ادب الطف الجزء السادس ::: 106 ـ 120
(106)
إلى م وهذا الصبر ان كنت صابراً بنـا شمـت الأعدا وقـالوا إمامكم فمـاذا جـواب الكاشحين أبـن لنا فإن قلـت عفـواً فليكن عفو قدرة أمولاي صفحاً فهت من نار حرقتي خدعتك في ذا العتب كي تهلك العدى متـى يا إمـام العصـر تقدم ثائراً وتردي بمسـنـون الفـرار عصائباً وتنظـر أشيـاعاً عفـاة جسومهـا فصـلها وعـجل حيث لم تر راحماً وفـي كربلا عـرج يريـك مؤرخاً عليـك عزيز أن تـرى ما أصابهم أيا ابـن رسـول الله وابن وصيـه فرد عـبدك ( الحلي ) مـولاي شربة ( محمد ) لا تحـرمه مـن شـفاعة فخذها الفرط الحز خـنساء ثا كلا عليـك سلام مـا مـغـناك لعلعت فلسنا بهـذ الضـيم ترضى وتقـنع كمـا قـد عـلمنا لا يضر ويـنفع لنبسط عـذراً أن يصيخوا ويسمعوا وإن قلت حلماً فهـو من ذاك أوسع بما فهـتـه إذ أنت للمصفـح منبع بمـا فعلوا والنـدب بالعتب يخـدع تقوم بـأمـر الله بـالحق تـصـدع مدى الدهر قد سنوا الضلال وأبدعوا لـفرط الأسى والقـلب منها مشـيع وأرحـامـها بالمـشـرفية قطـعوا الـوفـك يا لله بالتـرب صـرعوا ولكنـمـا حكـم القضا ليـس يدفع إليـك بجرمي فـي القيامـة أفزع لأن لكم في الحـشر حوض مدعدع سـواك فـمـن ذا للبـرية يشفـع إذا انشدت يوماً بها الصخر يصدع حـداة ركـاب مـا زرود ولعلـع


(107)
    وله يرثي أبا الفضل العباس بن علي (ع) ويؤرخ عام نظمها وذلك في الخامس من المحرم 1215 هـ قوله :
احبس ركـابك لـي فهذا الأبرق لي فيـه سحب مدامع مرفضة شـوقاً لمـا قضيت بين ظبائه يـا سعد دع لومي فأيام الصبا أيـام لاغطنـي بمنعرج اللوى ولـت فبت أعض أنمل راحتي وهتفت هتف مرنة رأد الضحى وحشـاشتي كمـداً تقيـد مثلما الفارس البطل الذي يردي العدى فهـو الـذي بالمكرمات متوج صمصام حـق ليس ينبو حده لـم أنس من خذل الأنام شقيقه فـي نفسه واسى الحسين فيالها لمـا رأى في الغاضرية نسله فـاعتد شوقـاً للمنايا وامتطى ومضى لشاطي العلقمي بقربة إنـي لغـير ربـاه لا أتشـوق وبـروق نـار صـبابة تتـألق عصراً به غصن الشبيبة مورق بيض بهـا لذوي المحبة رونق حـرج ولا عيشي لعمرك ضيق وكصـفقه المغبون وجداً أصفق أسفـاً وجيـدي بالهموم مطوق حزنا على ( العباس ) دمعي مطلق من كفـه ماضي الغـرار مذلق فخراً وبالمجـد الأثيـل ممنطق وجواد سبق في النـدى لا يلحق مذ شاهدوا ريب المنون وحققوا نفس علـى مـرضاة رب تنفق يبس الثغور مـن الظما لا تنطق طرفاً لأرياح العـواصف يسبق كيمـا لهـا عـذباً فراتاً يغبـق

عن شعراء الحلة للخاقاني ج 5 ص 196.

