ادب الطف الجزء السادس ::: 76 ـ 90
(76)
فقد صال هذا الـدهـر صـولة ثائر أتيـتك ضيـفاً ابـتغي عندك القرى علمـت يـقينـاً إذ طـويت لك الفلا أنـاجـيك مـلهوفـاً وأعـلـم انـني عمـدت إلـيكـم ساهياً عـن جنايتي كتـمت ولائـي فيـك خـيفة مبغض إذا مـا لـوى عـني الزمـان عنانه فايـاك اسـتجدي فمن رفدك الجدوى وشـن علـينـا صـرفـه غارة شعوا ومجتدياً لـم أرج مـن غيرك الـجدوى بـأن كتـابي يـوم انـشر لـي يطوى أناجـي بسـري عـالـم السر والنجوى ويـا لك عمـداً قد محا العمد والسهوا وقـد يـظهر السر الـخفي من الفحوى فـإن عنـاني عـن ودادك لا يـلـوى وإيـاك استـعدي فـمن عنـدك العدوى
    وله أيضاً :
هـل المحرم فـاستهلت أدمـعي كيف السبيل إلـى العزا وهـلاله يا شهـر عاشـورا خـلقت كآبة يا شهر عاشورا أصبت حشاشـة وتسعرت نار الأسى في أضلعي مفتـاح باب توجـع وتـفجـع منهـا فؤادي لا يـفيق ولا يعي دفـت الزلال لـها بسم مـنقع

عن ديوانه المخطوط في المكتبة الشبرية.

(77)
    السيد محمد زيني البغدادي :
    المتولد سنة 1148 والمتوفى سنة 1216.
    محمد بن أحمد زين الدين ينتهي نسبه الشريف إلى الإمام الحسن السبط. شاعر شهير وعالم جليل. ولد في النجف الأشرف بتاريخ 8 جمادى الأول سنة 1148 ونشأ بها على والده والذي هاجر من بغداد إلى النجف من أجل الانتهال من نمير علمها الصافي وهكذا برع ولده على يد السيد المغفور له السيد مهدي بحر العلوم وقد أجاد الفارسية ونظم بها كثيراً. عثرت على ديوانه واستملكته أقول ورثاه ولده السيد جواد المعروف : ( بسياه بوش ).
    قال السيد الأمين في الأعيان ج 43 ص 467. كان من مشاهير علماء النجف الأشرف وأدبائها وشعرائها في القرن الثاني عشر من معاصري بحر العلوم الطباطبائي وأحد أصحاب وقعة الخميس وكان متزوجاً بنت السيد حسين ابن أبي الحسن العاملي. له ديوان شعر رأيته في بغداد في مكتبة الشيخ محمد رضا الشبيبي وكان له اليد الطولى في نقل الشعر من الفارسيه إلى العربية بدون أن يتغير منه شيء غالباً وهو جد السادة المعروفين في النجف اليوم بآل زيني. حكى الشيخ ميرزا حسين النوري في كتابه دار السلام عن الشيخ جواد نجف عن والده الشيخ حسين نجف قال : كان السيد محمد زيني أحد العلماء المبرزين والفقهاء المكرمين إلى آخر ما ذكره ، ثم قال وكان قد توسل السيد محمد زيني في حال رمده بأبيات أنشأها وهي قوله :
1 ـ أقول وأسرة آل زيني من الأسر العلوية المعروفة بحسن السمعة ولا تزال تسكن النجف وكربلاء.

