ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: 286 ـ 300
(286)
أولاده سـت وقـيـل عـشر منهم علي بـن الحسين الأكبر فالأول ابن بنت كسرى الملك والثاني من ليلى الفتاة فاعرف وجعفر والأمُ مـن قضاعـه سكيـنة أخـت لـعـبـد الله من الربـاب الـحرة الأبـيّة وفـاطم وأمـها فـي القـوم قيل ومـن اخـوتهم محـمد وذاك زيـن العابـدين الاشهر وقتلـه بـكربـلاء اشـتهرا أمـر يـزيـد وعبـيـد الله قاتـله سـنان وابـن سـعد احدى وستون بها حـلّ البلا في عاشر المحرم المـنحوس أو يوم الاثنين وقيل الجمـعة وعمره سبع وخمـسون سنه عشر سنين اخـتص بالامامه صلى علـيه الله ثـم سلـّما والـنص فيه جـاء بالامامه مـن ربـه وجـده والـوالد ومعـجزاته نصـوص منها ذلّت له الاسد وكـم قد أخبرا وقيل تـسع فانقـدوه وادروا ثم علي بن الحسيـن الأصغر ولم يكن في ديـنه بالمشرك بنت أبي مـرّة أعنـي الثقفي كانت على مـا نقل الجماعه فاحفظ وفكر لا تكن كاللاهي بنت امرئ القيس الفتى الكلبية بنتٌ لطلـحة الشهير التـيمي علي الاوسـط وهـو الاسعد وزينـب بنت الحسـين تذكر مضـى شهيداً وبها قـد قبرا ابن زيـاد الخبـيث اللاهـي تعـوضوا بنحـسهم عن سعد بقـتلـه مع شـهداء كربـلا في يوم سبتٍ ما خلا من بؤس حـلّ البلا بـه بتـلك البقعة وبعدها مضى وحـلّ مـدفنه بعد أخـيه إذ مـضى أمـامه وزاده مـن فضله وكـرّمـا كما أتى لـمن مضى أمامـه ومن أخيـه ويـل كل جاحد سبح الحصاة قـد رووه عنها بما يكون فـجرى ما قد جرى


(287)
وفي اجـابـة الـدعاء مـنه وما جري في قتله من عجب وعند نبش قبره كـم ظـهرا أحيا له الإلـه مـيتاً إذ دعـا ورأسه إذ سـار يتلو الكهـفا حدث شخصاً ذا شباب وصبا أرى الـورى أبـاه بعد موته وابيض شعر امـرأة وشابت ثم دعا فـرجع الشـباب من دعـا لنـخل يابـس فاخضرا وكم وكـم من معـجز رووه غـرائب قد نقلوهـا عـنه من البراهين ففكر واعجـب من معجز لـه عجـيب بَهَرا في خبرٍ صحّ وعاه مَن وعى مـن فوق رمـح أسفاً ولهفا فابيض شعـره وصار أشيبا مخاطـباً لهـم عقـيب فوته فذهبت محـاسـن وغـابت بعد اليها فتعـجـّب واستبن واكل الأصحاب مـنه تـمرا والـحاضـرون كلهـم رأوه
    فتشرفت والحمد لله بالزيارة ولاح لي من جنابه الشريف اشارة فاني قصدته لحال ، وما كل ما يعلم يقال وقرت عيني بزيارة الشهيد علي الأصغر بن مولانا الحسين الشهيد الأكبر وزيارة سيدي الشهيد العباس بن علي بن أبي طالب رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وأما ضريح سيدي الحسين فبه جملة قناديل من الورق المرصع والعين ما يبهت العين ومن أنواع الجواهر الثمينة ما يساوي خراج مدينة ، وأغلب ذلك من ملوك العجم وعلى رأسه الشريف قنديل من الذهب الاحمر يبلغ وزنه منين بل أكثر وقد عقدت عليه قبة رفيعة السماك متصلة بالأفلاك وبناؤها عجيب ، صنعة حكيم لبيب.
    وقد أقمت شهرين بمشهد مولاي الحسين بلدة من كل المكاره جنة كأنها من رياض الجنة ، نخيلها باسقات وماؤها عذب زلال من شط الفرات وأقمارها مبدرة ، وأنوارها مسفرة ووجوه قطانها ضاحكة مستبشرة وقصورها كغرف من الجنان مصنوعة فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة وفواكهها


