ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: 331 ـ 345
(331)
    الشيخ محمد مهدي بن بهاء الدين محمد بن علي النباطي العاملي هو الملقب بالصالح الفتوني الغروي وهو ابن عمّ الشريف أبو الحسن وتلميذه والراوي عنه قراءة واجازة وهو من العلماء الذين لهم القدح المعلى في العلم والنصيب الوافر من الأدب وقد حاز الفضيلتين وعرف بالمزيتين ( العلم والشعر ) فكان عالماً شاعراً وكاتباً مجيداً ، أما مكانته في الأدب كما قال فيه صاحب نشوة السلافة. ان مثل الأدب بالروضة فهو بلبلها المطرب وهزارها الصادح المعجب وان نثر تستّر الدر بالاصداف أو نظم فضح العقود والأشناف. وأما مكانته العلمية فقد قال فيه السيد بحر العلوم في اجازته للسيد عبد الكريم بن عماد الدين بن السيد محمد بن السيد جواد الموسوي القمي : شيخنا العالم المحدث الفقيه واستاذنا الكامل المتتبع النبيه نخبة الفقهاء والمحدثين وزبدة العلماء العاملين الفاضل البارع النحرير امام الفقه والحديث والتفسير صاحب الأخلاق الكريمة الرضية والخصال المرضية واحد عصره في كل خلق رضي ونعت علي شيخنا الإمام البهي السخي أبو صالح المهدي. وذكره السيد عبد الله الجزائري وقال : عالم فاضل محدث من أجلّ الاتقياء اجتمعت به في المشهد الغروي وتبركت بلقائه سلمه الله. وقال العلامة السيد حسن الصدر في التكملة : كان في عاملة من العلماء الكبار بل كان الأمر منحصراً به وبالسيد حيدر نور الدين والسيد حسين نور الدين والكل في النبطية الفوقا ولما عطل سوق العلم في بلاد عاملة لكثرة ظلم الظلمة وجور الحكام وتواتر الفتن من أحمد الجزار وأمثاله هاجر الشيخ إلى النجف وسكن بها فكان فيها شيخ الشيوخ ـ إلى آخر ما قال ـ وفي الكواكب المنتثرة قال : رأيت نسخة من المعالم كتبها الشيخ محمد بن عبد عون في المشهد الغروي سنة 1133 ذكر فيها انه كتبها على فراش العالم العامل الكامل التقي النقي الشيخ محمد مهدي الفتوني. وهو أحد المقرضين


(332)
للقصيدة الكرارية فقال فيه جامع التقاريظ : الشيخ الأجل الأكمل الأفضل بحر العلم الخضم طود الحلم الأشم قدوة أهل الفضل والعرفان ساحب ذيل الفخر على هامة الكيوان ، رئيس المحدثين خاتمة المجتهدين قدوة الفضلاء المتأخرين النحرير المحقق والحبر المدقق علامة العصر فهامة الدهر سنيّ الفخر عظيم القدر زكي النجر طويل الباع رحيب الصدر الأستاذ الماهر روض الأدب الناظر الناظم الناثر إلى آخر ما قال :
    ( قراءته ومشايخ اجازته ) قرأ على الشيخ أبو الحسن وله الاجازة عن جماعة من الاعلام منهم الحاج محمد رضا الشيرازي والمولى محمد شفيع الجيلاني وكلاهما عن العلامة المجلسي.
    ( تلامذته ومن يروي عنه ) قرأ عليه الشيخ جعفر الكبير والسيد بحر العلوم وغيرهما من الاعلام ويروي عنه السيد بحر العلوم والحاج ميرزا محمد مهدي الخراساني الموسوي كما صرح في اجازته للسيد دلدار علي والسيد محمد مهدي الشهرستاني كما في اجازته للشيخ أسد الله التستري صاحب المقابيس والمحقق القمي صاحب القوانين كما صرح بأجازته لأغا محمد علي الهزار جريبي والمولى ملا مهدي النراقي.
    ( آثاره ) له الأنساب المشجر كما في الذريعة وارجوزة في تواريخ الأئمة (ع) ، ووفياتهم أولها :
أحمدك اللهم بارئ النسم مصلياً على رسولك العلم
    ـ الى آخرها ـ وله نتائج الأخبار في تمام الفقه المأخوذ عن الأئمة (ع) وينقل عن السيد بحر العلوم أنه لم يؤلف مثل هذا الكتاب عالم من العلماء الذين عاصرناهم وقد أطنب في وصفه في ( نجوم السماء ) وله رسالة في عدم انفعال القليل انتصاراً لأبن أبي عقيل ورأيت نسخة مصححة من القاموس بقلمه الشريف مؤرخة سنة 1171 هـ ورأى الشيخ أغا بزرك مجموعة فيها