(78)
ربـي بـجاه المصطفى وآله أعـد بعيني الضياء عـاجلا أربعـة وعشرة جـعلتهـم يكفي جميع الناس جاه واحد خير الورى مـن غائب وشاهد يا خيـر عـواذ بـخـير عائد وسائـلا إلـيك فـي الشدائـد فعـافنـي بـجاه كـل واحـد
    ومن شعره :
أبـا حسن يـا عصمة الـجار دعوة شكوتك صرف الدهر قدما وانك الـ فما بالـه قـد فـوق الـدهر سهمه أبـا حسن والمـرء يـا ربما دعـا فإن كـنت ترعـاه لـسوء فعـالـه علـى أثرها حـث الرجاء ركابـه ـمذل من أرجاء الخطوب صعابـه وصـب على قـلب الـحزين عذابه كـريمـاً فـلبــاه وزاد ثـوابـه فبرك يـرعى فـيك منك انتسابـه
    وله مخمسا بيتي الصاحب بن عباد في بعض الشعراء وجعلها لهم عليهم السلام :
ولما زهت للناظرين قـبـوركم ومن زاركم أولاه فضلا مزوركم وأشرق منها للسماوات نوركم أتيناكم من بعد دار نـزوركم
وكم منزل بكر لنا وعوان
ولا يهتـدى إلا بنهـج سبيلكـم فكيف وقد نلنا المنى من جميلكم ولا يجتدى إلا نوال منيلكـم نسائلكم هل من قرى لنزيلكم
بملء جفون لا بملء جفان


(79)
    وقال مشطراً :
جعلـت ولائـي آل أحـمد قربة ولـي من عداهم مـا حييت براءة وما سال المختار أجراً على الهدى ولا رام في يوم الغدير من الورى إلى الله حتى صرت لا اختشي ذنبا على رغم أهل البعد يورثني القربى سوى حبهم طوبى لمن محض الحبا بتبليغـه إلا الـمودة فـي الـقربى (1)
    وله في مدح الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام :
عـلام ومـا كنت الخؤون بصاحب وفـيم وقـلبي خـير مـأوى لقاطن تسير قـلوب شـرد البـين رشـدها قفـوا عللوا الربـع المـحيل لبـينهم سقتنا النوى سمـا فـأضحت طلوله ابشـر قـلبي كـل يـوم بـوصلهم هـم واصـلوا بين الغضا وحشاشتي مـراد الفتى صعب الـمنال وإنمـا إلى مَ أقـاسي كـربة بـعد كربـة وأبـعـث آمـالـي واعـلـم أنها إذا كان طـرف الدهر يرقب حازما ونفس تظـن الـموت المـام ساحة دعتني إلـى نـيل المعالـي ودونها تحاول بت الوصل مني حبائبي تجشم تلك العيس طي السباسب وقلبي لـها حـاد بإثر الركائب فإن بـه ما بـي لبين الربائب وجسمي مما نـابه خـط كاتب وما وصلهم إلا رجوع الشبائب كما فرقوا بـين الليان وجانبي أعلل نـفسي بالأماني الكواذب وحتى َم أخشى نائبـاً بعد نائب ستصدر نحوي خائباً أثر خائب فأبعد شيء مـنه نـيل المطالب وأخفض ما ترنوه ظهر الكواكب سمام الأفاعي بعـد لسع العقارب

وأخيراً قد كتب أحد أسرة آل زيني وهو السيد رضا زيني ، ترجمة للسيد محمد زيني في مجلة صوت الإسلام عدد 8 ـ 12 السنة الأولى.
1 ـ عن الديوان المخطوط.