(288)
مختلفة الألوان وأطيارها تسبّح الرحمن على الأغصان وبساتينها مشرقة بأنوار الورود والزهور وعرف ترابها كالمسك ولونه كالكافور وأهلها كرام أمائل ليس لهم في عصره مماثل لم تلق فيهم غير عزيز جليل ورئيس صاحب خلق وخلق جميل وعالم فاضل وماجد عادل يحبون الغريب ويصلونه من برّهم ، وبرهم بأوفر نصيب ولا تلتفت إلى قول ابن اياس في نشق الازهار بأنهم من البخلاء الأشرار فلله خرق العادة فانهم فوق ما أصف وزيادة :
هينـون لينـون أيـسار ذوو كـرم ان يسئلوا الحـق يعطوه وان خبروا لا ينطقون عـن الفحشاء ان نطـقوا فيهم ومنـهم يـعـد المجـد متّـلداً من تلق منهم تـقل لاقـيت سيدهـم سـواس مكـرمـة أبناء أيسـار في الجهد ادرك منهم طيب أخبار ولا يـمارون ان ماروا بـاكثـار ولا يـعـدّثنـا خـزي ولا عـار مثل النجوم التي يسري بها الساري
    واجتمعت بالرئيس المعظم والعظيم المفخم ذي الشرف الباذج والفخر الوضاح مولانا السيد حسين الكليدار ـ يعني صاحب المفتاح ـ وبأخيه الشهم النجيب الكريم النبيل العظيم مولانا السيد مرتضى حماه الله تعالى من حوادث القضا ووبالعالم العلامة الحبر التحرير الفهامة ذي الوصف الجميل والذكر الحسن مولانا الفاضل الملا أبو الحسن فجمع بيني وبين الأمير المظفر الشجاع الغضنفر البحر الغطمطم الأسد الغشمشم بحر الاحسان ومعدن الكرم الأمير حسين اوغلي بيك ايشك اغاسي باشي حرم سلطان العجم وكان قد استأذن من السلطان في ذلك العام ان يسير إلى العراق لزيارة الأئمة أعلام الهدى ومصابيح الظلام وهذا الأمير من أكابر أمراء اصفهان وهذا الخطاب هو خطاب الرئيس الحجاب على أبواب حريم السلطان فأشار علي ذلك الأمير المنصور المعان بالمسير صحبته إلى دار السلطنة اصفهان لكي يجمعني بالشاه حسين السلطان امنه الله من طوارق الحدثان :
إذا أذن الله في حـاجة وقرّب ما كان مستبعداً أتاك النجاح على رسله ورد الغريب إلى أهـله


(289)
    فأعزني وأكرمني غاية الكرامة ومشيت صحبته إلى ديار العجم بالسلامة أحسن الله مبدأه وختامه ونلت كل خير من دولة هذا الأمير الرئيس ورزقت بصيته صيتاً بذلك المكان وقدراً عزيزاً نفيس وملأت صندوقي من عطاياه الجسيمة والكيس ، لكني لم أقم لتلك النعمة باداء بعض الشكر فلهذا خلعت من ملك النعيم واعتضت عن حلاوة الاقبال ، مرار تقلّب الاحوال بالبؤس والضر :
رزقتُ ملكا فلم أحسن سياسته ومَن غدا لابساً ثوب النعيم بلا وكل مَن لا يسوس الملك يخلعه شكر عـليه فعـنه الله يـنزعه


(290)
المتوفى 1180
    قال يرثي أبا الفضل العباس بن أمير المؤمنين (ع) من قصيدة :
بـذلتَ أيا عباس نفـساً نفـيسة أبيت التـتذاذ الماء قبل التـذاذه فأنت أخو السبطين في يوم مفخر لنصر حسين عـزّ بالجدّ عـن مثلِ وحسن فعال المرء فرع عن الأصل وفي يوم بذل الماء أنت أبـو الفضل (1)

1 ـ عن ديوانه ( نفثات المصدور في تذكرة شموس الدين والبدور ) يحتوي على 38 قصيدة كل قصيدة عبر عنها بنفثة ، والقصيدة الـ 34 هي في سيدنا أبي الفضل العباس التي منها هذه الابيات والتي أولها :
بروحي فتى واسا الحسين بروحه وجيش ابن سعد حل بالوعد والقتل

