ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: 346 ـ 360
(346)
تالله لا أنسـى الحـسين مستخبراً مـا الارض قا قال انزلـوا فاذا الكتائب فتـبـادرت أنـصـاره أسدٌ نـواجـذها الأسـنّة بيـض كأن رمـاحهـم وكأنهـم تحـت العـجا فتراكمت سـحب الفضا وبقي الحسين مـع العدى يلقى الصفـوف مـكبّراً كـاللـيث فـي وثباتـه يسطـو بعـزمٍ ثـاقـب حتى هـوى عـن سرجه لهفي لـه فـوق الثـرى لهفـي لـه وحـريـمه يـنـدبنـه بـمـدامـع أحسيـن بعـدك لا هـنا والجـسم مـنك مجـدّلٌ ما أوحـش الدنـيا وقد ها نحن بعدك ياغريـب وتقول مـن فرط الأسى يـا راكباً تـعـدو بـه عج بالغـريّ وقف على وقـد وقفن بـه الركائب لوا كربلا يا ابن الاطايب حـولـه تتلـوا الكـتائب كالأسـد ما بـين الثعالب والسيـوف لـها مخالـب وسيوفـهم شـهب ثواقب ج كواكب تحت الغـياهب فتحـججت تلك الـكواكب كالبـدر مـا بين السحائب والسـيف بالهامات خاطب وَثَباتـه بيـن المـضارب كالسيف مصقول الضرائب كالنـجم أو كالبـدر غارب كالطـود منهـدّ الجـوانب من حـول مصرعه نوادب من حـرّ أجـفان سواكب عيش ولا لـذّت مـشارب في الترب منعـفر الترائب نعـبت بفرقـتك النـواعب الـدار أمسـينا غـرائـب والشجو للأحـشاء لاهـب حرف مـن القـود النجائب عتبات أحمى الـناس جانب


(347)
واشـرح لـه مـا راعـنـا واقـصر فـما عـن صدره واطـلق عنانـك قـاصـداً واجـلـس عـلى أعتـابـه مـولاي يا كهـف الـورى فجـعتك حـرب بـالحسين تبـكي لمصرعـه الحروب والـبـدر أمـسى كـالحـاً ونـساه مـن شجـو عـليه أمسـت تـجاذب مـن لظى مـا بيـن عـلـج سالـبٍ مسـتصـرخـات لـم تجد ان صحن أيـن ليوب غالب وبـنو العـواهـر والقــيو الله أكــبــر انــهــا يسـتأصـلـون مـعاشـراً أبنـي الـمـراثـي والمـما مـا أن ذكـرت مـصـابكم وإليـكـم مـن عـبـدكـم فهـي العـصا طـوراً أهشّ لا بـد مـا تـأتـي لـكـم صـلـى الإلـه عـليـكـم بالطف من فعل النواصب خـبرٌ من الاخبار عازب قمر الهدى شمس المذاهب واندب وقل والدمع ساكب من شاهـد منهم وغـائب وبـالعشـيرة والأقـارب أسـىً وتندبـه المحارب والشمس ناشـرة الـذواب ذوات أكـبـاد ذوائــب الانفاس ما أمسـت تجاذب أسلابهن وبـين ضـارب غير الصدى أحداً مجاوب صاح أيـن ليـوث غالب د تقودها قـود الجنـائب لمن الغرائـب والعجائب بلغوا بهم أقصى المطالب دح والمعالـي والمناقـب إلا وهيّـج لـي مصائب مجلوّة الأطـراف كاعب بها ولـي فيـها مـآرب وتعود منكـم بالرغـائب ما حـجّ بيت الله راكـب


