ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: 136 ـ 150
(136)
    قال يرثي الحسين عليه السلام وهي قطعة من قصيدة طويلة (1) :
جاء شهر البكاء فلتبكِ عيني وإمـام الانام مـن غيرِ مَين بدماء على مصـاب الحسين وابن بنت الرسول قرّة عيني
آه واحسرتا لرزء الحسين
كم دماء في كربلاء أراقوا وسقوا طعـم علقم لا يذاق وبدور قـد اعتـراها محاق خير رهط على البرية فاقوا
آه واحسرتا لرزء الحسين
خطفتهم بـروق بيض المنايا عن قسيّ الفضا فدعني ألأيا وأصابتـهم سهـام البـلايا لائمي في البكا لعظم الرزايا
آه واحسرتا لرزء الحسين
هم بدور وغربهم كربـلاء خسفوا إذ لهم سنا واعتلاء هالهم كرب أرضها والـبلاء ما لهذي البدور منها انجلاء
آه واحسرتا لرزء الحسين
كم بها صادت البغاث نسورا كم بها صارت السروج قبورا

1 ـ عن كتاب ( حديقة الافواح لازاحة الأتراح ) لمؤلفه أحمد بن محمد بن علي بن ابراهيم الانصاري اليمني الشرواني المتوفى سنة 1250 هـ.

(137)
كم بها استوسد الكرام صخورا كم بها رضّت الخيول صدورا
آه واحسرتا لرزء الحسين
وردته الخطـوط منهم وقالوا عنه إذ حلّ في فناهم فحالوا مِل الينا بسـرعة ثم مالوا بينه والفرات ثم استطالوا
آه واحسرتا لرزء الحسين
    ومنها في أنصار الحسين (ع) :
وعدوا النصر حين أعطوا عهودا بذلـوا دونـه النفـوس سعـودا أوثقوا عقدها وصاروا أسودا حينما شاهدوا الجنان شهودا
آه واحسرتا لرزء الحسين
غاب فتيان أهله والكهول وله مـدمع عليهم همول فغـدا السـبط يشـتكي ويقول هل بقي من يعين يا قوم قولوا
آه واحسرتا لرزء الحسين
لست أنسى الحسين فرداً وحيدا قصدوا بالـنصال منه الوريدا وعـداه سدّوا عـليه الصعيدا وسقوه الردى فأضحى شهيدا
آه واحسرتا لرزء الحسين


(138)
الحكيم الجزائري
مولده سنة 1074 هـ
     الحاج مؤمن ابن الحاج محمد قاسم ابن الحاج محمد ناصر ابن الحاج محمد الشيرازي المولد والمنشأ الجزائري الأصل ـ نسبته إلى جزائر خوزستان كان من العلماء العرفاء ، قرأ على المولى شاه محمد الشيرازي ووصفه في روضات الجنات بمولانا العالم العارف الجامع المؤيد البارع وقال : انه كان من أعاظم نبلاء عصر العلامة محمد باقر المجلسي الثاني له كتب مبسوطة في شرح منازل السائرين وذكر مقامات العارفين والسالكين ، له منية اللبيب في مناظرة المنجم والطبيب.
    له شعر في مدح أمير المؤمنين علي ورثاء ولده الحسين عليهما السلام ومما ذكر السيد الأمين مضافاً إلى ما تقدم كتاب جامع المسائل النحوية في شرح الصمدية ومجالس الاخبار سبع مجلدات وبيان الاداب شرح على آداب المتعلمين النصيرية وتحفة الاحباء نظير الكشكول وتحفة الاخوان في تحقيق الاديان ومطلع السعدين.
    وذكره في حديقة الافراح فقال : الحكيم محمد مؤمن بن محمد قاسم الجزائري الشيرازي أديب ماهر ، سيف ذهنه باتر حكيم حاذق ثاقب فهمه كاشف عن دقائق الحكمة والحقائق حاز حظاً وافراً من الكمالات وحيّر الافكار بما أبدع في صناعة السرقات ، مجاميعه كنوز الفوائد ومضامين رسائله فرائد.
    وذكر الشيخ اغا بزرك الطهراني في الذريعة للمترجم له كتاب ( تعبير طيف الخيال في تحرير مناظرة العلم والمال ) هو شرح على طيف الخيال في المناظرة بين العلم والمال. والمتن والشرح كلاهما للمولى العارف الحاج محمد مؤمن