(80)
سأبعـثها وهي البـروق إذا سـرت تـؤم بنا أصل الـكرام ومـن سـما علياً أمـيرالمـؤمنيـن وسيـد الـو وحتى رسـول الله والنص واضـح فتى لـم ينل مـا ناله مـن فضائـل كريـم إذا انهـلت سـحائب جـوده إذا عـد جـود فهـو أكـرم واهـب معـرف فرسان الـوغى ان حتفـها إذا اسـود لـيل النقـع منـه ومكنت يجـر خمـيساً مـن ثـواقب رأيـه فـسل خيبراً مـن كان أورد مـرحبا فـلا سيـف إلا ذوالفـقار ولا فـتى ولـولا غـلو فـي هـواه وصفـته عجبت لمـن ظن الـمناصب فخـره يصدك ضوء الشمس عن درك ذاتها هو العـروة الـوثقى لمستمـسك به تنـال جميل الصفـح مـنه مغاضباً يـزيد عـطاء حين يـرتاح للـندى نوافـيه للجـدوى خفـافـاً عيابـنا ولو لم يكن للمصـطفى غيـر حيدر نعـم ملـة الإسـلام منـجى وإنـما وماذا عسى أن يبلغ الوصف في فتى فـيا آيـة الله الـتـي ردت الهـدى نصرت رسول الله في كـل مـوطن أتتني بـوبل مـن بلوغ الـرغائب به كل فـرع من لـوي بن غـالب صيين خـير الخلق نـسل الأطائب وإن عمـيت عنه قـلوب الكواذب عجائب كانت في عيـون العجائب أراك قليل الصوب صوب السحائب وان عـد بأس فهو حتف المحارب بملقاه من دون الـقنا والقـواضب قنا الخط من طعن الذرى والغوارب عـزائـمه فيها جـياد السلاهـب حياض المنايا مـن بديع المضارب سـواه إذا صالت قـروم الكـتائب بوصـف غنى في الوجود وواجب وموطـى خفـيه سنام الـمناصب وهيبته تغـنيه عـن كـل جـانب هو الغايـة القصوى لرغبـة راغب كنيلك منه النجـح غيـر مغاضب فتحسب ان الـبذل دعـوة طـالب ونصدر مـن مغناه بـجر الحقائب غرايب أغنى عن ظـهور الغرائب ولايته العـظـمى محـك التجارب بدا ممـكنا للناس في زي واجـب نهاراً وليل الكفـر مرخى الذوائب دعـاك به القـهار رب العـجائب


(81)
أقمـت قناة الـدين عن كـل غامز إذا المرء يستـهدي الكواكـب رأيه فمـا تـم ديـن أنت عنـه بمعزل ولو لـم يكن للـكون شخـصك علة كفـاك كتاب الله عـن كـل مدحة أقـول لأصحابي هـو النـعمة التي أبـا حـسن زمـت إليك ركائـبي أتيـتك صفر الكف مـن كل مطلب كسـوت رجـائي منـك حلة آمـل إليـك مـلاذ الخائفـين شـكايـتي وشرد عني مـا ادخـرت لـصرفه مضى زمن يرجو إلا باعد صحبتي إذا كنت لي ظـهراً وكـفاً وساعداً يقولون في الأسـفار قد تدرك المنى فـأدرك أمـيرالمـؤمنين عـزيمه فإن تكفـنيه عـاجلاً وهـي منيتي وإن كنت ترعاني بما كـسبت يدي عليك سلام الله يا خير مـن سرت وصنت ردا الإسلام مـن كل جـاذب فـرأيـك يستهـديه اهـدى الكواكب ولا نيل رشـد لست فيـه بصاحـب لما صار شرق الشمس بعض المغارب وإن جـل مـا وطـدته مـن مناقب بهـا شـرح الله التـباس المـذاهـب وجوز حـماك اليـوم حطت رغائبي ونبـئت في ملـقاك نجـح المـطالب وحـاشـاك أن تكـسوه حلة خـائب زماناً ومـا في اليوم شطـر النوائب ولـج بـأن أغـدو وللـذل جـانبي وأصبـحت يجفوني حميمي وصاحبي فلا غـرو إن أضحى الزمان محاربي وأنى وقـد أعـيت عـلي مـذاهـبي غريماً بأرض الهند أضحى مـطالبي وإلا فقـد شـالـت إليهـا مـراكبي فـبرك يـرعى في منـك مناسـبي إلـيه ركاب الـوفد مـن كل جانب
    وقال مستنجداً بالإمام أميرالمؤمنين عليه السلام في أيام الطاعون :
أبا حسن يا حامي الجار دعوة يرجى لهاذا اليوم منك قبول (1)

1 ـ عن الديوان المخطوط.

