ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: 166 ـ 180
(166)
استـعذبـوا مـرّ الأذى فحـلا فـهم الأقـل الاكثـرون ومـن أعــلام ديـن رسّـخ لـهـم فكـفاهم فـخراً إذا افـتخـروا وصلوا نـهـارهـم بـليـلهم وطووا على مضض سـرائرهم حتّـى يفـض ختـامها وبـكم يا غائبـين مـتى بقـربـكـم ألفيء مقـتســم لغـيـركـم والمال حـلّ للـعصـاة ويحر فنصـيبم منـه الأعـمّ عـلى يمسـون فـي أمـنٍ وليس لهم ويكاد من خـوف ومـن جزع لهم ويحلـو فـيكم الـمرّ رب العباد نـصيبـهم وفر في نشر كل فضـيلة صدر مـا دام حيـاً فيهم الفـخر نظراً ومالو صالهـم هجـر صبـراً وليس لـطيّها نشر يطفى بُعـيد شرارهـا الشر من بعدوهنٍ يـجبر الـكسر وأكفّكم مـن فيئـكم صـفر مه الكرام السـادة الـغـرّ عصيانهم ونصيبـكم نـزر من طارق يـغتالهـم حـذر بكـم يضـيق الـبر والبحر
    ومنها :
وإذا ذكـرتـم في محـافلـهم يـتمـيزون لـذكـركم حـنقاً وعلى المنـابر فـي بيوتـكم حـالٌ يسوء ذوي النـهي وبه ويـصفـقون عـلى أكـفّـهم جعلـوه من أهنـى مواسـمهم تلك الأنامـل مـن دمـائكـم فتوارث الهمج الخضـاب فمن نبكي فيـضحكـهم مصـابكم تـالله مـا سـرّوا الـنبي ولا فوجوهـهم مـربـدّة صـفـر وعـيـونهـم مـزورّة خـزر لاولـي الضلالة الـعمـى ذكر يستبشر الـمتجـاهل الـغـمر فرحـاً إذا ما أقبـل العـشـر لا مرحباً بـك أيـها الـشـهر يوم الـطفـوف خضـيبة حمر كـفـر تـولـّد ذلك الكـفـر وسـرورهم بمـصابكـم نكـر لوصيـّه بـسرورهـم سـرّوا


(167)
فإلـى مَ هـذا الانـتظار وفي لــكنـّه لا بـدّ مـن فـرج أبـني المـفاخر والـذين علا أسماؤكم فــي الذكـر معـلنة شـهدت بـهـا الأعراف معرفة وبـراءة شـهــدت بـفضلكم وتعــظم التــوراة قـدركـم ولكـم منـاقب قد أحاط بها الـ ولكـم علـوم الــغايبات فمنـ هـذا ولـو شـجر البسيطة أقلا وفسيـح هـذي الأرض مـجملة والإنس والأملاك كـاتـبـــة ليـعدّدوا مـا فـيــه خصـّكم لـم يذكـروا عشـر العشير وهل فـأنـا المـقصـّر فـي مديحكم ولقد بلوت مـن الــزمـان ولي فوجـدت ربّ الــفقر مـحتقراً فقطـعـت عمـّا خـوّلوا أملـي وثنيت نـحـوكـم الركـاب فلا حتّـى إذا أمـت جنـابـكــم آيـت مـن الـحسنـات مـثقلةً سمعـاً بنـي الزهـراء سـائغةً عبـقت مـناقبــكـم بـها فذكى لهـواتنـا مـن صبرنا صبر والأمـر يـحـدث بعده الأمر لهــم علـى هـام السها قدر يجلو محاسنـهـا لنـا الذكـر والنـحل والأنـفـال والحجر والنور والـفـرقان والـحشر فإذا انتهـى سـفر حكى سـفر ـانجيل حار لوصفها الفـكـر ـها الجامــع المخزون والجفر م وسبـعـــة أبحـر حــبر طرس فـمنـهـا السهل والوعر والجـن حـتّى ينقضي العمــر ذو الـعرش حتّى ينفـذ الـدهـر يحصى الحصا أو يحـصر الـدرّ حصراً فـمـا لـمقصـّر عـذر في كل تجربـة بـهــم خبــر وأخـو الغنـى يزهـو بـه الكبر ولذي الجلال الحمــد والشـكـر زيـد نـؤمـــلـه ولا عـمرو ومـن الـقريض حـمـولـها دُرّ فأنا الــغـنـي بـكـم ولا فـقر ألفاظهـا مـن رقـّة سـحـــر فـي كـل نــاحيــة لها عطر


