ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: 256 ـ 270
(256)
سرّكم لا تـنـاله الفـكر مستصعب فكّ رمزه خطر وأمركم في الورى له خطر ووصفكم لا يطيقه البـشر
ومدحكم شرّفت به السور
وجودكم للوجود علّته وأنتم للوجود قـبلته ونوركم للظهور آيته وحبكم للمحب كعبته
يسعى بها طائفاً ويعتمر
لولاكم ما استدارت الاكر ولا تدلّى غصنٌ ولا ثمر ولا استنارت شمس ولا قمر ولا تندّى ورقٌ ولا خـضر
ولا سرى بارق ولا مطر
عندكم في الاياب مجمـعنا وقولكم في الصراط مرجعنا وأنتم في الحساب مفزعنا وحبكم في النشور ينفعنا
به ذنوب المحب تغتفر
يا سادة قد زكت معارفهم وخاف في بعثه مخالفهم وطاب اصلا وساد عارفهم إن يختبر للورى صيارفهم
فأصلهم بالولاء يُختبر
أنتـم رجـائي وحـبكم أملي فكيف يخشى حر السعير ولي عليه يوم المعاد متكلي وشافعاه مـحمد وعلي
أو يعتريه من شرها شرر


(257)
عبدكم الحافظ الفقير على تخيـبوه يا سادتـي أملا أعتاب أبوابكم يروم فلا وأقسموه يوم المعاد الى
ظل ظليل نسيمه عطرا
صلى عليكم رب السماء كما وزاد عبـدا والاكـم نعـما أصـفاكـم واصطفـاكم كرما ما غرّد الطير في الغصون وما
ناح حمام وأورق الشجر
    وله في العترة الطاهرة
إذا رمتَ يوم البعث تنجو من اللظى فـوال علـيـاً والأئـمـة بـعـده فهم عتـرة قـد فـوض الله أمـره أئـمة حـق أوجـب الله حقـهـم نصحتك أن ترتاب فيهـم فـتنثني فـحـب علـي عـدة لـولـيـه كذلـك يـوم البـعث لـم ينج قادم ويقبل منك الدين والـفرض والسنن نجوم الهدى تنجو من الضيق والمحن إليـهم لـما قد خصهـم مـنه بالمنن وطاعتهـم فـرص بها الخلق تمتحن الى غيرهم من غـيرهم في الانام من ؟ يلاقيه عند المـوت والقـبر والكـفن من النار إلا من تـولـى أبـا الحسن
    وقال يمدح الامام أمير المؤمنين
يا منبع الاسـرار يا يا قطب دائرة الوجود والعين والسـر الذي سرّ المهيمن في الممالك وعين منـبـعه كـذلك منه تلـقـنت الـملائك


(258)
ما لاح صبح في الدجى يا بن الأطايب والطواهر أنت الامـان من الردى أنت الصراط المـستقيم والنار مفزعـهـا إليك يا من تـجلّى بـالجمال صلى الاله علـيـك من والحافـظ الـبرسـي لا إلا واسـفر عن جمـالك والفواطـم والـعـواتـك أنت النجاة من المـهـالك قسيـم جـنات الأرائـك وأنـت مـالك أمر مالك فشـق بـردة كـل حالك هادٍ الـى خـير المسالك يخشى وأنت لـه هنـالك


(259)
    لمحمد بن الحسن العليف قصائد في اهل البيت كثيرة ، وهو
المتوفي 815
أقـول قـول صادق سمت علت بي همتي بالمصـطفى محـمد بخمـسة مـا بعدهم مَن طهروا وشـرفوا فاحكم بفضلهـم على الماء هـم وغيـرهم خير مـلاذ للـورى في المحل والقحط لنا أبـرّ بـالأمـة مـن لا كـاذب ومدّعـي الى الـمحلّ الأرفع وبالـبطـين الانزع لطامـع مـن مطمع على الورى بالاجمع سـواهم واقـطـع سـراب قـاع بلقع وعصـمة ومـفزع مثل الـغيوث الهمع (1) امٍ بطفـل مـرضع

1 ـ مطالع البدور ومجمع البحور للقاضي صفي الدين احمد بن صالح اليماني ـ مخطوط ـ مكتبة كاشف الغطاء العامة.

