ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: 166 ـ 180
(166)
باب ومضامينها سماه « من لا يحضره الامام » طبع مجزءاً في اوائل مجلدات الوسائل من طبعة طهران الحديثة كما أشرنا.
    6 ـ اثبات الهداة بالنصوص والمعجزات : وهو يشتمل على أكثر من عشرين ألف حديث ، واسانيد تناهز سبعين ألف سند منقولة من كتب « الخاصة والعامة » من حسن الترتيب والتهذيب وفي أبواب وفصول نقل فيه عن (142) كتاباً من كتب الخاصة و24 كتاباً من كتب أهل السنة ، منه نسخ كثيرة ، ومنها نسخة العلامة النسابة السيد شهاب الدين المرعشي النجفي كتبت سنة 1096 هـ وهي من النفائس وبخط المؤلف ، ونسخة في اصفهان كتبت سنة 1115 هـ وغيرها ، وطبع كتاب الاثبات باعتناء السيد هاشم الرسولي المحلاتي بالمطبعة العلمية بقم ـ ايران ـ على الحروف في سبع مجلدات كبار سنة 1378 هـ وفي المجلد الأول مقدمة تضمنت ترجمة المؤلف وأسماء كتبه مع ملاحظات ونموذج مصور من خط المؤلف ، ومع الكتاب « تحت الأصل » ترجمة فارسية للنص العربي بقلم محمد نصر آلهي.
    7 ـ الفصول المهمة في أصول الائمة ، في أصول الدين وفروعه والطب واصول الفقه وغيرها ، طبع في ايران سنة 1304 والنجف المطبعة الحيدرية 1378 ص 544 عدا المقدمة والفهارس.
    8 ـ الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة : أورد فيه أكثر من 600 حديث و60 آية من القرآن وأدلة اخرى على اثبات الرجعة ، فرغ منه سنة 1079 وطبع بعناية السيد هاشم الرسولي المحلاتي بالمطبعة العلمية بقم ـ ايران ـ سنة 1381 من 430 عدا المقدمات والفهارس ومعه في الحاشية الترجمة الفارسية للنص العربي.
    9 ـ بداية الهداية ، في الواجبات والمحرمات المنصوصة من أول الفقه إلى آخره ، أورد فيه من الواجبات 1535 ومن المحرمات 1448 طبع في ايران.


(167)
    10 ـ امل الآمل في علماء جبل عامل ابتدأ بتأليفه سنة 1096 وفرغ منه سنة 1097 والكتاب في قسمين اقتصر في الأول على علماء جبل عامل وفي الثاني على علماء بقية البلاد المتأخرين عن الشيخ الطوسي ابي جعفر ، منه نسخة مخطوطة كتبت سنة 1097 هـ والمضنون انها بخط المؤلف ، في مكتبة « آية الله الحكيم » في النجف وطبع امل الآمل في طهران غير مرة « مع كتاب منهج المقال في أحوال الرجال لمحمد بن علي الحسيني الاسترابادي المتوفى 1028هـ » سنة 1306 هـ ، ثم طبع في النجف ـ الآداب سنة 1385 / 1965 في جزئين.
    11 ـ نزهة الاسماع في الاجماع ، قال السيد الأمين رأيت منها نسخة كتبت عن خط المؤلف في 8 رجب 1113 هـ.
    12 ـ ديوان الامام زين العابدين علي بن الحسين ، جمع الاشعار المنسوبة اليه ، ورتبه على الحروف الهجائية ، طبع في بمبيء بأهتمام الميرزا محمد خان ( ملك الكتاب ) ونسخته عزيزة.
    13 ـ مجموع فيه : ارجوزة في تواريخ النبي والائمة من آله ، الروضة في مدح الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب ، الهمزية في مدح ذي المزية ، القصيدة المحبوكة الاطراف ، وكلها له بخط الشيخ محمد السماوي سنة 1362 محفوظة في مكتبة الحكيم بالنجف.
    14 ـ الرجال منه نسخة مخطوطة كتبت سنة 1082 فرغ عن كتابته في 24 ذي القعدة وعلى ظهر الورقة الأولى فوائد رجالية ، في مكتبة الحكيم.
    15 ـ ديوان شعره ، رأيت منه نسخة مخطوطة نادرة في مكتبة الحكيم في النجف جلها بخط الناظم المؤلف ، وقد كتب على حواشي الديوان كثيراً من القصائد ، وفي الصفحة الأولى بخطه : « ديوان شعر الفقير إلى الله الغني