(168)
يرجو « عليّ » بها النجاة أذا أعددتهـا يـوم القيـامة لي فتقبلوهـا مـن وليـّكــم فقبولكـم نعـم القـرين لها لكـم علــيّ كمـال زينتها أنا عبدكم والـمستـجير بكم فتعطّفوا كرمـاً علــيّ وقد وتفقدونـي فـي الحساب كما صلـّى الإلـه عليـكـم أبدا وعليكــم مـني التحية مـا مـدّ الـصراط وأعـوز العبر ذخراً ونعم لديكـم الــذخـر بكـراً فنـعــم الـغادة البكر وهي العـروس فبورك الصهر وليّ الجنـان عليـكـم مهـر وعليّ من مرح الصبــا أصر يتفـضّل المتعطــف البــر فـقـد العبـيد المـالك الـحر ما جــنّ ليـل أو بـدا فـجر سحّ الحيا وتبسّـــم الزهــر
القصيدة الرابعة
نمّ العذار بعـارضيـه وسلسلا قمــر أباح دمي الحرام محلّلا رشـأ تردّى بـالجمال فلم يدع كتب الجمال على صـحيفة خدّه فبدا بنوني حاجبيـه معـرّقـاً ثمّ استمـدّ فـمدّ أسـفل صدغه فـاعـجب له إذ همّ ينقط نقطةً فتـحقّقت فـي حاء حمرة خدّه ولقـد أرى قـمر السماء إذا بدا وإذا بدا قمـري وقـارن عقربي وتضمنت تلك المراشف سلـسلا إذا مرّ يخطر فـي قبـاه محـلّلا لأخي الصبابة في هواء تـجمّلا بيراع مـعنـاه البهيـج ومـثّلا من فوق صـادي مـقلتيه وأقفلا ألفاً ألفت به العـذاب الأطـولا من فـوق حـاجبه فجاءت أسفلا خالاً فعمّ هـواه قلـبي المـبتلى فـي عـقرب المرّيخ حلّ مؤمّلا صدغيه حلّ به السعـود فـأكملا


(169)
أنابيـن طُـرّتـه وســحر جفونه دبت لتـحرس نـور وجنـة خـدّه جــاءت لتلقف سـحـرها فتلقفت فاعـجب لمـشتركين في دم عاشق جاءت وحين سعت لقلبي أو سعـت قـابلتـه شاكـي السلاح قد امتطى متـردّيـاً خـضر المـلابس إذلها فنـظرت بدراً فوق غصـنٍ مائسٍ وكـأنّ صـلت جبينـه في شـعره صبح علـى الـجـوزاء لاح لناظر حتـى إذا قـصد الرمـيـّة وانثنى لك ما ينوب عن السـلاح بـمثلـها يكفيك طـرقـك نـابـلاً ، والقـدّ عاتبتــه فـشكـوت مـجمل صدّه وأبـان تبيـان الـوسيلة مـدمعـي فتضرّجت وجنـاتـه مستعــذبـاً وافترّ عـن ورد وأصبح عن ضحى مَـن لـي بغـصـن نقاً تبدّى فوقه حلـو الشـمائل لا يزيد على الرضا بخلـت بـه صيد الملوك فأصبحت فــالـحـكـم مـنسوب إلى آبائه أدنو فيصرف مـعـرضـاً مـتدلّلاً أبكي فيبسم ضاحـكـاً ويـقول لي : رهن المنيّـة إذ عليـه تـوكلا عيني فــقابلت العيون الغزلا منّـا القلوب وسحرها لن يبطلا حرم المنـى ومـحرّم مـا حلّلا لسعاً وتلك نضـت لقتلي منصلا في غـرّة الأضحـى أغرّ محجّلا بـاللؤلؤ الرطـب المنضّد مجتلى خضـر تـعاوده الحيـا فتكلّـلا كلئالي صفّت علـى بنـد الكـلا مـتبلـّج فـأزاح ليـلاً أليــلا بسهامـه خـاطــبتـه متـمثّلا يا من أصاب من المحب المـقتلا خطّاراً ، وحاجبك المعرّق عيطلا لفظاً أتى لـطفاً فـكان مــفصّلا فأعجب لذي نطقٍ تحمّل مـهمـلا عتبـي ويـعـذب للمعاتب ما حلا من لـي بلثـم المجتنى والمجتلى ؟ قمرٌ تغشـى جنـح ليل فـانجلى ؟ إلا علـيّ قـــسـاوة وتـدلـّلا شرفـــاً لـه هام المجرّة منزلا عدلاً وبـي فـي حـكمه لن يعدلا عنـي فــاخضـع طائعـاً متذلّلاً لا غرو إن شاهدت وجهـي مـقبلا


