ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: 256 ـ 270
(256)
يـا شمـر دعـه لنا ثـمال أرامـلٍ حتى بـرا الرأس الشريف مـن القفا فارتجّت السـبع الطـباق وزلـزلت الله أكـبـر يـا لـه مـن حـادث الله أكـبـر يـا لـه مـن حـادث الله أكـبـر يـا لـه مـن حـادثٍ يا راكـباً نحـو المـدينة قـف بها وقل السـلام عليك يا أزكى الـورى أوصـيت بـالثقلـين أمتـك التـي ها قد أضاعـت يـا رسول الله مـا هـذا الحـسين بكـربلا عهـدي به وتركـت نسوتـه الـكرائـم حسّراً واقصر مـن الشـكوى ستسمع أنّةً وانحُ البـتول وقـل أيـا ستّ النسا سـت النساء أمـا علمتِ بما جرى ست النساء ربيب حجرك في الثرى ست النساءحبـيب قلبك قـد قضى ست النساء رضيع ثـديك رضّضت يعــزز عليّ بـأن أقـول معـزياً الـرأس منـه على سنـان شاهـق وبناتك الخفرات فـي أيـدي العدى أبرزن مـن بعد الخـدور حـواسراً أخذت سـباً حـرقت خباً شتمت أباً ومـلاذ أيتامٍ لنا يحـمي الحما فغـدا على رأس السنان مقوّما أركانها والأرض ناحت والسما أضحى له المجد الرفـيع مهدّما أمسى لـه الأفق المـنوّر مظلما أبكا الـمشاعر والمقام وزمزما عنـد الرسول معـزّياً متظـلّما نسبـاً وأكرمهم وأشـرف منتما لـم تألها نصحاً لهـا وتكـرّما أتمَنَـت بذمـّتها وعهداً مبـرما شفتاه ناشفتان مـن حـرّ الظما من حولـه يمسـحن منحره دما مـن قبـره تـدع الفـؤاد مكلّما أعلمت قاصمة الظـهور بنا وما رزؤٌ أراه مـن الرزايا أعظـما عاري اللباس مسربلاً حُلل الدما ظامي الحشا والنهر في جنبيه ما خـيل العدى أضلاعه والأعظما وأفوه عـما في الضمير مترجماً والجسم من وقع السيوف مهسّما خـلّفتهـنّ مكشـّفات كـالأمـا سلب العدى منها الردا والمعصما ما كان أهلا أنت سـبّ وتشـتما


(257)
ودعا ابن سعـد بالجـمال فقرّبت بأبي حـزينات القـلوب يروعها بأبي البطون الطاويات من الطوى بأبي الـدماء السائلات وأرؤسـاً بأبي سكـينة والـرباب وزيـنباً وأمامهـن الـرأس فـوق قناتـه حتى أنـاخ على يزيـد فقـدّموه جـذلان يقرع بالقضـيب مـقبّلاً واقام عيداً فـي الشآم كما أقامت فعلى يـزيـد ووالـديه وتابعـيه وعلى النبـيّ محــمدٍ والآل مـا مـولاي يا بن الأكرمين وقلّ مـا مـولاك لطـف الله فـوّض أمره مـولاي خذ بيدي غداً مـع والديّ فـامنـن علينا بـالقـبول فـإنّك وعليكـم صلّى المهيـمن مـا دجا وسرى بها لحادي المجدّ مزمـزما حادي الظـعون على البرا مترنّما بأبي الشـفاه الناشفات مـن الظما في العاسلات غدت تضاهي الأنجما في الضعن يسترحمنَ من لم يرحما يتـلو مـن الـقـرآن آياً محكـما بطـشـته لـمـا رآه تـبـسـّما يحـنو عـليه المصـطفى متلـثّما فـي السماء لـه الـملائك مـأتما ومن رضيه اللعن مـن رب السـما هبّـت صـبا صلّى الإلـه وسلـّما نتج الكريـم سـوى النجيب الأكرما بيـديك معـتـمداً علـيك وسلـّما ومن غدا في الحـب مـثلي مغرما البـرّ الوصول تعـطـفاً وتـكرّما لـيلٌ ومـا الصبح المنـير تبـسّما


