أدَبُ الطّفّ ـ المجلد الثالث ::: 121 ـ 135
(121)
ولا يؤمننا في الحشـر مـن وجـل شرعت طرفي الـى حوض النبي به ومال ودي الى القربى التـي ظهرت آل النـبي الألى آوي الــى سـبب وما قـصدت وقـد صيرتهـم درجاً بـانت طـريـقهـم المثلى لسـالكها ما كنت أبغي اعتصاماً بالنزول الـى بـالله لو لم تحد عن نهـج مسـلكهم مـا كان يشكل عن ذي اللب فضلهم مـن كالامام الذي ، الزهراء ثاويـة الباذل النفس مـن دون النبي وقــد في يوم خيـبر والاجنــاد شاهـدة ومطعـم السـائل البادي بـخاتمـه والخاشع المـتجري في تواضعــه وقابـض الكف عـمـا لا يـحل له ومــن يرد عن الدنيـا بنــان يد سائل به ( ليلة الاحزاب ) اذ دلفــت وجاء أعداء ديــن الله فـي رهج وسـاء ظن الأولـى صارت قلوبهم وجاء عمرو بن ود فـي أوائـلهـم حتى توغل صـف المسلميـن على هل كان غيـر امير المـؤمنـين له ويوم بدر وقـد مار القـليب دمـاً وكم وليـد سـواه فـي حروبهـم إلا ولاء أميـر الـمـؤمنـين علي ولم أعرّج على طـرق ولا وشـل أعراقـهـا لا الى ودّ ولا هـبـل منهم وحـبل بحـبل الله متــصل الى نجـاتـي إلا اقرب الـسـبـل فلست عنهـا بذي زيـغ ولا ميـل خفض الوهاد عن الانجـاد والـقلل عمى القلـوب بقوم لا عـمى المقل في واضح الصبح مايغني عن الطفل في بيته وأخـوه خاتـم الـرسـل فر الجـبانـان من عجز ومن فشل بنص ذلـك مـنذ الاعصـر الأول عند الركـوع أو آن الفرض والنفل كأنـه لـم يصل يوماً ولـم يصل كانها لم تطل يـومـاً ولـم تطـل كانهـا لـم تنل يـومـاً ولم تـنل خيل العدى وهي ملء السهل والجبل تزلزل الارض من علو ومن سفل الى الحناجر من خـوف ومن وجل من شدة التيه لا يلـوي عـلى بطل نهـد اذا زالـت الاجبال لم يـزل قرناً فـرواه من مهل ومـن وهَل يغص واراده في الـعلّ والـنهـل قد ظل يسبق منه الشيـب بـالاجل

(122)
وكـل مـن لعبـت أيـدي الضلال به ويوم احـد غداة البـأس حيـن ثـوى ما كان في السهل من بعض النعام وفي وفـي ( حنيـن ) وللبـيض الـرقاق به من قـال قد بطل اليوم الـذي عقـدوا وبعد مثـوى رسـول الله اذ نصبـوا ما سـدَّ رأي التـي كـانت صـلاتهم وبالعـراق أراق البـغي مـن دم مَن بنـي أميـة انـي لـسـت ذاكركـم كفى الـذي دخـل الاسـلام اذ فتكت منعتم مـن لذيـذ الـماء شـاربهـم أبكيهـم بـدمـوع لـو بـها شربوا أنا ( ابـن رزيك ) يزري ما أقول وان ما ارتعـت مذ كنت للأواء إن طرقت القلب ينجـدني ، والعـزم يصـحبني والصبر ينشـدني ، والخطـب محتفل هناك يأوي الى الاكـتاف والـطلل أهل اللواء بسـيف الـفارس البطل الاوعاد لما التقى الجمعان كالـوعل حنيـن بيض تنـادت فـيه بالثكل فينـا من السحر إن الدهر ذو دول له الـعداوة مــن أنثى ومن رجل برأيها خـوف ذاك العارض الجلل أحانها مثل صوب العارض الهطل اذ لـي بذكـر سواكم اكبر الشغل أيمانكم ببني الزهـراء مـن خلل ظلما ، وكم فيكـم مـن شارب ثمل في كربـلاء كفتـهم سـورة الغلل طال الزمـان بـما قد قال كل ولي رجلي ولا ارتحت للسراء والجـذل دون المصاحب في حِلٍّ ومرتحـل لا تلق دهرك الا غـير محـتـفل