(168)
محمد بن الحسن بن علي بن محمد الحر العاملي عامله الله بلطفه الخفي » وأكثر القصائد في مدح النبي وآله ومراثيهم والمواعظ ، وليس في النسخة تاريخ !
    16 ـ تحرير وسائل الشيعة وتحبير مسائل الشريعة / اشرنا اليه ـ نقل عنه الشيخ عبد النبي الكاظمي في « تكملة الرجال » الذي فرغ منه سنة 1240 هـ. قال مؤلف الذريعة 3 \ 393 : رأيت المجلد الأول ولم أدر حال بقية اجزائه ، وتوجد نسخة المجلد الأول في مكتبة محمد علي الخونساري في النجف تاريخ كتابتها سنة 1112 هـ ونسخة اخرى كانت عند الشيخ محمد علي الاوردبادي في النجف أوله : « الحمد لله على جزيل نواله ، والصلاة والسلام على محمد وآله .. لما ألفت كتاب تفصيل رسائل الشيعة التمس جماعة تأليف شرح لذلك الكتاب يشتمل على توضيح الاحاديث وبيان نكتها ووجوه الترجيح وتقرير دلالتها ، ويجمع سائر الادلة والأقوال ، وأكثر الفوائد المتفرقة في كتب الاستدلال .. »
    وللحر ـ بعد هذا ـ مؤلفات أخرى كثيرة ، وأجازات علمية لمعاصريه مطولة ومختصرة.
    ومن محاسن شعره من قصيدة في مدح أهل البيت عليهم السلام قوله :
أنا الحرّ لكن برهّم يسترقني وبالبر والاحسان يستعبد الحرُ
    وقوله من قصيدة فيهم عليهم السلام :
أنا حرٌ عبدٌ لهـم فاذا ما أنا عبد لهم فلو اعتقوني شرفونـي بالعـتق عـدت رقيقا ألف عتق ما صرت يـوماً عتيقا


(169)
    ذكره الشيخ الاميني في شعراء القرن الثاني عشر فقال :
    أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمد الشويكي الخطي من تلمذة الشيخ ابراهيم ابن الشيخ علي البلادي والشيخ ناصر بن الحاج عبد الحسن البحراني له في فن الأدب وقرض الشعر والاكثار منه والتفنن فيه اشواط بعيدة وديوانه في مدائح النبي وآله يسمى بـ ( جواهر النظام ) وديوان مراثيهم الموسوم بـ ( مسبل العبرات ورثاء السادات ) يحتوي على خمسين قصيدة في أوزان وقواف مختلفة في مدائح أهل البيت ورثائهم ، ويرثي العباس بن أمير المؤمنين ـ نظمها في سنة 1148 والقاسم بن الامام الحسن وعبد الله ابنه ، وعلي بن الامام السبط الشهيد ، وولده عبد الله الرضيع ، كلا منهم بقصيدة (1).
    وجاء في شعراء القطيف للعلامة المعاصر الشيخ علي منصور المرهون : نحو هذا.
    وقال الشيخ اغا بزرك الطهراني في الجزء الخامس من الذريعة :
1 ـ وهكذا جاء أيضاً في ( الذريعة ) للشيخ الطهراني ج 20 ص 398.

