ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: 301 ـ 315
(301)
كلا ولا كـان من شمس ولا قمر ولا سمـاءٍ ولا أرض ولا شجـرٍ ولا جنـان ولا نـارٍ مـؤججـة وقال للمـلأ الأعلـى : ألا أحـد فلم يجيـبـوا فـأنبـا آدم بهـم فقال للملأ الأعلى : اسجدوا كملاً وصيّـر الله ذاك النـور ملتمعـاً وخاف نوح فناجـى ربـه فنجـا وفي الجحيم دعـا الله الخليل بهم وقد دعا الله موسى إذ هوى صعقاً فظـل منتقـلا والله حـافـظـه حتـى تقسـم في عبد الاله معـاً فـأودع الله ذاك الـقسـم آمنـةً حتى اذا وضعته انهدّ مـن فـزع وانشق أيوان كسرى وانطفت حذراً تسـاقطـت أنجـم الأملاك مؤذنةً حتى اذا حاز سـن الأربعيـن دعا فقـال : لبيـك من داعٍ وارسلـه فأظهر المعجـزات الواضحات لهم اراهم الآية الكبـرى فـوا عجبـا رامت بنـو عمـّه تبييتـه سحراً وبات يفديه خيـر الخلق حيـدرة فادبروا إذ رأوا غيـر الذي طلبوا ولا شهـابٍ ولا أفـق ولا حجـب للناس يهمـي عليه واكف السحـب جعلت أعداءهـم فيهـا من الحطب ينبي بأسمائهـم صـدقـاً بلا كذب لها بعلـمٍ مـن الجبـار مكتسـب لآدم واطيـعـوا واتقـوا غضبـي في الوجه منه بوعـد منه مرتقـب بهـم علـى دسـر الألواح والخشب فأخمدت بعـد ذاك الحـر واللهـب بحقهـم فنجـا مـن شـدة الكـرب على تنـقّلـه مـن حـادث النـوب وفي أبـي طالـب عـن عبد مطلب يوماً إلى أجـلٍ بالحمـل مقـتـرب ركن الضلال ونادى الشرك بالحرب نـيـرانهـم وأقـرّ الكفـر بـالغلب بالـرجم فـاحتـرق الأصنام باللهب ربـي به في لسـان الـوحي بالكتب الـى البريـة مـن عجـم ومن عرب بالبـينـات ولـم يحـذر ولم يهـب ما بـالهم خالفوا مـن أعجب العجب فعـاذ مـنهـم رسـول الله بالهرب على الفـراش وفـي يمناه ذو شطب وأوغلـوا لـرسـول الله فـي الطلب


(302)
فرابهم عنكب فـي الغـار إذ جعلت حتـى إذا ردهـم عنـه الإله مضى فحـلّ دار رجـال بايعـوه علـى في كـل يوم لمـولـى الخلق واقعة يمشـي الـى حـربهم والله ناصره فـي فتية كالاسود المخـدرات لهـا عـافوا المعاقل للبيض الحسان فمـا فالحـق في فرح الـديـن في مرحٍ حتـى استـراح نـبـي الله قاضيةً يا مـن بـه انبـيـاء الله قد ختموا إن كنت في درجات الوحي خاتمهم قد بشـرت بـك رسل الله في اممٍ شهـدت انـك أحسنـت البلاغ فما حتى دعـاك إلهـي فـاستجبت له وقـد نصبـت لهـم في دينهم خلفاً لكنّهـم خـالفـوه وابتغـوا بـدلاً تسدي وتلحم فـي أبـرادهـا القشب ذاك النجيب علـى المهـرية النجب اعدائـه فـدمـاء القـوم في صبب منه على عابدي الاوثـان والصلـب مشي العفرناة في غاب القنا السلـب براثن من رمـاح الخـط والقضـب معاقل القوم غيـر البيـض واليلـب والشرك في ترح والكفر فـي نصب بهـم وراحتـهـم فـي ذلك التعـب فليس من بعـده فـي العـالمين نبي فأنـت أولهـم فـي أول الـرتـب خلت فما كنـت فـيمـا بينهم بغبي تكـون فـي باطـل يـوماً بمنجذب حبّاً ومن يدعه المحبـوب يـستجب وكان بعـدك فيهـم خيـر منتصب تخيـروه وليـس النبـع كالغـرب
    ويقول فيها :
يا راكب الهوجل المحبوك تحمله إذا قضيت فروض الحج مكتملا وزرت قبـر رسـول الله سيدنا قف موقفي ثم سلم لي عليه معاً إلى زيارة خيـر العجـم والعرب ونلت إدراك ما في النفس من إرب وسيد الخلـق مـن ناءٍ ومقتـرب حتـى كأنـي ذاك اليـوم لم أغب


