ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: 31 ـ 45
(31)
    وله مراث كثيرة في الحسين عليه السلام. توفي عام 920 هـ بالحلة ودفن فيها. وذكر له الشيخ فخر الدين الطريحي في كتابه ( المنتخب ) قصيدته المتقدمة (1) قال السيد الأمين في الأعيان : وله قصيدة في رثاء الحسين عليه السلام أولها :
مصائب عاشورا أطلّت بها العشرُ تذكر بالأحزان ان نفع الذكر
    وفي المجموع ( الرائق ) مخطوط السيد العطار قصيدة أولها :
بعيد الليالي بالوعيد قريب وشأن الفتى في الاغتراب عجيب
    قال الشيخ القمي في الكنى والألقاب : السبعي هو الشيخ فخر الدين أحمد بن محمد بن عبد الله الاحسائي ينتهي نسبه إلى سبع بن سالم بن رفاعة فلهذا يقال له السبعي الرفاعي كان عالماً فاضلاً فقيهاً جليلاً من تلامذة ابن المتوج البحراني ذكره ابن أبي جمهور الاحسائي وصاحب رياض العلماء له شرح قواعد العلامة وشرح الألفية الشهيدية ومن شعره تخميس قصيدة الشيخ رجب البرسي في مدح أمير المؤمنين (ع).
    أقول ولعله هو ولد المترجم له. وجاء في ( المنتخب ) لمؤلفه الشيخ عبد الوهاب الطريحي والمخطوط بخطه سنة 1076 شعر كثير للشيخ علي ابن الشيخ حسن السبعي وكله في رثاء الحسين (ع) فأحببت الاشارة اليه ولا أعلم هل هو ممن يمت للمترجم له بصلة أو سبعي آخر.
    قال : وقال الشيخ الفاضل الشيخ علي ابن الشيخ حسين السبعي عفى الله عنه :
عذلتي المعنّى حين أصبحت ساليه حنانيك لا تلحي حنيني من الأسى ألم تعلمي ركن المعالي تضعضعت ولم تعلمي يا جارتي ما جرى ليه وإن كنتِ ذا حـال منافٍ لحـاليه جوانب كانت منه في المجد عاليه

1 ـ شعراء الحلة للخاقاني ج 4 ص 450.

(32)
وأسخـن عيناً فـي الأحبة رزؤه ضحكن يغور الغبشميات إذ غدت وأبيـات أبنـاء الطليق عـوامر عشية قـرّت عين قال وقاليه أماقي عيون الهاشميات باكيه غداة غدت أبيات أحمد خاليه
    والقصيدة طويلة ذكرها الشيخ عبد الوهاب الطريحي في ( المنتخب ) كتبه بخطه سنة 1076.
    وقال الشيخ علي السبعي يرثي ولده حسين ثم يرثي الحسين بن فاطمة عليها السلام.
قل للبـروق الساريات اللمع وتشق ذيـل الغاديات بملحدٍ قبراً تضمـن فاضلاً متورعاً ولأن بخلتَ عليه إن مدامعي أبكيك للـيل البهيم تـقـومه أبكيـك إذ تبكـي لآل محمد يعزز عليّ بأن أكون بمجمع أبكيك ثـم إذا ذكرت مصابه تعجل بسـوق الغـاديات الـهمّع تشفي الغليل بتـربـه المتـضوع أكـرم به مـن فـاضـل متورّع تهـمي على تلك الـربـوع الهمّع فـي القائمين الـساجدين الـركع بفـؤاد حـران ومهـجة مـوجع أبكي الحسين وليس تحضر مجمع صار البكاء على عظـيم المصرع
    والقصيدة 80 بيتاً.
    وقال الشيخ علي السَبُعي :
ذكر القتيل بكربلا فتألما وبكى عليه بشجوه فترنما


(33)
أمـن ذكر جيـراني بوادي الانـاعم ولذّة اعصار الصـبا إذ سرى الصبا ومن نشر عرفان التصابي إذا صبت وطيب ليالي عهـده المتقادم يرنّح مياس الغصون النواعم فأبدت اليك الغيد درّ المباسم

روى ذلك جعفر محبوبة في كتابه ( ماضي النجف وحاضرها ) الجزء الثاني وقال : رأيت في بعض مجاميع الرثاء القديمة قصيدة في رثاء الحسين للشيخ محمد البلاغي ، وهي تعد 51 بيتاً. عن مجموعة السيد جواد الفحام. انتهى

