ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: 226 ـ 240
(226)
فكيف يا بـن رسـول الله تتركـنا مهـما نكن فلـنا حـق الـولاء لكم يا ليت شعـري متى قل لي نغادرها حـيث الخضاب دماها والعجاج لها يـوم بـه يا لـثارات ابن فاطـمة لا تبصر العين فـيه غير خافقة الـ كلا ولا يقـرع الأسمـاع فيه سوى يا نضرة الملك الرحمن عودي على وغـيرة الله ان هـنّا عـليك فمـا فالمـم به شعثـنا اللهـم منتـصراً فـي حيرة بيـن أرجاس مناكـيد وأنت بالحــق أوفى كل موجود نهـب السيوف وأطراف القنا الميد طيب وبيض المواضي حلية الجيد شـعار كـل كميٍّ طيـب العـود ـرايات ثمـة تحكـي قلب رعديد قرع الصوارم هـامات الصناديـد آل النبـي بما قـد فاتـهم عودي بالدين هونٌ ولا بالسـادة الصيـد بنا لـه يـا عظـيم المنّ والجـود


(227)
كان حيّاً سنة 1150
    المولى أبو طالب ابن الشريف ابي الحسن الفتوني العاملي الغروي :
عـمـرٌ تصـرّم ضيعـة وضلالا يا نفس كفي عـن ضلالك واعلمي وذري المساوي والـذنوب وراقبي فـإلى متى تبكـين رسمـاً دارساً هلا بكـيت الـسبط سبط محـمد بأبـي إماماً لـيس ينسـى رزؤه أفديه فرداً في الطفوف وقد قضى لهفـي لـه بين الطـغاة وقد غدا لهـفي عليه مضـمخاً بـدمـائه فالأفق أظلم والكـواكب كـوّرت يـا سادتـي يـا آل أحـمد حبكم وعـلـيكم صلى المهـيمن كـلما ما نلت فيه مـن الرشاد منالا ان الإلـه يشاهـد الأحـوالا رب العـباد وأحسني الأعمالا وتخاطبـين بجـهلك الاطلالا نجل البـتول السيد المفـضالا في الناس ما بقي الزمان وطالا عطشا ونال من العدى ما نالا فـرداً يـنازل منهـم الأبطالا تسفي عليه السـافيات رمـالا حزناً عليه وأبـدت الإعـوالا ديـن الإله بـه اسـتتم كمالا جـرّ النسيم على الربى أذيالا


(228)
    المولى أبو طالب ابن الشيرف ابي الحسن الفتوني العاملي الغروي.
    قال السيد في الأعيان ج 6 ص 447 :
    المولى أبو طالب أبوه مذكور في حرف الشين ذكره بهذا العنوان السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في ذيل إجازته الكبيرة الذي هو بمنزلة تتمة أمل الآمل وظاهره ان اسمه كنيته. فقال : كان فاضلاً محققاً متتبعاً في غاية الذكاء وحسن الادراك متقياً متعبداً متوسعاً في العقليات والشرعيات ، يروي عن أبيه وغيره من فضلاء العراق ، قدم الينا بعد وفاة والده وأقام أياماً وتباحثنا في كثير من المسائل وأفادني فوائد عظيمة ثم صعد إلى بلاد العجم وتوفي رحمه الله. وذكره في نشوة السلافة بالفاظ مسجعة على عادة أهل ذلك العصر فقال : الشيخ أبو طالب : ولد شيخنا العلامة ابي الحسن الشريف العاملي تشاغل في الادب فصار من أربابه فمن نظمه هذه القصيدة يرثي بها الحسين عليه السلام. أقول ولم يذكر السيد سنة وفاته ولا سنة ولادته ولكنه عندما ترجم والده المولى أبو الحسن الشريف بن محمد طاهر الفتوني أو الأفتوني العاملي النباطي في الجزء 36. قال : انه توفي سنة 1139 هـ ، فاذا كان الأب في أواسط القرن الثاني عشر يكون الولد عادة في أواخر القرن الثاني عشر إذا لم يكن من المعمرين.
    وفي شعراء الغري : الشيخ أبو طالب بن ابي الحسن الشريف الفتوني كان حياً سنة 1150 ، وهو من العلماء المشتهرين فاضلاً محققاً متتبعاً في غاية الذكاء وحسن الإدراك ، ترجمه السيد عبد الله الجزائري في اجازته الكبيرة وقال : يروي عن أبيه وغيره من فضلاء العراق ، قدم الينا بعد وفاة والده وأقام أياماً يباحثنا في كثير من المسائل وأفاد فائدة عظيمة ثم صعد إلى بلاد العجم