(170)
    جواهر النظام في مدح النبي وآله الائمة الاثنى عشر عليهم السلام ، ديوان كبير للشيخ ابي محمد عبد الله بن محمد الحسين الشويكي الخطي ، رأيت بخطه الشريف جملة من قصائده التي استخرجها من هذا الديوان واهداها إلى استاذه الذي وصفه بقوله : الشيخ العالم الفاضل الكامل الورع الصالح الفالح المحقق المدقق الامجد الأوحد الاقا محمد بن الاقا عبد الرحمن الشريف النجفي. المتوفى سنة 1249 والذي رثاه السيد صادق الفحام ، وقال السيد الامين في الأعيان : كان فاضلاً مشاركاً في العلوم مصنفاً أديباً شاعراً له حواهر النظام في مدح السادة الكرام عليهم السلام و ( مسبل العبرات في رثاء السادة الهداة ) ، فمن شعره قوله في مدحه صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد التزم تجانس كل قافيتين من القصيدة :
أقبلـت تقنص الأسـود الغزاله وانثـنت تسلب العـقول وثنّت واستحلت حـرام سفـك دمائي يا نسـيم الشـمـال مني بلّـغ وارع صـبا متـيما ابعـدتـه حملتني في الحـب منها غراماً ولي العـهد في هـواها وثـيق لسـت أدري هل الصدود ملال أنـا في حبّها غريـقٌ بـدمعي لا رعـى الله عـاشقاً قد سلام فاز من مات في الغـرام شهيداً مثلما فـاز مـن أطـاع يقـيناً ذات نـور يفـوق نـور الغزالة غلة فـي الحـشا بلـبس الغلالة وهو في قلـبي الـرخيص غلاله نحو انس الحشا سلامي حـواله عن حماها ولم تجد من حمى له لم اطـق مـدة الـزمان احتماله قد أبى العقل في النقيض احتماله أم طباع الحـبيب يـبدى دلالـه وهو فيما ادعيـت أقوى دلالـه في الهوى قاطعاً بسـيف الملاله والحسان الشـهود بيـن الملاله خاتـم الانبـياء تـاج الـرسالة


(171)
شامخ الفخر خير مولى الهي رب واليـته بحسـن اعتقادٍ فـولاء النـبي للعبـد درع وولائي مـن بعـده لـعلـي وارتضاه الامامَ في يوم خم قدره مثل قدره قـد رسى له في نبيّ الهدى ووالـيت آله عن نبال الردى وللنصر آله فهو من قبل موته أوصى له فهو للخصم قـاطع أوصاله


(172)
ناد الأحـبة إن مـررت بـدورها كم قد بدت وبها انجلت ظلم الدجى أنست بها أرض الطفوف وأقفرت غربت بعرصة كربلا فانهض لها وانثر بـتربتـها الدموع تـفجعاً أكرم بـها مـن تـربـة قـدسية يا تربةً من حـولها الأمـلاك ما يا تربة حـفّت بـها القوم الأولى قد ضمّنت جسد الحسين ومـَن به فأزالت الاسـلام عـن بـرحائها وتسرّجت خـيل الضلال فأخرت ونست عـهوداً بالحمى سلفت ولن يـا للـرجـال لأمـة مسعـورة بئس العـصابة مـن بغت وتنكبت واشهد مـطالع نيرات بدورها ولطالما بزغت بوازغ نـورها ؟ منها الديار وليس غير يسيرها واقر السلام على جناب مزورها لقتيلها فـوق الثـرى وعفيرها قد بالـغ الجبار فـي تطهيرها زالت تـشمّ لمسكها وعـبيرها ؟ فازوا بلثـمهم لترب قبورهـا ؟ فتكت أمـية بعد أمـر أميرها وأطاعت الشيطان في تدبيرها غير الأخير وقدّمت لأخـيرها تعـبأ بنـص نبيّها ونذيـرها لم يكـفها ما كان يوم غديرها عن دينها وتسارعت لفجورها (1)

1 ـ مجموعة الشيخ لطف الله الجدحفصي التي دونها بخطه سنة 1201 هـ.

(173)
    الشيخ أحمد البلادي توفى أوائل القرن الثاني عشر
    هو الشيخ أحمد بن حاجي البلادي عالم فاضل أديب من شعراء أهل البيت ومادحيهم له مراثي كثيرة قال الشيخ الاميني : وقد يقال ان له ألف قصيدة في رثاء الامام السبط الشهيد الحسين عليه السلام دوّنها في مجلدين ، قد ذكر الشيخ لطف الله الجدحفصي عدة قصائد من حسينياته في مجموعة له ، وقفنا على نسخ منها بخطه وأخذنا منها ما ذكرناه ، وله في التاريخ يد غير قصيرة ، وكان من أجداد صاحب ( أنوار البدرين ) وتوجد في الأنوار ترجمته ويظهر منه انه توفي في أوائل القرن الثاني عشر (1). ومن شعره :
دنياك فانـيـة والـحـي منتـقل فجـدّ جـدك في إتـيان صالحـة دع المقـام بـدار لا قـرار بـها فالمـوت آتيك لا مـندوحة أبـداً ما أطيـب العيش في الدنيا وأعذبه ان كان دنـياك هـذا شأنها فعلى فتب إلى الله إخـلاصاً وقـل ندماً وزر مـشاهد أهـل البيت معترفاً والثم ضرائحهـم وانشق روائحهم واذكر مصائبهـم في كـل ناحية قد صرعوا وقضوا نحباً على ظمأ روحي فـداء حسين إذ أقـام بها شلواً ذبيحاً خضيب الشيب من دمه إلى الـتراب ويبـقى الله والعـمل واعمل لأخراك ما يجديك يا رجل ولا بقاء وأنـت السائـر العـجل عنه ولكن إلى أن ينقـضي الأجل لو لم يكـن للمـنايا فيـه مرتحل ماذا بتعميـرها يا صـاح تشتغل أيـلام هذا وشيـب الرأس مشتعل فإنهـم سـبب الايـجاد والـعلل تـترى الصلاة عليهم أيـنما نزلوا وانثر دموعك في أرض بها قتلوا في كربلا وعلى روس القنا حُملوا فرداً وليس له عن كربها حُـملوا ظمآن لهـفان لم تـبرد لـه غلل