(34)
    جاء في كتاب ( ماضي النجف وحاضرها ) ج 2 ص 79 :
    الشيخ محمد البلاغي من هذه الأسرة العلمية المعروفة بالعلم والورع والتقوى ولم نقف على ترجمة وافية للشاعر انما وجدنا لولده الشيخ محمد علي الذي جاء فيه انه من أقطاب العلم والفضل البارزين وهو مؤسس كيان هذه الأسرة.
    كان فقيهاً متبحراً من علماء القرن العاشر ، ذكره حفيده الشيخ حسن ابن الشيخ عباس في كتابه ( تنقيح المقال ) فقال : محمد علي بن محمد البلاغي جدي رحمه الله ، وجه من وجوه علمائنا المجتهدين المتأخرين وفضلائنا المتبحرين ، ثقة عين ، صحيح الحديث واضح الطريقة ، نقي الكلام ، جيد التصانيف ، له تلامذة فضلاء أجلاء علماء ، وله كتب حسنة جيدة منها شرح أصول الكافي للكليني ، ومنها شرح ارشاد العلامة الحلي قدس سره وله حواشي على التهذيب والفقيه وحواشي على أصول المعالم وغيرها ، وكان من تلامذة الفاضل الورع العالم العامل محمد بن الحسن بن زين الدين العاملي ، ومن تلامذة أحمد بن محمد الاردبيلي.
    قال حفيده في تنقيح المقال : توفي في كربلاء على مشرفها أفضل التحية ودفن في الحضرة الشريفة وكان ذلك سنة 1000.
    وله ترجمة في أعلام العرب الجزء الثالث على غرار ما ذكرنا.
    كما ترجم له السيد الأمين في الأعيان.


(35)
سرى الظعن من قبل الوداع بأهلينا سرى عجـلاً لم يـدر مـا بقلوبنا أيا حـادي العيـس المجـدّ برحله عسى وقـفة تطفي غليل صدورنا لعمرك مـا أبقى لنا الشوق مهـجة فحسبك منا ما فـعلتَ وقـف بـنا ورفقاً بـنا فالبـين أضنى جسومنا لنا مـع حمام الايـك نـوح مـتيم فان كنت ممن يدعي الحزن رجّعي ولا تلبسي طـوقاً ولا تخضبي يداً فكـم ليـد البرحاء فيـنا رزيـة ولا مثل رزء أثـكل الدين والعلى مـصاب سليل المصطفى ووصيه فلـهفي لمقـتول بعرصـة كربلا أيفرح قـلب والحسيـن بكـربلا فهل بعد هذا اليوم يـرجى تـلاقيـنا مـن الوجد لـما حـان يـوم تنائينا رويـداً رعـاك الله لملا تـراعيـنا فنقضي قبل الموت بعـض أمانـينا ولا بعد هـذا اليـوم يـرجى تسلّينا على طـلل قـد طاب فيـها تناجينا لك الخير واسمع صوت دعوة داعينا ولـوعـة محـزون ولـوعة شاكينا بشجـو وفي فـرط الكأبـة سـاوينا ونوحـي اذا طـاب النعاء لنا عـينا بها من عظـيم الحزن شابت نواصينا وأضحـت عليه سادة الـخلق باكينا وفـاطـمـة الغـرّ الهداة المـيامينا لـدى فـتية ظلماً على الشط ضامينا على الأرض مقـتول ونيف وسبعينا
    وفي آخرها :
ألا فاشفعوا يا سادتي في سليلكم إذا نصب الله الجليل الموازينا


(36)
أيا بن علي يا حسين اليك من عليكم صلاة الله والخلق ما دعا حسين عروساً يا بن خيرة بارينا بـأسمائكم داع وما قـال آمينا (1)
* * *
     وفي مجموعة الشيخ لطف الله بعدما روى هذه القصيدة ذكر له عدة قصائد واليك مطالعها :
1 دمـع يصوب وزفـرة تتصعّد 2 الصبر يجـمل والارزاء تحتمل 3 بكيت وفي الخطب البكاء جميل 4 فنون الأسى للظـاعنـين جنون ولهيبها وسـط الحـشا يـتوقد إلا على فتـية في كـربلا قتلوا ولو أن عيني في الدمـوع تسيل ومحض ضلال ، والجنون فنون

1 ـ عن مجموعة الشيخ لطف الله المخطوطة بخطه سنة 1201 هـ.

