ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: 226 ـ 240
(226)
مدحتكم أرجو النجـاة بمدحكم فدونكم مـن عبـدكم ووليـكم أتت فـوق أعواد المنابر نادباً لسبع مئـين بعد سبعين حجة لها حسن المخزوم عـبدكم أب لعلمي بكم أن الـجزاء جزيل عروساً ولكن في الزمان نكول لها رنـّة محزونـة وعـويل وثنتـين إيـضاح لـها ودليل لآل أبي عبد الكريـم سـليل (1)

1 ـ والقصيدة بمجموعها 177 بيتاً اكتفينا بهذا المقدار منها.

(227)
    الحسن من آل عبد الكريم المخزومي :
    قال السيد الأمين ج 22 ص 89.
    كان حياً سنة 772 ولا يبعد كونه حلياً لمعارضته قصيدة الشفهيني الحلي من قصيدة له يمدح بها النبي والوصي ويرثي الحسين صلوات الله عليهم. وظن صاحب الطليعة إنها للحسن بن راشد الحلي فأوردها في ترجمته وقال : إنه عارض بها الشفهيني والذي رأيناه في مجموعة الفاضل الشيخ محمد رضا الشبيبي أنها للحسن المخزومي من آل عبد الكريم وأنه نظمها سنة 772.
    قال الشيخ الأميني : الشيخ حسن آل أبي عبد الكريم المخزومي أحد شعراء الشيعة في القرن الثامن جارى قصيدته المذكورة معاصره العلامة الشيخ علي الشفهيني.
    وقد رأى الشيخ السماوي في الطليعة إنه هو الشيخ الحسن بن راشد الحلي العلامة المتضلع من العلوم صاحب التآليف القيمة والأراجيز الممتعة وحسب سيدنا الأمين العاملي في الأعيان انه غيره وله هناك نظرات لا يخلو بعضها عن النظر فعلى الباحث الوقوف على الجزء الحادي والعشرين من الأعيان والجزء الثاني والعشرين.
    وعمدة ما يستأنس منه الاتحاد أن اللامية هذه مذكورة في غير واحد من المجاميع في خلال قصائد الشيخ حسن بن راشد الحلي منسوبة إليه مع بعد شاسع في خطة النظم وتفاوت في النفس بحيث يكاد بمفرده أن يميزها عن شعر ابن راشد الحلي الفحل فإنه عالي الطبقة بادي السلاسة ظاهر الإنسجام متحد بالقوة ، واللامية دونه في كل ذلك.


(228)
    وعلى أيّ فناظمها من شعراء القرن الثامن نظمها في سنة 772 كما نصّ عليه في أخريات القصيدة ولما لم يُعلم تاريخ وفاته واحتملنا الإتحاد بينه وبين ابن راشد المتوفى في القرن التاسع بعد سنة 830 أرجأنا ترجمته الى القرن التاسع والله العالم.


(229)
شعراء القرن التاسع
1 ـ رجب البرسي كان حياً سنة 813
2 ـ محمد بن الحسن العليف المتوفي 815
3 ـ ابن المتوج البحراني المتوفي 820
4 ـ الحسن بن راشد كان حياً سنة 830
5 ـ ابن العرندس توفي حدود 900
6 ـ الشيخ مغامس بن داغر توفي حدود 850
7 ـ محمد بن حماد الحلي أواخر القرن التاسع
8 ـ عبد الله بن داود الدرمكي حدود 900
9 ـ الشيخ إبراهيم الكفعمي العاملي حدود 900
10 ـ محمد بن عمر النصيبي الشافعي القرن التاسع


(230)

(231)
    قال من قصيدة في رثاء الحسين عليه السلام
فيا لك مقتـولا بكـته الـسما دمـا شهيداً غـريباً نـازح الـدار ظامياً بروحي قتيلا غسـله مـن دمـائه وزينب حسرى تندب الندب عندها تجاذبنا أيدي الـعدى بـعد فضلنا وتمسي كريمـات الحسين حواسراً وثلّ سـرير العـز وانهـدم الـمجد ذبيحا ومن سافـي الـوريـد له ورد سلـيبا ومن سـافي الريـاح له برد من الحزن أو صاب يضيق بها العدّ كأن لم يـكن خير الأنـام لـنا جـد يلاحظها فـي سيـرهـا الحر والعبد