(333)
زبدة الأصول وتشريح الأفلاك ورسالة الاسطرلاب كلها للشيخ البهائي بقلمه فرغ منها سنة 1041 وانتقلت إلى حفيده الشيخ عبد علي ابن الشيخ أحمد ابن محمد مهدي الفتوني.
    له مراسلات مع السيد نصر الله الحائري موجودة في ديوانه المخطوط ، وله شعر كثير ، ذكر له في نشوة السلافة قصيدة مدح بها الشيخ ناصر بن محمد بن عكرش الربعي يقول في أولها :
ليهنك ما بلـغت مـن الأماني زحفت إلى العدا في غيم حتف بفرسان يـرون الطعن فرضاً سراة لـو عـلو هـام الثـريا وإن لبـسوا الرياش فمن حديد وخيل سابـقت خـيل المـنايا بحـكـم المـشرفـية واللـدان بـوارقـه الأسنـة واليـمـان وحفظ النـفس من شيم الغواني لكان لهـم بـه خفـض المكان لزينة عيـدهـم يـوم الطـعان فحازت في الوغى سبق الرهان
    إلى ان قال :
ونبل لـو رميت بها المنايا تفأل باسـمك الأحزاب يمناً وقد نعب الغراب بما دهاهم أبا الفتح المـفدّى إن شعري لأضحى الناس منها في أمـان فكان النصر لاسمك في قـران وغنّى طير سـعدك بالتـهاني لجيد علاك عـقد من جـمان (1)
    قال الشيخ الطهراني في الذريعة ، الجزء الأول : ارجوزة في تاريخ المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام ، للشيخ ابي صالح محمد مهدي بن بهاء الدين محمد الملقب بالصالح الافتوني العاملي الغروي ابن عم المولى ابي الحسن
1 ـ عن ماضي النجف وحاضره ج 3.

(334)
الشريف العاملي الغروي وتلميذه والمجاز منه وهو من مشايخ آية الله بحر العلوم توفي سنة 1183 عن عمر طويل ، وتوفي شيخه المولى أبو الحسن الشريف سنة 1138 وقد وصفه بعض تلاميذه ، فيما كتبه بخطه سنة 1133 على نسخة من المعالم بما لفظه : العالم العامل الكامل التقي النقي الشيخ محمد مهدي الفتوني. وهذه الارجوزة لم يذكر فيها اسمه لكن رأيت منها نسخا عديدة كلها منسوبة اليه ، أولها :
احمدك اللهم بـارئ النـسم وآلـه وصـحـبه الـكرام وبعد فالمقصود من ذا الشعر مصلياً على رسولك العلم سادتـنا الأئـمة الاعـلام بيان أحـوال ولاة الأمـر
    وللشيخ محمد مهدي الفتوني في الامام الحسين (ع) :
قـل للمتـيم ذي الفؤاد الـوالـه دع ذكر مَن تهوى ونح لمصاب من أعني الامـام المسـتظام بـكربلا منعـوه عن مـاء الفرات وكفـّه ما بال قلبك هام في بلباله أبكـى النبي مصابه مع آله الطاهر الزاكي بكل خصاله بحر يعمّ الناس فيض نواله
    وفي آخرها :
يا آل أحـمد عبدكـم يرجـوكم وأنـا محـمد الفـتونـي الـذي لازالت الصلوات من رب السما ووليكم ما خاب في آماله يرثيـكم ويجيد نظم مقاله تغشـى فناءكم باثر نواله (1)

1 ـ عن المجموع الرائق ج 2 ص 325.

