ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: 16 ـ 30
(16)

(17)
ابن سناء الملك
    قال ابن سناء الملك المتوفي 608 من قصيدة :
ونـظمتُها في يوم عا يـومٌ يناسب غَبن مَن يـوم يساءُ به وفيـ إن لـم أعزِّ المسلميـ أو كـنتُ ممن لا ينو قُتِلَ الحسين بكل ضر شَنّوا علـيه وما سقو أنتَ الولـيُّ له تصرّ ولأنتَ أولـى مَن يبا وهو الشفـيعُ لحاجتي وقصـيدتـي أطلقتها شـوراءَ من همّي وحزني قتلـوه ظلـماً مثـل غبني ـه كــلُ شيعيّ وسُنّي ـن به فـإنـي لا أهـنّى ح بـه فـأنـي لا أغنـي بٍ للـبغـاة وكـلّ طـعن ه قطـرةً مـن ماءِ شَـنّ حُ بالولاء ولسـتَ تـكنى كر قاتلـيه بـكـل لـعن لـيزيدني مـَن لـم يُردنى بـالبثّ من صدرِ كسـجن


(18)
    القاضي السعيد هبة الله بن جعفر بن المعتمد سناء الملك محمد السعدي المعروف بابن سناء الملك ، ولد سنة 550 هـ كثير النعم وافر الثروة اشتهر بالنظم والنثر الجيّدين وسنّه دون العشرين ، جرت بينه وبين القاضي الفاضل مراسلات كثيرة.
    من آثاره : روح الحيوان ، فُصوص الفصول ، ديوان رسائل ، ديوان شعره المطبوع بالقاهرة سنة 1388 هـ.
    وكان ملماً ببعض اللغات الاجنبية ، فهو يجيد الفارسية ويتقنها ويشير الى ذلك في احدى قصائده التي وجهها إلى القاضي الفاضل :
وعزّ على العرب اني حفظـ ـت برغمى بعضِ لغات العجم
    قال ابن سعيد في كتابه ( الاغتباط في حلي مدينة الفسطاط ) ج 2 ص 293 انه كان مغالياً في التشيع ، أما شارح الديوان فينفي عنه ذلك ، ومن قوله في مدح القاضي الفاضل :
أصبحت في مدح الاجل موحّداً وغدوتُ من حُـبّي له متشيّعـاً ولكم أتتني من أياديه ثنى يا من رأى متشيعاً متسنناً
    أبوه القاضي الرشيد كان يشغل منصباً هاماً ويعتني بتربية ولده هذا.
    كانت وفاة الشاعر في العشر الأول من شهر رمضان سنة 608 هـ.
    ودفن بالقاهرة كما ذكر ابن خلكان في الوفيات.
    ولما كان قد حرم عطف أبويه بوفاتهما وهو في ريعان الشباب أكثر من رئائهما فيقول في رثاء امه.


(19)
ما لي أُنهنه عنك آمالي وأصدّ عنك كأنني قالي
    ويرثي أباه في لهفة عارمة كما رثى أمه.
أيا دار في جنات عدن له دار ويا جار إن الله فيها له جار
    وهي قصيدة بلغ فيها الذروة لأنها عصارة نفس.
سأبكي أبي بل ألبس الدمع بعده وإن فنيت من ناظري فيه أدمع لعلي بعد المـوت ألـقاه شافعاً وإني لذيل الدمع فـيه لجـرّار لما فنيت من مقولي فيه أشعار اذا أثقلتني في القـيامة أوزار
    وقد بلغت هذه القصيدة تسعة وستين بيتاً وكثير من أبياتها فرائد نفيسة ، وقال في رثاء امه في قصيدته التي مطلعها :
صح من دهرنا وفاة الحياء فليطل منكما بكاء الوفاء
    والقصيدة طويلة تبلغ تسعة وستين بيتاً ، وفي هذه القصيدة يضيق صدره ولا ينطلق لسانه فيقول :
أنتِ عندي أجل مـن كـل تأبــين في ضميري ما ليس يبرز شعري ولو صغت بالثريا رثائى لا ولو كنت أشعـر الشعـراء
    ثم يخاطب القبر ويناجيه فيقول :
وإذا مـا دعـوتُ قبـركِ شوقاً هل درى القبر ما حواه وما أخـ فلكم شـفّ بـاهر الـنور منه فبحقى ألا تـجـيبي نـدائي ـفاه من ذلك السنى والسناء فرأيت الإغضاء في إغضائي