(258)
    قال الشيخ الطهراني في الذريعة قسم الديوان صفحة 944 :
    ديوان الشيخ لطف الله البحراني ابن محمد بن عبد المهدي بن لطف الله بن علي البحراني الذي صحح بعض أجزاء شرح النهج لابن أبي الحديد الموجود هو في مكتبة ( سبهسالار ) طهران كما في فهرسها ج 2 ص 48 وفرغ من التصحيح 15 شعبان سنة 1164 وهو من الشعراء الراثين للحسين عليه السلام الذين جمعههم حفيد هذا الشاعر وسمّيه وهو لطف الله بن علي بن لطف الله ابن محمد بن عبد المهدي ، وهم اربعة وعشرون شاعراً جمع مراثيهم هذا الحفيد في مجموعة في سنة 1201 وهذه المجموعة بخط الحفيد موجودة عند الشيخ محمد علي يعقوب الخطيب النجفي المعاصر انتهى.
    أقول ثم ذكر ديوان الشيخ لطف الله الجدحفصي في رثاء الحسين وهو ابن الشيخ علي بن لطف الله البحراني المذكور آنفاً ، وهو المؤلف للمجموعة في سنة 1201 وقد أدرج في المجموعة مراثي من نظمه.
    وللشيخ لطف الله بن الشيخ محمد قصيدة تزيد على المائة بيت أولها :
ألغير كاظمة يرقّ تغزلي حيّا الحيا ساحاته من منزلي
    في صفحة 113 من مجموعة مخطوطة في مكتبة الإمام الصادق ـ حسينية آل الحيدري بمدينة الكاظمية رقم 75 بخط محمد شفيع بن محمد بن مير عبد الجميل الحسيني سنة 1242.


(259)
عـج بالديار سقاها الـوابل الهطلُ ليت المطايا التي سارت بهم عقرت بانوا فلم يبق لي من بـعدهم جلـدٌ مصاب سبط رسول الله من ختمت دعوه للنصـر حتى إذ أتـى نكثوا رووه يوم الرزايا بالكتائب والخيل والسبط في صحبه كالبدر حيث بدا تسابقوا نحـو إدراك العلى فجنوا من كل قـرم أشمّ الانف يوم وغىً فعفروا في الثرى نفسي الفداء لهم يا آل طـه بكم نرجـو النجاة غداً فـانـتم شفـعـاء للانـام غـداً فدونكم مـن علي نجـل أحـمد يا وجادها من ملثّ القـطر منهملُ يوم الرحـيل ولازمّـت لهم ابل كـلا ولا مهـجة تغتـالها العلل بـجـده أنبـياء الله والـرسـل ما عـاهدوه عليه بئس ما فعلوا التـي ضاق عنها السهل والجبل بين الكواكـب لم يرهقهم الوجل ثمارهـا بنـفوس دونهـا بذلوا ضرغام غاب ولكن غابه الاسل صرعى تسحّ عليهم دمعها المقل من الخطايا إذا ضاقت بنا السبل يوم الحـساب إذا لم يسعد العمل آل النبي رثـا مـا شابـه خلل
    والقصيدة طويلة موجودة في الديوان المخطوط بمكتبة الامام الحكيم العامة برقم 745 قسم المخطوطات.


(260)
    الشيخ علي بن أحمد الملقب بالفقيه العاملي المشهدي الغروي يقول السيد الأمين : وجدنا له ديوان شعر في النجف بمكتبة الشيخ محمد السماوي أقول وله مراسلات أدبية مع الشاعر السيد نصر الله الحائري سنة 1122. قال الشيخ الأميني : وهو موصوف بالعلم والأدب والفضيلة ، له ديوان مرصوف مسبوك مرتب على أبواب وخاتمة (1) ، قرأ على المدرس الشريف الأوحد السيد نصر الله الحائري.
    وذكره صاحب نشوة السلافة فقال : العالم النبيه الشيخ علي بن أحمد الفقيه نادرة هذا العصر والزمان ومدره الفصاحة والبيان ، لا تغمز له قناة ولا تقرع له صفاة ، شعره أنور من روض زاهر لا يطيق أن يأتي بمثله شاعر.
    رائعة من روائعه في مدح النبي الكريم. عن ديوانه المخطوط :
سل وميض البرق إن لاح ابتساما وسل الـوابـل يـا صـاح إذا هـل ترى جيـران ذياك الحمى بل هموا بالمنحنى مـن أضلعي ليـتهم حيـث ألـمّـوا علـموا يـا رعى الله بـهـاتيك الـرّبى عن يمين الجزع مَن أبكى الغماما بكـر العـارض يحـدوه النعاما ضعـنوا أم قـطـنوا فيه دواما لا حـجازا يمـمّوهـا وشئامـا انما قلبي لهـم أضـحى مـقاما جيرة الحيّ وان جـادوا احتكاما

