ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: 241 ـ 255
(241)
فان مال عنكم يا بني الفضل راغب فيا عدتي في شدتـي يـوم بعـثتي عبيدكم الـبرسـي مولـى علائـكم يظل ويضحى عند من لا له عند بكم خلـتي من علتي حرها برد كفاه فخاراً أنـه لـكـم عـبـد
    وللحافظ رجب البرسي
دمـع يـبـدده مـقـيـم نـازح والعين إن أمست بـدمـع فجّرت أظهرت مـكنـون الشجون فكلما وعليّ قد جـعل الأسـى تـجديده وشهود ذلي مع غريـم صـبابتي أوهى اصطـباري مطـلقٌ ومقيّدٌ فالجفن منسجمٌ غـريـق سـائح والـخـدّ خـدّده طليـق فـاتـر أصبحت تخفضني الهموم بنصبها حلّت له حلـل الـنحـول فبرده وخطيب وجدي فوق منبر وحشتي ومحّرمٌ حـزنـي وشوّال العـنا ومديد صبـري في بسيط تفكّري ساروا فمعناهـم ومغـناهم عـفا درس الجديـد جـديدها فتنكّرت ودم يـبـدده مـقـيـم نـازح فجـرت يـنابيـع هناك موانحُ شجّ الأمون سجا الحرون الجامحُ (1) وقفاً يضاف الى الرحيب الفاسح كتبوا غـرامي والسقام الشارح غربٌ وقلبٌ بـالـكـآبة بـائحُ والقلب مضطـرم حـريٌق قادح والوجـد جـدّده مجـدّ مـازح والجـسم معـتلّ مـثالٌ لائـح برد الذبول تـحلّ فيه صفـائح لفراقهم لـهو البـليـغ الفاصح والعيد عـندي لاعـجٌ ونـوايحُ هزجٌ ودمـعي وافر ومسـارحُ واليوم فيه نـوايـحٌ وصـوايحُ ورنا بها للخَطب طرفٌ طـامح

1 ـ شج المفازة : قطعها. الامون : الناقة.

(242)
نســج الـبـلـى محـقّـق حـسنه فطـفقتُ أنـدبـه رهـين صـبابـة وأقـول والـزفـرات تـذكـي جذوةً : لا غـرو إن غَـدر الـزمان بـأهله فلقـد غـوى فـي ظـلـم آل مـحمّد وسطى على الـبازي غـرابٌ أسـحمٌ وتطاول الـكلب الـعقـور فـصاول وتواثبت عـرج الـضـباع وروّعت آل الـنبيّ بنــو الوصـيّ ومنبـع خـزّان عـلـم الله مهـبـط وحيـه التائـبون العـابـدون الحـامـدون الصائمـون الـقـائـمون المطعمون عند الجدى سـحب وفي وقت الهدى هم قبـلـة للسـاجـديـن وكعـبة طرق الـهدى سـُفن الـنجاة محبّهم ما تبلـغ الشعراء مـنهم فـي الثنا نسبٌ كـمنبلـج الصباح ومـنتمىً الجد خيـر الـمرسلين محـمّد الـ هو خاتم بل فـاتـحٌ بـل حـاكمٌ هو أول الأنوار بل هو صفوة الـ هو سيّـد الكونيـن بـل هو أشــرف لولاك ما خلق الـزمان ولا بـدت والأم فاطـمـة البـتول وبضـعة ففناءه ماحـي الـرسـوم المـاسح عدم الرفيـق وغـاب عنه الناصح بين الضلـوع لـها لهـيـبٌ لافح وجفا وحـانَ وخـانَ طرفٌ لامـح وعوى عليهـم مـنه كلـبٌ نابـح وشبا على الأشـبال زنـجٌ ضـابح الليـث الهـصور وذاك أمرٌ فـادح والسيد أضحـى للأسـود يـكـافح الشرف العـليّ وللـعلوم مفـاتـح وبحار عـلـم والأنام ضحـاضـح الذاكـرون وجنـح ليـل جـانـح المؤثـرون لهـم يـد ومـنـايـح سمتٌ وفي يـوم النزال جـحـاجح للطائـفـين ومشعـرٌ وبـطـايـح ميـزانه يـوم الـقيـامـة راجـح والله فـي السبـع المـثاني مـادح زاكٍ له يـعنو السمـاك الـرامـح ـهادي الأميـن أخـو الختام الفاتح بل شاهـدٌ بـل شـافـعٌ بل صافح ـجبّـار والنـشـر الأريج الفـايح الثقلـين حقّاً والنذير الناصح للعالمـين مَـسـاجـدٌ ومصـابـح الهادي الرسـول لها المهـيمن مانح


