ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: 121 ـ 135
(121)
وهـواكم طـوق له وسواء انتم ذخـره اذا اخفق السعي انـتم عـونـه اذا دهمـته انتم غوثه وعـروته الوثقى واليكم يهدى المديح اعتقاداً بعلي يرجو علـيّ امـانـا وعليـه من المخاوف سور واضحى في فعله تقـصير حادثات وفاجـئـته امـور اذا مـا تضمنتـه الـقبور وبكـم في معـاده يستجير من سعير شرارها مستطير


(122)
المتوفي 694
البوصيري صاحب البردة من جملة قصيدته الهمزية في مدح خير البرية
يا أبا الـقاسم الذي ضمن أقسا بالعلوم التـي لديـك من اللـ وبريحـانتـين طيّبـهـا منـ كنت تـؤويهـما اليك كـما آ من شهيدين ليس تنسيني الطف ما رعـى فيهما ذمـامَك مرؤو أبدلوا الودّ والحفيظة فـي القر وقست منهم قلـوبٌ عـلى مَن فابكهم ما اسـتطـعت إنّ قليلا كـل يوم وكل أرض لـكربي آل بيـت الـنبي إن فـؤادي آل بيت النبي طبتم فطاب الـ انا حسـان مدحـكم فإذا نُحـ سدتم النـاس بالتقى وسـواكم مي عليه مـدحٌ لـه وثـنـاءُ ـه بـلا كـاتـب لهـا إملاء ـك الذي أودعتهما الزهـراء وت من الخـط نقطتيها اليـاء مـصابـيهـما ولا كـربـلاء سٌ وقد خـان عهدك الـرؤساء بى وأبـدت ضبابـها النـافقاء بكت الأرض فـقدهـم والسماء في عظيم من المصـاب البكاء فيهـمُ كـربـلا وعاشـوراء ليس يـسليه عنكـم التأسـاء ـمدح لي فيـكم وطاب الرثاء ـتُ عليكم فانـني الخـنساء سوّدته الصـفراء والبيـضاء


(123)
    أبو عبد الله محمد بن سعيد الصنهاجي البوصيري ، ولد سنة 608 وكان من أعلام الأدب وفحول الشعراء ، ذا حظوة عند حكام مصر. عين رئيسا على مباشري الجبايات بالشرقية ، ولكنه رأى في الوظيفة والموظفين ما لا يتفق مع عفته وأمانته فاستعفى ورحل الى الاسكندرية وبها نهج في شعره نهجا عرفانياً. أشهر قصائده في مدح النبي صلي الله عليه واله وسلم قصيدته المسماة بالبردة التي مطلعها.
أمن تذكّر جيران بذي سَلَمِ مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم
    وهي 162 بيتا : عشرة منها في المطلع و16 في النفس وهواها و30 في مدح النبي و19 في مولده و 10 في دعائه و10 في مدح القرآن ، وشرحها كثيرون
    وقال الشيخ القمي في الكنى والالقاب
    البوصيري شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد صاحب القصيدة الموسومة بالكواكب الدرية في مدح خير البرية وسميت بالبردة لما حكي انه نظمها في مرض اعتراه تبركا ، فرأى النبي صلي الله عليه واله قد حضر وغطاه ببردته فشفى. فمنها
محمد سيد الكونيـن والثـقلين فاق النبيين في خلق وفي خُلق وكلّهم من رسول الله ملتـمس فهو الذي تمّ معناه وصـورته منزّه عن شريك في محـاسنه مـن عــرب ومـن عـجـم ولم يـدانوه في علـم ولا كـرم غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم ثم اصطفاه حبيـباً بـارئ النسم فجوهر الحسن فيـه غير منقسم