(348)
المتوفى حدود 1201
    جاء في كتاب ( شعراء القطيف ) :
    هو العلامة الشيخ عبد الله بن حسين بن درويش المعروف بالعوي الخطي. وآل العوي قبيلة معروفة من قبل بآل درويش تسكن البحرين فحدثت في تلك الظروف حوادث أدت بهم كغيرهم إلى الترحل إلى القطيف وكان ذلك أواخر القرن الثاني عشر فنزل والد المترجم حسين وعائلته بستاناً يقال له ( البشري ) الموجود حالياً وكان بعيداً عن البلاد بأكثر من المتعارف بالنسبة إلى الدور المتقاربة فكان أصحابه وجماعته وقومه وعماله الذين يعملون معه في الغوص إذا جاؤوا قد يسألون إلى أين ؟ فيقولون إلى العوي وكذا غيرهم من أهلي البلاد إشارة إلى المكان البعيد الذي لا تسكنه إلا العواوي جمع عوى ، راجع عن معلوماته حياة الحيوان للدميري ، فذهبت عليهم ونسي الناس لقبهم الأول آل درويش ، ويوجد مثل هذا كثير قديماً وحديثاً وبعد سنيات قلائل من نزول والده القطيف توفي حدود التاريخ المذكور وخلف ولداً يدعى بالشيخ علي نبغ نبوغاً باهراً في العلم والصلاح والتقوى وأسندت إليه في زمانه سائر المهمات الشرعية فكان أحد أعلام القرن الثالث عشر تغمد الله الجميع بالرحمة والرضوان ، وخلف أيضاً أثراً قيماً من المراثي لأهل البيت تقتطف منه هاتين القصيدتين. انتهى
    أقول نكتفي بالاشارة إلى هذا الشاعر وعدّه من هذه الحلبة في عداد شعراء أهل البيت عليهم السلام.


(349)
    قال في مطلع قصيدة ذكرها الشيخ لطف الله :
أين الشفيق على الزهرا يواسيها قد خانها الدهر كيداً في أطايبها في نوحها ونُعاها في غواليها وافجعتاه لها قـوموا نعزيها
    قال الشيخ الاميني في ( شهداء الفضيلة ) بعدما ترجم لولده الشهيد الشيخ حسين ما نصه : ووالد الشهيد ، هو الشيخ محمد ـ أحد العلماء المبرزين ، أطراه صاحب الأنوار بالعلم والعمل والفضل والكمال والورع ، ولد سنة 1112 له تآليف جيدة منها كتاب ( مرآة الاخبار في أحكام الاسفار ) ورسالة في الصلاة ، ورسالة في أصول الدين ، ورسالة في وفاة أمير المؤمنين (ع) يوسف صاحب الحدائق والشيخ عبد العلي ، ويروي عنه ولداه العالمان العلمان : الشيخ حسين والشيخ أحمد.
    قال الشيخ الاميني رحمه الله : وعندنا كثير من شعره في رثاء الإمام الشهيد الحسين بن علي عليهما السلام. وكتب إليه أخوه صاحب الحدائق قصيدة فيها اطراؤه ، ذكرها في الكشكول ص 70 من الجزء الثاني وفي الذريعة للشيخ الطهراني ما نصه : ديوان الشيخ محمد بن أحمد بن عصفور الشاخوري في مراثي الحسين ـ وهو أخ صاحب الحدائق وتلميذ الشيخ حسين الماحوزي ـ في مدرسة البخارائي بالنجف كتب سنة 1270.


(350)
المتوفى 1204
يا راكب الـوجناء أعقـبها ألونى عـرّج باكناف الطفـوف فإن لي وأذل بها العبـرات حتـى ترتوي دمنٌ أغـار عـلى مـرابعها البلى وتطـرقتها الحـادثـات وطـالما لله كـيف تـدكدكـت تلك الـربى وتعـطلت تلك الفــجاج وأقتفرت يا كـربلا مـا أنـت إلا كـربـة كـم فتـنة لك لا يبوخ ضرامـها مـاذا جنـيتِ عـلى النبي وآلـه كـم حـرمـة لمحـمد ضيعـتها ولـكم دمـاء مـن بنـيه طـللتها ولـكم نـفـوس منهـم أزهقـتها ولكم صببت عليـهم صوب الردى غادرتـهـم فيء العـدى وأزحتهم أخنى الـزمـان عـليهم فابادهـم طيّ المهـامه مـن ربي ووهادِ قـلباً إلى تلك المـعاهد صادي تلك الربى ويعـبّ ذاك الوادي قسـراً وشنّ بهـنّ خيل طراد قعـدت لطـارفهن بالـمرصاد وعدت على تلك الطلول عوادي تلك العراص وخفّ ذاك النادي عظمت على الأحـشاء والأكباد تربي مصائبـها عـلى التعـداد خير الورى من حاضر أو بادي مـن غـير نشـدان ولا إنشاد ظمأ على يد كـل رجسٍ عادي قسراً ببيض ظباً وسمر صعاد من رائح متعـرض أو غـادي عن طارف مـن فيئـهم وتلاد فـكأنهـم كانوا عـلى ميعـاد