(123)
    وقال هذه القصيدة عندما أمر في وزارته أن يستعمل في طراز خاص كسوة المشهدين الشريفين العلوي والحسيني من الستور الديبقي لأبواب الحرمين وعرضها هناك وقد أرصد من أمواله مبالغ طائلة لهذا الغرض وتحرى فيها أن تكون الستور في غاية الحياكة والابداع مع تطريز آيات قرآنية حولها ، فلما تّم عملها أرسلها مع نفر من خدمه وعبيده ، وجعل فيها قصيدة ذكر فيها عمله الذي تفرّد بشرفه وفخره وفاز دون ملوك الاسلام بجزيل ذخره وجميل ذكره :
هـل الوجـد إلا زفـــرة وأنيـنُ وجيش دمـوع كلمـا شـنّ غـارة إذا ما التظـى شــوق معين بثاره وما خلت أن القلـب يصـبـح للبكا وأن عقـود الــدر مـن بعد ألفها خليلي مــا الـدمـع الـذي تريانه بـلام إذا خــان الأنـام جمـيعهم وبي لوعـة لا يستـقر نـزاعـهـا إذا عـن لـي تـذكار سكان كربلا فان أنام لـم أحزن علـى إثر ذاهب ألـم تـرهم خلوا حمـاهم كما خلا وساروا وقــد غروا بأيمان معشر ورب أمـاني مـعـشـر وأمـانهم أم الشـوق إلا صبـوةٌ وحنـينُ أقام لـه بـيـن الـضلوع كمين تحـدّر ماء العين عـين مـعين قليبـاً ولا أن العـيـون عـيون نحور الغـواني في الحذود تكون على السـر إن حان الفراق أمين وليس يـلام الـدمع حين يخون لها كلمـا جنَّ الـظلام ، جـنون فما لـفؤادي في الضلوع سكون فاني على آل الرسـول حـزين بحقان من أسد العـرين عريـن وما علمـوا أن اليميـن يـمين بغدرهم قـد عـاد وهـو منون

(124)
وما أخلفتهم في الإلـه ظـنونـهم فان يخل في الـدنيـا مكانهم أمـا هوت ، وزوت منـهم عشـية قتلوا وأظلـم مبـيّض الـنهار عليهـم تصَّرف حكم البيض ، والسمر فيهم ولو أن صـمّ الصخر تقرب منهم اذا أخلفتهـم فــي الرجال ظنون مكانـهـم يـوم المعـاد مـكـين أصول زكـت أعـراقها وغصون وحقَّـهـم مـثـل النهـار مبـين فمنهـم صريـع بالظبـى وطـعين لا بصـرتَ صمَّ الصخر كيف تلين
* * *
قبـورهـم قـبلي وأمـوات نكـبة جرت مـن بني حرب شئون عليهم وريضت عليهم خيـلهم وركابهـم ألا كـل رزء بـعـد يـومٍ بكربلا ثــوى حوله من آلـه خير عصبة يذادون عن مـاء الـفرات وغيرهم اسادتنا لو كنت حاضــر يومكـم أسادتنا ان لـم يعنكم لـدى الوغى أسادتنا أهديـت جهــدي إلـيكم سـطور بأبيات من الذكر طَرّزت أوقي بها مـثواكـُم حـاد ربـعه وأرجو بها ستراً مـن النار عندما فجـودوا عليهـا بالتقبِّل منــكُم وجدكـُم سـنَّ الهدايـا وإننــي بطـون سباع مـرّة وسـجـون جـرت بعدهـا منّا الغداة شـئون فرّضت ظـهور منـهم وبـطون وبعد مصـاب ابن النـبي يـهون يـطالـب فيهم للـطـغاة ديـون يبـيت بصرف الخمر وهو بطين لشـابت بسيفي للـطغـاة قـرون سناني فانـي بالـلسـان أعــين لتـطهر نفسي فـالظــنين ظنين تُبرهنُ عـن أوصـافكـم وتـبين حيا المزن عن لحظ العدى وأصون يـقيني غدا كـيد الشـكوك يـقين فـودَّي وإخلاصي بـذاك ضـمين لمـا سـن قـدماً في بـنيه أديـن (1)
1 ـ عن الديوان ص 159.