(232)
    الشيخ رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي الحلي المعروف بالحافظ كان حياً سنة 813 وتوفي قريباً من هذا التاريخ.
    والبرسي نسبة الى برس ، في الرياض بضم الباء وسكون الراء ثم السين المهملة ، قرية بين الكوفة والحلة فأصبحت اليوم خرابا ولعل اشتهاره بالحافظ لكثرة حفظه فقد كان فقيهاً حافظاً محدثاً أديباً شاعراً مصنفاً في الاخبار وغيرها له كتاب ( مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين ) وله رسائل في التوحيد وكان ماهراً في أكثر العلوم وله يد طولى في اسرار علم الحروف والاعداد ونحوها كما يظهر من تتبع مصنفاته.
    أقول ذكر السيد الأمين في الاعيان 13 مؤلفا كلها آية في الابداع. قال :
    ولم يعرف له شعر إلا في أهل البيت.
    وفي البابليات :
    الشيخ رضي الدين رجب بن محمد بن رجب المعروف بالحافظ « لكثرة حفظه » والبرسي نسبة الى قرية « برس » (1) ومنها أصل المترجم وفيها مولده
1 ـ هو على ما ضبطه ياقوت في معجمه بالضم ـ وقال غيره بالكسر ـ موضع بأرض بابل به آثار لبخت نصر وتل مفرط العلو يسمى صرح البرس ـ قلت ولا يزال هذا التل يرى للناظرين من مسافة أميال. وفي القاموس : برس قرية بين الكوفة والحلة. ويقع تلّها اليوم على يمين الذاهب من النجف إلى كربلاء وبينه وبين طريقيهما فرات الهندية. وعلى يسار الذاهب من الكوفة وذي الكفل الى الحة.

(233)
ثم سكن الحلة وهو من أشهر علمائها في أواخر القرن الثامن طويل الباع واسع الاطلاع في الحديث والتفسير والأدب وعلم الحروف. قال صاحب الروضات عند ذكره : كان معاصراً لأمثال صاحب المطول والسيد الشريف والشيخ مقداد السيوري وابن المتوج البحراني.
    وهو يروي في بعض مصنفاته عن شاذان بن جبرئيل بن اسماعيل القمي وقال عنه صاحب رياض العلماء : انه البرسي مولداً والحلي محتداً ، الفقيه المحدث الصوفي صاحب كتاب مشارق الانوار المشهور وغيره ، كان من متأخري علماء الامامية لكنه متقدم على الكفعمي صاحب المصباح وكان ماهراً بأكثر العلوم وله يدٌ طولى في علم اسرار الحروف والاعداد ونحوها كما يظهر من تتبع مصنفاته ثم عدّ له أكثر من أحد عشر مصنفاً.
    في مقدمة كتاب « البحار » في تعداد كتب الاخبار التي نقل منها :
    وكتاب مشارق الانوار وكتاب الالفين للحافظ رجب البرسي ولا أعتمد على ما يتفرد بنقله لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط والخلط وانما اخرجنا منهما ما يوافق الاخبار المأخوذة من الاصول المعتبرة ، وروى أيضا عن كتابي المترجم في الـ ج 8 من البحار ص 762 خبرين فيما يختص بوفاة امير المؤمنين (ع) ومدفنه فقال بعد نقله لهما : ولم ار هذين الخبرين إلا عن طريق البرسي ولا اعتمد على ما يتفرد بنقله ولا أردهما لورود الاخبار الكثيرة. الخ.
    وقال صاحب « الأمل » في ترجمته : كان فاضلاً محدثاً شاعراً منشئاً اديباً له كتاب مشارق انوار اليقين في حقائق اسرار امير المؤمنين وله رسائل في التوحيد وغيره وفي كتابه افراط وربما نسب الى الغلو واورد فيه لنفسه اشعاراً جيدة. ا هـ.