(108)
لمـا رأته عـلوج حرب مقبلا زحـفت عليـه كتائب ومواكب ملتـفة الأطـراف إلا شوسهـا فكأن أسهـمها لـه قـد سددت فسطا عليهـا ثـم صاح فكادت شكت عواملـه صدور صدورها هـذا عليـه الـزاغبيـة اخلفت فاغتاله علـج بحاسـمـة برت فانصـاع يحمـل شنـه بشماله فبرى لها بـري اليـراع كأختها فغـدا يكابـد بالـثنايـا حمـله وأصــاب مـفــرق رأسـه فهوى كبدر في المحاق ولم أخل وغـدا ينـادي للحسيـن بـرنة فأتى لمصرعه كرجع الطرف لا فرآه ملقـى فوق بـوغاء الثرى فبـكى وناجاه بأعـظم حسـرة لله در مــن وفـي نـاصـح جاهـدت دوني المارقين بعزمة أردوك ظام لأسقـوا قطر الندى الله أكبـر مـن رزايـا عـمت لا طائشـاً عـقلا ولا هـو مـرهق كعبـاب بـحـر خيلـهـا تتـدفق بظبـاه أي مـمـزق قـد مـزقـوا ورق الجنـادب بالمـشـارع حـدق الأملاك مـن تلك الـزماجر تصعق ورؤوسهـا بشـبـا الحـسـام تحلق ضـربـاً وهـذا بالنجـيـع مخـلق منـه اليمـين وطـار منها الـمرفق حـذراً وخـوفـاً مـاؤه لا يـهـرق فـي غـرب منـصلة وعـدو مخنق وله العـدى بشـبا الضـغائن خرقوا بعموده الشامي نسل العاهرات الأزرق أن البـدور بلـيـل نـقـع تمـحق ثبـت الجنـان يـكـاد منـهـا يقلق يثـنيـه جـيـش للطـغـاة وفيـلق وعليـه غربـان المنـيـة تنـعـق صبـراً أخـي فإننـي بـك مـلحق بـالـذب والأقـوال عنـي تـصدق مـن وقعـهـا صـم الصـلاد يفلق في النـشـأتين ولا سـحـاب مغدق الدنيـا فزلزل غربهـا والمـشـرق


(109)
الله اكبـر يـا لـه خطـب له واكسـرة في الدين ليس يقيمها أتجذ قبـل القتل ايمـان الندى وتســد فـي الـدنيـا مـذاهبنا وتبيت أبنائـي فـلا يحنو لها أكبـادهـم حـرى وآل أميـة ويزيد تـرفـع للسمـاك قبابه لفـوا جميعاً حيث ما ثبتت لهم قـد صاحبوا الدنيا الدنية حسين لا إن يقتـلوا ابن أبي وأقتل بعده فلسوف يدرك نارنا المهدي من ويبيـدهـم بحسامه ولـو انهم يا ابن السوابق والسوابغ والظبا خذها أبا الفضل العمـيم خريدة حسنـاً خدلجـة كعوب غـادة ( حـليـة ) الأعـراق إلا أنهـا يرجو بها الجاني ( محمد ) منك صلى عليك الله ما أن ازخـوا ليس الجيوب بـل القـلوب تشقق جبـر وفتـق في الهـدى لا يرتق منـا وفينـا كـل جـيـد يـعتق وأبواب السما بوجوهنا لا تغلق مـن مشـفق هيهـات قل المشفق ريـانـة ولـهـا المـدام يـروق فـخـراً وفسطـاط النبـوة يحرق فينـا عـهـود للنبـي ومـوثـق للأخـرى ثلاثـاً بالغـواية طلقوا وبـأسرتي أسـرى تسيـر الأنيق ولدي وداعي الحـتف فيهم يزعق للجـو مع عنقـاء غـرب حلقوا اللائـي لنصـر الدين حقاً تمشق لسـوى مـديحك والثنـا لا تعشق بكـر تشـنف بالـولا وتقـرطق بخـلال زوراء العـراق تمنـطق عرف الفوز في جنات عدن تنشق ( نجـم أنيـر ولاح بدر يشـرق )
    قوله يرثي الإمام الحسين (ع) :
عج بي برسم الدار من عرصاتها دار بشـرقي الأثيـل عهدتهــا ودع الجفون تجود في عبراتها لا البان أين البان من أثلاتهـا


