|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
(136)
(137)
الوفاة
شعراء القرن الثامن
(138)
(139)
قال علاء الدين علي بن المظفر الكندي الاسكندراني المعروف بالوداعي المتوفي سنة 716.
1 ـ ذيل تاريخ ابن خلكان للصفدي رواها صاحب روضات الجنات. (140)
قال السيد الأمين في الأعيان ج 42 ص 160.
علاء الدين علي بن المظفر بن إبراهيم بن عمرو بن زيد الكندي : كاتب ابن وداعة المعروف بالوادعي صاحب التذكرة الكندية في خمسين مجلداً. ولد بحلب سنة 640 وسافر الى دمشق فتوفي سنة 716. كان فاضلاً أديباً شاعراً حاملاً لواء البديع في التورية وغيرها وكان ابن نباته عيالاً عليه وسارقاً منه وعقد ابن حجة له في الخزانة فصلاً لسرقاته منه وكان قد درس بالشام وشاركه الذهبي في السماع ، وكتب بديوان الانشاء. ومن شعره :
(141)
وقوله :
سمعت بان الكحل للعين قوة وقوله :
(142)
التشيع من غير سب ولا رفض ، وزعموا انه كان يخل بالصلاة وولي الشهادة بديوان الجامع ومشيخة الحديث النفيسية وجمع تذكرة في عدة مجلدات تقرب من الخمسين وقفها بالسميساطيه وهي كثيرة الفوائد. قال الذهبي لم يكن عنده ضوء في دينه وكان يخل بالصلاة ويرمى بعظائم وكانت الحماسة من محفوظاته ، حملني الشره على السماع من مثله ، قال ابن رافع سمع منه الحافظ المزي وغيره وكان قد سمع الكثير وقرأ بنفسه وحصل الاصول ومهر في الادب وكتب الخط المنسوب ، سألت الكمال الزملكاني عنه فقال اشتغل في شبيبته كثيراً بانواع من العلوم وقرأ بالسبع وقرأ الحديث وسمعه وحصل طرفاً من اللغة وكان له شعر في غاية الجودة فيه المعاني المستكثرة الحسان التي لم يسبق الى مثلها وكان يكتب للوزير ابن وداعه ويلازمه ثم نقصت حاله بعده ولم يحصل له انصاف من جهة الوصلة ولم يزل يباشر في الديوان السلطاني ، وقال البرزالي باشر مشيخة دار الحيث النفيسية عشرين سنة الى ان مات ( قال المؤلف ) نسبته الى الاخلال بالصلاة ناشئ عن عدم صَلاته أحياناً خلف مَن لا يعتقد عدالته فيظنون به ذلك والذهبي لم ير عليه ضوءاً في دينه لانه شيعي وكذلك الخفاش لا يرى الضوء ورميه بعظائم ليس إلا للتشيع. وكانت له ذؤابة بيضاء الى أن مات وفيها يقول :
(143)
وله :
(144)
وفي روضات الجنات نقلاً عن ذيل تاريخ ابن خلكان لصلاح الدين الصفدي قال : كان هذا الرجل شيعيّاً ودخل ديوان الانشاء بدمشق سنة إحدى عشر : وسبعمائة تقريباً أقول واستطرد في ترجمته وذكر له من الشعر قوله :
وفي الدرر الكامنة ، عرف بالوداعى لاختصاصه بابن وداعة وهو عز الدين عبد العزيز بن منصور ابن وداعة الحلبي ، كان الناصر بن عبد العزيز ولاه شد الدواوين ثم ولاه بيبرس وزارة الشام. (145)
قال من قصيدة :
(146)
ابو الحسن علاء الدين الشيخ علي بن الحسين الحلي الشفهيني. عالم فاضل وأديب كامل وهو من المعاصرين للشهيد الأول المقتول سنة 786.
جمع بين الفضيلتين علم غزير وأدب بارع بفكر نابغ ونظر صائب ونبوغ ظاهر وفضل باهر. قال في الطليعة هو من شعراء أهل البيت عليهم السلام وقصائده الرنانة السائرة بمعانيها العالية وحلّتها الفضفاضة. ترجمه كثير من العلماء الأعلام. وقصائده السبع الطوال التي رآها صاحب رياض العلماء بخط العلامة الشيخ محمد بن علي بن الحسن الجباعي العاملي تلميذ ابن فهد الحلي المتوفي سنة 841. وقال المرحوم الخطيب الشيخ اليعقوبي في الجزء الأول من ( البابليات ) : أبو الحسن علاء الدين الشيخ علي بن الحسين المعروف بـ الشفهيني. المتوفي في حدود الربع الاول من القرن الثامن والمدفون في الحلة حيث يعرف قبره الآن في محلة ( المهدية ) (1). وكم تحرّيت قبره منقباً في الزوايا التي تحت قبّته لعلي أجد صخرة أو لوحة عليها تاريخ وفاته فلم أجد شيئا. تحقيق نسبته : يوجد في كثير من النسخ المخطوط منها والمطبوع اختلاف كثير في نسبته 1 ـ وهو في الشارع العام الذي ينتهي قديماً الى باب كربلاء ( الحسين ) عن يسار الخارج من البلد تجاه مسجد صغير يحتمل أن يكون مسجده في القديم أو داره. (147)
هذه ففي الـ ج 1 من كشكول الشيخ يوسف البحراني عند ذكر قصيدته الكافية « يا عين ما سفحت غروب دماك » بعنوان « الشهفيني » وكذلك في ( ج 2 ) منه عند ذكر قصيدته الرائية « أبرقٌ تراءى عن يمين ثغورها » بتقديم الهاء على الفاء وقرأت في آخر مجموعة للكفعمي بخطه ذكر فيها فهرس مصادر مجموعته ومنها « ديوان ابي الحسن الشهفيني » بتقديم الهاء على الفاء أيضا وذكره القاضي المرعشي في مجالس المؤمنين وأثنى عليه كثيراً وأثبت قسماً من قصيدته اللامية « نمّ العذار بعارضيه وسلسلا » بعنوان علي بن الحسين ( الشهيفيه ) وفي الرياض : وقيل في نسبته ابن الشفهينه وهو اسم امه وزعم بعضهم انه منسوب الى شفهين « قرية في جبل عامل أو البحرين » وليس في كلا القطرين قرية تعرف بهذا الاسم.