(335)
وللشيخ محمد مهدي الفتوني يمدح الامام أمير المؤمنين (ع) :
علي وصي الـرسول الأمين إمام له الأمـر بـعد الرسول أقـام الـصلاة وآتى الـزكاة وجاهـد في الله حق الجـهاد له ردّت الشمس غبّ الغروب وزوج البتول سليل الأماجد فتعـسا لجاحـده والمـعاند بخاتمه راكعاً في المـساجد وقد فضّل الله شأن المجاهد وقد كلمته الوحـوش الاوابد
    ومنها :
وقد عقد المصطفى في الغدير فانـت مـنار الهـدى للورى وولـدك أعلام ديـن الالـه مصابـيح مشـكاة نور الهدى على الناس بيعـته في المعاقد لو استمسكوا بك ما ضلّ حائد أئـمتـنا واحـداً بعـد واحـد ومن حـبّهم رأس كـل العقائد (1)
    وللشيخ الفتوني ( بند ) في حمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي وآله وقصيدة عامرة بمدح النبي (ص) وتعداد فضائله ومعاجزه.
1 ـ المجموع الرائق ج 3 ص 231.

(336)
المتوفى 1190
لعمرك صف جهدي إلى ساكني نجدِ رضائي رضاهم كيف كان فان رضوا وأصـدق بصـدق الباذليـن نفوسهم غـداة لقـتل ابـن النـبي تجـمعت لادراك وتـر سالف مـن أبيـه في يسومـونه للضـيم طـوع يزيدهـم أليـس ولاء الـديـن والـشرع حقه وقام يـناديـهـم خطــيباً مناصحاً وأقـبـل يـدعو أهـلـه وبـناتـه وكرّ عـلى جـمع العـدا وهو مفرد وناداه داعي الحـق فـي طف كربلا فخر على وجـه البسـيطة صاعـداً فخرّ على المخــتار قتــل حبـيبه فداه بـابـراهـيـم مهـجة قـلـبه فكيف ولـو وافـاه والـشمر فـوقه ويشـهـده ملقى بعـرصـة كـربلا كسته الـدما والـريح ثـوباً مـورداً بلطف لعلّ اللطف في عـطـفهم يجدي بموتي فمرّ المـوت أشـهى مـن الشهد لنـصر إمـام الحـق والعـلـم الفـرد طغـاة بـني حـرب وشـر بـني هند مشـايخهم فـي يـوم بـدر وفـي أحد وتـأبـاه منـه نخـوة الـعـز والمجد ومـيراثـه حـقاً مـن الأب والـجـد وان كان محض النصح في القوم لايجدي هـلـموا لتـوديعـي فذا آخـر العهـد بأربـط جـاش لم يـهب كثـرة الجـند فـلبّـاه مـرتـاحاً إلـى ذلك الـوعـد علاه لا عـلى قـبة العـرش ذي المجـد ومـصرعـه في التـرب منعـفر الخـد ومـا كـان ابـراهيـم بـالهـيّن الفقـد يحـكّـم فـي أوداجه قـاطـع الـحـد ثـلاث ليـال لا يـلـحـّد فـي لـحـد تـمـزقـه أيـدي المضـمـرة الجـرد


(337)
    الشيخ أحمد ابن الشيخ حسن الدمستاني
    يروى عن والده قراءة واجازة ، ويروى عنه اجازةً الشيخ أحمد ابن زين الدين والشيخ عبد المحسن اللويمي الاحسائيان ، له ديوان شعر. توفي بعد عام 1190 هـ وهو تاريخ كتابته لديوان أبيه ، وله ديوان ألحقه بديوان أبيه رأيت له فيه سبعة عشر قصيدة من نظمه ومنها تخميسه لقصيدة والده التي مر ذكرها في مطلع ترجمته.