(125)
    وفي الديوان المطبوع قصائد كثيرة تخص أهل البيت علهيم السلام وإليك مطلع كل قصيدة منها :
1 ـ من الأحـبـاب قرَّبنـي ولائـي 2 ـ لذاذة سمـعي في قراع الكتـائب 3 ـ ايها الـمغرور لــو فــكـرِّت 4 ـ يا للرجـال لـمـدنـف مـجهود 5 ـ اسفي على ايام دهـري قد مضى 6 ـ ما حاد عن حـب البطين الا نزع 7 ـ يـا نفس دنيـاك هـذه خُــدعُ 8 ـ يا صاحبي بـجر عاء الغوير قفا 9 ـ اذا كـنت في الحـب لا اقــبل 10 ـ يـا نفـس كم تخدعين بالأمـل 11 ـ مـا كان اول تـائـه بجمـاله 12 ـ لا تبك للجيرة السارين في الظعن 13 ـ هـل منصف باللطف يسلينـي 14 ـ القلـب موقوف على الخفقـان ومن اعـداي بــرأنـي بـرائي ألذُّ وأشهى مـن عتـاب الحبـايب لـــم يــخــف الـصـواب لم يؤت من هجر وطـول صدود منع الجفون بذي الغضا ان يغمضا متجـنـِّبــاً لولائه إلا دعــى والعيـش ان دام فـهـو منقطـع نجُد لمن بـان بالدمع الـذي وكفا فــقل للعــذول لمن تـعـذل وكـم تحبيـِّن فسـحـة الاجـل بـدر منـال البدر دون منالــه ولا تعرّج على الاطلال والدمـن عــن روضتـي ورد ونسرين والدمع لا ينفـك مـن هـمـلان


(126)
ابن العودي النيلي
متى يشتفى من لاعج الشوق مغرمُ اذا هـمَّ أن يسلو أبى عـن سـلوه ويثنـيه عـن سلـوانه لـخريـدة رمته بلحظ لا يكـاد سـليـمــه اذا مـا تلظت في الحشا منه لوعة مقيم على أسـر الـهوى وفـؤاده يـجّن الهوى عـن عاذلـيه تجلدا يعلـل نفسا بالأمانـي سـقيــمة رعى الله ذياك الزمان وأعصـراً وقد غفلت عنا اللـيالي وأصبحت فكم من ثديّ قد ضـمت غصونها أجيل ذراعي لاهيـا فـوق منكب وامتاح راحـا من شنيـبٍ كأنـه فلمـا علاني الشيب وابيض مفرقي وأضحى مشيبي للـغذار ملــثماً وأمسيـت من وصل الغواني مخيّبا بكيتُ على ما فـات مـني ندامـة وقد لـجّ بالهجران مَن ليس يرحمُ فـؤاد بنيـران الأسى يـتضـرم عهود التصابـي والـهوى المتقدم مـن الخبل والوجد المـبرِّح يسلم طفتها دموع من أمـاقـيه سُجّـم تغـور به ايدي الهــموم وتتـهم فيـبدي جواه مـا يـجــن ويكتم وحسبك مـن داء يصـحّ ويـسقم لهونــا بهـا والرأس أسود أسحم عيـون العدى عن وصلنا وهي نوم الـيَّ وأفـواه لـهـا كـنت ألثـم وخـصر غـدا مـن ثقلـه يتظلـم من الدرِّ والياقوت في السلك ينظـم وبان الصبا واعـوّج منـي المقـدم بـه ولـرأسي بالـبـياض يُـعمّـم كـأنـي من شيـبي لديهـنّ مجـرم كأني خنسـاء بــه أو مــتـمـم

(127)