(303)
واثـن السـلام إلى أهل البقيع فلي وبثّهم صبـوتـي طول الزمان لهم يا قدوة الخلـق في علم وفي عمل وصلت حبل رجـائي في حبائلكم دنوت في الديـن منكم والوداد فلو مديحكم مكسبي والـديـن مكتسبي فإن عدتني الليالـي عـن زيارتكم قد سيط لحمي وعظمي في محبتكم هجـري وبغضي لم عـاداكم ولكم فتـارة انظـم الاشعـار ممتـدحاً حتى جعلت مقال الصد مـن شبه أعملـت في مدحكم فكري فعلمني فهل انـال مفـازاً فـي شفاعتكم بهـا أحـبـة صـبٍّ دائـم الوصب وقـل بدمـع على الخـديـن منسكب واطهـر الخلـق في أصل وفي نسب كما تعـلـق فـي اسبـابكـم سببـي لا دان لم يدن مـن احسابكم حسبـي ما عشت والظـن في معروفكم نشبي فان قلبـي عـنكـم غيـر منقـلـب وحبكم قد جـرى في المخ والعصـب صدقي وحـبي وفي مدحي لكم طربي وتارة أنثـر الأقوال فـي الـخطـب إذ صغت فيكم قريض القول من ذهب نظم المـديـح وأوصانـي بـذاك أبي مما احتقبـت لـه في سائـر الحقـب
    وللشيخ مغامس بن داغر.
أتطلـب دنيا بعـد شيـب قذالِ أما كان فـي شيب القذال هداية أتامـل فـي دار الغرور إقامة تمسكّت منها بالاماني كمثل من فياسـؤتا ان حال حيني وهذه وكان جديراً أن يموت صبابة وتذكـر أيـامـاً مضت وليالِ فيهديك نور الشيب بعد ضلال لأنت حريص في طلاب محال تمسك مـن نوم بطيـف خيال سبيلي ولم أحـذر قبيـح فعالي فتى حاله فـي المذنبيـن كحالي


(304)
أتخدعني الدنيا وقد شاب مفرقي ولي اسوة فيهـا بـآل محمـد تقسّمهم ريب المنـون فاصبحوا وأصبحت معقولاً لها بعقالي بني خير مبعـوث وأكرم آل عباديد اشتاتـا بكـل مجـال
    وهي طويلة مشهورة ، يقول في ختامها.
بنـي المصطفـى يا صفوة الله أن لي حنيـنـي اليكـم لا يقـاس بـمثلـه وهل أملك السلـوان فـي جنب سادة وان فاتني في عرصة الطف نصركم ودونـكـم منـي عـروساً زففتهـا ومـا كـملـت إلا لأن كـلامـهـا فؤداً مـن التبـريح ليس بخالي حنين حمام أو حنيـن فصـال اليهم إذا حلّ الحسـاب مآلـي فاحرى بـه أن لا يفوت مقالي اليكم كمـا زفت عروس حجال حوى من معانيكم صفات كمال
    ولابن داغر من قصيدة في الرثاء.
قطع الزمان عرى هواي وكلما لا غرو مـن جدّ الزمان وهزله اين الالـى كانوا ونحن بقربهم دارت رحـاه عليهـم فتمزقوا لا يخدعنك ما ترى من صفوة قطع الزمان فماله مـن واصل عز النصير على الزمان الهازل في طيبـات مشـارب ومـآكل فالقوم تحت صفائـح وجنـادل ان الخديعـة مصـرع للجـاهل
    ويقول في الرثاء منها :
في الرزية بالنبي وآله جلّت فما رزء لها بمماثل


