ادب الطف الجزء السادس ::: 16 ـ 30
(16)
    2 ـ الدرر النجفية.
    3 ـ سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد رد به على شرح النهج.
    4 ـ الشهاب الثاقب في معنى الناصب.
    5 ـ جليس الحاضر وأنيس المسافر المعروف بـ ( الكشكول ).
    6 ـ الأربعون حديثاً في مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام ، استخرجها من كتب أبناء السنة والجماعة.
    7 ـ لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العينين ، وهي إجازة كبيرة مبسوطة كتبها لابني أخويه الشيخ حسين ابن الشيخ محمد والشيخ خلف ابن الشيخ عبد علي وكتب العلامة المعاصر السيد عبدالعزيز الحيدري له ترجمة ضافية أثبتها في مقدمة ( الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ) المطبوع جديداً بمطابع النجف وعدد له 45 مؤلفاً. وفي الكشكول كثير من الروائع والأدب والمنثور والمنظوم وله مراسلات أدبية مع أحبائه وإخوانه منها قصيدتان بعثهما إلى اخوته يشكو إليهم ما ألم به من حوادث وكوارث ، وله تخميس لقصيدة مطولة بعث بها إليه أحد إخوانه. وقصيدة يمدح بها الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام حين جاء للعراق زائراً عام 1156. ودع الحياة عن عمر ناهز الثمانين كرسه لخدمة العلم والدين وفي تدوين الفقه وتبويبه وفروعه وأصوله وقضاه في جمع شتات أحاديث أئمة بيت الوحي صلوات الله وسلامه عليهم
    لبى نداء ربه بعد زعامة دينية امتدت زهاء عشرين سنة وهرعت كربلاء لتشييعه ودفن بالحائر الشريف في الرواق الحسيني الأطهر عند رجلي الشهداء وأقيمت له الفواتح في كربلاء المشرفة وسائر البلاد الشيعية ، وأول من أقام له الفاتحة تلميذه الأكبر آية الله السيد محمد مهدي بحر العلوم.


(17)
ممن رثاه السيد محمد الشهير بالزيني مؤرخاً عام وفاته في قصيدة مطلعها :
ما عذر عين بالدمـا لا تـذرف واليـوم قـد أودى الإمـام العالم درست مدارس فضله ولـكم بها مـا أنت إلا بـحر عـلم طـافح وحشاشة بلظى الأسى لا تتلف العلم التقي أبو المفاخر يوسف كانت معارف دين أحمد تعرف قد كانت العلـماء مـنه تغرف
    وفيها يقول :
يا قبر يوسف كيف أوعيت العلى قامت عليه نوائـح مـن كتــبه كحدائق العلم التي مـن زهرهـا قد غبت عن عيـن الانـام فكلنا فقضيت واحد ذا الزمان فأرخوا وكنفت في جنبيك ما لا يكنف تشكو الظليمة بعده وتـأسـف كانت أنامل ذي البصائر تقطف يعقوب حزن غاب عنه يوسف قد حن قلب الدين بعدك يوسف


(18)
المتوفى 1208
ما للعيون جــفت لذيذ رقادها تذري دمـوعاً في الخدود كأنما عبراء إلف بكائها وسهادها مدت مياه البحر من امدادها
    ويقول فيها :
لي مهجـة كـالنــار إلا أنها صيرت مني الدمع أعذب مائها أسفـا علـى فتيان حق جرعت أفــديـهـم مـن فتية علوية شغفـت بـذكـر الله حتى أنها المجـد من أقرانها والفخر من والخير مابين الورى من جودها لهفي لهـم والبيض تورد منهم قـد أشرقت بهم الطفوف كأنما يا للرجـال لعـصـبة أمويـة لله كـم أجـرت لأحـمد عبرة بـمـدامـعـي تزداد في إيقادها ولواعــج الأشجان أطيب زادها بالطف كأس الحتف من اضدادها قد جاهـدت في الله حق جهادها لم تخل يـوم الحرب من أورادها أخدانها والسحب مـن وفــادها ومـحمد المختار مـن أجـدادها فتعود حمراً من دما أجسـادهـا خرت نجوم الأرض بيـن وهادها أطفـت بـأيديـها سراج رشادها قد أخمـدت منـها لظى أحقادها