(110)
دار بهـا أودى بقلـبـي لـوعـة واحبس بمعـهدهـا الركائـب علما واسـأل لعـمرو أبي معالمـها متى يا صـاح وقفـة مغزل مذعـورة كيمـا أروح خاطـري بشعـابهـا أنى ومنعـطف الـحني على المطى ما إن ذكـرت مـعالـماً إلا وقـد لتـذكـري داراً بعرصـة كـربلا دارت رحاة الحرب فيها فـاغتدت جـاءت تـؤمـل ارثهـا لـكنهـا فتكـت به مـن آل حرب عصـبة هـزت قنـاة محمد ظلـمـاً وقـد قد عاهـدت فيه النبي ومـا وفـت سيما ابـن منجـبة سليل محـمـد بعثت بـزور الكتب سر واقـدم إلى هـذي الخلافـة لا ولـي لهـا ولا فـأتـى يـزج اليعمـلات بمعـشر وحـصان ذيـل كـالأهلة أوجهـاً ما زال يخـترق الـفلا حتـى أتى وإذا بـه وقـف الـجواد فـقال يا ما الأرض ؟ قالوا : ذي معالم كربلا تتـرقص الأحشاء مـن زفراتها نروي بعهد الدمـع رمـث نباتها ظعـن الأحبة بـان عـن باناتها أو كارتداد الطـرف في هضباتها وفـؤادي الملتـاع فـي قلعـاتها فهي الخـدور تضيء في ربـاتها كادت تـذوب النفس من حسراتها درسـت مـعـالمها لفـقد مـاتها آل النبـي تـدور فـي لهـواتهـا تتقاعـس الآمـال عـن غـاياتها غدرت وكان الغـدر مـن حالاتها طـعنت بنيه الغـر فـي لباتـها فلبئسمـا ذخـرت ليـوم وفاتهـا أبـدت به المـخفي مـن ضغناتها نحـو العـراق بمكرهـا ودهاتهـا كفؤ وإنك مـن خـيـار كفاتهـا كالأسـد والأشـطان مـن غاياتها بسنائهـا وبـهـائها وصفـاتهـا أرض الطفوف وحل في عرصاتها قوم أخبروني عـن صدوق رواتها ما بال طـرفك حاد عـن طرقاتها

عن شعراء الحلة للخاقاني ج 5 ص 174.

(111)
قـال انزلوا : فالحكم فـي أجداثنا حط الرحـال وقام يصلح عضبه بينا بجيل الطرف إذ دارت بـه مـا خلت أن بدور تـم بالعـرا قال الحسين : لصحبه مذ قوضت قوموا بحفظ الله سـيروا واغنموا فالقوم لم يبـغوا سواي فأسرعوا قـالوا عهـدنا الله حاشـا نتبـع نمضي وأنت تبيت ما بين العدى تبغي حراكـاً عنك وهـي عليمة مـا العذر عـند محمــد وعلي لا بد أن نـرد العـدى بصوارم ونـذود عـن آل النـبي وهكذا فتبادرت للحـرب والتـقت العدى جعـلت صقيلات التـرائب جنة كم حلقت بـالسـيف صدر كتيبة فتواتر النقـط المضاعف خلتـه فتساقطت صرعى ببوغاء الثرى ما خلت سرب قطـا بقفر بلقع رحلت إلى جنات عدن زخـرفت وبقى الامام فريد يهتف فـي بني ويل لكم هـل تعـرفوني من أنا أن لا تشق سـوى على جنباتها الماضي لقطع البيض في قماتها زمـر يلوح الغـدر من راياتها تمسـي بنو الزرقاء من هالاتها أنوار شمس الكـون عن ربواتها ليـلاً نجاة النفس قبـل فواتهـا مـا دامت الأعداء فـي غفلاتها أمـارة بالـسوء فـي شهواتهـا فرداً وتطـلـب أنـفس لنجاتهـا أبـداً عذاب النفس مـن حركاتها والزهـراء فـي أبنائها وبناتهـا بيض يـدب الموت فـي شفراتها شأن العبيـد تـذود عن ساداتها كالأسـد فـي وثـباتهـا وثباتها كيمـا تنال الفـوز فـي جناتهـا وشفت عليل الـصدر في طعناتها حلق الدلاص بـه على صفحاتها كالشهب قـد أفلت بـرحب فلاتها إن التـراث تـكون مـن لقطاتها سكنت جـوار الله فـي غـرفاتها حرب وقد خفـتت ذرى أصواتها هـل تنـكر الأقمار عنـد وفاتها


