ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: 196 ـ 210
(196)
يفنى الزمان وتـنقضـي أيـامه فلجسـمه حـلل السـقام ملابس ولو أنّني استمددت من عيني دماً لم أقض حقكم علي وكيف أن يا صفوة الجبّـار يـا مستودعي عاهدتكم في الـذر معـرفة بكم ووعدتموني فـي المعاد شفاعة فتفقدوني فـي الحسـاب فإنّني كم مدحة لي فيـكم فـي طيها وبنات أفكار تفـوق صفـات ليس النضار لها نظيراً بل هي هذا ولو أن العـباد بـأسرهم لم يدركـوا إلا اليـسير وأنتم لكن في أم الكـتاب كـفـاية صلّى الإله عليكم ما باكـرت وعليّ كم بكم الحـزين المـكـمد ولـطرفه حـر المـدامـع أثمد ويقلّ مـن عيـني دماً يستـمدد تقضي حقـوق الـمالكين الاعبد الأسرار يا مـن ظلًهم لي مقصد ووفـيـت أيمانـاً بمـا أتعهـّد وعلى الصراط غداً يصح الموعد ثقـة بكـم لـوجوهكـم أتقـصّد حكم تفوز به الركـاب وتنـجـد أبـكار يقوم لها القريض ويقـعد الدرّ المفصّل لا الخلاص العسجد تحـكي مناقـب مجدكم وتعـدّد أعلا علاً مـمّا حكـوه وأزيـد عمّا تُنـظّمه الـورى وتُـنضّد ورق علـى ورق الغصون تُغرّد


(197)
المتوفي 749
    قال ابن الوردي :
أرأس السبط يـنقل والسبايا وما لي غير هذا السبي ذخرٌ يطاف بها وفوق الأرض رأس وما لي غير هـذا الرأس رأس (1)
    وقال :
فرّق الحب بين عـقلي وبيني طال في أنسه القصير غرامي بي نار مـن جنّـتي وجنتيه حـسن قدره عـلـيّ فيا مَن فاستهلت دمـوع عيني كعين وهو بدر وينجلـي في حنين لهف قلبي على جنى الجنّتين في ملامي يزيد موتي حسيني (2)
    وقوله :
1 ـ تاريخ ابن الوردي ج 1 ص 232.
2 ـ ديوان ابن الوردي ص 329.


(198)
دنيا تضام كـرامها بلئامها يا خاطب الدنيا الدنيّة إنها ودليل ذاك حـسينها ويزيدها طبعت على كدر وأنت تريدها
    إشارة إلى بيت أبي الحسن التهامي المتوفي سنة 416 حيث يقول من قصيدة :
طُبعت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذاء والاكدار


(199)
    ابن الوردي زين الدين عمر بن مظفر بن عمر البكري الحلبي المعري الشافعي الفقيه النحوي الشاعر الأديب صاحب التأريخ المعروف ، وشرح الفية ابن مالك وأرجوزة في تعبير المنام ، ومن شعره لاميته المعروفة مطلعها :
اعتزل ذكر الأغاني والغزل وقل الفصل وجانب مَن هزل
    وله حكاية لطيفة حاصلها انه : دخل الشام وكان ضيق المعيشة رث الهيئة رديء المنظر ، فحضر الى مجلس القاضي نجم الدين بن صصري من جملة الشهود فاستخفت به الشهود وأجلسوه في طرف المجلس فحضر في ذلك اليوم مبايعة مشترى ملك فقال بعض الشهود أعطوا المعري يكتب هذه المبايعة على سبيل الاستهزاء به فقال ابن الوردي أكتبه لكم نظماً أو نثراً فتزايد إستهزاؤهم به فقالوا له بل أكتب لنا نظماً فأخذ ورقة وقلماً وكتب فيها نظماً لطيفاً أوله :
باسم إله الـخلق هذا ما اشترى من مالك بـن أحمد بن الأزرق فباعه قـطـعة أرض واقـعة يشجر مخـتـلف الاجـنـاس وذرع هـذي الأرض بالذراع وحـدّها من قبـلة ملك التقي ومن شمـال ملك أولاد عـلي وهـذه تـعـرف مـن قـديم بيعاً صـحـيحاً ماضياً شرعياً بثمنٍ مبـلغـه مـن فـضـه محمد بن يونـس بـن شنفرى كلاهما قد عـرفـا مـن جُلّق بكورة الغوطـة وهـي جامعه والأرض في البيع مع الغِراس عشرون في الـطول بلا نزاع وحائز الرومـي حـد المشرق والغرب ملك عـامر بي جهبل بأنها قطـعة بـيـت الـرومي ثم شـراءاً قـاطـعاً مـرعيا وزانـة جـيـّدة مبـيـضـة


