ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: 196 ـ 210
(196)
وقال ، عن ديوانه المخطوط :
أفـي عاشور أطمع بالرقـاد يمثل لي الـحسـين بكربلاء ومنه سنان ركّب فـي سنان ونسوته على قتب الـمطـايا وقد سلبت سناها الشمس حتى بروحي العابد الـسجـاد خير عليل الجسم مغلـول طـليق يرى راس الامام السـبط أنى ونسوته على الاقتـاب اسرى كأني بالبتـول لـدى التنادي ولـم أكحل جـفوني بالسهـاد تقــلّبـه أميـة بـالجــياد كـريماً نوره كالشـمس بـاد يـطـاف بهـن في كل البلاد تبدّى الصبح في ثـوب السواد الورى من حاضـر فيها وباد المدامـع قيـدوه بالصـفـاد توجه فـوق عاليـة الصـعاد بـوادي للاعادي فـي البوادي أمام العرش واقـفـة تـنادي
    وقال : عن ديوانه المخطوط :
قلب به جمـرات الـوجـد تلـتهب وأعينٌ كلـما هلّ المـحرم فـي الأ أفدي الـذي دون ان يأتـي ببـادرة قضى على الماء عطشاناً ومـن دمه والهفـتـاه أمـثل الـسبط منـعفر نسـاوه بـين أبـناء اللـئام ومـا يشهرن في المدن فوق البدن عارية مهتكات ولا ذنب جنـيـن سـوى ورسم جـسم محت آثـاره النوبُ رض استهلت دما لم تحكها السحب بكربـلاء عـليـه دارت النـوب تروى الصوارم والـخطية السلب ومجده لـم تصله السبعة الـشهب في رحله من بقايا الرسل منـتهب كل من السير أدمى جسـمها القتب لهن أحمـد جـدٌ والـوصـيُ أب
    وقال في مطلع قصيدة :
دموع على سفح الخدود لها قطر تسح إذا ما شحّ في سفحه القطر


(197)
    وقال في اخرى :
فؤاد به للوجد متقد جمرُ وأدمع عيني من دمي أبداً حمر
    وعن ديوانه أيضاً في الرثاء :
ما كـنت مـمن قـدبكى أطـلالا لكـن بكـيت عـلى الحسين وآله بأبي قـتـيل بالـطـفوف لقتـله وعليه أمسى المصطـفى في قبره وبكت لـه السـبع الطباق وزلزل أسفي لمرضوض الجـبين ونوره عار عليه فصّلـت مـن نسـجها تطأ السـنابك صـدره ، وكريمه أيموت مثل السبـط من حرّ الظما ولثغره يعلـو القـضـيب وطالما وترضّ منه الـخيل صـدراً ضم إن يرتدي حـمـر الملابس غدوة أو يمسي منـعفـراً فـإن له عُلا قسماً بكـم آل الـنـبي وانه الـ ما هلّ شـهـر محـرم إلا ومن عفى الـبلا ظـلالـها وظِلالا بين الأعادي نسـوة ورجـالا في القبر فاطم اعـولت إعوالا متلهفاً يجري الدمـوع سـجالا الارضـون حتى أهلـها زلزالا الوضاح في جـنح الدجى يتلالا أيدي الريـاح والبـست سربالا من فـوق معتدل الأسـنة مالا وأبوه يسقي فـي غـد سلسالا من ريقه رشـف الـنبي زلالا علم الله جـل جـلالـه وتعالى فسيرتدي خضـراً لـها آصالا مجد يجرّ علـى السهـى أذيالا ـقسم العظيم وما سـواه فلالا جفني أسلـت المـدمـع الهمّالا
    وله في مطلع أخرى :
لا تنكروا دمعاً جرى وتسلسلا وحشاً بقيد الحادثات تسلسلا