(112)
انـا نجل مكة والـمشاعر والصفا أنا نجل من فيه البـراق سرى إلى قـالوا بلى أنت أبن هـادي الخلق لكـن أبـوك قضى عـلى أشياخنا وأتته أسهـمها كمـا رسـل القضا أصمت فـؤاد الديـن ثـم واطفأت فسطـا عليهـم سـطـوة علويـة أبكـى بـعادلـة سوابـغهـا دمـا فكـأن صارمـه خطيـب مصـقع وكـأنمـا سم الـوشـيـج بـكفـه كـم فيـلق أضحـى مـخافة بأسه والخيـل تعـثر بالشـكيم عـوارايا فكـأنـه يـوم الطفـوف أبـوه في ما زال يقتـحم العـجاج ويصـطلي حتى أتاه الـصك أن أنجز بـوعدك فهناك أحلـم غـب مقدرة فـأردوه تالله مـا قـضت العدى مـنه منى فهوى فضعضعت السـماوات العلى وهمت لمصرعه دماً والعالم العلوي والجـن في غيطـانها رنـت أسى وعـدا الجواد إلـى معـرس نسوة وبمن منى والخيف من عرفاتها رب الطباق السبـع وابن سراتها للنجل القويـم وأنت نجل هداتها واليـوم نطلب منك في ثاراتها بغيـا فيـا شلت أكف رماتهـا أنـوار علم الله فـي مشكاتهـا تتزلزل الأطـواد مـن عزماتها مذ أضحك الصمصام من هاماتها وسنـام منبـره ذرى قاماتهـا أيـم النقى والحتف فـي نفثاتها كالشـاة مذ فجعت بفقد رعاتها ممن تثير النقع فـي صهواتها ليـل الهرير يبيد جمـع عداتها نار الوغى ويخوض في غمراتها حيث نفسـك حـان حين مماتها علـى ظمـأ بشـط فـراتهـا لولا القضا لـقضت دوين مناتها وتعطل الأفلاك عـن حركاتهـا أبـدى النـوح فـي طبقـاتهـا وبكت عليـه الطير في وكناتهـا نـادى منادي جمعهـا بشتاتهـا


(113)
فخرجن من خلل الستور صوارخا فرأينـه قانـي الوريد وجسمـه وقبـابها تعدو النهيب قبـابهـا وسروابهن على المطي وقد علا يـا للحميـة مـن ذوابة هاشم أتطل مـا بين الطلول لكم دما آل النبـي تئن فـي أصفادها قـد أنزلتها عن مراتب جدها محـرابها ينعـى لفقد صلاتها حمـلت بأطراف الأسنة والقنا وبنـات فاطمـة البتولة حسراً قد ألبست نقط الحجاز جسومها والعود يضرب في أكف قيانها لعنـت على مر الدهور لأنها فالى م يابن العسكري فطالت فانهض لها مولاي نهضة ثائر واقدم بشيعتك الكـرام ومكن يا سادة جلـت مزايا فضلهم لي فيكم مدحاً أرق من الصبا فتقبلوا حسنـاء ترفل بالثنـا ( حلية ) حكت النضار نضارة كـل تسح الدمـع في وجناتها عـار ومنه الرأس فوق قناتها الله كيـف تقال مـن عثراتها لتـواتر المسرى رنين حداتها بـل ياليوث الله فـي غاباتها أمويـة والجبـن من عاداتها كمداً ومال الله مـن صفداتها ورقت طرائدها على مرقاتها ووفودها تبكـي لفقد صلاتها من تعجب الأملاك من حملاتها وبنات رملة في ذرى حجراتها وغرائب التيجـان في جبهاتها وتقهقه الراووق فـي كاساتها باعت هدايـة رشدها بعماتها الأيام وانفصمت عرى أوقاتها واشف غليل النفس من كرباتها العضب المهند من رقاب بغاتها إن تدرك الأوهـام كنه صفاتها تهدي عبير الـفوز من نفحاتها ( حسان ) مفتقراً إلـى فقراتها وحلت وقد فاقت على أخواتها