(19)
تباً لهـا تـركت حبيـب مــحمد صدتـه عن ورد الفرات وقـلبـه قد أغضبت فـيه الإلـه ورجحـت تالله لـو علمـت ظبا الأعـدا بـه والضمر لـو علمت رأت إصدارها وبكـت لـه العليا أسى وتعـوضت نفسـي فـداه وما فداي بنـافــع ملقى علــى حر الصعيـد ورأسه يسـرى بـه ظـلماً أمام نـسائـه أين البتولـة فاطـم الـزهراء ترى أترى درت أن العدى مـن بـعدها فوق الصعيد يجود تحت جيادها صاد وكل الوحش مـن ورادها إرضاء نفس يزيـدهـا وزيادها منعتهم التجريد مـن أغـمادهـا عنه ولو غصبت على إيرادهـا أجفانـها عـن غمضها بسهادها من أدركـت منه الـعداة مرادها قد صعدته القوم فـوق صعادها ونساؤه حـسرى بـذل قـيادها مافي الزمان جرى على أولادها أصمت بـأسهمها صميم فؤادها
    ذكره الشيخ أغا بزرك الطهراني في الذريعة ـ قسم الديوان ـ فقال :
    ديوان السيد علي بن ماجد الجد حفصي ، المتوفي 1208 هـ الموجودة مراثية في مجموعة دونها الشيخ لطف الله بن علي الجد حفصي في سنة 1201 أقول وفي المجموعة كثير من شعره ومنه قصيدته التي تحتوي على 67 بيتاً وأولها :
تجف جفون السحب والدمع جائد ويخمد وقد النار والقلب واقد
    وأخرى تتكون من 58 بيتاً وأولها :
ألا من لصب قلبه منه واجب مباح لديه الوجد والندب واجب


(20)
أنفـحـة مسك أذفـر شيـب بالـند فيانسـمة أهــدت إليـنا تـضوعاً رويداً رعـاك الله حـركـت ساكنـاً فـما حـال سبط المصـطفى وحبيبه أجـاب لسان الحـال مـا حال سـيد سأقضي حـياتي زفـرة بعـد زفرة بنفسي نفـس البضعة الطـهـر فاطم فقل لابن سعد بعد تسعين تشتري العمى أتطفي سنا الاسلام ما أنت في الورى تنشقت أم ريـح الطـفوف على البعـد ورائـحـة تـزرى بـرائـحة الـورد بـقلبي وأورتـني بقلبي لـظى وجدي وقـرة عين المرتضى الجـوهر الـفرد رعيته خـانتـه فـي العهد والـوعـد عـليـه ولـكـن التـزفر لا يـجـدي على الأرض مرضوض الأضالع بالجرد بالهدى يا ويك والنـحس بـالسـعد (1) فتى سادس الإسـلام بـل شر مـرتـد
    وفي آخرها :
فتى ابن حبيب قاصر عن مديحكم ولكن من وجدي بذلت لكم وجدي (2)

1 ـ يظن البعض أن عمر بن سعد بن أبي وقاص كان متقدماً في السن وأنه عاش وعمر كما في هذا البيت ( فقل لابن سعد بعد تسعين تشتري ) والحقيقة أنه قتل وهو في سن الثلاثين أو الأربعين لأنه ولد يوم موت عمر بن الخطاب ولذا سموه بعمر إذن يكون عمره يوم تولى قيادة الجيش لحرب الحسين (ع) ستة وثلاثين سنة فقط.
2 ـ عن مخطوط الشيخ لطف الله الجد حفصي.


(21)

    والقصيدة تزيد على الستين بيتاً. وله قصيدة أيضاً في مجموعة الشيخ لطف الله ، وأولها :
إنهض إلى أم القرى ومناتها وبطيبة طف بي على عرصاتها
    وهي أكثر من سبعين بيتاً.
    وله أيضاً :
أسير الهـوى ما بـال ثغرك مفترا وتـختال فـي ثـوب الشبيبة مائساً فدع ذكر من تهوى ولا تطع الهوى أيصبـح منـك السـن ياويك باسماً ألا اطلق عنان العيس واعنف بسيرها هناك ترى من نور العرش باسمـه أراك بــمـا أولاك مولاك مـغتــراً وتـطـرب فـي تـذكار غـادتك الغرا أما سمـعـت أذناك بـالوقـعـة الكبرى سروراً وتبكي عيـن فـاطمـة الـزهراء وإن جئت وادي الطف قف نبك من ذكرى لـه كبـد حـرى وفـي بـردة حـمـرا
    تحتوي على 56 بيتاً نقلنا منها هذا المقطع.


