ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: 211 ـ 225
(211)
    هو العلامة الشيخ فجر بن محمد الخطي المعروف بالمادح المعاصر للعلامة الشيخ يوسف مؤلف الحدائق وأمثالها من الكتب العلمية الهامة أحد علماء آل عمران ذكره مؤلف أنوار البدرين بما نصه : ومنهم الأديب الاريب الشاعر الصالح الشيخ فرج المادح الخطي كان رحمه الله من شعراء أهل البيت عليهم السلام ومادحيهم وهاجي اعدائهم ومبغضيهم وقد وقفت له على شعر كثير من هذا القبيل في المدح لهم (ع). انتهى.
    توفى رحمه الله تعالى في حدود سنة 1135 تغمده الله برحمته (2).
    وذكر له الشيخ يوسف العصفوري في كشكوله شعراً كثيراً تظهر منه جلالة قدره وبراعته العلمية. وفي مسودة تاريخ العصفوري البوشهري الشيخ محمد علي بن محمد تقي ما نصه : الشيخ فرج الخطي البحراني هو مستغن عن الألقاب ومن المشهورين بين الأصحاب ، له ديوان كبير في مجلدات غير كتاب المدائح والمراثي ، ومن جملة قصائد البديعة ما مطلعها :
اسمعت سجع الورق ساعة غردوا فوق الغصون ونوم عيني شرّدوا
    إلى ان قال :
سجعوا فعيني لا تجف دموعها صبا ونار صبابتي لا تبرد
    وقال صاحب ( تحفة أهل الايمان في تراجم علماء آل عمران ) :
1 ـ شعراء القطيف.

(212)
    ومنهم العالم الشيخ فرج بن محمد من آل عمران المكنى بأبي الفتح الملقب بالمادح وقد ذكره المترجم في الأنوار أيضاً كان من شعراء أهل البيت عليهم السلام ومادحيهم وهاجي أعدائهم ومبغضيهم ، رأيت له ديوان شعر عند بعض الأصدقاء من أهالي القطيف قد اشتمل على خمس وعشرين قصيدة في مدح المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام ، واشتمل أيضاً على مفردات تبلغ ستة وخمسين بيتاً ، وقيل ان له ديوان شعر كبير في مجلدات وقد ذكر شطراً من شعره صاحب الحدائق في كشكوله في مواضع عديدة ، وكل مَن تأمل شعره عرف جلالة قدره ورتبته العلمية ومكانته السامية ، ولا بأس بذكر بعض المفردات من ديوانه قال :
قل لمن شك في ارتداد أناسٍ وبغـوا بعده على الآل طراً لـم يزالوا مـع النبي جلـوسا ( إن قارون كان من قوم موسى )
    أقول وعلى تقدير ان يكون هذا الفاضل من آل عمران فيحتمل أن يكون أخاً للشيخ حسين المذكور. وله في الامام الحسين عليه السلام قصيدة أولها :
هلا رأيت هلال عاشوراء تبدو كآبته لعين الرائي
    وله :
هلا مررت على الديار بكربلا لترى عظيم الكرب فيها والبلا
    قال صاحب التحفة : رأيت للشيخ فرج ديواناً عند الحاج عبد الله بن نصر الله المتوفى سنة 1374 وقد اشتمل على 25 قصيدة في مدح المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام ، كما اشتمل على مفردات في مدحهم أيضاً فمن قوله :
حيدر الكرار لا يـبغضه كل من يغضب مما قلته غـير نغل أمّه الشـوها زنت ( سر بديوار ضروري ميزنت )