(243)
حـوريـّة إنـسـيـّة لـجـلالهـا والوالد الطـهر الوصـي المرتضى مـولـىً له النبأ الـعظيـم وحـبّه مولـىً لـه بغـديـر خـمٍّ بيـعةٌ القسـور الـبتّاك والفتـّاك والـسفّــاك أســد الإله وسـيــفـه ووليـّه وبـعضده وبـعضـبه وبـعـزمه يا ناصـر الاسـلام يـا باب الهدى يا ليت عـينك والحـسيـن بكربلا والعاديات صـواهـل وجـوائـل والبيض والسـمـر اللـدان بوارق يلقى الردى بحر النـدى بين العدى أفـديه محـزوز الـوريـد مرمّلا والمـاء طـامٍ وهـو ظـامٍ بالعرا والطاهرات حـواسـرٌ وثواكـل في الطف يَسـحبن الـذُيول بذلة يسترنَ بـالاردان نور محـاسن لهفي لزيـنبَ وهي تنـدب نَدبها تدعو : أخي يا واحـدي ومؤمّلي مَن لليتامى راحـمٌ ؟ من للأيامى حزني لفـاطـم تلطم الخدّين من أجفانهـا مقروحـة ودمـوعـها تهوي لتقـبيـل الـقتيل تضمّـه وجمالهـا الـوحـي المنزّل شارحُ عَلم الهـداية والمـنارُ الـواضـحُ النهج القـويـم بـه المتاجر رابح خضعت لها الاعنـاق وهي طوامح فـي يوم العـراك الـذابـح وشقيق أحمد والـوصـيّ الناصح حقّاً على الكـفـّار نـاح الـنايح يا كاسر الأصنام فـهـي طـوامح بين الطغاة عـن الحـريم يـكافح بالشوس في بحر النجيـع سـوابح وطـوارقٌ ولـوامـع ولـوائـح حتى غَدا مُـلقـىً وليـس مُنـافح ملقىً عليه الترب سـافٍ سـافـح فردٌ غـريـبٌ مـستـظـامٌ نازح بيـن الـعدا ونـوادب ونـوائـح والدهـر سهـم الغـدر رامٍ رامح صوناً وللأعداء طَـرف طـامـح فـي نَـدبـها والدمع سارٍ سارح مَن لي إذا مـا نـاب دهـرٌ كالح ؟ كـافـلٌ ؟ من للـجافة مناصـح ؟ عـظم المصاب لها جوىً وتبارح مسـفوحـة والـصبر منها جامح بفتيل معجرهـا الدمـاء نَـواضح