(351)
لهـفي لـهاتـيك الستـور تهتـكت لهـفي لهاتـيك الـصـوارم فـللت لهـفي لهاتيك الـزواخـر أصبحت لهـفي لهاتـيك الكواكـب نـورها فلبـئسما جــزوا النـبي وبئسـما يا عين إن أجـريت دمـعاً فـليكن وذري البـكا إلا بـدمـع هـاطـل واحمي الجفون رقادهـا لمن احتمت تالله لا أنســاه وهـو بـكـربـلا تالله لا أنـسـاه وهـو مـجاهــد فـرداً مـن الخلان مـا بين العدى لهـفي لـه والتـرب مـن عبراته يـدعـو اللئام ولا يـرى من بينهم يـا أيـها الأقـوام فيـم نقــضتم ويجول في الابطال جـولة ضيـغم أردوه عن ظـهـر الجـواد كأنـما يـا غائبـاً لا تـرتـجى لك أوبـة صلى عليك الله يـا ابـن المصطفى ما بين أهـل الكفـر والالحاد بقـراع صمّ للخطـوب صلاد غـوراً وكـنّ منازل الـوراد فـي الترب أخـمد أيّما اخماد خلفـوه في الأهـلين والأولاد حـزناً على سبط النبي الهادي كالسيل حـطّ إلى قرار الوادي أجـفانه بالطـف طـعم رقاد غرض يصاب باسهـم الأحقاد عـن آلـه الأطـهار أيّ جهاد خلواً مـن الأنـصار والأنجاد ريان والأحشاء مـنه صوادي أحداً يجيب نـداه حيـن ينادي عهدي وضيعـتم ذمـام ودادي ظام الى مهـج الفوارس صادي هدموا به طوداً مـن الاطـواد أسلمتني لجـوى وطـول سهاد ما سار ركب أو ترنـم حادي


(352)
    السيد صادق بن علي بن حسين بن هاشم الحسيني الاعرجي النجفي المعروف بالفحام ينتهي نسبه إلى عبيد الله الاعرج بن الحسين الاصغر بن علي السجاد (1). ولد في قرية الحصين (2) إحدى قرى الحلة سنة 1124 وتوفي بالنجف الاشرف يوم 21 شعبان سنة 1204 بموجب تاريخ السيد أحمد العطار في قصيدته وبموجب تاريخ السيد محمد زيني بقوله في قصيدته التي يرثيه بها ( قد شق قلب العلم فقدك صادق ) وقبره في النجف بمحلة المشراق مزور متبرك به.
    كان رحمه الله من أجلة العلماء لا يكاد أحد يملّ مجلسه وكان إماماً في العربية لا سيما في اللغة حتى سمي : قاموس لغة العرب. وكتب الشيخ اليعقوبي في البابليات عنه فقال :
    درس على المرحوم السيد محمد مهدي بحر العلوم وغيره فقد ألّف وكتب ونظم حتى جمعت أشعاره في مجلدين على حروف المعجم وبرع في الفقه والاصول والكلام والحكمة على الأساتذة الذين تخرج عليهم من الجهابذة العظماء كالسيد محمد الطباطبائي والشيخ خضر المالكي الجناجي كما في ( سعداء النفوس ) وما برح حتى حصل على درجة الاجتهاد واصبح علماً يشار اليه بالبنان وله بيتان في رثاء استاذه الشيخ خضر المالكي المتوفي سنة 1180 وقد كتبا على قبره :
1 ـ وفي الذريعة ـ قسم الديوان ـ ساق نسبه هكذا :
    السيد صادق الفحام بن محمد بن الحسن ( الحسين ) بن هاشم بن عبد الله بن هاشم بن قاسم بن شمس الدين بن أبي هاشم سنان ، قاضي المدينة بن القاضي عبد الوهاب بن القاضي كتيلة بن محمد بن ابراهيم بن عبد الوهاب ـ كلهم قضاة المدينة ـ ابن الأمير أبي عمارة المهنا ـ جد آل المهني ـ ابن الامير ابي هاشم داود بن الامير أبي أحمد القاسم بن الامير أبي علي عبيد الله بن الامير أبي الحسن طاهر المحدث ، ممدوح المتنبي ـ ابن يحيى النسابه بن الحسن ابن جعفر الحجة ابن عبيد الله الاعرج ابن الحسين الاصغر ابن الامام السجاد عليه السلام.
2 ـ وكانت تدعى قديماً ( حصن سامه ).