(20)
فاحتفظ أيهـا الضـريح بـبدر وتـرفـّق به فـإنـك تـسدي أنت عندي لما حويت من الطـ لك حجّي وهجرتي ولمن فيـ صرت من أجله كمثل السماء منّة جـمـّة إلـى الـعلـياء ـهر يُحاكـيك مسجـدٌ بقُباء ـك ثنائي ومدحتـي ودعائي
    الجنة تحت أقدام الامهات :
اذكريني يـوم القيـامة يا أمّ واشفعى لي فجنّتي تحت أقدا فقريب لا شـك يأتـيك عنى عجّل الله راحتي مـن حياتي وإذا ما الحياة كانت كمثل الدا لئـلا أعـدُّ فـي الأشقـياء مـك من غير شبهة وامتراء بقدومـى علـيك وفد الهناء إنها في الزمـان أعظم دائي كان الممات مـثل الـدواء
    وقوله في الفخر :
سوايَ يهاب الموت أو يرهبُ الردى ولكنني لا أرهـبُ الـدهر إن سطا ولو مدّ نحوي حادثُ الدهـر كـفـّه توقُّد عـزمـى يـترك الماءَ جمرةً وأظـمأ إن أبـدى لـي الـماء مِنّةً ولـو كـان إدراك الـهـدى بتذللٍ وإنـك عـبدي يـا زمـانُ وانـني وما أنـا راضٍ أنني واطـئ الثرى وغيـري يَهوى أن يعيش مخـلّدا ولا أحذر الموت الـزؤام إذا عـدا لحدثتُ نفـسي أن أمـُدّ لـه يـدا وحيلةُ حِلمي تتـرك السيفَ مُبردا ولو كان لي نهرُ المجرّة مَـوردا (1) رأيتُ الهدى ألا أميل الـى الهُدى على الرغم مني أن أُرى لك سيّدا ولي همّة لا ترتضي الأفق مَقعدا

1 ـ المجرة : قطعة من السماء واسعة تشبه المكان المتسع من النهر.

(21)
ولـي قلـمٌ فـي أنملي إن هـززته إذا صال فوق الطرس وقعُ صريره فما ضـرّنـي ألا أهزّ المهندا فإن صليل المشرفيّ له صدى
    وقال في رثاء صديق له :
بكيتُ فمـا أجـدى حزنتُ فما أغنى قبيـحٌ قبيحٌ أن أرى الـدمع لا يفى مضى الـجوهر الأعلى وأي مروءة ثكِلـتُ خـليلاً صرتُ من بعد ثُكله وقد كان مثوى القلب معنى سروره ولا بد لي أن أجهد الدمع والحُزنا وأقبح منه أن أرى القلب لا يَغنى إذا ما أدخرنا بعده العَرَضَ الأدنى فُرادى وجـاء الهمّ من بعده مثنى فقد خَرِب المثوى وقد أقفز المغنى (1)
    وقال يرثي امرأة كان يحبّها ويعشقها :
بكيتكِ بالعـين التـي انـتِ أختُها وتضحك غـزلان الـفلاة لأنـني ويا منية يا ليتـني لـم أفـز بها شهـدتُ بأنّي فـيك ألأمُ ثـاكل أفاديـتي يـا لـيت أني فـديتها وقد كنتِ عـندي نعمةً وكأنـني وما بال نفسي فيك ما كان بختُها نعم كبدي لا وجنتي قـد لطمتها أيا دهر قـد أوجدتني مذ وجدتها تـطلبتها مـن ناظري بعد فقدها وشمس الضحـى تبكـيك إذ انتِ بنتُها بعينـيك لما أن نظـرتُ فـضَحـتُها وأمـنـيةً يـا ليـتـني ما بلـغـتُها لليـلة بـينٍ متِّ فيـهـا وعشـتهـا وسـابـقتي يا ليت أنّـي سبـقتـها وقـد عـشت يـوماً بعدها قد كفرتها مـماتي لمّا لـم يَـعش منـك بختُها علـيك وعيشي لا ثـيابـي شقـقتها فما لـك لا أعدمـتـني إذ عدمتهـا فضاعت ولكن فـي فـؤادي وجدتها

