أدَبُ الطّفّ ـ المجلد الثالث ::: 106 ـ 120
(106)
    القول الرابع انه في الشام حكاه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص عن ابن سعد في الطبقات انه بدمشق ، حكى ابن ابي الدنيا قال : وجد رأس الحسين في خزانة يزيد بدمشق فكفنوه ودفنوه بباب الفراديس (1) عند البرج الثالث مما يلي المشرق ، وكأنه هو المعروف الآن بمشهد رأس الحسين بجانب المسجد الأموي وهو مشهد مشيّد معظم.
    القول الخامس انه بالمشهد القاهري قال الشعراني في ( المنن ) ان رأس الحسين حقيقة في المشهد الحسيني قريباً من خان الخليلي وان طلايع بن رزيك نائب مصر نقله ومشى هو وعسكره حفاة من ناحية قطية الى مصر ، في قصة طويلة ، قال الشبلنجي : وفي كتاب الخطط للمقريزي ـ بعد كلام على مشهد الحسين ما نصه : وكان حمل الرأس الشريف الى القاهرة من عسقلان ووصوله اليها في يوم الاحد ثامن جمادى الآخرة سنة ثمان واربعين وخمسمائة ، وكان الذي وصل بالرأس من عسقلان الامير سيف المملكة تميم والقاضي المؤتمن بن مسكين وحصل في القصر يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الآخرة المذكورة ، ويذكر ان هذا الرأس الشريف لما أخرج من المشهد بعسقلان وجد دمه لم يجف وله ريح كريح المسك فقدم به الاستاذ مكنون في عشاري من عشاريات الخدمة وانزل به الى الكافوري ثم حمل في السرداب الى قصر الزمرد ثم دفن عند قبة الديلم.
    السادس انه أعيد الى الجسد الشريف بكربلاء ، قال السيد ابن طاووس في اللهوف : وكان عمل الطائفة على هذا المعنى. وقال المجلسي : المشهور بين علمائنا ـ الامامية ـ انه أعيد الى الجسد ، وعن المرتضى في بعض مسائله انه رد الى كربلاء مع الجسد وقال الطوسي ومنه زيارة الأربعين.
    وفي الجملة ففي أي مكان كان رأسه فهو ساكن في القلوب والضمائر قاطن
1 ـ الفراديس بلغة الروم : البساتين.

(107)
في الاسرار والخواطر ، قال علي جلال الحسيني المصري : عن تذكرة الخواص لسبط بن الجوزي قال : وأنشدنا بعض أشياخنا :
لا تطلبوا المولى الحسين ودعـوا الجميع وعرّجوا بارض شرق أو بغرب نحوي فمشـهده بقلبي
    وقال الآخر :
لا تطلبوا رأس الحسين فانه لكنما صـفو الولاء يـدّلكم لا في حمى ثاو ولا في واد في انه المقبور وسط فؤادي


(108)
    وهذه طائفة من شعر المترجم له قال :
لولا ثـغـور كـالاقـاحي لـله كـأس من عـقـيق ريـق لـه فعـل الـمدام دعني له ياصاح أن أصبحـ لا تكثرن عذلـي فبـعض مـا لاح بـارق مـبسـم آتـيِه في ظلـم الــملاح هيـهـات قـد طلع الصبا وعلمـت أن الـلغـو ليس وخـرجت من ضيق الوقار مـا لم تكن لحـدود ديـن ورعيت حـرمـة معـشر آل النـبي ومــن دعــا قوم لـجـدهـم امـتداحي وبحبهـم أسمـوا الـى الـ وأنال آمـالي البـعيـــدة وبذكرهم جهــراً أصـول وغداً بهم فـي الـحـشـر وإذا اعترى غيـري ارتيـا ما جاز عنـدي شـرب راح خمرهـا ، ريـق الـمـلاح ولـذة الــمـاء الـقـراح ـت منه اليـوم صـاحي الـلوم يذهب فـي الـرياح وأطـعـت فيـه قـول لاح مـجانـباً طرق الصــلاح ح علي ـ من غرر الصباح علـي فـيه مـن جـنـاح بـه الـى سـعـة الـمزاح الـلـه فـيـه ذا إطــراح طبـعوا عـلى ديـن السماح لهم بـ « حـي علـى الفلاح » وبنور زنـدهـم اقـتـداحي ـعلياء مـوفـور الجـنـاح فـي الـغدوَّ وفـي الـرواح علـى الـعدى يـوم الكـفاح آمن روعـه الهـول المتـاح ع منـه زاد بـه ارتيـاحـي


