ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: 106 ـ 120
(106)
مدائحي وقف على الكاظم ومن كموسـى أو كـآبائه فما على العاذل واللائم أو كعلي وإلـى القائم
    وقوله من قصيدة في مدح الرضا عليه السلام :
والثم الأرض إن مررت على وأبلغـنه تـحية وسـلامـاً مشهد خير الورى علي بن موسى كشذى المسك من علي بن عيسى
    وقوله من قصيدة في مدح الجواد عليه السلام :
حماد حماد للمثني حمـّاد إمام هدىً له شرف ومجد على آلاء مولانا الجواد أقرّ به الموالي والمعادي
    وقوله من قصيدة في مدح الهادي عليه السلام :
يا أيهـذا الرائح الـغادي وقل سلام الله وقفٌ على عرّج على سيدنا الهادي مستخرج من صلب أجواد
    وقوله من قصيدة في مدح العسكري عليه السلام :
عرّج بسامراء والثم ثرى على وليّ الله في عصره أرض الإمام الحسن العسكري وابن خـيار الله في الأعصر
    وقوله من قصيدة في مدح المهدي عليه السلام :
عداني عن التشبيب بالرشأ الأحوى غرامي بـناء عن عناني وفكرتي وعن بانتي سلعٍ وعن عَلَمي حزوى تمثله للقلـب فـي السر والـنجوى


(107)
من النفـر الغـرّ الـذين تـملّكوا هم القوم من أصفاهم الودّ مخلصاً هم القوم فاقوا العالميـن مـآثراً من الشرف العاديّ غايته القصوى تمسّك في أخراه بالسبب الأقـوى محاسنها تـجلى وآيـاتهـا تروى
    قال الشيخ القمي في الكنى والالقاب : بهاء الدين ابو الحسن علي بن عيسى بن ابي الفتح الاربلي من كبار العلماء الامامية ، العالم الفاضل الشاعر الاديب المنشئ النحرير والمحدث الخبير ، الثقة الجليل ، ابو الفضائل والمحاسن الجمة صاحب كتاب كشف الغمة في معرفة الائمة ، فرغ من تصنيفه سنة 687 وله ديوان شعر وعدة رسائل.
    ملاحظة :
    لا يخفى انه غير الوزير الكبير أبي الحسن علي بن عيسى بن داود البغدادي الكاتب وزير المقتدر والقاهر ، قال في ضافي ترجمته كان غنياً شاكراً صدوقاً ديناً خيراً صالحاً عالماً من خيار الوزراء وهو كثير البرّ والمعروف والصلاة والصيام ومجالس العلماء توفي سنة 334.
    وقال الشيخ الاميني : بهاء الدين ابو الحسن علي بن فخر الدين عيسى بن ابي الفتح الاربلي نزيل بغداد ودفينها. فذّ من أفذاذ الأمّة ، وأوحدي من نياقد علمائها بعلمه الناجع وأدبه الناصع يتبلج القرن السابع ، وهو في أعاظم العلماء قبلة في أئمة الأدب ، وان كان به ينضّد جمان الكتابة ، وتنظّم عقود القريض ، وبعد ذلك كلّه هو أحد ساسة عصره الزاهي ، ترنحت به اعطاف الوزارة وأضاء دستها ، كما ابتسم به ثغر الفقه والحديث ، وحميت به ثغور المذهب ،


