ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: 151 ـ 165
(151)
يـذاد عن الـماء الـمباح وقد غدا ولسـت بناس قولـه خاطـباً بهـم ألـم تعلـموا انـي إمام عـليكـم وان ابي يسقي على الحوض معشرا ولـولاه لـم يخـضرّ للدين عـوده سـلام عـلى الاسلام بعـد رعاته وبـاتـوا ومنهـم ذاكـر ومسـبّح إلى ان تـفانوا واحـداً بعـد واحد وظل بـارض الطف فرداً وحـوله وتنظره شـزراً مـن الـسمر والقنا والـوى على جيش الـعـداة بعزمه ففرّ العدى مـن بأسه خيفة الـردى هـوى ثاوياً فـوق الثـرى ومـحله اليكم بني الزهراء يا مـن سمت بهم اوجـّه وجـه المـدح مني وكـلـه وما قـدر مـدح قـلته فـي علاكم فيا متن هُم فلك النـجاة ومـن هـُم فإذ كان بـدء الفضل منـكم تفضلوا فانتم لـه ذخـر إذا جـاء في غـد عليكـم سـلام الله حيـث ثـناؤكـم وحيث بكـم هـبت نسيم ونـسـمت وازهر مـن زهـر البـروج جواهر لكـل سـباع البـر مـنه ورود ويعلـم ان الـقـول ليس يفـيد وانـي لله الشـهـيد شــهـيد ويطـرد عنـه معـشراً ويـذود ولا قـام للاسـلام قـط عمـود اذا كان راعي المسلمين يـزيـد وداع ومنـهم ركـع وسـجـود لـديـه فمـنهم قائـم وحـصيد لآل زيـاد عــدة وعــديـد نـواظــر إلا أنهـنّ حـديـد تكـاد لهـا شـم الجـبال تـميد كما فرّ مـن بأس الأسود صيود لـه فوق آفاق السـماء صعـود إلى المجـد آبـاء لهـم وجـدود قلائـد في جـيد الـعلا وعقـود ومدحكم في المحــكمات عتـيد هــداة وغـوث للانـام وجـود وجودوا على نسل السمين وعودوا ومـع كـل نفس سـائق وشـهيد حكى نـشره نـدٌ يضوع وعـود هبـوب وللـعيـدان رنـّح عـود وورّد مـن زهـر الـمروج ورود (1)

1 ـ رواها الشيخ فخر الدين الطريحي في المنتخب.

(152)
     وله من قصيدة. رواها الشيخ عبد الوهاب الطريحي في المنتخب ، كما رواها الشيخ فخر الدين الطريحي في منتخبه أيضاً :
كـيف اخفي وجـدي واكتم شانـي وفـؤادي لا يستـفـيق غــرامـاً وجفـوني جفـون طـيب رقـادي كيف صبري عن الحسين وقد أودى كيـف انسـاه بالطـفـوف فـريداً أيـن من يـندب الشجاع المـحامي ومـفـيد العـفـاة يـوم طـعـام ودموعي تسح من سحب شاني وهـيامـاً لشـدة الخـفـقان واصطباري نأى ووجديَ داني قتـيـلاً بـاسهـم الـعـدوان بعد فقد الانـصار والأعـوان عن حمى الدين فارس الفرسان ومبـيد العـداة يـوم طـعان
    ورأيت في مجموعة حسينية في مكتبة الامام الحكيم العامة برقم 292 قسم المخطوطات قصيدة للشيخ محمد بن السمين يرثى بها الشهيد مسلم بن عقيل ، أولها :
أيعذب من وردالجفاء ورود ليزهر من ورد الوفاء ورود
    وله قصيدة في رثاء الحسين عليه السلام أولها :
لقديم فضلكم العميم فواضل لعميم فضلكم القديم طوائل (1)
    وروى السيد الأمين في الأعيان هذه الجملة من الأشعار ولم يذكر لنا شيئاً من أحواله ، ولما كان شعره قد رواه الشيخ عبد الوهاب الطريحي وهو من أعلام القرن الحادي عشر الهجري ذكرناه هنا. ومن شعره الذي جاء في المنتخب قصيدته التي أولها :
مصاب شهيد الطف جسمي أنحلا وكدّر من دهري وعيشي ما حلا
    وهي 46 بيتاً.
1 ـ هذه القصيدة يمدح بها الائمة الاثنا عشر صلوات الله عليهم ويرثى الحسين خاصة ، رأيتها في مجموعة حسينية مخطوطة في مكتبة الامام الحكيم العامة برقم 292 قسم المخطوطات.