(170)
أنا روضةٌ والروض يبسم نـوره وكذاك لا عجب خضوعك طالما قسماً بفاء فتور جيـم جـفونـه ولأوقفن علـى الهوى نفساً علت ولأحسنـن وإن أسا ، وألين طو لا نلت ممّا أرتجيـه مـآربـي إن كنت أهواه لـفـاحـشة فلا يا حبّذا متحاببيـن تـواصــلا لا شـيء أجمل من عفاف زانه طبعت سرائرنا على التقوى ومن أهواه لا لخيانـة حاشـى لـمن لي فيه مزدجر بـمـا أخلـصته فهما لعمرك علّـة الأشيــاء في ألأوّلان الآخــران البـاطنـان الزاهدان العابـدان الراكـعـان خلقاً ومـا خلـق الوجود كلاهما في علمه المخزون مجتمـعان لن فاسأل عـن النور الـذي تجدّنه واسأل عن الكلــمات لمـّا أنها ثـمّ اجــتباه فأودعا في صلبه وتقلّباً فـي السـاجـدين وأودعا بشرا إذا دمـع السحـاب تـهلّـلا أسد العرين تقاد فـي أسـر الطلا (1) لا خالفن علـى هـواه الــعـذّلا فغلت ويرخـص في المحبة ما غلا عاً إن قسا ، وأزيــد حبـاً إن قلا إن كان قلبـي مـن مـحبّتـه سلا بوّءت في دار المقـامــة مـنزلا دهراً وما اعتلقــا بـفـحش أذيلا ورع ، ومن لـبس الـعفاف تجمّلا طبعت سريرته على التقـوى عـلا أنهى الـكتاب تـلاوة أن يـجـهلا في المصطفى وأخيه مـن عقد الولا العــلل الـحقيقة إن عرفت الأمثلا الظـاهـر ان الشاكـران لذي العلا الساجدان الشـاهدان علـى المـلا نوران مـن نـور العلـيّ تـفصلا يتـفرّقـا أبـداً ولــن يتـحـوّلا في النور مسطوراً وسائل مـن تـلا حــقــاً تلقــى آدم فتـقبــلا شــرفـاً لـه وتكـرّمـاً وتبـجّلا في أطهــر الأرحـام ثـم تنــقلا

1 ـ الطلا ولد الظبي.

(171)
حتى استقرّ النور نــوراً واحدا قسماً لحكـم إرتضاه فـكـان ذا فـعليّ نـفـس مـحمد ووصيّه وشقيق نبعتـه وخيـر من اقتفى مولى به قبل المـهيمـن آدمـاً وبـه استـقرّ الفلك فـي طوفانه وبـه خبت نار الخليل وأصبحت وبـه دعــا يعقوب حين أصابه وبه دعا الصديق يوسف إذ هوى وبه أمـاط الله ضــرّ نـبيّـه وبـه دعـا عيسـى فاحيى ميّتاً وبه دعا موسى فأوضحت العصا وبه دعا داود حين غشـاهــم ألقـاه دامـغـه فـأردى شلـوه وبه دعـا لمّـا عـليـه تسـوّر فـقضـى على إحديهما بالظلم في فتـجاوز الـرحمـن عنه تكرّماً وبـه سلـيمـان دعـا فتسخرت وله استقرّ الـملك حيـن دعا به وبه تـوسّـل آصـف لمـّا دعا ألعـالـم العلم الرضي المرتضى مَـن عنـده علـم الكتاب وحكمه وإذا علـت شـرفـاً ومجداً هاشم في شيبة الحمد بن هاشم يُجتلـى نعم الوصي وذاك أشرف مرسلا وأمـينه وسـواه مــأمون فلا منهاجـه وبـه اقتـدى ولـه تلا لمّـا دعــا وبـه تـوسّل أوّلا لمّا دعا نـوح بـه وتــوسـلا بـرداً وقــد أذكت حريقاً مشعلا مـن فـقد يوسف ما شجاه وأثقلا في جُبّـه وأقـام أسـفل أسـفلا أيّوب وهـو المـستكيـن المبتلا من قبـره وأهـال عنـه الجندلا طرقـاً ولجـّة بـحرهـا طام ملا جالوت مقتحماً يقود الجــحفـلا ملقـى وولـّى جـمـعه مـتجفّلا الخصمان مـحراب الصلاة وأدخلا حكم النـعـاج وكـان حكماً فيصلا وبه ألان لـه الـحديـد وسـهـّلا ريـح الرخـاء لأجـله ولـها علا عمـر الـحيـاة فـعاش فيه مخوّلا بسرير بلـقيس فـجـاء مـعجـّلا نـور الهـدى سيف العلاء أخ العلا وله تـأوّل مـتـقنـاً ومـحصـّلا كـان الوصي بـهـا المـعّم المخولا