(291)
     السيد محمد بن الحسين بن محمد بن محسن بن عبد المطلب بن علي بن فاخر ابن أسعد بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن أحمد أمير الحاج الحسيني النجفي
    توفي سنة ألف ومائة ونيف وثمانين في النجف الاشرف ودفن بها. كان عالماً فاضلاً أديباً شاعراً تلمذ على السيد نصر الله الحائري ومدحه وله ( الآيات الباهرات في مدائح النبي والأئمة عليه وعليهم الصلوات ) شعر جعل فيه لكل معصوم تسع منظومات ذكر في كل واحدة منها آية بالشعر او الرجز أو الموشح أو المقامة.
    فمن شعره قوله من قصيدة :
شريت دنياي من جهلي بضرتها بيع الجهالة فيه يغبن الرجل
    انتهى
    أقول وهو شارح ميمية أبي فراس الحمداني والشرح مطبوع في ايران اسمه ( شرح شافية أبي فراس في مناقب آل الرسول ومثالب بني العباس ).
    وفي كتاب ( شعراء من كربلاء ) تأليف الأخ البحاثة سلمان هادي الطعمة ان السيد محمد بن أمير الحاج وفاته عام 1180 هـ 1766 م ووصفه بالأديب الجليل الشاعر الماهر قال : ومن آثاره ( الآيات الباهرات ) و ( تاريخ نور الباري ) وقد ذكره الشيخ محمد السماوي في أرجوزته المسماة بـ ( مجالي اللطف بأرض الطف ) فقال :
وكالهمـام ابن أمير الحاج تلميذه الثاني الـذي قد أمّه له بسبط المصطفى زواهر محمد بدر الهدى الوهاج وصنف المصنفات الجمّة فهو به قد أرخوه ( ظافر )


(292)
    وذكر العلامة الشيخ اغا بزرك الطهراني في ( الذريعة ) بخصوص ديوانه : ديوان ابن أمير الحاج هو السيد محمد بن الحسين الحسيني ، من ذرية الحسين الأصغر كما سرد نسبه في الآيات الباهرات ، وله تاريخ نور الباري الذي فرغ من نظمه سنة 1177 وقد أهدى الآيات الباهرات إلى استاذه السيد نصر الله المدرس الحائري واشار فيه إلى ديوانه العربي هذا بقوله :
لو كان للشعر سلطان لكان به ديوان شعري سلطان الدواوين
    قال : وقد عثرنا له على قصيدة قالها مؤرخاً عام الشروع بتذهيب القبة العلوية المنورة :
الله أكبر لاح قرص الـ أم قبـة الـفلك الـذي أم طـور سـينـاء الـكليم بل قـبة النـبأ العـظيم قـد ريم فـي تـذهيبها هـي قطب دائرة الوجود فـلـذا دعـا تاريخـها ـشمس في أرض الغري فيـها أضـاء المشتري ـكلـيم به كـبدر نيـّر وصهـر طـه الأطـهر زيـاً وحـسن المنظـر وشـمس كـل الأدهـر الشمس قبـــة حيـدر 1155
    وذكر صاحب الذريعة ان نسخة من ديوانه في مكتبة الشيخ محمد السماوي قال في الذريعة ج 3 ص 292 : والنسخة التي رأيتها في مكتبة الشيخ محمد السماوي والظاهر أنها بخط الناظم.
    وقال الشيخ الطهراني في ( الذريعة ) وللسيد أبي جعفر محمد بن أمير الحاج الحسين أرجوزة في تاريخ المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام.
    أقول ورأيت في ديوانه المخطوط بمكتبة الامام الحكيم العامة بالنجف ـ قسم المخطوطات رقم 745 ان بعض قصائده في أهل البيت عليهم السلام


(293)
سماها بـ ( نور الباري ) وقال :
سميت ما قد برقت أشعاري بلمعة تاريخ نور الباري
    وله روائع في وصف الحرم الحسيني بكربلاء ومقتطفات يصف بها الزجاجيات والهدايا والتحف وقد علق ببالي قوله :
ترب الطفوف لقد حوى إذ حـل فـيه سـيـدٌ شرفاً على كل التراب يدعى أبـوه أبو تراب
    ومن البديع قوله في قبّة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :
شبّهت قـبة حيدر بالنجم ، بل بالبدر ، إذ ذهّـبت ومـنارتـيـن بل بالشمس ، بل بالفرقدين