(153)
    للشيخ الفاضل محمد بن نفيع رحمه الله ، رواها الشيخ فخر الدين الطريحي في ( المنتخب ) :
عجباً لقلب فيكم لا يفجعُ ولأنفس في رزئكم لا تجزع
    وفي آخرها :
طـوبى لأرض حـلّ في أكنافهـا قد قدست أرض الطفوف وبوركت لكـتربة فيـها الشـفـاء وقـبـة هـم سادة الـدنيا ويـوم معادنـا ولـسوف يـدرك ثارهـم مهديهم ان لم أكن أدركـت نصرة جـده يا بـن الإمام العسكري ومـن له يا سيدي ظهـر الفساد وأظلـمت وجرت علينا في الـزمان ملاحم لـم يـبق إلا عـالـم متصـنع يـا عترة الهادي النبي ومـَن هُم جسد الحسـين وطـاب ذاك الموضع لما اغتـدى لك في ثـراهـا مضجع فيها الـدعـاء إلى المهيـمن يـرفع في الحشر منهـم شـافـع ومـشفع وانـا لـيـوم ظـهـوره أتـوقـع فبـنصـره فيـما بـقـي أتطـمّع صيـد المـلوك إذا تمثّـل تخـضع سبـل الرشاد فهـل لنـورك مطلع لم نـدر فـي تدبيرها مـا نـصنع أو جـاهــل متـنسـك أو مـبدع عـزي وكنـزي والرجا والمـفزع


(154)
واليتكـم وبـرأت مـن أعـدائكم ونـظمت في علياكم مـن مقولي علـماً بـأن مديحـكم لي نـافـع وأنا بـكـم متـنسك وبـحـكـم لم أهوَ ديـناً أصله مـن غـيركم وإلى نفـيع نســبتي ومـحـمد صلـى الإلـه عليـكم مـا احييت أبـغي الشفاعة فـي معادي يوم لا بكم أومـل نجـح سـعـيي دائماً وأنـا بغيـر ولاكـم لا أقـنع درراً لها وشي القريض يرصع ومديـح قـوم غـيركم لا ينفع متـمـسك وبجـدكم مستشـفع حسبـي افتخـاري أنني أتشيّع اسمي فـكم لي منكرٌ ومضـيع فـكرٌ وأو قضت العيون الهجع مـال هـناك ولا بنـون تنفع وإلى الإلــه بحبـكم أتـذرع


(155)
    الشيخ عضد الدين محمد بن محمد بن نفيع الحلي
    جاء في أعيان الشيعة :
    ذكره الشيخ خضر بن محمد بن علي الرازي الهول دودي خازن المشهد الشريف الغروي في كتابه التوضيح الانور بالحجج الواردة لدفع شبه الاعور. وهو كتاب مخطوط رأينا منه نسخة في كرمانشاه في طريقنا لزيارة المشهد الشريف الرضوي في المحرم 1353 وهو رد على رجل واسطي أعور في رسالة سماها العارضة في الرد على الرافضة قال فيها : اني لما عزمت على زيارة الأربعين سنة 83 ووصلت إلى المدرسة الزينية مجمع العلماء والفضلاء بالحلة السيفية الفيحاء معدن الأتقياء والصلحاء اراني أعزّ الاخوان عليّ وأمهم في المودة والاخلاص لديّ وهو المستغني عن اطناب الألقاب بفضله المتين محمد بن محمد بن نفيع عضد الملة والدين أدام الله اشراق شمس وجوده وأغناه وايانا عمن سوءه بجوده رسالة مشحونة بأنواع الشبه لواسطي أعور اعمى القلب ينكر فضائل آل الرسول ويبطلها بالتغيير والقلب الى آخر ما ذكره.
    ثم قال في اثناء الكتاب : قال الاعور : ولأنهم ( أي الشيعة ) تجري عليهم أحكامنا وتحت أيدينا وسلطاننا خصوصاً في مشهد علي رضي الله عنه وفي الحلة الذين هما تحت الرفض. ثم قال : قلت ما هي الاحكام الجارية على أهل البلدين الذين ذكرهما ثم ذكر عدة أحكام مستنكرة جارية بغيرنا الى ان قال : وقد نظم هذا الجواب وأوضحه بما هو عين الصواب أخونا العالم الورع التقي عضد الدين محمد بن نفيع الذكي الألمعي نتيجة العلماء المجتهدين لا زال في نعم المولى ونافعاً للمؤمنين بقوله مخاطباً له : وهنا ذكر قصيدة جاء في مطلعها : « ألا أيها الجاهل الاحقر » ثم ذكر غيرها من الشعر ومما ذكره قوله :


