|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
(106)
(107)
ملاحظة : لا يخفى انه غير الوزير الكبير أبي الحسن علي بن عيسى بن داود البغدادي الكاتب وزير المقتدر والقاهر ، قال في ضافي ترجمته كان غنياً شاكراً صدوقاً ديناً خيراً صالحاً عالماً من خيار الوزراء وهو كثير البرّ والمعروف والصلاة والصيام ومجالس العلماء توفي سنة 334. وقال الشيخ الاميني : بهاء الدين ابو الحسن علي بن فخر الدين عيسى بن ابي الفتح الاربلي نزيل بغداد ودفينها. فذّ من أفذاذ الأمّة ، وأوحدي من نياقد علمائها بعلمه الناجع وأدبه الناصع يتبلج القرن السابع ، وهو في أعاظم العلماء قبلة في أئمة الأدب ، وان كان به ينضّد جمان الكتابة ، وتنظّم عقود القريض ، وبعد ذلك كلّه هو أحد ساسة عصره الزاهي ، ترنحت به اعطاف الوزارة وأضاء دستها ، كما ابتسم به ثغر الفقه والحديث ، وحميت به ثغور المذهب ، (108)
وسفره القيّم ـ كشف الغمّة ـ خير كتاب اخرج للناس في تاريخ أئمة الدين ، وسرد فضايلهم ، والدفاع عنهم ، والدعوة اليهم. وهو حجّةٌ قاطعة على علمه الغزير ، وتضلعه في الحديث ، وثباته في المذهب ونبوغه في الأدب ، وتبريزه في الشعر ، حشره الله مع العترة الطاهرة صلوات الله عليهم ، قال الشيخ جمال الدين احمد بن منيع الحلّي مقرّظاً الكتاب :
يروي بهاء الدين عن جمع من أعلام الفريقين منهم : 1 ـ سيدنا رضيّ الدين جمال الملة السيد علي بن طاوس المتوفي 664. 2 ـ سيدنا جلال الدين علي بن عبد الحميد بن فخار الموسوي أجاز له سنة 676. 3 ـ الشيخ تاج الدين أبو طالب علي بن أنجب بن عثمان الشهير بابن الساعي البغدادي السلامي المتوفي 674. يروي عنه كتاب ـ معالم العترة النبويّة العليّة ـ تأليف الحافظ أبي محمد عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي المتوفي 611 كما في كشف الغمّة ص 135. 4 ـ الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي المتوفي سنة 658 ، قرأ عليه كتابيه : كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب والبيان في أخبار صاحب الزمان. وذلك باربل سنة 648 وله منه إجازة (109)
بخطّه وينقل عن كتابه « الكفاية » كثيراً في كشف الغمّة.
5 ـ كمال الدين أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن وضاح نزيل بغداد الفقيه الحنبلي المتوفي 672 ، يروي عنه بالإجازة وممّا يروي عنه كتاب ـ الذريّة الطاهرة تأليف ابي بشر محمد بن أحمد الأنصاري الدولابي المتوفي سنة 320 ، وكان مخطوطاً بخطّ شيخه إبن وضاح المذكور ، كشف الغمّة 109. 6 ـ الشيخ رشيد الدين أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن عمر بن أبي القاسم قرأ كتاب ـ المستغيثين ـ « في كشف الظنون المستعين بالله » تأليف أبي القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال الأنصاري القرطبي المتوفي 578 ، والشيخ رشيد الدين قرأ ـ المستغيثين ـ على محيي الدين أبي محمد يوسف بن الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي وهو يرويه عن مؤلفه إجازة قال المترجم له في « كشف الغمّة » ص 224 : كانت قراءتي عليه في شعبان من سنة ست وثمانين وستمائة بداري المطلة على دجلة ببغداد. وينتقل كثيراً عن عدّة من تآليف معاصره منها : تفسير الحافظ أبي محمد عبد الرزاق عز الدين الرسعني الحنبلي المتوفي 661 ، كانت بينه وبين المترجم له صداقة وصلة ، راجع الجزء الأول من كتابنا هذا ص 220. ومنها : مطالب السؤول تأليف أبي سالم كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي كما أسلفناه في ترجمته ص 415 من هذا الجزء. ومنها تآليف شيخنا الأوحد قطب الدين الراوندي ويروي عنه جمعٌ من أعلام الفريقين منهم : 1 ـ جمال الدين العلامة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر كما في إجازة شيخنا الحر العاملي صاحب « الوسائل ». (110)
الشيخ رضي الدين علي بن المطهّر كما في إجازة السيد محمد بن القاسم ابن معيّة الحسيني للسيد شمس الدين.
3 ـ السيد شمس الدين محمد بن فضل العلوي الحسني. 4 ـ ولده الشيخ تاج الدين محمد بن علي. 5 ـ الشيخ تقي الدين بن إبراهيم بن محمد بن سالم. 6 ـ الشيخ محمود بن علي بن أبي القاسم. 7 ـ حفيده الشيخ شرف الدين أحمد بن الصدر تاج الدين محمد بن علي. 8 ـ حفيده الآخر الشيخ عيسى بن محمد بن علي أخو الشرف المذكور. 9 ـ الشيخ شرف الدين أحمد بن عثمان النصيبي الفقيه المدرّس المالكي. 10 ـ مجد الدين أبو الفضل يحي بن علي بن المظفر الطيبي الكاتب بواسط العراق قرأ على المترجم شطراً من كتابه « كشف الغمّة » وأجاز له ولجمع من الأعلام المذكورين سنة 691. وممن قرأ عليه. 11 ـ عماد الدين عبد الله بن محمد بن مكي. 12 ـ الصدر الكبير عز الدين أبو علي الحسن بن ابي الهيجا الاربلي. 13 ـ تاج الدين أبو الفتح بن الحسين بن أبي بكر الاربلي. (111)
14 ـ المولى امين الدين عبد الرحمن بن علي بن ابي الحسن الجزري الموصلي.