(108)
وسفره القيّم ـ كشف الغمّة ـ خير كتاب اخرج للناس في تاريخ أئمة الدين ، وسرد فضايلهم ، والدفاع عنهم ، والدعوة اليهم. وهو حجّةٌ قاطعة على علمه الغزير ، وتضلعه في الحديث ، وثباته في المذهب ونبوغه في الأدب ، وتبريزه في الشعر ، حشره الله مع العترة الطاهرة صلوات الله عليهم ، قال الشيخ جمال الدين احمد بن منيع الحلّي مقرّظاً الكتاب :
ألا قل لجـامع هـذا الـكتـاب وأظهرت من فضل آل الرسول يميناً لقد نلتَ اقصى المراد بتأليفه ما يسوء الأعـادي
    مشايخ روايته والرواة عنه :
    يروي بهاء الدين عن جمع من أعلام الفريقين منهم :
    1 ـ سيدنا رضيّ الدين جمال الملة السيد علي بن طاوس المتوفي 664.
    2 ـ سيدنا جلال الدين علي بن عبد الحميد بن فخار الموسوي أجاز له سنة 676.
    3 ـ الشيخ تاج الدين أبو طالب علي بن أنجب بن عثمان الشهير بابن الساعي البغدادي السلامي المتوفي 674. يروي عنه كتاب ـ معالم العترة النبويّة العليّة ـ تأليف الحافظ أبي محمد عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي المتوفي 611 كما في كشف الغمّة ص 135.
    4 ـ الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي المتوفي سنة 658 ، قرأ عليه كتابيه : كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب والبيان في أخبار صاحب الزمان. وذلك باربل سنة 648 وله منه إجازة


(109)
بخطّه وينقل عن كتابه « الكفاية » كثيراً في كشف الغمّة.
    5 ـ كمال الدين أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن وضاح نزيل بغداد الفقيه الحنبلي المتوفي 672 ، يروي عنه بالإجازة وممّا يروي عنه كتاب ـ الذريّة الطاهرة تأليف ابي بشر محمد بن أحمد الأنصاري الدولابي المتوفي سنة 320 ، وكان مخطوطاً بخطّ شيخه إبن وضاح المذكور ، كشف الغمّة 109.
    6 ـ الشيخ رشيد الدين أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن عمر بن أبي القاسم قرأ كتاب ـ المستغيثين ـ « في كشف الظنون المستعين بالله » تأليف أبي القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال الأنصاري القرطبي المتوفي 578 ، والشيخ رشيد الدين قرأ ـ المستغيثين ـ على محيي الدين أبي محمد يوسف بن الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي وهو يرويه عن مؤلفه إجازة قال المترجم له في « كشف الغمّة » ص 224 : كانت قراءتي عليه في شعبان من سنة ست وثمانين وستمائة بداري المطلة على دجلة ببغداد.
    وينتقل كثيراً عن عدّة من تآليف معاصره منها : تفسير الحافظ أبي محمد عبد الرزاق عز الدين الرسعني الحنبلي المتوفي 661 ، كانت بينه وبين المترجم له صداقة وصلة ، راجع الجزء الأول من كتابنا هذا ص 220.
    ومنها : مطالب السؤول تأليف أبي سالم كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي كما أسلفناه في ترجمته ص 415 من هذا الجزء.
    ومنها تآليف شيخنا الأوحد قطب الدين الراوندي ويروي عنه جمعٌ من أعلام الفريقين منهم :
    1 ـ جمال الدين العلامة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر كما في إجازة شيخنا الحر العاملي صاحب « الوسائل ».


(110)
    الشيخ رضي الدين علي بن المطهّر كما في إجازة السيد محمد بن القاسم ابن معيّة الحسيني للسيد شمس الدين.
    3 ـ السيد شمس الدين محمد بن فضل العلوي الحسني.
    4 ـ ولده الشيخ تاج الدين محمد بن علي.
    5 ـ الشيخ تقي الدين بن إبراهيم بن محمد بن سالم.
    6 ـ الشيخ محمود بن علي بن أبي القاسم.
    7 ـ حفيده الشيخ شرف الدين أحمد بن الصدر تاج الدين محمد بن علي.
    8 ـ حفيده الآخر الشيخ عيسى بن محمد بن علي أخو الشرف المذكور.
    9 ـ الشيخ شرف الدين أحمد بن عثمان النصيبي الفقيه المدرّس المالكي.
    10 ـ مجد الدين أبو الفضل يحي بن علي بن المظفر الطيبي الكاتب بواسط العراق قرأ على المترجم شطراً من كتابه « كشف الغمّة » وأجاز له ولجمع من الأعلام المذكورين سنة 691.
    وممن قرأ عليه.
    11 ـ عماد الدين عبد الله بن محمد بن مكي.
    12 ـ الصدر الكبير عز الدين أبو علي الحسن بن ابي الهيجا الاربلي.
    13 ـ تاج الدين أبو الفتح بن الحسين بن أبي بكر الاربلي.