(244)
تحنو على النحرِ الـخضيـب وتلثم أسفي على حرم النبوة جـئن مطـ يندبن بدراً غاب فـي فلـك الثرى هذي أخي تدعـو وهـذي يـا أبي والطهر مشغول بكرب الـموت من ولفاطم الصغرى نـحيـبٌ مـقرحٌ علجٌ يعالجـها لسـلـب حلـيّـها بالردن تستر وجهها وتمانـع الـ تستصرخ المـولى الامام وجـدّها يا جدّ قد بلـغ العـدا مـا أمّلـوا يا جـدّ غـاب ولـيّنا وحـميّـنا ضيّعتمونـا والـوصايا ضـيّعت يا فاطم الزهراء قومي وانـظري أكفـانـه نسـجُ الغـبـار وغسله وشبوله نـهب السيوف تـزورها وعلى السـنانَ سنـان رافع رأسه والوحـش يـندب وحشـةً لفراقه والأرض ترجف والسـماء لأجله والدهر من عظم الشجى شق الردا يـا لـلرجـال لظلم آل مـحمـّد الثغـر التريب لهـا فـؤاد قـادحُ ـروحاً هنالك بالعتـاب تطـارح وهزبر غابٍ غـيّبتـه ضـرائح تشكو وليس لهـا ولـيّ نـاصح ردّ الجواب وللـمنـيّـة شابـح يذكي الجوانـح للـجوارحِ جارح فتظلّ في جهـد العـفاف تطارح ـملعون عن نهب الـردا وتكافح وفؤادها بعـد المـسـرّة نـازح فينا وقد شـمـتَ الـعدوّ الكاشح وكفيلنا ونصــيرنا والـناصـح فينا وسهم الـجـور سـارٍ سارح وجهَ الحسين لـه الصعيد مصافح بدم الوريد ولـم تـنـحه نـوائح بين الطفوف فراعــلٌ وجوارح ولجسمه خيل الـعـداة روامـح والجنّ إن جـنّ الـظـلام نوايح تبكي معاً والـطيـر غـادٍ رايح أسفاً عليه وفـاض جـفنٌ دالـح (1) ولأجـل ثـارهـم وأيـن الكادح ؟

1 ـ الدالح : كثير الماء.

(245)
يُضحى الحـسين بكـربلاء مـرملا وعـيـالـه فيهـا حيـارى حسـّرٌ يُسرى بهـم أسـرى إلى شرّ الورى ويُـقاد زيـن العـابديـن مغــلّلاً ما يـكشـف الغمـّاء إلا نـفـحـةٌ نـبـويّـةٌ عـلـويـّةٌ مـهـديـّةٌ يضحى منـاديهـا ينـادي : يا لثا والجـنّ والأملاك حـول لـوائـه و و فـي جـذعـيــهـــمـا و و والإثـــــــــم والـ لعنـوا بمـا اقترفـوا وكلّ جريمة يا بـن النبي صـبابتي لا تنقضي أبـكيكـم بمـدامـع تـترى إذا فاستـجلِ مع مولاك عبد ولاك مَن برسيّـة كـملت عقـود نظـامها مدّت إلـيك يداً وأنـت مـنيلـها يرجو بـها ( رجب ) القبول إذا أتى أنت المعاذ لـدى المعاد وأنت لي صلّى علـيك الله ما سـكب الحيا عريان تكسـوه التراب صحاصحُ للذل في أشــخاصـهنّ مـلامح من فوق أقـتـاب الجمال مضابح بالقيد لم يـشفـق علـيه مـسامح يحيى بـها المـوتـى نسـيم نافح يشفى بريّاها العـلـيـل الـبارح رات الـحسيـن وذاك يـومٌ فارح والرعب يقـدم والـحتوف تُناوح خفضاً ونصب الصـلب رفع فاتح ـعدوان في ذلّ الهـوان شـوائح شبّـت لها مـنهـم زنـادٌ قـادح كمداً وحزني في الجـوانـح جانح بخل السحاب لـها انصبابٌ سافح لولاك ما جـادت علـيه قـرايح حليّـة ولـها البـديـع وشايـح يا بن النبيّ وعن خـطاها صافح وهو الـذي بك واثـق لك مادح إن ضاق بي رحب البلاد الفاسح دمعاً وما هـبّ النـسـيم الفائح
    وللحافظ البرسي :
ما هاجني ذكر ذات البان والعلم ولا السلام على سلمي بذي سلمِ