(338)
المتوفى 1200
نعـم آل نعم بالغمـيم أقـامـوا حبست المطايا أسأل الركب عنهم رعى الله قلباً لا يـزال مـروعاً على دمنتي سلمى بمنعرج اللوى خليليّ عوجا بي ولو عمر ساعة على رامـة لا أبعـد الله رامـة لنا عـند باناتٍ بأيـمن سفـحها عشية حنـّت للفـراق رواحـلٌ فلم أرَ مثلـي يوم بانـوا مـتيماً ولا كالليالي لا وفـاء لعـهـدها فلم ترعَ يـوماً ذمة لابن حـرّةٍ أتته لأرجـاس العراق صحائف ألأ اقدم إلـينا أنت مـولى وسيدٌ ألا اقـدم الـينا إننا لك شيـعة ولكن عـفى ربع لـهم ومقامُ ومن أيـن للربع الدريس كلام يسيم مع الغادين حيث أساموا سلامٌ وهل يشفي المحبّ سلام بحيث غـريمي لوعة وغرام سقاها من الغـيث الملثّ ركام لُـبانات قـلب كلـهنّ هـيام وهاجت لتـرحال الفريق خيام ولا كجـفونـي مـا لهنّ منام كأن وفـاها بالعهـود حـرام كما لا رعي لابن النبيّ ذمـام لها الوفـق بـدءٌ والنفاق ختام لك الدهر عبدٌ والـزمان غلام وأنـت لنا دون الأنـام إمـام


(339)
أغثـنـا رعـاك الله أنـت غياثـنا فلبّاهـم لمـا دعـوه ولـم تــزل فـساق لهـم غـلباً كأنـهم عـلى ا مساعيـرُ حرب من لـويّ بن غالبٍ هـم الصيد إلا أنـهم أبـحر الـندى مـعرسهـم فيـها بعـرصَة كـربلا زعيـمـهم فيها وقـائـدهـم لـها أبو همـم مـن أحـمد الطـهر نبعها يعبّي بقـلب ثـابت الجأش جيـشـه ويرمـي بهم زمـجّ المغاويـر غارة فما برحوا كالأسد في حومـة الوغى الى ان تـداعـوا بالعوالي وشـيّدت بأهـلي وبي أفدي وحيـداً نصـيره أبـى أن يحـل الضيم منـه بـمربع يصول كلـيث الغاب حين بدت لـه يجـرّد زمـاً لو يجـرّده عـلى وأبيـض مصقـول الفـرند كـأنـه حنانيـك يا معـطي البـسالة حقـها أهـل لك في وصل المنيـة مطـلب وردت الردى صادي الفـؤاد وساغباً وأمسيت رهن الموت من بعدما جرى ورضّت قراك الخيل من بعد ما غدت فما أنت إلا الـسيف كهـّم في الوغى وأنت لنا فـي النائـبات عصام تلبّي دعـاءَ الصارخيـن كرام لعوادي بـدور في الـكمال تمام عـزائمهـم لـم يثـنهن زمـام وأنهـم للمـجـدبـين غـمـام أقام البلا والـكرب حيث أقـاموا فبـورك وضّاح الجـبين هـمام لها مـن عـليٍّ صولـة وصدام لخـوض عباب شبّ فـيه ضرام كما زجّ من عـوج القسـيّ سهام لهـا اليـزنيّات الـرمـاح أجـام لهـم بالعـوالي أربـع ومـقـام عـلى الـروع لدن ذابـل وحسام وهيهات رب الفخر كـيف يُضام عـلى سغب بيـن الشـعاب نعام هضاب شـمام ساخ مـنه شـمام صباح تجـلّى عـن سناه ظـلام ومرخـص نفـس لا تكـاد تسام وهـل لك في قـطع الحياة مـرام كأن الـردى شـرب حـلا وطعام بـكـفـّك مـوتٌ للـكـماةِ زؤام أولو الخيل صرعي فهي منك رمام حدود المـواضي فاعتـراه كـهام