1 ـ وهذا الديوان أصبح في جملة مخطوطات مكتبة الامام الحكيم العامة بالنجف الاشرف ـ قسم المخطوطات رقم 745 وقد كتب عليه : هذا ديوان الشيخ الامام العلامة فريد دهره ووحيد عصره قدوة الأدباء وقبلة الشعراء. الشاعر الأديب النبية علي بن أحمد الملقب بالفقيه ، العاملي نسباً والغروي مولداً ومسكنا.

(261)
وسقـى الجـرعـاء من بطحآئها سلـبوا جفنـي رقـادي بعـدما أطـلقوا دمـعـي ولكـن قيـدوا يا ومـيض الـبرق بـالله فسـل احـلال عنـدهـم سفـك دمـي أن يكن قتلي لهـم فـيه رضـىً انّ للـعـرب عـهـوداً ووفـى يـا لـقومـي مـن لصّبٍ مدنفٍ من ضبى أجفـان أجفـان الظبى ودمـىً لو لـم تـكن الحاظـها يـا أهيل الـودّ هـل من زورةٍ ليت شعري أنها وحدي في الهوى لا رعى الله عذولـي في الهوى أو لا يـعـلـم مـن أنـّي لـم مـا على الأعـمى بذا من حرج دع ملامـي في الهوى يا لائمي لـم يمـط عني أعـبآء الهـوى أحمد الـرسل الميامـين ومـن سيّـد الكونـين والهـادي الذي خير خلق الله من اضحت لضىً خـصّ بالـبعـث الينا رحـمةً وبـشيـراً ونـذيـراً للـورى علّـة الكـون فـلـولاه لـمـا صـوب دمـعي وسحـاب يتهاما ألبسوا جـسمي نحـولا وسقامـا قلبي المضنى ولوعـاً وغـرامـا من ظبآء الحي ان جـزت الخياما أي شـرع حلّـلوا فـيه حـراما مـا عليهـم قَـودٌ فيـه إذا مـا ما لهذا العرب لم يرعوا الذمـاما قلبه اضـحى كئيـباً مـستهـاما كلّ جفـن ارهـفوا فيه حسامـا ريشها الهـدب لـما كـنّ سهاما بعد ذا البعـد ولـو كانـت مناما ذو عـنىّ أم أن للـصبّ هيامـا فـلكم أودى باحشآئـى ضرامـا استمع يـوماً من اللاحي مـلاما إنمـا فيه عـلى مـَن بـتعامـا وذر العـذل فـذا العذل إلى مـا غير مدحي خير من يولي المراما ختـم الله بـه الـرسل الـكراما ضلّ من قـد حاد عنه وتَحامـى للـورى إذ جـآء بـرداً وسلاما وهـدىً عـمّ بـه الله الانـامـا وصراطـاً مستقـيماً وإمـامـا خلـق الله ضـيـآء وظـلامـا