(234)
    فمن شعره في مدح النبي صلي الله عليه واله قوله :
أضـاء بـك الأفـق المـشرق وكـنــت ولا آدم كـائـنـاً ولـولاك لـم تخـلق الكائنات تجليت يا خاتـم الـمرسـلين فـأنـت لـنــا أول آخـر تعـاليت عـن صفة المادحين فمـعـناك حـول الورى دارة وروحـك مـن ملكوت السماء ونشرك يسـري على الكائنات اليك قـلوب جـمـيع الانـام وفيض أيـاديك في الـعالمين وآثـار آيـاتـك الـبـينات فموسـى الـكلـيم وتـوراته وعـيسى وانـجيـله بشّـرا فيا رحمـة الله فـي العالمين لأنك وجـه الجـلال المنير وانت الأمين وانت الأمـان اتى رجـبٌ لك في عاتـق ودان لمـنطـقك المنـطق لأنـك مـن كـونه أسبـق ولا بان غـرب ولا مشرق بشأوٍ من الفضـل لا يلحق وباطن ظاهـرك الأسبـق وان اطنبوا فيك أو أعمقوا على غيب أسرارها تحدق تنزل بـالأمـر ما يخـلق فكلٌ على قـدره يـعـبق تحنّ واعـناقـها تعـنـق بأنهـار أسـرارها يدفـق على جبهات الورى تشرق يدلان عنـك اذا استنطقوا بأنـك احمـد مـن يخلق ومن كان لـولاه لم يخلقوا ووجه الجمال الذي يشرق وانت ترتـّـقُ مـا يفتق ثقيل الذنـوب فهـل يعتق
    ولم يعرف له شعر إلا في أهل البيت ومن شعره الذي أورده في مشارق الأنوار قوله في أهل البيت (ع) كما في أمل الآمل :


(235)
فرضي ونفلي وحـديثي انـتم وأنتم عـند الـصلاة قبـلـتي خيالـكم نـصبٌ لعيـني ابداً يا سـادتي وقادتـي اعتـابكم وقفاً على حـديثكـم ومدحـكم منوا على ( الحافظ ) من فضلكم وكل كُـلّي منكـم وعنـكـم اذا وقـفـت نـحـوكـم أُيمّم وحبكم في خـاطـري مخـيم بجفن عيـنـي لثـراهـا الثم جعلت عمري فاقبلوه وارحموا واستـنقذوه في غد وأنـعموا
    وقوله :
أيـها اللائـم دعـني أنـا عـبـد لـعـلي كـلما ازددت مديـحاً واذا أبـصـرت فـي آيـة الله الـتي فـي كـم الى كـم أيـهـا يا عذولي فـي غرامي رح إذا ما كـنت ناج إن حُـبّـي لعـلـي وهو زادي في معادي وبـه اكمـلت ديـني واستمع من وصف حالي المرتضى مولى الموالي فيـه قـالـوا لا تـغال الحق يـقيـناً لا أبـالي وصفـها الـقول حلالي العـاذل أكثـرت جدالي خلّنـي عنـك وحالـي واطـرّحـني وضلالي المرتضـى عين الكمال ومـعاذي فـي مـآلـي وبه خـتـم مـقـالـي
    وله من أبيات في مدح امير المؤمنين (ع) :
ابا حسن لو كان حبّك مدخلي جهنم كان الفوز عندي جحيمها


(236)
وكيف يخاف النار من كان موقناً فوا عجباً مـن أمّة كيف ترتجي وواعجباً اذ اخـرتـك وقدّمـت بـأنك مـولاه وانـت قسيمها من الله غفراناً وانت خصيمها سواك بلا جرم وانت زعيمها
    وله في معنى قول من قال في حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) : ما أقول في رجل اخفت أولياؤه فضائله خوفاً ، وأخفت أعداؤه فضائله حسداً وشاع من بين ذين ما ملأ الخافقين :
روى فضله الحساد من عظم شأنه محبوه أخفوا فضـله خيفة العدى وشاع له من بيـن ذيـن مناقب إمام له في جبـهة المجد أنـجم فضائله تسمو علـى هامة السما وأفعاله الـغر المحـجّلة التـي وأعظم فضل راح يرويه حاسد وأخفاه بغـضاً حاسـد ومـعاند تجلّ بأن تحصى وان عدّ قاصد تعالت فلا يدنو إليهـن راصـد وفي عنق الجوزاء منـها قلائد تضوّع مسكاً من شذاها المشاهد
    ومما اورده له السيد نعمة الله الجزائري قوله في أمير المؤمنين (ع) :
العـقل نـور وأنـت معـناه والخلق في جمعهم إذا جـمعوا انـت الـولـي الـذي مناقبه يا آيـة الله فـي الـعباد ويـا تناقـض الـعالمـون فيك وقد فـقـال قـوم بـأنـه بـشرٌ يا صاحب الحشر والمعاد ومَن والكون سـر وأنـت مبـداه الـكل عـبد وأنـت مـولاه ما لـعلاها فـي الخلق اشباه سـرّ الـذي لا إله إلا هـو حاروا عن المهتدى وقد تاهوا وقال قـوم لا بـل هـو الله مولاه حـكـم الـعـباد ولاه