(22)
بكى بقـاني دمـه والـمدمـع لم يبـق فـيها من يجيب داعياً غيـر اثاف جـثم ودونـهــا فما البكا وما العنـا ومـا الشجى هلم هات كـلمـا ادخــرتـه على الـحسيـن المـستـضـام والإمـام السيــد السمـيدع ابـن السـيد الأروع المـبـجل المعظم المكرم واذكر عظـيـم رزئـه فــإنه قضى ظماً مع صحبـه بـكربلا صــب لــذكـر دمنـة ومـريع ولا يـلـبي نـاشـداً ولا يـعــي نـوء وأشـــلا وتـد ومـخدع ومـا الـضنا علـى الـذي لم ينفع من مــدمـع ومـن دم وابك معي بن الإمام الألمعي اللوذعي السمـيدع ابـن الـسيد السـميـدع الـــمـــمـجد ابــن الأروع بــمثلـه كـل الـورى لـم تسمع ودون الــسلسبيــل الــمتـرع
    وفي آخرها :
آل النبي حبكـم قــد انحنت إذ حبكم وبغضكم بـين الورى وأنتـم يـوم الـحساب عدتي وهاكـم عـذراء مـن نجلكم تحـجبـت مـن البهـا ببرقع عليه ـ مذ كونت ـ عوج أضلعي علامــة للـنصـب والـتشيـع لشدتـي ومـأمنـي لمـفـزعـي بـغير وشي الـحب لـم تـلفـع وهي لقلب الخصم قلـب الـبرقـع


(23)
ولي وآبائي ولـلرحـم اشفعوا عليكم الرحمن صل ما اكتسى إذ غيركم يوم القضا لم يشفع روض الربيع نسج أيدي الهمع (1)
    وفي مجموعة حسينية في مكتبة الامام الصادق العامة في حسينية آل الحيدري بمدينة الكاظمية على مشرفها أفضل التحية ، والمجموعة في قسم المخطوطات ـ رقم 75 تحتوي على جملة قصائد لشعراء قدماء كلهم من القرن الثاني عشر الهجري ، أو قبل ذلك. وقد جاء في آخرها :
    وقد فرغت من تحرير هذه المجموعة في مراثي سيدنا ومولانا وإمامنا أبي عبدالله الحسين عليه السلام. في يوم السابع من شهر جمادي الثانية من شهور سنة 1242. وأنا العبد الجاني محمد شفيع بن محمد بن مير بن عبدالجميل الحسيني غفر الله لهم.
1 ـ عن مجموعة المراثي الحسينية بخط محمد شفيع بن محمد بن مير الحسيني سنة 1242 مخطوطة مكتبة الامام الصادق العامة بالكاظمية حسينية آل الحيدري رقم « 7 ».

(24)
أهاجــك ربــع دارس وطلـول فبت كئيباً ســاهر الطرف باكيـاً إذا مــر ذكــر البان ظلت لبينه وتشتــاق آرام النـقا ولـطالـما أما قد بدا شيـب العــذار وإنـه أتخدعك الدنيا بــريب غـرورها وتستعب اللذات فـيها وصـفـوها فإياك والدنـيا الغرور فـكم بـهـا أتاحت لآل المصطفى جمرة الردى فهـم بين مسجون قضى في حديده وأعـظم شيء أورث القلب حسرة مصاب بأرض الطف قد جل خطبه ترحل مـنهـا للـفراق خـليل (1) ودمعك بـعد الظـاغنين هطول دموعـك في صحن الخدود تسيل عـراك لذكـراهـا أسى ونحول لعمري على قرب الـرحيل دليل وأنت لثـقل الـحـادثات حمول قـلـيل وأما خـطبـها فجليـل لعمري عزيز صار وهـو ذليـل وليس لهم في العالمـيـن مثـيل وآخـر مسمـوم وذاك قـتــيل ووجداً مـدى الأيام لـيس يـزول فكـم قمـر فـيـه عـراه أفـول

1 ـ عن مجموعة الشيخ لطف الله.