1 ـ عن كتاب ( الغدير ) ج 11 ص 341.

(174)
عريان ذا جثة بالطف عارية وحوله نسوة يندبن مصرعه وثاوياً رأسه فوق السنان علا لولا الصبا نسجت منها له حـلل ودمع آمـاقها في الخد ينهمـل وجسمه في ثرى البوغاء منجدل (1)
    وله قصيدة مطلعها :
لا الدار دار ولا ذاك الحمى وطن قد أصبحت خاليات ما بها سكن (2)
    وأخرى أولها :
ما حال قومي غداة البين لا بانوا ولا عفى ربعهم واستوحش البان (3)
    وثالثة جاء في أولها :
كفى حزناً ان الديار خوالي وآل علي آذنوا بزوال (4)
    وهي تزيد على 60 بيتاً.
    ورابعة أولها :
توارت بالحجاب شموس صبري وجرّعني المصاب كؤوس صبر (5)

1 ـ ديوان الدمستاني وشعراء أخر طبع النجف ص 369.
2 و 3 ـ في ديوان الدمستاني وشعراء أخر المسمى بـ ( نيل الاماني ).

4 و 5 ـ مجموعة الشيخ لطف الله الجدحفصي.


(175)
المتوفى 1112
    الأمير السيد الحسين بن عبد القادر الكوكباني من أعلام اليمن توفي يوم السبت الثاني عشر من ريبع الآخر سنة اثنتي عشرة وماية وألف وشعره كثير مشهور ، وجمع ديوانه أخوه محمد بن عبد القادر بعد موته ، ومن شعره :
خفف على ذي لوعة وشجوني واحفظ فؤادك من عيون العين
    إلى أن يقول :
ويلاه من لاقى الجواب وكربها يا كربلا أرضيتِ قتل حسين
    أقول : وممن تخلص من الغزل إلى الرثاء قول من قال :
في خدك الشفق القاني بدى وعلى قتل الحسين دليل حمرة الشفق
    وقال :
في خدك الشفق القاني وفيه على قتل الحسين كما قالوا علامات
    سئل الإمام أبو الفرج بن الجوزي (1) ما الحكمة في ظهور الحمرة في
1 ـ هو عبد الرحمن بن علي البكري الحنبلي ينتهي نسبه الى القاسم بن محمد بن أبي بكر واعظ العراق ورأس الاذكياء ، له مؤلفات مشهورة لا تكاد تخلو المكتبات من بعضها. توفي سنة 597 هـ.

(176)
آفاق السماء بعد قتل الحسين عليه السلام فقال :
    ان أحدنا إذا غضب احمر وجهه ، والباري تعالى ينزّه عن الجسمية فأظهر الحمرة في سمائه علامة لغضبه على قتل ابن بنت نبيه (1).
    أقول وفي نسمة السحر تعليقاً على ما مرّ : رأيت القاضي الأديب يوسف ابن علي الكوكباني أورد في كتابه ( طوق الصادح ) تشكيكاً منه على من زعم ان الشفق إنما ظهر بعد مظلومية الإمام الحسين (ع) وان الشارع عليه السلام جعله علامة للعشا وتركه معضلا ، وقد رأيت أنا مثله سؤالاً قديماً لبعض الشافعية العلماء وقد أجيب عنه : ان الذي كان قبل شهادة الإمام وجعل علامة دخول العشاء هو الابيض من الشفق أو انه كان قليلاً ثم زاد بعد هذه الحادثة ، وما كنت أحب للقاضي الاديب إيراد مثل هذا فانه حقق ما كان يتهم به من الانحراف عن أهل البيت ، لا جرم انه جرى عليه ما جرى من الحبس والاهانة. انتهى
    وقد تواتر ظهور هذه الحادثة بعد استشهاد الحسين (ع) أقول ومن المناسب هنا أن أذكر ما أنشدني العلامة الشيخ عبد الحسين الحويزي لنفسه :
كل شيء في عالم الكون أرخى نـزّه الله عـن بـكاً ، وعـليٌ عينه بالدموع يبكي حسينا قـد بـكاه وكان لله عينا