(111)
    14 ـ المولى امين الدين عبد الرحمن بن علي بن ابي الحسن الجزري الموصلي.
    15 ـ الشيخ حسن بن إسحق بن ابراهيم بن عباس الموصلي.
    له ذكره الجميل في أمل الآمل. ورياض العلماء. ورياض الجنة في الروضة الرابعة. وروضات الجنات. والأعلام للزركلي. وتتميم الأمل لابن ابي شبانة. والكنى والألقاب. والطليعة في شعراء الشيعة.
    قال إبن الفوطي في « الحوادث الجامعة » ص 341 : وفي سنة 657 وصل بهاء الدين علي بن الفخر عيسى الاربلي الى بغداد ، ورتب كاتب الإنشاء بالديوان وأقام بها الى ان مات وقال في ص 480 : انه توفي ببغداد سنة 693. وقال في ص 278 : انه تولى تعمير مسجد معروف سنة 678. وذكر له ص 38 من قصيدته التي يرثي بها معلم الأمة شيخنا خواجه نصير الدين الطوسي والملك عز الدين عبد العزيز :
ولما قضى عبد العزيز بن جعفر جزعت لفقدان الأخلاء وانبرت وجاشت اليّ النفس حزناً ولوعةً وأردفه رزء الـنصير مـحمد شؤوني كمرفـض الجمان المبدّد فقلت : تعزّي واصبري فكأن قدِ
    وقال في صحيفة 366 : وفي خامس عشر من جمادى الآخرة ركب علاء الدين صاحب الديوان لصلاة الجمعة فلما وصل المسجد الذي عند عقد مشرعة الأبريين ، نهض عليه رجلٌ وضربه بسكين عدّة ضربات فانهزم كل من كان بين يديه من السرهنكيّة وهرب الرجل أيضاً فعرض له رجل حمال كان قاعداً بباب غلة ابن تومة وألقى عليه كساءه ولحقه السرهنكيّة فضربوه بالدبابيس وقبضوه ، واما الصاحب فأنه ادخل دار بهاء الدين ـ المترجم له ـ ابن الفخر


(112)
عيسى وكان يومئذ يسكن في الدار المعروفة بديوان الشرابي لما عرف بذلك خرج حافياً وتلقاه ودخل بين يديه وأحضر الطبيب فسبر الجرح ومصّه فوجده سليماً من السم.
    وذكر في ص 369 من إنشاءه كتاب صداق كتبه في تزويج الخواجة شرف الدين هارون بن شمس الدين الجويني بابنة أبي العباس أحمد بن الخليفة المستعصم في جمادي الآخرة سنة 670.
    وترجمه الكتبي في ـ فوات الوفيات ـ 2 ص 83 وقال : له شعرٌ وترسل وكان رئيسا كتب لمتولّي أربل من صلايا ؛ ثم خدم ببغداد في ديوان الإنشاء أيام علاء الدين صاحب الديوان ؛ ثم إنّه فتر سوقه في دولة اليهود ، ثم تراجع بعدهم وسلم ولم ينكب إلى أن مات سنة 692 ، وكان صاحب تجمّل وحشمة ومكارم أخلاق وفيه تشيّع ، وكان أبوه والياً باربل ، ولبهاء الدين مصنّفات أدبيّة مثل : المقالات الأربع. ورسالة الطيف : المشهورة وغير ذلك ، وخلف لمّا مات تركةً عظيمةً ألفي ألف درهم تسلّمها ابنه أبو الفتح ومحقها ومات صعلوكاً ومن شعر بهاء الدين رحمه الله
أي عذر وقـد تـبدّى العذار فأقلا إن شـئتـما أو فزيـدا هل مجيرٌ من الغرام ؟ وهيها يا بديع الجمال قد كثرت فيــك إن ثناني تجلّـدٌ واصـطـبار ليس لي عن هوى الملاح قرارُ ت أسير الغرام ليـس يجـارُ اللواحي وقلـّت الأنصار
    وترجمه صاحب « شذرات الذهب » ج 5 : 383 بعنوان بهاء الدين ابن الفخر عيسى الأربلي وعدّه من المتوفّين في سنة 683 وأحسبه تصحيف 693. وجعلوه في فهرست الكتاب : عيسى بن الفخر الأربلي. زعماً منهم بأن عيسى