(294)
المتوفى 1181
مَـن يلهه المـرديان المـلل والأمـلُ مـن لي بصـيقل ألباب قـد التصقت قـد خالطـت عقلهم أحـكام وهـمهم خذ رشد نفـسك مـن مـرأة عقلك لا مطـى الانـام هـي الايـام تحملهـم لم يولـد المـرء إلا فـوق غـاربها يا منفـق العـمر في عصيـان خالقه تعصيه لا أن انت فـي عصيانه وجلٌ أنفاس نفـسك أثـمـان الجـنان فهل تشحّ بالـمال حـرصاً وهـو منـتقل ما عذر من بلغ العشرين ان هجـعت ان كنت منتهـجاً منهاج رب حجـىً ألا تـرى أولـياء الله كيـف قـلـت يـدعـون ربهـم فـي فـك عنقهم نحف الجـسوم فـلا يدرى اذا ركعوا خمص البطون طوى ذبل الشفاه ظمى لم يدر مـا المنجيان العلـم والعملُ بها الـرذائل والتاطـت بـها العلل وخلط حكمـهما في خاطـر خطل بالوهم مـن قـبل ان يغتالك الاجل الى الحـمام وان حلّوا او ارتحـلوا يحـدو بـه للمنايا سائق عـجـل أفـق فـإنك من خـمر الهوى ثمل مـن العـقاب ولا من مـَنّه خجل تشـرى بهـا لهباً في الحشر يشتعل وأنـت عنه برغـم عـنك منتـقل عيناه او عاقـه عـن طاعـة كسل فـقم بـجنـح دجـىً لله تـنتفـل طيب الكرى في الدياجي منهم المقل مـن رقّ ذنبـهم والـدمع ينهـمل قسـى نـبل هـم أم ركّـع نـبـل عـمـش العيون بكا مـا عبّها كحل


(295)
يقال مرضى وما بالقـوم من مرض تعادل الخـوف فيهم والـرجـاء فلم ان ينطقوا ذكـروا أو يسكتوا فكروا او يُظلموا صفحوا او يوزنوا رجحوا ولا يـلـمّ بهـم مـن ذنبـهم لمـمٌ ولا يسـيل لهم دمـع عـلى بـشر ركب برغم العـلى فوق الثرى نزلوا تنسي المـواقـف أهليـها مواقفـهم ذاقوا الحتوف باكناف الطفوف على افدى الحسين صريـعاً لا صريخ له اليس ذا ابـن علي والبـتول ومـن أو خولطوا خـبلا حاشاهـم الخـبل يفـرط بهم طـمع يـوماً ولا وجل أو يغضبوا غفروا او يقطعوا وصلوا او يسألوا سمـحوا او يحكموا عدلوا ولا يمـيل بهم عـن وردهم مـيَل إلا على معـشر في كـربلا قـتلوا وقـد أعـدّ لهـم في الجـنة النزل بصبرهم في الـبرايا يضرب المثل رغم الانوف ولـم تبرد لـهم غلل إلا صـرير نصول فـيه تـنتصل بجـدّه ختـمَت في الامـة الـرسل (1)

1 ـ عن ديوانه المسمى بـ ( نيل الاماني أو ديوان الدمستاني ).

(296)
    الشيخ حسن بن محمد بن علي بن خلف بن ابراهيم بن ضيف الله بن حسن ابن صدقة البحراني الدمستاني.
     توفي في بلدة القطيف يوم الاربعاء 23 ربيع الاول سنة 1181 والمدفون في المقبرة الغربية من مقبرتي الحباكة جنوب مسجد العابدات. كان عالماً فاضلاً فقيهاً محدثاً رجالياً محققاً مدققاً ماهراً في علمي الحديث والرجال. قال صاحب أنوار البدرين : كان مع ما هو عليه من العلم والفضل يعمل بيده ويشتغل لمعيشته وعياله. له مؤلفات جليلة ذكرها صاحب أعيان الشيعة منها : منظومة في نفي الجبر والتفويض ، ارجوزة في اثبات الامامة والوصية ، ارجوزة في التوحيد. أما شعره فهو كثير بعدد حروف الهجاء ، ومن أشهرها ملحمة الطف ، وقد جاء في ديوانه المطبوع في النجف الاشرف والمسمى بـ ( نيل الاماني ) أربع وأربعون قصيدة.
    جمع شعره ابنه الشيخ احمد في مجلد مشتمل على 109 صفحات ، كتبه بخطه وانتهى من تدوينة في اواخر ذي الحجة عام (1190 ) هـ كذا ذكر الشيخ الطهراني في ( الذريعة ).
    أقول وقبل ثلاثين سنة من هذا التاريخ استعرتُ ديوان الشيخ دمستاني ودوّنت منه 22 قصيدة فهي اليوم في احد أجزاء ( سوانح الافكار في منتخب الاشعار ) بخطي ، وسبق وان نشرت مختصر مقتل الحسين واسميته
1 ـ الدمستاني نسبة الى دمستان بكسر الدال المهملة وفتح الميم وسكون السين المهملة بعدها مثناة فوقية والف ونون : قرية من قرى البحرين أصله منها ثم جاء الى القطيف وتوفي فيها.

