ادب الطف الجزء السادس ::: 151 ـ 165
(151)
ألفناكـم والشوق يلعب بالحشا وعشنا بكم والعيش غض نباته إذ الظـل دان والأحبـة حيرة ( ولمـا أنسنـا منكم بخلائق ) وفزنا بأفعـال كما رويت لنا ( تباعدتم لا أبعـد الله داركم ) وفارقتـم لا قـدر الله فرقة ويبدي الذمي يخفي الضمير ويكتم رقيق الحـواشـي ناعم البرد معلم ودهـري سلـم والحـوادث نـوم هي الروض غب القطر ساعه ينجم ( تصدق ما تروي الخلائق عنكـم ) وقوضتـم والـذكـر منكـم مخيم ( وأوحشتـم لا أوحـش الله منكـم )
    وله :
أقـول وللهـوى ولع بروح بنفسي الجيـرة الغادين عني ألا يا يـوم فـرقتنـا رويداً ووقفنا موقف التوديع سكرى أحب نوى يكـون بـه وداع نـودعكـم أحبـتنـا فـإنـا أبت إلا التردد في التراقي ووجدهم كوجدي واشتياقي فلست إلى تلاقينـا ببـاقي ولا كأس تدار بكـف ساقي وإن كان النوى مـر المذاق نرى أن لا سبيل إلى التلاقي
    وكتب إلى أخيه الشيخ هادي من النجف إلى الحلة :
أسكـان فيحـاء العواق ترفقوا ولا تقطعوا كتب الموده والرضا بمهجـة صـب بالغرام مشوق فقد خانني في الحب كل صديق
    وكتب إليه السيد صادق الفحام يعاتبه على قطع المراسلة :
عتاب به سمع الصفا الصلد يقرع وما كـان هـذا العتـب إلا تعللاً هو الدهر عرنين المخازي بنحسه وشكوى لهاصم الصخور تصدع فلم يبـق في قوس الأماني منزع أشـم وعرنيـن المكارم أجـدع


(152)
فلاذو المساعي بـ ( الرضا ) منه فائز أفـي الحق ـ لويرعون للحق ذمة ـ أأمنع شـرب المـاء والبحـر زاخر أعــز كـتـاب أم تبـرم كـاتـب على أنـني لا أدعـي نقـص خلـة ولا ذو الحجـا بالعيـش منـه ممتع أبيـت ولـي حق لديـكـم مضـيع وأحمى ارتياد النبت والروض ممرع وأعوز قـرطـاس أم أعتـل مهيع ولكنـه حـظ بـه النـقـص مولع
    فعمد النحوي إلى أبيات السيد وحذف صدورها وعمل لأعجازها صدوراً من نظمه وأجاب بها السيد :
أتانـي مـن المـولى كتاب بطيه فها أنا ذو بث يلـيـن له الحصى وكنت أمني النفس بالصفح والرضا هو الشهم أنـف اللـؤم لولا آباؤه عتاب فـلا ذو اللـب يملـك لبه فتـى لـم يضع حقاً فحقـاً مقاله أخاف إذا لم يعـف أظمأ في الروا ولا عذر لي إن قلت قد عز كاتب وما كان تركي الكتب تـركا لوده عتاب بـه سمع الصفا الصلـد يقرع وشكـوى لها صم الصخور تصـدع فلم يبـق فـي قـوس الأماني منزع أشم وعـرنيـن المكـارم أجــدع ولا ذو الحـجـا بالعيـش منه ممتع أبيـت ولـي حق لـديكـم مضيـع وأحمى ارتياد النبت والروض ممرع وأعـوز قـرطـاس أم اعـتل مهيع ولكنه حـظ بـه النقـص مـولـع
    وقال يخاطب أستاذه السيد بحر العلوم وقد أبل من مرض :
لقد مرضت فأضحى الناس كلهم ومذ برئت من الأسقام قد برئوا مرضى ولولاك ما اعتلوا ولا مرضوا فمنك فـي حالتيـك البـر والمـرض
    وله في مرض السيد بحر العلوم :
ولما اعتللت غدا العالمون فلا غرو إن لم يعودوك إذ وكـل عليـل جفـاه الوساد مرضت فمن حقهم أن يعادوا