(124)
فمبـلغ الـعلم فيـه أنـه بشـرٌ يا أكرم الخلق مالي مَن ألـوذ به فإن من جودك الـدنـيا وضرّتها يا نفس لا تقنطي من زلّة عظمت وأنـه خيـر خـلق الله كـلهم سواك عند حلول الحادث العمم ومـن علومك علم اللوح والقلم إن الكبـائر في الغفران كاللمم
    ومنها قوله عن معراج الرسول صلي الله عليه واله
سريتَ من حـرم لـيلا إلى حرم فظلت ترقى إلـى أن نلتَ مرتبة وقدمـتك جميـع الأنـبياء بـها وأنت تخـترق السبع الطباق بهم حتى اذا لم تدع شـأواً لـمستبق خفضت كل مقام بالإضـافـة إذ كما سرى البرق في داج من الظلم من قاب قوسين لم تـدرك ولم ترم والرسل تقديم مخـدوم عـلى خدم في موكب كنتَ فيه صاحب العلم من الـدنـو ولا مـرقـى لمستنم نوديت بالرفـع مثل الـمفرد العلم
    قال صاحب فوات الوفيات : وله تلك القصيدة المشهورة التي نظمها في مُباشري الشرقية التي أولها :
نقدتُ طوائف المستخدميـنا فقد عاشـرتهـم ولبثت فيهم فكتّاب الشمال هـم جمـيعاً فكم سرقوا الغلال وما عرفنا ولولا ذاك ما لبسوا حريـراً فلم أر فيهم رجـلا أميـنـا مع التجريب من عمر سنينا فلا صحبت شمالهم اليمينـا بهم فكأنما سرقـوا العيونـا ولا شربوا خمور الانـدرينا (1)

1 ـ اخذ هذا من قول عمرو بن كلثوم في معلقته :
ألا هبي بصحنك فاصبحينا ولا تبقى خمور الاندرينا

(125)
ولا رَبّوا من المردات مُرداً وقد طلعت لبعـضهم ذقون وأقلام الـجماعـة جائلات كأغصان يـملن وينحنينا ولكن بعد ما حلقوا الذقونا كأسيافٍ بـأيدي لاعبـينا
    الى ان يقول
تفقّهت القضاة فخان كلٌ أمانته وسمّوه الامينا
    قال : وهي طويلة الى الغاية ، وقد اختصرت من أبياتها كثيراً ، وله فيهم غير ذلك ، وشعره في غاية الحسن واللطافة ، عذب الالفاظ منسجم التركيب ، وقال من قصيدة أولها :
أهوىً والمشـيـب قـد حـال دونه أبـت النـفس أن تـطيـع وقـالت كيـف أعصى الـهـوى وطينة قلبي سلـبتـه الـرقـاد بــيـضةُ خدرٍ سمـتها قبله تــسر بـهـا النـفس قلـت لا بـد أن تـسيري إلـى الدا قـلت سيري فـإننـي لـك خــير أنـا نـعم الـقـريـن إن كنــت قالت اضرب عن وصل مثلي صفحا لا أرى أن تمـسنـي يـد شـيـخٍ قـلـت ان كثـير مـال فـقـالـت والتـصابي بعد المشيب رعونه إن حُــبّي لا يـدخل القـنينة (1) بالهـوى قـبل آدم معـجونـه ذات حـسن كـالدرة المكـنونه فقالـت كــذا أكـون حـزينه ر فقالت عسـى أنا مـجنـونه من أب راحـم وأمّ حـنـونـه تبغين حـلالا وأنت نعم القرينه واضرب الخل أو تصير طحينه كيف أرضى بـه لطشتي مشينه هبك أنـت المبـارز الـقارونه

1 ـ القنينة : الزجاجة.