(213)
    الشيخ فرج الله الحويزي المتوفى 1141 من قصيدة في الامام الحسين (ع) :
فانا الـمأسور في قـيد الهوى غـير حـبي للنبي المصـطفى وبنـيه خير آل فـي الـورى لا تـسل عـما حباهم ربهـم أوضـح الله بهـم نهـج الهدى خير أهـل الأرض جوداً وإبـاً إذ حبـى اصحابـه جناتـهـم فاسـتماتـوا وأبـى صارمـه واقتسـمن البـيض أجسامهـم ومضى سيف القضا من بعدهم ويـسـيل النـهر منـها بـدم فـانثنى فـوق الـثرى جثمانه لم أجـد مما اقاسي حـولا وعلي المرتضى أهـل العلا نقـبـاءاً نجـباءاً نـبـلا مخبراً إلا الكتاب المـنزلا مثل ما اختار لهم عقد الولا ومضاءاً سل بهـذي كربلا فرأؤهـا نصب عـين مثّلا ففـدوه بـرقـاب وطـلى مفصلا قـد وزّعتها مفصلا يبدي صفين ويثنى الجـملا مجّـه العفـر وعـافته الفلا ورقى الـرأس العوالي الذبلا
    عن الديوان المخطوط بخط الشيخ محمد السماوي في مكتبة الامام الحكيم العامة برقم 633 قسم المخطوطات.


(214)
    الشيخ فرج الله بن محمد بن درويش بن محمد بن حسين بن جمال الدين بن اكبر الحويزي. قال في أمل الآمل : فاضل محقق شاعر أديب معاصر ، ونعته في روضات الجنات بالحكيم البارع والأديب الجامع هو معاصر لصاحب رياض العلماء ذكره ونفى عنه الفضيلة.
    « مؤلفاته » :
له مؤلفات كثيرة : منها كتاب الرجال الموسوم بايجاز المقال وهو كتاب كبير مشتمل على قسمين الأول في الخاصة والثاني في العامة على نهج رياض العلماء والمرقعة وكتاب كبير في الكلام يشتمل على الفرق الثلاث والسبعين وكتاب الغاية في المنطق والكلام على نهج التجريد للمحقق الطوسي ، وكتاب الصفوة في الاصول على نهج الزبدة للشيخ البهائي ، وتذكرة العنوان على طراز عجيب بعض الفاظها بالسواد وبعضها بالحمرة يُقرأ طولاً وعرضاً فالمجموع علم واحد وكل سطر من الحمرة علم في النحو والمنطق والعربية والعروض ووجه تسميته بتذكرة العنوان بهذا الاسم ان بعض العامة ألف كتاباً سماه عنوان الشرف يشتمل على العلوم المذكورة : فقه الشافعي وعلم النحو والتاريخ والعروض والقوافي وسمع المترجم بذلك وتعجب جماعة من أهل المجلس فعمل « ره » هذا الكتاب قبل ان يرى ذلك الكتاب وله شرح تشريح الافلاك للبهائي ومنظومة في المعاني والبيان نظم شرح تلخيص المفتاح للعلامة التفتازاني من غير زيادة ولا نقصان إلا في الترتيب كما في رياض العلماء وله التفسير وكتاب تاريخ ورسالة في الحساب ، وشرح خلاصة الحساب والكتاب قيد الغاية وهو شرح على كتاب الغاية المذكور وديوان شعر. توفي كما في الكواكب المنتثرة سنة 1141 ومن شعره قوله :


(215)
أحسن إلى من قد أساءك فعله وانظر إلى صنع النخيل فإنها ان كنت توجس من إساءته العطب ترمى الحجارة وهي ترمي بالرطب
    وقال السيد الأمين في الأعيان : الشيخ فرج الله بن محمد الحويزي اسمه أحمد بن درويش بن محمد بن حسين بن كمال الدين بن أكبر مجرد الجبلي الحويزي الحائري المزرعاوي ، وفي بعض المقامات : المولى فرج الله بن محمد بن درويش ابن محمد بن الحسين بن حماد بن أكبر الحويزي معاصر لصاحب الوسائل محمد ابن الحسن بن الحر العاملي. ثم ساق مؤلفاته على نحو ما تقدم ، وقال الشيخ جعفر محبوبة له رثاء في الأئمة الاثنى عشر صلوات الله عليهم.
    وله مخمساً أبيات ابن المدلل :
اسمع هديتَ نصيحة الاخوان يا أيها العبد الضعيف الجاني وانهض لها عجلاً بغير توانِ زر بالغـري الـعالم الرباني
كنز العلوم ومعدن الايمان
واسأل هناك الله واجعل احمداً واخضع لحيدرة وأوسعه الندا والعتـرة الهاديـن منه مقصدا وقل السلام عليك يا علم الهدى
يا أيها النبأ العيظم الشأن
يا من له الرحمن شرّف أصله وحباه فاطـمة البتولـة أهـله وأحـلّه العـليا وطهّـر نسله يا من له الاعراف تشهد فضله
يا قاسم الجنات والنيران
مولاي خذ بـيدي غـداة الموعد ووثقت انك تعطي رضواناً يدي فقد ادخرتك يا علي إلى غد نار تكون قسيمها يـا سيدي
انا آمن منها على جثماني (1)

1 ـ عن ديوانه المخطوط الذي سبق ذكره.