(82)
أبا حسن يـا كاشف الكرب دعوة وصي رسـول الله دعوة خـامس أيرضيك هذا اليوم يا حامي الحمى أيرضيك هذا اليوم مـا قد أصابنا فياليت شعري هل تخيب سائلا فأين غـياثي أين حرزي وموئلي وأين سناني أيـن درعـي وجنتي اليك مـلاذ الـخائفـين شـكاية ومثلك من يدعى إذ انـاب حادث وحاشاك مـن رد المـؤمل خائباً بجاهـك عنـد الله فهـو معـظم اغثنا أجـرنا نجّنا واستـجب لنا وأنى لصرف الدهر إن رام ضيمنا أفي الحـق أن نغدو بأعظم حيرة أفي الحق أن نبـغي سبـيل نجاتنا أفي الحق أن نمسي شماتة مبغض إذا كـان في الدنيا جفـاكم إمامكم ولسنا لكشف الكرب أول من دعوا ألم تنج نوحاً إذ طغى الماءو التقى ألم تنج إبـراهيم مـن حـر ناره ألـم تنج أيـوباً وقـد مس ضره ولولاك لم ينبذ من الحوت يونس وما قومه المنجون إذ جاء بأسهم بأكـرم عند الله مـن خـير أمة لنا أمـل أن لا تـرد طـويـل بغـيرك مـنه لا يـبل غلـيل خطـوب علينا للمـنون تصول ونحن عيال في حـماك نـزول محبا أتي يرجوك وهو ذليل وعزي الذي أسـمو به وأطول وعضبي الذي أسطو به وأصول تقلـقل أمـلاك السما وتهـول وضـلت لنا دون النجاة عقول وأنت رحيم بالمحـب وصـول وعـند رسول الله فهـو جلـيل فـما نابنا لـولاك ليس يـزول وأنـت لنا حـصن بـذاك كفيل وأنـت لـنا دون الانـام دلـيل وأنـت إلى الله الجلـيل سبيـل يعـيرنا بـين الـورى ويقـول فكـيف لكم يوم الحـساب يقيل علاك فأعـطوا سؤلهـم وأنيلوا وقد رابه خـطب هناك مهـول ولـولاك لم ينج الخلـيل خليل وما كان ذاك الضر عنه يزول وكـان لـه للبعـث فيه مقـيل ولم ينـج منه قـبل ذلك جـيل لهـا أحمد خـير الأنام رسـول


(83)
ألم تكشف الشدات عن وجه أحمد وهـب أننا جئـنا بكل عظيـمة أليـس بعفو الله جـل رجاؤنـا ألـسنابكم مستمـسكين وحبـكم فـأدرك محبيك الـذين تشـتتوا مجال يذوب الصخر منها إذا علا وضاقت بـلاد الله فيهم فأقبـلوا وقـالـوا بـه كـل النـجاة وانه ولما علمنا إذ لحامي الحمى حمى نزلنا بـه والعرب تحمي نزيلها إذا فـر مهـزوم فأنـت مـأله وهب انني حـاولت عنك هزيمة أسائلهـم أين الفـرار فـكلهـم بقبرك لـذنـا والقـبور كثـيرة عليك سـلام الله مـا فات خائف بحيث العدى كانت عليه تصول تكاد لـها شم الـجبال تـزول وأن يغـفر الذنب الجلـيل جليل لـنا في نـجاة النشأتين كفـيل وخيل الردى تجري بهم وتجول لـهم كل يـوم رنـة وعـويل إلـيك وكـل في حماك دخـيل حمـى قط فيـه لا يضام نزيل منيع يـرد الخطب وهـو جليل إذا مـا عرا للنائـبات نـزول فـأين إذا ما فـر عنك يـؤول فماذا عـسى عند الـسؤال أقول يـشير إلى مغناك وهو يقـول ولـكن من يحمي الـنزيل قليل بذاك الحمى أو نيل عندك سول