(262)
لا ولا آدم فـي الـدنـيـا ولا واصطفاه الله مـن بين الورى وبـه اسرى بـلـيل فـدنـى كم له مـن معـجزاتٍ ظهرت وبـراهيـن هـدىً أنـوارها من اولو العزم بـه قد شُرفوا فاقهم فضـلاً فـلو قيسوا به هـو منهم وهـموا منه غدوا أو كبـحـر والنبـيون بـه فـاز فـي عقباه من لاذ به ونـجى مستـمسك عاذ بـه ويقيني مـن يـكن معتصماً كيف في الدارين نخشى وهو يا رسول الله يـاذا الفضل يا وأمط عن مهجتي حرّ الظما يا رسول الله سـمعاً مدحتي فاجـزني بمـديحي كـرماً فعليك الله صلّى مـا اغتدت ونحا عـلياك ركب يمـمّوا ( يافثاً ) فيـها ولا حشامـا وساما خاتم الـرسل وأعـلاه مـقـاما قاب قـوسين واقـرأه السلامـا جلّ منها الدين قـدراً واحترامـا قد محت من مشرق الحق القتاما وحـباه الله بـالـرسل اختتامـا جلّ قـدراً في المعالي وتسامـى كنجـوم قارنـت بـدراً تـماما قـطرات أو كـدرٍّ فـيه عـاما ونجـا فـيهـا ولـم يلق أثـاما من سطى الدهر ولو لاقى الحماما برسول الله صـدقـاً لـن يضاما العروة الوثـقى لـدينا لا انفصاما خير مـن لاذ بـه الـجاني أثاما يـوم آتيك غـداً اشكـو الاوامـا فـبها منك غـداً ارجـو المراما خير ما ارجوا غـداً : إنّ الكراما عـيس وفـادك في البـيد ترامى لثـم اعتابـك ضـمّاً واستلامـا
    وقال عند خروجه من اصفهان متوجهاً الى النجف سنة 1120 ، مادحاً أمير المؤمنين عليه السلام. أخذناها عن ديوانه :
ذريني تعنينى الأمور صعابها فان الأماني الغر عذب عذابها


(263)
إذا عـرضت لي مـن اموري لبانة فلا بـد مـن يوم يـرينى اجتلاؤه فلا تعذلي من أرهف العزم خائضاً ترامى بـه من كل هو جاء ضامر يـؤم بهاشـهم إلى غايـة غـدت وآنـس مـن أرض الغري مسارحاً فثمّ أريـح اليعملات مـن الـسرى احط بها رحلي وألقـي بها العصى مواطـن انس فالبـرية قـد غدت سمت شرفاً سامي السماك فكاد في الا إن أرضاً حـلّ في تربـها أبو أخو المصطفى من قال في حقه أنا إمام هـدى جاء الـكتاب بمـدحه طـويل الخـطى تلقاء كل كتـيبة إذا لـم تطر قبل الفـرار نفوسهم فسيان عندي بعـدهـا واقترابها وجوه الأماني قـد أُمـيط نقابها غمار المنايا حيث عـبّ عبابها أمونٍ كأمثال الحـباب انسيابـها تشاد بـاكناف الـمعالي قـبابها ولاح لعيني سـورها وشعابهـا وطيّ قفـار مـدلهـم إهابـها إلى أن يفادي النفس مني ذهابها إليها رجا الدارين تحـدى ركابها ثراها الثريا أن يكـون غـيابها تـراب لكـحل للعيـون ترابها مـدينة عـلم وابـن عمّي بابها وجاء بـه الرسل الكـرام كتابها إذا شبّ فـي نار الهياج التهابها فبالبيض والسمر اللدان استـلابها
    وقال يمدحه عليه السلام وانشدها في شيراز أيام صباه. وهي من ديوانه :
هـلا رثـيت لمـدنـف مثل الذي ما زال مفتقراً لله أيــام الــغــري فلكم صحبتُ بـارضـها وسحبت أذيـال الـصبا والشـمل منتـظـم لـنا سئمت مضاجعه الوسائد إلـى صلـة وعـائـد وحبـذا تلك الـمعـاهد آرامها الغيد النـواهـد مرحا وجفن الدهر راقد بربوعها نـظم الفـرائد