(114)
يرجو بها الجاني ( محمد ) سادتي إن قـدم الأقـوام بـراً وافـراً صلـى الإله عليكـم ما أرخوا منكم نجاة النفس غب وفاتها نفسي ولاكـم قدمت لحياتها ( حفت حمام الأيك في وكناتها )
    وله يرثي الإمام الحسين (ع) قوله :
ناهيـك مـن ركب تقوض منهم أبـدى الرنيـن فجـاوبته حمامة هتـفت مرجعـة لفـقد قرينهـا ذكر المعاهد بيـن منعرج اللوى فهـمت لواحظـه عهـاد مدامع نـاديته والوجـد مـلء فـؤاده مه صاحب الشوق المبرح ليس ذا لا تسكب الدمـع الهتون ولا تبح واحبس ولا تدع المطايا في السرى باتت كمنعطف الحنـي لطول ما خفض عليك فلست تلقى بعض ما قـد كنت قبلك يـا هذيم إذا دعا حتـى رميت بفـادح فأساءنـي فـلذا لما لاقيت مـن فرط الأسى وحدا به الحادي دجى بترنم تنعى على طلل ودارس معلم فاهتز فـي الأكوار كل متيم سحراً وسالت عهدها المتقدم مهراقة تحكي عصارة عندم وعن المحبة والهوى لم يسلم شأن المحب ولا سجية مغرم بالسر إن بان إلا حبة واكتم تخدي عقيب الظاعنين فترتمي بخفافها تطوى الوهاد ومنسم ألقـاه من برح وطول تتيم داعي المحبة للصبابة أنتمي عض البنان وصفقة المتندم والوجد والبلوى ووشك تألم

عن شعراء الحلة للحاقاني ج 5 ص 198.

(115)
لم يشجني ذكر العذيـب وبـارق هل كيف تطربني ربوع قد مضى كـل المنازل من همومي كربـلا يـوم به كسفت ذكـاء فأصبـح يـوم بـه قمـر الدجنـة غالـه يوم به حبس السحاب عن الحيـا يوم به الأمـلاك عن حركاتـها يوم به جبريل أعلـن في السمـا يوم بـه الأمـلاك كـل منهـم يوم به الأرضون والأطـواد ذي يوم بـه غاض البحـار فبت في يـوم بـه قـد بـات آدم باكيـا يـوم بـه نـوح همـت أجـفانه فكأنمـا لمـا طغـت أمـواجـه يوم بقلب أبي الذبيح بدت لـظى إن كان قدما حـرها بـرداً لـه يـوم بـه شـق الكليـم لجيبـه يوم بـه أمسى المسيـح بمهـده يـوم بـه هجـر الجنـان محمد ينعى لهتف الجـن في غيطانـها يـوم بـه الكـرار ينفـث نفثـة وغـزيتـين وسفـح أم الغيلــم عنها الخليط ولي لعمـرك فاعـلم وجميـع أيـامي كيـوم محـرم الثـقلان في ليـل بهيـم مظلـم خسف عقيـب نقيصـة لم تتمـم ومن السماء نجيـع دمـع قد همي قـد عطـلت والكـون لم يتقـوم قـتل ابن مكـة والحطيم وزمزم بـدلاً عن التسبيـح قـام بمأتـم مـادت وتلك لهولـه لـم تشمـم عجب لزاخـر موجها لـم يلطـم كأبي العزيز غروب طرف قد عمي دمعـاً يسيـل كسيـل دار مفعـم طـوفانه بعبـاب طوفـان طمـي بـسوى يـد النكبـاء لم تتضـرم أضـحى فمـن ذي قلبـه لم يسلم وبـغير عرصة كربـلا لم يلحـم بسوى فصيـح النـوح لم يتكلـم وبـغير عرصة كربـلا لم يلحـم وهديل طـير في الوقيعـة حـوم المصـدور كالليث الكمي الضيغـم