(84)
    قال في مدح ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله الحسين وأخيه العباس حين زارهما في سنة 1181.
طويل غـرامي في هواك قصير سموتـم فكل الكائـنات لفضلكم وأنتم شموس العالمـين بأسرهم أنارت بكم كـل الـجهات لأنكم ولما ورت نـار الغرام وحركت سرينا عـلى الغبراء حتى كأننا تسير بنا شـهب المـطايا كأنها سوابح يزجيها الغرام على الوحا تحركها الأشواق طبعاً وكم غدا علونا عليها والـجوانح لم تزل عيـون وأجفـان تسيل ومهجة قصـدنا كم نرجـو النوال لأنكم أتيناكـم غبر الـوجوه وتـربكم وزرنـاكم يا خيرة الله في الورى نعم وكثـير الشوق فـيك حقير مدى الدهر في كل الجهات تشير وفي ظلمة اللـيل البهيـم بدور لـكل الـورى يا آل أحمد نور قـلوباً من الشوق القـديم تفور عـلى قبة السبع العوال نسـير طيـور إلى وكـر هناك تطـير قشاعم حنـت للسرى وصقـور لإخفافها عـند المسـير صرير يشب بها عنـد الرحيل سعـير تذوب وشـوق في القلوب كثير غيوث لمن يـبغي الندى وبحور غسـول ومـاء للقلوب طهـور وقـد طـاب منا زائر ومـزور


(85)
وجئنا علي القـدر والـدمع سافح لثمـنا ثـرى ذاك المقـام لأنـه ولما انطـفت تلك الجمـار لوصله أتينا الشهـيد السبـط درة حيـدر وريحانة المخـتار مذ فاح عرفها وكم ضمها للصدر منـه إشـارة وقبل ثغـراً منه والـوجه مشـرق أصيـب بـه حياً وأخبـر أهـله أما كان حيـن النقع نـار وأقبلت خيول عمت لـما تعامـت سراتها فجـالت عـلى آل النـبي فيالـها أمـا كان فيهم مـن تذكر أحـمداً أمـا كان فيهـم مـن تذكر بنـته أما كان فيهم مـن تذكر حيـدراً أمـا كان فيهم مـن يرق لصبـية أتـمنع أطفال النـبي عـلى الظما صغار من الرمضاء أمسوا ذوابلا فديـت بأولادي الصغار صغارهم سقـاك إلـه العرش يافـاتـكابهم طغيت وأحزنت الـرسول بقـبره شقـيت ودار الأشـقـياء جهـنم حسين حسين مـن يدانيك في العلا فدتك أبا الأشراف روحي ومهجتي ولسـت عـن العباس سال فـإنه له فوق أطـراف الخدود غدير زلال إذا اشـتد الظما ونمـير وتمت لنا غب الوصال أجـور وليس لها بين العـباد نظـير تعبـق منـها مـندل وعبـير إلى أنهـم للعالميـن صـدور له فرحـة من أجـلها وسرور بما ناله لا شـك وهو خبـير خـيول العدا في كربلاء تثور عليـها سفيه ناكـث وعقـور مصائب سود في الكرام تدور ومـدمعه للـظاعنين غـزير وبضعـتها في كربـلاء عفير فتى الحرب مقدام الجيوش أمير لهـم جنة في كربلا وزفـير من الـماء والماء الفرات كثير وليس لهم يوم الهجـير مجير فحظـهم بيـن العـباد كـبير شراباً به منـك الدماغ يفـور وأطفأت نوراً في الوجود ينور لها زفرة مـن حرها وسعـير وفضلك يا سبـط النبي شهير وما ذاك إلا في عـلاك حقير كريـم بأنواع الثـناء جديـر


(86)
رفيع تـدلى مـن ذوابة حيـدر له منصب فـوق المناصب كلها كـرام العبا قلبي إلى حبكم صبا لجـدكـم فـضل عـلي ومنـة هداني وآواني ولم أعرف الهدى أأنسى نـداكم يا سـلالة هـاشم على جدكم أزكى صلاة يحـفها أبي وذو قـدر هـناك خطير ومحفل فضل في العلا وسرير له حرقة يـوم النوى وزفـير وجـود وإنعـام علي غـزير فصرت على نهج الرشاد أسير وأنـكـره إنـي إذاً لـكـفور سلام وتـشريف لـديه كثير (1)