(113)
في كلام المصنّف بدل من قوله بهاء الدين.
    وذكره سيدنا صاحب « رياض الجنّة » وقال : إنه كان وزيراً لبعض الملوك وكان ذا ثروة وشوكة عظيمة فترك الوزارة واشتغل بالتأليف والتصنيف والعبادة والرياضة في آخر أمره ، وقد نظم بسبب تركه المولى عبد الرحمن الجامي في بعض قصائده بقوله. ثم ذكر خمسة عشر بيتاً باللغة الفارسية ضربنا عنها صفحاً. والقصيدة على انّها خاليةٌ من اسم المترجم ومن الايعاز إليه بشيء يعرفه تعرب عن أن الممدوح بها غادر بيئة وزارته إلى الحرم الأقدس وأقام هناك إلى أن مات. ومرّ عن ابن الفوطي : أن المترجم كان كاتباً إلى أن مات ، وكون وفاته في بغداد ودفنه بداره المطلّة على دجلة في قرب الجسر الحديث من المتسالم عليه ولم يختلف فيه اثنان ، وكان قبره معروفاً يزار إلى أن ملك تلك الدار في هذه الآونة الأخيرة من قطع سبيل الوصول إليه وإلى زيارته ، والناس مجزيّون بأعمالهم إن خيراً فخير وإن شرّاً فشر (1). توجد جملةٌ كبيرةٌ من شعره في العترة الطاهرة صلوات الله عليهم في كتابه « كشف الغمّة » منها في ص 79 من قصيدة مدح بها أمير المؤمنين عليه السلام وأنشدها في حضرته قوله :
سل عن عليّ مقامات عـرفـن به بدراً واحداً وسل عنه هوازن فـي واسئل به إذ أتى الأحـزاب يقدمهم شدّت عرى الدين في حلّ ومرتحل أوطاس واسئل به في وقعة الجمل عمرو وصفّين سل إن كنت لم تسل

1 ـ اقول كنا عندما نذهب الى بغداد وننزل في الدار التي يشير اليها الشيخ وهي اليوم فندق للمسافرين : يسمى بـ ( فندق الوحيد ) نقرأ الفاتحة للوزير الاربلي إذ أن قبره يقع في غرفة من غرف الفندق وعلامته قطعة من الكاشي الابيض يتميّز عن كاشي الغرفة.

(114)
مآثـر صـافحت شـهب النجوم علاً وسنـّة شـرعـت سبل الهدى وندى كم مـن يد لك فـينـا أبـا حـسن ! وكم كشـفت عـن الاسـلام فـادحة وكم نـصرتَ رسـول الله منصلتـاً ورُبّ يوم كظل الـرمـح ما سكنت ومأزق الحرب ضـنكٌ لا مـجال به والنـقـع قد ملأ الأرجـاء عثـيـره جلوته بشـبا البـيض القواضـب و بذلت نفسـك فـي نـصر النبي ولم وقمت منفرداً كالـرمـح منـتصـباً تروي الجيوش بعزم لو صدمت بـه يا أشرف الناس من عرب ومن عجم يا مَن بـه ! عرف الناس الهدى وبه يا فارس الخيل ! والأبـطال خاضعة يا سيد الناس ! يا مـن لا مثيـل له ! خذ مـن مديـحي ما أسطيعه كرماً وسوف أهـدي لكـم مـدحاً أُحبّره مشيدة قد سمت قـدراً عـلى زحـل أقام للطـالب الـجـدوى على السبل يفوق نائـلها صـوب الحـيا الهطل ؟ أبدت لتـغرس عـن أنيابـها العضل ؟ كالسـيف عُرّي مـتناه مـن الـخلل نفس الـشجاع به من شـدة الـوهل ومنهل الموت لا يُـغني عـن النهل فصار كالجبل الموفي علـى الـجبل الجرد الـسلاهـب والعسـالة الذبل تبخل وما كنـت فـي حال أخا بخل لنـصـره غيـر هـيّاب ولا وكـل صمّ الصفا لهـوى مـن شامخ القلل وأفـضل الـناس في قول وفي عمل ترجى السلامة عـند الحـادث الجلل يا من ! لـه كلُ خـلق الله كالخـول يا من ! مـناقبه تـسري سُرى المثل فإن عجـزت فإن العـجز من قبلـي إن كنت ذا قـدرةٍ أو مـدّ في أجـلي
    وقال في الأئمة المعصومين عليهم السلام أجمعين :
أيها السـادة الأئـمة أنــتم قد سموتم الى العلى فافترعتم خـيرة الله اولا وأخيرا بمزاياكم المحل الخطيرا