(305)
لم تفعل الامم الأوائـل مثلهـا فاحبس دموعك عن تذكر دمنة واسمح بها في رزء آل محمد هيهات ما أحـد لذاك بفاعل درست معالمها بشعبي ( بابل ) فعساك تحظى بالنعيم الآجل
    ويختمها بقوله :
يا آل بيـت محمـد يـا سادة انتم رعـاة المسلمين فمن يزغ واليكم مني قصيـدة شـاعـر منظومة جاءت تـزفّ اليكـم قول ابن داغر المحب مغامس فتقبلـوه وعجلـوا بكـرامتي سادوا الورى بفواضل وفضائل عنكم فليـس لـه الاله بقـابـل لهـج بمـدحكـم اليكـم مائـل بكمالها مـن لـجّ بحـر الكامل والقول برهـان لعقـل القائـل فالنفس مولعـة بحـب العاجـل


(306)
أواخر القرن التاسع
    قال من قصيدة :
لغير مصاب السبـط دمعك ضائعُ فكل مصاب دوزن رزء ابن فاطم فدعني عذولـي والبكـاء فاننـي لأيّ مـصـاب أم لأيّ رزيــة لحى الله طرفاً لم تسـح دمـوعه فأين ادعاك الود والعهـد والـولا يبيتُ حسين ساهر الطرف خائف ولا أنت ذا سلو عن الحـزن جازعُ حقيـر ورزء السبـط والله فـازع أراك خليـّاً لـم ترعـك الفـواجع تصان لهـا دون الحسيـن المـدامع بقان فمـا دمـع علـى السبط ضايع وقــولـك إنـي تابـع ومتـابـع وطـرفك ريّان مـن النـوم هاجـع


(307)

    محمد بن حماد
    الشيخ الجليل الأديب ابو الحسن محمد المعروف بـ ( ابن حماد ) بالتشديد وزان شدّاد ، من أفاضل الفيحاء ومشاهير شعرائها وقد تقدّمت الاشارة لذكره في ترجمة معاصره الخلعي وقد ساجله ووزان كثيراً من قصائده في اهل البيت ولكنه انحط عنه ولم يبلغ شأوه ومداه وقصر عنه في مديحه ورثاه ، فكان الخلعي أطول منه نَفَساً وباعاً وأرقّ اسلوباً وإبداعاً ولو جمع شعره لكان لكثرته ديواناً مستقلاً. وتوفي في أواخر القرن التاسع وقد عمّر طويلاً ودفن قريباً من قبر الخلعي وقبره مشهور ذكره العلامة القزويني أيضا في فلك النجاة انتهى ما ذكره الخطيب اليعقوبي في البابليات. وقال الاستاذ علي الخاقاني في شعراء الحلة ج 4 ص 386 : هو ابو الحسن محمد بن حماد الحلي المعروف بـ ابن حماد. شاعر أديب فاضل ذكره صاحب الحصون المنيعة ج 9 ص 236 فقال :
    كان فاضلاً أديباً معاصراً للخليعي مطارحاً له ، مبارياً اياه ، ينحط عنه ، ونظمه أغلبه في اهل البيت عليهم السلام ، وله ما يقارب من مائتي قصيدة في المديح والرثاء للحسين عليه السلام توفي في الحلة حدود 900 هـ ودفن فيها وقبره يزار.
    قال : وقد مرّ أن ذكرنا ان قبره الى جنب قبر الشاعر المعاصر له جمال الدين الخليعي.
    اقول ان جماعة من الادباء والعلماء يعرف كل منهم بابن حماد.
    1 ـ ابو الحسن علي بن حماد الشاعر البصري من أكابر علماء الشيعة ومحدثيهم ومن المعاصرين للصدوق ونظرائه وقد ترجمناه وذكرنا طائفة كبيرة