1 ـ عن ديوانه المخطوط بخط المرحوم البحاثة الشيخ علي كاشف الغطاء صاحب ( الحصون المنيعة ) في مكتبة كاشف الغطاء العامة في النجف الأشرف ـ قسم المخطوطات تسلسل 923

(87)
    حسين بن علي بن حسن بن فارس العشاري البغدادي الشافعي أبو عبدالله نجم الدين الشيخ الإمام العالم الأديب الأريب الفطن النظام ، صاحب الكمالات الشايعة والنوادر الذائعة.
    ولد سنة خمسين ومائة وألف وهو من بلدة تسمى بالعشارة تقع على الخابور الذي ينصب إلى الفرات ، وقرأ القرآن واشتغل بالتحصيل والأخذ ، فقرأ ببغداد وأخذ العلم عن مشايخ متعددين منهم أبو الخير عبدالرحمن السويدي وتفوق بنظم الشعر ودون له ديواناً أكثره في المدائح النبوية ومدح الصحابة وآل البيت والأولياء والعلماء والملوك والأمراء وكان عالماً فاضلاً شاعراً أديباً حسن الخط كتب كتباً متعددة تنوف على العد والحد ، وله تأليفات منها حاشية على شرح الحضرمية لابن حجر وحواشي متفرقات على سائر العلوم تدل على نباهة شأنة وعلو مكانه ، ولما ولي نيابة بغداد والبصرة سليمان بن عبدالله الوزير سنة أربع وتسعين ومائة وألف ولاه تدريس البصرة وأرسله إليها ولم تطل مدته ، وكان رحمه الله له تضلع في سائر العلوم معقولها ومنقولها وخمس قصيدة البردة وبعض القصائد الفارضية ، وكان مشهوراً بحسن الإملاء والإنشاء والنظم البليغ.
    أقول وديوانه الذي يجمع أشعاره مخطوط في مكتبة كاشف الغطاء العامة بالنجف الأشرف بخط العلامة البحاثة الشيخ علي كاشف الغطاء صاحب ( الحصون المنيعة في شعراء الشيعة ) تسلسل 923 ـ قسم المخطوطات (1).
1 ـ عن سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر لمفتي الشام العلامة المرادي.

(88)
    وقال مصدراً معجزاً للقصيدة التي نظمها الأديب البليغ سليمان بك ابن عبدالله بن الشاوي زاده في الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام حين زاره.
طوى لتلك المطايا يـوم يـسراها بشرى لها من مطايا قد سرت وجرت تطوي السـباسب والاطام تقـطعها دعـها فإن عظيـم الـشوق أنحـلها لا تستقـل ولا تـلقـى السهـاد إلى ولا تمـيل إلـى دار المـقـام إلـى سر الرسالة بـيت العلم مـن فخرت أئمـة رفعـت أقـدارهـم فـعـلت مـبرؤن عـن الأدنـاس ساحتهـم طابت عناصـر هم جلت مفاخرهم إن أمهـم وفـد طلاب لـهم رفدوا حازوا بفـضلهم السـامي ومحتدهم بكم نجـوت بني الـزهراء لأنـكم بالجـد والجد سـدتم كل ذي شرف فـأنتـم غـرر الـدنيا وأنجـمها ومـن يـباريـكم يـآل حيـدرة ضاق الخناق فلا ذخـر ولا سنـد والقلـب إلا بـكم لم يلـق مسـتنداً فالنـصر قارنـها والسعـد وافاها الشـوق سائقـها والسعـد وافاهـا كأنـها فـوق هام المجـد ممـشاها والـوزر أثقلـها والـوجد أعياهـا أن ترتوي من حياض الطف أحشاها أن تلقي الرحل بـاب النيل سـؤلاها يفخرهـم هامـة العـليا وعيناهـا بهم قريـش وسارت فـوق عـلياها محـروسة وإله العـرش زكـاهـا من التقى والـندى حازت معـلاها وأكـرموا بالعـطاء الـجم مثواهـا منازل العـز أسمـاهـا وأغـلاها أنتم سفينة نـوح يـوم مجـراهـا فمن كجدكم خيـر الـورى طـاها وذروة المـجد أدنـاهـا وأقـصاها وحيـدر قـد غدا فـي خم مـولاها وكـم علي ذنـوب صـرت أخشاها والنفـس إلا بـكم لـم تلق مـنحاها