(37)
    السيد أبو محمد حسين بن حسن بن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني الشهير بالعلامة الغريفي وبالشريف العلامة.
    توفي سنة 1001 كما في السلافة. والغُريفي بالضم نسبة الى غريفة تصغير غرفة. في انوار البدرين : المسمى بذلك قريتان من بلاد البحرين ( احدهما ) بجنب الشاخورة و ( الأخرى ) من قرى الماحوز وهو منسوب الى الأولى لأنها مسكنه. ا هـ
أقوال العلماء فيه :
    في السلامة بعد حذف بعض اسجاعه التي كانت مألوفة في ذلك العصر ، ذو نسب شريف وحسب منيف بحر علم تدفقت منه العلوم أنهاراً وبدر فضل عاد به ليل الجهالة نهاراً ، شب في العلم واكتهل وجنى من رياض فنونه ، إلا أن الفقه كان أشهر علومه وكان بالبحرين إمامها الذي لا يباريه مبار مع سجايا حميدة ومزايا فريدة وله نظم كثير كأنما يقدّ من الصخر. ا هـ.
    وفي أمل الأمل كان فاضلا ً فقيهاً أدبياً شاعراً ووصفه جامع ديوان الشيخ جعفر الخطي بالشريف العلامة وقال الشيخ سليمان الماحوزي البحراني فيما حكى عن رسالته التي ألفها في علماء البحرين في حقه : أفضل أهل زمانه وأعبدهم وأزهدهم كان متقللاً في الدنيا وله كرامات وكان شاعراً مصقعاً وله كتب نفيسة منها كتاب الغنية في مهمات الدين عن تقليد المجتهدين لم ينسج على منواله أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين فهو أبو عذر تلك الطريقة وابن جلاها وله فيها اليد البيضاء ومن تأملها بعين الانصاف أذعن بغرارة مادته وعظم فضله ولن يكملها بل بلغ فيها الى كتاب الحج وهو عندي وفيه من


(38)
الفوائد ما لا يوجد في غيره وقد زرت قبره وتبركت به ودعوت الله عنده. ا هـ.
مشايخه :
    من مشايخه الذين قرأ عليهم الشيخ سليمان بن أبي شافير البحراني ويظهر من السلافة كما يأتي ان من مشايخه الشيخ داود بن أبي شافير البحراني وقال الشيخ سليمان في رسالته المتقدم ذكرها انه كان للشيخ داود بن شافير مع المترجم مجالس ومناظرات وقال صاحب أنوار البدرين سمعت شيخي الشيخ سليمان يقول كان المترجم أفضل وأشد احاطة بالعلوم وأدق نظراً من الشيخ داود وكان الشيخ داود أسرع بديهة وأقوى في صناعة الجدل فكان في الظاهر يكون الشيخ هو الغالب وفي الواقع الحق مع السيد فكان الشيخ داود يأتي ليلاً الى بيت السيد ويعتذر منه ويذكر له ان الحق معه. ا هـ.
مؤلفاته :
    ذكرها الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته المار ذكرها (1) الغنية في مهمات الدين عن تقليد المجتهدين مرّ وصف الشيخ سليمان الماحوزي له. وربما فهم من اسمه ان مؤلفه كان إخبارياً كما هي طريقة أكثر علماء البحرين واذا كان كتابه هذا يغني عن تقليد المجتهدين وهو ليس بمجتهد فما الذي يخرج عمل العوام بكتابه هذا عن تقليد (2) شرح العوامل المائة (3) شرح الشمسية (4) رسالة في علم العروض والقافية وصفها صاحب الرسالة بأنها مليحة (5) حواش على الذكرى.
شعره :
    من شعره ما أورده صاحب السلافة والشيخ سليمان في الرسالة المار ذكرها وهو :