1 ـ رواها سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص.

(177)
المتوفى 1120
أليلـة الحـشر لا بـل يـوم عـاشور يوم به اهتـزّ عـرشُ الله مـن حزن يوم بـه كُسـفت شمس العـلا أسفـاً يـومٌ بـه ذهــبت أبـناءُ فـاطـمة فـأي دمـع عـليه غـير منـهـمل ولـوعـة لا تـزال الـدهر مـسعرة لـرزء أبلـج في صـمّـاء ساحـته مـولىً قـضى الله تنـويهاً بإمرتـه لله ملقـى عـلى البوغاء مـطرحـاً قـضى على ظـمأ مـا بـلّ غلّـته يا وقعـة الطف خلدت القلـوب أسى يا وقعـة الطف أبكـيت الجفون دماً يا وقعة الطف كم أضرمت نار جوى ونفخة الصور لا بل نفث مصدور عـلى دم لـرسول الله مـهـدور وأصبح الدين فـيه كاسف الـنور للبين ما بـين مقـتولٍ ومـأسور وأي قلـب عليهم غـير مفـطور بين الجـوانح نـاراً ذات تسعـير مـن نبعة المـجد والغرّ المشاهير فراح يقـضي عـليه كل مأمـور كاسٍ مـن الحمد عارٍ غير مستور إلا بـكـل أبـلّ الـحد مـأتـور كأنـما كـل يـوم يـوم عاشـور ورعتِ كل فـؤاد غيـر مـذعور في كل قلب من الأحزان مسـجور

1 ـ عن ديوانه المخطوط في مكتبة المدرسة الشبرية بالنجف الاشرف نسخة فريدة.

(178)
يا وقعة الطف كم أخفيتِ من قمر يا وقعة الطف هل تدرين أي فتى يا وقعة الطف هـل تدرين أيّ دمٍ لا كان يـومك في الأيـام إن لـهُ كم من فتىً فيك صبح المجد غرّته وكم رؤوس وأجسـام هنالك قـد لهفـي عليهم وقـد شالت نعامتهم فقل لمن رام صـبراً عن رزيتهم أيذخرُ الحزن عن أبـناء فاطـمة مهما نسيت فلا أنسى الحسين لقىً معفراً فـي موامـي البيد منجدلاً تبكي عليه السـماوات العلا حزناً يا حسرةً لـغريب الدار مضطهد يحمي الوطيس متى وافاه منتصراً حتى إذا لم يكن مـن دونـه وزرٌ فأين عيـن رسـول الله تـرمقه وأيـن عين علي مـنـه تلحـظه وأين فـاطمة الـزهراء تنـظره يا غيـرة الله والامـلاك قاطـبة تسـبى بناتُ رسـول الله حاسرة مـن كل طاهرة الاذيال ظاهـرةٍ مـن الفواطم في الاغلال خاشعة يَنـعين يا جد نال القـوم وترهم وكم غمرتِ أبيا غـير مغـمور أوقعتهِ رهـن تعقـير وتعـفير أرقته بين خُـلف القول والزور في كل قلب لجرحاً غير مسبور أضحى يُحكّـم فيه كـل مغرور أصبحن ما بين مرفوع ومجرور وأوطنـوا ربع قفرٍ غير معمور اليك عني فـما صبري بمقـدور يـوماً وهل منـهم أولى بمذخور تحنو عليه ربى الآكـام والتـور يزوره الوحش من سـيدٍ ويعفور والأرض تكسوه ثوباً غير مزرور يلقى الـعدا بعديد مـنه مكثـور عليهـم بخميس غـير منـصور شفـى الضغائن مـنه كل مأزور لقىً عـلى جانب للبـين مهجور مقـهور كـل شقي الجدّ مقـهور وأهـله بين مـذبوح ومنـحـور بفادح من خطـوب الدهر منكور كـأنهـنّ سبايا قـوم سـابـور ترمي العدا بعيون نحـوها صور يُحدى بهن على الاقـتاب والكور مـنا وأوقـع فـينا كل مـحذور