(115)
أنزل الله فيكـم هـل أتـى نـصّا مَن يجـاربكـم وقـد طهر الله تعا لـكـم سـؤدد يـقـرره القـرآن ان جـرى البرق في مداكم كبا من واذا أزمـة عرت واسـتـمـرت بسطـوا للـندى أكفــّا سـباطـا وأفـاضـوا علـى البرايا عطايـا فتراهـم عـند الأعـادي لـيـوثا يمنـحون الـولـي جـنة عـدن يطـعمون الطعام في العسر واليسر لا يـريدون بـالعطــاء جـزاءا فكفـاهـم يـومـا عبوسا واعطا وجـزاهـم بصبرهم وهـو أولى واذا مـا ابـتدوا لفـصل خطاب بخلـوا الغــيث نائلا وعطـاءا يخلـفون الـشمـوس نورا واشرا أنـا عبـد لـكـم أديـن بحـبي عـالـم اننـي اصـبـت وان الله مال قلبي اليكـم في الصبى الغض وتـوليتـكم ومـا كان فـي اهلي أظـهر الله نوركـم فاضاء الأفق فـهـدانـي اليـكـم الله لـطفـا جليا في فـضلكـم مسـطـورا لـى أخـلاقـكـم تطـهـيـرا في نـفـس سـامـع تقـريـرا دون غايـاتـكم كلـيلا حـسيرا فـترى للعضاة فـيها صـريرا ووجوها تحكي الصباح المـنيرا خلفـت فيهـم السحاب المطيرا وتراهـم عـند العـفاة بـحورا والعدوّ الشـقي يـصلى سعـيرا يـتـيـما وبـائـسا وفـقيـرا محبطـا أجـر برّهم أو شكورا هم على البر نـضرة وسـرورا من جزى الخير جـنة وحريـرا شرفوا منبرا وزانـوا سـريـرا واستخـفوا يلـملـما وثبـيـرا قا وفي الـليل يخجلون الـبدورا لكـم الله ذا الـجلال الـكبـيرا يولي لطفا وطـرفـا قـريـرا واحبـبتـكم وكنـت صـغيرا وليٌ مـثلي فجـئت شهـيـرا لمـا بـدا وكنـت بصـيـرا بي ومـا زال لي وليا نصـيرا


(116)
كم أياد أولي وكـم نعمة أسدى امطرتني منه سحائـب جـود وحماني مـن حادثات الـليالي لو قطعت الزمان في شكر أدنى فـله الحـمد دائـما مسـتمرا وعليكم أعلـى الصلاة وأغلى فلي أن أكـون عبـدا شكورا عاد عودي بهن غصنا نضيرا فعدتـني مؤيـدا مـنصـورا ما حبـاني به لكـنت جـديرا وله الـشـكر أولا وأخـيـرا المدح فـيكم ولـم أجده كثيرا
    ومن شعره كما في مخطوط سمير الحاظر ومتاع المسافر للمرحوم الشيخ علي كاشف الغطاء.
كيف خلاصي من هوى شادن بعاده نـاري الـتي تـتـقى ما اتسعت طرق الهوى فيه لي حكّمه الحسن على مهجتي وقربه لو زارنـي جنتـي إلا وضاقت في الجفا حيلتي
    وله :
وجهه والقوام والشـعر بدرتم على قضيب عليه الأسود في بهجة الجبين النضير ليل دجن من فوق صـبح منير
    وله :
تهددني الدهر الخؤن بما دهى إذا رمتُ من يَشفي الفؤاد بطبّه وينقض من بعد الوثوق عهودي فيوميّ سبتٌ ، والطبيب يهودي (1)

1 ـ الجزء الأول ص 90.

