا فاقتصدوا مَن هيموا وأخلفوا ما وعـدوا
* * *
وسائل عن حبّ أهل البيت هل هيهات ممزوج بلحمـي ودمي حيــدرة والحسنـان بـعـده وجعفـر الصادق وابن جـعفر أعـني الرضـا ثم ابنه محمـد والحسـن التالي ويتـلو تلـوه فـانهـم ائمـتي وسـادتـي ائـمـة اكـرم بـهـم ائمـة هـم حجج الله عـلى عبـاده هـم النهار صـوَّم لـربـهم قوم أتى في هل أتـى مدحهم قـوم لهم فـضلٌ ومجد باذخ قوم لهم في كل أرض مـشهد قـوم منى والمشـعران لهـم قوم لهـم مكة والابـطح والـ ما صـدق الناس ولا تصدقوا ولا غزوا وأوجـبوا حجاً ولا أقرُّ إعـلاناً بـه أم أجـحـد حبّهـم وهـو الـهدى والرشد ثـم عـلي وابـنـه مـحـمد مـوسى ويتـلوه عـلي السيد ثم عـلي وابـنـه الـمسـدد محمـد بـن الحسـن المفـتقد وان لحـاني معشـر وفنـدّوا اسماؤهـم مســرودة تُطـرّدُ بهـم اليه منهــج ومقـصـد وفي الدياجــي ركّـعٌ وسُجّد وهــل يشـك فيـه إلا ملحد يعـرفـه المشـرك والمـوحّد لا بل لهم فـي كل قلب مشهد والمروتـان لـهـم والمسجـد ـخيف وجمعٌ والبقيـع الغرقد ونسكـوا وأفطـروا وعيّـدوا صلـوا ولا صاموا ولا تعبّدوا


(59)
لو لا رسـول الله وهـو جدّهم ومصـرع الطف فـلا اذكـره يرى الفرات ابن الرسول ظامياً حسبك يا هذا وحسب مَـن بغى يا أهل بيت المصطفى وعـدّتي انتـم الى الله غـدا وسيـلتـي وليكـم في الخلـد حيٌ خـالـد ولست أهـواكم لبغض غيركـم فـلا يظـن رافـضـي أنـني محـمد والخـلفـاء بـعــده هـم أسسوا قـواعد الـدين لنا ومـن يخن أحمد في أصحابـه هـذا اعتقادي فالـزموه تفلحوا والشـافعي مـذهبي مـذهـبه يا حـبذا الـوالد ثم الـولد ففي الحشى منه لهيب يـقد يلقى الردى وابن الدعي يرد عليـهمُ يوم المعاد الصـمد ومـن على حبّهـمُ اعتـمد وكيف أخشى وبكم اعـتضد والضدُّ في نار لظى مخلـد اني اذاً أشقـى بكم لا أسعد وافقتـه أو خارجـي مفسد أفـضل خلق الله فيما أجـد وهم بـنوا أركانه وشـيدوا فخصـمه يوم المعاد احمـد هذا طـريقي فاسلكوه تهتدوا لأنـه في قـولـه مـؤيّـد
    وله :
انظر الى البدر الذي قد اقبلا ما بلبل الاصداغ في وجناته يا أيها الريان من ماء الصبا وأراك فـوق الصـبح ليلاً مسبـلا إلا ليـتـرك مــن رآه مـبلـبلا بي في الهوى عطش الحسين بكربلا


(60)
    ابوالفضل أو ابو الوفاء معين الدين يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد الخطيب الحصكفي الكاتب الاديب.
    ولد في حدود سنة 460 بطنزه (1) وتوفي سنة 553 وقبل سنة 551 بميافارقين بعد ان نشأ بحصن كيفا.
    والحصكفي بحاء مهملة مفتوحة وصاد مهملة وكاف مفتوحة وفاء وياء نسبة الى حصن كيفا. قال ابن خلكان هي قلعة حصينة شاهقة بين جزيرة ابن عمرو وميافارقين من مدائن ديار بكر وفي انساب السمعاني : ابو الفضل يحيى ابن سلامة بن الحسين بن محمد الحصكفي الخطيب بميافارقين أحد أفاضل الدنيا ، وكان اماماً بارعاً اشتهر ذكره في الافاق بالنظم والنثر والخطب. وكان يتشيع كما يقول ابن الاثير في الكامل.
    اقول ورأيت في كتاب ( ينابيع المودة ) للشيخ سليمان الحنفي القندوزي بعض هذه الابيات وينسبها لبعض الشافعية وأظنه يقصد الشاعر نفسه.
    وعن ابن كثير الشامي في تاريخه ان الخطيب الحصكفي هذا كان إمام زمانه في كثير من العلوم كالفقه والادب والنظم والنثر ولكن كان غالياً في التشيع.
    قال ابن الخلكان : هو صاحب الديوان الشعر والخطب والرسائل ، قدم بغداد واشتغل بالادب على الخطيب ابي زكريا التبريزي المقدم ذكره وأتقنه حتى مهر فيه وقرأ الفقه على مذهب الشافعي واجاد فيه ثم رحل عن بغداد راجعاً الى بلاده ونزل ( ميافارقين ) واستوطنها وتولى بها الخطابة وكان اليه
1 ـ هي بلدة من الجزيرة من ديار بكر
أدَبُ الطّفّ ـ المجلد الثالث ::: فهرس