(340)
فـليت أكفّـاً حـاربـتك تقـطـعت وخـيلاً عدت تـردي علـيك جوارياً أصـبتَ فـلا يـوم الم سرّات نـيّرٌ ولا رفعـت للـديـن بعـدك رايـة فلا المـجد مجد بعـد ذبح ابن فاطم ألا ان يـومـاً أي يـوم دهى الـعلا غـدات حسـين والـمنايـا جـلـيّة قـضى بـين أطـراف الأسنة والظبا ومـن حـولـه أبـنا أبـه وصحـبه على الارض صرعى من كهول وفتية مـرمّـلـة الأجسـاد مثـل أهـلـّة وتلك النسـاء الطـاهـرات كـأنـها يطـفن على شـمّ العـرانـين سـادة ويضربنَ بالأيدي النـواصي تـولّـُهاً وتهـوى مـروعاتٍ بـأروع أشمـط فطـوراً لـهـا دور عـلـيه وتـارة وأعـظم شيء إنهـا فـي مـصابهـا تقنـعـهـا بـالأصـبحـية أعـبـد حـواسـر أسـرى تستـهان بـذلـة يطارحن بالنوح الحمائم فـي الضحى وأرجل بغـي جاولـتك جذام عُقرن فـلا يلـوى لهنّ لجام ولا قمـر في ليـلهـن يُـشام ولا قام للشرع الشريـف قوام ولا الفضل مرفـوع اليه دعام وحادثـة جبـى لـهـا ويقام وليس عـليهـا بـرقع ولثـام بحرّ حِـشاً يـذكي لـظاه أوام كمثل الاضاحي غـالهن حمام فرادى على حـرّ الصفا وتُوام عراهنّ من مـور الرياح جهام قطاً بين أجـراع الطفوف هيام قضوا وهُـم بيض الوجوه كرام وأدمعها كـالمعـصرات سجام طليق المـحـيّا ان تعـبّس عام لهـنّ قعـود عـنـده وقـيام وحشو حشاها حـرقة وضرام وتسلـب منـهن القـناع لـئام وليس لـها مـن راحـم فتسام وأنّى فهل تجدي الـدموع حمام


(341)
الشيخ يوسف أبو ذيب
    هو أحد الاعلام الكبار والشعراء العظام الذين تزين بهم القرن الثاني عشر جاء ذكره في كثير من الدواوين والمعاجم ، ومراثيه في الحسين عليه السلام تدل على عظيم عبقريته ونبوغه.
    فهو رحمه الله الشيخ يوسف بن الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن الشيخ أحمد آل أبي ذيب من آل المقلد المنتسبين الى قصي بن كلاب أحد أجداد النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ).
    وجاء في ( الطليعة ) ما نصه : كان فاضلاً مشاركاً في العلوم تقياً ناسكاً أديباً شاعراً ، جيد الشعر قوي الاسلوب ذا عارضة ، وكان مفوهاً حسن الخط ، ورد العراق وأقام طالباً للعلم مع جماعة من آل أبي ذيب ، وتوفي في حدود سنة 1200 ، ومن جملة شعره :
حكمُ المنون عليك غالب غالبته أم لم تغالب انتهى (1)
    أما الشيخ فرج آل عمران القطيفي في كتابه ( الروضة الندية في المراثي الحسينية ) فقد أرخ له وذكر وفاته سنة 1160 هـ. وفي أعيان الشيعة : وفاته حدود سنة 1155.
    أقول : لعل هذين القولين أقرب للواقع من قول الشيخ صاحب شعراء القطيف ، ما دام أخوه الشيخ عبد الحسين أبو ذيب قد قلنا انه توفي سنة 1151 كما مرّ عليك في ترجمته. ورأيت بعض من ذكر شعر الشيخ يوسف وترجم له عبّر
1 ـ عن شعراء القطيف للعلامة المعاصر الشيخ علي منصور المرهون.