(116)
يوم به الزهراء خضب شعرهـا يوم به قد أصبح الحسن الرضـا يوم بـركن الديـن أوقـع ثلمـة يـوم بـه للمـؤمـنيـن رزيـة يـوم أتى فيـه الحسيـن لـكربلا يـوم عليه تـألبت عصب الخنـا لم أنس وهو يخوض أمواج الوغى فإذا خبت للشـوس نـار كـريهة كـم فارس ألقاه يـفحص في الثرى ما زال يفني المارقين بمارق الحرب حتى دنـا المقدور والأجـل الذي زحفـت عليـه كتائب ومواكـب شلت أناملهـا ، رمته ولـم تخـل أصمـت فؤاد الدين واعجبـاه من فهوى كطـود هـد فارعـه على قسمـا ببيض ظباً رتعن بجسمـه لـولا القضـاء به لما ظفرت وهل ساموه بعد العز خسفـاً وامتطـوا الفوه ظامي القلـب يجـرع علقمـا بـدم وتـشكـو ربـها بتظلـم يبدي الكآبة عن حشاشـة معـدم أبداً على طول المـدى لم تلحـم وبـه كـعيد للطغـاة ومـوسـم كـالبدر وأبنـاء الكـرام كأنجـم مـن كـل عبـد أكـوع ومزنـم كـالليث ممتطيـاً جـزارة أدهـم بسوى الوشيـج بكفه لم تضـرم وبـفيه غير هضابهـا لـم يكـدم العـوان بغرب عضـب مخـذم يأتي الفتى مـن حيث مـا لم يعلم ورمته من قـوس الفنـاء باسهـم قلب الهدى من قبل أن يرمي رمي ركـن التقى لمصابـه لـم يهـدم وجه الثرى من فوق ظهر مطهـم مع كـل مطرد الكعـوب مقـوم ظفـر البغاث بصيـد نسـر قشعم لقتال خير الخـلق كـل مسـوم والمـاء يلمـع طامياً في العلقـم


(117)
حـطمته خيل الظالمين وما سوى عـقرت بحد المشرفي فـهل درت وبقى الإمام عـلى الصعيد مجـدلا ما أن بقي مـلقى ثلاثاً في الثـرى لكن مـلائكة السمـاء عليه مـن وعـدا الجواد إلى معـرس نسوة فخرجـن ربات البـدور نوادبـا ويقلن للمهـر الكميت وسرجـه يا مهر أين سليل من فوق البراق يا مهـر أين ابن الذي بصلاتـه يا مهر أين ابن المبـيد كمـاتها يا مهر أين ابن الذي مهر أمـه فبكى لندب الطاهرات على الفتى ولـهن دل على القتـيل إشارة فرأينه في الترب يكـرع بالقنا وعليه للخرصان نسج سوابـغ الله أكـبر يا لـه مـن فـادح ماء الفرات على الحسين محرم وابن الدعية في البـلاد محكـم وبنات رملة في القصور وعترة لعـنت عتاة أمية لعـناً على صدر المعالي خيلها لـم تحطم وطـأت سنابكهـا لأي مـعظم عـار ومنه الشيب خضب بالدم لا نـاقصـاً قدراً ولا بـمذمم قبل الثلاث صـلاتها لم تـتمم ينعي الـجواد بـرنة وتحمـحم كـل تشير بكفهـا والـمعصم قد مـال وهو لمعرك لم يلـجم رقى الطبـاق السبع ليس بسلم يعطي الصـلات بـعفة وتكرم يـوم الهرير بصارم لـم يثلـم مـاء الفرات وقلبه منـه ظمي الندب الكمي دماً وإن لم يفهـم وهـو الصموت دلالـة المتكلم بـيد المنيـة مر كأس العلقـم حـلق لها طول المدى لم تفصم جـلل عمر أبي وخـطب مدهم وعـلى بني الطلقاء غير محرم وابن النبي الطهر غير محكـم المختار لم تحجب بسجف مخيم مـر الجديد لأنـها لـم تحلـم


(118)
قسمـا بـمن لبى الحجـيج بـبيته ما سـن قتل الآل يوم الطـف في إلا الألى نقضـوا الكـتاب وأخروا هـم أسسـوا وبنت أميـة بعدهـم فـمتى أرى المهـدي يظهر معلناً ويسيـر في أم القـرى في فيلـق ومـواكب تـرد المجـرة خيلهـا يحملـن آسـاداً كـأن سـيوفهـا ويطهر الآفـاق من عـقب غـدا يا سـادة في الذكر جبريـل لـهم فـيكم « محمد » قد أجـاد فرائداً قد ذاب أقصى القلب منه حين في من كل ساع في الطواف ومحرم سيف الضلال بكـف علج مجرم فصـل الخطاب وغيرهم لم يقدم ويـل لهم من حـر نار جهنـم للحق يوضح بالحسـام وبالفـم لجب وجيش كالأسـود عرمـرم وسوى فواقـع زهـرها لم تطعم برق تـلألأ في سحـاب مظلـم الإيمـان عندهـم يبـاع بـدرهم من عـالم الشهداء جاء بمحكـم فلغيـر جيـد مديحكم لم تنظـم تأريخهـا « طير شـدا بترنم »