(139)
ابن الحاج محمد قاسم بن محمد ناصر بن محمد الجزائري الشيرازي المولد. ولد في ضحى السبت سابع عشر شهر رجب الاصب من سنة أربع وسبعين وألف. وقال هو في بعض مذكراته : سافرت نحو الهند في سلخ شهر ربيع الأول سنة اثنتين بعد ماية وألف ولي من العمر سبع وعشرون سنة ، ثم يذكر انه فرغ من تأليف الشرح المذكور سنة 1119 بالهند وله يومئذ خمس وأربعون سنة ثم بعد ذلك شرع في المجلد الآخر من الشرح الضخم وهو نفس المناظرة بين العلم والمال. ويوجد له أيضاً : خزانة الخيال الذي فرغ من تأليفه في سنة 1130.
    وذكر الشيخ له أيضاً كتاب تحفة الابرار في مناقب الأئمة الاطهار عليهم السلام وقال : حكى في نجوم السماء عن فهرس تصانيفه انه كتب هذا الشرح قبل بلوغه ثم كتب عليها حواشي دوّنها بنفسه وسماه بـ ( الدر المنثور ).
    وفي حديقة الافراح قال ومن جيد شعره قوله مادحاً أمير المؤمنين علي بن أبي طالب :
دع الأوطان يـندبها الغريب ولا تحزن لا طلال ورسـم ولا تطـرب إذا ناحت حمام ولا تصـبو لرناث الـمثاني ولا تعشق عـذارى غـانيات ولا تلـهو بحب صبيح وجه ولا تشرب من الصهباء كأساً ولا تصحب حميـماً أو قريباً ولا تأنس بـخل أو صـديق ولا تفرح ولا تحـزن بشيء وخلّ الدمع يسكبه الكثيبُ يهبّ بها شمال أو جنوب ولاحت ظبية وبدا كثيب وألحان فقد حان المشيب يزين بنانها كف خضيب شبيه قوامه غصن رطيب يكون مديرها ساق أريب فكل أخ يعـادي أو يعيب وذرهم إنهم ضـبع وذيب فلا فرح يدوم ولا خطوب


(140)
ولا تجزع إذا ما ناب هـمٌ وسكّن لوعة القلب المعـنّى عسى الهمّ الذي أمسيت فيه ولا تيأس فـان الليل حُبلى وحسبك في النوائب والبلايا جواد قبل أن يرجى بواسي أمير المؤمنـين أبـو تراب عليه تحـيتي ما جـنّ ليل فكم يتلو الأسى فـرج قريب وانشد حين يعروه الـوجيب يكون وراءه فـرج قـريب يكون ليومـها شـأن عجيب مغيث مفزع مـولى وهوب غياث قبل أن يأدعى يجيب لـه يوم الـوغى باع رحيب وحنّ من النوى دنف غريب


(141)
جزعاً بكى وأخو الصبابة يجزع صبّ إذا هـلّ المـحرم هاجـه وجـوىً لما نال الحسين وآلـه في كربلا ، فـي كربها وبلائها وجرت سـواكب دمعه تتدفعُ وجد تفيض العين منه وتدمع نيرانه بيـن الأضالع تسـفع لما استجاشوا حوله وتجمّعوا (1)

1 ـ القصيدة طويلة رواها الشيخ فخر الدين الطريحي في ( المنتخب ).