15 ـ الشيخ حسن بن إسحق بن ابراهيم بن عباس الموصلي. له ذكره الجميل في أمل الآمل. ورياض العلماء. ورياض الجنة في الروضة الرابعة. وروضات الجنات. والأعلام للزركلي. وتتميم الأمل لابن ابي شبانة. والكنى والألقاب. والطليعة في شعراء الشيعة. قال إبن الفوطي في « الحوادث الجامعة » ص 341 : وفي سنة 657 وصل بهاء الدين علي بن الفخر عيسى الاربلي الى بغداد ، ورتب كاتب الإنشاء بالديوان وأقام بها الى ان مات وقال في ص 480 : انه توفي ببغداد سنة 693. وقال في ص 278 : انه تولى تعمير مسجد معروف سنة 678. وذكر له ص 38 من قصيدته التي يرثي بها معلم الأمة شيخنا خواجه نصير الدين الطوسي والملك عز الدين عبد العزيز :
(112)
عيسى وكان يومئذ يسكن في الدار المعروفة بديوان الشرابي لما عرف بذلك خرج حافياً وتلقاه ودخل بين يديه وأحضر الطبيب فسبر الجرح ومصّه فوجده سليماً من السم.
وذكر في ص 369 من إنشاءه كتاب صداق كتبه في تزويج الخواجة شرف الدين هارون بن شمس الدين الجويني بابنة أبي العباس أحمد بن الخليفة المستعصم في جمادي الآخرة سنة 670. وترجمه الكتبي في ـ فوات الوفيات ـ 2 ص 83 وقال : له شعرٌ وترسل وكان رئيسا كتب لمتولّي أربل من صلايا ؛ ثم خدم ببغداد في ديوان الإنشاء أيام علاء الدين صاحب الديوان ؛ ثم إنّه فتر سوقه في دولة اليهود ، ثم تراجع بعدهم وسلم ولم ينكب إلى أن مات سنة 692 ، وكان صاحب تجمّل وحشمة ومكارم أخلاق وفيه تشيّع ، وكان أبوه والياً باربل ، ولبهاء الدين مصنّفات أدبيّة مثل : المقالات الأربع. ورسالة الطيف : المشهورة وغير ذلك ، وخلف لمّا مات تركةً عظيمةً ألفي ألف درهم تسلّمها ابنه أبو الفتح ومحقها ومات صعلوكاً ومن شعر بهاء الدين رحمه الله
(113)
في كلام المصنّف بدل من قوله بهاء الدين.
وذكره سيدنا صاحب « رياض الجنّة » وقال : إنه كان وزيراً لبعض الملوك وكان ذا ثروة وشوكة عظيمة فترك الوزارة واشتغل بالتأليف والتصنيف والعبادة والرياضة في آخر أمره ، وقد نظم بسبب تركه المولى عبد الرحمن الجامي في بعض قصائده بقوله. ثم ذكر خمسة عشر بيتاً باللغة الفارسية ضربنا عنها صفحاً. والقصيدة على انّها خاليةٌ من اسم المترجم ومن الايعاز إليه بشيء يعرفه تعرب عن أن الممدوح بها غادر بيئة وزارته إلى الحرم الأقدس وأقام هناك إلى أن مات. ومرّ عن ابن الفوطي : أن المترجم كان كاتباً إلى أن مات ، وكون وفاته في بغداد ودفنه بداره المطلّة على دجلة في قرب الجسر الحديث من المتسالم عليه ولم يختلف فيه اثنان ، وكان قبره معروفاً يزار إلى أن ملك تلك الدار في هذه الآونة الأخيرة من قطع سبيل الوصول إليه وإلى زيارته ، والناس مجزيّون بأعمالهم إن خيراً فخير وإن شرّاً فشر (1). توجد جملةٌ كبيرةٌ من شعره في العترة الطاهرة صلوات الله عليهم في كتابه « كشف الغمّة » منها في ص 79 من قصيدة مدح بها أمير المؤمنين عليه السلام وأنشدها في حضرته قوله :
1 ـ اقول كنا عندما نذهب الى بغداد وننزل في الدار التي يشير اليها الشيخ وهي اليوم فندق للمسافرين : يسمى بـ ( فندق الوحيد ) نقرأ الفاتحة للوزير الاربلي إذ أن قبره يقع في غرفة من غرف الفندق وعلامته قطعة من الكاشي الابيض يتميّز عن كاشي الغرفة. (114)
(115)
(116)
1 ـ الجزء الأول ص 90. (117)
ومن شعره
1 ـ عن الوافي بالوفيات ج 2 ص 137. (118)
1 ـ عن كشف الغمة في معرفة الائمة لعلي بن عيسى الاربلي. (119)
(120)
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|