(156)
في آية النـجوى تصدق حيدر لما تصـدق راكـعاً في خاتم قل للذي وضـع الحديث بجهله لو أن قـوماً أحسنوا وتصدقوا الله فضـّل حيـدراً ورسولـه صلى عليه الله ما صلى الورى وله السوابق قـبل كل شحيح اثنـى عـليه الله بـالتلـويح ليـس الذي لفـّقته بصحيـح لا للـرياء لـشرفوا بمديـح بالناس والتخصيص بالترجيح بالحمد والاخـلاص والتسبيح
    وأورد له أيضاً :
زعـمتك تطـفي نـور آل محـمد وهيهات قد شاعت وذاعت صفاتهم عـلي أمـير الـمؤمنـين حقـيقة وأولاده الـغر الميـامين في الورى هم العروة الـوثقى لمستمـسك بها هـم السادة الأعلون في كل رتـبة فمن رام ان يرقى سماء صفاتهـم عليهم سـلام الله مـا ذرّ شـارق وبـان بيان الزور من قـول أعمه بتبـيان نجم الـدين خضر وكشفه أتـى بـكتاب احكـمت بيـتاتـه وآياته جـاءت تلـقف ما حـوى فلا زال نجـم الحق في لوح نفسه ولا برح القـرطاس يحكي مـراده وانوارهم في شـرقها والمـغارب وسارت بها الركبان في كل جانب هو الاسد المقدام معطي الـرغائب هـم مفزع المضطر عند النـوائب هـم الآية الكبرى كبـار الـمناقب هم بلغوا في المجد أعلـى المراتب ليسـترق النجـوى رمي بالثواقب وأمطـر قطر من ركام السـحائب وأعور محجوب عن الصدق كاذب قناع المـعاني عن خدود الكواعب فأصغى لها سمـع القضاة الرواتب كتاب الاعادي مـن ظنون كواذب يضيء ويعلو نجـمه في الكواكب بألسـنة الاقلام مـن كـل كاتـب
    وأورد له أيضاً في يوم براءة :
هو الفارس الكرار في كل موطن أبو حسـن كشّاف كـل ملـمة وباعُ الأعادي عن علاه قصير أخو المصطفى ردءٌ له ووزير


(157)
رسول رسول الله قاريء وحيه فأبلـغهم جـهـراً رسالـة ربه وصي رسـول الله وارث علمه فقام ينـادي لا يحـجنّ مشرك عليه سـلام الله مـا ذرّ شارق ينادي بـه والمشركون حضور قـويٌ أمـين مـا اعتراه فتور سفـير لـه في أمـره وظهير وسيف الهدى في راحتيه شهير ولاحـت لنا عنـد الكمال بدور
    وقال العبد الصالح محمد بن نفيع على الله عنه ، رواها الشيخ عبد الوهاب الطريحي في ( منتخبه ) المخطوط بخطه سنة 1076 :
ضـرام بقلـبي والحـشا يتـوقـد وجـسمي نحيل والجـفون قـريحة لقــتل شهـيد بالطـفوف وجـده قتيل بكاه الطير والوحش في الفضا وحزني على مـرّ الزمان مجدد وعيني من طول البكا ليس ترقد نبيّ الهدى خيـر الأنام محـمد فحــزني عليه دائـماً يتـجدد
    وهي 60 بيتاً.
    أقول ورأيت في مجموعة حسينية بمكتبة الإمام الحكيم العامة بالنجف الأشرف ـ قسم المخطوطات ـ رقم 292 جملة من شعر الشيخ محمد بن نفيع وعبّر عنه بـ : الشيخ العاشمس الدين محمد بن نفيع ، وأورد له قصيدة أورها :
أيا شهر عاشوراء أبهرت مقلتي وأورثتني حزناً إلى يوم حفرتي
    ولما لم نعثر على تاريخ وفاته ورأينا الشيخ الطريحي ـ وهو كما تعلم في القرن الحادي عشر ـ قد أثبت شعره ، ذكرناه هنا.
1 ـ عن الاعيان للسيد الامين ج 45 ص 344.