(200)
جارية للنـاس فـي المـعامله قبضها الـبايـع مـنه وافـيه وسلّم الأرض إلى مـَن اشترى بـينـهما بـالـبدن التـفـرّق ثم ضـمان الـدرك المشـهور وأشهـدا عليـهما بـذاك فـي من عـام سبعـمائة وعشـرة والحـمـد لله وصـلى ربـي يشهـد بالمضمون من هنا عمر ألفان مها النصف ألف كامله فعادت الذمة مـنه خـالـيه فقبض القطعة مـنه وجـرى طوعاً فمـا لأحـدٍ تـعلـّق فيه علـى بائعـه المذكـور رابع عشر رمضان الأشرف من بعد خمسة تليها الهـجرة على النبي وآلـه والـصحب ابن المظفر المعري إذ حضر
    فلما فرغ من نظمه ووضع الورقة بين يدي الشهود ، تأملوا النظم مع سرعة الارتجال ، فقبلوا يده واعتذروا له من التقصير في حقه واعترفوا بفضيلته عليهم ، ثم أنه قال لبعض الشهود : سدّ في هذه الورقة بخطك ، فقال له : يا سيدي أنا ما أحسن النظم ، فقال له : ما إسمك ؟ فقال له : أحمد بن رسول ، فكتب عنه وهو يقول :
قد حضر العقد الصحيح أحمد ابن رسول وبذاك يشهد
    ومن شعره قوله فيمن أخذ ديوانه :
أغضبتنى وغصبتَ ديواني الذي لو كنتَ يوماً بالـمودة عـامـلا أنفقتُ فيــه شبـيبتي وزماني ما كنتَ تغضب صاحب الديوان


(201)
    وقوله في ص 240 :
لا تحـرصن على فضل ولا أدب ولا تـعـد مـن العقـّال بـينهم والحـظ أنـفع من خـط تزوقه والعلم يحسب من رزق الفتى وله أهل الفـضائل والآداب قد كسدوا والناس أعداء من سارت فضائله فقد يضرّ الفتى علم وتحـقيق فان كل قليل العقـل مرزوق فما يفيد قليل الحـظ تزويـق بكل متّسع في الفضل تضييق والجاهلون فقد قامت لهم سوق وان تعمق قالوا عـنه زنـديق
    وقوله في ص 260 :
فيا سائلي عن مذهبي إن مذهبي فمن رام تقويمي فإنـي مقـوّم ولاء به حب الصحابة يمزج ومَن رام تعويجي فإني معوّج
    وقوله في ص 271 :
يا آل بيت النبي مَن بذلت مَن جاء عن بيته يسائلكم في حبكم روحـه فما غبنا قولوا له البيت والحديث لنا
    وقوله في ص 302 وقد سمع مَن ينشد :
كم عالم عالم أعـيت مـذاهبه هذا الذي ترك الألباب حائـرة وجاهل جاهل تلقـاه مرزقا وصيّر العالم النحرير زنديقا
    فقال :
كم عالم عالم يشكو طوى وظماً وجاهل جاهل شبعان ريّانا