وذكره الشيخ داود الانطاكي صاحب التذكرة « من رجال القرن العاشر » في كتاب « تزيين الاسواق » ص 186 وقال عنه : ـ الأديب الحاذق علاء الدين ( الشاهيني ) وأثبت له بضعة أبيات من لاميته ـ نم العذار بعارضيه وسلسلا ـ أوردها شاهداً لما فيها من محاسن التشبيه. وفي الذريعة في مادة ( ش ر ح ) شرح قصيدة الشيخ علي بن الحسين الشفهيني وفي بعض النسخ الشهفيني العاملي وهي مندرجة في ديوانه الكبير للشيخ السعيد الشهير أبي عبد الله محمد بن مكي الشهير سنة ست وثمانين وسبعمائة ذكره في الرياض بوصف الشفهيني وأشهر قصائده في مدح الأمير (ع) الكافية التي مطلعها :
(148)
قال شيخنا في الذريعة : واظن الشرح للثانية اللامية فانها أجمع من الأولى في فضائل الامام عليه السلام وحروبه ومواقفه.
قلت : ـ ليس الشرح للامية وإنما هو للدالية ما سيأتي. وفي روضات الجنات في ترجمة الشهيد الأول محمد بن مكي عند ذكر مؤلفاته ومصنفاته قال ومنها شرحه على قصيدة الشيخ ابي الحسن علي بن الحسين المشتهر بالشهفيني « بتقديم الهاء على الفاء » العاملي في مدح سيدنا امير المؤمنين (ع) ، « المجنسة » وهي من جملة ديوانه الكبير ثم قال والعجب ان صاحب أمل الآمل مع حرصه على جمع فضلاء جبل عامل كيف غفل عن ذكر هذا الرجل الجليل الفاضل الكامل ثم كيف جهل بحال هذا الشرح حيث لم يذكره في جملة مؤلفات الشهيد. قلت : والعجب من صاحب الروضات كيف غفل عما ورد في القسم الثاني من أمل الآمل ففيه يقول الشيخ علي الشفهيني الحلي فاضل شاعر أديب له مدائح كثيرة في أمير المؤمنين وسائر الأئمة (ع) فمنها قوله :
(149)
كثيرة ولما وقف المترجم على الشرح مدح الشارح بقطعة شعرية وإنما سميت بـ « المجنّسة » لماورد من الجناس اللفظي في كل مزدوج من أبياتها. وفي كتاب المزار من ( فلك النجاة ) للعلامة الشهير السيد مهدي القزويني الحلي في بيان قبور علماء الحلة كالمحقق والشيخ ورام وآل نما وآل طاووس وعدّ منها قبر « الشافيني » من غير هاء ـ ومن هنا يغلب على ظني بل يترجح لديّ أنه منسوب الى ( شيفيا ) أو ( شافيا ) وهي قرية على سبعة فراسخ من واسط ذكرها ياقوت في معجمه وذكر أسماء جماعة من أهلها والنسبة اليها « الشيفياني » أو الشافياني وانما حرفت من الرواة والنساخ الى شافيني وشفهيني وما شاكل ذلك. فلا يبعد أن يكون أصل المترجم منها.
وبعد ابتداء الخراب في واسط وما جاورها من القرى والضواحي على أثر سقوط الدولة العباسية وغارات التتار على البلاد هاجر المترجم الى الحلة لكونها في ذلك العهد دار الهجرة ومحط رِحال العلماء والأدباء : حنينه الى وطنه : ويؤكد ما رجحناه من عدم كونه ( حليا ) بالاصل حنينه في شعره الى بلد كان قد نشأ فيه واستوطنه قبل الحلة فتراه دائماً يتذمر من غربته في قصائده التي قالها في الحلة ويبكي لنأي أحبابه ويندب فيها عصر شبابه ومن ذلك قوله :
(150)
اتفق المترجمون له على أنه كان عالماً أديباً وشاعراً طويل النفس للغاية يغلب على شعره الجناس والطباق وغيرهما من المحسنات البديعية وقد نشأ في العصر الذي فسدت فيه معاني الشعر العربي والفاظه ، أما المعاني فتكاد تكون مقصورة على المدح والرثاء والاستجداء وتأليه الكبراء من ذوي المال والسلطان وفي ذلك ما فيه من الكذب والافراط في الغلو. وأما الالفاظ وقد أصبحت وكأن الغاية منها التنميق والمجانسات البديعية وتنسيق الكلمات المعجمة والمهملة وكيف يقابل الشاعر بعضها ببعض في الصدور والاعجاز بعيداً عن أساليب العربية. ولغتها الفصحى كما تجد ذلك في شعر ابن نباتة وابن حجة والصفي والصفدي وأضرابهم من شعراء ذلك العصر بيد ان شيخنا علاء الدين تتجلى لك براعته وعبقريته في امتياز شعره الذي قاله في اهل البيت (ع) ـ وليس بين ايدينا غيره ـ بقوّة المعاني وسلاسة المباني ومتانة الاسلوب مع ما فيه من المحسنات البديعية التي كأنها تأتيه عفواً بلا تكلّف وتطاوعه من |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|