(158)
    جاء في موسوعة بحار الانوار للشيخ محمد باقر المجلسي المتوفى سنة 1111 هـ جملة مراثي لأهل البيت عليهم السلام وخاصة للامام أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه نكتفي بالاشارة إليها حيث انها تخص القرن الحادي عشر :
    1 ـ جاء في ج 45 ص 267 من الطبعة الجديدة المطبوعة بايران قوله : وللماجد محمد رفيع ابن مؤمن الجيلي نوّر الله ضريحه مراثي مبكية حسنة. وذكر جملة منها.
    2 ـ ج 45 ص 281 قال : ولعلي بن الحسين الدوادي من قصيدة طويلة انتخبت منها. وروى جملة أبيات ونقلها عنه بنصها سيدنا الامين في الاعيان ج 41 ص 153.


(159)

القرن الثاني عشر
الوفاة
الحر العاملي محمد بن الحسن 1104
عبد الله بن محمد بن الحسين الشويكي القرن الثاني عشر
الشيخ أحمد البلادي لقرن الثاني عشر
الأمير الحسين بن عبد القادر الكوكباني 1112
السيد علي خان المدني 1120
الشيخ عبد الرضا بن أحمد بن خليفة المقري الكاظمي حدود 1120
الشيخ سليمان الماحوزي 1121
الشيخ محمد بن يوسف البلادي البحراني 1130
الشيخ فرج بن محمد الخطي 1135
الشيخ فرج الله الحويزي 1141
الشيخ يونس الغروي 1147
الشيخ عبد الحسين أبو ذيب 1151
الشيخ محسن فرج 1152
المولى أبو طالب ابن الشريف أبي الحسن الفتوني القرن الثاني عشر
السيد حسين ابن السيد رشيد الرضوي 1156
حسن عبد الباقي بن أبي بكر الموصلي 1157


(160)
الشيخ محي الدين الطريحي 1158
اللسيد نصر الله الحائري 1168
الشيخ لطف البحراني ابن محمد بن عبد المهدي القرن الثاني عشر
الشيخ علي بن أحمد العادلي العاملي القرن الثاني عشر
عبد الله بن محمد الشبراوي 1171
الحاج جواد بن عواد البغدادي 1178
السيد العباس بن علي نور الدين الحسيني الموسوي المكي حدود 1180
السيد محمد بن الحسين ـ أمير الحاج ـ 1180
الشيخ حسن الدمستاني 1181
الشيخ أحمد بن الشيخ حسن النحوي 1183
الشيخ حسن آل سليمان العاملي 1184
الشيخ محمد بن عبد الله بن فرج الخطي كان حياً 1184
الشيخ ابراهيم بن عيسى العاملي الحاريصي 1185
الشيخ حسين بن محمد بن يحيى بن عمران القطيفي 1186
الشيخ محمد مهدي الفتوني 1190
الشيخ أحمد الشيخ حسن الدمستاني 1190
الشيخ يوسف أبو ذيب 1200
الشيخ عبد الله العوي الخطني 1201
الشيخ محمد بن أحمد بن ابراهيم الدرازي آل عصفور ولد 1112
المستدركات
المتوكل الليثي 85
القاضي أبو حنيفة المغربي 363
الحسن بن أحمد بن محمد بن جكينا 528
الكمال العباسي 656


(161)
التوفي 1104
سأنـوح ما غنّت حمـائم حاجـر وكأن قلبي مـن هوى أودى بـه طـوراً تراه إلى تهـامة طـائراً لم أبك من فقد الشباب وما مضى كلا ولـم أنـدب طلولاً باللـوى هـذا ولم اتـبع ضلالات الهوى لكـن بكـيت لـرزء آل محـمد واكـربتاه لمـن ثوى في كربلا كتبـوا اليه وازمعـوا من بعدها وافـى ليرشدهم إلى طرق الهدى لا راغبـاً في جمـع ديناهم ولا حتى اذا وافى الطـفوف تواثبوا قلبوا له ظهر المـجن وانـكروا قتلـوا أحـبته ومـالـوا نـحوه والـدين يـندب رزء ومـصابه ويبـوح مني بالغـرام محاجـري قـد أوثـقوه إلـى قـوادم طائـر اسفاً وطـوراً طايـراً في حاجـر من طـيب عيش في الزمان الغابر كانـت منازلهن بعـض مشاعري نفسي ولا هجس الوصال بخاطري بمدامـع تهـمي كغيـث مـاطـر فرداً وحـيداً مـالـه من ناصـر غدراً فتـبـّاً للشـقـي الـغـادر ويـزيل عنهـم كـل غـمٍ غامر يبـغـي سوى قمع الظلوم الـجائر بعــوامـل خـطيّـة وبـواتـر ما كان منهـم مـن أذى ومناكـر متظاهريـن بـذاك شـرّ تـظاهر والمـجد ينـظر كالـذليل الـحائر