(229)
وتوفى هناك واعقب ولداً واحداً وهو الشيخ علي. ومن شعره مقرضاً كتاب ( نتائج الأفكار في محاسن الاشعار ) لصاحب ( النشوة ).
ومؤلف ألف الزمان رواؤه الفاظه حاطـت بكل فريدة ألف النواظر كل روض مزهر فتكفّلت بحـفاظ كنز الجـوهر
    وجاء في ماضي النجف :
    الشيخ أبو طالب ابن الشيخ أبو الحسن الفتوني من العلماء الادباء اجتهد في العلم حتى اطاعه عاصيه وغرف من بحره فأخذ ما يكفيه القى عصاه يوم كان شاباً يافعاً من الشعراء فكان في عدادهم قال السيد عبد الله الجزائري في إجازته الكبيرة ( كما مرّ ). وذكره في التكملة ووصفه بالعلم والفضل إلى أن قال : وهو أبو طائفة في النجف كان والده الشريف وقف أملاكا في النجف عليه وعلى اخته فاطمة إلى آخر ما قال ، أقول : برع في العلم ونشط في طلبه وصار من العلماء ، ضايقه الدهر وحاربه الزمان فترك مسقط رأسه النجف وسافر إلى ايران ومات هناك قال في نشوة السلافة بعد ذكر اسمه : تشاغل في الأدب فصار من أربابه وتعلق بغصن البلاغة فترك قشره وأخذ من لبابه فنظم فأبدع وأكثر واوزع فمن جيد نظمه هذه القصيدة يرثي بها أبا عبد الله الحسين « ع » : عمر تصرّم ضيعة وضلالا.
    وآل الفتوني اسرة عريقة في العلم متقدمة في الفضل لمعت بالفضل في القرن التاسع الهجري واعتزّت بها النجف من ( فتون ) وهي إحدى قرى جبل عامل ، جنوب لبنان وذكر صاحب أمل الآمل نسب هذه الاسرة وانها تمتُ بأصلها إلى الصحابي الجليل ابي ذرّ الغفاري فكان بعض العلماء المتتبعين يخاطب رجالاً من هذه الاسرة وينعته بالفتوني العاملي الجندلي الغفاري.
    ووالد المترجم له هو الشيخ أبو الحسن كان ـ كما يقول صاحب المستدرك


(230)
على الوسائل ـ أفقه المحدثين وأكمل الربانيين الشريف العدل أفضل أهل عصره واطولهم باعاً ، وفي لؤلؤة البحرين : كان محققاً مدققاً ثقة عدلا صالحاً ، اجتمع به الوالد لما تشرف بزيارة النجف سنة 1115 ووقع بينهما بحث في مسائل جرت.
    وله من الآثار العليمة ( ضياء العالمين ) في الامامة يقع في ثلاث مجلدات ضخام لم يكتب أوسع منه ، يوجد بخطه الشريف عند آل الجواهري في النجف الاشرف وله ( الفوائد الغروية ) مجلدان في أصول الدين واصول الفقه ، وغير ذلك. كانت وفاته سنة 1138 ، واعقب الشيخ أبا طالب وهو والد الاسرة الفتونية.


(231)
المتوفى 1156
ألا هـذه حـزوى وتلك خـيامـها ثـوت بـأعالي الرقمتـين فناؤهـا الى الله كـم في كـل يـوم يريعني كـأن فـؤادي دارهـا وجـوانحي تجلّت لنا في مـوقف البين وانثنت فـما نال منا لحـظـُها وقوامـها ألمياء مهلاً بعـض ذا الهجر والقلا خليلي هـل شاقـتكما مـن ديارها ألا تسعـدان اليـوم صباً متـيـماً وهـل تنـظران اليوم أيّ مـصيبة لهـم كـل يـوم سيدٌ ذو حفـيظة فيا عـينُ جودي ثم يا عين فاسكبي أبعـد النبي المصطفى وابـن عمه وما عجـبٌ للأرض قـرّت بأهلها بعيـد على قـرب الـمزار مـرامها فشبّ وفي قـلب المـحبّ ضرامـها على غيـر قصـد ظعنـها ومقامها مـواقـد نيـران ودمـعي غمامـها وقد قوّضت عن سفح حزوى خيامها كما نـال منّـا نأيـها وانـصرامها فقد كـاد أن يغتـال نفـسي حمامها طلـول عـفت أعلامـها واكامـها على نـوب للـدهر جـدّ اصطدامها ألّـمت بـأبـناء الـنبي عـظامـها كـريـم تـسقّيه الـمـنون لئامـها دمـوعاً تباري الـغاديات سـجامها وعـترته في الأرض يزهو خزامها وقـد ضـيم فيهـا خيـرها وإمامها