(109)
ثقة بـأني سـوف ألقـى ويعدَّنـي مـنهم موالاتي وسـواي يـطرد عـنهم متضاعف الحسرات مملوّ تعـسا لـجبارين أصلوا حملوا رؤوسهـم الكريمة وحموا عليهم من جهالتهم والخمر يـكرع بيـنهـم يا أمـة غـدرت ونـور وتعقبـت سنـن النـبي وتأولت في محكم القرآن لا تقربـوا مـنا فجرب اللـه فـايـزة قـداحـي ونـصري وامـتـداحـي إن جاء من كـل النواحي الجوارح بـالــجـراح بالـوغى أهـل الصلاح فـوق أطراف الـرمـاح حـمى المـاء الـمبـاح فيـها الـدعيّ من السفاح الحق أبلـج ذو اتضـاح الطهر بالبـدع الـقـباح بالـكـذب الـصـراح الابـل حتـفٌ للـصاح
    وقال في أهل البيت عليهم السلام :
عسى لي إلى وصل الحبيـب وصولُ إذا مـا خـليُّ قصـر الـنوم ليـله غـرام لـه عــندي غـريم ملازم تحمَّلتُ من عبء الصبابة ضعف ما فلـو قـيل لي عن نقله تسترح لما يقلّ لعـيني فيـه كـثر دمـوعها عجبت لقـلبي كيـف تشعل نـاره فهل لي مقيل من عـثار صـبابتي فيا قلب دع عنك التصابي فإن من ولذ بالكرام السالكين مـن الـهدى غنوا عن دليل في الهدى لهم وهل ففي مهجتي مثل النصول نصولُ فليـلي بـرعيٍ للـنجوم طويل فليس له بعـد الحلـول رحـيل تحمَّل قيس فـي الهـوى وجميل رضيت سوى إنـي اليـه أمـيل فلـو بـدمٍ أبـكي لقيل قـلـيل على أن دمعـي فاض منه سيول وهل من هجير الهجر ويك مقيل تحبّ بمـا تهـوى عليـك بخيل مـسالك فـيهـا للنـجاة سـبيل يقـام علـى ضـوء النهار ، دليل


(110)
تمسكتُ بالحـق الصريـح فليس لي وفزتُ بـسبحي فـي بـحار ولائهم فـقد نـلـتُ آمـالي بميـلي الـيهم أناس عـلا فـوق الـملائـك قدرهم ركبتُ بهم سفـن الـنجاة فـلي على شموس هدى يهدي الى الحق ضوئها وربّ عذول لـي عـدوٌ مـبـايـنٌ لـه لي عـذلٌ خـفَّ لا شـك عنده ومـالي علـى آل الـرسـول كأنما يقول : اجـتنـب تقديـم آل مـحمد تعـاليـت عنه اذ أسَّف ولـم أزل يروم نزولي عن ذرى المجد والعلى ولـو حـدت عنهم ما عسى لمؤنبي يظن بـأني جــاهل عن حقوقهم هم سر وحي الـله والـدوحة التي وما يستوي فيهم محـب ومـبغض نصرتهم اذ كـنت سيـفا لـدينهم أأتبـع المفضـول مجـتنباً لـمن بعينهم جـلّى دجـى الشك مثل ما فغيري الذي دب الضـلال بقـلبه فهم بهجة الدنيا التي افتخرت بهم اذا شئت ان تحصي مناقب فضلهم فمـنهم أمـيرالمـؤمنين الذي له هو النور نور اللـه والنور مشرق سما بين أمـلاك السمـوات ذكره مجال عن الحـق الصـريح عـدول اذا ما لغيري فـي الضـلال وحـول وحقـق بـي بـين البـرية ســؤل فأضـحى لـه عـنـد الإلــه مثول يقين عـلى شـاطـي المفاز حـصول فليس لهـا حـتى الـنـشور أفــول يــرى انــه لـي ناصـح وخلـيل ولــكـن أتاني مـنه وهــو ثقـيل سـوى جـدهم للـعالميـن رســول وقلبـي لــو حـاولت لـيس يحـول تـجرر لـي فـوق الســماء ذيـول ومـالـي عـن المـجد الاثـيل نزول عـلـيـهـم اذا رام الجـواب أقـول : ومـا أنـا لـلصبـح الـمنـير جهول نمـت فزكـى فـرع لـهـا وأصـول ومــا يــتـساوى نـاصر وخـذول حـسـامـاً صقـيلاً لـيس فـيه فلول له الـفضل مـالـي في السفـاه عدول نمى في تضاعيف الخضـاب نـصـول كمـا دبَّ فـي الـغصن الرطـيب ذبول وهـم غـرةٌ فـي دهـرهـم وحجـول يـروعــك مـا يـعيـى به ويهـول فضائل تحصـى الـقطر وهـي تعـول علـينا ونـور الله لـيس يـــزول نـبــيـهٌ فمـا أن يعــتريه خمـول