(142)
    السيد نعمان الاعرجي
    هو من أدباء القرن الحادي عشر ذكر له العلامة الخطيب اليعقوبي في ( البابليات ) ترجمة وجملة من الشعر ، قال : وذكره فخر الدين الطريحي في المنتخب ، وله مراث كثيرة لأهل البيت عليهم السلام ذكر قسماً منها الشيخ عبد الوهاب الطريحي ابن الشيخ محمد علي ـ أخو فخر الدين صاحب المجمع والمنتخب ، وكله في مراثي آل الرسول. وقال في مقدمة الترجمة :
    السادة الأعرجيون من أكبر جذوم الطوائف الحسينية وأكثرها انتشاراً في العراق وغيره وينتهي شريف نسبهم إلى عبيد الله الاعراج ابن الحسين الاصغر بن الإمام زين العابدين (ع) الذي هو من معاصري أبي العباس السفاح وكان في احدى رجليه نقص فسمي الاعرج وعرفت ذريته بالسادة الاعرجية. وقال صاحب العمدة عن أبيه الحسين الأصغر : وعقبه عالم كثير بالحجاز والعراق والشام وبلاد العجم والمغرب. ( اهـ ) تقلد جماعة منهم نقابة الطالبيين وزعامة الدنيا والدين وامارة الحاج ، ومن أعيانهم في القرن الرابع الأمير أبو الحسن محمد الاشتر بن عبيد الله الثالث بن عبد الله الثاني بن علي بن عبيد الله الاعرج كان له نيف وعشرون ولداً تقدموا في الكوفة وملكوا حتى قيل السماء لله والأرض لبني عبيد الله ، وكان محمد هذا قد وقعت بينه وبين قوم من العرب بظاهر الكوفة حرب وهو دون العشرين فقتل منهم جماعة وجرح في وجهه فكسته الضربة حسناً ولقب بالاشتر وهو الذي مدحه المتنبي أحمد ابن الحسين بقصيدته التي مطلعها :
أهلا بدار سباك أغيدها أبعد ما بان عنك خردها
    ومنها في المدحي ويشير فيها إلى جرح وجهه :


(143)
خير قريـش أباً وأمجدها تاج لوي بـن غالب رَبه أفرسها فـارساً وأطوالها يا ليت لي ضربة أتيح لها أثر فيها وفـي الحديد وما قد أجمعت هذه الخليفة لي أكثرها نائـلا وأجـودها سما لها فرعها ومحتدها باعاً ومغوارهـا وسيدها كما أتيحت لـه محمدها أثر في وجهـه مهـندها انك يا بـن النبي أوحدها
     ونبغ في القرون الوسطى وما بعدها منهم عشرات الرجال بالعلم والفضل والأدب والشعر ومن أشهرهم في أوائل القرن الثامن السيد عبد المطلب بن أبي الفوارس الملقب بالعميدي الذي طفحت موسوعات التراجم والرجال بذكره وعرف بغزارة علمه وجلالة قدره وتعليقاته على كتب خاله ( العلامة الحلي ) وكانت ولادته بالحلة سنة 681 ووفاته ببغداد سنة 704 هـ وحمل إلى المشهد الغروي وتعرف ذريته في الحلة حتى اليوم بآل ( العميدي ) وفي القرن الحادي عشر نجم منهم جماعة بالفضل والأدب ترجم صاب ( نشوة السلافة ) لثلاثة منهم ولكنه لم يذكر إلا وجيزاً من أشعارهم ومجملاً من أخبارهم ولم يأت بما نروم من الغرض وكان أحدهم صاحب الترجمة السيد نعمان واليك نص ما قال عنه :
    لم يذكره السيد في السلافة كأنه لم يبلغه اسمه ونظمه ، ومن رقيق شعره قوله :
حبـيبٌ فيه قد خلـع العذارُ هلال دجى لـه عيناي افقٌ ولست ألومـه إن صدّ عني أحب لوجـهه الاقمار جمعا وأشفق ان دنا من فيه كأس وفي خديـه قم نـمّ العذار غـزال نقاً له قلـبي قفار فـان الظبي عادتـه النفار ومنه عليه من شـوق أغارعـلى درٍّ يقـبّله الـنضار