1 ـ عن الديوان.

(22)
ثكلتك بدراً فـي فـؤادي شـروقه على رغمـها خـانت عهودي وإنه وأنفقتُ مـن تـبر المـدامع للأسى وسالت على خَديّ من لوعة الجوى لآلئ دمـعـي من لآلـئ ثغـرها قد اعتذرت نـفسي بـأن بـقاءها وجُهدي إما زفـرة قـد حبسـتها أصارت حصاة القـلب مني حقيقة ومعشوقة لي لسـت أعشق بعدها عشقتُ على رغـم الحـياة منيّتي أزور فؤادي كلما اشتقت قـبرها وأشرق بالماء الـذي قد شربـته وأمنحها نفسي وروحـي وأدمعي محاسنها تحت الثري مـا تغيّبت ولو بليت تلـك الحـُلى وتنكرت يُريني خيالـي شخصَها وبهاءَها غدت في ثراها عاطلاً ويجيدها فيا لحدها يـا ليـت أني سكنته فلا تجـحدي إن قلتُ قبرُك جنّةٌ وفـاكهـة في جنّـة الخـلد نـبتها جـزاء ٌلأنـي كـم وفت لي وخنتها كنوزاً لهـذا اليوم كـنتُ ذخـرتها سيول دمـوع خضتـها ثم عُمتُـها ففي وقـت لثمي كنتُ منه سرقتهـا لتندبـَها لــكننـي مـا عـذرتها عليـها وإما دمعـة قـد سكـبتـها حـصـاةٍ لأنّي بعدهــا قـد نَبذتها نعـم لـي أخرى بعـدها قد عشقتها تراني لمـا أن عشـقـت أغـرتها غراماً لأنـي في فـؤادي دفـنتـها ومـا شرقـي إلا لأنـي ذكـرتهـا ولـو طـلبت منـي الزيادة زدتهـا كذا بـجنـاني لا بـعقلـي خِـلتها وأبصـرتها بعد البـلى لعـرفـتها ونضرَتهـا حـتى كأنـّي نظـرتها عقود لآلٍ مـن دمـوعـي نظمتها وأكفـانَـها يـا ليت أني لبستـها فرائحة الفـردوس مـنه شمـمتها (1)

1 ـ عن الديوان.

(23)
قاضي السلامية
    الشيخ ابراهيم بن نصر قاضي السلامية بالموصل وفاته سنة 610 هـ
يا شهر عاشـوراء أذكـرتنـي أبكي ولا لوم عـلى مَـن بكى ما من بكى فـيك أشــدّ البكا رزيـة مـا قام فـي مـثلـها آل رسـول الله خـير الـورى مثل مصابيح الدجـى عـفرّت رؤوسـهم تحـمل فـوق القنا ساروا بـهـا يـا قبـحها فعلة كنما الـزهراء ليسـت لـهـم قل لابـن مرجـانة لا بـد أن محـمـد خـيـر بـنـي آدم يطلب مـنك الـثأر في موقف وفيه يقـتصّ مـن المعتـدي مصارع الاشراف من هاشمِ وإنمـا الـلوم على اللائـم وناحَ بالعـاصـي ولا الآثم نائحـة تندب فـي مـأتـم وصفـوة الله علـى العـالم وجوههم في الرهـج الـقاتم مظلومة شُلّـت يـد الظـالم مـثل مسـير الظافـر الغانم أمّاً ولا الـجد أبـو الـقاسم تَعَضّ كفّ الـخاسـر النادم خصمك يـا شـر بـني آدمِ ما فيه للظـالم من عـاصم بالنار لا بـالسيـف والصارم (1)