(246)
ولا صبوت لصبّ صـاب مدمعـه ولا على طلـل يـومـاً أطـلت بهِ ولاتمسّـكت بـالحـادي وقلـت له : لكن تذكرت مـولاي الحـسـين وقد ففـاض صبري وفاض الدمع وابتـ وهامَ إذ همت العـبرات مـن عـدم لم أنسه وجيوش الـكـفر جـائشـة تطوف بـالطـف فرسان الضلال به وللمـنايـا بـفرسـان المنـى عجلٌ مُسائـلاً ودمـوع الـعـيـن سـائلة ما إسم هذا الثرى يا قوم ! فـابتدروا بكربلا هذه تـدعى فـقـال : أجـل حطو الرحـال فـحال الموت حلّ بنا يا للرجال لـخطب حلّ مـخـترم الآ فها هنا تــصبـح الاكباد مـن ظمأٍ وها هنا تـصـبح الأقـمـار آفـلة وها هـنا تملـك الـسادات أعبـدها وها هنا تـصــبح الأجـساد ثاويةً وها هنا بَـعد بُـعد الـدار مـدفنـنا وصاح بالصحب هذا الموت فابتدروا من كل أبيض وضـّاح الجبـين فتىً من كـلّ منتـدبٍ لله محـتـســبٍ وكلّ مصـطلـم الأبـطـال مصطلم مـن الصـبابة صـبّ الـوابـل الرزمِ مخـاطبـاً لأهـيـل الـحـيّ والخـيمِ إن جئت سـلعاً فسل عن جيرة العـلـم أضحى بكـرب البـلا في كربلاء ظمي ـعد الرقاد واقـترب السـهاد بالسـقـم قلبي ولم استطـع مـع ذاك مـنعَ دمـي والجـيش فـي أمل والـديـن فـي ألم والحق يسمع والأسـمـاع فـي صـمم والموت يـسعـى علـى سـاقٍ بلا قدم وهو العـلـيـم بعـلـم الـلوح والقلم بقولهم يـوصلـون الـكلـم بـالكلـم : آجالنـا بـين تـلك الهضـب والاكـم دون الـبــقـاء وغيـر الله لـَم يدم جال معتديـاً فـي الأشـهـر الحـرم حرّى وأجـسادها تروى بفـيـض دم والشمس فـي طفـل والـبدر في ظلم ظلماً ومخدومـها في قبـضة الـخـدم على الـثرى مطعـماً للـبوم والـرخم وموعـد الخصـم عنـد الـواحد الحكم أُسـداً فـرائسـهـا الآسـاد فـي الأجم يغشى صلى الحرب لا يخشى من الضرم فـي الله منـتجـب بالله مـعـتـصـم الآجـال ملـتـمـس الآمـال مـستـلم