(216)
المتوفى 1147
يا راقياً فوق أقطـاب العلا وعلا أتيت نحـوك يا مـولاي معتمداً وفي اعتقادي بأني لا أخيـب إذا ذو مـرقد جعـل الخلاق خادمه حتـى غدا لهـم في ذاك مفتـخر وقـد حداني وقوّى لي قوى أملي منها اختصاصك يا مولى الأنام بما وذاك أربـع خـصلات فاكملـها ولا رقى أحـد مـرضاه معتـقداً إلا ونال الشفا من فضل تربـتكم ومنـك تسعـة أشـباح أئـمتـنا بحقهم سيدي أرجـو النجاة غـداً صلى الالـه عليهم ما جـرى فلك رقاب كـل امـلا طـراً بحسناكا مؤملا منـك ما الرحـمن أولاكا أملت مَن كـان وهــاباً وفتاكا من السماوات جـبريلاً وأمـلاكا وذا قليل لمن لـم يـلق اشـراكا أخبار فـضلك إذ شاعـت وأنباكا بـه المزايا وفيـها الله اصـفاكا ما خيّب الله من يـدعو بمثواكـا بتربـة مـن ضريح فـيه علياكا وذاك لـيس جلـيلاً لـو نسبناكا لـولاهـم مـا أدار الله أفـلاكا من الحساب ومـا أخشى بعقباكا ومـا نظمنا الدرّ الشعر أسلاكا (1)

1 ـ عن شعراء الغرى للخاقاني ج 12 ص 440.

(217)
    الشيخ يونس بن ياسين النجفي المتوفى سنة 1147 كان من العلماء المشاهير وأهل الكمال والأدب البارزين ، وكان معاصراً للسيد نصر الله الحائري ، وبينهما مراسلات شعرية مذكورة في ديوان السيد الحائري المطبوع في النجف سنة 1373.
    ويروى الشيخ يونس قراءة وإجازة عن الشيخ حسام الدين ابن أخ الشيخ فخر الدين الطريحي باجازة وصفه فيها بالفاضل الكامل التقي الزكي الذكي الفطن الالمعي ، وذكر فيها انه قرأ عليه شطراً من الكافي والتهذيب والمعالم قراءة تحقيق وتدقيق تنبئ عن غزارة علمه وفهمه ـ إلى آخر ما قال وترجم له شيخنا الطهراني رحمه الله في ( الكواكب المنتثرة في القرن الثاني بعد العشرة ) مخطوط. وقال في نشوة السلافة في حقه :
    ديباجة الشرع وعنوانه ولسان الأديب وبيانه ، فضله أشهر من نار على علم وأظهر من النجم في دياجي الظلم ـ إلى آخر ما قال ، ثم ذكر من جيد شعره قصيدة في مدح الامام ابي عبد الله الحسين عليه السلام مطلعها :
يا راقياً فوق أقطاب العلى وعلا رقاب كل الملا طراً بحسناكا
    وللشيخ يونس ثلاثة أبيات أرسلها إلى الملا محسن ابن الملا عبد الله ( كليدار ) الروضة العلوية المتوفى قبل سنة 1158 هـ وهي :
سـلام على من لم أزل ذاكراً له فـمـا كان في ظني تباعـد مثله فلو كان من أهوى مسيئاً عـذرته بقلبي وان كلّت من المدح ألسن وأمـر الهوى بين المحبين متقن ولكنـه بين الخـلائق ( محـسن )