(117)
    ومن شعره
غزال النقا لولا ثنـايـاك واللـمى ولولا معـان فيك أو جبن صبـوتي أيا جنّة الحـسن الـذي غادر الحشا جريت على رسم من الجور واضح أمالك رقى كـيف حلـلتَ جفـوتي وحرمت من حلو الوصـال محـللا بحسن التثني رقّ لـي مـن صبابة ورفقا بمن غادرتـه غـرض الردى كلفت بساجي الطرف أحوى مهفهف يفوق الظبا والغصـن حسـنا وقامة فـناظره في قصـتي ليس نـاظراً ومشرف صدغ ظل في الحكم جائراً وعـارضه لـم يرثِ لي من شكاية لما بتُّ صبـّاً مستهـاماً متـيّــما لما كنتُ من بعد الثـمانـين مـغرما بفرط التجافي والصـدود جهنـمـا أما آن يـوما أن تـرقّ وتـرحمـا وعدت لقـتلـي بالبعـاد متـمـما وحللـت من مـر الجفاء مـحرّمـا اسلتَ بهـا دمعـي على وجنتي دما إذا زار عـن شحـط بلادك سلـما يميس فينـسيك القضـيب الـمنعما وبدر الدجى والبرق وجما ومبسـما وحاجبه في قتـلتـي قد تحـكـما وعـامل قـدٍّ بـان أعـدى وأظلما فنمّـت دمـوعـي حين لاح منمنما (1)
    وقال يرثيه عليه السلام.
إن في الرزء بالحسين الشهيد إن رزء الحسيـن أضرم ناراً إن رزء الحسيـن نجل عليّ لعناءٌ يـودي بقـلب الـجليد لا تني في القلوب ذات وقود هدّ ركنا ما كـان بالمـهدود

1 ـ عن الوافي بالوفيات ج 2 ص 137.

(118)
حـادث احـزن الـولـي وأضنـاه يا لها نكبة اباحت حـمى الصـبـر ومـصابا عـمّ الـبريّة بالـحـزن يا قتـيلاً ثـوى بقتـلـته الـديـن ووحيـداً فـي معشـر مـن عـدوٍّ ونزيفـاً يسـقـى المنـية صـرفـاً وصـريعـا تبكي الـسماء علـيـه وغريـباً بـين الاعـادي يـعانـي قتـلوه مـع علـمهـم انـه خـير واسـتباحـوا دم النـبـي رسـول واضاعوا حـق الرسـول التـزاما واتوهـا صـماء شوهـاء شنعـاء وجروا في العمى الى غاية القصوى اسخطوا الله فـي رضي ابن زيـاد وارى الحـر كـان حــراً ولـكن وخـطـب اقـرّ عيـن الحسـود وأجرت مـدامعا فـي الـخـدود واغـرى الـعيـون بالتـسهـيد وأمسـى الاسـلام واهى العـمود لهف نفسي علـى الـفريد الوحيد ظاميـاً يـرتـوي بماء الوريـد فتروي بـالدمـع ظـامى الصعيد منـهم ما يشـيب راس الـولـيد البـرايا مـن سـيـد ومـسـود الله اذ اظـهروا قـديـم الحقـود بـطـلـيق ورغـبة بـطـريـد اكانـت قلـوبـهم مـن حـديـد امـا كـان فيـهـم مـن رشـيد وعـصـوه اطــاعـة لـيزيد ابن سعد فـي الخزي كابن سعيد (1)
    وقال يذكر الحسين بن علي عليهما السلام.
الا ايهـا العـادون ان امـامكم وموقف حكم والخصوم محمد وان عليا في الخصـام مؤيد فماذا تردّون الجـواب عليهم مقام سؤال والـرسول سؤول وفاطمة الزهـراء وهي ثكول له الحق فيـما يدعي ويـقول وليس الى ترك الجواب سبيل

1 ـ عن كشف الغمة في معرفة الائمة لعلي بن عيسى الاربلي.