(144)
    قال وله نظم رائق ذكرناه في كتاب « نتائج الافكار » فليطلب من هناك. اهـ
    وتعرض لذكره الاستاذ البحاثة يعقوب سر كيس في ترجمة الشاعر الاديب أبي عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الحميد البغدادي الشهير بـ ( حكيم زاده ) من أدباء القرن الحادي عشر عن مخطوط نقل عنه ما نصه : كان قد أرسل لي السيد الاجلي السيد نعمان الحلي وهو في بغداد نبذة من قصائده وأشعاره وكان له اليد الطولى في نظم الشعر فلما وقفت على أشعاره ودرر عقود أفكاره استحسنته غاية الاستحسان ونظمت هذه الأبيات وكتبتها في عنوان الكتاب وأرسلتها إليه وأنا .. الحكيم زاده والأبيات هذه :
نعمان لوح أرض ذهنك روضة أحسـنت فيما قلـته وزبـرته فيها صـنوف شقائق النعمان وسبقت من جارك في الميدان
    وآخرها :
ويريك وصل الحلة الفيحاء و الاحباب والاوطار والاوطان
    « أبياتها ـ 14 ـ » وذكره فخر الدين الطريحي في المنتخب ، وفي بعض مطبوعاته السقيمة ربما عبّر عنه بالشيخ نعمان وهو تحريف من الناسخ أو الطابع ويقول من قصيدة له مطلعها :
جزعاً بكى وأخو الصبابة يجزع وجرت سواكب دمعه تتدفع
    وترجم له الأديب الخاقاني في شعراء الحلة وقال : رأيت في مجموع بمكتبة الحاج محمد رضا شالجي بالكاظمية الأبيات الآتية :
غدوتُ ومـالي في الأحبة من ندّ ووحّدكم قـلبي ولم يـرَ ناظري وفي أسمر كالظبي جيداً إذا رنى وأخصلتُ فيكم يا أهيل الحمى ودّي جمالكم يا من هم في الورى قصدي دلالاً فقل ما شئتَ بالأبيض الهندي


(145)
يفوق على اليبض الرقاق بطرفه حكى البدر حسناً والـغزالة مقلة بدا فرأيت الصبح من نور وجهه ويزري على السمر الذوابل بالقدّ وغصن النقا بالقد والـورد بالخد ولاح لعيني الليل من شعره الجعد
    وأقول والقصيدة بكاملها في منتخب الشيخ عبد الوهاب الشيخ محمد علي الطريحي المخطوط وعبّر عنه بالسيد الحسيب النسيب السيد نعمان الاعرجي وعبّر عنه في المنتخب أيضاً : بالسيد الجليل نعمان الاعرجي الحسيني عندما ذكر قصيدته في رثاء الحسين (ع) التي أولها :
أسفـي وافرٌ وحزني طويل وحنيني باد ودائي دخيل
    وقال السيد الجليل نعمان الاعرجي الحسيني يرثي جده الحسين (ع) رواها الشيخ عبد الوهاب الطريحي في ( منتخبه ) المخطوط بخطه :
أسفـي وافرٌ وحـزني طويل وفؤادي من الأسـى باضطرام واصطباري نأى ووجدي مقيم قد جعلتُ البكاء والنـوح دأبي وحنيني باد ودائي دخـيل ودموعي على الخدود تسيل ومصابي جمٌ ورزئي جليل فكثير البـكاء عنـدي قليل
    وقال في قصيدة مطولة :
يا مقلتي بالدمع جودي وابكي على السبط الشهيدِ
    نقلناها عن مخطوطة في مكتبة الإمام الحكيم العامة بالنجف الأشرف ـ قسم المخطوطات. تحت عنوان : علويات السيد نعمان الاعرجي الحلي ، ومعها علويات الشيخ عبد الله بن داود الدرمكي ، وهي برقم 278 وكلها بخط الشيخ محمد السماوي.


