ادب الطف الجزء السادس ::: 211 ـ 225
(211)
الشيخ مسلم الجصاني
المتوفي 1235 هجـري
هو الشيخ مسلم بن عقيل الجصاني الأصل ، النجفي المسكن ، عالم أديب وشاعر لبيب.
    ولد في جصان وهاجر إلى النجف كما يظهر من آثاره في دور الشباب واتصل بالسيد محمد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر الجناجي فنال المكان اللائق به عندهما وشارك في معركة الخميس مشاركة فعلية ، وقد مر ذكره غير مرة في مختلف تراجم أصدقائه أمثال النحوي والزيني والجامعي والفحام واصحابهم من ابطال المعركة.
    ذكره صاحب الحصون في ج 9 ص 319 فقال : كان فاضلاً اديباً شاعراً بارعاً تقياً نقياً معاصراً لبحر العلوم والشيخ جعفر وله مطارحات مع ادباء عصره وقد رثى السيد صادق الفحام وعثرت له على مرثية للسيد سليمان الحلي ومطارحات مع الشيخ علي بن محمد بن زين الدين التميمي الكاظمي وغيره كما له مراثي كثيرة للامام الحسين (ع) توفي في حدود 1235 في النجف ودفن بها : ومن شعره مخمساً والأصل للصاحب بن عباد في مدح الامام اميرالمؤمنين (ع) :
ألم تر ان الشهب دون حصى الغري سـألتك بالحـي المميت المصـور فعجها الـى وادي الغري المطهر إذا مـت فادفني مجاور حيـدر
ابا شبر اعني به وشبر
إمام لأهل الجود اعلى مناره يزيد ندى لا يصطلي الحب ناره


(212)
ولما استجار الدين يوماً اجاره فتى لا يذوق النار من كان جاره
ولا يختشي من منكر ونكير
فيا مخمداً حر الوطيس إذا حمى اتسـلم عبـداً للولاء قـد انتمى ومفترسـاً بـالكرليثـاً وضيـغمـاً وعار على حامي الحمى وهو بالحمى
إذا ضل في البيدا عقال بعير
    وترجم له السيد الامين في الأعيان فقال : الشيخ مسلم بن عقيل الجصاني ابن يحيى بن عبد ان بن سليمان الوائلي الكناني. توفي سنة 1230.


(213)
لـو كان في الربع المحيل ربـع الشـباب ومنـزل لعـب الشمـال بـه كما طلـل يضيـف النازلين مستأنسـاً بالـوحش بعد مستـبدلا ربمـا بـريم لا يقتضـي عـذرا ولا ومريعة باللـوم تلحوني خلي أميمـة عن ملامك ما الراقد الوسنـان مثل سهـران مـن ألم وهذا ذوقي أميـمة مـا أذوق أو من علمت الماجـدين آل الرسول ونعم أكفاء خير الفروع فـروعهم ومهابط الأملاك تترى بـرء العـليل مـن الغليل الأحبـاب والظـل الظليل لعبـت شمـول بالعقـول شـجـاؤه قبـل النـزول أوانـس الحـي الـحلـول آخــذ غـيـلا بـغيـل يـرتاع مـن عذل العذول ومـا تـدري ذهـولــي مـا الـمـعزي كالثـكول معـذب القـلـب العليـل نـائم الـليـل الطـويـل وبعـده مـا شـئت قولـي غــداة جـدوا بـالرحيل الـعـلى آل الــرسـول وأصولهم خيـر الأصـول بــالـبكـور وبـالأصيل