(218)
    وللسيد نصر الله الحائري قصيدة على بحر الرجز في ديوانه يراسل بها الشيخ يونس ويمدحه فيها جواباً على أبيات أرسلها اليه. مطلعها :
يهدي إلى المهذّب الصفي يونس مَن فاق على ( الصفي )
    ويهدي في آخرها السلام إلى الشيخ بشاره وولده الشيخ محمد علي صاحب ( النشوة ).
    وقال الشيخ يونس بن ياسين يمدح الشيخ بشارة والد الشيخ محد علي بشارة مؤلف ( نشوة السلافة ).
يا من حـوى كـل المفـاخر يافـعاً مذ صرت في برج الحجا وذوي النهى والرأي كهلا والوقار مشيبا لم يتخذ قلبي سـواك حبيبا


(219)
المتوفى 1151 تقريباً
عجم الطلول سقاك الدمع هتانا حالت فما أبقت الدنيا نظارتها ما أفظع الخطب لو أفـصحت ما كانا وحـوّلت روضهـا الممطـور كثبانا
    إلى أن يقول في شهداء الطف :
تمثلوا شخصهم في الـخلد وارتحلوا وصافحوا صفحات البيض واعتنقوا سالت على الاسل السامـي نفوسهم تقـبّل الـجامـِحات الشامسـات له والعابـد الساجد الـصوام خير فتى في أسـر جامـعة للاسر جامـعة وخلفـوا في محاني الطف أبدانا قبيل مـمساهـم حـوراً وولدانا فقربوا النحر للاجـسام قربانـا تحت السنابك بالرمضاء جثمـانا نعـدّه كهـف دنيانـا وأخرانـا تخالـها قصمت للعـمر ريعانـا
    وفي آخرها :
أوردتها حوض آمالي بكم فغدت حمّلتها من تضاعيف السلام كما تثير لا تختـشي والله حرمانـا ضمنتها من لطيف الود تبيانـا


(220)
    الشيخ عبد الحسين أبو ذيب
    جاء في أنوار البدرين ص 348 :
    ومن أهل هذا البيت ـ اعني بيت أبي ذيب ـ الشاعر الأديب الخير الشيخ عبد الحسين أبو ذيب (1) من شعرائها المشهورين وأدبائها المذكورين ، ومن شعراء أهل البيت المخلصين ، له قصائد في الرثاء مشهورة.
    ذكر المعاصر الشيخ علي المرهون في كتابه ( شعراء القطيف ) ان وفاته سنة 1151.
1 ـ أخبرني أحد أحفاده ان الشيخ عبد الحسين هو أخو الشيخ يوسف ابي ذيب الآتية ترجمته.

(221)
المتوفى 1152
الا أبـلغ قريشاً حيـث أمست رسالة ناصح أن كيـف أولت وتـعزل لا أقيـل لها عـثار فما مـن فادح فـي الكون إلا وتمسـي في الطفوف بنو علي جسومـاً بالتـراب معـفرات ألا مَن مخـبري أدرت لـؤي ألـم تعلم بـأن الآل أمسـت مصـاب ليلـه ألـقـى رداه سيبلي الـدهر كل جديد خطب ستلقى مـا جنت أبناء حـرب وتبصر غبّ ما فعلت قـريش إذا مـا قـام أروع هـاشمـي بـقيـّة أولـيـاء الله مـنهـم وان سلـكت سبيل الغي جـهلا سياسـة أمـرها مَن ليس أهلا إماما أمـرها الـرحمـن أولى له يوم الفـعيلة كـان أصـلا وفاطمة بـسيف الجـور قتلى وفـوق السمـر روسهـم تُعلّى وهاشم ما جرى في الطف أم لا يسومهـم العـدى سبـيا وقتلا على وجـه الصباح فعـاد ليلا ولـيس جديد خطب الطف يبلى وتـشرب بغيـها عـلاً ونهلا وتعلم مَن بـذاك الأمـر أولى به يملـي الاله الأرض عـدلا عليهم سلّـم الـباري وصلـّى