وأصـفيـت مدحـي للنبـي وصنوه هم الـتيـن والـزيتون آل محــمد هم جنّة المـأوى هم الحوض في غد هم آل عـمـران هـم الحـج والنسا هم آل ياسين وطـاهـا وهل أتــى هم الآية الكـبرى هـم الركن والصفا هم في غد سفـن النجـاة لـمن وعى هم الجنب جنب الله والـيد في الورى هم السـر فينـا والمعانـي هم الأولى هم الغاية القصوى هـم منـتهى المنى هم فـي غــد للـقادميـن سقاتهـم هم شـفعاء الـناس في يوم عرضهم هم منقذونا مـن لظـى النار في غد ولـولاهـم لـم يخـلـق الله خلقـه هم باهلـوا نجـران مـن داخل العبا وأقـبـل جـبـريل يـقول مفاخـراً فمن مثلهـم فـي الـعالمين وقد غدا ومن ذا يسامـيهـم بـفخر فضـيلـة ابوهم اميـر الـمؤمنـيـن وجـدهم فهذا اذا عد المنـاسـب فـي الـورى هم شرعوا الدين الحنـيفـي والتـقى وخـالـهـم المـشهـور والأم فـاطم وأيـن كزوج الطهر فاطمة ابي الشهيـ الـى الله أبرأ مـن رجـال تبــايعوا حمـوهم لذيـذ المـاء والمـاء مفـعم وللنـفر البـيـض الذيـن هم هم هم شـجر الطـوبى لمن يتـفهـم هم اللوح والسقف الـرفيع المعظم هـم سـبـأ والذاريات ومـريـم هم النحل والانفال لـو كنـت تعلم هم الحج والبيـت العـتيق وزمزم هم العروة الوثقـى التي ليس تفصم هم العين لو قـد كنت تدري وتفهم تيمم في منهـاجـهم حيـث يمموا سل النص في القرآن ينبئـك عنهم اذا وردوا والحـوض بـالماء مفعم الى الله فيمـا أسـرفـوا وتجرّموا اذا ما غدت فـي وقـدها تتـضرم ولا هبــطا للـنـسل حـوا وآدم فعـاد المنـاوي عنهـم وهو مفحم لميكال مـن مثلي وقد صرت منهم لهم سيد الأمـلاك جبـريل يخـدم من الناس والقـرآن يؤخـذ عنهـم أبو القاسم الهــادي الـنبي المكرم هو الصهر والطهـر النبـي له حم وقاموا بحكم الله مـن حـيث يحكم وعمهم الطيار فــي الخـلد ينـعم ـيدين أبناء الـرسـول وهـم هـم على قتلهم أهل الـتقى كيف اقدمـوا وأسقوهـم كأس الـردى وهـو علقم

(128)
وعاثوا بـآل المصطفى بعد موته وثـاروا عليه ثـورة جـاهلـية وألقوهم فـي الغـاضرية حسَّراً تحاماهم وحـش الفـلا وتنوشهم بأسـيافهـم أردوهم وبـدينـهم وما أقدمـت يوم الطفـوف أمية وأنِّى لهم ان يبرءوا مـن دمائهم وقد علـموا ان الـولاء لحـيدر فنازعه فـي الأمر من ليس مثله وأفضوا الى الشورى بها بين ستة متى قيس ليث الغاب يوماً بغيره ولكن امور قــدِّرت مـن مقدَّر وكم فئة فـي آل أحـمد أهلكت فما عذرهم للمصطفى في معادهم وما عذرهم إن قال ماذا صنـعتُّم نبذتم كتاب الله خـلف ظهوركم وخلَّفتُ فيكم عترتـي لهـداكـُم قلبتم لهم ظهر المجـن وجـرتم وما زلتم بالقتل تطـغون فيـهم كأنهم كانوا مـن الـروم فالتقت ولكن أخذتم مـن بنـي بـثأركم منعتـم تراثي إبنـتي وسلـيلتي وقلتـم نــبيّ لا تـراث لولده وهـذا سـليـمان لـداود وارث وقلـتم حـرام متعة الحج والنسا بما قتـل المختـار بالأمس منهم على أنه ما كـان في القوم مسلـم