(162)
والأرض ترجف والسماء بكت له والشمـس كاسفة وأمـلاك السما ظـهرت لـه أحقاد بدر منـهم ويلاه والأعـداء قد ملأوا الفضا والسبط في سبـعين من أصحابه حتى اذا لقي الـردى أنـصـاره هل من فتى يحمي حـريم محمد فتـواثبـوا بسـهامهم ورمـاحهم صـرعوه ظلماً بالـدماء ومـاله بـدم عبـيط ساكب متقاطـر يتعجبون مـن الظلوم الخاسر وثنوا عنان مناجـز ومـبادر بعساكر قـد اتبـعت بعساكر هم كالكواكب حول بدر زاهر نادى الأهل للهدى من نـاصر من ناهب أو سالب أو ناظـر ويلاه من خطب عظيم جـائر مـن غاسل أو ساتـر أو قابر
     عن ديوانه المخطوط في مكتبة الامام الحكيم العامة بالنجف ـ قسم المخطوطات رقم 276 والديوان يحتوي على عدد من القصائد في النبي وأهل بيته واراجيز في مواليدهم ووفياتهم وقصائد كثيرة في الحجة المهدي عليه السلام وبعض مراسلاته ورثائه لأعلام عصره.


(163)
    الحر العاملي محمد بن الحسن
    جاء في أعلام العرب ج 3 ص 121 :
    محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين (1). الحر العاملي ، من كبار المجتهدين ، والأعلام الخالدين ولد في قرية مشغرة من جبل عامل ليلة الجمعة 8 رجب سنة 1033 هـ وقرأ على أبيه الحسن وعمه محمد الحر وجده لأمه عبد السلام بن محمد الحر وخال أبيه علي بن محمود وغيرهم ، وأخذ في قرية جباع عن عمه أيضاً وعن علي زين الدين بن محمد بن الحسن صاحب المعالم وعلي بن حسين بن الحسن بن يونس بن ظهير الدين العاملي وغيرهم وأقام في بلاده أربعين سنة وحج فيها مرتين ، ثم سافر إلى العراق فزار مراقد الأئمة ثم رحل لزيارة الامام الرضا في خراسان وفي طريقه مرّ باصفهان واجتمع فيها بكثير من علمائها وكان أكثرهم انساً به وصحبة له الامام الكبير محمد باقر المجلسي مؤلف بحار الانوار المتوفى 1111 واجاز كل منهما صاحبه هناك ولما وصل إلى مشهد خراسان ومضى على مكوثه مدة اختير لمنصب قاضي القضاة وشيخ الاسلام في تلك الديار ثم حج أيضاً مرتين وزار الأئمة في العراق وكان قدومه المشهد الرضوي ـ كما قال ـ سنة 1073.
    قال المحبي : « قدم مكة في سنة 1087 و1088 وفي الثانية منهما قتلت الأتراك بمكة جماعة من العجم لما اتهموهم بتلويث البيت الشريف وكان صاحب الترجمة قد انذرهم قبل الواقعة بيومين وأمرهم بلزوم بيوتهم .. فلما حصلت المقتلة فيهم خاف على نفسه فألتجا الى السيد موسى بن سليمان أحد
1 ـ وفي لؤلؤة البحرين : محمد بن الحسن بن علي بن الحسين الحر العاملي.