(153)
    وقال أيضاً :
لقد مـرض النـاس لما مرضت حللـت مـن العالميـن القـلوب وما ذاك بدعـاً نـراه جليلا فلا شخص إلا وأمسى عليلا
    ورأيت في الجزء الرابع من ( سمير الحاضر ) مخطوط الشيخ علي كاشف الغطاء قال : وللشيخ محمد رضا النحوي مؤرخاً عام تزويح الشيخ موسى كاشف الغطاء.
ومذ جاء فرداً قلت فيه مؤرخاً بحسبك أن أوتيت سؤلك يا موسى
    وله :
فاسعد بعرس لك الإقبال ارخه زوجت بدر الحجى بالشمس يا موسى
    وله وقد دخل على السيد بحر العلوم وقد أخذته الحمى والقشعريرة :
وقالـوا أصابتـه وحاشا علاءه وما علموا أن تلك من قبل عادة قشعريرة مـن ذلـك الألـم الطـاري تعودها ـ مذ كان ـ من خشية الباري
    وقال مخمساً بيتي غانم بن الوليد الآشوني : (1)
أقاموا فأضحى القلب وقفاً عليهم فما برحوا في القلب في حاليتهم وشطوا فأمسى وهو رهن لديهم ومن عجب انـي أحـن إليهم
وأسأل عن أخبارهم وهم معي
عجبت لنفسي بعدهم واتحادها بهم تشتكي منهم أليم بعادها

1 ـ نسبة إلى ( آشونة ) من حصون الأندلس

(154)
تتوق لهم روحي وهم في فؤادي وتطلبهم عيني وهم في سوادها
ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
    وقال مشطراً لنفس البيتين :
( ومـن عجـب أنـي أحن اليهم ) واستنطق الأطـلال أيـن ترحلوا ( وتطلبهم عيني وهم في سوادها ) وتصبو لهم نفسي وفي نفسي هم وهم حيث كانوا من حشاي بموضع ( وأسأل عن أخبارهـم وهـم معي ) ويهفو لهم سمعي وهم ملء مسمعي ( ويشتاقهم قلبي وهـم بين أضلعي )
    وقال في بنت له صغيرة مرضت واسمها رحمة وفيها الاقتباس :
قد مرضت ( رحمة ) فكل فعـافهـا ربنـا سريعاً عــج إلـى الله والأئمـة « وهب لنا من لدنك رحمة »
    وللنحوي يد طولى في نظم التواريخ في الحروف الأبجدية وليس الغرض المقصود من التاريخ ضبط عدد السنين من الحروف فقط وانما الغرض ايداع النكتة فيه أو التورية التي تدل على الموضوع وتواريخ النحوي كلها لا تخلو من هذه المحسنات التي المعنا اليها فمنها ما قال في ختان العلامة الشيخ موسى بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء واتفق ان الخاتن له يدعى « عبدالرحمن »
تطهر موسـى بالختان وإنه وما كان محتاجاً لذاك وانما هنالك قد أنشدت فيه مؤرخا فتى طـاهـر مـن طـاهـر متطهر جرت سنة الهادى النبـي المطـهـر لقد طهر ( الرحمن ) ( موسى بن جعفر )