(308)
من شعره في الجزء الثاني من ادب الطف ص 167 وترجمه صاحب الحصون المنيعة ج 2 ص 560 وفي مناقب ابن شهر اشوب كثير من شعره.
    2 ـ الشيخ كمال الدين بن حماد الواسطي أحد مشاهير العلماء في اواخر القرن السابع الهجري.
    3 ـ علي بن حماد البصري الشاعر المشهور من المتأخرين ، قال الشيخ القمي في الكنى. وقد أورد القاضي نو الله قصيدتين : بائية وتائية لعلي بن حماد في مدح امير المؤمنين عليه السلام ولم يبيّن من أيهما كانتا فلنتبرّك بذكر بعض قصيدته التائية : وأولها : بقاع في البقيع مقدساتُ (1).
1 ـ
بقـاعٌ فـي البقيع مقدساتُ وفي كـوفـان آيات عظامٌ وفي غربـيّ بغداد وطوسٍ مشاهد تشهـد البركات فيها ظواهرهـا قبـور دارسات جبـال العلـم فيها راسياتٌ معارج تعـرج الاملاك فيها أنـاس تقبـل الحسنات منا ولا تتقبّـل الصـلـوات إلا فإن المرتضى الهـادي علياً وزير محمـد حيـاً وميتـاً أخوه كاشف الكـربات عنه ترى أسيافه يضحكن ضحكا صوارمه يزوّجهـا نفـوساً له كـفـان واحـدة حيـاة وأكنـافٌ بطـفٍّ طيبـات تضمّنها العُـرى المتوثّقات وسامـرا نجـومٌ زاهرات وفيهـا الباقيات الصالحات بواطنها بــدورٌ لامعـات بحار الجود فيها زاخـرات وهـنّ بكـل أمـر هابطات بحبّهـم وتُمحـى السيئـات بحبهـم ولا نـزكـو الزكاة ليقصـر عن مناقبه الصفات شـواهـده بذلك واضحـات وقد همـّت اليـه الداهيـات بها هام الفوارس بــاكيـات وللأبـدان هـنّ مطـلقـات اذا جاءت وواحـدة مـمـات

(309)
    4 ـ محمد بن حماد الحلي ، وفي الحلة بيت يعرف اهله بآل حماد يزعمون أنهم من سلالة المترجم وذريته.
    وقال ابن حماد :
ويك يا عيـن سحِّ دمعـاً سكـوبـا ساعدانـي سعـدتمـا فعسى أشفـ إن يوم الطفوف لم يبـق لـي من يوم سارت إلى الحسيـن بنو حرب وحـمـوه مـن الفـرات فمـا ذا في رجال باعوا النفـوس على الله لست أنساه حيـن أيقـن بـالمـو ثـم قـال ألحـقـو بأهليـكـم إذ شكر الله سعيـكـم إذ نـصحتـم فأجابـوه مـا وفينـاك إن نحـن أي عذر لنـا إذاً يـوم نـلقى الله حـاش لله بـل نـواسيـك أو يأ فبكـى ثـم قـال جوزيتم الخيـر ثم قال اجمعوا الرحال وشبوا النـ وغداً للقتـال فـي يـوم عاشورا فكأنـي بصحبـه حـوله صـر فكـأنـي أراه فـرداً وحـيـداً وكأنـي أراه إذ خـرّ مطـعـو ويك يا قلب كن حزيناً كثيبـا ـي غليلي من لوعة وكروبـا لذّة العـيش والرقـاد نصيـبا بـجيـش فـنازلـوه الحروبا ق سوى الموت دونه مشروبا فنالـوا ببيـعهـا المـرغوبا ت دعاهم فقام فيهـم خطـيبا ليس غيري أنا لهـم مطلـوبا ثم أحسنتـم لي المصحـوبـا تركناك بالطفـوف غـريبـا والطهـر جـدّك المنـدوبـا خذ كلٌ مـن المنـون نصيبـا فمـا كـان سعيكـم أن يخيبا ـار فيها حتى تصيـر لهيبـا فأبدى طعناً وضربـاً مصيبـا عى لدى كربلا شبابـاً وشيـبا ظامياً بينهـم يـلاقـي الكروبا ناً على حُـرّ وجهـه مكبـوبا