(264)
مضـت على عـجل بها يـا دارنا بحـمى الغري يـا سعـد وقيـتَ النوى بالله ان جـزت الغـريّ واخلـع بها نعـليك ملتثم وقـل الـسلام علـيك يا ومحط رحل المسـتضام يـا آيـة الله الــتـي والحجة الكبرى المـناطة لولاك مـا اتضح الرشاد كـلا ونـيران الضلالة والـديـن كـان بـناؤه حـارت بـك الأوهـام أنت المرجى في الفوادح تدعو الأنام إلـى الهدى خـذها أبـا حسـن إلى أرجـو بها يـوم المعاد صـلى علـيك الله مـا الأيـام كالنعـم الشوارد سقيتِ منـهلّ الـرواعد وكفـيت منـها ما أكابد فعـج على خير المشاهد الـثــرى لله سـاجـد كهف النـجاة لكل وافـد المـستجـير وكـل وارد ظهرت فأعيت كل جاحد بـالأقـارب والأبـاعـد ولا اهتـدى فيه المـعاند لـم تـكن أبـداً خـوامد لـولاك منـهدّ القـواعد واختلفت بنعماك العـقائد والمـؤمـل في الشدائـد وعليهم فـي ذاك شاهـد عليـاك أبـكاراً خـرائد النصـر ان قلّ المـساعد ارتضع الثرى درّ الرواعد


(265)
    ذكر الشبراوي الشيخ عبد الله الشافعي المتوفى 1172 في كتابه ـ الاتحاف بحب الاشراف ـ فصلاً في مشهد رأس الحسين عليه السلام في مصر والكرامات التي كانت له ثم قال : ولنذكر نبذة من القصائد التي مدحتُ بها آل البيت الشريف وتوسلتُ فيها بساكن هذا المشهد المنيف ، فمما قلت فيه :
آل طــه ومـَن يـقـل آل طـه حبكـم مـذهـبي وعـقـد يقـيني منكم أستـمد بل كل مـن في الكون بيـتكم مهـبط الـرسالة والـوحي ولـكم في الـعلا مـقـامٌ رفـيعٌ يا بن بنت الرسول مَن ذا يضاهيك يـا حسـيناً هـل مـثل أمـك أمّ رام قـوم أن يلحـقـوك ولـكـن خـصـك الله بالسـعادة فـي دنـياك لك فـي الحـشر يا حسيـن مقـام يا كريم الـدارين يا مَن لـه الدهـر أنت سـيـف على عـداك ولـكن كل مـن رام حـصر فـضلك غرّ مستجـيراً بـجاهكـم لا يـردُّ ليس لي مـذهب سـواه وعقدُ من فيض فضلكم يستمد ومنـكـم نـور النـبوّة يبـدو ما لكـم فـيـه آل يـس نـدّ افتـخاراً وأنـت للفـخر عقد لشـريف أو مثـل جـدّك جدّ يبنـهم في العـلا وبيـنك بُعدُ ثـم بـالـشـهادة بَعـد ولأعـداك فيه خـزيٌ وطـرد على رغـم مـن يعاند عبد فيـك حلم ومـا لفـضلك حـدّ فـضل آل النبـي ليـس يـُعَدّ


(266)
طيـبة فاقـت البـقـاع جمـيعاً ولمصـر فـخر على كـل مصر مشـهدٌ أنث فـيه مشـهد مجـدٍ وضريح حـوى عـلاك ضريحٍ مـدد مـا لـه انـتـهاء وسـرّ رضـيَ الله عـنـكـم آل طـه وسـلام عـليـكـم كـل وقـت انـا في عـرض تربـة أنت فيها أنا في عرض جدك الطاهر الطهر أنا في عرض جدك المصطفى مَن حين أضحى فيها لجدّك لحدُ ولهـا طالـعٌ بقـبرك سعدُ كم سعى نـحوه جوادٌ مُجِدّ كـله مـندل يفـوح ونـَدّ لا يضاهى ورونـق لا يُحَد ودعاء المـقلّ مثلـي جهد ما تـغنّت بكـم تهامُ ونجدُ يا حسيناً وبـعدُ حـاشا أُرَدّ إذا ما الزمان بالخطب يعدو كل عـام لـه الـرحال تُشدّ
    قال : وقلت فيهم ايضاً رضي الله تعالى عنهم :
آل بيت النـبي مـا لي سـواكم لسـت أخشى ريب الزمان وأنتم مَـن يضاهي فـخاركم آل طـه كـل فـضل لغـيركـم فإليـكم لا عـدمنا لكـم مـوائـد جـود يا ملـوكاً لـهم لـواء المـعالي أيّ بيـت كـبـيـتكـم آل طـه روضـة المجـد والمفاخـر أنتم ولكـم فـي الكتاب ذكـر جميل وعليكـم أثنى الكتاب وهـل بعد ولكـم فـي الفـخار يا آل طـه قد قصدناك يا بن بنت رسول الله يا حسيناً مـا مـثل مجدك مـجدٌ ملجأ أرتجـيه للكرب في غـد عمدتي في الخطوب يا آل أحمد وعلـيكم سـرادق العزّ ممـتد يا بني الطـهر بالإصالـة يُسند كل يـومٍ لـزائـريكـم تُجـَدّد وعلـيهم تـاج السـعادة يُعـقد طهـّر الله سـاكنـيه ومـجـّد وعليكم طيـر المـكارم غـرّد يهـتدي منـه كل قارٍ ويسـعد ثنـاء الكـتاب مجـدُ وسـؤدد منـزل شامـخ رفيـع مشـيّد والخير مـن جـنابـك يُقـصَد لشريف ولا كـجـدّكَ من جـد