(39)
قل للذي غاب مغاب الذي لا تمتـحنها تمتحـن إنها بل وقـناتي صعدة صعبة قلت فقـت السن مني ضروس دليّة قـد دلـيت مـن ضروس تخبر اني الهزبـري الشـموس
    ومن شعره المذكور في غير السلافة قوله :
ألا من لصبّ قلبه عنه واجب لواعج احشاه استعرن تـوقدا يبيت على حـرّ الكآبة ساهراً حرام عليه النـوم والندب واجب ومن دمع عينيه استعرن السحائب تسامره حتى الـصباح الـكواكب
مراثيه :
    في السلافة لما بلغ شيخه الشيخ داود بن أبي شافير البحراني وفاته استرجع وأنشد بديهة :
هلك الصقر يا حمام فغني طرباً منك في أعالي الغصون
    ولما توفي رثاه الشيخ أبو البحر جعفر بن محمد الخطلي الشاعر المشهور بهذه القصيدة وهي أول ما قاله في الرثاء كما في ديوانه :
جذّ الردى سـبب الاسلام فانجذما وسام طرف العلى غضاً فأغمضه اللـه اكبر مـا أدهـاك مرزيـة أحدثت في الدين كلما لو أتـيح له كل يزيـر ثـنـايـاه أنـامـلـه وينثرون وسلك الحزن ينظمهم لهفي على كوكب حلّ الثرى وعلى إيـه خليليّ قـومـا واسعدوا دنفاً نبكي خـضم علـوم جفّ زاخره نبكي فـتى لم يحلّ الضيم ساحته وهـدّ شامـخ طـود الدين فـانهدما وفـلّ غـرب حـسام المجـد فانثلما قصمت ظهر التقى والدين فانقصـما عيسى بن مريم يـأسوه لـما التأمـا حــزناً عليه ويدميــها لـه ألـما علي الخـدود عقيـق الدمع منسجما بـدر تبـوّأ بعد الأبـرج الـرجـما أصاب أحشاه رامي الحزن حين رمى وغاض طـاميه لما فاض والـتطما ولا أبـاح لـه غير الحـمام حـمى


(40)
ذو مـنظر يبصر الأعـمى برؤيته لـو أنصف الـدهـر أفنانا وخـلّده مـا راح حتـى حشا أسماعنا درراً كالغيث لـم ينأ عـن أرض ألمّ بها صبراً بنيه فان الصـبر أجمل بالـ هـي النوائب مـا تفـك دامية الـ فكم تخطف ريب الدهـر مـن أمم لو أكرم الله من هذا الـردى أحـدا فابـقوا بقـاء الليالي لا يغيـركـم يـا قبـره لا عداك الـدهر منسجم هـدى وذو منطق يستنـطق البكما وكان ذلك مـن أفعـالـه كرمـا مـن لفظه وسقـى أذهاننا حكـما حتى يغـادر فيها النبت قد نجـما ـحر الكـريم اذا مـا حادث دهما أنياب منا ومـا منها امـرؤ سلما فأصبحوا تحت أطباق الثرى رمما لأكرم المصطفى عن ذاك واحترما دهـر وشملكم مـا زال منـتظما مـن المـدامع هام يخجل الديـما
أولاده :
    خلف من الأولاد الحسن ومحمداً وعلوياً المعروف بعتيق الحسين اما الحسن فعقبه بالحلة والحائر واما محمد فعقبه في واديان احدى قرى البحرين من توابع ( سترة ) ومنهم في جيروت واليه تنتهي سادات جيروت واما علوي فعقبه بالبحرين والنجف وشيراز وبهبهان وبوشهر وغيرها. وهو صاحب العقب الكثير ببلاد البحرين وبندر ابي شهر وطهران والنجف وكربلاء وبهبهان منهم الأسرة المعروفة بالبهبهانية بطهران منهم السيد عبد الله البهبهاني الرئيس الشهير وولده السيد محمد المشهور الرئيس الآن بطهران. انتهى عن أعيان الشيعة ج 25 ص 260 اقول والمشهور ان السيد أحمد الغريفي المعروف بـ ( الحمزة الشرقي ) هو من أحفاده فهو السيد أحمد بن هاشم بن علوي ( عتيق الحسين ) بن الحسين الغريفي المترجم له.
     ومن شعره في رثاء الإمام الحسين (ع) :
أمربع الطف ذا أم جانب الطور حيّا الحيا منك ربعا غير ممطور