(260)
عروتي الوثـقـى هم وان سـألـت خـالقي وإن ذكـرت فضـلهم آمننـي الـله بـهـم وأحـسـن الله بهـم وبــرد الله بـهـم ورفــع الله بـهـم فلـيت أهـلي كلهـم لكن مـَن مـنحـتـه اذا ذكـرت طـفـّهم كم طـلّ فــيه لهم رؤوسهم علـى القنا بـدرهـم أمـامهـم رؤوس خيـر سـجّد كم فيـهـم مـن قائِمٍ لم تغرب الشمس على وزيـنـبٌ بـيـنهم قد جردوها ـ لعنوا ـ تصيح يا أمّ انـظري ولـيس منـهم أحـد يا قـلب ذُب عليـهم العـن يزيـداً كـلما بـعـبـرة سايـلـةٍ وعصـمتـي ومنجـعي شيـئاً بـهــم لم أمنع دمـعت كــل مدمـع من خـوف يوم المفزع مـنقـلبي ومرجـعـي في وسط قبري مضجعي منزلـتي ومـوضعـي وليت اخـواني معـي نصحي لـه لـم يسمع فاضت عليـه أدمعـي من مقـتل ومصـرع مثل النجـوم الطـُلـّع رأس الامـام الارفـع لــربـهــم وركـّع لربـه لـم يـهـجـع مثـلهـم وتطـلـع عـلى قـعـود جـدّع مـن الـردى والمقنـع حالي ويا أم اسمـعـي يسمـعـها ولا يـعـي يـا كبـدي تقـطعـي ذكـرته وابـن الـدعي منـي وقـلب موجـع


(261)
    محمد بن الحسن العليف
    وليّ آل محمد بليغ البطحاء محمد بن الحسن بن عيسى بن محمد بن احمد بن مسلم بن محيى ( بضم الميم كمعلى ) المعروف بالعُليف ( تصغير علف ) الشراحيلي الحكمي العكي العدناني الحلوي ( نسبة الى مدينة حلّى ) مولده سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة بحُلي بلاد بني يعقوب وتردد بمكة غير مرة وسمع في بعض مقدماته على الغر بن جماعة وقرض الشعر وفاق اقرانه ونظم كثيراً وكان يستحسن شعر نفسه ويعظمها على المتنبي وابي تمام ونحوهما.
    وانقطع الى الشريف حسن بن عجلان نحو اثنتي عشرة سنة فوصله بصلات سنيّة وله فيه قصائد كثيرة حسنة ومدح اشراف مكة ورؤساء ينبع والامام الناصر لدين الله صلاح الدين محمد بن علي بن محمد وقدم اليه الى صنعاء ، وكان بينه وبين النوبختي شاعر مكة مهاجاة اقذع النشوشا عليه وذكر أنه رأى في النوم وهو صبي قائلاً يقول : انا نجي البحتري وأنا نجيك فقال له العليف :
    الحمد لله الذي ارتجلك جذعاً وارتجلتك بازلاً ومما يستحسن من شعره قوله في الامام صلاح بن علي.
يا وجه آل محمد في وقته لو كانت الابرار آل محمد أو كانت الاسباط آل محمد لم يـبق بعـدك منـهم إلا قـفا كتب العلوم لكنت انت المصحفا يا بن الرسول لكنت فيهم يوسفا
    قال بعض الادباء المكيين وهو صاحب اللامية التي أولها.


(262)
جادك الغيث من طلول بوالي كبروج من النجوم خوالي
    قال هي لمحمد هذا لا كما زعمه بعضهم لعلي بن محمد. قلت وقد ذكرها السخاوي في الضوء اللامع عند اسم محمد هذا.
    قال ويحكى انه لما فرغ من انشادها قال الامام احسنت لا كما قال الفاسق ابو نواس.
صدح الديك الصدوح فاسقني طاب الصبوح
    فقال ما ينفعني من الامام هذا إنما أريد منك حكمك بتفضيلي المتنبي فقال الامام ليس هذا اليّ ، هذا الى السيد المطهر صاحب حسن القصر فانه هو المشار إليه في علم الادب فقام اليه وعرض عليه ذلك باشارة الامام وانشده للمتنبي ابياتاً منها.
افي كل يوم تحت ضبعي شويعر ضعيف يقاويني قصير يطاول
    والمنشد العليف فضحك السيد لان ابن العليف كان قصيرا.
    وفي هدية العارفين ج 2 ص 180.
    محمد بن احمد بن الحسن بن عيسى بن محمد بن احمد المكي الشافعي الشهير بابن العليف المتوفي سنة 815.
    اديب شاعر توفي بمكة.
    وجاء في العقد الثمين في تاريخ البلد الامين ـ الجزء الأول ص 471.