(267)
يـا حسـيناً بحـق جـدّك عطفاً كـل وقـت يـودّ يـلثـم قبـراً سـادتي انجـدوا مـحباً أتـاكـم وأغيثوا مقـصّراً ما له غير حماكم فعـليكم قـصـرت حبي وحاشا يا إلهي مـا لي ســوى حب آل أنـا عـبد مقـصّرٌ لسـت أرجو لمحبٍّ بالخـير مـنك تعـود أنـت فيه بمـقلتيه ويشـهد مطلق الدمع في هـواكم مقيد إن أُعضل الأمر واشتد بعـد حبي لكم أُقـابلُ بالرد البيت آل النبي طـه الممجد عملاً غيـر حـبّ آل محمد
    وقال :
يا آل طـه مـن أتـى حبكم لذنابكـم يـا آل طـه وهـل تـزدحم الـناس بـأعتابـكم من جاءكـم مستمطراً فضلكم يا سادتي يا بضعة المصطفى أنتـم مـلاذي وعـياذي ولي وحقـكم إنـي محـبّ لكـم وقفـت في أعتابكـم هـائماً يا سبط طـه يا حسيـن على مشـهدك السـامي غدا كعبة بيت جـديد حـلّ فيـه الهدى تفديك نفسي يا ضريحاً حوى إني توسـّلـت بـما فيك من يا زائـراً هـذا المـقام اغتنم ينشـرح الصـدر إذا زرتـه كم فيه مـن نور ومـن رونق مـؤملاً إحـسانكم لا يـضام يُـضام مـن لاذ بقوم كـرام والمنهل العـذب كثير الزحام فاز من الجود بأقصى مـرام يا من له في الفضل أعلا مقام قلـب بكم يا سادتـي مستهام محـبة لا يعتـريها انصـرام ومـا على من هام فيكم ملام ضريحك المأنوس مني السلام لناطـواف حولـه واسـتلام فصار كالبيت العتـيق الحرام حسيناً السـبط الامـام الهمام عـزٍّ ومـجد شـامخ واحتشام فكـم لمن يسعى اليـه اغتنام وتنجلي عنك الهـموم العظام كـأنه روضـة خيـر الأنام


(268)
عبدالله الشبراوي
    قال أحمد بن محمد بن ابراهيم الانصاري اليمني الشرواني في كتابه ( حديقة الافراح ) المطبوع بالقاهرة ما نصه :
    الشيخ عبد الله بن محمد الشبراوي المصريّ عارف حاذق كنز الحقائق والدقائق ، نثره رائق ودرّ نظمه فائق.
    وقال الزركلي في ( الأعلام ) : عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي : فقيه مصري ، له نظم. تولى مشيخة الأزهر. من كتبه ( شرح الصدر في غزوة بدر ) ، وديوان شعر سماه ( منائح الالطاف في مدائح الاشراف ) وعنوان البيان نصائح وحكم.
    قال : ونبهني الأستاذ أحمد خيري الى أن الجبرتي ذكر وفاته يوم الخميس 6 ذي الحجة سنة 1171 هـ وأن مولده سنة 1091 هـ.
    أقول : وفي مقدمة ديوانه المطبوع بالمطبعة المليجية بمصر سنة 1324 عبّر عنه بـ ( شيخ الاسلام ).
    ومن قوله مادحاً أهل البيت عليهم السلام :
إن العـواذل قد كووا ومرادهم أسـلو هواك عذلوا وما عذروا وكم كم شنّـعوا وتفـوّهوا قلبي بنار العـذل كيّ وأنت نقـطة مقـلتيّ وصل الأسى منهم إليّ وتقوّلـوا كذبـاً عليّ