(198)
    وله من قصيدة ، عن الديوان :
لم يشـجـني بـعد الـنضارة أربع لكن شجانـي مـن بعـاشورا غدا أفديه وهـو مجـرد والـشـمر في ويقـول ان الـمصطـفى جـدي يا للرجـال أمـا لأحمـد نـاصر أيحلّ قـتل مـوحـّد يـا ويلـكم لهفي على الجسم المغـادر بالعرى والخيل داست منـه فـي جريانها وعلى ثنايا طـالـما لثـمت بفـي درست معالـمـها الرياح الأربـع ظمآن من كـاس المنون يـجـرّع صمصـامه الاوداج منه يقـطـّع وأمـي فاطـم وأبـي عليُ الانزع في الله يرغب فـي الثواب ويطمع عمداً بـلا ذنـب وجـرم يصـنع شلواً على الرمضـاء وهو مبضع صدراً بـه سـر الـنبوة مـودع المختار أحمد فـي قضـيب تقرع
    وقال يذكر اعتقاده بالله وبرسوله وأهل بيته. عن ديوانه :
أشهد الله اننــي أشـهـد ان لا أول آخـر عــزيـز حـكـيم كان من قبـل كـل شيء ويبقى لم يكيـّف ولا يـجـدد بـأيـن وهـو نـور ولا يـُرى ويـرى وهـو الله في السماوات والأرض ونـبـيّ محمـد أنـزل الـذكر والـمؤدي عـن ربـه ما به قد واعتـقـادي ان الأئـمة اثـنان واحـد بعـد واحد دون فصـل فعلـيٌ ثـم ابنه الحسن المسموم إلــه إلا الله الأزلـــيُّ ظاهـر باطـن شديد قوي حين لا حي غيره وهو حي قد تعالى عن ذاك فهو العلي والكفر في القول إنه مرئي قـديـم بالمـلك ديـومـي علـيه والمـعجـز العربي جاءه والـبلاغ منه الوحي وعشر والنـص فيهم جلي وعليهم بالأمر نص النـبي ثـم الحسـين ثـم عـليّ


(199)
وابـنه باقر العلوم كذا جعفر والرضا والجـواد ثـم عليٌ شـهـد الله اننـي أتـولاهم وبـأن الـقران غيـر قديـم ومن الله ينزل الخير ، والشر وبأنـي لا زلت ألعـن قوماً فعليـهم لعـائن الله والاملاك والذي غير مـا اعتقدت يرى ان هذي عقيدتي لم أحل عنها الصادق والكـاظم الامام النقي بعـدُ والـعسكري والمـهدي وانـي مـن مبغـضيهم بري بل كلام من خلقـه محـكـي عـن الله مـطـلقـاً مـنفـي عصوا الله ، والكفور عـصي والــناس دائـم سـرمـدي فهو غبن أو جـاحـد وغـوي وهذا هـو الـصراط الـسويُّ


(200)
المتوفى 1121
سل المنازل عن أربـابـها الأولِ وكيف بانوا وأنـى بعـدها نزلوا سل المنازل عنهـم بعـد رحلتهم أين الأولى نشرت أعـلام فضلهم على الديار عفـاء بـعد رحلـتهم وإن نسيت فلا أنسـى الحسين بها قد حلئوه زلال الـماء مـا رقبوا وكرّ فيهم كليث الغاب صال على ينصبّ كالسيل من عال ولا عجب حدّث عن البحر يا هذا بلا حـذر ذوي الكمال وأهل العلم والعـملِ وما جرى بعد ذاك الحادث الجلل عنها يجيبك منـها دارس الطلـل فما كليـب وأهل الأعصر الأول عنها فلا نفـع بعد البين في الطلل فرداً تعرّى عن الاسباب والوصل فيه البتول وقربـى سـيد الرسل سرب النعام فأدنـاه إلـى الأجل بمن أبوه أمير الـمؤمـنين علي وما تشاء فقل في العارض الهطل
    وفي آخرها :
بها سليمان يرجو من عواطفكم فوز المعاد وهذا منتهى أملي (1)

1 ـ عن مجموعة خطية في مكتبة الامام الصادق ـ حسينية آل الحيدري رقم 75 وعن مجموعة الشيخ لطف الله المخطوطة سنة 1201 في مكتبة اليعقوبي.