(111)
طوال رمـاح الخـط عنـه قـصيرة هو الحبر كـشّاف الشـكوك بعـلمه هو السـابق الهادي على رغم أنف من ولـما التقى الجمعـان كـان لـسيفه وسـالـك أجـواز المنـاقب كـلـها أبـوه بـلا شـك أبـاد جـدودهــم فـلا يطـمـع الاعـداء فـي فاننـي أقول : لـهم مـيلـي الــى آل احمد لأنَّ لهـم فـي كـل فـضل وسـؤدد عـلام قتـلتم بضـعة مـن نـبـيكم ضحكتم واظهـرتـم سـروراً وبهجة قتيل شجى الامــلاك مـا فعلوا بـه ومـن حقهم أن تخسـف الارض الذي على أهل بيت المصطفى مـن الاههم فخذها لهم من ( نجل رزيـك ) مـدحة وأمضى سيـوف الهـند عنه كليل وشرّاب أبطـال الحـروب أكـول خلاف الذي قد قلـت فـيه يقـول بضرب رقاب القاسطـين صـليل له سفـرة في ضـمنـها وقفـول فثارت علـيهـم مـن أبيه ذحـول لي الله بالـنصر المـبين كـفيـل وما انا ميــال الـوداد مـلـول فصولا عليها العـالـمون فضـول وتـدرون ان الـرزء فيـه جلـيل بيـوم مـن نـجل البـتول قتـيل واظـهر اسـحان (1) الجياد صهيل أتوه ولكن مـا الحكـيم عجــول صلاة لهـا غيـث يســح هطول تسير كـمـا سارت صبـاً وقبول
    وقال يرثي الإمام عليه السلام :
يا راكـباً قطـع الـقرينا متوجهـاً لمحـلة بالـشا بلَّـغ رسـالةَ مـؤمـنٍ في كربلاء ثوى ابن بنت قـف بالضريـح ونـادِهِ يا عــروة الـدين المتين بالعيس إذ تشكو البرينا مِ يلتـمس القطـينــا تُسعد بـها دنـيا ودينا رســول رب العالمينا يـا غـايـة المتوسلينا وبحر علـم العـارفينا