1 ـ عن مجلة البلاغ الكاظمية السنة الأولى العدد الثاني ص 7 بقلم الدكتور مصطفى جواد.

(24)
    الشيخ إبراهيم بن نصر قاضي السلامية بالموصل تلقى دراسته في المدرسة النظامية ببغداد وسمع بها الحديث على الوزير عون الدين يحيى بن محمد الحنبلي. وكانت وفاته في السنة العاشرة بعد الستمائة للهجرة. وقد جاء ذكره في كتاب ( الطبقات ) للشافعي وكتاب ( وفيات الأعيان ) لابن خلكان ج 1 ص 8 ما نصه : أبو إسحاق إبراهيم بن نصر بن عسكر الملقب ظهير الدين قاضي السلامية ، الفقيه الشافعي الموصلي.
    ذكره ابن الدبيثي في تاريخه فقال : أبو إسحق من أهل الموصل تفقه على القاضي أبي عبد الله الحسين بن نصر بن خميس الموصلي بالموصل وسمع منه ، قدم بغداد وسمع بها من جماعة وعاد الى بلده وتولى قضاء السلامية ـ إحدى قرى الموصل ـ وروى باربل عن أبي البركات عبد الرحمن بن محمد الانباري النحوي شيئاً من مصنفاته سمع منه ببغداد وسمع منه جماعة من أهلها انتهى كلامه. وكان فقيهاَ فاضلاً أصله من العراق من السندية تفقه بالمدرسة النظامية ببغداد وسمع الحديث ورواه وتولى القضاء بالسلامية وهي بلدة بأعمال الموصل مدّته بها وغلب عليه النظم ونظمه رائق فمن شعره :
لا تنسبونـي يا ثقاتي إلى أقسمت بالذاهب من عيشنا إني على عـهدكم لم أحل غدر فليس الغدر من شيمتي وبالـمسرات الـتي ولـّت وعقـدة الـميثاق ما حلـّت
ومن شعره أيضا :
جود الكريم إذا ما كان عن عدة ان السحائب لا تجدي بـوارقها وقد تأخّر لم يسلم مـن الـكدر نفعاً إذا هي لم تمطر على الأثر


(25)
وما طل الوعد مذموم وان سمحت يا دوحة الجود لا عتب على رجل يداه من بعد طول المطل بالبُدر يهزها وهو محتاج الى الثمر
    وكان بالبوازيج وهي بليدة بالقرب من السلامية زاوية لجماعة من الفقراء إسم شيخهم مكي فعمل فيهم :
الا قل لمكي قول النصوح متى سمع الناس في دينهم وأن يأكل المرء أكل البعير ولو كان طاوي الحشا جائعاً وقالوا سكرنا بحب الاله كذاك الحمير إذا أخصبت فحق النصيحة أن تستمع بأن الغِنا سُنّةٌ تتبع ويرقص في الجمع حتى يقع لما دار من طرب واستمع وما أسكر القوم إلا القصع ينقزّها ريّها والشبع
    ذكره ابو البركات بن المستوفى في تاريخ إربل وأثنى عليه وأورد له مقاطيع عديدة ماتبات جرت بينهما وذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال شابٌ فاضل ومن شعره قوله :
أقول له صلني فيصرف وجهه فان كان خوف الأثم يكره وصلتي كأني أدعوه لفعل محرّم فمن أعظم الآثام قتلة مسلم
    توفي يوم الخميس ثالث شهر ربيع الآخر سنة عشر وستمائة بالسلامية رحمه الله تعالى ، وكان له ولد اجتمعتُ به في حلب وأنشدني من شعره وشعر أبيه كثيراً وكان شعره جيّداً ويقع له المعاني الحسنة ، والسلامية بفتح السين المهملة وتشديد اللام وبعد الميم ياء مثناة من تحتها ثم هاء وهي بليدة على شط الموصل من الجانب الشرقي أسف الموصل بينهما مسافة يوم فالموصل في الجانب الغربي وقد خربت السلامية القديمة التي كان الظهير قاضيها وأنشئت بالقرب منها بليدة أخرى وسموها السلامية أيضا.