(201)
    الشيخ أبو الحسن شمس الدين سليمان بن العالم الشيخ عبد الله بن علي بن حسن ابن أحمد بن عمار السري أو السراوي الماحوزي البحراني المعروف بالمحقق البحراني.
    والسري كما في أنوار البدرين أو السراوي كما في اللؤلؤة نسبة إلى ( سرة ) ناحية بالبحرين فيها عدة قرى. وقد أفاض العلماء فيترجمته وذكر السيد الامين في الاعيان والشيخ اغا بزرك الطهراني عدداً كبيراً من مصنفاته تبلغ 64 مؤلفاً ، وهذه مقتطفات من شعره :
قد كنت في روق الصبا ذا نعمة ذهبت غضارتها فهمتُ بذكرها ما إن لموقعـها لديّ مكان ( والماء يعرف قدره الظمآن )
    وقوله :
اني وان لم يطب بين الورى عملي وكيف أقنط مـن عفـو الإله ولي فلست انفك مهما عشت عن أملي وسيلة عنده حـبّ الامـام عـلي
    وله ـ كما أورده الشيخ يوسف البحراني في كشكوله :
يا آسـري بالـناظـر الـقـناص قد همت فيك فهل ترى لي مخلصاً قل لي أسحر فـي جفونك حلّ أم راقب إلهك في دمـي يا ظالمـي وله هواي وخالص الاخـلاص أين الخلاص ولات حين مناص ضرب من الاعجاز والارهاص واحذر غداة غد عظيم قـصاص
    وجاء في الذريعة قسم الديوان : الشيخ سليمان الماحوزي بن عبد الله بن علي ابن الحسن بن أحمد بن يوسف بن عمار الماحوزي الستراوي البحراني المولود 1075 والمتوفى 17 رجب 1121 صاحب البلغة جمعه تلميذ الناظم بأمره وهو


(202)
السيد علي بن ابراهيم بن علي بن ابراهيم الأول بن أبي شبانة البحراني. حكاه سيدنا في التكملة عن السيد ناصر البحراني المعاصر نزيل البصرة والمتوفى 1331 صاحب خصايص أمير المؤمنين المذكور في ج 7 ص 174 من الذريعة.
    أقول ثم ذكر الشيخ الطهراني ان ديوان الشيخ سليمان الماحوزي المذكور جمعه الفقيه المحدث الشيخ يوسف البحراني ورتبه على حروف القوافي كما قاله في ( اللؤلؤة ) وله منظومة ( درة البحرين في رثاء الحسين ) أدرجه في ( أزهار الرياض ) وتوجد مراثيه في مجموعة الشيخ لطف الله الموجودة عند الشيخ محمد علي يعقوب وفي ج 21 من الذريعة ص 275 رسالة في معنى الشيعة للشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي المتوفى 1121. أحال إليها في جوابات بعض مسائله ضمن مجموعة منها.
    وفي لؤلؤة البحرين قال : أصله من قرية الخارجية ـ إحدى قرى سترة ، الماحوزي مولداً ومسكناً ـ نسبة إلى الماحوز المتقدم ذكرها ـ من قرى الدونج ، وهذا الشيخ قد انتهت إليه رئاسة البحرين في وقته ، قال تلميذه المحدث الصالح الشيخ عبد الله بن صالح البحراني في وصفه :
    كان هذا الشيخ أعجوبة في الحفظ والدقة وسرعة الانتقال في الجواب والمناظرات وطلاقة اللسان ، وتوفي قدس سره ، وعمره يقرب من خمسين سنة ، في سابع عشر شهر رجب للسنة الحادية والعشرين بعد المائة والألف ـ ودفن في مقبرة الشيخ ميثم بن المعلّى ـ جد الشيخ ميثم العلامة المشهور بقرية ( الدونج ) بالنون والجيم من قرى الماحوز ـ بالحاء والزاي ـ ووجدت بخطه قدس سره نقلاً عن والده قال : كان مولدي في ليلة النصف من شهر رمضان من السنة الخامسة والسبعين بعد الألف ، لع عطارد ، وحفظت الكتاب الكريم ولي سبع سنين تقريباً وأشهر ، وشرعت في كسب العلوم ولي عشر سنين ، ولم أزل مشتغلاً بالتحصيل إلى هذا الآن وهو العام التاسع والتسعون والألف انتهى.