(214)
ذلـلا عـلــى الأبـواب لا أبــداً بـسـر الــوحــي عـرف الـذبيـح بـهم ومـا مـن مالـك خـير الـبطـون مـن هـاشـم الـبطحـاء لا مـن راكبـي ظهـر البـراق مـن خـارقـي السبع الطباق مـن آل أحـمـد رحــمـه ركبـوا إلـى الـعز المـنون وردوا الـوغى فقضـوا وليس هيهـات مـا الصبـر الجميل او مـا سمـعـت ابـن البــبتولة إذ قــادهــا شـعـث طلـق الأعنـة عـاطـفـات يطـوي بهـا متـن الـوعور متنـكـب الـورد الـذمـيـم طــلاب مـجـد بالحسـام متطلـباً أقصـى المـطـالب يـحــدو مـأثـر قاصـراً شـرف تورث عـن وصي ضـلت أميـة مـا تـريـد رامت تسوق المصعب الهدار يـعـدون إذنـا لـلدخـول تهـتف بالصـعود وبالنزول عرفـت قريـش بالفـضول وصـنـوه خيـر القبـيل سلـفـي نمـير أو سلـول وممـتطـي قـب الخيـول ومـخرسي العشـر العقول الأدنـى ومغـرسه الأصيل وجـانبـوا عيـش الذليـل تعـاب شمـس بـالأفـول هنـاك بالصـبر الجميـل لو دريت ابن البتول النــنواصي عاقـدات للذيول بـالرسيـم علـى الذميـل مـعارضـا طـي السهول مجانـب المرعـى الوبيـل العضـب والـرمح الطويل خـاطب الخطـب الجليـل عن منتهاهـا كـل طـول أو أخـي وحـي رسـول غـداة مقتـرع النصـول مـستــاق الــذلــول


(215)
ويـروح طـوع يـمـينها وغـوى بـها جهـل بـها لـف الـرجـال بـمثلـها وأبـاحهـا عضـب الشبا خـلـط البـراعـة بالشــجاعة لـلسـانـه وســنـانـه قل الصحـابة غتـيـر أن من كل أبيض واضح الحــسبيـن مـن معـشر ضربوا الخبا وعصابـة عـقدت عصابة كبنـي علـي والـحسـين وحبيـب اللـيث الهزبـر آحـاد قـوم يـحطمـون ومعارضي أسل الـرماح يمشـون فـي ظلـل القنا وردوا علـى الظماء الردى وثووا على الرمضاء مـن وسطا العفرنى حيـن أفرد ذات الـفـقـار بكـفـه وابـو الـمـنيـة سيفـه غــرثان أورث حــده صاح نحيل الـمضربيـن قـود الجنيـب أبو الشبول وألغـي مـن خلق الجهول وثنـى الخيول على الخيول لا بالـكهـام ولا ألـكليـل فالصليل عن الدليل صدقـان مـن طعن وقيل قـليلـهـم غيـر القـليل مـعدوم الـمثيل فـي مفـرق المجد الأثيل عـزهـم كـف الجليـل وجعفـر وبنـي عـقيـل ومسـلـم الأسـد المـديل الجمع في اليـوم المهـول بعـارض الخـد الأسـيل ميل المعـاطف غير ميل ورد الـزلال الـسلسبيـل كـاب ومنـعفـر جديـل شيمـة اللـيـث الصؤول وبكتفـه ذات الفـضـول وكـذا السحاب أبو السيول ضرب الطلى فرط النحول فديت للصاحـي النحيـل


(216)
غيـران ينتـقـد الكـمي يا ابـن الذيـن توارثـوا والسابـقـيـن بمجـدهم والطاعنـي ثغـر العـدى إن تـمس منكسـر اللوى فلـقـد قتـلـت مهذبـا جـم المناقـب لـم تكن كـلا ولا أقـررت إقرار يهـدى لك الذكر الجميل ما كنت إلا السيـف أبلته والليث أقلـع بعـد مـا والطود قـد جاز العلـو والطرف كفكف بـعدما والشمس غابت بعـدمـا والـماجـد الـكـشـاف حاوي الثنـاء المستطــاب بـابـي وأمـي أنـتـم لادر بعـدكـم الغـمـام مـن للهدى مـن للنـدى رجـعت بهـا آمالـهـا فـغدت وعبرتهـا تسح ثكلى لهـا الويل الطويل فـلـيس يـقنـع بالبـديل العليـا قبيـلا عـن قبيـل في كل جيـل كـل جيـل والمانعـي ضـيم النـزيل ملقى عـلى وجـه الرمول مـن كـل عيـب في القتيل تعطـي العـدى كف الذليل العـبيـد علـى الـخمـول علـى الزمـان المستطيـل الـضــرائـب بالـفلـول دق الرعيل علـى الـرعيل فلـم يكـن غيـر الـنزول غلب الجياد على الوصـول هدت الأنـام إلـى السبيـل للكربات فـي الخطب الثقيل وكاسب الحمد الجزيل مـن بعـدكـم للـمستنيـل ولا سقـى ربـع المـحيـل مـن للمسائـل والسـؤول عـن لا نـوال ولا مـنيل وقـلـبهـا حلـف الغليـل شـجى وإفـراط الـعويـل