(237)
يا قاسم النـار والـجنـان غداً كيف يخاف ( البرسي ) حرّ لظى لا يختشي الـنار عـبد حيدرة أنت ملاذ الراجي وملجاه وأنت عند الحساب منجاه إذ ليس في النار مَن تولاه
    وله :
هو الشمس أم نور الضريح يلوح له النص في يوم الغديـر ومدحه امام اذا مـا المرء جـاء بـحبّه هو المسك أم طيب الوصي يفوحُ من الله في الـذكر المبين صريح فمـيزانه يوم المعـاد رجـيـح
    ونكتفي بما أوردناه من الشواهد الوجيزة من شعره عن الاسهاب وفي الـ ج 7 من الغدير من اشعاره اضعاف ما ذكر ما في الـ ج 31 من اعيان الشيعة وجلها مستخرجة من كتاب المترجم « مشارق الانوار ».
    قلت ولا يخفى على القارئ البصير ان هذا الشعر وما أشبهه من مدح النبي وآله الطاهرين (ع) والتوسل بهم الى الله تعالى لا يجوز التسرع في الحكم على صاحبه بالغلو مهما كان فيه من المبالغة في المدح والثناء فإن من تصفح دواوين الشعراء الاقدمين وجد فيها ما هو أعظم في حق الملوك والخلفاء والعظماء الذين يتشرفون بالانتماء الى آل الرسول صلي الله عليه واله نسبا او سببا ألا ترى قول البرسي في مقطوعته المتقدمة في مدح امير المؤمنين (ع)
والخلق في جمعهم اذا جمعوا فالكل عبدٌ وانت مولاه
    سبقه الى معناه ابو الطيب المتنبي بمدح عضد الدولة بن بويه الديلمي فقال
وقد رأيت الملوك قاطبة وسرت حتى رأيت مولاها


(238)
ومن مناياهم براحته يأمرها فيهم وينهاها
    وما اكثر هذا النوع في شعر متنبي الغرب محمد بن هاني الاندلسي في مدح الفاطميين « خلفاء مصر » كقوله في المعز :
ما شئت لا ماشاءت الاقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
    وقوله من قصيدة
قد قال فيك الله ما أنا قائل فكأن كل قصيدة تضمين
    وكقول الشريف الرضي في الطايع العباسي :
لله ثمّ لك المحل الاعظم واليك ينتسب العلاء الاقدم
    الى كثير من امثال ذلك ونظائره مما كان الاحرى بالشاعر العدول عنها فأن في ميادين المدح متسعاً بما دون ذلك.
    ومن شعره في الحسين عليه السلام.
يميناً بنا حادى السرى إن بدت نجدُ وعج فعَسى من لاعج الشوق يشتفي وسربـي بسـرب فـيه سرب جآذر ومر بي بليل في بـليل عـراصه وقف بي أنادي وادي الايك عـلني فبالربع لي من عهد جيرون جـيرة عزيزون ربع العمر في ربع عزهم وربعي مخضرٌ وعـيشي مخضـل يميناً فللـعاني العلـيل بـها نجدُ غريم غـرام حـشو أحشائه وقد لسربي مـن جهد العهاد بهم عهد لأ روى بـريـّا تـربة تربها ندّ بذاك أرى ذاك المسـاعد يا سعد يجيرون ان جار الزمان إذا عدّوا تقضى ولا روع عراني ولا جهد ووجهي مبـيضٌ وفـودي مسود