(203)
    وقال صاحب لؤلؤة البحرين :
    وكان شيخنا المذكور شاعراً مجيداً ، وله شعر كثير متفرق في ظهور كتبه وفي المجاميع ، وكتابه ( أزهار الرياض ) ومراثي الحسين كلها جيدة ، ولقد هممت في صغر سني بجمع أشعاره وترتيبها على حروف المعجم في ديوان مستقل وكتبت كثيراً منها إلا انه حالت دون ذلك الأقدار (1).
    وترجم له في ( أنوار البدرين ) ترجمة مفصلة وذكر رسائله الكثيرة التي ألّفها مع قصر عمره وقد اجتمع مع المولى المجلسي وأعجب به وأجازه ، ومن جملة أشعاره المذكورة في أزهار الرياض قوله :
نفـسي بآل رسـول الله هائـمة كم هـام قـوم بهم قبلي جهـابذة لا غرو هم أنجم العليا بلا جـدل فلست عن مدحهم دهري بمشتغل وفيـهم لـي آمـال أومـلـهـا وليس اذ هـمت فيهـم ذاك مـن سرف قضية الدين لا مـيلا إلـى الـصلـف وهم عرانيـن بيـت المـجد والـشرف ولست عن حبهم عمــري بمنصـرف في الحشر إذ تنشر الأعمال في الصحف
    وذكره الحجة السيد حسن الصدر فأثنى عليه وأتى بشهادات العلماء في حقه. أقول ورأيت في مكتبة المرحوم الشيخ الطهراني بالنجف الاشرف رسالة المترجم له في ( علماء البحرين ) بخط الشيخ الطهراني وهي رسالة جليلة على وجازتها وفي آخرها يذكر أسماء مصنفاته وأسماء تلاميذه.

1 ـ قال السيد محمد صادق بحر العلوم في تعليقته على ( اللؤلؤة ) ما نصه : قد جمع أشعاره كلها في ديوان مستقل تلميذه السيد علي آل أبي شبانة باشارته اليه كما ذكره ابنه السيد أحمد في تتمة أمل الآمل.

(204)
المتوفى 1130
قف بالديـار الـتي كـانت معـاهدها ولم تـزل بـالتـقـى والعدل باسـمة وانظر مـهـابـط وحي الله كيف غدت وانظر إلـى حجرات الوحي كيف خلت والحـظ مـعـادن وحـي الله مقفـرة واجزع لهـا بعـد ذاك البـشر عابسة واخشع لـها بـعد ذاك الـعز خاشعـة واسكب على الطلل البالي الذي عصفت واسـكب دمـوعك للـسادات من مضر وخيرة فـي العـلى عـنها الوجود نشا ودوحـة نـال منـهــا مـن تفـيّأها يـا للـرجـال ويا لله مـن شـطـط لا أمطر الله سـحب المـزن ان هطلت لا أمطر الله سحب الـمـزن إذ قـتلت على الهدى والـندى قامت قواعدها تبدو إذا ابتسمت بشـراً نـواجـدها تبكي بكاء الذي قـد غـاب واحدها وغاب صـادرها عنهـا وواردهـا من بعدما أزعجـت عـنها أماجدها إذ غاب عـابـدها عنهـا وعايدها يطير ظالمهـا بشـراً وحـاسـدها بربعه زعزع والـكـفر قـايـدها وفتية قط لا تحصـى محــامدها شالت رؤوسـهم ظلـماً مصاعدها فعلا شنيعاً يذيـب القـلب واحدها أتاحه عصـبة ضلّـت مقاصـدها وآل أحمـد قـد سُـدّت مـواردها صبراً وما بلّ منهـا الغـلّ باردها