(263)
    محمد بن الحسن بن عيسى بن محمد بن احمد بن مسلّم ـ بتشديد اللام ـ العدناني الحلوي.
    يلقب بالجمال. ويعرف بابن العليف الشاعر. نزيل مكة وكان كثير الشعر يقع له فيه اشياء مستحسنة ، وكان يغلو في استحسانها ، بحيث يفضل نفسه فيها على المتنبي وابي تمام. وعيب عليه ذلك مع اشعار له تدل على غلوه في التشيع ، وله مدائح كثيرة في جماعة من الاعيان منهم : الاشرف صاحب اليمن ، والامام صلاح بن علي الزيدي صاحب صنعاء ، وامراء مكة : الشريف عجلان بن رميثة ، وأولاده الامراء شهاب الدين أحمد ، وعلاء الدين علي ، وبدر الدين حسن ، وابن عمهم عنان بن مغامس.
    واجازه عنان على بعض قصائده فيه. وهي التي أولها.
    بروج زاهرات أو مغاني
    بثمانية وعشرين ألف درهم على ما بلغني.
    ونال أيضا من الشريف حسن : صلات جيدة وله فيه مدائح كثيرة حسنة. وانقطع اليه في آخر عمره نحو اثنتي عشرة سنة حتى مات بمكة في ليلة الجمعة سابع رجب سنة خمس عشرة وثمانمائة. ودفن في صبيحتها بالمعلاة.
    ومولده سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة بحُلى.
    أقول وروى شعره في الامام صلاح بن على كما مرّ.
    وفي نظم العقيان في اعيان الاعيان للسيوطي ص 106 ترجمة لولد الشاعر قال فيها :


(264)
    ابن العليف المكي ، الشاعر حسين بن محمد.
    حسين بن محمد حسن بن عيسى بن محمد أحمد بن مسلّم ، بدر الدين الحلوى ، الشافعي ، المعروف بابن العليف ، شاعر البطحاء.
    ولد سنة أربع وتسعين وسبعمائة وسمع على المراغي وغيره وكان عالماً فاضلاً أديباً مفتيا مات في محرم سنة ست وخمسين وثمانمائة ومن نظمه.
سل العلماء بالبلد الحرام وأهل العلم في يمن وشام
    أقول وهذا هو ولد المترجم له.


(265)
المتوفي سنة 820
ألا نوحـوا وضجـوا بالـبكاء الا نوحوا بسكب الدمـع حزناً الا نوحوا على مَـن قـد بكاه ألا نوحوا على مَـن قـد بكاه الا نوحوا على مَـن قـد بكته ألا نوحوا على مَن قـد بـكاه ألا نوحوا علـى قـمر مـنير ألا نوحوا لخامـس آل طـه ألا نوحوا على غصن رطيب ألا نوحوا على شرف القوافي ألا يا آل يـاسـين فـؤادي على السبط الـشهيد بكربلاء علـيه وامـزجـوه بـالدماء رسـول الله خيـر الأنبـياء عليُ الطهر خـير الأوصياء حبـيبة احمـد خـير النساء لعظم الشـجو أمـلاك السماء عراه الخسف من بعد الضياء ويسـين وأصحاب الـعـباء ذوي بعـد النـضارة والبهاء ومفتخر القـوافـي والثـناء لذكر مصابكم حلـف العـناء


(266)
فأنتـم عدة لي فـي معـادي فما أرجو لآخرتـي سـواكم أنا ابـن مـتوج توجتـموني صلاة الله ذي الألطاف تترى ولعنـته على قـوم أباحـوا إذا حـضـر الخلائق للجزاء وحاشا أن يخيب بكـم رجائي بتاج الفخـر طـراً والبهـاء عليكم بالصـباح وبـالمـساء دمـاءكـم بظـلم وافـتـراء