(119)
المتوفي 1216
    هو ابن محمد بن أحمد بن ابراهيم البحراني المتوفي بشاخور 21 شوال 1216.
    قال في أنوار البدرين : له ديوان في تسعة آلاف بيت كلها في مراثي الحسين وترجم له تلميذه الشويكي في الدرر البهية فقال : هذا الشيخ أجل من أن يذكر. انتهت اليه رئاسة الامامية حيث لم تسمع الآذان ولم تبصر الأعيان مماثلا له في عصره ، بل عده البعض من المجددين للمذهب على رأس الألف والمائتين. وترجم له الشيخ الأميني في ( شهداء الفضيلة ) وهو ابن أخ الشيخ يوسف صاحب ( الحدائق ). ومن جملة الذين رثاهم الشيخ جعفر الخطي وأرخ بعضهم وفاته بقوله : قد كانت الجنة مثواه.
    وبعضهم بقوله : شمس علم وجلال كسفت. وترجم له شيخنا البحاثة الشيخ آغا بزرك الطهراني في طبقات أعلام الشيعة وعدد مؤلفاته الكثيرة فقال : العلامة الأكبر الشيخ حسين ابن الشيخ محمد بن أحمد بن ابراهيم المتوفى سنة 1125 ـ بن الحاج أحمد المتوفى سنة 1075 ـ بن صالح بن أحمد بن عصفور بن أحمد بن عبد الحسين بن عطية بن شيبة.


(120)
    في أنوار البدرين : هو من العلماء الربانيين والفضلاء المتتبعين والحفاظ الماهرين ، بل عده بعض العلماء الكبار من المجددين للمذهب على رأس ألف ومائتين ، كان يضرب به المثل في قوة الحافظة ملازماً للتدريس والتصنيف والمطالعة والتأليف.
    وفيه قال الشيخ محمد الشويكي الخطي من قصيدة :
حبذا نفحة قدس لا تضاهى بنت يومـين ويـوم برزت تطرب الرائي والراوي ولا فـي صلاة أرضـت الرب إلاهـا في صدور الطرس تهدي من تلاها عـجـب مـمن رآهـا ورواهـا
    يشير بهذه الأبيات إلى قوة حافظة الشيخ المترجم له حيث أنه أملى في ثلاثة أيام كتاب ( النفحة القدسية في الصلاة اليومية ) على تلامذته.
    وبالجملة فهو من أكابر علماء عصره واساطين فضلاء دهره ، علما وعملا وتقوى ونبلا ، ونادي بحثه مملو من العلماء الكبار من البحرين والقطيف والاحساء وأطراف تلك الديار وفتاواه وأقواله منقولة ومشهورة ، وله تصانيف كثيرة ، ذكر هو بعضها في اجازته للشيخ مرزوق بن محمد الشويكي.
    ثم قال : وهو يروي عن أبيه الشيخ محمد ، وعميه الشيخ يوسف ، والشيخ عبدالعلي ، ويروي عنه جماعة : منهم الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي.
    توفي ليله الاحد الحادية والعشرين من شهر شوال سنة 1216 في بعض الوقائع الواقعة في البحرين وسمعت أنه ضربه ملعون من أعداء الدين بحربة في ظهر قدمه فمات شهيداً منها ، وتاريخ شهادته ( طود الشريعة قد وهى وتهدما ) وقبره في قرية سكناه ( الشاخورة ) له مزار معروف ، وقد رثاه الأديب الشاعر المبدع الحاج هاشم بن حردان الكعبي بقصيدتين طويلتين مطبوعتين في آخر الكشكول لصاحب الحدائق انتهى.
ادب الطف الجزء السادس ::: فهرس