(247)
وراح ثـمّ جواد الـسبـط يـندبه فمذ رأته الـنـساء الطاهرات بدا برزن نادبةً حسـرى وثـاكـلـةً فجئن والسبط ملقىً بالنـصال أبت والشمر ينحر منه النحر مـن حنقٍ فتستر الوجهَ في كـمّ عقـيـلـته تدعو أخاها الغريب المستظام أخي من اتكلت عليه فـي النـساء ومَن هذي سكينة قد عـزّت سكيـنتها تهوي لتـقبيـله والـدمع منهمرٌ فيمنع الدم والنـصل الكـسير به تضمـّه نحـوها شـوقـاً وتلثمه تقول مـن عظم شكواها ولوعتها : أخي لقد كنت نوراً يستضاء به أخي لقد كـنت غـوثاً للأرامـل يا يا كافلي هل ترى الأيتام بعدك في يا واحدي يابن أمّـي يا حسين لقد وبرّدوا غلـل الأحقـاد من ضغنٍ أين الشفيق وقد بـان الشقيق وقد مات الكفيل وغاب الليث فابتدرت وتستـغيـث رسـول الله صارخةً : يا جدّ لو نظرت عيـناك من حزن مُشرّدين عن الأوطان قـد قهـروا عالي الصـهيل خليّاً طـالب الخـيم يكـادم الأرض فـي خـدّ لـه وفـم عبـرى ومعـلـولـة بالمدمع السجم مِن كفّ مستـلمٍ أو ثـغرِ مـلـتـثمِ والأرض ترجـف خـوفاً مِـن فعالهم وتـنحـني فـوق قـلـبٍ والـه كلم ياليت طـرف المـنايا عن عُلاك عَم أوصيت فينا ومن يحـنو على الحرم ؟ وهـذه فـاطمٌ تـبكـي بـفـيض دم والسبط عنها بكرب المـوت في غمم عنها فتـنصلّ لم تـبـرح ولـم ترم ويخضب النـحر منـه صـدرها بدم وحزنـها غيـر منـقـضٍّ ومنـفصم فما لنور الـهـدى والدين فـي ظـلم غـوث اليتامى وبحر الجود والكرم أسـر الـمذلّـة والاوصـاب والالـم نال العدى مـا تـمـنّوا مـن طلابهم وأظهروا مـا تخـفّى في صـدورهم جار الرفيق ولـجّ الـدهـر في الازم عرج الضباع علـى الأشـبال في نهم يا جدّ أين الوصـايا فـي ذوي الرحم ؟ للعترة الغـرّ بعـد الـصـون والحشم ثكلى أسـارى حـيارى ضـرّجوا بدم


(248)
يسـرى بـهنّ سـبايا بـعد عـزّهـم هـذا بـقــيـّة آل الله سيـّد أهـل نجل الحسيـن الـفتى البـاقي ووارثه يساق في الأسـر نـحو الشام مهتظماً أين النبيّ وثـغر الـسبـط يـقرعـه أينكث الـرجـس ثغـراً كـان قـبّله ويدّعي بـعدهـا الإسلام مـن سفـه يا ويله حين تأتـي الـطُهـر فاطمة تأتي فيـطـرق أهل الجمـع أجمعهم وتشتكي عـن يـمين العرش صارخة هـناك يـظهـر حكـم الله فـي ملأ وفي يديها قـمـيصٌ للـحسـين غدا أيا بني الوحـي والـذكر الحكيم ومَن حزنـي لـكم أبداً لا ينقـضـي كمداً حتّـى تـعود إليـكم دولـةُ وعـدت فليس للديـن مـن حـامٍ ومُـنتـصر القائـم الخـلف الـمهــدي سيـّدنا بدر الغياهـب تيّـار المواهـب منـ يابن الامـام الزكـيّ العـسكريّ فتى يابن الجواد ويا نجـل الـرضاء ويا خليفة الصادق المولى الذي ظـهرت خليفة البـاقر المولـى خلـيفة زين نجل الحسيـن شـهيد الطـف سيّدنا فوق المطايا كـسبي الـروم والخـدم الارض زيـنُ عـبـاد الله كـلـّهـم والسيـد الـعابـد السـجاد في الظـلم بين الأعـادي فمـن بـاكٍ ومبـتـسم يزيد بـغضـاً لـخيـر الخلـق كلّهم ؟ من حبّه الطـهر خير العرب والعـجم ؟ وكان أكـفـر مـن عـاد ومـن إرم ؟ في الحـشر صـارحةً في موقف الأمم منها حياءً ووجـه الأرض فـي قـتم وتـستغـيث إلـى الجـبّار ذي النقم عضّوا وخـانـوا فيـا سحـقاً لفعلهم مضـمـّخاً بـدم قـرنـاً إلـى قَـدم ولاهـم أملـي والبـرء مـن ألـمي حتى المـمات وردّ الـروح فـي رمم مهديـّة تـملأ الأقـطـار بـالنـعـم إلا الإمـام الفـتى الكـشـاف للظـلم الطاهر العلم ابـن الطـاهـر العـلم ـصور الكتائب حـامي الحلّ والحرم الهادي التقـيّ علـيّ الـطاهر الشيم سليل كاظم غيـظ مَـنبـع الـكـرم علومه فـأنـارت غيهـب الظـلـم العـابـديـن عـليّ طيـّب الـخيم وحبّذا مفخـر يـعـلو عـلى الأمـم