(222)
    الشيخ محسن بن فرج النجفي ( القطيفي ) ذكره مؤلف شعراء الغري صاحب الحصون المنيعة ج 9 ص 334 فقال : كان فاضلاً كاملاً أديباً راً ولم يسمع له شعر إلا في مدح أهل البيت عليهم السلام توفي في النجف الاشرف في حدود 1152 تقريباً ودفن فيها. وقد جاء شعره في الكتب كفلت مراثي الامام أبي عبد الله الحسين عليه السلام (1) أقول وذكر السيد الامين في الدر النضيد بعض أشعاره كما ذكره في الأعيان بقوله : الشيخ محسن بن فرج النجفي الجزائري ، كان فاضلاً أديباً شاعراً ، وترجم له صاحب ( ماضي النجف وحاضرها ) وذكر جملة من شعره ج 2 ص 174.
    ومن شعره في الحسين (ع) :
لعمرك ما البعاد ولا الصدودُ ولم يجر الـدموع حداء حاد ولكن اسبـل العينـين خطب عشية بالطـفوف بنـو علي تذاد عن الفـرات وويل قوم الاويل الفـرات ولا استهلت ألم يعـلم لـحاه الله أن قـد ألـم بجـنبه ضيـفاً قـراه به غدرت بنو حرب بن عبدٍ يـؤرقني ولا ربـع هـمودُ ولا ذكـرى ليالي لا تعـود عظيـم لـيس يخلقه الجديد عطاشـا لا يباح لها الورود تذودهـم أتعلـم مَـن تذود على جنـبيه بارقـة رعود قضى عطشا بجانبه الشهيد صـوارمها وخرصان تميد وأعـظـم آفة المولى العبيد

1 ـ شعراء القطيف للشيخ علي منصور.

(223)
إلا لا قـدست سـراً وبعـداً فما حفـظت رسول الله فـيه بـل استامته ما لو قد أرادت عـشية عـزّ جانبه وقلـّت أرادت بسطـه يمنى مطـيع ودون هوان نفس الحرّ هولٌ فاظلم يومهم في الطف يقظى فـمن رأس بـلا بـدن يُعلّى ومن أيد قد اقتطـعت وكانت ومن رحـل يباح ومن أسير وحاسرة يجـوب بها الفيافي ظعائن كالامـاء تـذل حزناً على الدنيا العفاء وقـلّ قولي مصاب قلّ أن يبكى دمـاءاً مـحا صبراً ولا يمحـيه إلا إمـامٌ أنبـياء الله تـقـفـو لتابعـها كما بعـدت ثـمود هناك ومـا تقادمت العـهود مـزيداً فيه أعـوزها المزيد توابـعه وقـد سـفه الرشيد وأيـن أبيّـها مـما تـريـد يشيب لـوقـع أدنـاه الـوليد وأصبح صبحه وهـُم رقـود وجـثمان يكـفـنه الصعـيد بحار ندى إذا انتجع الــوفود عـليل قـد أضرّتـه القـيود على هزل المطى وغـدٌ مريد وتستلب المـقانـع والبـرود على الـدنيا العفاء وهـل يفيد وتلطـم بالاكـف له الخـدود قيام فتى تـقـام بـه الحـدود لـواه والـملائـكـة الجنـود
    وللشيخ محسن فرج :
كيف ارتضيت قريش البغي سلطانا رجساً فأوسعتِ منكِ النفس نقصانا
    إلى أن يقول :
واقتادها الرجس يوم الطف سافرة ألقـت بكلكلها فيهـا يـدبـرهـا تـألبوا لـقتال الـسبط وانتـدبوا قود الذلول تثـير الـكون أحزانـا ارجاس قوم حشاها الشرك اضغانا مـن كل قاصـية شـيباً وشبـانا