(202)
هذا الذي زاد أهل الكفر لاسلموا كفراً وزاد أولي الايمان إيمانا
    وقوله في ص 306 في جارية له اسمها لؤلؤة وقد ماتت :
أيا موت رفقاً على حسنها تركت جواهـر عند اللئا فقد بلغت روحهـا الترقوة م وتحسد مثلي على لؤلؤه
    وقال فيها أيضا :
فريدة من لـئالئٍ ثم ماتت فجسمها تتثنّى من الـمرض جوهر زال بالعرض
    وقوله في ص 307
إن لحسادي عندي يداً أبدوا عيوبي فتجنبتها يحق أن يـعرفها مـثلي ونبهوا الناس على فضلي
    وقوله في ص 308
إذا أحببت نظم الشعر فاقصد ولا تكثـر مجانـسةً ومكـّن لنظمك كل سهل ذي امتناع قوافيه وكِله الـى الطبـاع
    وقوله في ص 311 :
دنيا تضام كـرامها بلئامها يا خاطب الدنيا الدنية أنها ودليل ذاك حـسينهما ويزيدها طبعت على كدر وأنت تريدها
    وقوله في ص 313 :


(203)
ابني زماني ما أنا وإذا نشأت خلالكم منكم وقول الـحق يثبت فالورد بين الشوك ينبت
    وقوله في ص 323 :
قالت إذا كنت ترجو صف ورد خدي وإلا انسي وتخشى نفوري أجور ناديتُ جـوري
    وقوله في ص 326 :
وما لي إلا حـبّ آل محمد محبتهم ترياق زلاتي التي فكم جمعوا فضلاوكم فضلوا جمعا تخيّل لي مـن سحرها أنها تسعى
    وقوله في ص 327
قلتُ لدنياي لِم ظلمتِ بني قالت أما تنصـفوا لطائفة عليّ المرتضى أبي حسن أبوهـم بالثلاث طلـقني
    وينتسب الى الخليفة ابي بكر وله في ذلك كما في ديوانه :
جدي هو الصديق وإسمي عمر لكن يزيـد ناقـص عندي ففي وابني أبو بكر وبنتي عائشه ظلم الحسين ألف ألف فاحشه
    وهو من أهل معرة النعمان وكان يكثر الحنين إليها والاعتزاز بها لأنها مسقط رأسه من ذلك قوله في قصيدته التي أوّلها :
قف وقفة المتألم المتأمل بمعرّة النعمان وأنظر بي ولي
    إلى أن يقول في آخرها ـ كما في ديوانه ص 262.
أقسمت لو نطقت لأبدت شوقها نحوي كشوقي نحوها وترقّ لي


(204)
لم لا ترقّ لدمع عين ما رقا موتي حسينـي بها، وملامكم وجوارح جرحـى وبالٍ قد بلي فيها يزيد ، وقدرها عندي ( علي )
    أقول وجاء في مقدمة تاريخه أن مولده سنة 691 هـ.
    وكانت وفاته بحلب 17 ذي الحجة سنة 749 في طاعون حلب وعمره 58 سنة.
    أما المقامة المشهدية التي ألحقها بقصيدة طويلة فهي سجل حافل بأوضاع زمانه وظلمه دون أقرانه ، نقتطف من القصيدة أبياته التالية ، فهي في تصوير حالته كافية ـ قال يخاطب ابن الزملكاني ويستقيل فيها من منصبه إن لم ترع حقوقه :
يا كامل الفضـل جمّ البذل وافره إني أحبّ مقامـي في حماك ومَن فليتني مثل بعـض الخاملين ولا فالحكم متعـبة للقـلب ، مغضبة وإن تكن رتبتي فـي البر عالية فانظر إليّ وجد عطفاً عليّ عسى والبرّ أوسـع رزقاً غير أنّي في وفي المدارس لي حـق فما بنيت أهل الاعادة والفـتوى أنـا ومعي فإنّ فـي عـمر عـدلاً ومعرفـة قالوا فلم تطلب العزل الذي هربت جوداً مديدَ القوافي غير مقتضب يكن ببابك يا ذا الفـضل لم يخب تكون تولية الأحكام مـن سبـبي للرب ، مجلـبة للـذنب فاجتنب فالكون عندك لي أعلا من الرتب رزق يعين على سكناي في حلب قلبي من العلم والتحصيل والطلب إلا لمثلي في حجـر العـلوم ربي خط الشيـوخ بهذا وامتحـن كتبي فكيف يصـرف عن هذا بلا سبب منه القضاة قـديماً غايـة الهـرب