(155)
    وقال مؤرخاً ولادة الشيخ حسن صاحب ( انوار الفقاهة ) أصغر انجال الشيخ الأكبر كاشف الغطاء من أبيات :
أهلاً بمولود له التاريخ ـ قد أنبته الله نباتاً ( حسناً )
1201هـ
    وله يؤرخ ولادة العلامة السيد رضا سليل آية الله بحر العلوم :
بشرى فان الرضا بن المرتضى ولدا حبا بـه الله مهـدي الـزمان فيـا قد طاب أصلا وميـلاداً وتـربيـة وانجز الله للاسـلام مـا وعـدا له هدى متبعاً مـن ربـه بهـدى لذاك أرخت ( قد طاب الرضا ولدا )
1189 هـ
    وقوله في آخر قصيدته التي رثى فيه السيد سليمان الكبير يؤرخ عام وفاته
وتسعة آل الله وافوا وأرخوا سليمان أمسى في الجنان مخلداً
1211 هـ
    ولا يخفى حسن التورية فيه فان مادة التاريخ تنقص في العدد ( تسعة ) فاكملها بتلك الجملة الظريفة مشيراً إلى عدد أسماء الأئمة من ذرية الحسين (ع) الذين ذكرهم ابن العرندس بقوله :
وذرية درية منه تسعة أئمة حق لا ثمان ولا عشر
    وله يهني استاذه الفقيه الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء في قدومه من الحج ويؤرخ ذلك العام 1199


(156)
قد الحجيـج فمـرحباً بقـدومه هو جعفر من كان أحيا مـذ نشا حث الرواسم للحجاز ولـم تزل كالغيث كـل تنـوفـة ظمـآنة وسعى لحج البيت وهو الحج في وبمـروتيـه وركنـه ومقـامه رفعت قواعد حجر اسمـاعيلـه وبه الصفا لقي الصفا فتأرجـت وغدت ينـابـع زمـزم وكأنما اهدى السلام إلى النبي وما درى طبعت خلائقه علـى محمودها فليقتنع ذو اللـب فـي تبجيلـه ليس المديح يشيد فـي تشريفه وان أدعـى أحـد بلـوغ ثنائه فأنا الـذي سلمت أني عـاجز لكـن عـام قدومـه أرختـه لقدوم من شرع الهدى بعلومه من دين جعفر عـافيات رسومه مشتاقة لوجيـفـه ورسيـمـه لغزير وابل ودقـة عميــمه تحليله المعهود أو تحـريمـه بحجره وحجـونـه وحطيمه فيـه وقـام مقـام ابـراهيمه ارجاء مكـة مـن أريج نسيمه مزجت لطيب الطعم من تسنيمه ان النبـي بـداه فـي تسليمـه والطبع ليس حميـده كـذميمـه بمديح خالقـه وفـي تعظـيمه شرفاً وليس يزيد في تكـريـمه بنثيـر در صـاغـه ونظيمـه ونجاة نفس المرء فـي تسليمـه قدم السخا والمجـد عنـد قدومه
    وكان مولعاً في التخميس والتشطير مبدعاً في كل النوعين غاية الابداع وقد ذكر تخاميسه شيخنا الجليل في الـ ج 4 من الذريعة كتخميس العرفانية الميمية لعمر بن الفارض في بيان راح العشق وخمر المحبة وهو مطبوع مع تخميس البردة و ( بانت سعاد ) في ـ الاستانة ـ وقد نقلت تخميس البردة مع مقدمة المخمس قبل نيف وثلاثين سنة عن مجموعة معاصره السيد جواد بن السيد محمد زيني


(157)
الحائري وقد فرغ النحوي من نظمه في الـ 24 من رجب سنة 1200 واليك شاهداً منه :
مـالي أراك حليف الوجد والألم ذا مدمـع كالدم المنهل منسجـم أودي بجسمك ما أودي من السقم أمـن تذكـر جيران بذي سلـم
مزجت دمعـاً جرى من مقلـة بدم
أصبحت ذا حسرة في القلب دائمة شجـاك في الدوح تغريد لحائمـة ومهجـة أثرهم في البيد هائمة أم هبت الريح من تلقاء كاظمة
وأومض البرق في الظلماء من أضم

    وقد قرض تخميسه هذا جماعة من العلماء والأدباء منهم استاذه السيد صادق الفحام بقصيدة يقول فيها :
قرنت إلى عذراء بوصير كفوها و لما أتت تشكو العطول رددتها فكان كما شاءت قران سعود بأحسن حلي زان أحسن جيد
    وقرضه بأخرى ويقول فيها :
رويـدك هـل أبقيت قولاً لقائل وجاريت في تسميط أفضل مدحة فوارس راموا أن ينالوا فقصروا وحسبك هل غادرت سحراً ( لبابل ) لأفضل ممـدوح لأفضـل قائـل ( وأيـن الثـريـا من يد المتناول )
    وممن قرضه السيد ابراهيم العطار بقصيدة مطلعها :
فرائد در ليس تحصى عجائبه وقد بهرت عنا العقول غرائبه