(232)
سليل أمـير المـؤمنين اذا اغتدت قتيلٌ بسيف البـغي يخضب شـيبه ذبيح يروّي الارض فـضل دمائه صريع له تبـكي مـلائـكة السما شهيد بأرض الطـف يبكـيه أحمدٌ وتـبكيه عين الشـمس بالدم قانيا وتبكي عليه الوحش من كـل قفرة سليب عليه الجن ناحـت وأعولت فـما أنس لا أنسى عظـيم مصابه جنود ابن سعد النحس وابن زيادهم وقـد منعوه الـماء ظلـماً ونـاله فواجهـهم بالنـصح بـدء قـتالهم يقـول لهـم يا قـوم ما لـقرابتي هجـرتـم كتـاب الله فيـنا وخنتم ورمتـم قـتالي ظـالمين وهـذه لعـمري لقد بؤتـم بأعظـم فتـنةٍ ورحـتم بعار ليـس يبـلى جديده تلقتـكـم الـدنيا بعاجـل زهـرة فما عذركـم يوم الحساب بموقف خصـيمكـم فيـه الإلـه وجـدنا فلم يُجـدِ فيـهم نصـحه ومقالـه يسـلّ عـليه للحقــود حسامـها دم النحر قد أدمـت حشاه سهامها به قـد غدى يحكي العقيق رغامها ومكـة يـبكي حلـها وحـرامهـا وطيـبة يـبكي ركـنها ومقامـها اذا حـطّ منهـا للطـلوع لثـامـها وتـندبـه أرامـهـا وحـمـامهـا بـمرثية يشجـي القلـوب نـظامها وقـد قصدتـه بالنفـاق طغـامـها نحـته فـآوى بالـقـلوب هيامهـا هنالك من وقـد الحروب اضطرامها فلم يثنهم عـن نـهـج غيٍّ ملامها وسبقـيَ لا يـُرعي لـديكم ذمامها مواثيق أهلـيه ونحــن قـوامـها فرائض ديـن الله مـلقـى قيامهـا سـيوردكم نـار الجـحيم أثـامهـا وخـطّة خسف لـيس ينـفد ذامـها فـراق لـديكم بالغـرور حـطامها يـبـرّح فـيـه بالانـام أوامـهـا ونار جحـيم ليس يخـبوا ضـرامها ومال الـى نصح الكفاح اعتـزامها


(233)
فـجاهدهم بالآل والصحـب جـاهداً ولـما رأى السـبط المـؤمـل أهله تـدرّع للهيـجاء يقـتـحم العـدى فجاهـدهم حتى أبـاد مـن الـعدى إلى أن هوى للأرض من فوق مهره فـيا لك مـن شهـم أصيـب بفقده فـجاء اليـه الشمر واحتـز رأسـه ومـولاي زيـن العابـديـن مكـبّل وبنتُ عتليٍّ تـندب السـبط لوعـة أخي يا أخي لولا مصابك لـم أبـحُ أخـي يا أخي عـدنـا أسارى أميه أخي ما لهذي القوم لـم أر عنـدهم أخـي بـين أحشائي اليـك تلـهّبٌ أخي ليس لي في العيش بعدك مطمعٌ أخـي فاطم الصغـرى تحنّ غريبة الـى أن أتـوا أرض الشآم بأهـلـه فعـاد يـزيـد ينكـث الثغـر لاهياً فأظـلمت الآفاق مـن سـوء فعـله وقـد طـالما كـان الـنبي محـمد فيا لك مـن خطب تشيب لهـولـه مصائب صوب الدمـع يهمي لعظمها إمـام الهـدى إني بحـبـك واثـقٌ فـأفناهُـم سمـر القــنا واحتطامها وأصحابـه صرعى وقـد حزّ هامها بنفس عـلا في الـحادثات مـقامـها جموعـاً على الشحناء كان التـئامها فـدته البـرايا غـرّهـا وفـخامهـا عماد المـعالى والـنـدى وشـمامها وسـاق نسـاء السـبـط وهو أمامها أحـاطـت بـه للـنائبات عظامـها يصـدّع قلـب الـراسيات كلامهـا بـأسرار حـزن فـيك عزّاكتتامـها بنا فوق متـن العيس يقصد شامـها ذرارى رسول الله يـرعى احترامها وعيـناي مـذ فارقـت غاب منامها عُرى الصبر مني اليوم بان انفصامها بـحزن الى لقـياك طـال هيـامها فـلا كان يـوما فـي البلاد شأمـها تدار علـيه فـي الكـؤوس مـدامها الـى شفـة للـوفد طـال ابتسامـها يـروق لـديـه رشفـها والـتثامهـا ولائـد مـن أن حان منـها فـطامها فمبدؤهـا يـذكي الجـوى وخـتامها وما شقيـت نفـسٌ وأنـت إمـامـها