(172)
لا جده يتم بــن مــرة لا ولا ومكسّر الأصنام لم يسـجد لـها لكـن لـه سـجدت مخافة بأسه تلك الفــضيلة لم يفز شرفاً بها إذ كسّر الأصنام حين خلا بـهـا فتميّز الفعلين بينهـمــا وقـس وانظر ترى أزكى البريّـة مـولداً وهو الـقؤل وقـوله الصدق الذي واللـه لـو أن الــوسادة ثنّيـت لحكمت فـي قوم الكليم بمقتضى وحكمت في قوم المسيح بمقتضى وحكمت بين المسلميـن بمقتضى حتى تـقر الـكتـب نـاطقةً لقد فاستخبروني عـن قرون قد خلت فلقد أحطت بعلمـها الماضي وما وانظر الى نهج البلاغة هل ترى حِـكـمٌ تأخـرت الأواخر دونها خسأت ذوو الآراء عنه فلن ترى وله القـضايـا والحكومات التي وبيـوم بعـث الطائر المشويّ إذ إذ قـال أحمـد : آتني بأحبّ مَن هـذا روى أنس بـن مالك لم يكن وشهـادة الــخصـم الألدّ فضيلة أبواه مـن نسـل النـفيل تـنقّلا متعفراً فــوق الثـرى مـتذلّلا لمّا على كتـف النبـي عُلاً على إلا الخليل أبـوه فـي عصر خلا سراً وولى خائفـاً مــستعـجلا تجد الوصيّ بها الشجاع الأفـضلا في الفعل مـتبـعـاً أبـاه الأوّلا لا ريب فيـه لمـن دعى وتـأملا لي فـي الـذي حظر العليّ وحلّلا توراتهـم حـكمـاً بليـغاً فيصلا إنجيلهــم وأقـمـت منه الأميلا فرقانـهـم حـكمـاً بليغـاً فيصلا صدق الأمين ( عليّ ) فـيمـا علـّلا مـن قـبل آدم في زمـان قد خلا منهـا تـأخّـر آتـيـاً مـستقبلا لأولـي البـلاغـة منه أبلغ مقولا خـرسـاً وأفـحمت البليغ المقولا مـن فــوقـه إلا الكتاب المنزلا وضحت لديـه فـحلّ منها المشكلا وافى النـبي فـكـان أطيب مأكلا تهوى ومَن أهـواه يــا رب العلى مـا قـد رواه مـصـحفّـاً ومبدّلا للـخصـم فاتبـع الطـريق الأسهلا


(173)
وكسـدّ أبـواب الصحابة غيره إذ قال قائلهــم : نبيّكـم غوى تالله ما أوحى إليــه وإنـمـا حتّى هـوى النجم المبين مكذّباً أبداره حتـى الصباح أقام ؟ أم هذي المناقـب مـا أحاط بمثلها يا ليت شعـري ما فضيلة مدّع أبعزلـه عنـد الصـلاة مؤخّرا ؟ أم ردّه فـي يـوم بـعث براءةٍ إن كـان أوحـى الله جلّ جلاله أن لا يؤدّيهـا سـواك فترتضي أفهل مضـى قـصداً بهامتوجّهاً أم يـوم خيـبر إذ بـراية أحمد ومضى بهـا الثاني فآب يجرّها من كان أوردها الحتوف سوى أبي وأباد مرحـبـهم ومـدّ يـمينه يا علّة الأشيـاء والـسبب الذي إلا لمن كشف الغـطاء له ومن يكفيك فخـراً أن دين مـحـمد وفـرايض الصلوات لـولا أنّها يـا من إذا عـدّت مناقب غيره إني لأعذر حاسديك علـى الذي لمميّز عرف الـهدى متوصـّلا في زوج ابنتـه ويعذر أن غلا شرفاً حبـاه علـى الانام وفضّلا من كـان فـي حق النبي تقولا فـي دار حـيدرة هوى وتنزلا ؟ أحد سواه فـترتضيـه مـفضّلا حكـم الـخلافـة مـا تقدم أولا ولـو ارتـضاه نبيـّه لن يعزلا مـن بعـد قـطع مسافة متعجّلا ؟ لنـبيـه وحيـاً أتــاه مـنزّلا رجلاً كريمـاً مـنك خيراً مفضلا إلا علـيّ ؟ يـا خليلـي اسـألا ولّى لعمرك خائفــاً مـتـوجّلا ؟ حـذر الـمنيـة هاربـاً ومهرولا حسن وقـام بهـا الـمقام المهولا ؟ قلع الرتاج وحصـن خيـبر زلزلا معنى دقيق صفـاتــه لـم يـعقلا شق الـحجاب مـجرّداً وتـوصـلا لولا كمالك نـقصه لـن يــكمـلا قرنت بذكرك فرضهـا لـن يـقبلا رجـحت مـنـاقبـه وكان الأفضلا أولاك ربّـك ذو الـجـلال وفـضّلا