(126)
سيـدي لا تخف عليّ خروجاً كل بحر إن شئت فيه اختبرني في عروضي ففطنتي موزونه لا تـكذب فإننـي يقطـينـه
    قال الشيخ تقي الدين بن سيد الناس : كانت له حمارة استعارها منه ناظر الشرقية ، فأعجبته ، فأخذها وجهز له ثمنها مائتي درهم ، فكتب على لسانها الى الناظر ، المملوكة حمارة البوصيري :
يا أيهـا السـيد الـذي شهـدت ما كان ظـني يبيـعُـني أحـد لو جرسـوه عـليّ مـن سـفه أقصى مرادي لو كنت في بلدي وبعـد هـذا فـما يـحل لكـم أخلاقـُه لـي بأنـه فـاضل قطّ ولكنّ صـاحـبي جـاهل لقلت غيظاً عـليه يـستاهـل أرعى بها في جوانب الساحل أخذي لأني من سيـدي حامل
    فردها الناظر إليه ، ولم يأخذ الدراهم منه.
    قال البوصيري : كنت قد نظمت قصائدا في مدح رسول الله صلي الله عليه واله منها : ما كان اقترحه على الصاحب زين الدين يعقوب بن الزبير ثم اتفق بعد ذلك أن أصابني فالج أبطل نصفي ، ففكرت في عمل قصيدتي هذه البردة ، فعملتها واستشفعت به إلى الله تعالى في أن يعافيني ، وكررت إنشادها ، وبكيت ، ودعوت ، وتوسلت ، ونمت فرأيت النبي صلي الله عليه واله ، فمسح على وجهي بيده المباركة ، وألقى على بُردة ، فانتبهت ووجدت فيّ نهضةً ، فقمت وخرجت من بيتي ، ولم أكن أعلمت بذلك أحداً فلقيني بعض الفقراء ، فقال لي : أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله صلي الله عليه واله ، فقلت : أيها ؟ فقال : التي أنشأتها في مرضك ، وذكر اولها ، وقال : لقد سمعتها البارحة. وهي


(127)
تنشد بين يدي رسول الله صلي الله عليه واله ، فرأيت رسول الله صلي الله عليه واله يتمايل ، وأعجبته ، وألقى على مَن أنشدها بردةً ، فأعطيته إياها ، وذكر الفقير ذلك ، وشاع المنام إلى أن اتصل بالصاحب بهاء الدين بن حنا فبعث إليّ وأخذها ، وحلف أن لا يسمعها إلا قائماً حافياً مكشوف الرأس ، وكان يحب سماعها هو وأهل بيته ، ثم إنه بعد ذلك أدرك سعد الدين الفارقي الموقّع رمدٌ أشرف منه على العمى ، فرأى في المنام قائلا يقول له : إذهب إلى الصاحب وخذ البردة واجعلها على عينيك فتعافى بإذن الله عز وجل ، فأتى إلى الصاحب وذكر منامه ، فقال : ما أعرف عندي من أثر النبي صلي الله عليه واله بردة ، ثم فكّر ساعة وقال : لعل المراد قصيدة البردة التي للبوصيري يا ياقوت إفتح الصندوق الذي فيه الآثار وأخرج القصيدة للبوصيري وأت بها ، فأتى بها ، فأخذها سعد الدين ووضعها على عينيه ، فعوفى ومن ثم سميت البردة ، والله أعلم.
    ومن أشهر مدائح لأهل البيت عليهم السلام قصيدته التي يقول فيها :
فقل لبني الزهراء والقول قربة أحبّكـم قلـبي فأصبح منطقي وهل حبكم للـناس إلا عـقيدة وان اعتقاداً خالياً مـن محـبّة بكل لسان فـيهم أو حـصائد يجادل عنكم حسبـةً ويـجالد على اسّهافي الله تبنى القواعد وودّ لكـم آل الـنبي لفاسـد
    توفي بالاسكندرية سنة 694 وقيل 695 هـ من آثاره ديوان شعره المطبوع بمصر سنة 1955 م.
    كان أحد أبويه من بوصير والآخر من دلاص.


(128)
    ومن مدائحه في النبي صلي الله عليه واله قصيدته الشهيرة التي أولها :
كيف ترقى رقيّك الأنبياء يا سماءً ما طاولتها سماءُ
    وقصيدة على وزن ( بانت سعاد ) وأولها :
الى متى أنت باللذات مشغول وأنت عن كل ما قدمت مسؤل


(129)
المتوفى سنة 695
    قال فية نسمة السحر : وللسراج مراث في الحسين عليه السلام منها تعجيز مرثية أبي تمام لمحمد بن حميد الطوسي لما قتله بابك الخرمي في ايام المعتصم فنقلها السراج بشعاع قريحته الى رثاء الإمام وأجاد ، وله غير ذلك.
    اقول مقتل بابك سنة 214.