(205)
فقلت نحن قضـاة البـر مهملة مَن كان منا جريـّاً أكرموه وولّو ومتـقي الله منا مـهمـل حرج لا يعـرفون له قـدراً وعفـّته إن دام هذا وحاشـاه يـدوم بنا يا سيدي يا كمال الدين خذ بيدي البر يصلـح للشيخ الكبير ومن أما الـذي عرفت بالفهم فطرته أقدارنا فهي كالاوقاص في النصب ه المنـاصـب بالخطبات والخطب مروّع القلـب محمول على الكرب يخشون إعـداءهـا للناس كالجرب فارقت زيـيّ الى ما ليس يجمل بي من القضـاء فـمالي فيه من إرب رمى سهامـاً الـى العليا فلم يصب فإنـه فـي مقـام الـبرّ لم يطـب
    أقول وكتب الأخ المعاصر العلامه السيد محمد مهدي الخرسان رسالة وافية عن حياة ابن الوردي وجعلها مقدمة لتاريخ ابن الوردي المطبوع في النجف الأشرف الطبعة الثانية سنة 1389 وقد ألم بجميع نواحي حياة ابن الوردي وعدد مؤلفاته واجازاته وأقوال المؤرخين فيه
    ومن الجميل أن نذكر لامية ابن الوردي في النصائح والأمثال والحكم فإنها على غرار لامية اسماعيل بن أبي بكر المقري الزبيدي ، ولامية صلاح الدين الصفدي ، ولامية الحسين بن علي الطغرائي المشهورة بلامية العجم. وهذه القصائد المشهورة قد شُرحت ومُدحت وذيلت.
أعتزل ذكر الغواني والغزل ودع الـذكـر لأيام الـصبا ان أحلـى عيـشة قضـيتها واترك الغادة لا تـحفظ بـها واله عـن آلة لـهوٍ أطربت وقل الفصل وجانب مَن هزل فلأيـام الصبا نـجـم أفـل ذهبـت لذاتهـا والأثم حـل تمس فـي عز وترفع وتُجل وعن الأمرد مـرفـيّ الكفل


(206)
ان تبدّى تنكشف شمس الضحى فـاق إذ قسناه بـالـبدر سـناً واهجـر الخـمرة إن كنت فتى واتـق الله فــتـقـوى الله ما ليس مَن يقـطع طـرفـا بطلا صدّق الشـرع ولا تركـن الى حارت الأفكـار فـي قدرة مَن كتب الموت عـلى الخـلق فكم أين نـمرود وكـنعـان ومـَن أين مَـن سـادوا وشادوا وبنوا أين عاد أيـن فـرعـون ومَن أين أرباب الحـجى أهل التقى سـيـعـيد الله كـلا منـهـم يا بُنيّ اسـمـع وصايا جمعت اطـلب العلم ولا تـكسل فـما واحـتفل للفقه فـي الدين ولا واهجر النوم وحصّـله فـمن لا تقل قد ذهـبـت أربـابه في ازدياد العلم ارغـام العدا جمّل المنطق بالنحـو فـمن انظـم الشـعر ولازم مذهبي فهـو عنوان على افضل وما مات أهل الجود لم يبق سوى وإذا مـا مـاس يـزرى بالأسل وعدلنـاه بــرمـح فـاعـتدل كيف يسعـى في جنون مَن عقل جاورت قـلب امرءٍ إلا وصـل إنـما مَـن يـتـق الله البطـل رجل يـرصد فـي الـليل زحل قـد هـدانـا سبـلـنا عز وجل فل مـن جيـش وأفنـى من دول ملــك الأرض وولـّى وعـزل هلـك الـكـل فلـم تـغن القُلل رفـع الاهـرام مَن يسـمع يخل أين أهـل العلـم والقـوم الأول وسيـجزي فاعـلاً مـا قـد فعل حكماً خصـّت بها خيـر المـلل أبـعد الـخيـر على أهل الكسل تشتـغل عنـه بـمـالٍ وخـول يعرف المـطلوب يـحقر ما بذل كلّ من سار عـلى الدرب وصل وجمال الـعلـم إصـلاح العمل يحرم الاعراب في النطق احتمل فاطراح الـرفـد فـي الدنيا أقل أحـسن الشـعر إذا لـم يـبتذل مقرف أو مَن على الأصـل اتكل