1 ـ الفرس المسحن ، الجيد

(112)
يا قـبلـةً لــلأولـيـاء مولاي جسـمك ضر جته لهفي عليـك وحـسرتـي يا مـن مكـان جـلالـه يا من أقر بـفضـله أهل من أهل بـيت لـم يزالوا وبـودهـم ننـجو عـلى أو مـا بـجـدك سـيـد من بعد مـوردنـا شريعة هل غيره قد كان يــدعى وهو السـعادة ، إن بـعدنا مـا ان توسـلنا بـه في وإذاً ذكـرنـاه عـلــى أو كان غير أبـيك يدعى ما الروضة الغناء أضحت أنا فيك قـد كحل السهاد ولقـد أكـاد أذوب مـن وأردد الـترجـيع فـي ويكاد منـي الصخر من إن الذي يرضيـه قتـلك يقــتادني لك زفــرة يا أهل بيت ( المصطفى ) والله ليس يـحـبكم مثـ كم ليلة ســمع العـدى فنأوا كمـا يـنأى الغريم وكـعـبـة للـطائـفــينا دماً سـيوف القـاسطيناً تبـقى علـى مـر الـسنينا عنــد الآله يـرى مكينا العــداوة مـــذ عـنيـنا فـي الـــبرية مـحسنيـنا متــن الصــراط اذا وطينا الثـقلين قــاطـبـة هـدينا ورده مـا ان ظـــمـينـا الصـادق البـر الامـــينـا عـن منـازلـهـا شقـينــا الجــدب نلـقــاه سـقيـنا ألــمٍ ألـَـمَّ بـنـا شـفـينا الانـزع الهــادي البــطينا مــثل علــم أبــيك فينـا فـلم تنـــم منـي الجفـونا أســفٍ يـؤوَّبني فــنونــا فكــري وأردفـــه أنــينا حزني علـيـكــم أن يليــنا حائــزاً طـرفــاً سـخـينا يُـمسى بـهـا قـلبـي رهينـا أصبـحتـُم الــنـور الـمبينا ـلي يمـــيناً لــن تميـنـا منـي بــمدحـكـم رنيـنــا غــداة يبتـقصـي ديــونـا


(113)
ولقد جـعـلتُ علـيَّ مـن إن الإلــه أعــزَّنــي وإذا طــمـا بــحــر وأرى يـقينـي فــيكـُم أسخـنتُ مـن أعـدائـكم وكسـبت مـن ثقتي بـكم وتـواتـرت نعـم الالـه لـما وردت بـهــديـكم ويسـرُّ قلبـي أن وجــد ما كنت في بغــض لمـن وعـلى وليـكـم بمـالـي ولقـد غـذيـت ولائـكـم ولقـد نظــمـت لـكـم واذا نصـرتـكُم فـان الله ما حـدثُ عـن حبي لـكم يغمـى علـيَّ اذا ذكـرت ما عـلَّم الـنوح الـحـمام ما كنت أرضـى أن أكون قد ملت من فـرط الـوداد أأكون في الـحـزب الشـ التـائبـين الـعابــديـن الـعـاليـنا الـحافـظيـن ولقد عـرفت حـقوقـكـم وجعـلـت دأبـي ثـلبهـم يـا مـن اذا نـام الـورى نفسـي بحبكـم ضميـنا بكـم وأقسم لـن أهـونا المخاوف كان ودكُّم سفينا مستنـقـذي حـقاً يقـينا ومـن استمال لهـم عيونا يـا سادتـي عزاً مصونا عـليَّ أبكـاراً وعـونـا بين الورى الورد المعينـا ت علـى عـدوكم معـينا يـشنأكـم يومـاً ظنـينا لـم أكـن ألـفى ضنـينا مـذ كنت مستترا جنـينا بحور مـدامعي عقداً ثمينا خيـرُ الـنـاصـريـنـا حـاشا وكـلا لـن أخونا مصـابـكم حينا فـحيـنا سـواي والقـلب الحنـينا لمـن يضاددكـم مـعـينا الـى العبـيد المخلصـينـا ـمال واترك الحزب اليمينا الــصائمـين القـائمـينا الـراكعـين السـاجــديناً وعـرفت قـوماً غاصـبينا حتـى أرى مـيـتـاً دفيـنا بـاتوا قيـامـاً سـاهـرينا


(114)
ان الـذي أعيى ـ طـلا المـوت يلقى الاخـرين ولقـد صـبرت لعـلني وشكرت ربي في الولاء ئع ـ فيكم أعيى القرونا كـما يـلقَّى الاوليـنـا ألقى جـزاء الصابريـنا فلـي ثـواب الشاكـرينا
عن الديوان ص 151        