(217)
يا طف طاف على مقامك وأناخ فيـك من السحاب وحباك مـن مـر النسيم أرج يـضـوع كـأنـه حـتـى تـرى خـضر كاسي الـروابي والبطاح قسمـا بتربـة ساكنيـك أنا ذلك الظامي وصاحب لا بعـد يـنسينـي ولا يا خير من لاذ القربض وأجـل مسـؤول أتـاه لـكم المساعـي الـغر والمكرمات وما أشـاد وجميـع مـا قال الأنام والمـدح في أم الكتاب وثنـاي أقصـر قاصر والعجز ذنبـي لا عـدو وأنا المقصر كيف كنت وأرى الكمال بكم فمدح صـلى الإلـه عليكـم كـل هـتـان هـطـول الغـر مثـقلة الـحمـول بكـل خـفـاق عـليـل قد بـل بالـمسك البلـيل المرابع والمراتع والفصول مطارفـا هـدل الذيـول وما بضمنك مـن قتيـل ذلـك الـدمـع الهطـول قـرب يبـرد لـي غليلي بظـل فخرهـم الظليـل فنـال عاف خيـر سـول والعليـاء لامـعة الحجول الدهر مـن ذكـر جميـل ومـا تسامـى مـن مقول ومـا أتى عـن جبـرئيل وأقـل شـيء مـن قليل لي عـن أخ البر الوصول فـهل لعذر مـن قبـول الفاضـلين مـن الفضول مـا جد ركب فـي رحيل


(218)
الحاج هاشم الكعبي
    الحاج هاشم بن الحاج حردان الكعبي الدورقى. ولد ونشأ في ( الدورق ) مسكن عشائر كعب بن الأهواز ثم سكن كربلاء والنجف ، توفى سنة 1231.
    والكعبي نسبة إلى قبيلة كعب العربية التي تسكن الأهواز ونواحيها ، من فحول الشعراء وفي طليعتهم ونظم في رثاء أهل البيت عليهم السلام فأكثر وأبدع وأجاد ، واحتج وبرهن وأحسن وأتقن ، وكل شعره من الطبقة الممتازة.
    تحفظ الخطباء شعره وترويه في مجالس العزاء وتشنف به الأسماع. له ديوان أكثره في الأئمة عليهم السلام. ومن شعره المقصورة وكأنه عارض بها مقصورة ابن دريد التي تنيف على مائتين وخمسين بيتاً يذكر في أولها حكماً وأمثالا وفي وسطها حماسة وفي آخرها مديح أهل البيت عليهم السلام واحداً بعد واحد أولها :
يا بارقا لاح على أعلى الحمى أأنت أم أنفاس محروق الحشا
    قال الشيخ أغا بزرك الطهراني : الحاج هاشم بن حردان بن اسماعيل الكعبي الدورقي من العلماء الفضلاء والشعراء والمشاهير ، هاجر من الدورق إلى كربلاء فحضر على علمائها عدة سنين وصار من أهل والفضل والعلم البارزين وبرع في الشعر وفنون الأدب حتى عد في مصاف شيوخه والمشاهير من أعلامه وله ديوان كبير ومعظم شعره في رثاء أهل البيت عليهم السلام ، ولا سيما مراثي سيد الشهداء عليه السلام وشعره رقيق منسجم ، ولم أقف على مشايخه


(219)
ويحتمل أن يكون من تلاميذ الشيخ حسين العصفوري. رأيت بخطه ( هداية الأبرار ) للشيخ حسين بن شهاب الدين الأخباري كتبه لنفسه ودعا لها بالتوفيق وتاريخ فراغه منه سنة 1207 توفى سنة 1231. انتهى عن ( الكرام البررة ).
    لقد مضى على وفاة الشاعر الكبير أكثر من مائة وستين عاماً وشعره يعاد ويكرر في محافل سيدالشهداء ويحفظه المئات من رجال المنبر الحسيني وهو مقبول مستملح بل نجد الكثير يطلب تلاوته وتكراره وكأن عليه مسحة قبول وهذا ديوانه الذي يضم بين دفتيه عشرين قصيدة حسينية أو أكثر لقد طبع وأعيدت طبعاته والطلب يتزايد عليه ، فهذه رائعته التي عدد فيها مواقف الإمام أمير المؤمنين البطولية تهتز لها القلوب وتدفع بالجبناء ليكونوا شجعاناً وتنهض بهممهم ليصبحوا فرساناً وهي تزيد على 150 بيتاً ففي مطلعها يقول :
أرأيت يوم تحملتك القودا من كان منا المثقل المجهودا
    إلى أن يصف مفاداة الإمام عليه السلام للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومبيته على فراشه ليلة الهجرة فيقول :
ومـواقف لـك دون أحمد جاوزت فعلى الفـراش مبيـت ليلك والعدى فرقـدت مثلـوج الـفـؤاد كأنـما فكـفيـت ليلتـه وقمـت مفاديـاً واستصبحوا فرأوا دوين مرادهـم رصدوا الصباح لينفقوا كنز الهدى بمقامك التعـريف والتحـديدا تهدي إليك بـوارقا ورعـودا يهدي القراع لسمعـك التغريدا بالنفـس لا فشـلا ولا رعديدا جبلاً أشـم وفارسـاً صنديداً أو مادروا كنز الهدى مرصودا