(146)
دع التصابي بـذكـر البـان والعـِلم فجـيش عـمرك ولّى وهـو منـهزم مخبّـر عن قدوم الـموت في عجـل فشمرّ العـزم وانهض للـرحيل بـما لا تـركنـن إلى الـدنيا وزخـرفهـا وكن صبوراً على صرف الزمان عسى وارحل مـطاياك بالعزم الـشديد إلى خـير البرايـا ومختار الإله مـن الجم محمد المصطفى الهادي الـبشير ومن الصادق القول ذي الاحسان خـير فتىً أبـدى لـنا من يـديـه كل معجـزة والضـب والظـبي والسـرحان كلّمه أكرم بمســراء والأمـلاك مـحدقة يا أكرم الـرسل يا خيـر العباد ومن أشكـو إلـيك أموراً خـطـبها جلـل وقـد تـواصوا بنقـض العهد بيـنهم وقابلوا سبـطك السـبط الشهيد بـما وذكـر سلمى وجيران بذي سلِم والشيب وافاك بالأسقـام والهرم يسعـى إليك بلا سـاقٍ ولا قدم يدني إلى جنة الفـردوس والنعم فكم أبادت بسيف الـغدر من أمم يأتي من الله ما ينـجي من النقم معادن الجود أهل الفضل والكرم الغفير وخير العرب والعجم أتى مـن الله بالـبرهان والحـكم من هاشم طاهر الأخلاق والـشيم فاقت علـى أنبياء الله فـي القدم والميت من بعدما قد عدّ في الرمم تحـفّه وهو فيـهم صاحب الـعلم بـه نجاة الـورى من زلـة القدم قد أحدثت من بقايا عابـدي الصنم بغياً ومالوا لحـقدٍ في صـدورهم أخفوه مـن ضغنٍ في فعلـكم بهم


(147)
فقال يا قـوم مـهلاً لا يحـلّ بكم هـل جاءكم أحـد عني يخـبّركم فقـام من باع منه النفس عن رشدٍ حتـى دعاهم إلى الجـنات خالقهم فيـالها حسـرة عـمّت مصـيبتها والطاهرات على الأقتاب في عنف يا سبط أحمد يا ابن الطهر فاطـمة اذا أتى عـشر عاشـرو يفيض لك وقد وثـقـت بـأن الله يـغفر لي فعـبدكم أحـمد يـرجو جمـيلكم نجل ابـن خاتون يرجوكم له مدداً صلى الإلـه عليكـم سادتي أبـداً من العذاب كما قد حلّ في الأمم بفعلةٍ أوجبت أن يستـباح دمي بهمة منه قد فاقـت على الهمم فاصبحوا مطعماً للطير والرخم لكل حرّ بحـبل الدين معتـصم تسير فوق متون الانـيق الرسم يا نجل حيدرة المنعـوت بالكرم الطرف القريح بدمع منه منسجم بحبكم مـوبقات الذنـب واللمم بذمة مـنكم أوفت علـى الذمم في كل حال من البأساء والغمم ما هزّ شـوق المطايا هزة النغم (1)
    الشيخ أحمد بن خاتون العاملي العيثاني.
    في أمل الآمال : معاصراً للشيخ حسن بن الشهيد الثاني. كان عالماً فاضلاً زاهداً عابداً أديباً. وهناك من يتفق معه بهذا الاسم واللقب ذكره السيد الأمين في الأعيان.
    وعيناثا بعين مهملة مفتوحة ومثناة تحتانية ساكنة ونون وثاء مثلثة بين ألفين ، من قرى جبل عامل.
    وآل خاتون بيت علم قديم في جبل عامل. انتهى عن الأعيان ج 8 ص 369. أقول إذا كان المترجم له من المعاصرين للشيخ حسن بن الشهيد الثاني فهو في القرن الحادي عشر ، إذ أن وفاة الشيخ حسن سنة 1011.
1 ـ اعيان الشيعة ج 8 ص 370.

(148)
طوبى لطـيب شـذا بـتربة كربلا تتـضوّع الحسنات مـن نـفحاتها كـرمت فصارت للجباه مـساجداً فيـها الشفاء لـمـن أراد شـفاءه يـا أرضـها فلأنت اشـرفُ تربة بوركتِ من أرض تسامـت رفعة أرض تمنـّتها الـسمـاء بكـونها لتطوف حول ضريح من طافت به فاق العبـير ذا وفـاق المنـدلا طيـباً إذا لثـمت بافواه الـملا عظـمت فعادت للشفـاه مقـبّلا أشفى بها الداء العضال المعضلا طـابت فعظّـمها الاله وبـجّلا لا تـُرتقى وجـلالة لا تـُعتلى وتمنّت الأيدي تكـون الأرجـلا لجلالـه أهل السـماوات العـُلا (1)
    وقال :
بان صبري وبان خافي شجوني فاندبي السبط في الطفوف فريدا يتـمـنّى لكـي يـبـلّ غلـيلا فسـقاه الـعـدو كـأساً دهاقـا واستهلت بالدمع مني جفوني قد تخلى من مسعـف ومعين شربـة من مبـاح ماء معين من كؤوس الردى وماء النون

1 ـ عن كتاب المنتخب للشيخ عبد الوهاب ابن الشيخ محمد علي الطريحي النجفي كتبه سنة 1076.