(353)
يا قبر هل أنـت دارٍ من حـويت ومن أضحى بك الخضر مرموساً ومن عجب عليه حولك ضجّ البدو والحضر يموت قبل قيام القائم « الخضر »
    وفي بعض المصادر التي لا يعول عليها أنه قرأ على الشيخ خضر شلال الذي قرأ على أولاد الشيخ خضر المالكي وأحفاده والمتوفى سنة 1255 أي بعد وفاة الفحام باحدى وخمسين سنة وذلك خطأ ظاهر كما لا يخفى.
    وذكره صاحب « الروضات » في عداد الفقهاء الذين تخرج عليهم الفقيه الشيخ جعفر الكبير صاحب كشف الغطاء في ترجمة الشيخ المذكور.
    وتعرض لذكره خاتمة المحدثين الشيخ النوري في كتابه « دار السلام » ج 2 ص 393 نقلا عن الشيخ جواد بن العلامة الشيخ حسين نجف في قصة طويلة شاهدنا منها قوله عن السيد المترجم : ان السيد بحر العلوم والشيخ جعفر تلمذا عليه في الأدب وكانا يقبلان يده بعد رياستها وفاء حلق التعليم. قلت : ولذلك يعبر عنهما دائماً في ديوانه بالولدين الاكرمين. ونسب له النوري أحمد البلاغي والشيخ راضي نصار وكانوا قد خرجوا من النجف الاشرف الى الهاشمية لزيارة السيد الجليل القاسم بن الامام الكاظم (ع) وممن تخرج عليه الأديب الفذ والشاعر الفحل الشيخ محمد رضا النحوي وقد أبّنه بقصيدة عصماء يتجلى فيها وفاؤه لاستاذه فلقد بكاه الولد على أبيه والتلميذ على مؤدبه ومربيه وفيها يقول :
ويا والـداً ربيـت دهـراً ببره لقد كنت لي بالبرّ مذ كنت ( مالكا ) قصرت لعمر الله غايـة مقولي ومن بعد مـا ربى وأحسن أيتما ولا عذر لي أن لا أكون ( متمما ) وكنت له اذ يرتقي الأفـق سلما