(220)
    وقال :
وغـداة بـدر وهـي أم وقـائع فالتاح عتـبـة ثاوياً بيمين مـن فشددت كاللـيث الهزبر فلم تدع ولخيبر خبـر يصـم حديثــه يـوم بـه كنـت الفتى الفـتاك مـن بعـد مـا ولـى الجبـان ورأتك فابتشـرت بقربك بهجة فغدوت ترقل والقلـوب خوافق وتبعتها فحللـت عقـدة تـاجها وجعلته جسـراً فقصر فاغتدت وأبحت حصنهم المشيد ولم يكن كبـرت ومـا زالـت لهن ولودا يـمناه أردت شـيبـة وولـيـدا ركناً لجيش ضـلالـة مشـدوداً سمـع العـدى ويفجـر الجملودا والكـرار والمحبـو والصنديـدا براية الإيمان تلتحف الهوان برودا فعـل الودود يعـاين المــدودا والنصر يرمـي نحـوك الأقليدا بيد سمت ورتـاجهـا الموصودا طولى يمينك جسـرهـا الممدودا حصن لهم مـن بعد ذاك مشيـدا
    وفي آخرها يتخلص لبطولة الإمام الحسين يوم كربلاء إلى أن يقول :
لله مـطـروح حـوت منـه الثرى ومـجرح مـا غيـرت منـه القنـا قـد كان بدراً فاغتدى شمس الضحى يا بـن النبـي اليـة مـن مدنـف مـا زال سهدي مثل حزنـي ثابتـاً تأبـى الجمـود دمـوع عينى مثلما نـفس العلـى والسؤدد المـفقودا حسناً ولا أخلقـن منـه جديـدا مـذ ألبستـه يـد الدمـاء لبودا بعـلاك لا كـذبـاً ولا تفنيـدا والغمض مثل الصبر عنك طريدا يأبى حريق القلـب فيـك خمودا


(221)
    ويقول في مرثية ثانية :
يـا سائق الحـرة الوجنـاء أنحلهـا وجنـاء ما ألـفت يومـاً مباركهـا عج بي إذا جئت غربي الحمى وبدت وحـي عني الأولى أقمارهم طلعت وأيـن تلـك البدور التـم لا غربـوا قوم كأولهم في الفضـل آخـرهم مـن كل أبيض وضاح الجبين لـه يستنجعـون الردى شوقاً لغـايتـه حتى إذا سئموا دار البـلى وبـدت فغودورا بالـعرى مصـرعي تلفهم طي السرى وطواها الإين والنصب ولا انثنـت عنـد تعريس لها ركب منـه لمقلتـك الإعـلام والـقـبب مـن طيبـة ولدى كرب البلاغربوا وأين تلك البحور الفعـم لا نضبـوا والفضل أن يتساوى البـدء والعقب نوران في جانبيه الفـضل والنسب كأنما الضـرب في أفواهها الظرب لهـم عيانا هناك الـخرد العـرب مطـارف مـن أنابـيب القناقشب
    وفيها يصف مصرع الحسين عليه السلام بقوله :
إن يصبح الكـون داجي الـلون بعدك فأنـت كالشمس مـا للعالمين غنـى تالله مـا سيف شمـرنال مـنك ولا لولا الأولى أغضبوا رب العلى وأبوا أصابك النفـر الماضى بما ابتدعوا والأيام سـوداً وحسن الدهر مستلب عنها ولم تجـزهم من دونها الشهب يد اسنان وإن جـل الـذي ارتكبوا نص الولاء وحق المرتضى غصبوا ومـا المسبـب لو لم ينجح السبب