(149)
ان جدي النبـي أشـرف خلـق الله وابـي المـرتضى الـوصي عـلي والبتول الـزهراء بنت رسـول الله يا ذوي الذاريات والطور والأعراف فـاز من مكـّن الـيدين مـن الود فاز بالصدق في الـولاء كـما فاز وعـلـيكـم مـن ربـك صلـوات ذو الفضل والفخار المبين وهو رب الامكان والتمكين امي لأجـلها راقـبونـي والنـحل والنساء ونـون وفـازت يـداه بالتـمكين بصدق الولاء نجل السمين وسلام في كل وقت وحين (1)
    وقال من قصيدة :
دمع عين يجـود غيـر بخـيل مـاء عين لم يطف حرّ غـرام كيف يشفى الفؤاد من ألم الحزن وجـوى الحزن لا يـزال مقيماً أيـن صبـري إذا ذكـرت قتيل مـا ذكرت القـتيل إلا وسـالت ورأى النسـوة الكرائـم بدر التمّ ويناديـن جـدهـن رسـول الله لـو ترانا ونـحن بيـن أسـير آل ياسـين سدتـم الخلق طـراً جدكـم للهـدى مدينـة عـلـم قـد هـدينا بكم ولـولا هـداكم وهـداكم هـو الدليل وقـد قـام وغـرام يقـوى بجسم نحيل وغليل فيـه شفـاء عـليل وداء بـين الضلـوع دخيل فيه والصبر مؤذنا بالـرحيل الطف ملقى أكرم به من قتيل عبرتي في الخدود كل مسيل قـد غيّـبته حـجب الأفول يا خـير مـرسل ورسـول وجـريـح دام وبين قتيـل وزكا فرعكم لطيب الأصول وأبوكـم للعلـم باب الدخول ما هتدينا إلى سـواء السبيل بهـذا الدليل صـدق الـدليل

1 ـ والقصيدة طويلة تجدونها في منتخب الشيخ الطريحي.

(150)
من تلـقى الولا بحسن قـبول تسكنوه وقـد نـجا من حميم حـبكـم جُنـّة لـه وولاكـم فاز نجل السمين مـن بعد هذا انتم سـؤلـه وأقصـى مـناه فعـليكـم آل النـبي صـلاة تتلـقونه بحـسن القـبول تحت ظل من الجنان ظليل جنة مـن عذاب يوم مهول مذ توالاكـم بخـيرٍ جزيل ورجـاه وغـاية المأمـول كل يـوم في بكـرة وأصيل (1)
    وقال :
من لقلب عن الهوى في اشتغال ما شجاه هـجر الحبيب ولا فقد بل شجاه مصاب آل رسول الله ما أهـلّ الشـهر المحـرم إلا لكـم يـا بـني عـلي عـلاء ومحـل فـي رفعـة ومعـالٍ وبهـاء في بهـجـة وضيـاء وعـليكم مـن الالـه صـلاة وللبٍ مـن الجوى في اشتعال قـريـن ولا تـغـيّر حـال خيـر الـورى واشـرف آل انهلّ طـرفي بمـدمع هطال في وداد وســؤدد في كمال في تعال وعـزة في جـلال في تـلال ورونـق في جمال جـمـعة بالغـدو والاصـال (2)
    وله من قصيدة :
فان يبخلوا بالوصل إني مواصل وان عدتم يوماً بما قـد بـدأتم وان تنقـضوا عهد الوداد فانني ولا بدع ان أبديتم نقض عهدكم وبالنفس ان ضنّ الجواد أجودُ من الغـدر اني بالوفاء اعود مـراع لاسباب الـوداد ودود فقد نقـصت لابن النبي عهود

1 ـ رواها الشيخ فخر الدين الطريحي في المنتخب المطبوع بالنجف الأشرف.
2 ـ رواها الشيخ فخر الدين الطريحي في المنتخب.
ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: فهرس