(342)
عنه بالبصري ، فمن المحتمل انه سكن البصرة لفترة ثم فارقها ، إذ ان وفاته كانت بالبحرين.
    أما ديوانه فكانت نسخة منه في مكتبة الشيخ السماوي كتب عليها ( ديوان أبي ذئب ) وفي مجموعة الشيخ لطف الله الجدحفصي جملة من شعره ، ومنه قصيدته التي أولها :
دمع أكفكفه كفيض بحار وجوى أكابده كجذوة نار
    وفي مخطوطنا ( سوانح الافكار في منتخب الاشعار ) ج 4 صفحة 200 قصيدة أولها :
عبراتٌ تحثّها زفراتُ هنّ عنهنّ ألسنٌ ناطقاتُ
    ومن قوله في سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين :
بأبي وبي أفدي ابن فاطم والوغى فكـأنه مـن فوق صهـوة طِرفه وكأنـه والشـوس خيـفة بأسـه يحكي عـلياً في الصراع وهـكذا ما زال والسـمر اللـدان شوارع يسطو على قـلب الخمـيس كأنه حتى تجـدّل فـي الصعيد معفّراً فنعاه جـبريـل الأمين وأعـولت أقـوت بـه تلـك البـيوتات التي وغـدت بـه أمّ العـلاء عقـيمة هـل للشريعة بعـده مـن حارس هـل للهـدى هـادٍ سواه وكافـل متسـعّرٌ يغـلي كغلي الـمرجل قـمرٌ على فلك سرى في مجهل أسدٌ يـصول عـلى نعام جفّـل يـرث البسالـة كل نـدب أبسل والبيض تبرق في سحاب القسطل صبح يزيـل ظـلام لـيل أليـل روحي الفـدا للعافـر المتجـدل زمر الملائك محـفلاً في محفـل أذن الإلـه بـذكـرهـا أن تعتلي هيهات فهي بـمثلـه لـم تحـمل أو سايس يـصرجى لحل المشكل أو للنـدى والجـود مـن متكـفل


(343)
واحـسرتـاه لـنسـوة عـلـويـّة متعثرات بـالـذيـول صـوارخـاً مـن ثكّل تشـكو المـصاب لأيّـمٍ يـا راكـباًمـن فـوق ظـهر شملّة مجـدولـة تعـلو التـلاع وتـارة عرّج على وادي المحصب من منى وابلـغ نـزاراً لا عـدمـت رسالة قل أيـن أرباب الحـفاظ وخير مَن أيـن الغـطـارفـة السراة وقـادة الـشمّ مـن عليا لـؤيّ وهـاشـم هـل تقبلـنّ الـذل أنفـسكم ويأبى يمسي ابـن فاطمة البتـول ضريبة متـسربـلاً بـدمـائـه عارٍ فـيا خرجت من نالاسجاف حسرى ذهّل بمدامـع تجري كـجري الجـدول أو أّمٍ تشـكـو المـصاب لثـكـّل تشأ الرياح مـن الـصبا والشـمال تهوي الـوهـاد بـه هـويّ الأجدل فشـعاب مـكة فاللوى ثـم اعقـل شجنـيّة ذهبـت بقـلـب الـمرسل لـبّى صريـخ الخائـف المـتوجّل الجـرد الـعتاق الصافـنات الصهّل من كل عـبل السـاعـدين شمردل الله عـهدي أنـهـا لـم تـقـبـل للـمشرفـية والـوشيـج الـذبـّل لله مـن عـارٍ ومـن متـسـربـل
    وقال :
خليليّ بالعـيس عـوجا على ألا عـرّجا بي على مـنزل قفا نقضي واجـب حـق له ونسألـه وهو غير المجيب أيا مـنزلاً باللـوى مقـفراً فأيـن غـيوثك للمـجدبين وأين الأولى كنت تسمو بهم تقاسـمهم حادثـات المنون ربى يثـربٍ وانزلا واعقلا لـعبـد منافٍ عـفاه البلى بـفـرط الـبكـا أوّلاً أولا ولـكن علـينا بـأن نسألا فديـتك مـنزل وحيٍ خلا إذا ضنّت السحب أن تهملا إذا شئت كيـوان والاعزلا وأرخى عـلى جمعهم كلكلا