(234)
أغثـها أغثـها سيـدي بشـفاعة فقد لازمت قـدما مدايحـك التي وكن مدركاً مولاي في كشف شدة انا الـرضويّ العـبد مادح مجدكم ولطف فقد أخنى عليها اجترامها مدى الدهر فيها فوزها واغتنامها أضرّ بجسـمي برحـها ولمامها رياض الثنا تزهو بمدحي كمامها (1)

1 ـ عن الديوان المخطوط ص 28 مكتبة الامام الحكيم العامة رقم 390 قسم المخطوطات بخط الشيخ محمد السماوي.

(235)
    كتب الشيخ محمد رضا الشبيبي في مجلة الاعتدال السنة 6 ص 84 فقال :
    هو السيد مير حسين ابن السيد مير رشيد ابن السيد قاسم وقد دعاه الشيخ عبد الرحمن السويدي في « حديقة الزوراء » بالسيد مير حسين الرشيدي النجفي وقال : مدح الوزير حسن باشا بقصيدة ، ولم نرها في ديوانه الذي نقلنا أكثر ما في هذه الترجمة عنه ، قلت لازم صاحبنا الاستاذ السيد نصر الله الحائري وبه تخرج وتأدب وهو أكبر أساتذته بلا ريب ، وللسيد مير حسين شعر كثير وقد اشتهر برقة غزله وتشبيبه وأولع بالتسميط والتخميس وهو لا يبارى في هذا الفن ولكنه لم يسمط إلا القطع الغزلية غالباً وتسميطه مشهور لا تخلو منه المجاميع الأدبية. مدح جماعة من وجوه النجف والحائر وبغداد وجرد جملة كبيرة من شعره في مدائح الرسول وأهل بيته سماها في صدر ديوانه « ذخائر المآل » وكان جمعه لديوانه سنة 1144 وأهداه إلى استاذه السيد الحائري وقد ظفرنا بنسخة الاصل من هذا الديوان في مجلدة صغيرة بخطه النفيس وهاك شذرة من أحواله نقلاً عن ظهر هذه النسخة.
    جاء به أبوه الى النجف ( كانت وفاة أبسنة 1124) فاشتغل بها ورحل الى كربلاء فتلمّذ عند السيد نصر الله الحائري مدة ثم عاد الى النجف وتلمّذ عند السيد صدر الدين شارح وافية التوفي ثم مرض مرضاً شديدا بقي يلازمه مدة وتوفي قبل الستين وبعد الألف والماية والست والخمسين قبل شهادة استاذه السيد نصر الله الحائري وكان يكتب خطاً جيداً للغاية وهو من أسرة السيد صدر الدين شارح الوافية وله في ديوانه قصيدة يمدحه بها ».
    هذا نص ما وجد على ظهر هذه النسخة من الديوان ، وخلاصة القول كما