(310)
وكأنـي بمهـره قاصـد الفسـ وبرزن النسـاء حتـى إذا أبـ صحن بالويل والعويـل ويندبـ وسبلن الدموع لما تأمّـلن حسـ فكـأنـي بـزينـب إذ رأتـه أقبلت نحـو أختهـا ثم قالـت أخت يا أخت كيف صبرك عنه ثم خرّت عليـه تلثـم خـدّيـه وتناديه يا أخـي لو رأت عينـ يا أخي لا حييت بعدك هيهـات كنتَ حصني من الزمـان اذا ما ضاقت الأرض بي وكانت علينا ( يا هـلالا لـما استـتم كمـالا ( مـا تـوهمت يا شقيق فؤادي عُد يتـامـاك إن أردت مغيبـا ( يا أخي فاطم الصغيرة كلّمهـا ما أذلّ الـيتيـم حيـن ينادي ـطاط يُبـدي تحمحما ونحيبا ـصرن ظهر الجواد منه سليبا ـن حيارى وقد شققن الجيوبا ـينا مـن الثـيـاب سليـبـا عارياً دامـي الجبيـن تـريبا ودّعيـه وداع مـَن لا يؤوبـا وهو كان المؤمـل المحبـوبـا وقـد صـار دمعهـا مسكـوبا ـناك حالي رأيت أمـراً عجيبا حياتي من بعدكم لـن تـطيبـا خفتُ خطبا دفعتَ عني الخطوبا بك يا سيـدي فنـاهـا رحيبـا غالـه خسفـه فـاهوى غروبا ) كـان هـذا مـقـدّراً مكتـوبا ) يا أخي بالرجوع وعـداً قـريبا فقـد كـاد قلـبهـا أن يـذوبا ) بـأبـيـه ولا يـراه مـجـيـبا
    وقال محمد بن حماد الحلي في أهل البيت في قصيدة مطلعها :
أهجرت يا ذات الجمال دلالا وسقيتني كأس الفراق مريرة وجعلت جسمي بالصدود خيالا ومنعت عذب رضابك السلسالا
    قال السيد الأمين تحت عنوان : ابن حماد.


(311)
    يطلق على ابن حماد الشاعر ، واسمه علي بن حماد بن عبيد بن حماد البصري العبدي أو العدوي وربما يطلق على علي بن الحسين بن حماد الليثي الواسطي ، وعلى الحسين بن علي بن الحسين بن حماد الليثي الواسطي ، ويوجد في بعض القيود نسبة بعض الأشعار الى محمد بن حماد ولعله ممن يطلق عليه ابن حماد ايضا. انتهى عن الاعيان ج 6 ص 64.
    وقال في ج 41 ص 225 أبو الحسن علي بن حماد بن عبيد أو ابن عبيد الله ابن حماد العدوي أو العبدي الاخباري البصري شاعر آل محمد عليهم السلام ، توفي حدود 400 بالبصرة كما في الطليعة. وفي رحال أبي علي رأيت بخط بعض الأذكياء هكذا : علي بن حماد الشاعر المعروف : بابن حماد البصري كان من أكابر علماء الشيعة وشعرائهم ومن المعاصرين للصدوق ونظرائه وأشعاره في شان اهل البيت وقصائده في مدائح الائمة عليهم السلام ومراثيهم ولا سيما في مراثي الحسين عليه السلام مشهورة ، وفي كتب الأصحاب وخاصة في مناقب ابن شهر اشوب ، وفي كتاب المنتخب في المراثي والخطب للشيخ فخر الدين الرماحي المعاصر مذكورة ، انتهى.
    وفي رياض العلماء : الشيخ ابو الحسن علي بن حماد بن عبيد الله العبدي ( العدوي ) الاخباري البصري الشاعر المعروف بابن حماد الشاعر كان من قدماء الشعراء والعلماء وهو مذكور في كتب الرجال ، انتهى.
    وقال ايضا : يظهر من كتاب المجدي في النسب للسيد أبي الحسن علي بن محمد الصوفي الفاضل المعاصر للسيد المرتضى انه يروى عن ابن حماد الشاعر هذا ( يعني المترجم ) بواسطة واحدة بعض أشعارة في الامامة ، فعلى هذا فابن حماد هذا في درجة الصدوق ، انتهى.