(174)
إن يـحدوك علـى عـلاك فإنـما إحياؤك الموتى ونطـقك مـخبـراً وبردّك الشـمس الـمنـيرة بعدمـا ونفـوذ أمـرك في الفرات وقد طما وبليلة نــحو الــمداين قـاصداً وقضيّة الثعبان حيـن أتـاك فــي فـحللت مـشكلـها فآب لـعلــمه واللـيث يـوم أتاك حين دعوتَ في وعلوت مـن فـوق البساط مخاطباً أمـخـاطـب الأذيـاب في فلواتها يالـيت في الأحياء شخصك حاضرٌ عريـان يـكـسوه الصـعيد ملابساً متـوسـداً حــر الصخـور معفّراً ظمآن مـجروح الـجـوارح لم يجد ولصـدره تـطأ الـخيـول وطالما عقرت أمـا عـلمـت لأيّ مـعظّم ولثغره يعلــو القـضيـب وطالما وبنوه فـي أسـر الطغـاة صوارخ ونسـاؤه مــن حـوله يـندبـنه يندبـن أكـرم سيـد مـن ســادة بأبـي بـدوراً في المدينـة طلّـعاً آساد حـرب لا يـمسّ عـفـاتـها مـن تلـق مـنهم تلـق غيثاً مسبلاً متسافل الدرجات يـحسد مـن علا بالغائبات عذرتُ فيـك لـمـن غلا أفلت وقد شـهدت بــرجعتها الملا مــدّاً فـأصبــح مـاؤه متسلسلا فيها لسلمان بعثـت مـغــسّــلا ايضاح كشف قضيّة لمن تعــقـلا فرحاً وقد فصّلـت فـيها المــجملا عسر الـمخاض لــعـرسه فتسهلا أهل الــرقـيـم فـخاطبوك معجّلا ومـكلــم الأموات في رمس البلى وحـسـين مـطروح بعرصة كربلا أفديــه مسلوب اللبـاس مـسربلا بدمائــه ترب الجبيـن مــرمّلا مـما سـوى دمه المبـدّد مـنهـلا بــسريره جــبريـل كان موكّلا وطأت وصـدرٍ غادرته مـفصّـلا ؟ شرفــاً لــه كـان النبـي مقبّلا ولهــاء مــعـولة تجاوب معولا بأبــي الـنساء النـادبـات الثكّلا هجروا القصور وآنسـوا وحش الفلا أمـست بأرض الغاضـريـة افـّلا ضُــرّ الطـوى ونزيلها لن يخذلا كرماً وأن قـابـلت ليثـاً مـشـبلا