(236)
يبدو لنا من تصفح الديوان ان السيد مير حسين من شعراء الطبقة الوسطى في عصره وهو يكثر من استخدام البديع والصناعات اللفظية وشأنه في ذلك شأن أكثر الشعراء في عصور الجمود والتقليد ولكن للسيد مير حسين حسناته في هذا الباب ، ومن شعره :
أما والهوى العذري لم أقترف ذنباً أبيتُ على مـثل الرماح شوارعاً وأرفل في ثـوب الهـوان وطالما ولكنها الأيـام جـدّت صـروفها ولكن على رغمي أقول لك العتبى لما بي ولم أشهد طعاناً ولا ضرباً لبست رداء الـعزّ أسحـبه سحبا فشذّت « مقاماتي » شذوذ أبي يأبى
    وكتب الى السيد نصر الله الحائري على ورقة هندية مذهّبة :
تأمـل يا أخا العلياء واحـكم أليس الخط مع نظمي وطرسي فحكمك في بني الآداب ماض رياض في رياض في رياض
    وله : قال ومعنى البيت التالي مما لم يسبق اليه :
ومدامة حمـراء رائقة لا تستقر بكأسها طرباً أمست تفوق الشمس والبدرا فكأنها مـن نفسها سكـرى
    وقال في منظرة من در النجف :
صفت ورقّت فجاءت روح من الماء حلّت حسناً بمعنى عجاب في قالب من حباب
    وله :
ما يمنعُ الانسان من جلسة من بعد قول الله سبـحانه من غير بسط الفرش فوق الصعيد منـها خلـقـناكـم وفيـها نعـيد
    وله في النهي عن العزلة :


(237)
من قال بالعزلة قولا فقد فكن بخـلق الله مستأنساً اوجب اهل الشرع إغفاله لا تـصلح العـزلة إلا له
    وكتب الى بعض الأعيان صحبة كتاب ( قطر الندى )
يا بحر العلم ويـا ندباً قابل بقبولك عذر فتى قد جل نداه عن الحصرِ قد أهدى القطر الى البحر
    وكتب عنه محمد حسن مصطفى في السلسلة الثالثة من كتابه ( مدينة الحسين ) كما جاءت ترجمته في مقدمة ديوان السيد نصر الله الحائري إذ هو الجامع للديوان وكاتبه بخطه الجيد وترجم له الشيخ الأميني في الغدير ونشرت مجلة ( الاعتدال ) النجفية في سنتها الثانية ص 457 ان جمعية الرابطة الأدبية بالنجف شرعت بطبع ديوان الشاعر المترجم له ولم نر أثراً لذلك.
    وكتب عنه الاستاذ حميد مجيد هدّو في مجلة ( البلاغ ) الكاظمية في العدد الثالث من السنة الثانية.
    وهذه رائعة من مدائحه النبوية أخذناها عن مجلة الغرى النجفية :
جيـرة الحي أيـن ذاك الـوفاءُ لي فـؤاد أذابـَه لاعـج الشوق كلما لاح بـارق مـن حـماكم فاض دمعي وحـنّ قلبي لعصر يا عذولي دعني ووجدي وكربي هم رجائي إن واصلـوا او تناؤا هـم جلوا لي من الحمـيّة قدماً خمرة في الكؤوس كانت ولا كر ليت شعري وكيف هذا الجفاء وجـفنٌ تفيـض مـنه الدماء أو تغنّت في دوحها الـورقاء قد تـقضّى وعز عنه العزاء إن لومي في حـبّهم إغـراء ومـواليّ أحـسنوا أم أسـاؤا راحَ عشقٍ كؤوسها الأهـواء م ولا نـشوة ولا صـهبـاء


(238)
ما تجـلّت فـي الكاس إلا ودانت ثم مـالوا قبـل المذاق سـكارى كنـت جاراً لهم فأبعـدني الدهـ أتـرونـي نأيـت عنكـم مـلالا سـرّ خلق الأفـلاك آيـة مـجدٍ رتـب دونها الـعقـول حيـارى محـتد طـاهـر و ( خلق عظـيم ) خـصّ بالـوحي والـكتاب ونـا يا أبـا القاسـم المـؤمل يا مـن قاب قـوسين قـد رقـيت علاءً ولك الـبدر شـق نصفين جهـراً ودعـوت الشمـس الم نيرة ردت أنـت نـور عـلا على كل نـور لم تـزل في بواطن الحجب تسري فـاصـطفاك الالـه خـير نبـي داعياً قـومه الى الشـرعة السمـ وغـزا المعتديـن بالبيض والسمر ولــه الال خـيـر آل كــرام هم ريـاض النـدى ودوح فـخار يبـتغى الخيـر عنـدهـم والعطايا سادتـي انتـموا هـداتـي وأنـتم والـى مجـدكم رفـعـت نظـاماً خاطـري بحـرها وغواصها الفكر وعليكم صلى المهيمن ما لاح صبا أو شـدا مغـرم بـلـحن أنـيـقٍ سـجـّداً باحـتسائهـا النـدماء مـن شـذاهـا فنطـقهم إيـماء ـر فمن لي وهل يـردّ القضاء لا ومـن شـرّفت بـه البطحاء صـدرت مـن وجـوده الأشياء حـيث أدنـى غاياتـها الاسراء ومـقـام دانـت لـه الاصفـياء هـيك كتاباً فيه الهـدى والضياء خضـعت لاقـتـداره العـظماء ( كيـف تـرقى رقيّـك الانبـياء ) ( يا سمـاء مـا طـاولتها سـماء ) لعـلـي تـمــدّهـا الأضـواء ذي شـروق بـهـديـه يستضاء حــيــث لا آدم ولا حــواء شأنـه النصح والتقـى والـوفاء ـحاء يـا للإلـه ذاك الـدعـاء فـردت بغـيـضهـا الاعــداء عـلـمـاء أئـمـة أتـقـيـاء وسـمـاح ثـمـارهـا العـلياء كل حيـن ويســتجاب الـدعاء عـدتـي إن ألـمـّت الـبأسـاء كلئالٍ قـد نَـمّ مـنهـا الصـفاء ونـظّـام عـقــدهـنّ الـولاء ح وانـجـابـت الـظـلـمـاء ( جيرة الحـي أيـن ذاك الـوفاء )