كأنهم قف علـى الأرض جُثَّــم بأجنحة طير الـفلا وهـي حُـوَّم أريق بأطـراف القـنا منـهم الدم على السبـط إلا بـالذين تقـدَّموا وقد أسرجوها للـخصـام وألجموا ولكـنه مـا زال يـؤذى ويُظلَـمُ وآخـر وهـو اللوذعـيُّ المـقدَّم وكان ابن عـوف فيـهم المتوسـم وأين من الشمـس المـنيرة أنجـم ولله صنـع فـي الارادة محكــم كما أهلكت مـن قـبل عاد وجرهم إذا قال لِم خنتـم بـآلي وجـُرتـم بـآلـي من بـعدي ومـاذا فعـلتم وخـالفتموه بئـس مـا قد صنعـتم فلم قمـتـُم فـي ظلـمهم وقعدتـم عليهم وإحسـاني الـيكـم أضعـتم إلى أن بـلغـتم فيـهـم مـا أردتم سـرايـاكـم راياتـهم فـظفرتـم فحسبكُم جرماً على مـا اجتـرأتـم فلم أنـتـم آبـاءكم قـد ورثــتم أللأجنبيّ الإرث فـيـما زعـمتـم ويحـيى أباه ، كـيف أنـتم منعـتم اعن ربكـم أم انـتم قد شـرعـتم

(129)
ألم يأت « ما استمتعـتم مـن حليـلـة فهل نسـخ القرآن مـا كـان قـد أتى وكـل نبـي جاء قــبلـي وصيــه ففعلكم في الديـن أضحـى منـافيــا وقلتــم مـضى عنــا بغير وصـية وقد قلـت من لم يوصِ مـن قبل موته نصبـتُ لكـم بعدي إمـامـاً يـدلكـم وقـد قـلـت فـي تـقديـمه وولائه عليٌ غدا مـني مـحـلاً وقـربــة شقـيتم به شقــوى ثمـود بـصالح وملتم الى الـدنـيـا فتأهت عقـولكم لـحـا الله قومــاً جلّـبوا وتعاونوا وقـد نصـها يوم الغـديـر محمـد عــليٌ وصيي فـاتبـعوه فـانــه فقالوا رضيناه إمـامـا وحـاكمــا رأوا رشدهـم فـي ذلك اليـوم وحده ونازعـه فيهــا رجـال ولم يـكن يقـيـم حـدود الله فـي غيـر حقها ويـبطـل هـذا رأي هـذا بـقـوله وقالوا اختلاف الناس في الدين رحمة أقـد كان هذا الدين قبـل اختلافـهم أمـا قال أني : اليـوم أكمـلت دينكم وقال اطيعـوا الله ثـم رســولـه وما مـات حتى أكمــل الله دينـه يقرَّب مـفـضول ويبـعد فاضـل فآتوا لهـا من أجرهـا مـا فـرضتم بتحليـلـه أم انـتُم قـد نـسختــم مطاع وانتـم للـوصـي عـصيـتم لفعلى وأمـري غـير مـا قـد أمرتم ألـم أوص لـو طـاوعتـم وعقـلتم يمر جاهلاً بل أنتم قــد جــهلـتم علـى الله فـاستـكـبرتم وظلمـتم عليـكم بـما شـاهـدتـم وسـمعتم كهـرون من موسى فلــم عنه حلتم وكـل امرىء يـبـقـى لـه ما يقدّم الا كـل مغرور بـدنـياه يـنــدم على حيدر ماذا أساؤا وآجـرمــوا وقال لهم يا أيها الـناس فـاعلمـوا إمامكـم بعدي اذا غـبت عـنكــم علينا ومولى وهو فينا المـحـكــم ولكنهم عن رشدهم في غدٍ عمــلوا لــهــم قدم فيـهـــا ولا متقدم وبــفتـي اذا استفتي بمـا ليس يعلم ويـنقـض هـذا مـا له ذاك يـبرم فلـــم يـك مـن هذا يحل ويحرم على النقص من دون الـكمال فتمموا وتمـمت بـالنعمـاء مـني عليكـم تفوزوا ولا تعصوا أولي الأمر منكـم ولــم يـبـق أمـر بـعد ذلك مبهم ويسكـت مـنطيـق وينطـق أبـكـم