(239)
وشملي مشـمول وبـرد شـبيبـتي مـعـالم كـالاعلام معلـمة الـربى طوت حادثات الدهر منشور حسـنها واضحـت تجـّر الحادثات ذيولهـا وقـد غـدرت قـدمـا بآل محـمد فـيا أمـة قـد ادبرت حين أقبـلت ابت إذ اتت تنأى وتنهى عـن النهى كأني بمولاي الحسـين ورهـطـه وما عذر ليث يرهب الموت بـاسه وتأبـى نفـوس طـاهرات وسادة ليوث وفي ظل الرمـاح مقـيلـها لها الدم وردٌ والنفــوس قنائـص حمـاة عن الاشبال يــوم كريـهة أيادي عطاهم لا تطـاول في الندى مطاعيم للعافي مطاعين فـي الوغى مفاتيـح للداعـي مسـاميح للـندى زكوا فـي الورى أماً وجـداً ووالداً باسـمائهم يستجلب البـر والـرضا اذا طلبوا راموا وان طــلبوا رموا وجوههم بـيض وخضر ربـوعهم كأنهم نبـت الـربى في سروجـهم يخوضون تيـار الحـمـام ضوامياً تخال بريق البيض برقاً سحاله الـ قشيبٌ وبـرد العـيش ما شـابه نكد فأنهارها تزهو وأطيـارهـا تـشـدو كما رسمت في رسمـها شمأل تغـدو عليـه ولا دعـدٌ هـناك ولا هـنـد وطـاف علـيهم بالطـفوف لها جند فوافـقـها نحـس وفـارقـها سـعد وولّت وألـوت حيـن مـال بها الجد حيارى ولا عـون هنـاك ولا عضد يذلُ ويـضـحى السيد يرهبه الاسـد مواضيهـم هـام الـكمـاة لـها غمد مغاوير طعم الموت عـندهـم شـهد لها القـَدم قِـدمٌ والـنفـوس لهـا جند بدور دجى سادوا الـكـهول وهم مرد وأيدي عـلاهم لا يـطـاق لـها رد مطاعين إن قـالوا لـهـم حـجج لدّ مصابيح للسـاري بـها يهتدي النجد وطابوا فـطاب الام والاب والـجـد بذكرهم يسـتدفـع الـضر والجـهد وان ضوربوا جدوا وان ضربوا قدّوا وبـيضـهم حمـر إذ النـقـع مسود لشدة حـزم لا بـحـزم لـها شـدوا وبحـر المـنايـا بالمنايا لهـم مـد ـدمـاء وأصـوات الـكماة لها رعد


(240)
أحلّوا جسوماً للمواضـي وأحـرموا أمـام الامـامِ الـسبطِ جادوا بأنفسٍ فلما رآى المولـى الحـسين رجاله فيحمـل فيـهـم حمـلة عـلويـة كفـعل أبيـه حـيدر يـوم خـيبر تزلـزلـت الـسبـع الطباق لفقده وناحت عليه الطير والوحش وحشة وشمس الضحى اضحت عليه عليلة فيالك مقتولاً بكتـه الـسـما دمـا شهيداً غريبـاً نـازح الـدار ظاميا بروحي قتـيلاً غسـله مـن دمائه ترض خيول الشرك بالـحقد صدره وزينب حسرى تندب الندب عندها تجاذبـنا أيـدي العـدى بعد فضلنا وتضحى كريمات الحـسين حواسرا ولـيـس لأخذ الثـأر إلا خـليـفة هو القـائـم الـمهدي والسيد الذي لعل العيون الرمـد تحـضى بنظرة اليك انتهـى سـرّ النـبيـين كـلهم إليكم عـروس زفهـا الـحسن ثاكلا رجا رجـب رحـب اليقين بها غدا ولـي فـيكم نـظم ونثـر غـذاؤه لتذكرنـي يـا ابـن الـنبي غداً إذا فحلوا جنان الخلد فيـها لـهم خـلد بهـا دونـه جادوا وفي نصره جدوا وفتيانه صرعـى وشادي الردى يشدو بها للعوالي فـي أعـالي العدى قصد كذلك فـي بـدر ومـن بعـدها أحد وكادت لـه شـمّ الـشماريخ تنـهـد وللـجـن إذ جـن الظـلام بـه وجد علاها اصفـرار إذ تـروح وإذ تغدو وثلّ سريـر العـز وانـهدم المـجد ذبيحا ومن سافي الـوريـد لـه ورد سليبـاً ومـن سافـي الرياح له برد وترضخ منه الجسم في ركضها الجرد من الحزن أو صـاب يضيق بها العد كأن لم يكن خـيـر الانـام لـنا جدّ يلاحظها في ســيرهـا الحر والعبد هو الـخـلف الـمأمول والعلم الفرد إذا سار أمـلاك السـماء لـه جـند إليه فتجلى عندهـا الاعـين الـرمد وانت خـتام الأوصياء إذا عــدوا تنـوح إذا الصـب الحزين بها يشدو إذا ما اتى والـحشر ضاق به الحشد نقير وهذا جهد مَـن لا لـه جـهـد غدا كل مولى يسـتجـير به العبـد
ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: فهرس