(267)
    جمال الدين ابن المتوج
    الشيخ أبو الناصر جمال الدين أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسن ابن المتوج البحراني المعروف بابن المتوج.
    توفي سنة 820 وقبره بجزيرة ( أكل ) بضم الهمزة والكاف ، وهي المشهورة الآن بجزيرة النبي صالح من بلاد البحرين في المشهد المعروف بمشهد النبي صالح عليه السلام. وكان عالماً فاضلاً أديباً ماهراً ، له شعر كثير ومؤلفات قيمة في علوم القرآن وفي العقائد ، نظم مقتل الحسين عليه السلام شعراَ ، أقول ربما وقع سهواً من بعض المترجمين الاشتباه بين صاحب الترجمة وبين معاصره الشيخ فخر الدين احمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج البحراني فقد صرح شيخنا صاحب الذريعة انهما اثنان : أحدهما جمال الدين احمد بن عبد الله ابن محمد بن علي بن الحسن بن المتوج البحراني. والثاني فخر الدين احمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج ، ولكل منهما مؤلفات.
    وقد ذكر السيد الأمين في الاعيان لكل منهما ترجمة على حدة في الجزء التاسع.
    وجاء في الكنى : هو الشيخ فخر الدين احمد بن عبد الله بن سعيد المتوج البحراني ، من علماء الامامية ، عالم بالعلوم العربية والأدبية ، فاضل فقيه مفسر أديب شاعر معروف بالعلم والتقوى صاحب المؤلفات الكثيرة ، كان من أجلاء تلامذة الشهيد وفخر المحققين ومن مشايخ ابن فهد الحلي ، وله


(268)
أشعار في رثاء الأئمة عليهم السلام ، اورد بعضها الشيخ الطريحي في المنتخب وينسب اليه القول باشتراط علم الفصاحة والبلاغة في الاجتهاد ونقل من غابة حفظه انه ما فطن شيئا فنسيه ، ووالده الشيخ عبد الله أيضا من الفضلاء الفقهاء الادباء الشعراء ، وكذا ولده ناصر بن احمد رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.


(269)
كان حياً 830
    قال من قصيدة
لم أنسه فـي فيـافي كربلاء وقد في فتية من قريش طاب محتدها من كل مكـتهل فـي عزم مقتبل قرم اذا الموت أبـدى عن نواجذه حام الحِـمام وسـُدّت أوجه الحيل تغشى القراع ولا تخشى من الاجل وكل مـقتبل في حـزم مـكتـهل ثنى له عطـف مـسرور به جذل


(270)
    الشيخ تاج الدين الحسن بن راشد الحلي
    كان حياً سنة 830 قال السيد الامين : والحسن بن محمد بن راشد هو واحد فلا يظن احد أنهما اثنان قال عنه هو من اكابر العلماء ، له مؤلفات وتحقيقات عدّدها السيد الامين.
    وقال الشيخ الحر العاملي في ( امل الآمل ) : الحسن بن راشد ، فاضل فقيه ، شاعر اديب ، له شعر كثير في مدح المهدي وسائر الأئمة عليهم السلام ، ومرثية الحسين (ع) ، وارجوزة في تاريخ الملوك والخلفاء ، وارجوزة في تاريخ القاهرة ، وارجوزة في نظم ألفية الشهيد ، وغير ذلك.
    قال الشيخ اليعقوبي : قلت وله ارجوزة في الصلاة ذكرها الشيخ الطهراني في الذريعة مع ما تقدم من أراجيزه كما ذكر في الجزء الخامس من الذريعة ارجوزته المسماة بالجمانة البهية في نظم الالفيّة الشهيدية ، وتكلم بالتحقيق عنها وعن ناظمها كثيراً.
    وذكره صاحب رياض العلماء في موضعين من كتابه ، فالأول بقوله : الشيخ تاج الدين الحسن بن راشد الحلي الفاضل العالم الشاعر من أكابر الفقهاء وهو من المتأخرين عن الشهيد بمرتبتين والظاهر انه معاصر لابن فهد ورأيت بعض أشعاره في مدح الأئمة في بلدة أردبيل ورأيت أيضا قصيدة له في الرد على من ذكر في تاريخ له مدح معاوية وملوك بني امية وكانت بخط الشيخ محمد الجباعي جد البهائي ، وفي مجموعة اخرى بخط الشيخ عبد الصمد ولد الشيخ
ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: فهرس