(115)
    وقال في رثائه عليه السلام وقد جارى بها قصيدة دعبل الخزاعي
الأيم دع لومي عـلى صـبواتـي وما جزعي مـن سيـئات تقدمت ألا انني أقلـعت عن كـل شبهة شغلت عـن الدنيا يحبـي لمعشر اليك فلا اخـشى الضلال لكونهم أئمـة حـق لا ازال بـذكرهـم تجليـت بين العالميـن بحبـهم وبالسبب الأقوى اعتلقـت مؤملا تـواليت مخـتصاً بحمل بـراءة أرى حبه في السلم ديني ومذهبي ولـم يك أحشاء الطـغاة لبغضهم فمالـوا عـلى اولاده ونـسائـه غريب يبكـي مـن نساء حواسـر كبيرة ذنـب ليس ينفـع عنـدها لعمري ما يلقون في الحشر جدهم اذا قال : لم ضيعتموا حتى عترتي اسأتم صنيعاً بعد موتي فغـاصب ومَن خصـمه يوم القيـامة أحمد فوا حـزني لو انني فـي زمانهم فما فـات يمـحـوه الـذي هو آتِ ذهـابـاً اذا اتبـعتهـا حسـنـاتي وجانبت غـرقى أبحـر الشبهـات بهم يصفح الرحمـن عـن هفـواتي هداتي وهم في الحشر سفن نجـاتي أواصل ذكـر الله فـي صلـواتـي وناجيـتهم بالـود فـي خلـواتـي به الفـوز في الدنيا وبعـد وفـاتي ويممـت قـومـاً غيـره ببراتـي وفي غـزواتي مرهـفي وقناتـي على الغـل والاضغان منطـويات وصحـب كرام ســادة وسـرات طـواهر مـن كل الاذى خفـرات دوام صــلاة او خـروج زكـاة بغـير وجـوه كـلّـح خجــلات وكيف انتهكتـم جـرأة حـرماتـي لـذريــتي حقـاً وآخـر عـات لقد حـلَّ فـي واد مـن النقـمات وواحـرَّ أحشائـي وواحسـراتـي


(116)
لأطعـن فـيهـم بالأسنـة كلـمـا أقضّي زمـاني زفـرة بـعـد زفرة وصدري فيه حـرقـة بـعد حـرقة فإن أقـل النصّاب يـومـا عـثارهم لأنهـم هـدَّوا اعتـداء بفــعـلهـم لقد شـبت لا عن كـبرةٍ غير أننـي واني لعبد المصطـفى سـيف دينـه وليُّهم ـ إن خاف في الحشـر غيره أيا نـفس مـن بعد الـحسـين وقتله وانـي لأخزي ظـالمـيه بـلعـنـة وقلـت : وقد عـانيـت أهـواء دينهم اذا لـم يكن فـيكـنَّ ظـل ولا جـنا عرضت رياضاً حاكها صوب خاطري اذا أنشدت فـي كـل ناد بـدت لـها فلا تعجبوا مـن سـرعتي في بديهتي فـان مــوالاتــي لآل محـمــد وانـي لأرجو أن يـكــون ثـوابها أعارض من قول الـخزاعـي دعـبل ( مــدارس آيات خلـت مـن تـلاوة مضت حـملة جـاءت بمؤتنفات فقلبي لا يخـلو مـن الـزفـرات فليس بمنفـك عـن الـحرقـات فان إقـالاتـي مـن الـعـثرات وظلما منار الصوم والـصلـوات لكثرة همي ـ شبت قـبل لـداتي ـ طلايع ـ موسوم بهدي هداتـي لظى ـ فهو منهـا آمـن الجَنَبات على الطف هل أرضى بطول حياتي عليهـم لدى الآصـال والـغدوات مفـرقـة معدومـة البـركــات فبـاعد كـن الله مـن شـجرات لكي يـرتع الاسـماع فـي نغماتي قـلـوب ذوي الآداب في نـشواتي علـى وثبـاتي فـي الوغى وثباتي وحـبَّي مـرقات الـى الـقربـات وقـوفـي يوم الـجمـع في عرفات وإن كنت قد قصرت فـي مدحـاتي ومـنزل وحي مقـفر الـعرصـات )