(26)
المتوفي سنة 614
بنـي عمــّنا إن يـوم الغدير أبونا علـيّ وصـيّ الـرسول لكم حـرمـة بـانتساب إلـيه لإن كـان يـجـمعنـا هـاشم وإن كنتم كـنجـوم السمــاء ونـحـن بـنو بنتـه دونــم حمـاه أبـونـا أبو طـالـب وقـد كـان يكـتم إيـمانــه واي الـفضايـل لـم نـحوها قَفونـا محـمد فـي فـعـلـه هدى لـكم الملك هدي العروس ورثنـا الـكـتاب وأحـكامـه فإن تفـزعـوا نحـو أوتاركم أشرب الخمـور وفعـل الفجور يشـهـد للـفـارس المـعلم ومن خصّـه بـاللوا الأعظم وها نحـن مـن لحمه والدم فأين الســنام مـن المنسم ؟ فنحـن الأهـلّـة الأنـجـم ونحـن بنو عـمّـه المسـلم وأسلـم والـناس لـم تـسلم فأمـا الــولاء فـلا يكـتم ببذل النـوال وضرب الكمى ؟ وأنتم قفـوتـم أبـا مـجـرم (1) فكافـيتـمـوه بسـفك الـدم على مفصـح الناس والأعجم فزعنـا إلـى آيـة المحـكم مـن شيـم النـفـر الأكـرم (2)

1 ـ يعني أبا مسلم الخراساني عبد الرحمن القائم بالدعوة العباسية سنة 129.
2 ـ عن الحدائق الوردية.


(27)
قتلتم هداة الورى الطاهرين فخرتم بمـلك لـكم زايـلٍ ولا بدّ للملـك من رجـعةٍ إلى النفر الـشم أهل الكسا كفعل يزيد الـشقيّ العمى يقصّر عن ملـكنا الأدوم إلى مسلك المـنهج الأقوم ومن طلب الحـق لم يظلم
    هذه الأبيات نظمها المترجم له في جمادي الاولى سنة 602 يعارض بها قصيدة ابن المعتز الميميّة التي أوّلها :
بني عمّنا ! ارجعوا ودّنا لنا مفخر ولـكم مفخـر فأنتم بنوا بنـته دونـنا وسيروا على السنن الأقوم ومن يؤثر الحق لـم يندم ونحن بنوا عـمّه المسلـم
    وقوله :
عجـبت فهل عجبـت لفيض دمـع ومـا يغنيـك مـن طلـل محـيلٍ فـعـدن عـن المـنازل والتّصابي فيـا لـك موقـفـاً مـا كان أسنى لقــد مـال الكـنام معـاً علـينا هـديـنـا الـناس كلّـهم جمـيعاً فـكان جـزاؤنا مـنهـم قـراعـاً ثـم قـتلـوا أبا حـسـن عـلـيّاً وهم حَضروا الفـرات علـى حسين لموحشة على طـلل ورسـم لـهنـدٍ أو لجـمل أو لـنعم وهـات لنا حديث غدير خم ولكن مـرّ فـي آذان صـمّ كأنّ خروجـنا من خلف ردم وكـم بين المـبيّن والمعـمّى ؟ ببيـض الهند في الرهج الأجمّ وغـالوا سبطه حسـناً بسـمّ ومـا صابوه من نصل وسهم

>في الحدائق الوردية.