أدب الطف ـ م (9)

(130)
وهل عظمت فـي الدهر قط مصيبة ولـو انه كـان المولَّـى علـيهـم هو العالم الحبر الـذي ليـس مثلـه ومـا زال في بدر واحـد وخيبـر يكـرّ ويعلوهم بقـائـم سـيفــه وقـالوا دماء المسلـميـن أراقـها فقلت لهم مهلا عدمتـم صــوابكم أمـا قال أقضـاكم علي ـ مـحمد فان جار ظلما في القضاء بـزعمكم فـمن كعــلي عند كـل مـلـمة ومن ذا يجـاريــه بمجد ولم يزل سلوني ففي جنـبي عـلـم ورثـته سلوني عن طرق السماوات اننــي ولو كشف الله الغـطا لم أزد بــه وكـائـن لـه مـن آية وفـضيـلة فـمن ختـمت اعـماله عـند موته فـيـا رب بـالأشباح آل محـمـد وبالقائـم المهـدي مــن آل احمد تـفضل علـى العودي منك برحمة تـجاوز بحسن العفـو عن سيـئاته ومن عليه مـن لدنـك برأفـــة فان كان لـي ذنب عـظـيم جنيته علـى الناس الا وهي في الدين أعظم اذا لـهـداهـم وهـو بالامـر أقـوم هـو البطل القرم الهـزبـر الغشمشم يفـلّ جـيوش المشركيـن ويـحطم الـى أن اطاعـوا مكرهين وأسـلموا وقـد كان في القتلـى بريء ومجرم وصـي النبي المـصطفى كيف يظلم كــذا قد رواه الـناقـل المـتـقدم عـلي فمـن زكاه لا شــك أظـلم اذا مــا التقى الجـمعان والنقع مقتم يـقـول سـلـوني ما يحل ويـحرم عـن المصطفى ما فـاه مني به الفم بها من سلوك الطرق في الأرض أعلم يقـيـنا على ما كنت أدري وأفهــم ومــن مكرمات ما تـغم وتـكتــم بخـيـر فـأعمالي بحـبـيه تخــتم نــجوم الهـدى للنـاس والشرق مظلم وآبـائــه الهاديـن والـحق معـصم فأنت اذا استرحـمت تعـفو وتــرحم اذا مـا تلظـت فـي المـعاد جـهنـم فـانك أنـت المنـعـم الـمـتكــرم فعفوك والغــفران لـي مــنه أعظم

(131)
    ابن العودي النيلي المتولد سنة 478 والمتوفي عام 558 قال السيد في الجزء 17 ص 325 من الاعيان عثرنا على هذه القصيدة بتمامها في بعض المجاميع القديمة من خبايا الزوايا منسوبة الى العودي وقد رسم العودي ، وفوق العين ضمة ولسنا نعلم الى أي شيء هذه النسبة. وفي الرياض أورد اجازة الشهيد الاول للشيخ علي بن الحسن بن محمد الخازن بالحائر الحسيني عن خط الامير محمد امين الشريف عن خط المولى محمود بن محمد بن علي الجيلاني عن خط الشيخ بهاء الدين محمد بن علي الشهير بابن بهاء الدين العودي عن خط ناصر بن ابراهيم البويهي عن خط الشهيد ، انتهى. فلعله صاحب القصيدة فاوردناها هنا مع ما مرَّ منها في الجزء 13 لئلا تكون متقطعة في الكتاب. ويقـرأها القارىء على نسق واحد ومع ذلك فقد تركنا جملة منها (1).