(269)
وأنـا وحقـّك لا تـؤثر حـاشا يتكون لقـولهـم يا حاديَ الاضعانِ يطوي مهـلاً بهـم حتى أمتـّع يا عـاذلـي فيـهم لقـد قـل لـي بـأيـّة سـُنّةٍ يا صاحبـيّ ومن قضى ما حلتُ عن عهدي ولو لا يـا أخـي ولا اقـول لا والذي جعـل الهـوى ما همت يومـاً بالرباب لكن شغـفت بـحب آل المنتـمين بـذلك النسب قـومٌ إذا مـا أمّـهـم هم عـمدتي ووسيلتـي يا آل طـه قد حسـبتُ وبجـاهكـم آل النـبي أرجـو بكم حسن الختام عـنديَ العـزال شيّ يا منيـتي أثـرٌ لـديّ البـيدَ بالأحـباب طيّ ناظري منـهم شـويّ أسمعت لـو ناديت حيّ الحـبّ عـار أم بـأي إني أحـاور صاحبـيّ قطـع العواذل اخـدعيّ لعـاذلـي لا يـا أخـيّ في شرع أهل الغي غيّ ولا بـهنـد ولا بـميّ البيت بيـت بني قصيّ الشريـف الـى لـؤيّ ذو كربـة نادوه : هي مهما لـواني الدهر ليّ عليـكم فـي حـالتي تمسـكت كلـتا يـديّ إذا ارتهـنتُ بأصغري
    وقال معتزلاً :
يا مليحاً قد أبدع الله شكله إن لي حاجة اليك فحـقق قبلة أجتني بها ورد خديكَ وظريفاً لم تنظر العين مثله حسن ظني فإنها منك سهله واشفي بها الفـؤاد الـمولّه


(270)
وجُـد بهـا كـلـما أراك وإلا واتخذها عنـدي يـداً وجـميلاً واغتنم يا ملـيح أجري فـإني قتلتـني معاطـف منـك هيفٌ وهـداني ضـياء وجهـك لمّا فاتـق الله فـي فـتاك وقل لي رفقتي في الهوى شموس وندما وفـؤادي وإن تصــبّر مغرى فاتخذني عبـداً فـإني أنا الصا أنا أهـواك يـا ملـيح ولـكن أنا عـفّ الضمـير تأنف نفسي سل ولاة الغرام عني وعن عفة لست أرضى الهـوان في مذهب مـذهبي أعشق الجـمال ومهما وإذا ما أدعـى العذول سـلوّي أكتفي مـنك كـل شـهر بقُبله سيما إن سمحت مـن غير مهله صرت بـين الورى بحبك مثله ولـحاظ سـيّافة شـرّ قـتلـه تهتُ في غيهب الشعور المضله قـتلُ مثلي يبـاح في أي مـله نـي بـدورٌ وأهـل ودي أهـلّه مغـرم يعـرف الـغرام محـلّه دق في الودّ واتـرك الناس جمله يـعـلـم الله أنـه لا لـعـلـّه في الهوى كل خصلة تغضب الله نـفـسي فـتلك فـيّ جِـبلّة الحب ولا أطلب الوصال بـذلّـة لاح ظـبيٌ أهـواه أول وهـلـه فعـلى صـبوتي أقـيـم الأدلّـة (1)
    قال يتشوق إلى مصر ويمدح أهل البيت « ع » :
أعد ذكر مصـرَ إن قلبي مولع وكرر على سمعي أحاديث نيلها بلادٌ بها مـدّ السـماح جـناحه رويداً إذا حـدثتني عن ربوعها بمصرَ ومَن لي أن ترى مقلتي مصرا فقد ردّت الأمـواج سـائـلة نهـرا وأظـهر فيها المـجد آيتـه الكـبرى فتطـويل أخبار الهـوى لذة اخـرى

1 ـ عن ديوانه المطبوع بمصر.
ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: فهرس