(205)
لا أضحك الله سن الدهر ان ضحكت تخالهـم كالأضاحي فـي مجازرها معفـرين وجوهـاً طالما سجـدت يا حـجة الله يابن العسـكري ترى خلّص مواليك يا بن المصطفى فلقد إلى متـى يا غياث المسـلمين ويا سل ربـك الاذن في إنجاز موعده لا زال تـسليم من عمـّت مواهبه يا سادة الكون يا مـن حبهم عملي انـا العـبيد الفـقير اليوسـفي لكم وآل أحمد قد أعفت معاهـدها قد عمّ كل الورى نوراً مراقدها لربـها ولكم نارت مساجـدها ما نحن فيه مرارات نكـابدها ضاق الخناق وخانتها مقاصدها غوث الانام فأنت اليوم واحدها فأنت يا بن أباة الضيم واجدها يغشاك ما خرّ للرحمن ساجدها وليس لي غيره حسنى أشاهدها حرب لأعدائكم حرب معاندها (1)

1 ـ مجموعة الشيخ لطف الله.

(206)
    الشيخ محمد الضبيري بن يوسف بن سَنبار النعيمي
     جاء في أنوار البدرين بأنه العالم الزاهد العابد التقي الشيخ محمد بن يوسف ابن علي بن كنبار الضبيري النعيمي أصلاً ، البلادي مسكناً ومولداً ومنشئاً. له ديوان شعر في مراثي الحسين عليه السلام ، وله مقتل الحسين وشعره نفيس. كان مشغولاً بالدرس لا يكل منه ، كثير العبادة ملازماً للدعاء لا يمل منه ولا يفارق ( مصباح المتهجد ) أبداً ، أدام الله سلامته وأقام كرامته. وقال في ( اللؤلؤة ) في وصفه :
    وكان هذا الشيخ فقيهاً عابداً صالحاً ملازماً لمصباح الشيخ والعمل بما فيه ، وله ديوان حسن في مراثي أهل البيت عليهم السلام ، وله مقتل الحسين (ع) وشعر نفيس بليغ ، توفي في بلدة القطيف وانه بعد ان كان فيها مضى إلى البحرين وهي في أيدي الخوارج فكانت هناك فتن وحروب فجرح هذا الشيخ جروحاً مؤثرة ، رحل بعد ذلك إلى القطيف وبقي أياماً قليلة وتوفي رحمه الله ودفن في مقبرة الحباكة وذلك في شهر ذي القعدة الحرام سنة 1130 هـ انتهى كلامه. وقال الشيخ الطهراني في الذريعة :
    ديوان الشيخ محمد بن يوسف بن علي بن كمبار الضبيري النعيمي البلادي ، الشهيد بيد الخوارج سنة 1131 كما في ( الفيض القدسي ) أو سنة 1130 كما في ( اللؤلؤة ) وهو من تلاميذ الشيخ محمد بن ماجد البحراني والسيد المحدث الجزائري ، ويروي عنه الشيخ عبد الله السماهيجي كما في إجازته. وديوانه هذا في المراثي كما ذكر في أنوار البدرين وغيره. انتهى عن الذريعة ـ قسم الديوان ص 28 تحت عنوان ( ابن كمبار ) ثم تحت عنوان : محمد. قال :
    محمد بن يوسف بن علي بن كنبار البلادي البحراني تلميذ الشيخ سليمان بن