(41)
كم فيـك روضة قـدس اعبقت ارجاً وكم ثـوى بك مـن أهل العـبا قمرٌ يا كـربلا حـزت شأناً دونـه زحل أيجمل الصبر في آل الـرسول وهم قوم بهم قـد أقيم الـدين وانطـمست قـوم بمدحـهم كـتب السما نـزلت ولا لهم في ظـلام الليل مـن فرش ولا ينـاغى لهم طـفل بغير صـدى ولا على جـسمه قمـط يشدّ سـوى ولا لصبيـتهم مهـد يـهـزّ سـوى مـا فوق فضلـهم فضل فمـدحهـم فـمن عناه بأهـل البيت غـيرهـم وهـل أتى هل أتـى في غيرهم فهم والمطعـمون لـوجه الله لا لجـزىً يحق لـو أن بـكتهم كـل جـارحة فـأيّ عيـنٍ عليـهم غير بـاكـية ولا بصـرت ولا أذنـي بسـامـعة يوم حدى في بني الزهراء مـزدجراً يـوم بـه أصـبح الاسـلام مكتئباً يوم بـه أصبح الطاغـوت مرتـقياً يا ذلة الـدين من بعد الحسـين فما أضحى يحث السرى والسير مجتهداً كأنه الشمس والأصحاب شهب دجىً كـأنها جـنة الـولـدان ولحـور غـشاه بعدكمـال صرف تكـوير وفـزتِ بـالسادة الـغر المغاويـر جمـع قضوا بـين مسموم ومنحور للشرك ألـوية الطغيـان والجـور أكـرم بمـدح بكتـب الله مـذكور إلا محـاريـب تهـلـيل وتكبـير رهج الوغى وصهيل في المضامير طول النجاد عـلى البيض المباتير هزّ السروج على الجرد المخاصير في الذكر ما بين مطـويٍّ ومنشور فأذهب الرجس عنهم رب تطهـير الموفون خوفاً من الباري بمنـذور سوى يـتيمٍ ومسكـينٍ ومـأسـور حـزناً بأعين دمـع غير منـزور وأي قـلبٍ عليـهم غير مفطـور رزيـة كرزايـا يـوم عـاشـور حـادي المنايـا بتـرويح وتبكـير وقـد أصيب بجـرح غير مسبور على المنابر بـالبـهتان والـزور من بعـد ناصـره كـسر بمجبور لأمر عـرف ونهـي عـن مناكير لمسـتقر لهـا تجـري بتـقديـر


(42)
يسري بهـم ومنـاياهـم تسيـر بهم يمشون تحـت ظلال السمـر يومهم حتـى الى كربلا صاروا فما انبعثت فحلّ من حولهم جيش الضلال ضحىً وأصبحت فتية الطـهر الحـسين على والناس في وجل والخـيل في زجـل وظـلّ سبـط رسـول الله بعـدهـم يكر فـرداً وهم مـن بـأسه يئـسوا وأسهـم الموت تـدعو نحـوه عجلاً والسيف يـركع فيهم والـرؤس بـلا مـن مبلـغ المرتضى ان الحسين لقىً من مبلغ المصطـفى والطـهر فاطمة الى عناق نحور الحـزّد الحـور وليلـهم في سـنا نـور الأساوير لـهـم جيـاد بتقـديم وتـأخيـر كعـارض ممطر في جنح ديجور وجـه الثرى بين مطعون ومنحور قد أشبه اليوم فيهم نفـخة الصور يلقى الجيوش بقلب غير مـذعور من السلامـة جمـعاً بعد تكسـير مـحـددات بمحـتوم المـقاديـر أجسـادهـا سجـداً تهـوي بتعفير سقـته أيدي المنايـا كاس تكـدير ان الحسين طريـح غير مقـبور (1)
    وكتب لي الأخ المعاصر العلامة السيد محيى الدين ابن العلامة السيد محمد جواد الغريفي ما يلي :
السيد حسين الغريفي :
    ابن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن خميس بن أحمد بن ناصر بن علي كمال الدين بن سليمان بن جعفر بن موسى أبي العشائر بن محمد أبي الحمراء بن علي الطاهر بن علي الضخم بن الحسن أبي علي بن محمد الحائري بن ابراهيم المجاب بن الإمام موسى الكاظم (ع). إن سيدنا الغريفي هو الجد الأكبر الذي ينتمي اليه السادة الغريفيون وقد عرف بالشريف العلامة وبالعلامة الغريفي وهو صاحب كتاب ( الغنية ) في الفقه. عاش في القرن العاشر الهجري وتوفي في
1 ـ عن كتاب ( رياض المدح والرثاء ) للشيخ علي البلادي ـ طبعة النجف.