(175)
نزحت بهم عن عقرهم أيدي العدا ساروا حـثيثاً والـمنايـا حولهم ضاقت بـهـم أوطانهـم فتبيّنوا ظفـرت بهم أيدي البغاة فلم أخل مــنعوهـم ماء الفرات ودونه هجرت روسهم الجسوم فواصلت يـبكي أسـيرهـم لـفقد قتيلهم هذا يميل على اليميـن معفّـراً ومـن العجائـب أن تقاد اسودها لهفـي لـزين العـابدين يقاد في مــتقلقـلاً فـي قـيـده متثقّلا أفدي الأسر وليت خدي مـوطناً أقسمت بالرحمن حلفـة صـادق ما بات قلب محمـد في سـبطه خانوا مـواثيـق النبي وأجبّجوا يا صاحبا لأعراف يعرض كل مخـ يا صاحب الحوض المباح لحزبه يا خير منلبّى وطاف ومـن سعى ظفرت يدي منكـم بقسـمٍ وافـرٍ شغلت بنـو الدنيـا بمدح ملوكهم وتردّدوا لــوفـادة لــكنـهـم ومنحتكـم مـدحي فرحب خزانتي وأنـا الغـني بـكم ولا فقر ومن بأبـي الغريـق الظاعن المترحّلا تسـري فـلن يجدون عنها معزلا شاطي الفرات عن المواطن مُوئلا وأبيـك تـقتنص البـغاث الأجدلا بسيوفهـم دمـهـم يـراق مُحلّـلا زرق الأسـنة والـوشيـج الذبّـلا أسفاً وكـل في الحقيـقة مـبـتلى بـدم الـوريد وذا يساق مـغلـلا أسراً وتفتـرس الكـلاب الأشبـلا ثقل الـحـديـد مـقيّـداً ومـكبّلا مـتوجـعـاً لـمـصابـه متوجّلا كانت له بـيـن المـحـامل محملا لـولا الـفراعنة الطواغيت الاولى قـلقاً ولا قلـب الوصـي مـقلقلا نيران حـرب حرّهـا لن يصطلى ـلوق عليـه مـحقــّقاً أو مبطلا حـلّ ويـمـنعـه العصـاة الضلّلا ودعـا وصلّى راكـعـاً وتـنـفّلا سبحان من وهـب العـطاء وأجزلا وأنـا الـذي بـسـواكـم لن اشغلا ردّوا وقد كسبوا علـى الـقيل القلا بنفايس الحسنـات مفــعمـة مـلا مـلك الـغنـا لسـواكـم لي يسألا


(176)
مولاي دونك من « علي » مدحة ليس النضـار نظـيرها لكنّها فاستجلهـا منّي عـروساً غادةً فصداقها منك القبـول فكن لها وعليكم مـني التـحيّة ما دعا صلى عليك الله مـاسحّ الـحيا عربية الألفاظ صـادقة الولا درّ تكامـل نـظمـه فتفصّلا بكراً لغيرك حسنها لـن يجتلى يا بن المكـارم سامعـاً متقبّلاً داعي الفلاح إلى الصلاة مهلّلا وتبسّمت لبكـائـه ثـغر الكلا
القصيدة الخامسة
عسى موعدٌ ان صـحّ مـنك قـبـول فــربّ صبـاً تـهـدي الـيّ رسالةً تطاول عمــر الـعتـب يا عتب بيننا أفـي كـل يـوم للعـتاب رسـائـل رسـائل عـتب لا يـُردّ جـوابـهـا يـدلّ عليـهـا مـن وسـائل سائـل عـسى مـسمع يصغي الى قول مسمع وأعـجب شـيء أن أراك غـريــّةً سجيّة نفسي بالـوعـود مـع الـقـلا عذرتك إن ميّـلـت أو مـلـت أننـي ومـا لـظبـاء الـسـرب خلـقك إنّما وقـد كنـت أبـكـي والـديـار أنيسة فـكـيف وقـد شـطّ الـمزار وروّعت إذا غبـتـم عـن ربـع حلّـة بـابـل تؤديـه ان عـزّ الرسـول قـبـول لها مـنـك إن عزّ الوصول وَصول ولــيس إلـى ما نـرتجيـه سبيل مجــدّدةٌ مــا بـيـننـا ورسول ونفث صـدور فـي السطور يطول خضـوعٌ ومن شكوى الفصال فصول فـيعــطـف قـاس أو يرقّ ملول بهـجري وللـواشـي علــيّ قبول وكل سخـيٍّ بـالـوعـود بـخـيل أخالـك غصـنا والـغصون تـميل لخلقك منـها فـي الـعدول عـدول ومـا ظعنـت للظـاعـنيـن قفول فـريق الـتداني فرقـة ورحـيـل فلا سحبـت للـحسـب فـيه ذيول