(25)
غداة قضت من آل احـمد عـصـبـة أناخت بـأرض الـغاضريـات بدنهـم قضوا ظمأ مــا بـردوا غلـة الظمـا ومن بينهـم ريـحانـة الـطهر أحمـد لـه جســـد أودت بــه شفر الضبا كسـت جـسمـه يـوم الطفوف سنابك وحاكـت لـه ريح الصـبا بـهبوبهـا علـى لــذة الأيـام مـن بعده العفـا لـحــى الله عـينـا تذخر الدمع بعده فيـا قلب ذب من شدة الوجـد والأسى بـنات رسـول الله تسبى حـواسـراً وتبـرز مـن تـلك الـخـدود لواغبا سوافر لا ســتر يـغطـي رؤوسهـا نـوادب مـن وجـد يكـاد لـنوحـها يسير بـهـا فـي أعنـف السير سائق يـناديـن يـا جــداه بعـدك أظهرت وصـالـت علينـا عصــبة أمويـة أيا جـد أضحى السبط ملقى على الثرى قـضى ظـمـأ والمــاء جار ودونه وساقوا إمام العـصـر يـا جـد بينهم أضر بـه السيـر الشـديـد وسـورة أولي الوحي يا من حبهم لوليـهم فـإن لـم تقيلوا نجلكم من ذنوبه أيشـقي ويبقى أحـمد في ذنوبه لدى الطـف شبان لهـم وكهول لهم في ثـراها مضـجع ومقيل وللوحش مـن ماء الفرات نهول عـفير على حـر التراب جديل لقــى ودم الأوداج مـنه يسيل بـعثيرها في البـيد وهي تجول قميـص رغـام بالـدماء غسيل فما بعده الـصـبر الجميل جميل ونــفساً إلى قـرب السلو تميل ويـا عين سحي فالمصاب جليل لهـن على فـقد الـحسين عويل وليس لها بـعد الـحسين كـفيل تنوح ودمع الـمـقلتين هـمـول تذوب الـرواسـي حرقة وتزول ويزجرهـا حاد هنــاك عجول عليـنا حقـود جـمة وذهــول نغول نمتـها بـالسـفاح نـغول تجـر عـليـه للـريـاح ذيـول حـدود سـيوف لمـع ونـصول أسيراً يقاسي الضـر وهـو عليل الحديـد وقـيد في اليديـن ثـقيل أمان ، وعن حر الجحيم مقيل فليس اليه في النـجـاة سبيل وأنتم ظلال للأنـام ظلــيل


(26)
المتوفى 1211
    من روائعه في الإمام الحسين (ع) :
إن كـنت في سنة من غارة الزمن لـيس الـزمان بمـأمون على أحد لا تنـفق الـنفس إلا في بلوغ مني ودع مصابـحة الدنيـا فليس بـها وكيـف يـحمد للدنيـا صنيع يـد هـي الليـالـي تـراها غير خائنة الا تـذكـرت ايـامـا بها ظعنت ايـام طل مـن المـختـار اي دم أعـزز بنـاصر ديـن الله منفردا يوصي الأحبـة ان لا تقبضوا أبدا وان جرى أحد الأقدار فـاصطبروا ثم انثنـى للأعادي لا يـرى حكما سـقيا لـهمته مـا كـان أكـرمها وللظبى نغمـات فـي رؤوسـهـم فانظر لنفسك واستيقظ مـن الـوسن هيهـات أن تسـكن الدنيـا إلى سكن فبائع النــفس فـيها غير ذي غبن إلا مـفارقـة السكــان للسـكـن وغاية البشر فيها غـايــة الـحزن الا بــكل كـريـم الـطبع لم يخن للـفاطـمييـن اظـعـان عن الوطن وادمــيت اي عيـن مـن أبي حسن في مجمـع مـن بني عبادة الـوثـن إلا علـى الديـن فـي سر وفي علن فالصـبر في القدر الجاري من الفطن إلا الـذي لـم يدع رأسـا علـى بدن في سقي ماضي المواضي من دم هتن كأنـها الطـير قـد غنـت على فنن