(354)
    آثاره :
    له مؤلفات وآثار عديدة تلف أكثرها بعد وفاته منها ما ذكره شيخنا الجليل الشيخ « آغا بزرك » في كتابه « سعداء النفوس » حيث قال : له شرح على الشرائع من أول الطهارة إلى آخر صلاة ليلة الفطر رأيته في مجلد وهي نسخة الاصل. اهـ وقال صاحب « أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة » ج ا ط بغداد ما ملخصه : العالم الفاضل والفقيه الكامل السيد صادق الفحام من أفاضل العلماء الاواخر كانت له صحبة مع العلامة الطباطبائي بحيث نقل انه كان يقدمه على سائر أقرانه ، له مؤلفات كثيرة لم نعثر عليها منها « تاريخ النجف » وشرح « شواهد القطر » كتبهما في مبادئ أمره ، وله شعر رائق ، توفي كما في بعض المجاميع الخطية لبعض المعاصرين سنة 1209 اهـ. قلت والصواب 1204 كما سيأتي تحقيق ذلك. ويظهر أن كتابه شرح الشواهد كان متداولاً في أيامه فقد رأيت في هامش كتاب الكشكول لمعاصره الشيخ يوسف البحراني المتوفى سنة 1186 ج 1 ص 375 عند ذكر هذه الابيات :
ألمت بنا والليل من دونه ستر ولاحت لنا شمساً وقد طلع البدر
    إلى أن قال : اعلم ان هذه الأبيات من قصيدة استشهد في شرح القطر ببيت منها في بحث المفعول لأجله وهو آخر ما ذكرها هنا :
واني لتعروني بذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر
    ونسبها مولانا العالم الفاضل السيد صادق لأبي صخر الهذلي وقد ذكر أبياتاً منها. اهـ ومن آثاره ( رحلة ) دون فيها زيارته للامام علي بن موسى الرضا عليه السلام سنة 1180 باسلوب نثري من المسجع القديم وهي ملحقة بديوانه ولا تخلو من فوائد تاريخية ومعلومات جغرافية عن العراق وإيران في ذلك العهد أي قبل قرنين من الزمن ـ ومن آثاره :


(355)
    ديوانه المخطوط :
    جمع ديوان شعره في حياته على حروف المعجم ووضع له مقدمة لا تزيد على عشرة أسطر ورتبه على ثلاثة أبواب الأول في القريظ « اللغة الفصحى » والثاني والثالث « في الركباني » و « المواليات » وهما في اللغة العامية الدارجة في أرياف العراق وبواديه وعندي منه نسخة نقلت عن الأصل تقع في 200 صفحة بخط معاصره العالم الأديب سيد أحمد زوين كتب في آخرها قد فرغ من تسويده أفل من مدباعه في هذه الصناعة أحمد بن سيد حبيب زوين الحسيني الأعرجي النجفي سنة 1232 بعد وفاة الناظم بـ 28 سنة وفيه قصيدة تناهز 180 بيتاً سماها « المرحلة المكية » قالها بمناسبة حجة إلى بيت الله الحرام سنة 1188 وتوجد من هذا الديوان نسخة ثانية ناقصة الآخر في مكتبة الشيخ السماوي أكملها عن النسخة التي لدينا والحق ان الاستفادة بالديوان تاريخياً لا تقل عن الاستفادة به أدبياً فانه وثيقة تاريخية قديمة ثمينة توقفنا على تاريخ كثير من الأحداث العراقية في دور الممالك وقبله وتسمي كثيراً من أعلام ذلك العصر في العلوم والأدب والادارة ممن لم نجد لهم ذكراً في غيره من الدواوين وكتب التراجم المتأخرة وحيث أن المترجم لم ينقطع عن التردد إلى الحلة فقد مدح جماعة من أشرفاها وكبرائها بقصائد مثبتة في الديوان كالسيد سليمان الكبير وآل النحوي وآل الحاج علي شاهين ـ من أقدم العائلات الحلية وممن ذكر فيه من النجف الشيخ خضر بن يحيى الجناجي وأولاده والسيد مرتضى الطباطبائي ـ والد بحر العلوم والشيخ أحمد الجزائري جد الاسرة الجزائرية وآل الخمايسي وآل الملا ـ سدنة الروضة الحيدرية يومئذ ومن بغداد آل العطار وآل السيد عيسى والسيد نصر الله في كربلاء والسيد أبو الحسن موسى العاملي عدا ما نظمه من المدائح والمراثي في أهل البيت (ع) وتواريخ العمارات التي أنشئت على مشاهدهم في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء ، وما إلى ذلك من مراسلاته مع « آل فتله » ورؤساء خزاعة ذوي السلطة والنفوذ يومئذ في الفرات الأوسط أمثال محمد وعباس وحمود أولاد حمد آل عباس