(117)
    وقال يرثي الحسين عليه السلام يوم عاشوراء عام اثنين وخمسين وخمسمائة :
ما لـلمـنازل لا تـبـينُ جف الثـرى اذ خـف من وأنـا الحزيـن علـيهـم أم هـذه الاشـجان فيـنا ولأن بكـت تلـك الربى نعم المعيـن على تتـابع لو لم تحـن أسى لما اشـ وبكت حمائم لا تكـاد هنا ورق مفجّة لـها بـالـنو وتكاد أصـلاد الصـخور وتـرى الـريـاح لها اذا ما الشـأن الا أن بـعـد كـانـت أمـور فـيهـم فكأنـهم آل النـبـي وقد في يـوم عاشـوراء لـما وغـدت مـناهـم حـين لم يـقبلوا عهـداً لجـيش ورأوا جميـعاً أن اعـطاء وتيـقــنـوا ، أن الحيـاة حتـى ولا أضحـت تبيـن عرصـاتـها ذاك القطيـن أفـربـعهـم أيـضاً حزين ..؟ كـالحديـث لهـا شجـون فمـن العيـون لـها عيون دمعـهـا المـاء المعيـن ـتـقت من الحزن الـحزون ك تـحـملها الـغصـون ح بـعــدهـم لـحـون لفـرط رقّـتــها تـلين مـرت بأيـكتها أنـيـن فـراقـهم حدثت شـئون ما خـلتـها أبـداً تـكون أبــادهــم الـلـعـين خانـهـم دهـرٌ خـؤون عزّوا أن تـصيبهم المنون للنـفـاق بـه كـمـيـن اليمــيـن لهـم يمـيـن الظـن ، والمـوت الـيقين


(118)
لهفي علـى قتـلى أبيح بهم ما فـيـهــم إلا صريـعٌ غدر الخـؤون بـهم هنـاك وخلت ديارهـم ، كما يخـلو فعفا الصفا مـن بـعدهـم والـركن صدّعـه لعـظم والقبـر منـذ الفتك فيـهم يا عاذلـي رفقـا فـانـك كم ذا تهـوّن مـن جليـل فارفض عـداهم ان غدوت ان البــراء من الا عـادي يا بقـعة ( بـالطـف ) حشو حمـى الـديــن المصون بالـصـوارم أو طـعــين ولم يـف الـثـقة الامـين مــن الاسـد الـعريــن وبـكاد لفـقدهــم الحزون مـصـابـهـم داءٌ دفـيـن مـا لـسـاكنـه ســكون فـيـهـم عـندي ظـنـين مصابـهـم مـا لا يهـون بـديـن جـدهـم تـديـن للـولاء لـهــم قـريـن تـرابـهـا دنيـا وديــن
* * *
أضحت كأصـداف يصادف منـي السـلام عـلـيك ما ولـي الحنيـن اليك مـهما ضـمنـهـا الـدرّ الثمـين غطّت على الشمـس الدجون اخـتصّ بالابـل الحـنيـن