(312)
    اقول وذكر السيد أقوال العلماء فيه ومشائخه وتلاميذه وأشعاره ومنها القصيدتان الآتيتان :
    ابو الحسن علي بن حماد بن عبيد أو ابن عبيد الله بن حماد العبدي البصري :
ما ضـرّ عهـد الصبـا لو أنه عادا سقيـا ورَعيـا لأيـام لنـا سلفـت ايام تنعـم لـي نعـم وتجمـل بي ظباء انس لقيد الاسد هـل نظـرت ان لـم تكـنّ ظبـاء فـي براقعها من كل سحّارة العينيـن لـو لقيت تميد بالارض عشقاً كلما خطـرت بانت بروحي غداة البين عن جسدي والدهر ليس بموف عهـد صاحبه أفنى القرون ويفنـيهـم معـاّ فاذا أفنى التبايع والاقيـال مـن يمـنٍ وليس يبقى سوى الحي الذي جعل سبحانه واصطفى من خلقه حججاً مثل النجوم التي زان السماء بهـا أعطاهـم الله مـا لـم يعطه أحداً محمد وعلـيٌ ، خيـر مبـتعـثٍ والصادقـون أولو الامر الذين لهم آل الـرسول وأولاد البتـول هـُم يومـاً فـزوّدنـي مـن طيبه زادا كأنـمـا كـنّ اعـراسـاً وأعيادا جمل وأسعد من سعـداي اسعـادا عيناك ظبيا لصيد الاسـد صيّـادا فقد حكتهـن ألحـاظـاً وأجيـادا سحراً لهاروت أو ما روت لانقادا تهتـزّ غصنـاً من الريحان ميّادا والبين يتلـف أرواحـاً وأجسـادا هيهـات بـل يجعل الميعاد ايعادا أباد كل الورى مـن بعـدهم بادا طـراً واتبعهـم عـادا وشـدادا الموت الوحيّ لكل الخلق مرصادا مطهرين مـن الادنـاس أمجـادا كـذاك ميزهـم للارض أوتـادا فاصبحوا في ظلال العـزّ أوحادا وخير هـاد لمن قد رام ارشـادا حكم الخليقـة اصـدارا وايـرادا خـيـرُ البـريـة آبـاء وأولادا


(313)
أعلـى الخليفـة همـّاتٍ وأطهر أُمّاتٍ سـرج الظـلام اذا مـا الليـل جهنم لما تعرضت الـدنيـا لهـم أنـفـوا جادوا وسادوا ففـي الامثال ذكـرهم ان كفـكفـت بالنـدى يـوماً اكفّهم ان كورموا فبحـور الجـود تحسبهم كـل الانـام لـه نـدّ يـُقـاسُ به الله والـى الـذي والاهـم فــاذا في السلم تحسبهـم أقمـار داجيـةٍ امـا علـيٌ فنــور الله جلّ فهل وآخا النبـي وواسـاه بمهجـتـه هو الجواد أبو الاجـواد وابنـهـم ما قال لاقـط للعـاني نـداه ولا يجدي ويسدي ويغنـي كـف سائله بعـد ميعـاده بخـلا فلسـت ترى يلتــذّ بالجـود حتـى انّ سـائله يـعـد ميعـاده بخـلا فلست ترى يلتذّ بالجـود حتـى انّ سـائـلـه مَن كان بـادر في بـدر سواه وما مَن قدّ عمرو بن ودّ في النزال ومَن ان جرّد السيف في الهيجاء عوّضه سيـف أقـام عمـود الديـن قائمه ترى المنايا له يوم الوغـى خـدماً واليته مخلـصـاً لا أبتغـي بـدلا يا سيدي يا امير المؤمنيــن ومَن واكـــرم آبــاءً وأجـــدادا قـامـوا قيـامـا لوجه الله عبّادا منهـا فالفتـهـمُ للعـيـش زهادا اما يقال : اذا جـاد امـرء سـادا فلا تبالى اكفّ الغـيـثُ أم جـادا أو حوكموا خلتهم في الحكم أطوادا ولن ترى لهـم فـي النـاس أندادا عـاداهـم أحـد فـالله قد عـادى حسنا ، وتحسبهم في الحرب آسادا يسطيـع خلـق لنـور الله اخمادا وما ونى عنـه اسعـافا واسعـادا وهكـذا تـلـد الاجـواد أجـوادا لكل من جـاءه للعلـم مـرتـادا يداً فان عـاد فـي استيجاده زادا دون العطاء لـه الجـود ميعـادا لو سامـه نفسه جـوداً بها جـادا دون العطاء لـه بـالجـود ميعادا لو سامه نفسه جـوداً بهـا جـادا ان حاد في يوم احـدٍ كالذي حادا اضحى لعمرو بن عبد القيل مقتادا من الغمود رؤوس الصيـد اغمادا ضربا وقـوّم مـا قـد كان ميّادا بعـون ربـك الامـلاك أجنـادا منـه ولسـت ابالي كيد مَن كادا بحبه طبـت اعـراقـا وميـلادا