(177)
ولا ابتسـمت للثـغـر فـيه مبـاسمٌ ولا هبّ مـعـتلّ النسيم ولا سـرت ولا صدرت عـنهـا الـسوام ولا غدا ولا بـرزت فـي حُلـّة سـندسـيـّة وما النفع فيـها وهـي غـيـر أواهلٍ تنّـكـر مـنـها عـرفـا فأهيـلهـا رعـى الله أيـامـاً بـظـلّ جـنابها ليـالـي لا عـود الربـيـع يـجفّه بها كـنت أصـبو والصبا لي مسـعدٌ وإذ نحن لا طَـرف الوعود عن اللقا نـبيتُ ولا غير العـفـاف شعـارنا كروحين في جسـم أقـاما على الوفا إلى أن تـداعـى بـالفـراق فريقكم تقاضى الـهوى مـنيّ فـما لضلالة فحسبي إذا شطّت بـكم غربة النوى أروم بمـعـتلّ الصـبا برء علـّتي لعلّ الصـبا إن شطـت الـدار أودنا أحيّ الحيا إن شطّ من صوب أرضكم تمـرّ بـنا باللـيل وهـناً بـريـّها سرى وبريـق الثـغر وهنـاً كأنّـها وأنشأ شـمال الغور لـي منك نشـوةً أمّتهم قـلبـي مـن البـيـن سـلوةً أغرك إنـي سـاتر عـنك لـوعـةً ولا ابتـهجت لـلطل فيه طلول بليلٍ على تلك الربـوع بـلـيل بها راتعاً بيـن الفصول فصـيل لذات هدير فـي الغصـون هديل ومعهدها مـمن عـهدت مَحـيل غريب وفـيهـا الأجـنبيّ أهيل ونحن بشرقـيّ الأثيـل نـزول ذبول ولا عـود الـربوع هزيل وصعب الهوى سهـلٌ لديّ ذلول بطيّ ولا طـرف السعـود كليل وللأمن من واش علـيّ شمـول عفافـاً وأبنـاء الـعفاف قليـل ولـمّ بـكـم حـادٍ وأمّ دلـيـل مَقيلٌ ولا ممـّا جـناه مـقـيـل علاج نـحولٍ لا يـكـاد يـحول وأعجـب ما يشفي العلـيل عليل مثالكـم أو عـزّ مـنك مَـثـيل بناديـه مـن لمع الـبروق زميل يُـبلّ غـلـيـل أو يـَبلّ علـيل لديّ بريـق الـثـغر منك بديـل عساه لمعـتلّ الـشمـال شـَمول ومتهمة في الـركـب ليس تـؤل لها ألـم بـين الضـلـوع دخيـل


(178)
فلا تـحسـبي إنـّي تناسيـت عهدكم ثـقـي بخـلـيلٍ لا يـغـادر خـله جـميـل خـلالٍ لا يـراع خلـيـله خـليـق بأفـعال الجـميل خـلاقـه يزيـن مقـال الصـدق مـنه فعـاله غضيض إذا البيض الحسان تـأوّدت ففي الطـرف دون القاصرات تقاصر أمـا وعـفاف لا يـدنّـشـه الخـنا لأنـت لقلـبي حـيث كنـت مسرّة يقصر آمـالـي صـدودك والـقلى وتعـلـق آمالـي غـروراً بقـربكم قتيلٌ بـكتك حـزنـاً علـيه سماؤها وزلـزلـت الأرض البـسيـط لفقده أأنـسى حـسيـناً للسـهام رمـيـّةً أأنـساه إذ ضـاقت به الأرض مذهباً ؟ أعـيـذكـم بالله أن تـردوا الـردى ألا فأذهبـوا فاللـيل قـد مـدّ سجفه فثـاب إلـيه قـائـلاً كـل أقـيـلٍ يقـولـون والسـمر اللـدان شوارع أنُسـلم مـولانا وحيداً إلـى الـعدى ونعدل خوف الموت عن منهج الهدى نودّ بأن نـبلى وننـشـر لـلبـلى وثـاروا لأخـذ الـثأر قـدماً كأنهم ولكنّ صـيـري يـا أميـم جميل بغـدر ولا يــثنـيه عنك عذول إذا ربـع في جنب الخليل خلـيل وكـلّ خـليـق بالجمـيل جميل وما كـل قـوّالٍ لديـك فـعـول لهنّ قـدود في الغـلائل مــيل وفي الكفّ من طول المكارم طول وسرّ عتـاب لـم يـزلـه مزيل وأكـرم مـسـؤول لـديّ وسؤل وينشرها منك الـرجـا فـتطول كـما غـرّ يومـاً بالطفوف قتيل وصـبّ لها دمـع عـليه همول وريـع له حزن بهـا وسـهول وخيـل العـدى بغياً عليه تجول ؟ يشيـر إلى أنـصـاره ويـقول ويطمع في نفس الـعزيـز ذليل وقد وضحت للـسالكـين سـبيل نمته إلى أزكـى الـفروع أصول وللبيض من وقـع الصفاح صليل وتسلم فـتـيـان لـنا وكهـول ؟ وأين عن العـدل الـكريم عدول ؟ مراراً ولسنا عـن عـلاك نحـول أسود لهـا بين الـعريـن شـبول