(249)
نجـل الحسـين سليل الطهر فاطمة يا بن النبـي ويـا بن الطهر حيدرة أنت الفـخار ومعـناه وصـورتـه أيّامك البيض خضـرٌ فهي خاتـمة متى نراك فـلا ظـُلـمٌ ولا ظـلـم أقـبل فسيل الهدى والدين قد طمست يـا آل طاهـا ومَن حبّي لهم شرفٌ إليكم مدحـةٌ جـاءت مـنـظـّـمة بسيطة إن شذت أو انشـدت عطرت بكـراً عـروسـاً ثـكولاً زفّها حزنٌ يرجو بها ( رجب ) رَحب المقـام غداً يا سادة الـحق مـالي غيركـم أملٌ ما قـدر مدحي والرحـمن مـادحكم حاشـاكم تحـرموا الراجي مكارمكم أو يختشي الزلّة ( البرسيّ ) وهو يرى إليكم تـحف التسـلـيم واصـلـةٌ صلّى الإله عليـكـم مـا بدا نسـمٌ (1) وابـن الـوصيّ عليّ كاسر الصنمِ يابن البتول ويابن الحـلّ والـحرم ونقـطة الحكـم لا بل خطّة الحكم الدنيا وختم سعـود الـدين والامـم والدين في رَغد والكـفر في رغـم ؟ ومسّـها نصب والحـق فـي عدم أعدّه في الورى مـن أعـظم النعم ميمونة صغتها مـن جوهـر الكلم بمدحـكم كبـساط الـزهر منخرم على المنابـر غيـر الدمع لم تسم بعد الـعناء غنـاء غـير منـهدم وحبّكم عـدّتي والـمدح معتصمي في هل أتى قد أتى مع نون والقلم ويرجع الجارُ عـنكم غيرَ محترم ولاكم فوق ذي القربى وذي الرحم ومنكـم وبـكم أنجـو مـن النقم وما أتت نسمات الصبح في الحرم
    وللشاعر رائية غراء يمدح بها أميرالمؤمنين عليه السلام خمّسها ابن السبعي :
أعيت صفاتك أهل الرأي والنظر وأوردتهم حياض العجز والخطر

1 ـ النسم جمع نسمة : الانسان أو كل ذي روح.

(250)
أنت الذي دق معناه لمعتبر يا آية الله بل يا فتنة البشر
وحجة الله بل يا منتهى القدر
عن كشف معناه ذو الفكر الدقيق وهن أنى بحـدّك يـا نـور الإله فـطـن وفيك رب العلا أهل العقول فـتن يا من اليه اشارات العقول ومـن
فيه الألبّاء تحت العجز والخطر
ففي حدوثك قوم في هواك غووا حيرت أذهانهم يا ذا العلا فعلـوا إن أبصروا منك أمراً معجزاً فغلوا هيمت أفكار ذي الافكار حين رأوا
آيات شأنك في الأيام والعصر
أوضحت للناس أحكاماً محـرفة انت المقـدم اسـلافـاً وسالفة كما أتيت أحاديث مصحفة يا أولا آخراً نوراً ومعرفة
يا ظاهراً باطناً في العين والأثر
يا مطعم القرص للعافي الاسير وما ومرجع القرص إذ بحر الظلام طما ذاق الطعام وأمسى صائماً كـرما لك العـبارة بالنطـق البليغ كما
لك الإشارة في الآيات والسور
أنوار فضلك لا تطفى لـهن عدا تخالفت فيك أفكـار الورى أبدا مما يكـتمـه أهل الـضلال بدا كم خاض فيك أناس وانتهى فغدا
معناك محتجباً عن كل مقتدر
لولاك ما اتسقت للطهر ملته كلا ولا اتضحت للناس شرعته