(158)
    وقرضه الشيخ علي بن زين الدين بقصيدة منها :
نسجـت للبـردة الغراء بردة تمسيط فكنت آصف ذاك الصرح حيث حكى غدا وشيهاً وشـي الطواويس منه لنا كل بيت عرش بلقيس
    وقرضه الشيخ محمد علي الأعسم مشيراً إلى أن التخميس كان بإيعاز من السيد بحر العلوم بقصيدة منها :
فرائد للأديب ابـن الأديـب ووشى البردة الممـدوح فيها بتسميط يزيد الأصـل حسنا وكم ملأ المسامع مـن معان رعاك لمثلها ( المهدي ) إذ لم ففاض عليك حين دعاك نور نجـوم مـا جنحن إلى الغروب رسـول الله بالـوشـي العجيب على حسن طيبـا فـوق طيـب لهـا وقع غريب فـي القـلوب يجد في الكون غيرك من مجيب هديـت بـه إلـى مدح الحبيب
    وقرضه أخوه الهادي النحوي بقصيدة سنذكرها في ترجمته ، وخمس أيضاً « الدريدية » ذات الشروح الكثيرة المشتملة على الحكم والآداب وتبلغ 229 بيتاً لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الازدي البصري المتوفى سنة 321 خمسها النحوي وجعل لها مقدمة بدأ فيها بترجمة أبي دريد وذكر تخميس المقصورة لموفق الدين عبدالله بن عمر الأنصاري في رثاء الحسين (ع) ذكره النحوي واثنى عليه ولكن النحوي حولها في تخميسه إلى مدح استاذه السيد بحر العلوم وفرغ من تخميسها في 12 ربيع الأول سنة 1212 وتوفي استاذه الممدوح في رجب من تلك السنة. قلت وقد طبع الأصل مع التخميس في بغداد سنة 1344 واليك بعض الشواهد منها :


(159)
يقضي الفتى نحبا ويأوى لحده ينشـر كل ذمـه أو حـمـده ويذكر الناس جميعاً عهده وانمـا المرء حديث بعده
فكن حديثاً حسنـاً لمـن وعى
فليصرف المرء نفيس عمره ولا يجـاوز حـده في أمره فيما به يبقـى بقـاء ذكـره من لم يقف عند انتهاء قدره
تقاصرت عنه فسيحات الخطى
عليك بالعقـل فكن مكملاً سلامة العقل الهدى لو عقلا له بهدي للنجـاة مـوصلا وآفة العقل الهوى فمن علا
    ومنها في المديح :
على هـواه عقـلـه فقـد نجا
أعاشنـي ربـي مذ اعاشني فلم أقل ـ وابن النبي راشني بهديه القامع ما أطـاشنـي ان ابن ميكال الأمير انتاشني
من بعد ما قد كنت كالشيء اللقى
من زين الوجود في وجوده يصعد حتى قيل في صعوده وشعت السعود في سعوده لو كان يرقى أحد بجـوده
ومجده إلـى السمـاء لارتقـى
    ووجدت قصيدة ميمية غراء الشيخ أحمد بن محمد أحد تلامذة العالم السيد شبر الموسوي الحويزي يمدح فيها أستاذه المذكور ـ ضمن كتاب ألفه في سيرته ـ وعلى هامشها تقريظ بقلم النحوي المترجم من الوزن والروي ومن خطه نقلت ما نصه ـ قال العبد الحقير محمد رضا ابن الشيخ أحمد النحوي مقرضاً على هذه القصيدة المباركة.