(222)
ولا تزال خيـول الحـقد كامنـة كف بها أمك الزهراء قد ضربوا وإن ناروغى صالـيت جمرتهـا حتى إذا أبصروها فـرصة وثبوا هي التي أختك الحورا بهـا سلبوا كانت لها كف ذاك البغي تحتطب
يفنى الزمان وفيك الحزن متصل كأن حزنك في الأحشاء مـجدك باق إلـى سرمـد الإيـام ينتسـب في الأحياء لم تبله الأعوام والحقب
    ويقول من أخرى :
وأقبـل ليث الغاب يهتف مطرقا إلـى أن أتاه السهم من كف كفر فخـر على وجه التراب لوجهه ولم أنس مهما أنس إذ داك زينبا تحـن فيجـري دمـعها فتجيبها نوائح يعجمـن الشجى غير أنها نوائح ينسيـن الحمـام هديلهـا وما أم عشر أهلـك البين جمعها بأوهى قوى منهن ساعة فارقت على الجمع يطفو بالألوف ويرسب ألا خاب باريها وخـاب المصوب كما حر من رأس الشناخيب أخشب عشية جـاءت والقواطـم زينـب ثواكل فـي أحشائهـا النار تلهـب تبين عن الشجـو الخفـي وتعرب إذا ما حـدى الحادي وثاب المثوب عداداً يقفي البعض بعضا ويـعقب حسينا ونادى سائق الركـب ركبوا
إلى الله أشكو لوعة عند ذكرهم أما فيكم يـا أمة السـوء شيمة بنات رسول الله تسبى حواسراً تسح لها العينان والخـد يشـرب إذا لم يكن دين ولم يـك مذهـب ونسوتكم بالصون تخبى وتحجب


(223)
    وقال :
أمـا طلـل يـا سعـد هـذا فتسأل هـي الدار لا شوقي إليها وإن خلت قفوا بـي على أطلالهـا علنا نرى لـي الله كـم تلحوا اللواحي وتعذل يريدون بي مستبدلا عـن أحبتـي أبعد نوى الهادين مـن آل هاشـم بهـا ليل أمثال الـبدور زواهـر ولا يومـهم وابـن النبي بكربـلا يكـر فتـنـحو نحـوه هاشمـية فـوارس مـن عليا قريـش وهاشم فوارس إذ نادى الصريخ ترى لهم إلى أن ثـووا تحت العـجاج تلفهم فظل وحيدا واحد العصر في الوغى وشـد علـى قلـب الكتيبـة مهره فديتك كم من مشكل لك في الوغى فتـلـك منايا أم أمـان تنـالـهـا إلى أن أتاه في الحشـى سهم مارق وزلزلت الارضون وارتجـت السما وأقبـل نحـو المحصنات حـصائه فاقبـلن ربـات الحجال وللاسـى فـواحدة تحـنو عليـه تضـمـه نـزال فهذي الدار ان كنت تنزل يحـل ولاعـن ساكنيهـا يحول سميعا فنشكو أو مجيـباً فنسـأل وكـم ابتدى عذراً وكـم اتنصل أحالوا لعمري في الهوى وتمحلوا يروقـك غزلان وتصبيـك غزل وليـل الوغى مستحلك اللون اليل وللنـقع في جو السماكين قسطل فوارس أمثال الضـراغـم ترقل لهم سالف في المجديروى وينقل مكانا بمستن الوغى ليـس يجهل ثياب علا منـها رمـاح وانصل نصيراه فيهـا سمهـرى ومنصل فراحت ثباً مثـل المهـى تتجفل الاكـل معنى مـن معانيك مشكل وذاك حـريق أم رحيق معسـل فخر فقل في يذبـل قـل يذبـل وكادت لـه افـلاكهـا تتعطـل يحن ومن عظم المصيبة يعـول تفاصيل لا يحصي لهن مفصـل وأخرى عليـه بالـرداء تضـلل