(251)
ولا انتفت عن اسير الشك شبهته أنت الدليل لمن حارث بصيرته
في طيّ مشتبكات القول والعبر
أدركت مرتبة ما الوهم يـدركها مولاي يا مـالك الدنيا وتاركها وخضت من غمرات الحرب مـهلكها أنت السفينـة مـَن صـدقاً تـمسّكها
نجا ومن حاد عنها خاض في الشرر
من نور فضلك ذو الأفكار مقتبس لولا بيانـك أمـر الكل ملـتبس ومن معالم ربّ العلم مختلس فليس قبلك للافـكار ملتمس
وليس بعدك تحقيق لمعتبر
جاءت بتأميرك الآيات والصحف لولاك ما اتفـقوا يوماً ولا اختلفوا فالبعض قد آمنوا والبعض قد وقفوا تفرق النـاس إلا فـيك وائـتلفوا
فالبعض في جنّة والبعض في سقر
خير الخليقـة قوم نهجك اتبعت وفرقة أولت جهلاً لما سمـعت وشرّها مَن على تنقيصك اجتمعت فالناس فيك ثلاث فـرقة رفـعت
وفرقة وقعت بالجهل والقذر
يا ويحها فـرقة ما كان يمنعها يا فرقة غيّها بالشـوم موقعها لو أنها اتبعـت ما كان ينفعها وفرقة وقعت لا النور يرفعها
ولا بصائرها فيها بذي عور
بعظم شأنك كل الصحف تعترف ومن علومك رب العلم يغترف


(252)
لولاك ما اصطلحوا يوماً وما اختلفوا تصالح الناس إلا فيك واختلفوا
إلا عليك وهذا موضع الخطر
جائـت بتعـظيمك الآيـات والسور والبعض قد وقفوا جهلا وما اختبروا فالبـعض قد آمنوا والبعض قد كفروا وكم أشاروا ؟ وكم أبدوا ؟ وكم ستروا ؟
والحق يظهر من بادٍ ومستتر
أقسـمت بالله بـاري خلـقنـا قسما يا من له اسم بأعلى العرش قد رسما لولاك ما سمّك الله العلي سـما أسماؤك الغر مثل النيرات كما
صفاتك السبع كالأفلاك ذي الأكر
انت العلـيم اذا رب العلوم جهـل وانت نجم الهدى تهدي لكل مضل إذ كل علم فشا في الناس عنك نقل وولدك الـغر كالابراج في فلك ال
معنى وانت مثال الشمس والقمر
أئمة سـور القـرآن قد نطـقت طوبى لنفس بهم لا غيرهم وثقت بفضلهم وبهم طرق الهدى اتسقت قومٌ هم الآل آل الله مـن عـلقت
بهم يداه نجى من زلة الخطر
عليهم محكم القرآن قد نزلا هم الهداة فلا تبغي لهم بدلا مفصلاً من معاني فضلهم جملا شطر الامانة معراج النجاة إلى
أوج العلوم وكم في الشطر من غير ؟
بلطف سرك موسى فجّر الحجرا وأنت صاحبه إذ صاحب الخضر