(119)
وقد سـؤتمـوهـم في بنـيهم تقلهم ولا يرتجى فـي ذلك اليـوم شـافع ومن كان في الحشر الرسول خصيمه وكان عليكم واجـبا فـي اعتـقادكم فـانـهـم آل النـبـي وأهـلــه مناقبـهم بـين الـورى مستنيـرة مناقب جـلت ان يحاط بحصـرها منـاقب وحـي الله اثبـتهـا لـهم مناقب مـن خـلق النـبي وخلقـه ووزر الذي أحـدثتمـوه ثــقيل سوى خصمكم والشرح فـيه يطول فان لـه نـار الجـحيـم مقـيل رعايتهم ان تـحسـنوا وتنـيلوا ونهج هداهم بـالنجـاة كـفـيل لهـا غـرر مجـلوّة وحجـول نمتـها فروعٌ قد زكـت واصول بما قام منـهم شـاهـد ودلـيل ظهـرن فمـا يغـتالهـن أفول
    وقال يرثيه عليه السلام من بعد مدح ابيه عليه السلام.
واذا مـا الشباب ولّى فما أنـت فاتباع الهوى وقد وخط الشـيب فاله عن حاجرَ وسلع ودع وصل وتـعـرض الـى ولاء انـاسٍ خيرة الله فـي الانـام ومَن وجه امنـاء الله الـكـرام واربـاب المفيدون حيـن يخـفق سـعي كرموا مولـدا وطابوا اصـولا عترة المصطفـى وحسبك فخرا بعلي شيدت مـعالـم ديـن الله علـى فعل اهلـه معـذور وأودى غضّ الشباب غرور الغواني فوصـلهنّ قصـير حبل معروفهم قوي مريـر مـواليـهم بـهـيّ مـنير المعـالي ففضلهـم مشهور والمجيـرون إذ يعز المجير فبطـون زكيـةٌ وظهـور ايها السائلى البشيـر النذير والارض بالـعنـاد تـمور


(120)
وبـه ايــّد الاله رســول الله وبـاسـيـافــه اقيمت خـدود وبـاولاده الهـداة الـى الـحـق سـل حنيـنا عنـه وبـدرا فمـا اذ جـلا هبـوة الخطوب وللـحر اسـد مـا له اذا اسـتفــحل البا ثابت الجاش لا يروعـه الخـطب أعرب السيف منه اذ اعجم الرمح عزمات امضى من القدر المحتوم ومزايا مفـاخـر عطـّر الافـق واحاديث سؤدد هـي فـي الدنيا وتَرَ المشركين يـبغي رضي الله حـسدوه عـلى مـآثـر شتـى كتموا داء دخلهم وطـووا كشحا ورمـوا نجـله الحسـين باحقاد لهف نفسي طول الـزمان وينمى لهف نفسي عليه لهـف حزيـن اسفا غـير بـالغ كنـه ما القى يا لها وقعة قد شمـل الاسـلام ليث غاب تعـيـث فـيه كلاب يـا بنـي احـمـد نـداء وليٍّ لكم صـدق ودّه وعـلى أعـدا اذ ليس في الانـام نـصـير صعرت برهة وجزت نـحور اضاء المسـتبـهم الديجـور يخبر عما سـالـت الا الخبير ب زناد يشـب منـها سعـير س سوى رنـة السـلاح زئير ولا يعـتريـه فـيه فـتـور لان الـعدى الـيه سـطـور يجـري بحكـمه الـمـقدور شذاهـا وقيـل فيـها عبيـر على رغم حاسديـه تـسـير تعـالـى وانـه مـوتــور وكفاهم حـقداً علـيه الغـدير وقالـوا صرف الليالي يـدور تبـوخ النـيران وهـي تفور الحزن عندي اذا أتـى عاشور ظل صرف الردى عليه يجور وحزنا تضـيق مـنه الصدور منها رزؤ جـلـيل خـطـير وعظيـم سطـا علـيه حقـير مخلـص جهـره لكم والضمير كـم سـيف نـطـقه مشـهور
ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: فهرس