(239)
المتوفى 1157
    جاء في ديوان الشاعر حسن بن عبد الباقي بن ابي بكر الموصلي أنه توجه لزيارة المشهدين الشريفين : العلوي والحسيني فعندما زار مرقد الإمام الحسين عليه السلام بكربلاء انشأ هذه المرثية وكتبها على جدار الباب الشريف :
قد فـرشنا لـوطئ تلك النـياق وزجـرنا الـحداة ليلا فجـدّت حبـّذا السير يوم قـطع الفيافي وأمامـي الإمـام نجـل عـليّ لـم تلـد بـعـد جـدّه وأبيـه بسناء الحسـين يا حـبّذا الخلق أي أم تكـون فاطـمة الزهراء أي جدّ يكون أفضل خـلق الله هـل علمـتم بما أهيـم جنونا يوم قتل الحسين كيف استقرت أيها الأرض هل بقي لك عين كيف لا تنسف الشوامـخ نسفاً ساهـرات كلـيلـة الآمـاق ثمّ ارخـت أزمّـة الأعـناق ما أحيلا الـوداع عند الفراق فـخر آل البتول يوم السباق امهـات بـسائــر الآفـاق ويا حسـن أحسـن الأخلاق أو والـد على الحوض ساقي والمجـتبى عـلى الاطـلاق ولمـاذا تأسـفي واحـتراقي هذه الأرض بل وسبع الطباق ودمـاء الحـسين بـالاهراق ويحـين الوجـود للامـحاق


(240)
أغـرق الله آل فـرعـون لـكـن يا سـماءاً قـد زيّـنت واستـنارت هـكذا يـوم كربـلا كان يـزهـو كيـف بـالله مـا غـدت كعـيون كيف لـم تجـعل النـجوم رجوماً وآحيـاء الـزمـان مـن آل طـه مـا تـذكـّرت يـا زمـان علـيّا لـو تـرى جـيد ذلك الجـيد يوماً كلّ عـرق بـه الهـدايـة تـزهو انت تدرى بمـن غـدرت فأضحى هـكـذا كان لايقـاً مـثل شمـر حـرم المصـطفـى وآل عـلـيّ بين ضـمّ الحسـين وهـو قتـيل يا ابن بنت الرسول قد ضاق أمري ودجا الخطـب والمـصـائب ألقت جئـت اسعى إلـى حـماك وما لي وامـتـداح مـرصـّع بــرثـاءٍ وعلـى جـدك الحـبيـب صـلاة لـم يكن عندهم كهـذا النفاق وبها الـبدر زائـد الاشـراق فرقـد فـيك والنجوم البواقي سابـحات بأنهـر الأحـداق ورميت العـداة بـالاحـراق وعتاب البـتول عنـد التلاقي كيف ترجو بأن ترى لك واقي ودمـاء على المـحاسن راقي لعـن الله قـاطـع الاعـراق بـدمـاء مـرمـلاً بالـعراق يلتقى الآل بالسيـوف الـرقاق سائبـات عـلى متون العتـاق واعتنـاق الـوداع أي اعتناق مـن تناءٍ وغـربة وافتـراق رحلها فـوق ضيق هذا العناق لك والله ما سـوى الأشـواق فتقـبّل هــديـة العـشـاق مـا شدا طائـر على الأوراق
ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: فهرس