(160)
أكـرم بنظـم يـروق الناظرين سنا ( أضحى لأحمد ) في ذا العصر معجزة حوى مـديح بنـي الزهراء فـاطمة فما ( كشبـرهـم ) فـيما ترى أحـد فكـم ينازعهـم في بيت مجـدهـم وما عسى أن يـقول المادحون بمن كأن عـقـد الثريا فـيه منتظـم على نـبـوة شعـر كلـه حكـم ومن هـم في جميع المكرمات هم ولا يقــاس بـمن تلقى شبيرهم مـن لا خـلاف له والبيت بيتهم قـد جاء في محكم القرآن مدحهم
    وله من قصيدة طويلة غراء يهنئ فيها أستاذه السيد بحر العلوم ويؤرخ عام قدومه من مكة.
أعيد من الحمد المضاعف ما أبدي ولو أنني أهـديت ما ينبـغي لـه لـه حـسب فـي آل أحمد معرق أسـاريـره تـبدو سرائر قدسهم بـه الغيبـة الكبرى تجلى ظلامها ولـولا سمات عندنـا قد تميزت عطـاء بـلا من خلوص بلا رياً تعالى بـه جـدي وطالت به يدي وإني قـد سيرت فـيه شـوارداً سعى ليحـج البيت والحـج بيتـه وكر من الركـن اليماني راجـعاً وقد بان في أرض الغري ظهوره وأهـدي إلى المهدي من ذاك ما أهدي لسقـت لـه ما في المثاني من الحمد كمنظـوم عـقد الدر ناهيك من عقد عليـها وللآبـاء سـر عـلى الـولد وأشـرق في آفـاقهـا قـمر السعـد بمعرفة المهـدي قلنـا هـو المهـدي سحاب بـلا رعـد سخـاء بلا وعـد وقـام بـه حظـي ودام بـه سعـدي تجاوزن مـن قـبلي وأتعبن من بعدي فكم عـاكـف فـيه مـعيد الثنا مبدي إلـى جـده أكـرم بـأحمـد مـن جد لـذلك قــد أرختـه ( ظهـر المهدي )
1195
    وكانت وفاته في النجف سنة 1226 هـ قبل وفاة كاشف الغطاء بعامين وقد ناهز الثمانين سنة من العمر.


(161)
    ومن مساجلاته مـع أستـاذه السيد صادق الفحام وهو في قرية ( الحصين ) قوله (1) :
يـا أديبـاً عـلى الفـرزدق قـد وبـسـر الـحـديـث آثـره الله وبعـلـم اللـغـات فـاق كثـيراً بـك روض الآداب عـاد أريضاً ورقيق القـريض أضـحى رقيقا وإذا مـا حررت طـرزت بترداً حجـج قصر ابن حـجة عنـها لك نثـر سما الـدراري ونظـم حلم قيس واحنـف نجـل قـيس خلق كالـرياض دبـجها الطـل وعـلـوم لـو قيـست الأبـحر ومـزايا لو رمت إحصاء ما أو فقليلي ولـو حـرصت سـواء فتجـشـمت خـطة لـو سـما عالماً أنـني وإن طـال مدحي غـير أنـي أقـول لا يسقـط فخذ العفو وأعف عوفيت عنى سـاد بأحـكـام نظـمه وجـرير فـأوفى علا عـلى ابـن الأثـير من ذويها فـضلا عن ابـن كثير ذا غـدير يـروي الظـما نمـير لك لا ينتـهـي إلـى تحـريـر ظل عنه المـطرزي والحـريري ودجـا ليـلها على ابـن منـير فـاق در المنـظـوم والمنـثور طلت فيه العـلى ورأي قصـير بـنـد فـعبـرت عـن عبـير السبعة فيها ازرت بفيض البحور ليت منها لم أحـص عشر العشير حيـن أسمـو لعـدها وكثـيري الطـرف إليها لـرد أي حسـير وثـنائـي علـيك ذو تقـصـير الميسـور فيما يـراد بالمـعسور لقـلـيل أنهـيتـه مـن كثـيـر

1 ـ شعراء الحلة للخاقاني ج 5 ص 32.