(207)
أنـا لا أخـتـار تقـبـيل يـد ان جزتني عن مديحي صرت في ملك كسرى عـنه تـغنى كـسرة اعتبر ( نـحن قسمـنا ) بيـنـهم ليس ما يحوي الفـتى عن عزمه قاطع الدنيـا فـمن عـاداتـهـا كم شجاع لم يـنل منـها المـنى فاتـرك الـحيـلة فيـها واتـئد لا تقـل أصـلي وفصـلـي أبداً قـيمـة الإنـسـان مـا يُحـسنه أكتـم الأمـريـن فقـراً وغنـى وادّرع جـداً وكـدا واجـتـنـب بيـن تبـذيـر وبُـخلٍ رتـبـة لا تخض في حق سـادات مضوا وتـغـافـل عـن أمـور انـه ليس يخلو المـرء مـن ضدٍ وان غب عن النمـام وأهـجـره فما دار جـار الـدار إن جـار وان جانب السلـطان واحذر بطـشه لا تلى الحـكم وأن هـم سـألوا إن نصف الـناس اعـداءٌ لـمن فهو كـالمحـبوس عـن لـذاته ان للنقـص والاستـثـقال فـي قطـعها أجمـل مـن تلك القبل رقّهـا لولا فيـكفـيني الخـجل وعن البـحر اكـتـفاء بالوشـل تلـقه حقـاً وبـالحـق ، نـزل لا ولا مـا فـات يومـاً بالكسل عيـشة الجاهـل بل هـذا أزل وجـبان نـال غـايـات الامل إنمـا الحيلة في تـرك الـحيل إنما أصل الفتى ما قـد حـصل أكـثـر الانـسان منه أو أقـل واكسب الفلس وحاسب من بطل صحبة الـحمـقا وأرباب الدول وكـلا هـذيـن ان زاد قـتـل انهــم لـيسـوا بـأهل للزلل لم يفز بالحـمد إلا مـن غـفل حاول العـزلة فـي رأس جبل بلـغ الـمكروه إلا مـَن نـقل لم تجـد صبرا فـما احلى النقل لا تـخاصـم مـَن إذا قال فعل رغبة فيك وخـالف مـن عذل ولى الاحـكام هـذا إن عـدل وكلا كفيّه في الحـشر تـُغـل لفـظة القاضي لـوعـظٌ ومثل


(208)
لا تـوازي لذة الـحكـم بـما فالـولايات وان طـابت لـمن نصب المنصب أو هي جَـلَدي قصّـر الآمال فـي الدنـيا تفز إن مَـن يطـلبه الـموت على غب وزر غبّاً تـجد حُـبّاً فمَن خذ بنـصل السيف واترك غمده لا يضـر الفضـل إقـلال كما حـبك الاوطـان عـجز ظاهر فبـمـكث الماء يـبقـى آسناً لا يـغرنـك لينٌ مـن فـتـى انا مثل الماء سـهـل سائـغ أنا كالخيزور صـعبٌ كـسره غير أني في زمـان مَـن يكن واجبٌ عنـد الـورى إكرامه كل أهل العـصر غـمر وأنا وصـلاة الله ربـي كــلـما للذي حاز العـلا مـن هـاشم ذاقه الشخص اذا الشخـص انعزل ذاقها ، فالـسم فـي ذاك الـعسل وعنائي مـن مـداراة السـفـل فدلـيل العـقل تقـصـير الامل غـرة مـنه جـديـر بالوجـل أكثرَ الـترداد اصـماه الـمـلل واعتبر فضـل الفتى دون الحلل لا يضر الشـمس إطباق الطفل فاغترب تلـق عن الأهـل بدل وسرى الـبدر به البدر أكتمـل إن للـحـيات ليـناً يـعـتزل ومتـى سخـّن آذى وقــتـل وهو لدن كيفـما شئـت انفـتل فيه ذو مال هو المـولى الاجـل وقلـيل الـمال فيـهـم يسـقل منهم فاتـرك تـفاصـيل الجُمل طـلع الشـمس نـهاراً أو أفـل أحـمد المـختار مَن ساد الاول (1)

1 ـ عن كتاب نفحة اليمن للشيرواني ص 158.