(224)
حتى إذا هـدرت هـدر الفحول لـظى وكشرّت نيبـهم عـن نـاب مفـترس أهـوى إليها بابـطـال قـد ادرعـوا لا يرهبون سوى بـاري الوجـود ولا تخالـهم وصليل البـيض يطـربهـم يا جـادك الغـيث أرضاً شرّفت بهـم افديـهم معـشراً غـراً بهـم وتـرت اضحى فريداً يدير الطرف ليس يـرى يـدعـوهـم للـهـدى آنـا وآونـة يا واعظاً معـشراً ضلـّوا الطريق بما وزاجـراً فئة ضـلّـت بـما كسـبت ما هـنت قـدراً على الله العظـيم ولم لكنـما شـاء أن يـبديـك للـملأ الأ فـعـزّ أن تتـلظى بينـهم عـطـشا ويـل الـفـرات أبـاد الله غـامـره لـم يـرو حـرّ غليل السـبط بـارده فـيا سـماء لهـذا الحادث انفـطري ولترجف الأرض شـجواً فأبن فاطمة مـا هـان قـدراً عـليها أن تـواريه أفدي طريحاً على الـرمضاء قد جعلت مـا كان ضـرهم لو انـهم صفـحوا يا غيرة الله غـاض الصـبر فانهتكي هـب الـرجال بـما تأتبي بـه قتلت الهيجاء واشتبكت بيضا وخرصانا ضخم السواعـد قالي الكف حرانا من نسج داود في الهيجاء قمصانا يثـنون إلا عـن الفحـشاء أجفانا تحت العجاجـة ندمـانا وألـحانا إذ ضمـنت من هداة الخلق أبـدانا ريـحانة الطـهر طـه آل سفيانا سـوى المثقـف والهندي أعـوانا يطفي لظى الحرب ضرّاباً وطعّانا على قـلوبهم مـن غيّـهم رانـا بالسيف حيناً وبالتـنزيل أحـيانا يحجب فديتك عنك النصر خذلانا على ويجعـل منك الصبر عنوانا والماء يصـدر عنه الوحش ريانا وردّ وارده بالـرغـم ظـمآنـا حتى قضى في سبيل الله عطشانا فما القيامـة أدهى للـورى شانا امسى عليها تريب الجسم عريانا بل لا تـطيق لـنور الله كتمانـا خيل الـضلالة منه الجسم ميدانا عن جسم من كان للمختار ريحانا هـتك النساء لما في كربلا كانا وإن تـكن قتلت ظـلماً وعدوانا


(225)
ما بال صبـيتها صرعى ونسوتها تهـدى وهـنّ كـريمات النبي إلى والمسـلمون بـمرأى لا ترى أحداً تعـساً لها أمـة شوهآء ما حفظت جزته سـوءاً بـإحسان وكان لهـا فويلـها أيّ أوتـار بهـا طـلبت أو تـارٌ الملك الجـبار طالـبـها لا هُمّ أن كنت لم تنزل بما انتهكوا فأدرك الثـار منهـم وانتقم لـبني بالقائم الخـلف المهدي من نطقت اظهر به دينـك اللـهم وامـح به واررد عـلى آلك اللهـم فيـأهـم وآتهـم صلـوات منـك فاضلـة أسـرى يطاف بها سهــلاً ووديانا مـن كـان أعظــمهم لله كفرانـا لله أو لـرسـول الله غـضبـانـا نبيـّها في بـنيه بعـد مـا بـانـا يجزي عن السوء أهل السوء إحسانا وأي طـالب وتـر خصـمها كانـا والـديـن لله فـيه كـان ديـانـا مـن السـماء عليـهم منك حسبانا الزهرآء ممن لهـم بالبغض قد دانا بـه البشائر اســراراً وإعـلانـا مـا كان أحكـمه الشيـطان بنيانا واعطـنا بهم فـضلاً وغـفرانـا ما رنّح الريح في البيداء أغـصانا
    وله يستنهض الحجة المنتظر :
يا غيرة الله وابـن السادة الصـيدِ ديـنٌ بتـشييده بعـتم نفوسـكـم غبتم فـاقوى وهـدّت بعد غيبتكم وشيـعة أخلصتك الـودّ كنت بها مغمودة العضب عمن راح يظلمها شأواً وما حال شاء غـاب حافظها إنا الى الله نشكـو جـور عـادية لم يـرقبوا ذمـة فينا ولا رقـبوا ما آن للـوعد أن يقضي لموعود ولـم يكن بيعها قـدماً بمعـهود منه يـدُ الجور ركناً غير مهدود أبـرّ مـن والـدٍ برٍ بمـولـود وصارم الجور عنها غير مغمود عنها عشاءً فأمست في يدي سيد ما أن يرى جورها عنها بمردود إلا كأن لم نكن أصحاب تـوحيد
ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: فهرس