(179)
مغوير عـرس عرسهـا يـوم غارة حماة إذا ما خـيف للـثغر جـانـب ليوث لها في الـدار عـيـن وقـايع أدلّتـها فـي الليل أضـواء نورهـا يؤمّ بهـا قـصد المـغالـب أغلـب له الخط كوب والجـماجـم أكـؤس يرى المـوت لا يخشاه والنبل واقع صؤول إذا كـرّ الـكمـيّ منـاجز له من عليّ في الخطوب شـجاعـة إذا شمـخت فـي ذروة المجد هاشم كـفـاه علـوّاً فـي الـبرية أنـّه فمـا كل جـدّ في الرجـال محـمد حسـينٌ أخو المجد المنيف ومَن له أرى الـموت عذباً في لهاك وصابه فما مـرّ ذو بـاس إلـى مرّ باسه كأن الأعـادي حين صلت مبارزاً وما نهل الخطـيّ منـك ولا الظبا بنفسي وأهلـي عافـر الخط حوله كأنّ حسـيناً فيـهم بـدر هـالة قضى ظامـياً والماء طـامٍ تصدّه وحزّ وريد السـبـط دون وروده وآب جواد السـبـط يهتف ناعياً فلما سمـعن الـطـاهـرات نعيّه لها الخـطّ فـي يوم الكريهة غيل كماة على قـبّ الـفحـول فحول غيوث لـها للـسائلـين سيـول وفي النقع أضـواء السيوف دليل فروسٌ لأشـلاء الكـمـاة أكـول ؟ لـديـه وآذيّ الـدمـاء شـمول ولا يختـشي وقع الـنبال نبـيل بلـيغ إذا فـاه البلـيـغ قـؤول ومـن أحمد عنـد الخطابـة قيل فعمّـاه منـها جعـفر وعـقيـل لأحمــد والطهر البـتول سليل ولا كل أمّ فـي النـساء بـتول فخـارُ إذا عد الـفخـار أثـيل لغيرك مـكروه المـذاق وبـيل علـى مـهل إلا وأنت عجـول كثيب ذرته الـريح وهو مـهيل ولا عـلّ إلا وهـو منك علـيل لدى الطـف من آل الرسول قبيل كواكبهـا حول السمـاك حـلول شرار الورى عـن ورده ونغول وغالته مـن أيدي الحوادث غول وقد مـلأ البيـداء منه صهـيل لراكبه والسـرج مـنه يـمـيل


(180)
بـرزن سـلـيـبات الحلـيّ نواديـاً بنفسي أخـت الــسبط تـعلن نـدبها أخـي يـا هلالاً غـاب بعـد طلوعه أخي كنت شمساً يكسف الشمس نورها وغصـناً يـروق الـناظرين نضارةً وربعـاً يمـير الوافديـن ربـيـعـه وغصناً رمـاه الـدهر في دار غربة وضرغام غـيلِ غيل من دون عرسه فلـم أردون الـخدر قبـلك خـادراً أصـبت فـلا ثـوب المـآثر صيّب ولا الـجود مـوجـود ولا ذو حميّة ولا صافحت منـك الصفاح محاسناً ولا تربت منك الترائب فـي الـبلا لتنظرنا مـن بعـد عـزٍ ومنـعـة تعالـج سـلب الحلي عنّا علوجـها وتبتـزّ أهـل اللبـس عنـّا لباسنا ترى أوجهاً قد غاب عـنها وجيهها سوافر بين السـفر فـي مهمه الفلا تزيد خفـوفـاً يا بن امّ قـلوبنـا فيا لك عينـاً لا تجـفّ دمـوعها أيـقتل ظـمآنا حـسـين وجـدّه ويمنع شـرب الماء والسرب آمن لهنّ علـى النـدب الكريم عويل على ندبهـا محـزونـةً وتقـول وحـاق بـه عند الكمـال أفـول ويخسأ عنـها الطرف وهـو كليل تغـشـّاه بـعد الإخضرار ذبـول تعـاهـده غـبّ العـهاد محـول وفـي غربه للمرهـفات فـلـول ومخـلبه ماضـي الغـرار صقيل له بين أشراك الضبـاع حـصول ولا فيـظلال المـكرمـات مقيل سواك فيـحمي فـي حـماه نزيل ولا كاد حسـن الحـال منك يحول ولا غـالها في القـبر مـنك مغيل تلـوح علـيـنا ذلـّة وخـمـول وتـحكـم فيـنا أعبـدٌ ونـغـول وتـنـزع أقـراط لـنا وحجـول وأعـوزها بعـد الكفاة كـفــيل لنـا كــل يـوم رحـةٌ ونـزول إذا خفـقت للـظالمـيـن طـبول وناراً لـها بـين الضلوع دخــيل إلى الـناس مـن رب العباد رسول على الشرب مـنها صـادر ونهول
ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: فهرس