(344)
وأعـظم مـن ذاك يومٌ لهم لدى جانب النهر أضحت به نبـيت بـأهـوالـه ولـهاً فيا كربلا كم فطرتِ الحشا فـيا لك يومـهم المهولا مـعاطـسنا رغمـاً ذللا ونصبح من رزئـه ذهّلا بعضب المصيبة يا كربلا
    ثم يسترسل في سرد المصيبة حتى يختمها بقوله :
لعـلّ أبي ذئب يوم الجـزا فـلا عـمل مسـعد ( يوسفاً ) عليكم من الله أزكى الصلاة ينـال بـكم كـل مـا أمّلا سـوى حـبّه لـكم والـولا متى هلهل السحب أو جلجلا
    وله من قصيدة يرثي بها الحسين أولها :
ذكرَ الطفوف ويوم عشر محرم فجرى له دمع سفوح بالدم
    ومنها :
صـبّ يبـيت مسـهداً فـكأنما برح الخفاء بـحرقة لا تنطـفي يا يـوم عاشـوراء كم أورثتني ما عـاد يومك وهـو يو م أنكد يا قلب ذب وجداً عليه بحرقـة يا سـيد الشهداء إنـي والـذي لو كنت شاهد يوم مصرعك الذي لأسلت نفسي فوق أطراف الظبى أجـفانه ضمـنت برعي الأنجم ورسيس وجد في الصدور مخيم حزناً مـدى الأيام لـم يتـصرم إلا وبـتّ بلـيلـة الـمـتألـم يا عين مـن فرط البكا لا تسأمِ رفع السـماء وزانـها بالأنـجم فضّ الحشاشة بالمصاب الاعظم سيلان دمـعي فيك يا بن الأكرم


(345)
    وله أيضاً :
ما بعد رامـة واللوى من منزل هـذي المعالم بين أعلام اللوى إيـهٍ أخا شكـواي يـوم تهامة اسعد وما للمستهام اخي الجوى عرّج على تلك المعاهـد وانزل قف نبك لا بين الدخول فحومل والحـي بين ترحـل وتحـمل من مسعد أين الشجي من الخلي
    ومنها :
وأجل مـرزأة لفاطـم وقـعة يوم به ضاق الفـجاج ورحبه يسطو على قلب الخميس كأنه تتـبـدّل الـدنـيا ولـم تــتبـدّل ذرعاً على ابن المرتضى المولى علي صـبـح يـزيـل ظـلام ليل ألـيل
    وله وهي من روائعه :
حكم المـنون عليك غالب لا شــك أن سـهـامـه فلـيطرقـنـك هـاجـماً لا تـدفـع الموت الجـنود أين المـلوك الطـالعـون ذهـبوا كأن لـم يخـلقوا لا ثـابـت يـبـقـى ولا قـد فاز مـن لاقى المنية متمـسكـاً بـولاء عتـرة وإذا تعـاورك الـزمـان فـاذكـر مصيـبتهم بعَرَ غـالبته أو لـم تغـالـب في كل ناحـية صـوائب لو كان دونك الف حاجب ولا الأسـنّة والقـواضب على المـشارق والمغارب والكل في الآثـار ذاهـب ينـجو من الحدثان هارب وهـو محـمود العـواقب أحـمد مـن آل غـالـب وهـاج نحـوك بـالنوائب صة كربلا تنسى المصائب
ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: فهرس