(179)
يا جدّ صال الأعادي في بنيك وقد وأودع الـراس منـه رأس عالية هذا الحسين قتيلاً رهن مـصرعه هذا الحسين ثـوى بالطف منفرداً هـذي بـناتك للأشـهـاد بارزة آه لرزئكم في الـدهر من خـبر تبت يدا ابن زياد من غوي هوىً ارضى يـزيد بسخط الله مجترءاً فهل ترى حين أمّ الغيّ كان رأى أتيـت يابن زيـاد كـل فـادحة بنـي أمـية هـبـّوا لا أباً لـكم نسيـتموا أم تناسـيتم جـنايتـكم خصمتموا الله فـي أبناء خيرتـه ورعتـم بالردى قلب ابن فاطمة أبكيتـم جفن خيـر المرسلين دماً إليكم بـا بنـي الزهراء مـرثية تجدد الحـزن بالبيت العـتيق بكم عليـكم صلـوات الله ما هطـلت ثـوى الحسـين ثلاثاً غـير مقبور وأوطيء الجـسم مـنه كل محظير يبكي لـه كـل تهـلـيل وتكـبير تسفي علـيه سوافي الترب والمور يشهرن بـين الاعادي أي تشـهير باق على صفحات الـدهر مسطور ومارق في غمار الكفـر مغـمور وبـرّ مـنه زنيماً غـير مبـرور دمَ الحسـين علـيه غير محضور بؤئت مـنها بسعي غـير مشكور فطـالب الوتر منـك غير موتور فتـلك والله ذنب غيـر مغـفور هـل يخصـم الله إذا كل مدحور وما رعيـتم ذمـاماً جدّ مخـفور ورحتم بيـن مغـبوطٍ ومـسرور أصـاخَ سمـعاً إليها كل مـوقور ويحـطم الوجد منها جانب الطور سحـب وشقّ وميض قلب ديجور


(180)
السيد علي صدر الدين بن معصوم المدني

    جاء في كتاب ( أعلام العرب ) ج 3 ص 129 :
    صدر الدين السيد علي خان المدني الشيرازي ابن نظام الدين أحمد بن محمد ابن معصوم بن نظام الدين أحمد بن ابراهيم بن سلام بن مسعود عماد الدين بن محمد صدر الدين بن منصور غياث الدين بن محمد صدر الدين وينتهي نسبه الشريف إلى زيد ابن الإمام علي بن الحسين بستٍ وعشرين واسطة .. وكانت أسرته من أشهر الأسر العلمية الجليلة في آفاق الحجاز والعراق وإيران ، وظهر فيها العدد الأكبر من أفذاذ المعرفة والفلسفة وأعلام العلم وقادة الكفر ومشاهير الفضل والأدب.
    ولد السيد علي خان في المدينة سنة 1052 هـ واشتغل بالعلم فيها ثم جاور بمكة ثم رحل إلى حيدر آباد الهند سنة 1068 هـ وأقام بالهند ثماني وأربعين سنة قضاها جميعاً مكرماً معظماً عند أهلها وملوكها وقد ولي هناك عدة مناصب. ثم غادر الهند فتوجه لزيارة بيت الله الحرام مؤدياً فريضة الحج ، وورد بعد ذلك إيران فزار مشهد الإمام الرضا (ع) ، وأقام باصفهان مدة في عهد السلطان حسين الصفوي سنة 1117 هـ ثم ترك اصفهان إلى شيراز وفيها ألقى عصا الترحال.
    والسيد علي خان من أشهر رجالات البحث والعلم والتأليف وكان لمؤلفاته الغزيرة شهرة ذائعة ، ومكانة رائعة ، وتدل على غزارة علمه وسعة اطلاعه وإحاطته ، مواصلة البحث طوال حياته بالاضافة إلى قوة شاعريته وبُعد شأوه فيها.
    روى عن والده وغيره من أعلام عصره كما روى عنه جملة من العلماء
ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: فهرس