(130)
    قال الصفدي في فوات الوفيات.
    عمر بن محمد بن حسن سراج الدين الوراق الشاعر المشهور والأديب المذكور ملكت ديوان شعره وهو في سبعة أجزاء كبار صخمة إلى الغاية وهذا الذي اختاره لنفسه وأثبته فلعل الأصل كان من حساب خمسة عشر مجلداً وكل مجلد يكون مجلدين فهذا الرجل أقل ما يكون ديوانه لو ترك جيده ورديّه في ثلاثين مجلداً ، وخطه في غاية الحسن والقوة والاصالة وكان حسن التخيل جيد المقاصد صحيح المعاني عذب التركيب قاعد التورية والاستخدام عارفاً بالبديع وأنواعه وكان أشقر أزرق وفي ذلك يقول :
ومن رآني والحمار مركبي قال وقد أبصر وجهي مقبلاً : وزرقتي للروم عرقٌ قد ضرَب لا فارس الخيل ولا وجه العرب
    وكان يكتب الدرج للامير يوسف سيف الدين أبي بكر بن أسبا سلار والى مصر وتوفي في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وستمائة رحمه الله تعالى : وقد قارب التسعين أو جاوزها بقليل ، وأكثر شعره في اسمه فمن ذلك :
وكنت حبيباً إلى الغانيات وكنت سراجاً بليل الشباب فألبسني الشيب بغض الحبيب فأطفأ نـورى نـهار المشيب
    وقال أيضا :
بُني اقتدي بالكتاب العزيز فما قال لي أف مذ كان لي وراح لِبرّى سعياً وراجا لكوني أباً ولكوني سراجا


(131)
وقال أيضا :
وقالت : يا سراج علاك شيب فقلت لها : نـهار بـعد لـيل فقالت : قد صدقت وما علمنا فدع لجديده خلـع العـذار فما يدعوك أنت إلى النفار بأضيع من سراج في نهار
    وقال أيضاً :
إلهي قـد جاوزت ستـين حجـة وعُمّرت في الاسلام فازددتُ بهجة وعمّم نـور الشيب رأسي فسرني فشكراً لنعماك التي ليس تكفر ونوراً كذا يبدو السراج المعمر وما سـاءني إن السراج منور
    وقال أيضا :
طوت الـزيـادة إذ رأت ثم انثنت لمـا انـثـنت وبقيت أهرب وهي تســأل وتقول : يا ست استرحــنا عصر المشيب طوى الزياره بعد الـصلابـة كالحـجارة جارة مـن بعـد جاره لا سـراج ولا مـناره
    وقال أيضا :
كم قطّع الجود من لسان فها أنا شـاعر سـراج قلد من نظمـه الـنحورا فاقطع لساني أزدك نورا
    وقال أيضا :
أثنى عليّ الأنام إني لم أهج خلقاً ولو هجاني


(132)
فقلت لا خير في سراج إن لم يكن دافى اللسان
    وقال أيضا وقد داعب بهما انا الحسين الجزار :
ربّ سامح ابا الحسين وسامحــني فذنوب الـوراق كـل جـريح فشأني وشأنه الإسلام وذنوب الـجزار كل عظام
    وقال أيضا :
واخجلتي وصحائفي قد سوّدت وفضيحتي لمعـنّف لـي قائل : وصحائف الأبرار في إشراق أكذا تكون صحائف الـوراق
    وقال أيضا :
وباخل يشنأ الأضياف حلّ به سألته ما الذي يشكو فأنشدني ضيف من الصبغ نزّال على القمم ضيفٌ ألمّ برأسي غيـر محـتشم )
    وقال أيضا :
وضاع خصر لها ما زلت أنشده وقال لي بـلسان من منـاطقـه : إذ رقّ لي ورثى للسقم من بدني ( لولا مخاطبتـي إياك لم ترني )
    وقال أيضا :
دع الهوينا وانتصب للتقى وكن عن الراحة في معزل واكدح فنفس المرء كدّاحه فالصفع موجود مع الراحه
    وقال أيضا :