(356)
الخزاعي ، والقسم الكثير من شعره رائع الاسلوب نقي الديباجة معرق في العربية يقفو فيه اثر أبي تمام حبيب بن أوس وقد قال من أبيات يذكر فيها انتسابه اليه في نظم الشعر :
حبـيب الى قـلبي حبيب وانني اديب جرت في حلبة النظم خيله ولكنني وحـدي شقـقث غباره ولاغروان صلى جوادى دونهم لاني مـن قـوم اذا عـنّ منبر لمقتبس من فضل نور حبيب مغـبرة في وجـه كل اديب الى صلوي (1) نهدٍ أغر نجيب واذ يك قد جلى فغير عجيب فلـم يعن إلا منـهم بخطيب
    توفي بالنجف الأشرف في 21 شعبان سنة 1204 وله من العمر ثمانون سنة ورثاه فريق من شعراء عصره ، منهم السيد أحمد العطار وأرخ عام وفاته قال :
لهفي عـلى بـدر هدى وبحر علـم كـل حبر من قـد حباه الله علماً فـسار ذكـر فـضله قـد هـد أركان التقى أرخـت عـام مـوته عز عـلى الاسلام مو تحت التـراب قـد أفـل عــل مـنـه ونـهـل زانـه حـسـن عـمـل بين الـورى سـير المثل والـديـن رزؤه الـجلل في بيـت شعر قـد كمل ت الصادق المولى الأجل
انتهى
1 ـ صلوي مثنى صلى وهو مغرز ذنب الفرس. ويقال صلى الفرس اذا جاء مصلياً وهو الذي يتلو السابق لان رأسه يكون عند صلاه.

(357)
     من شعره قوله وهو في طريقه إلى زيارة الامامين العسكريين بسرّ من رأى.
أنخها فقد وافت بك الغاية القصوى أتت بك تـفري مهـماً بعد مهـمه يحركها الشـوق الملـح فتغـتدي يعللها الـحادي بحـزوى ورامـة ولـكنما حنـت الى سر مـن رأى إلى روضة ساحـاتها تنبت الرضا إلى حضرة القـدس التي عرصاتها فـزرها ذليلا خـاضعاً مـتوسلا لتـبلـغ في الـدنيا مـرامك كلـه عليها سـلام الله مـا مر ذكرهـا وألقت يديها في مـرابع مـن تهـوى يظل بأيـديها بـسـاط الفلا يطـوى تشن عـلى جيش الملا غـارة شعوا وما هيـجتها رامـة لا ولا حـزوى فجاءت كما شاء الهوى تسرع الخطوا وتثـمر للجانيـن أغصانهـا العفـوا بحور هدى منها عطاش الورى تروى بها مظـهراً لله ثـم لـها الشـكوى وتأوي في الاخـرى الى جنة المأوى وذلك منشور مـدى الدهـر لا يطوى
    نقلتها عن ( الرائق ) وفي الحاشية تشطير للعالم العامل الورع الشيخ حسين نجف أقول : وفي ( الرائق ) مخطوط السيد العطار جملة قصائد تشير اليها قال :
    وقال السيد صادق بن السيد علي الاعرجي النجفي أيده الله
علام وقد جهزت جيش العزائم أسالم دهراً ليس لي بمسالم
تحتوي على 92 بيتاً كلها في مدح النبي (ص)
    وله أيضاً في مدحه (ص) وقد نظمها في طريق مكة حين صد عن الحج
طوى عن فراش الكعاب الازارا وعاف الكرى واستعار الغرارا
تتألف من 120 بيتاً


(358)
    وقال يمدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
حشاشة نفس لا يبوخ ضرامها وغلة قلب لا يبل أوامها
وهي 80 بيتاً
    وقال أيضاً يمدح أمير المؤمنين (ع)
هي الدار بالجرعاء من جانب الحمى فعوجا صدور اليعملات النجائب
    تتكون من 65 بيتاً. كل هذه في المجموع ( الرائق ) ج 2 ص 392.