(164)
أشراف مكة الحسينين وسأله ان يخرجه من مكة إلى نواحي اليمن فأخرجه مع أحد رجاله اليها » (1).
    وتوفي الحر بالمشهد الرضوي بطوس سنة 1104 هـ ودفن في إحدى غرف صحن الإمام وعلى قبره ضريح يزار.
    وللحر تصانيف في غاية الأهمية وقد رزق حظاً فيهما كما قال السيد الأمين ـ لم يرزقه غيره ؟ فكتابه « وسائل الشيعة » عليه معول الدارسين والباحثين من عصره إلى اليوم وذلك لالمامه وحسن ترتيبه وتبويبه قال عنه في السلافة : « علم لا تباريه الأعلام وهضبة فضل لا يفصح عن وصفها الكلام .. وتصانيفه في جبهات الايام غرر وكلماته في عقود السطور درر .. ».
    وقال عنه في المستدرك : « عالم فاضل محقق مدقق ، متبحر جامع كامل صالح ، ورع ثقة فقيه محدث حافظ ، شاعر أديب ، جليل القدر عظيم الشأن أبو المكارم والفضائل شيخنا الحر العاملي صاحب الوسائل الذي منّ على جميع أهل العلم بتأليف هذا الكتاب الشريف » ، ومؤلفاته كثيرة ومنها ما هي موسوعات ضخمة مهمة :
    1 ـ الجواهر السنية في الأحاديث القدسية ، وهو أول كتاب ألفه طبع مرتين في ايران ، ثم في النجف ـ مطبعة النعمان.
    2 ـ تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة من أوسع كتب الحديث وأشهرها ، اشتمل على جميع احاديث الاحكام الشرعية الموجودة في الكتب الأربعة وسائر الكتب المعتمدة التي تزيد على سبعين كتاباً : طبع الكتاب في ثلاث مجلدات كبار على الحجر في طهران سنة 1288 هـ و1323 / 1324 ، وفي تبريز سنة 1313 هـ. ثم طبع على الحروف وعني بتحقيقه
1 ـ وللسيد الامين في الاعيان تعليق على هذا الحادث وامثاله ، وملخصه ان أهل مكة يقومون بالتلويث من أجل قتل الفرس حيث انهم اتباع مذهب أهل البيت.

(165)
وتذييله الميرزا عبد الرحيم الرباني في طهران وقدر في تسع مجلدات كبار وقد طبع منه من 1 ـ 7 من سنة 1375 ـ 1384 هـ وفي الجزء الأول تصدير عن طبقات المحدثين و « جوامع الفقه » وعن أهمية كتاب الوسائل والتعليقات عليه ، كما وضع في أول كل مجلد من هذه المجلدات الفهرس العلمي الخاص بذلك المجلد ، والفهرس هذا هو كتاب للمؤلف اسماه « من لا يحضره الامام » وكان قد ألفه بمثابة دليل المواضيع ومضامين كتابه الوسائل وأبوابه ، كما طبع كتاب الوسائل أيضاً وبضمنه كتاب « مستدرك الوسائل للعلامة النوري » في القاهرة ـ مطبعة دار العهد الجديد للطباعة ابتداء من سنة 1377 / 1957 وظهر منه الأول الى الخامس الذي انتهى سنة 1381 هـ نشره السيد مرتضى الرضوي الكشميري.
    وقد عُني العلماء بالشرح والتعليق والاستدراك على كتاب الوسائل ومنها : شرح السيد الحسن الصدر الكاظمي ومنه ثلاث مجلدات في شرح المجلد الأول. ومستدرك الوسائل للنوري محمد الحسين بن محمد تقي المتوفى 1320 هـ وقد طبع في ثلاث مجلدات في طهران سنة 1318 وطبع مع الوسائل في القاهرة كما تقدم وتحرير وسائل الشيعة وتحبير مسائل الشريعة للمؤلف نفسه ـ ألفه في شرح الوسائل. وشرح الوسائل ليوسف بن محمد البحراني الحويزي في عدة مجلدات وغيرها.
    3 ـ الصحيفة الثانية السجادية جمع فيه الادعية المأثورة عن الامام السجاد علي بن الحسين بن علي التي لم تذكر « في االصحيفة الكاملة » طبعت في الهند ومصر ـ مطبعة النيل 1322 / 1904 بأسم الطبعة الأولى.
    4 ـ هداية الأمة إلى احكام الأئمة ، منتخب من الوسائل مع حذف الاسانيد ، منه نسخة مخطوطة عند مؤلف الذريعة وعليها شروح.
    5 ـ فهرس وسائل الشيعة يشتمل على عناوين الابواب وعدد احاديث كل
ادب الطف الجزء الخامس ::: فهرس