    اقول وقد كرر السيد نشر القصيدة سهواً في جزء 53 ص 24 من الاعيان وقال : ابن العودي النيلي لم نعرف اسمه.
    اما الشيخ الاميني رحمه الله فقد عده من شعراء القرن السادس وان ميلاده سنة 478 ووفاته في حدود 558.
    وقال : ابو المعالي سالم بن علي بن سلمان بن علي المعروف بابن العودي التغلبي النيلي نسبة الى بلدة النيل على نهر النيل المستمد من الفرات الممتد نحوالشرق الجنوبي.
1 ـ اقول سبق ان روى السيد في الجزء 13 ص 205 أكثرها ، جمعها من كتاب المناقب لابن شهراشوب.
(132)
وجاء في مجلة ( الغرى ) النجفية عدد 22 ، 23 من السنة السابعة بقلم الدكتور مصطفى جواد قال : كان ابو المعالي من الشعراء الذين اشتهر شعرهم وقلت اخبار سيرهم فهو كوكب من كواكب الادب. واورد نماذج من شعره والوانا من أدبه.
    قال الاميني : ولم اقف على سنة وفاة ابن العودي الا ان سنة ولادته ، اعني سنة 478 ورواية عماد الدين الاصفهاني له سنة 554 بالهمامية قرب واسط لا تتركان للظن ان يغالى في بقائه طويلا بعد سنة454 المذكورة بل لااراه قد جاوز سنة 558 فانها تجعل عمره ثمانين سنة وذلك من نوادر الاعمار في هذه الديار انتهى.

(133)
القاضي الجليس
دعـاه لوشـك البينس داعٍ فاسـمعا ولم يبق في قلبـي لصبري موضعاً أجنُ إذا مـا الـليل جـنَّ كـآبـة وما انقدتُ طـوعاً للهوى قبل هذه وأودع جسمي سـقمه حـين ودَّعا وقد سار طوع النأي والبعد موضعا وأبدي إذا ما الصبح أزمـع أدمـعا وقد كنت ألوي عنـه ليناً وأخدعـا
    إلى أن يقول :
تصاممـت عن داعي الصبابة والصبى عشوت بأفكـاري الى ضـوء علـمهم علقت بهم فليـلح فـي ذاك مـن لحى تسـرَّعت في مـدحي لـهم متـبرَّعاً هم الـصّـائمون القـائمـون لـربِّهم هم القـاطعـوا الـليل البـهيم تهجّداً هم الطيبوا الأخيار والخير في الورى بهم تقـبل الأعمال مـن كلّ عـاملٍ بأسمائهم يُسقى الأنام ويهـطل الغمـ هم القائـلون الـفاعلون تـبرُّعــاً ابوهم وصيُّ المصطفى حاز علـمه ولبيّت داعـي آل احـمد إذ دعا فصادفت منه منهج الحـق مهيعاً تولَّيتهم فليـنع ذلـك مَـن نـعا وأقلعت عن تركي لـه مـتورًّعاً هم الخايفوه خـشـيةً وتخـشعـاً هم العامروه سُـجّداً فـيه ركعـاً يروقون مرئى أو يشوقون مسمعا بهم ترفع الطاعـات ممن تطوعا ـام وكم كربٍ بـهم قـد تقشّعا هم العالمون الـعاملون تـورُّعـاً وأودعه من قبـل ما كان اودعـا