(27)
يا جـيرة الــغي ان انـكرتـم شرفي لا تفـخـروا بـجنــود لا عداد لـها ومــذرقـى نبـر الـهيجاء اسـمعها لله موعظـة الخطـي كــم وقــعت كـأن أسيـافــه اذ تستـهل دمـاً لله حـملتـه لـو صـادفــت فــلكا يفري الجيـوش بـسيف غير ذي ثقـة وعـزمة فـي عـرى الأقـدار نـافذة حق إذا لـم تصب مـنه الـعدى غرضا فانقـض عـن مهره كالشمس عن فلك قــل للمـقاديـر قـد ابـدعت حادثة امثل شـمـر اذل الله جــبهــتــه واحسرة الـدين والدنيـا علـى قـمـر يـا سيدا كـان بـدء الـمكرمـات به مـن يكـنز الـيوم من علـم ومن كرم هـيهـات إن الـنـدى والعلـم قد دفنا لقد هـوت مـن نزار كـــل راسية لله صخرة وادي الـطف مـا صدعـت خطب تـرى الـعالـم العلـوي لان له مـن المعزي حـمى الإسلام في مـلك يهينك يـا كـربـلا وشـي ظفرت به لله فـخرك ما فـي جـيـدة عــطل كـم خـر في تـربك النوري بدر تقى حي من الشـوس مـعـتاد ولــيدهم يجول فـي مـشرق الدنـيا ومـغربها فإن واعية الـهيجـاء تـعرفـني ان الفخار بغير السيف لـم يكـن مواعظا من فروض الطعن والسنن من آل سفيان فـي قـلب وفي اذن صفائح البرق حلت عقـدة الـمزن لـخر هيكلــه الأعلى على الذقن على النفوس ورمح غـير مـؤتمن لو لاقـت المـوت قادته بلا رسن رموه بـالنـبل عن موتورة الضغن فغاب صبح الهدى في الفاحم الدجن غـريبة الشـكل ما كانت ولم تكن يلقى حسيناً بـذاك الملتـقى الخشن يشكوا الخسوف من الـعسالة اللدن والشمس تبـدأ بالأعلـى مـن القنن كنزا سواك عـليـه غـير مـؤتمن ولا مزيـة بـعـد الـروح للـبدن كانت لابـنيـة الأمـجـاد كالركن إلا جواهــر كانـت حـلية الزمن ما العذر للـعـالـم السفلـي لم يلن من بعده حـرم الإسـلام لـم يصن من صنعة لامن لايمن صنعة اليمن ولا بمـرآته الأدنـى مـن الـدرن لـولاه عاطلـة الإسـلام لـم تزن على رضاع دم الأبـطال لا اللـبن نداهـم جولان الـقـرط فـي الأذن


(28)
مـن مـبلغ سـوق ذاك اليوم ان به قـل للمـكارم موتي موت ذي ظمأ لقـد اطـلت علـى الإسـلام نـائبة أقـول والـنفس مـرخـاة ازمـتها مـهلا فـقد قـربت أوقـاف منتظر كشـاف مــظلمـة خواض ملحمة قـرم يـقلد حـتى الـوحش مـنته صباح مشرقها مـصباح مـغربهـا أغر لا يتــجلـى نــور سـؤدده تسعـى إلـى المرتقى الأعلى به همم يـسطـو بسيفين من بأس ومن كرم يـا مـن نـجاة بنـي الدنيا بـحبهم طـوبـى لحظ مـحبيكم لقـد حصلوا هــل تـزدري بي آثـامي ولي وله أرجــوكـم ورجاء الأكـرمين عني يا مـن بـقدرهم الاعلى علت مدحي فها كـم مـن شـجي البال مغرمـة جاءت تهـادى مـن الأزري حاليـة ثـم الصـلاة عـليكم مـا بـدا قمر جواهر القدس قد بيعت بلا ثمن فقد تبدل ذاك الـعذب بـالأجن كقـتل هابـيل كانت فتنة الفتن يقودها الوجد من سهل إلى حزن من عهد آدم منصور على الزمن فيـاض مـكرمـة فكاك مرتهن وابن النجابة مطبـوع على المنن مـزيل مـحنتها مـن كل ممتحن ألا بروض من الدين الحنيف جني لا تـحتـذي مـنه إلا قـنة القنن يستأصلان عروق الـبخل والجبن كـأنها البحر لـم يركب بلا سفن على نصيب بقرن الشمس مقـترن بـكـم إلى درجات العرش يرفعني حياً وبـعد اندراج الجسم في الكفن والدر يحسن منظوماً علـى الحسن عذراء ترفل في ثوب مـن الشجن مـن اجتلى حسنهــا الفنان يفتتن فانجاب عنه حجاب الغارب الدجن