(43)
العام الأول من القرن الحادي عشر أي سنة (1001) هـ. ودفن في قرية ( أبو اصيبع ) إحدى قرى البحرين. وقبره مشيد ويزار.
    وله نظم رائق جمع كثيراً منه ابن عمنا المرحوم السيد محمد مهدي في ديوان خاص لا يزال مخطوطاً. فمن نظمه في الإمام الحسين (ع) :
سرى الضعن من قبل الوداع بأهلينا فهل بعد هذا اليوم يرجى تلاقينا
    والقصيدة طويلة.
    وقال البحاثة الشيخ الطهراني في ( الذريعة ) قسم الديوان :
    ديوان السيد حسين بن حسن الغريفي البحراني المترجم في السلافة ص 504 جمع بعض أشعاره حفيده المعاصر السيد مهدي بن علي الغريفي النجفي المنتهى نسبه اليه والمتوفى (1343) في مجموع يقرب من ثلثمائة بيت. أوله :
سحاب جفوني بدموع هوامي لرزء أمير المؤمنين إمامي
    الى تمام النيف والخمسين بيتاً ثم قصائد أخر. رأيت النسخة بخط السيد مهدي عند ولده المشتغل في النجف ، السيد عبد المطلب.


(44)
    ذكر الشيخ الطريحي في المنتخب له قصيدة في رثاء الإمام السبط (ع) مطلعها :
هلـموا نـبك أصحـاب العباءِ هلـموا نبـك مقـتولاً بـكـته هلـموا نـبـك مقـتولاً عـليه الا فابـكوا قتـيلاً قـد بـكته ألا فـابكـوا لمنـعفـر ذيـح ألا فـابكوا قـتيلاً مستـباحـاً بنفسي من تجول الخيل ركضاً بنـفسي نسـوة جـاءت الـيه أخي ودع يتـامى قـد أهيـنوا يعـز على أبـينا أن يـرانـا يعز علـى الـبتول بـأن ترانا ونرثي سـبط خير الأنـبياء مـلائكة الإلـه من الـسماء بكى وحش المهامة في الفلاء لبتولة فـاطم سـتّ الـنساء على الرمـضاء شلواّ بالثراء ألا فابكوا الـمرمل بالدمـاء عليه وهـو مسلوب الـرداء وهـن مـولولات بـالشجاء وقد أضحوا بأسـر الأدعياء بأرض الطف نسبى كـالاماء ونحن نضج حولك بالبـكاء
    وله في رثائه عليه السلام :
قف بالطفوف بتذكار وتزفار وذب من الحزن ذوب التبر في النار


(45)
واسحب ذيول الاسى فيها ونح أسفاً وانثر على ذهب الخـدين من درر ونُح هناك بليـعات الأسـى جزعاً وعـزّ نفسك عن اثـواب سلوتها لهفـي وقد مـات عطشاناً بغصته كأنمـا مهــره فـي جريـه فلك نوح القماري على فـقدان أقمار الدمع الهتون وياقوت الدم الجاري فما على الواله المحزون من عار على القتيل الذبيح المفرد العـاري يُسقـى النـجيع ببـتار وخطـار ووجهه قـمر في أفـقه سـاري (1)
    وذكر له العلامة السيد أحمد العطار في الجزء الثاني من ( الرائق ) قوله في رثاء الحسين عليه السلام ص 287 قصيدة طويلة جاء في أولها :
يا واقفاً بطـفوف الغاضرات من أعين بسيوف الحزن قاتلة وسادة جاوزوا بيد الـفلاة بها دعني أسحّ الدموع العندميات طيب الكرى لقتيل السمهريات وقادة قـددوا بالمـشرفيـات
    وفي آخرها :
يـا آل بيت رسـول الله دونكـموا تزري بشمس الضحى قد زفها لكموا لا يبتغي ابن أبي شافين من عوض مع والـديّ وراويهـا وسـامعـها صلى الإله عليكم ما بـكى لكـموا خريدة نـورها خلف الحجالات داود تخطر في بـرد الكمالات إلا نجـاة واسـكانـاً بجـنّات ذوي الولاء وصحبي والقرابات باك وناح بـأرض الغاضريات
    وذكر له أيضا في الجزء الثاني من ( الرائق ) :
مصائب يوم الطف أدهى المصائب تذوب لـها صـمّ الجلاميد حسرة بها لبس الـديـن الحينف ملابسـاً وأعظم من ضرب السيوف القواضب وتنـهدّ منـها شامخـات الشناخـب غـرابيب سـوداً مثل لـون الغياهب

1 ـ الغدير للشيخ الاميني.
ادب الطف الجزء الخامس ::: فهرس