(207)
عبد الله الماحوزي مرّ في ص 28 بعنوان : ابن كمبار. وأورد الشيخ لطف الله الجدحفصي بعض مراثيه في مجموعته التي كتبها لنفسه بخطه الجيد في سنة 1201.
    وقال السيد الامين في الاعيان : محمد بن يوسف الخطي البحراني. توفي سنة 1130 كان عالماً رياضياً وفقيهاً محدثاً ذكره صاحب اللؤلؤة وخاتمة المستدركات وتتمة أمل الآمل. قال في لؤلؤة البحرين : كان ماهراً في العلوم العقلية والفلكية والرياضية والهندسية والحساب. والعلماء تقرأ عليه ولكنه لم يؤلف.
    وذكره صاحب أمل الآمل فقال : الشيخ محمد بن يوسف البحراني مسكناً الخطي مولداً فاضل ماهر في أكثر العلوم من الفقه والكلام والرياضة ، أديب شاعر ، له حواش كثيرة وتحقيقات لطيفة ، وله رسائل في النجوم ، من المعاصرين. وترجم له أيضا صاحب ( أنوار البدرين ) وقال : الشيخ محمد بن يوسف بن صالح المقابي البحراني ، وكان أصله من الخط ، وكان أعجوبة في السخاء وحسن المنطق واللهجة والصلابة في الدين والشجاعة على المعتدين ، وقد جمع بين درجتي العلم والعمل الذين بهما غاية الأمل.
    وللشيخ محمد بن يوسف البلادي :
سـرى وفد شوقي والانام رقود فعرّس مـذعور الجنان بكربلا وقد شفّه وفـد مقيـم بأرضها ملائكـة تقديسـهم وثـناؤهـم وتمجيدهم ندب الحسين ورهطه مقيمون حول القبر يبكون رزءه فـيا غفلة عن نكبة عـمّ غمّها أيرشفه المخـتار سناً ومبـسماً أيترك ملقى بالعرى سيد الورى يسحّ دموعاً مـا لهنّ جمـود فنازله كـرب هنـاك جـهيد ملابسهم بيـن الملائك سـود وتسبيحهـم ندب عـليه مديد غداة أصيبوا بالظما وأبيـدوا وليس لهم نحو السماء صعود وحـادثة منها الجـبال تمـيد ويقرعه بـالخـيزران يـزيد ويكسوه من مور الرياح صعيد


(208)
حنيني على تلك الجسوم بكربلا حنيني على تلك السبايا ولوعتي حنيني عليها يـوم أمست أسيرة وهيج أحزاني وحـرّمني الكرى ألا بأبي من لا بعـيد فـيرتجى ألا بأبي من لا جريح فـيؤتسى لقى بالعرا ما ضمهنّ لـحود ووجدي جديـد ما عليه مزيد وأكتافها بـالاصبـحية سود مقالة أخت السبط وهو يجود فيمسي كمن قد غاب ثم يعود فـتذهـب آلامٌ به وتبـيـد
* * *
فيا آل ياسـين ويا راية الهدى ولم يبل إلا أن ينادى من السما فتصبح أعـلام النبي خـوافقاً هنالك تسلو أنـفس طال حزنها فدونكم منـه الـذي يستطـيعه مصابكم طول الزمان جـديد بمـهديكـم إذ تقتـفيه جنود وسابـقة والـمشرفي يـعود ويهني العُبَيدَ اليوسفي هجود قصائد ما خابت لهن قصود (1)

1 ـ عن مجموعة الشيخ لطف الله.