(29)
الملا كاظم الازري
    والمشهور بـ ملا كاظم بن محمد بن مهدي الأزري البغدادي يسكن بغداد ومدرسة النجف ، صريحاً في الرأي قوي الحجة مهيباً في المطلع ، وكان يتمتع بمكانة سامية في كافه الأوساط الأدبية ، ولدى جميع الطبقات الشعبية ، لم يكن في بغداد أشعر منه منذ نهاية العصر العباسي حتى عهده الذهبي وعاصر من العلماء الأعاظم : السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي ، والشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي الكبير ، واتصل بالبيوت الشريفة ونادمهم وتروى له نوادر كثيرة منها أن ابن الراوي قال له يوماً في إحدى.
    الندوات الأدبية : بلغني عنك انك مجنون ، فأجابه الأزري : وبلغني عنك انك مأفون ، فان صدق الراوي ففي وفيك ، وإن كذب الراوي فلعنة الله على الراوي. ومنها انه قدم النجف الأشرف فاجتمع عليه الأدباء والعلماء ومنهم السيد صادق الفحام واستنشدوه فأنشد من شعره فلم يوفه السيد جعفر حقه بالإستحسان والاجادة ، وما زاد على كلمة : موزون ـ فأنشأ الأزري :
عرضت در نظامي عند من جهلوا فـلم أزل لائمـاً نـفسي أعاتبـها فضيعوا في ضلام الجهل موقعة من باع دراً على الفحام ضيـعه
    جاء لقب الأزري من جدهم وهو محمد بن مراد بن المهدي بن إبراهيم بن عبدالصمد بن علي التميمي البغدادي المتوفى في سنة 1162 وهو الذي لقب بالأزري لأنه كان يتعاطى بيع الأزر المنسوجة من القطن والصوف.


(30)
    وقد نبغ من هذه الأسرة في العلم والأدب عدد ليس بالقليل ، وأول لامع منهم هو الشيخ كاظم ، فالشيخ محمد رضا ، فالشيخ يوسف الأول ، فالشيخ مسعود ، فالشيخ مهدي ، فالمترجم له.
    قال السيد الأمين في الأعيان ج 43 ص 101 : بيت الأزري بيت أدب وعلم وثراء. ويظهر من ورقة الوقف المشهور الآن بوقف بيت الأزري وبعض الحجج الشرعية القديمة أن أسرة هذا البيت كانت تقطن بغداد منذ أكثر من ثلاثة قرون ، اما ما قبل ذلك فلا يعلم عنها شيء. وقد اشتهر من بين أفرادها علمان هما الشيخ كاظم والشيخ محمد رضا.
( نشأة المترجم وحياته )
    ولد الشيخ كاظم الازري في بغداد سنة 1143 على الأصح ولم تزل داره التي ولد فيها قائمة في محلة ( رأس القرية ) من بغداد وهي من جملة أوقاف والده التي وقفها عليه وعلى إخوته سنة 1159. وبقي في طفولته مقعداً سبع سنوات ثم مشى.
    درس العلوم العربية ومقداراً غير قليل من الفقه والأصول على فضلاء عصره ولكنه ولع بالأدب وانقطع عن متابعة الدرس. وأخذ ينظم الشعر ولم يبلغ العشرين عاماً. كان سريع الخاطر حاضر النكتة وقاد الذهن قوي الذاكرة كما كان محترم الجانب لدى العلماء والوجهاء من أبناء عصره حتى ان السيد مهدي بحر العلوم كان يقدمه على كثيرين من العلماء لبراعته في المناظرة ولطول باعه في التفسير والحديث ولاطلاعه الواسع على التاريخ والسير ، وكان قصير القامة مع سمنة فيه ، لا يفارقه السلاح ليلاً ونهاراً خشية على نفسه من اعدائه. وفي
ادب الطف الجزء السادس ::: فهرس