(209)
    جمال الدين
سجعـت فوق الغصون فاستهلت سحـبُ أجفـا غردت لاشجوهـا شجو لا ولا قـلــت لـهـا ما شجـى الباكي طروبا حـق لـي أبكـي دماءً لغريـب نـازح الـدار لتـريـب الـخد دامـي يا بنـي ( طه ) و ( حاميم ) بكم استـعصـمـت من فـاذا خـفـت فـأنـتم يا حـجاب الله والمحمي فـيـك داريـت اناسـا وتحصّنـت بقول ( الصا اتقوا ان التــقى مـن وكفاني عــلمـك الشا ومــعـاذ الله ان ألـو فـاقـدات للـقـريـن ني وهزتـني شـجوني ي ولا حـنـّت حنـين يا ورق بالنوح اسعديني كشجى الباكي الـحزين عـوض الدمع الهتـون خـلـيٍّ مـن معـيـن الوجه مرضوض الجبين و ( ياسـيـن ) و ( نـون ) شر خطـوب تـعتريني لنجـاتـي كالسـفـيـن عـن رجـم الـظنـون عـزموا أن يقـتلـوني دق ) الحـبـر الأمـيـن دين آبـائـي وديـنـي هد للسـر الـمـصـون ي عن الحـبـل المـتين


(210)
    ابو الحسن علي بن عبد العزيز بن ابي محمد الخليعي الموصلي الحلي توفي في حدود سنة 750 بالحلة وله قبر بها يزار.
    كان فاضلا مشاركاً في الفنون ، أديبا شاعراَ. له ديوان ليس فيه إلا مدح الأئمة عليهم السلام. أصله من الموصل وسكن الحلة ومات بها ودفن في إحدى بساتين ( الجامعين ).
    قال السيد الامين في الاعيان : والذي يظهر لي ان الخليعي لقب لثلاثة أشخاص لا لاثنين. أحدهم مادح الحمدانيين. والثاني صاحب المراثي في الحسين عليه السلام وهو حلّي أصله موصلي وصاحب الطليعة يقول اسمه علي بن عبد العزيز والظاهر انه من نسل مادح الحمدانيين وهو غيره يقيناً لان المادح كان في المائة الرابعة ، وصاحب المراثي المذكور في الطليعة كان في المائة الثامنة.
    أما صاحب المراثي الآخر المسمى بالحسن ـ إن تحقق وجوده ـ فهو متأخر أيضا ، ويمكن كونه ولد علي بن عبد العزيز ، ويمكن كونه ابا الحسن الخليعي ويسمى الحسن اشتباهاً بل هو غير بعيد ، فلا يكون الخليعي سوى اثنين والله أعلم ويرى الشيخ الاميني أن الحسن محرف وإنما كنيته ابو الحسن.
    وذكره الشيخ الاميني في ( الغدير ) وقال : انه ولد من ابوين ناصبيين وأن أمه نذرت انها ان رزقت ولداً تبعثه لقطع طريق السابلة من زوار الحسين عليه السلام وقتلهم ، فلما ولدت المترجم له وبلغ أشده ابتعثته كما نذرت فلما بلغ الى نواحي ( المسيب ) بمقربة من كربلاء المقدسة طفق ينتظر قدوم الزائرين فاستولى عليه النوم واجتازت عليه القوافل فاصابه الغبار فرأى فيما يراه النائم أن القيامة قد قامت وقد أمر به الى النار ولكنها لم تمسه لما
ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: فهرس