(162)
    فكتب له الجواب على الروي والقافية :
أيهـا الـناقـد البصـير ولا فخر والمـجلي لدى السباق إذا صالـت والـذي قـد طـوى بنشر بـديع وبه باقـلا غـدا مـثل سحـبان وبـه ابن العمـيد بـات عمـيداً وبـه أصبح ابـن عباد في الآداب وابن هاني لـم يهنه العيش واسود وغـدا ابـن النبـيه غـير نـبيه والتهـامـي راح يتـهـم الفـس والسـلامي لـم يعـد بـسـلام والرضي الشـريف لم يرض في والصفي الحلـي لـم يـر عيشا وابن حجـر الكـندي ألقـم فـيه ومعيد الذماء (1) من بارع الآداب وربـيـب الـمجـد الـذي دان ومجـلي غياهـب الشك واللبس وجـواداً للسـبق جـلى أخـيراً قـد أتانا مـنكـم فـريد نـظام كـيف قـلدتم بـه جيد مـن لم ذاك فـضل منكـم وإن كثـيراً ومـا كـل نـاقـد ببـصيـر جـياد المنـظـوم والمنـثـور النظم ذكر الطائي دهـر الدهور وأمـثـال جـرول وجـريـر ذا غناء كـالعاشـق المهـجور عـبداً لـم يسـم للـتحـريـر منـير الـرجا مـن ابـن منير وتحامى الـبوصيرة البوصـيري بدعوى التبـرير فـي التحـبير بعـد تعريـفـه مـن التنـكير ملحمة النظم غـيره من أمـير مـذ نـشا صافياً من التكـدير حجراً بعـد سبقـه المـشهور بعـد انطـماسـه والـدثـور في الفضل له كل فاضل نحرير بنـود الـبـيـان والتحـريـر فـشـأى كـل أول وأخـيـر تـتحـلى بـه نحـور الـحور يك في العـير لا ولا في النفير ما بعثتم إلـى الأقـل الحقـير

1 ـ الذماء : بقية الروح.

(163)
    وقال مراسلا (1) :
كتبـت وكم تحدر من دموعي إلى عيـن الحيـاة حياة نفسي عتبت عليـك يـا أملي وإني جفوت وكنـت لا تجفو ولكن وغيرك الزمان وجـل من لا وغرك ما ازدهاك وكنت نعم سأصبر ما أطاق الصبر قلبي فلا تغتر فليس الدهـر يبقـى فإن الليـل يظلـم حيـن يبدو وإن المـاء يكـدر ثـم يصفو وإن الغصن يذبـل ثـم يزهو وإن الهـم يقـتل حيـن يبقى ومقصوص الجناح يمـر يوم على وجنات قرطاسي سطور ومن هو في سـواد العين نور عليك بما عتبـت بـه جـدير هي الأيـام دولتـهـا تـدور تغيـره الحـوادث والـدهور الخليل المصطفى لولا الغرور فإن الحر في البلوى صبـور على حال سيعـدل أو يجـور ويسـفر بـعـده صبـح منير ويخبـو ثـم يلتهـب السعيـر وتنكسف البـدور وتستنـيـر ويعقبـه فيقـتـلـه السـرور عليه مـن الـزمـان به يطير
    وقال :
قفوا قبل لوشك البين يبعدكم عنا قفوا نسكب الدمع الهتون صبابة نودعكم والقلب من أجلكم مضنى على صبوة نلنا بها الأرب ألاهنا

1 ـ شعراء الحلة ، للخاقاني ج 5 ص 34.