(359)
    مرّ في هذا الكتاب عدة قصائد رويناها عن مجموعة الشيخ لطف الله ابن علي بن لطف الله وقال في آخرها :
    فرغ من هذا المجموع البديع النظام الحاوي لفرائد مراثي ابي عبد الله الحسين بقلم العبد المذنب الجاني لطف الله بن علي بن لطف الله الجدحفصي البحراني باليوم الثامن عشر من شهر رجب الاصب من سنة 1201 الحادية والمائتين والألف من الهجرة. وصلى الله على محمد وآله وسلم. أقول : وأثبت الشيخ من شعره عدة قصائد ، ففي ص 47 قال في مطلع قصيدة ما نصه : لكاتبها الجاني لطف الله بن علي بن لطف الله الجدحفصي عفى الله تعالى عنه. أقول هو حفيد الشيخ لطف الله بن محمد بن عبد المهدي الذي تقدمت ترجمته ص 255 :
ماذا على الركب لو ألوى على الطللِ ومـا عـليه إذا اسـتوقفـته فعـسى ربـع لليـلاي قـد أقـوت مـعالمه أغرى به الـدهر عـن لوم نوازلـه قـد كان بالـحيّ مأهـولاً يطيب به بكل بـدر يـغار البـدر منـه حوى فبـتّ أقريه صوّب المدمع الهطلِ أقـضيه بعض حقـوق للعلى قبلى وراعه البين بـعد الحـلي بالعطل فعاد خـلواً مـن النزال والنـزل من النسائـم بـالابـكار والاصل وكل غصن يغير الغصن في الميل


(360)
يا ربـع انسي سقـتك الغاديات ولا لقـد تـذكرت والـذكرى تـؤرقني أيام أصـبو إلى لهـوي ويسعـدني أيـام لا أتـقي كـيـد الـوشاة ولا أيام ارفـض عـذالي وتـرفضني فحـبذا غـرّ أيـامي التي سلفـت لله وقـفـة تـوديـع ذهـلتُ لـها والحيّ قـد قوضوا للظعن وانتدبوا والوجد قد كاد أن يقضي هناك على فبيـن بـاك وملـهوف وذي شجن ورب فاتـنة الالـحاظ مـا نظرت أومت إليّ وقـد جـدّ الـرحيل بها قالت وقد نظرت مـن بينها جزعي لقـد بلـوناك في البلـوى فنعم فتى فليت شعـري وقـد حـمّ البعاد لنا فهـل تـحافظ عـهدي أم تضـيّعه من بعد ما أوثـق المخـتار عقدتها فاعقب الأمر ظـلم الآل فاضطهدوا وأعظم الرزء ، والارزاء قد عظمت برحـت تزهو بنوار الندى الخضل ما مـرّ لي فيـك في أيامي الأول شـرخ الشباب ولا اصبو إلى عذل أخاف من مَيـَل في الـحب أو ملل وما لـكي شافعي والـهـمّ معتزلي وليتها لـم تـكن ولّت عـلى عجل بمـعرك البيـن بيـن البان والاثل لوشك بينٍ وشـُدت أرحـل الابـل قلوب أهل الهوى مـن شدة الـوهل بادي الكئابة في تـوديـع مـرتحل الا لتقــتلني بـالأعـيـن النجـل والروع يخـلط منهـا الدمع بالكحل لله أنتَ فـما أوفـاك مـن رجـل ونعم خلٍ خلا مـن وصـمة الخلل والبعـد يا ربـما أغـراك بالـبدل كما اضيعت عهود في الوصي علي بكـل نـص عن الله العـليّ جـلي بكـل خطـب من الاوغـاد والسفل بالطف رزءٌ لهم قـد جلّ عـن مثل
    ويسترسل في نظم المصيبة ويتخلّص بطلب الشفاعة من أهل البيت عليهم السلام ، وله مرثية يقول في أولها :
اهاجك ربع باللوى دارس الرسم اغمّ ولما يبق منه سوى الوسم
ادب الطّفّ الجزء الخامس ::: فهرس