(119)
    وقال يذكر مناقب أهل البيت عليهم السلام :
دعنـي قبيـل اللـهو غـير قبيلـي لم أشتغل عن جمـع أشــتات العلى لا تـعـذلـني إنـني لا أقـتـفـي قولي : لمن قـد سامني الـرجعي الى ان الخليل ، اذا تجـنّـب مـذهبـي أتـحـمـَّل الاثـقال إلا انـنــي آلـيـت لا ألـقى عُـداة أئمــتي وأئمتي قـوم ، إذا ظُــلمـوا فـهم كان الـزمـان لحسنه بوجـوههـم ومسجـَّل لهـم الفخار عـلى الذي وهم الأئـمة ما عـدمـت فـضيلة فأنـا إذا مثـلـت غيرهـُم بـهـم آل النبي بـهـم عـرفنـا مشـكل هم أوضحـوا الآيات حـتى بـينوا عند التباهـل ما عـلمـنا سـادسا إن الـكـثيـر مـن المـدائح فيهم قال النبـي : صلوا بـهـم حبلي فلم ماذا يكـون جـواب قــوم أخلدوا إن قال : فـي الحشـر ابنتي لِمَ فيكُم هي بضعـة منـي ففـي إضرارها والله يحــكـم لا مـردَّ لحـكمـه اخترت لـو كـنت الفداء لـسادتي اني ـ ابن رزيك ـ الذي بـولائهم إن طـال وجـدي فيهم فأنـا الذي وسبيل أهـل اللـوم غيـر سبيلي بمليح وجـهٍ أو بـكـأس شمـول سبل الضلال لـقـول كـل عذول ما لا يجـوز أتـيت غير جمـيل قلت : ابتعد ما أنـت لـي بخليـل لمبايني فـي الديـن غير حمـول إلا بعضب الشـفرتيـن صقــيل لا يظـلـمون الـناس وزن فتـيل يختـال بالأوضـاح والتحـجـيل ناداهـم إذ صحّ لـي تـسـجيلـي فيهم فـما ميلي الـى الـمفـضول في فضـلهم أخطـأت فـي تمثيلي الـقرآن ، والـتوراة ، والانجـيـل الـغايـات فـي التحـريم والتحليل تحت الكسا معـهم سـوى جـبريل قـل ، ومــدح الله غيـر قـليـل يـكُ منهـم أحـد لهـم بـوصول إذ مــات للتغـييـر والتبـديـل لم تخل من حــزن ، وطول عويل ضُرَّي كمـا تبجيـلهـا تبـجيـلي ومقـيـل أهل الـظـلم شر مقيـل في النائبات وأسـرتـي وقـبـيلي أسخـنت عـين معــاند وجهول نومي بطول الليل غـير طـويـل


(120)
    وقال يمدح العترة الطاهرة ويعدد مناقب الامام اميرالمؤمنين عليه السلام :
خلصت من خدعات الاعيـن النجـل وقـام عندي لـوم الـخائنـيـن اذا فما بكيـت لناس اسـتريــح بـه ولـو سـوى هـذه الدنيا غدا وطني اذا تـناكر أفـعـال الرجـال بهـا أنفت في خلواتي أن يـرى لـفـمي وعفت ما في قدود السمر إن خطرت وزرقة النصل في طرف القناة أبـت حتى كـأن أسيـلات الخدود وقـد وان جـوهـر سيفـي لو قرنت به ترفعت همتي حتى وطيـت علـى فما المجـرّة فـي افق السماء سوى ولا الأهلة مـع مر الشهور سـوى ما ثار إلا وراء ( الثور ) عثـيـرها وأخلف الشهب في ليل العجـاج اذا فليس تبقي غداة الحرب ان فتكـت وبعـد هـذا فإن المـوت مـدركنا لا الحـول ينفـع فيه حين يحضرنا وليـس يـصحبـنا مـما نسر بـه ونبت مـن تبعات اللـهو والغزل خانوا الوداد مقـام اللوم والعـذل من العناء ولم أضحك الـى أمـل لقلـت أنـي لـم أربع على طلـل فحومة الحرب والمحراب تشهد لي من غـيرتي لهـباً إلا علـى القتل من اعتدال لما في السمر من خطل ان يستبين بمـا بالطرف من كحل أعرضت عنها أحالتني على الاسل جواهر الحلي صار الحلي كالعطل كواكـب الـجو بالمهريـة الذلـل محجــة دستـها بالخيل والابـل آثـار خـيلـي مـن حاف ومنتعل قـدما ولا حملت إلا على ( الحمـل ) غابـت بشهب على الارماح لم تفل أعـمال فـتـك لمريخ ولا زحـل وليس يسبـق في ريـث ولا عجل داعـي المنايا ولا يرتـدُّ بالحيـل فـي هـذه الـدار إلا صالح العمل
أدَبُ الطّفّ ـ المجلد الثالث ::: فهرس