(224)
وأخرى بفيض النجر تصبغ شعرهـا وأخـرى علـى خوف تلـوذ بجنبـه وجـاءت لشمـر زينـب ابنة فـاطم أيـا شمـر هـذا حجة الله في الورى أعــد نظـراً ويــل لامــك إنها أيـا شمـر لا تعجل علـى ابن محمد ومـر يحـز النحـر غيـر مراقـب وراحت لـه الأيـام سـودا كـانمـا واضـحى كتـاب الله من أجل فقـده ولـم انـس لا والله زينـب اذ دعت وراحت تنادي جدهـا حين لـم تجـد أيا جدنا هذا الحـبيب علـى الثـرى يخلى بارض الطـف شلـوا ورأسـه لتـبك المعـالي يومهـا بـعد يـومه وبيض الظبى والسمر تدمى صدورها ومنـقبـة تقلـى وذكـر يـرتـل وليـلـة مسكيـن تحمـل قـوتـه بكـاء الـعذارى الفاقـدات كفيلهـا متـى نبصـر النصر الآلهى مشرقاً يـروم سلـوى فـارغ الـقلب مثله حـرام على قلبي الـعزا بعد فقدكم ولولا الـذي أرجوه من أخذ ثاركم وأخـرى لما قد نالها ليس تعقل وأخـرى تفديـه وأخرى تقبـل تعـنفه عـن أمـره وتـعـذل أعد نظراً يا شمر إن كنت تعقل إذ الويل لا يجدي ولا العذر يقبل فـذو ترة في مثله لـيس يعجل من الله لا يخـشي ولا يتـوجل تجلببهـا قطـع مـن الليل أليل يحـن لـه فرقانـه والمفصـل بواحدها والدمـع كالمـزن مسبل كفيلا فيحمـى أو حميـا فيكفـل طـريحاً يخلى عـارياً لا يغسل إلى الشام فوق الرمح يهدى ويحمل إذا ما بغـى باغ وأعضل معضل وخيل الوغى تحفى وبالهام تنعل ومكـرمة تبنـى ومـجد يؤثـل اليـه سراراً والـظـلام مجـلل عشية جد الخطب والخطب مهول بانواره تكسـى الربـى وتجـلل وذلك خطب دونه الصعب يسهل وفرط الجـوى فيه المباح المحلل فـاعلـق آمـالي بـه وأعلـل


(225)
لمت على ما كان من فوت نصركم ولـي سيئـات قـد عرفت مكانها ومالي فيـها مـن يـد غير أننـي فسمعـا بنـي المختار نظـم بديعة تجـاري كميتا كالكميـت ولم يكن فان تمـنحوا حسـن القبول فانكم عليكم سـلام الله مـا لاح بـارق أسى وجوى والموت في ذاك امثل فظهـري منها أحدب الظهر مثقل عليكـم بهـا بـعد الآلـه أعـول يـذل لهـا بشـر ويخضع جرول بها أخطل اذ ليس في الشعر أخطل ومـا عنكـم أن تطـردوا متحول ومـا ناح قمـري وما هب شمأل
    وقال :
ان تكـن كـربلا فحيوا رباها الثمـوا جـوها الانيق على ما واغمـروها باحمر الدمع سقيا وبنفسي مودعون وفي العيـ مـن بحـور تضمنتها قبـور ركبهـم والقضـا بأظعانهـم وتبدت شوارع الخيل والسمـ فـدعا صحبه هلموا فقد اسـ فأجاب الجميع عن صدق نفس لا ومـعنى بـه تقدست ذاتـا لا نخليك أو نخـلي الأعـادي واستبانت على الوفا وتواصتـ تتهـادى إلـى الطعان اشتياقا ذاك حتى ثوت موزعة الأشـ وامتطى الندب مهره لا يبالي واطمئـنوا بنـا نشـم ثـراهـا كان في القلب من حريق جواهـا فـكرام الـورى سقتهـا دمـاها ـن بكاهـا وفـي القلوب لظاهـا وبـدور قــد غيبتهـا ربـاهـا يسري وهادي الورى أمـام سراها ـر وفرسـانهـا يـرف لـواهـا ـمع داعـي المنون نفسي رداهـا اجمـعت امـرها وحازت هـداها وجـلالا بـه تعـالـيت جـاهـا تتخـلى رؤوسهـا عـن طلاهـا ـه واضحى كما تواصت وفاهـا لـيت شعري هـل في فناها بقاها ـلاء صرعى سافي الرمال كساها أشـأتــه مـنـونـه أم شـآهـا
ادب الطف الجزء السادس ::: فهرس