(28)
    أبو الحسن المنصور بالله ولد سنة 561 وتوفي سنة 614.
    هو الامام المنصور بالله عبد الله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة ابن هاشم بن الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن ابى محمد عبد الله بن الحسين بن ترجمان الدين القاسم بن اسماعيل بن ابراهيم طباطبا بن الحسن بن الحسن بن الامام علي بن ابي طالب عليه السلام.
    أحد أئمة الزيدية في ديار اليمن ، ألّف كتباً ممتعة في شتى المواضيع من الفقه وأصوله والكلام والحديث والمذهب والادب. ذكر الشيخ الاميني جملة منها وقال : انه قرن بين شرف النسب والمجد المكتسب وضمّ الى شرفه الوضاح علما جماً والى نسبه العلوي الشريف فضائل كثيرة جمع بين السيف والقلم فرفّ عليه العلم والعَلم ، فأصبح إمام اليمن في المذهب ، وفي الجبهة والسنام من فقهائنا ، كما أنه عدّ من أفذاذ مؤلفيها وأشعر الدعاة من أئمتها بل أشعر أئمة الزيدية على الاطلاق كما قال صاحب الحدائق ونسمة السحر.
    وكان آية في الحفظ. قرأ في الأصولين على حسام الدين أبي محمد الحسن بن محمد الرصاص وألّف كتباً ممتعة في شتى المواضيع من الفقه واصوله والكلام والحديث والمذهب والادب منها :
    1 ـ صفوة الاختيار في اصول الفقه.
    2 ـ الشافي في اصول الدين. اربعة اجزاء.
    3 ـ الاجوبة الكافية بالادلة الوافية.


(29)
    4 ـ الاختيارات المنصورية في المسائل الفقهية.
    5 ـ كتاب الفتاوي ، مرتب على كتب الفقه.
    6 ـ الرسالة الحاكمة بالادلة العالمة.
    7 ـ العقيدة النبوية في الاصول الدينية.
    8 ـ الرسالة النافعة بالادلة القاطعة.
    9 ـ الرسالة الناصحة بالادلة الواضحة ، في جزئين ، الاول في اصول الدين والثاني في فضائل العترة الطاهرة.
    10 ـ حديقة الحكم النبوية شرح الاربعين السلفية.
    11 ـ الرسالة الفارقة بين الزيدية والمارقة.
    12 ـ الرسالة الكافية الى أهل العقول الوافية.
    13 ـ الرسالة القاهرة بالادلة الباهرة في الفقه.
    14 ـ الجوهرة الشفافة في جواب الرسالة الطوافة (1).
    وغير ذلك من المؤلفات التي جاء ذكرها في كتب السيرة.
    كان المترجم يجاهد ويجادل دون دعايته في الامامة ، وله في ذلك مواقف ومجاهدات ، وكان بدء دعوته سنة 593 في شهر ذي القعدة ، وبايعه الناس في ربيع الأول سنة 594 وأرسل دعاته الى خوارزم شاه المتوفي 622 وتلقاهم السلطان بالقبول والاكرام ، واشغل ردحا من الزمن منصة الزعامة في الديار
1 ـ والطوافة رسالة أنشأها رجل متفلسف أشعري مصري تحتوي على نيف وأربعين مسألة في أصول الدين.

(30)
اليمنيّة الى أن توفي سنة 614 وكانت ولادته سنة 561 ومن مختار ما رثي به قصيدة ولده الناصر لدين الله أبي القاسم محمد بن عبد الله.
    وفي الحدائق الوردية ترجمة ضافية للمترجم له في ستين صحيفة تحتوي على جملة من كتاباته وخطاباته في دعاياته وجهاده وشطراً وافياً من شعره في مواضيع متنوعة.
ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: فهرس