(297)
( عبرة المؤمنين ) طبع بمطبعة النعمان بالنجف الاشرف وذكرت فيه ملحمة الشيخ الدمستاني ، وهي مشهورة لدى خطباء المنبر الحسيني وكثيراً ما تكون موضع الشاهد في مواقفهم الخطابية.
    ومن شعره في رثاء الحسين (ع) :
اتغـتر مـن أهـل الثـناء بتمجيد فقم لاقتـحام الهول في طلب العلى ألم تـر أن السبط جاهـد صابـرا فثابوا الى نيل الـثواب وقصـدوا وجادوا بأسنى مـا يجود به الورى فأوردهـم مـولاهم مـورد الرضا وظلّ وحـيداً واحـد العـصر ماله على سابق لم يحضر الحرب مدبرا يميـناً بيـمناه التي لـم يـزل بها لقد شـاد في شأن الشـجاعة رفعة أيا علـة الايجـاد أنـتم وسـيلتي عرفت هـداكم بالـدليـل أفـاضة فأخرجت من قامـوس تيار فضلكم وأرسيت آمـالي بجـودي جـودكم فها حسنٌ ضـيف لكم يسأل القرى فمنّوا بـإدخالي غـداً في جـواركم وانك مـن عقد العلى عاطـل الجيد بسمر القـنا والبيض والقـطع للبيد بانصـاره الصيد الـكرام الـمذاويد صدور العوالي في صدور الصناديد وليس وراء الجـود بالنفس من جود هنـيئاً لهم فـازوا بأعظـم مورود نصير سوى مـاض وأسـمر أملود ومـا زال فيها طـارداً غير مطرود شـواظ حـتوف او منابـع للـجود وشـاد عـلاً أركـانهـا أيّ تشـييد إلى الله في إنـجاح سؤلي ومقصودي من المبـدع الفـياض مـن غير تقليد جـواهر أخـبار صحـاح الاسانـيد فانجح بها حيث استقرت على الجودي وما الضيف عن باب الكرام بمصدود وأصلي وفـرعي والـديّ ومـولودي



(298)
المتوفى 1183
لو كنت حين سلبت طيب رقادي أو كنت حين أردت لي هذا الضنا أعلمـت يا بيـن الأحبـة أنـهم أم ما علمت بأنـني من بعـدهم يا صاحبـي وأنا المكـتّم لوعتي قف ناشداً عني الطلول متى حدا أو لا فـدعني والبـكاء ولا تسل دعنـي أروي بالدموع عراصهم من ناشد لي فـي الركائب وقفة هي لفتة لذوي الظعون وإن نأوا هيهات خاب السعي ممن يرتجي رحلوا فلا طيف الخيال مواصل أنّى يزور الطيـف أجفـاني وقد بانـوا فعاودني الغـرام وعادني عوّضت غيـر مدامـع وسهادِ أبقيت لي جسـداً مع الأجـسادِ قبل التـفرق أعنفـوا بفـؤادي جسد يشـف ضـناً عن العواد فتظن زادك فـي الصبابة زادي بظعائن الأحباب عنـها الحادي ما للـدموع تسـيل سيل الوادي لو كان يروي الدمع غلة صادي تقضي مرادي من أهيـل ودادي يحـيا بنفـحتـها قتـيل بـعادِ في موقف التوديع مثل مـرادي جفني ولا جفـتِ الهموم وسادي سدت سيول الدمـع طرق رقادي طـول السقـام وملّنـي عـوّادي