(133)
سألتهم وقـد حثّوا المـطايـا وما عطفوا عليّ وهم غصونٌ قفوا نفساً فداروا حيث شاؤوا وما التفتوا إلـي وهم ظباء
    وقال أيضا :
شمتُ برقاً من ثـغرها الـوضح فـتبارى شـكـّي بـه ويقينـي فأجابت متـى تبـسـّم صـبح ومـتى كان للصباح شميم المســك سل رحيقي المسكوب تسأل خبيراً قلـت مالي وللسـكارى فـقالت حجة مـن ملـيحـة قطـعتـني لا ولحـظ كفـترة النرجس الــغض ما تيقنت بـل ظننت وما في الــظن وكثـيراً شبهـت بالبدر والشمــس وافعلي ذامن ذاك واطّرحي القول والدجى سـيره مَهيـضُ الجناح هل تجلّى الصـباح قبل الصباح عن حـباب أو لـؤلؤ أو أقـاح أو نكهـة كصـرف الراح باغتباق من خمـرة واصـطباح أنت أيضاً من الهوى غير صاح هـكـذا كـل حـجـة للـملاح وخـّد كحـمرة التـفاح يــا هذه كـبير جـناح وسامحت فارجـعي للسماح اطراحـي علـيك قـول اللاحي
    وقال أيضا :
أحسن ما تنظر في صفحة يا قلم الريحان سبحان من عذار من أهوى على خدّه خطك بالآس علـى ورده
    وقال أيضا :
جاء عذار الذي أهيم به وظنه آخر الغـرام به فجرد الوجد اي تجريد مقيد جاهل بمقصودي


(134)
وما درى أن لام عارضه لام ابتداء ولام توكيد
    وقال ايضا :
يا نازح الطيف من نومي يعاودني أوجبتَ غسلاً على عيني بأدمعها لقد بكيت لفـقد النـازحين دما فكيف وهي التي لم تبلغ الحلما
    وقال ايضا :
أقول وكفّـيَ في خصرها أخذت عليك عهود الهوى يدور وقد كـان يخـفى على وما في يدي منك يا خصرُشى
    وفي نسمة السحر قوله ، وهو صادق :
وكان الناس أن مُدحوا أثابوا وكان العذر في وقت ووقت وللكرماء بالـمدح افـتخار فصرنا لاعطاء ولا اعتذار
    وترجم له ابن تغري في النجوم الزاهرة فقال : الامام الأديب البارع سراج الدين عمر بن محمد بن الحسين المصري المعروف بالسراج الوراق الشاعر المشهور مولده في العشر الأخير من شوال سنة خمس عشرة وستمائة ، ومات في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وستمائة ودفن بالقرافة وكان إماماً فاضلاً أديباً مكثراً متصرفاً في فنون البلاغة ومن شعره :
في خدّه ضلّ علم الناس واختلفوا فذاك بالخال يقـضي للشقيق وذا أللشقائق أم للـورد نسبته دليله أنّ ماء الورد ريقته
    وقال سراج الدين عمر بن محمد الوراق في الوحدة :


(135)
أفردتني الأيام عن كل خدن فلو أني مشيت في شهر آب وأنيسٍ وصاحـب وصديق لأبى الظل أن يكون رفيقي
    إنما خصص آب من بين الشهور الرومية لأنه يكون قصير الظل في وسط النهار بخلاف الخريف وأوائل الشتاء فإنه يمتد الى أقدام كثيرة وقت الزوال أو لأنه يكون شامساً ضاحياً في غير الهند واليمن وبلاد السودان لعلّة ذكرت في علم الجغرافيا (1).
    قصيدة أبي تمام المشهورة يرثي بها محمد بن حميد الطوسي لما قتل في حرب بينه وبين بابك الخرمي الخارج بخراسان أيام المعتصم بالله محمد بن هارون الرشيد. ومطلع قصيدة أبي تمام :
كذا فليجلّ الخطب وليفدح الأمر فليس لعين لم تفض ماءها عذر

1 ـ عن نسمة السحر المخطوط في مكتبة كاشف الغطاء العامة.
ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: فهرس