(89)
قال يرثي الامام الحسين (ع)
لمـن الـركائـب بالعشيـة ثوروا إنـي أرى بسـما الـحدوج أهـله وكواكباً أبراجـها قـتب الـمطى أحـداثـهم رفـقا فان حشاشـتي فاستوقفوها واحـبسوا مقـناصها ما هـذه العـير الـتي حفـت بها وأرى حـصاناً بالسـياط تقـنعت هل هن من حرم النجاشي غودرت قالوا استفق واذر الـدموع فان ذي وكرائم المـولى الحسـين بنت بها غـدرت به أرجـاس حرب غيلة لـو شمـته في الغاضـرية ظامياً عنفـاً تـزج وبالأسنة تـزجر تخفى وطـوراً تستهـل فتزهر حسرى وفي بوغـاء نقع تستر تحدي على إثـر الظعون فتعثر لوث الازار وان سئلـتم خبروا من كل نـاحية عـتاق ضـمر بيد الطغاة وهـن ثكـلى حسر أيدي سبا لـما سـباهـا قيصر حرم النبي بـكل قـفـر تشهر أطلالها فغـدت تـذل وتـقهر وبنو الفواجر شأنهم أن يغدروا لانساب وجداً من جفونك جعفر

عن شعراء الحله للخاقاني ج 5 ص 182.

(90)
وارت بـه مـن كـل فـج عصبة فأذاقـهم ضربـاً بأبيـض فـاتك رقما قضاء الحتف فـوق جباههـم في كـفـه اختـلفا فـهـذا ناظـم وذويه قد جعـلت لها أجـم القـنا وصـوارم الأنصار يخـطب برقها فيها تطول على الـكماة ولـم تجد وتـذود عـن آل النبـي وهـكـذا حتـى دنا الأجل المتاح فغـودروا كل بسافـي العـاصفات مرمل وهم الأكـارم للـصلاة تـصوروا قتـلوا لعـمرك والـذوابل شـرع وبقى الامـام تـؤمه خـيل العدى فـكـأنـه وكـأنهـم يـوم اللـقا وكـأنـهـم لـيل بـهـيم حـالك أو كالسـحاب الجـون جـادوا سيبه وكـأنـما نهـرانـه في إثـرهـا فسطا عـلى فرسانـها فتقاعسـت فاغتـالـه سهـم المـنية فـانثنى قسما بـرب السمـهرية والظـبي والراقصات إلى المحصب من منى يحصى الحصى وعديدها لا يحصـر في الـروع يصـحبه كـعوب أسمر فـالرمح ينـقـط والمهذب يسـطر حـب القـلـوب وذا رؤوسـاً ينـثر خـبأ وهـم فـيـه لـيـوث تـزار الأبـصار وهي دمـاً نجـيعاً يهـمر رهباً مـن الحـرب العوان وتقـصر شـأن الـمـوالي للمـوالي تـنصر صرعى كما جزر الاضاحي جزروا ومخـلـق بـدمـائـه ومعـفر بل في مـحاريب الصـلاة تسوروا والجـو مسـود الجـوانـب مـكدر والشـوس خيـفة بـأسـه تتقـهقر حمر النـياق مـن العفـرنى تنفـر وجبـينه الـوضاح صبـح مسفـر فـوق ابـن فاطـمة سهاماً يمـطر رعـد يقـعقع تـارة ويـزمـجـر رعـبـاً وكـل قـال : هـذا حـيدر عن سـرجه لـما أصيـب الـمنحر والسـابـغات إذا عـلاهـا المغـفر تطوي الربى وعـن السـرى لا تفتر
ادب الطف الجزء السادس ::: فهرس