(134)
أقام عمود الشرع بعـد اعـوجـاجه وواساه بـالنفـس النفيـسة دونهـم وسمّاه مـولاهـم وقـد قـام معلناً فمن كشف الغمَّاء عـن وجـه أحمد ومن هزَّ باب الحصن في يوم خيبر وفي يوم بـدر من أحـنَّ قـليـبها وكم حاسد أغـراه بـالحـقد فضله لوى غـدره يـوم « الغدير » بحقـَّه وحاربه القـرآن عنـه فما ارعوى إذا رام ان يخفي منـاقبـه جـلت متى همَّ ان يطوي شذى المسك كاتم وساند ركـن الـدين أن يتصدعـا ولم يخشَ أن يـلقى عـداه فيجزعا ليـتلَوُهُ فـي كـلّ فـضل ويشفعا وقد كـربـت أقرانه ان يـقطّعـاً ؟! فزلزل ارض المشـركين وزعزعا ؟! جسوماً بها تدمـي وهـاماً مقـطعاً ؟! وذلـك فـضـل مـثله ليس يُـدّعا واعـقبـه يـوم « البعير » واتـبعـا وعاتبه الإســلام فيه فـما وعـى وإن رام ان يطـفي سـناه تشعشعا أبى عرفه المـعروف إلا تـضوعا
    ومنها :
أيا امّـةً لـم ترعَ للدين حرمةً بأي كتـاب ام بـأيَّة حـجّـة غضبتم ولي الحق مهجة نفسه وألجمـتم آل النـبي سيوفـكم وحلّلتم في كربـلاء دمـاءهم وحرَّمتم ماء الفـرات عليـهم ولم تبق في قوس الضلالة منزعا نقضـتم بـه ما سـنّة الله اجمعا ؟! وكان لكـم غصـب الإمامة مقنعا تفرّي من السادات سـوفاً واذرعا فأضحت بها هيـم الأسـنّة شرعاً فأصبح محـظوراً لـديهـم ممنّعاً

(135)
    وقال :
ان خانهـا الدمع الغـزير دعهـا تسـحُّ ولا تشـحَّ ما غـصب فاطمة تراث كلا ولا ظلم الـوصيِّ و نطق النبي بفـضله وهو جحدوه عقـد ولايـة قد غدروا به حسداً له وبـ حظروا علـيه مـا حباه يا أمة رعـت الـسـها إن ضلّ بالعـجل اليـ لهفي لقتـلى الـطفِّ إذ وافـاهـم فـي كـربلا دلفت لهـم عـصب الـ عجـباً لـهـم لـم يلقهم أيما فـوق الأرض فيض أتـرى الجـبال درت ولم أم كيف إذ مـنعـوه ورد حرم الزلال عليه لـما فـمـن الدمـاء لها نصير فـرزؤهـا رزءٌ كـبيـر ( مـحـمد ) خطبٌ يسيـر حـقـه الـحق الـشهـير الـمـبـشر والنـذيــر غـرَّ جـاحـده الغـرور ـنصّه شهـد « الغـدير » بفخـره وهـم حـضـور وإمامـها القـمر الـمنـير ـهود فقد أضلـكم البعـير خذل المصـاحـب والعشير يـوم عـبوس قمـطريـر ـضلال كـانما دعي النفير مـن دونـهم قَـدر مـبير دم الحسين ولا تمور ؟! تقذفهم منها صخور ؟! الماء لم تغر البحور ؟! حلـلت لهـم الخـمور
أدَبُ الطّفّ ـ المجلد الثالث ::: فهرس