(299)
ويـلاه مـا للـدهر فـوّق سهمه أترى درى أن كنـت من أضـداده صـبراً على مضض الزمان فإنما نصـبت حبـائـلـه لآل محـمد وأبـاد كـل سمـيـدع منـها ولا الـعالم العلـم التـقي الـزاهد الـ خـوّاض ملحـمة وليـث كريهـة لم أنسَ وهو يخوض أمواج الردى يلقى العدى عطلا ببـيض صوارم بيض صقـال غيـر أن حـدودها ويهزّ أسمرَ في اضـطراب كعوبه فترى جسـوم الـدارعين حواسراً حتـى شفـى غلل الصوارم والقنا فدنا لـه القدَر الـمتاح وحان مـا غشيته من حزب ابن حرب عصبة جيش يغـص لـه الفـضا بعديده بأبـي أبـيّ الضيم لا يعطي العدى بأبـي فـريداً أسلـمته يد الـردى حتى ثوى ثبت الجنـان على الثرى لـم أدرِ حـتى خـرّ عنـه بأنهـا الله أكـبر يـا لـهـا مـن نـكبة رزءٌ يقـلّ لـوقعه حـطم الـكلى يا للرجـال لسهـم ذي حنـق بـه نحـوي وهـزّ عليّ كـل حدادِ حتى استثار فكان مـن أضدادي شيم الزمان قطـيعة الأمـجـاد فاغتالهـم صرعى بـكل بـلاد مثل الحسين أخي الفـخار البادي ـورع النقي الـراكـع السـجّادِ وسحاب مـكرمة وغـيث إيادي ما بين بيض ظبى وسـمر صعاد هـي حـلية الاطـواق للاجـياد أبداً الى حمـر الـدماء صـوادي خفقان كـل فـؤاد أرعـن عادي والـحاسرين لـديـه كـالـزرّاد منـهم وأرقـدهـم بغـير رقـاد خـط القضاء لعاكـف او بـادي مـلـتفـة الأجـناد بـالأجـنـاد ويضـيق محـصيه عـن التعداد حذر المنـية مـنه فـضل قيـاد فـي دار غـربـته لجمع أعادي من فوق مفـتول الـذراع جـواد تهـوى الشواهـق من متون جياد ذرّت عـلى الأفـاق شبه رمـاد والـعـط للأكـبـاد لا الأبـراد أودى وسـيف قطــيعة وعـناد


(300)
فلقـد أصاب الـدين قـبل فـؤاده يا رأس مفترس الضياغم في الوغى يا مخمداً لهب العدى كيـف انتحت حاشاك يا غيظ الحـواسد أن ترى مـا خلـت قبلك أن عـاريّ الظبا أو تحجب الأقمار تحت صفائح الـ ما إن بقيت من الهـوان على الثرى لكن لكـي تقضي علـيك صـلاتها لهفي لـرأسك وهو يـرفع مـشرقاً يتـلو الكتاب ومـا سمـعت بواعظ لهفي على الصدر المعـظم يشـتكي يا ضيف بـيت الجـود أقفر ربـعه والهفـتاه على خـزانة علمك السـ بادي الضنا يشكو على عاري المطى فمـنِ المعزّي للـرسـول بعـصبة ومَـن المـعزي للـوصيّ بـفـادح إن الـحسـين رمـيـّة تنــتاشـه وكـرائم الـسـادات سـبي للـعدى حسـرى تقاذفهـا السهول الى الربى هذي تصيـح أبي وتهـتف ذي أخي أعلمت يا جـداه سبـطك قـد غـدا أعـلـمـت يـا جـداه أن أمـيـة وتعـجّ تـنـدب نـدبهـا بمـدامـع ورمى الهدى من قبل ذاك الهادي كـيف انثنيت قـريسة الأوغـاد نوب الخـطوب إلـيك بـالإخماد فـي النائـبات شمـاتة الحـساد يـأوي الـثرى بدلاً مـن الأغماد ـلحاد شـرّ عصائـب الإلحـاد ملقـى ثلاثاً فـي ربـى ووهـاد زمر الـملائك فـوق سبع شـداد كالبـدر فـوق الـذابل الـميـاد تخِذ القـنا بـدلاً عـن الأعـواد من بـعد رشّ النـبل رضّ جياد فاشـدد رحالك واحتـفظ بالـزاد ـجّاد وهـو يقـاد فـي الأصفاد عـضّ القـيود ونهـسة الأقـتاد نـادى بشملهـم الـزمـان بـداد أوهى القلوب وفتّ فـي الأعضاد أيـدي الضـغون بأسـهم الأحقاد تعـدو عليـها للـزمان عـوادي مـا بيـن إغـوار إلـى إنـجاد وتـعـجّ تلك بـأكـرم الأجـداد للخـيل مـركضـة بيـوم طراد عدّت مصابك أشـرف الاعـياد منهلّـة الأجـفان شـبه غـوادي
ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: فهرس