(209)
المتوفي 1135
نـظـرت عيني فلـم أدرِ ضباءا حيـن جئـنا بربـى وادي النـقا ورنت عيـني لـخـود وجهـها وإذا مـا أقـبـلــت مـاشيـة قـد كسى اللـيل ظـلاماً شعرها والتفـات الـريـم مـن لفتـتها جمـعت مـا بين شمس ودجـاً فـأتتني وهـي تــبدي غـنجا فـالتـقينا وتـعانـقـنا فـيـا ثـم بتـنا في عـفـاف وتـقىً لـم أجـد لي مـن حبيب غيرها فـهــم الـحـجـة لله عـلى وهـم الرحـمة للخـلـق بهـم وبـهم يشفـع للـعاصيـن فـي حـرّ قلبي لـهـم قـد جـرّعوا بعضهم مات خضيب الشيب من وقـضى بالسـم بعـضٌ منـهم ذاك مـَن جـاء بأهـلـيه إلـى نـصرتـه فتـية قـد طـهرت أو غصوناً مائـسات أم نساءا بعدمـا جُبنا رُباها والفـضاءا يخجل الـبدر إذا البدر أضاءا تخجل الغصن انعطافاً وانثناءا ومحياها كسى الصـبح ضياءا واقتنى من قدها الرمح استواءا ما سمعنا صحب الليل ذكـاءا مَن يشـمها ظنها تبدي الحياءا صاح مـا أحسن ذيـاك اللقاءا وعـناق قـد تـردّينا كـساءا ما عـدا آل النبـي الاصفياءا خلقه مـن حلّ أرضاً وسماءا يدفـع الله عـن الخلق البلاءا يوم حشر النـاس إذ لاشفعاءا غصـص الكرب بلاءً وعناءا ضربة هـدّت من الدين البناءا وقضى بعضهم لـم يرو ماءا أرض كرب وبها حطّ الخباءا وزكت أصلا وفـرعا ونماءا


(210)
تـاجــروا الله بـأرواحـهـم وكـفـاهـم مفـخـراً أنـهـم وبقـى ابن المصطفى من بعدهم قـام فيهـم خاطـباً يـرشدهم فـمـذ السبـط رأى أنـهـم زلـزل الأرض إلـى أن حسبوا موقـف قـد أظلـم الـكون به صـوته رعـدٌ وبـرقٌ سيفـه ودمـاء الأسـد غيـثٌ هاطـل هـو والخـلاق لـو شاء محى ومـذ الله دعـا السـبط هـوى فبكى الـروح وأمـلاك الـسما أيّ رزء أحـزن المختار والمرتضى ولــه فاطمة الـزهرا غـدت ومضى الطـِرف حـزيناً باكياً فـخرجـن الـفاطمـيات لـه لهف نفسي خرجت من خدرها وســرى الأعـدا بها حاسـرة أيهـا الشـمس ألا لا تـبزغي أيهـا السـحـب ألا لا تمطري يـا بني أحمـد قـد فاز الـذي فـرج يـرجـو مـن الله بـكم وأبـوا إلا الـرضا منـه جزاءا مـع خير الخلق ماتـوا شهداءا مفرداً والجـيش قد سدّ الفضاءا للهدى لـو تسمـع الصم الدعاءا لم يجيبوا بسـوى السيف النداءا أن يوم الوعـد بالـزلزال جاءا غير وجه السـبط يزداد ضياءا والغـبار الغيم قـد غطّا السماءا مذ هـمى صـيّر بحراً كربلاءا ما حواه الكون لـكن لن يـشاءا سـاجـداً لله شـكـراً وثـنـاءا والجـمادات بكـت حـزناً دماءا والأنـبيا والأوصـياءا ثاكـلا تـبكيه صبـحا ومـساءا صاهـلاً منـذعراً ينحو النـساءا ثـكلاً يـندبـن كهـفاً ورجـاءا وهي ما قـد عرفـت إلا الخباءا جعـلت للـوجه أيديـها غطـاءا فـنساء السبـط سُـلّبن الـرداءا فبـنات المصـطفى تشكوا لظماءا فـي غــد كـنتم اليـه شفـعاءا فرجاً يُنجي إذا في الحـشر جاءا (1)

1 ـ عن كشكول الشيخ يوسف البحراني.
ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: فهرس