(314)
يا خير مَـن قـام يـوما فوق منبره مَن كـان اكثر اهـل الارض منقبة كسـرت أصنامهم بالأمس فاعتقدت فصـار حبـّك ايمـانـاً وتبصـرة وطاف لي بفنـاء الطف طيف اسى ذكرت فيه الحسين السبط حين ثوى فـي عصبـة بـذلت لله أنفسهـا يذاد عن ريّه حتى قضى عطشـا لهفي على غرباء بالطفوف ثـووا كأنني ببنـات المصطفـى ذلـلاً انا ابن حمّـادٍ العبـدي أحسن لي أمدّني منـه بالنعـمـى فاشكـره وتلـك عادتـُه عنـدي مجـددة فهاكها كعقود الدر قـد قـرنـت لو جسّم الشعر جسماً كان يعبدها وازنت ما قال اسمعيـل مبتـدئاً والشعر كالفلس والدينار تصرفه وخير مَـن مسكـت كفّاه أعوادا يكون اكثـر اهـل الارض حسّادا منها لك الـدهـر اضغاناً واحقادا وصار بغضك كفـرانـا والحادا خلّى فؤادي لطول الحـزن معتادا فرداً وحيداً حـوى للنـوح افرادا فـاحمـدت بـذلهـا لله احمـادا فـلا سقـى الله ريـاً مَن له ذادا لا يعرفون سـوى العقبـان ورّادا في السبي ينـدبنـه نوحا وتعدادا ربي فلا زلت للاحسـان حمـّادا شكراً لنعمـائـه عنـدي وامدادا وكان سبحانه بالفضـل عـوادا الى يواقيتـها تـومـاً وافـرادا حتى يراه لهـا الراؤون سجـادا ( طـاف الخيال علينا منك عبادا ) حتى يميـزه مـَن كـان نقـادا
    وقال أيضا :
النـوم بعـدكـم عليّ حرامُ والله ما اخترت الفراق وانما لو أنها استامت عليّ بقربكم وحياتكم قسمـاً أبـر بحلفة مَن فارق الأحباب كيف ينامُ حكمت علـيّ بـذلك الأيـام اعطيتها فـوق الـذي تستام ولـربمـا تتـأثّـم الأقسـام


(315)
اشتاقكم حتـى اذا نهـض الهـوى لـم أنسـكم فاقـول انـي ذاكـر والله لـو اني شـرحـت ودادكـم اني اميل لوصـلـكـم وحديثكـم واذا بـدا إلـفان ألفـتـني بكـم وتألـف الأرواح حـظ لـم يكـن لله ايـــام اذا مـثــلـتـهـا والدهر ليـس بسـالـم مـن ريبه أخنى على آل النـبـي بصـرفه فعراصهـم بعـد دراسـة والهدى وهُم عمـاد الديـن والدنيـا وهم منهم أمير النحـل والمـولى الذي وهو الامـام لكل من وطأ الحصا يغني العفاة عـن السـؤال تكرّما أمـوالـه للسائـليـن غنيـمـة واذا تحـزّم للـبـراز تقطعـت واذا انتضى اسيافه فـي مـأزق واذا رنا نحـو الشجـاع بطرفـه واذا الحـروب توقـّدت نيرانهـا فـالبيـض شمـس والأسنة أنجم حتـى اذا مـا قيـل حيدرة أتى لا يمـلكون تزيّلا عنه كأن القوم وكـأن هيبتـه قيـود عـداتـه بي نحـوكم قعدت بي الآلام نسيان ذكـركم علـيّ حـرام فَنيَ المـداد وكلـّت الاقـلام ويزيـدني في الذكر منه هيام حسـر كما يتحسّـر الايتـام ليـتـمّ أو تتـألـف الأجسام فكـأنهـا من طيبهـا احلام أحدٌ وليـس لنفسـه استسلام فتحكّمت فيهـم لـه أحكـام دُرُسٌ تجاوب في ثراها الهام للحق ركـن ثـابـت وقوام هو للشريعة معقـل ونظـام بعد النبي ومـا عليـه امـام فينيلهم أضعاف ما قد راموا وله بأخذهـم لهـا استغنـام ايدي الحروب فما يشدّ حزام فغمودهـن مـن الكماة الهام فلحاظه في لُبّتّيـهِ سـهـام ولها بآفـاق السمـاء ظـلام والنقع ليـل فـوقهـن ركام خفتوا فلم يسمع هنـاك كـلام لـم تـخـلـق لـهـا اقدام لا خلـف ينجيهـم ولا قدّام
ادب الطف ـ المجلد الرابع ::: فهرس