(164)
هلموا إلـى العهـد الـذي كـان بيننا رحلـتـم فجسـمـي مبعـد معـذب بعدتم فلا ندري أبالوصـل نحتـضي فجودوا وعودوا وارحمـوا اليوم حالنا سـاذكـركـم حتـى أموت وإننـي أيا سائق الأضعـان مـزقـت خاطراً فيـامهجـتي ذوبـي أسـى لفـراقهم رحلتم أحبـائـي وكنـت بـإنـسـكم فلو تعلمـون اليـوم حـالـي رحمتـم فما الليـل إلا مـن غمـومـي سـواده وما الفجر إلا مـن بيـاض مفـارقـي وقد سائـنـي لمـا وقفـت بـداركـم فعاينـتها قفـرا أضـر بهـا الـنـوى فياطـول حـزنـي بعدكـم وصبـابتي كفـى حـزنـاً ان الشـرايـع عطلـت بني الوحي عـودوا للمساجـد والـدعا بني الوحـي عودوا للمـدارس أصبحت بني الوحـي عـودوا اللمنـابر وانظروا بني الوحي جرعنا بفاضـل صـابكـم فنسـتـر مـا قـلتـم ونـبـدي خلافه سأنـدبكـم حـتـى تـقـوم قيـامتـي قديماً فإن حلـتم فـوالله مـا حلنا عقـيـبكم والقلـب عندكـم رهنا أم الفصل محتوم فياليـت مـا كنا فما عنكم مغنا ولا شـاقـنا مغنى أحن إذا ما الليـل بـي سحراً جناً رويداً لعلي باللقا سـاعـة أهـنـا ويا مقلتي سحـي الـدماء لهم حزنا أنيساً وإني الآن خلفكـم مـضنـى نحيلاً أقاسي المـوت يـاليتني أفنى وذا الغيم من دمعي غدا يسكب المزنا وما الـورق إلا مـن حنيني قد حنا أظنـكم فيهـا فـأخلفـتـم الظنـا فقمـت بهـا أبكيـكـم بـدم أقـنا فما عبرتي ترقى ولا مقلتي وسنـا وأن عداة الشرع أفنوكـم ضـغـنا وقوموا بها بالذكر في الليلة الدجـنا دوارس فيهـا اليـوم بعـدكم سكنا عليها العدا تهديكـم السـب واللعنا ونلنـا العنـا لمـا بكم سادتي لذنا كـأن إله العـالميـن لـه سنــا وأعدل من عذل العذول إذا شنــا


(165)
    وقال يمدح الامام المهدي عليه السلام وقد أنشأها في سر من رأى :
أريحا فقد أودى بها السير والوخد طواها الطوى في كل فيفاء ماؤها تحـن إلـى نـجـد وأعلام رامة وتلـوي عـلى بان الغدير ورنده وتصبو إلى هند ودعد على النوى ( هوى ناقتي خلفي وقدامي الهوى ) هم آل ياسين الـذيـن ضفـا لهم ربينا بنعماهـم وقـلنـا بظلـهـم إليكم بني الـزهـراء أمـت مغذة قطعن بها غور الفـلاة ونجـدهـا فقبلن أرضـا دون مبلغهـا السمـا فيا بن النبـي المصطفـى وسمـيه ومن عنده علم الـذي كـان والذي اليك حثثنـاهـا خفـافاً عيـابها فألوت على دار أنـاخ بهـا الندى إلى خلق كالروض وشحـه الـحيا فعوجا فهذا السر من سر مـن رأى وهاتيك ما بيـن السـراب قبـابهم فعرج عليها حيث لا روض فضلها وقولا لحادي العيس إيهاً فكم تحدو سـراب وبرد العيش في ظلها وقد ومـا رامـة فيهـا مـرام ولا نجد ولا البان يلوي البين عنها ولا الرند وما هنـد تشفي ما أجنت ولا دعد وما قصدها حيث اختلفنا هو القصد من المجد يرد ليـس يسمـو له برد وعشنا بهم والعيش فـي ظلهم رغد عراب المهارى والمسـومـة الجرد فيخفضنا غـور ويـرفعنـا نجـد وسفن ترابـا دون معبـقـه الـند ومن بيديه الحل في الكون والـعقد يكون مـن الإثبـات المحو من بعد على ثقة أن سـوف يـوقرها الرفد وألقى عليها فضـل كلـكـله الجـد يغار إذا استنشـقـتـه الغار والرند يلوح فقدتـم الـرجـا وانتهى القصد فآونـة تـخـفـى وآونـة تـبـدو هشيـم ولا مـاء النـدى عندها ثمد
ادب الطف الجزء السادس ::: فهرس