(253)
وفيك نوح نجا والفلك فيه جرا يا سرّ كل نبي جاء مشتهرا
وسر كل نبي غير مشتهر
يلومني فيك ذو جهل أخو سفه ومن تنزه عن نـدٍّ وعـن شبه ولا يضر محقّاً قول ذي شبه اجلّ وصفك عن قدر لمشتبه
وانت في العين مثل العين في الصور
    وقوله في أهل البيت عليهم السلام خمّسها الشاعر المفلق الشيخ احمد بن الشيخ حسن النحوي
ولائي لآل المصطفى وبنيهم بهم سمة من جـدهـم وأبيهم وعترتهم أزكى الورى وذويهمُ هم القوم انوار الـنبوة فيـهم
تلوح وآثار الإمامة تلمع
نجوم سماء المجد اقمار تمّه منازل ذكر الله حكام حكمـه معالم دين الله أطواد حلمـه مهابط وحي الله خزان علمه
وعندهم سر المهيمن مودع
مديحهم فـي محكم الذكر محكم فدع حكم باقي الناس فهو تحكّم وعندهم ما قـد تلقـاه آدم إذا جلسوا للحكم فالكل أبكم
وإن نطقوا فالدهر اذن ومسمع
بحبهم طاعاتنا تتقبل وفي فضلهم جاء الكتاب المنزّل


(254)
يعمّ نداهم كل أرض ويشمل وإن ذكروا فالكون ندّ ومندل
لهم أرج من طيبهم يتضوع
دعا بهم مـوسى ففرج كربه إذا حاولوا أمراً تسهل صعبه وكلمه من جانب الـطور ربه وإن برزوا فالدهر يخفق قلبه
لسطوتهم والاسد في الغاب تفزغ
فلولاهم ما سـار فلـك ولا جرى كرام متى ما زرتهم عجلوا القرى ولا ذرء الله الأنــام ولا بـــرى وإن ذكر المعروف والجود في الورى
فبحر نداهم زاخر يتدفع
أبوهم أخو المختار طه ونفسه وأمهم الزهراء فاطم عرسـه وهم فرع دوحٍ في الجلالة غرسه أبوهم سماء المجد والام شمـسه
نجوم لها برج الجلالة مطلع
لهم نسب أضـحى بـأحمد معرقا وزادهم من رونـق القدس رونقا رقا منه للعلياء أبـعد مـرتقى فيا نسباً كالشمس أبيض مشرقاً
ويا شرفاً من هامة النجم أرفع
كرامٌ نماهم طاهر متطهـر وأمهم الزهراء والأب حيدر وبثّ بهم من احمد الطهر عنصر فمن مثلهم في الناس إن عدّ مفخر
أعد نظراً يا صاح إن كنت تسمع
على امير المؤمنين أميرهم وشبّرهم أصل التقى وشبيرهم


(255)
بهاليل صوامون فاح عبيرهم ميامين قوامون عزّ نظيرهم
هداة ولاة للرسالة منبع
مناجيب ظل الله في الارض ظلهم وفـضلهـم أحيى البرايا وبذلهم وهم معدن للعـلم والفضل كلهم فلا فضل إلا حين يذكر فضلهم
ولاعلم إلا علمهم حين يرفع
إليهم يفر الخاطـئون بذنـبهم فلا طاعة ترضي لغير محبّهم وهم شفعاء المذنبين لربهـم ولا عمل نيجي غداً غير حبّهم
إذا قام يوم البعث للخلق مجمع
حلفت بمن قـد أمّ مكـة وافدا ولو أنه قد قطع العمـر ساجدا لقد خاب مَن قد كان للآل جاحدا ولو أن عبداً جـاء لله عـابـداً
بغير ولى أهل العبا ليس ينفع
بني احمد مالي سواكم أرى غدا أناديكم يا خير من سمع الـندا إذا جئت في قيد الذنوب مقـيدا ايا عترة المختار يا راية الهدى
إليكم غداً في موقفي أتطلع
فو الله لا أخشى من النار في غدٍ وها أنا قد أدعـوكم رافعاً يـدي وأنتم ولاة الأمر يا آل أحمد خذوا بيدي يا آل بيت محمّد
فمن غيركم يوم القيامة يشفع
وله في اهل البيت عليهم السلام
ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: فهرس