ادب الطف الجزء السادس ::: 226 ـ 240
(226)
يتـلقـى القنـا ببـاسـم ثـغـر مـقريـا وأفـديه نسـرا وذئبـا وانبـرت نبـلة فشلت يدا رجـ وهـوى الأخشب الأشم فماجت وانثـنى المهـر بالظليمة عاري يـا لقومي لعصبة عصت اللـ اسخطت أحـمدا ليرضى يـزيد يا ابن مـن شرف البراق وفاق ان تمنى العدى لك النقص بالقتـ ايـن من مجدك المنيع الأعادي وعليـك اعتـماد نـفسي فيما وذنوبـي وان عظمـن فانـي وبميسور مـا استطعت ثنائـي متلقـى العفـاة حيـن يراها لحـم أسد لحم الأسود قراها ـس رماها وكف علج براها نقطـة الكون أرضها وسماها السرج ناع للمـكرمات فتاها ـه واضحى لها هواها إلاها ويلهـا ما أضلها عن هداهـا الكل والسبعة الطباق طـواها ـل فقد كان فيه عكس مناها وبك الله فـي العناية باهـى امـلتـه ومـا جنته يـداهـا بك يا ابـن الكرام لا أخشاها والهـدايا بقـدر من أهداهـا
    وقال :
اهاج حشاك للشادي الطروب فكـم للقلب مـن وجد وحزن ونفـس حشو احشاهـا هموم تريد مـن الليالي طيب عيش سقى الله الطفوف وان تناءت فكم لـي عندها فـرط ووجد أسلـوان لقلـبي وابـن طه عديـم النصـر الا من قليل تفـانوا دونـه والرمح عاط قرير العين في الغصن الرطيب وكـم للطـرف من دمع سكوب يشـيب لهـا الفتى قبل المشيب وهـل بعد الطفوف رجاء طيب سجـال السحب مترعة الذنوب وحـر جـوى لاحشـائي مذيب علـى الرمـضاء ذو خد تريب مـن الأنصار والرحـم القريب لناظـره إلـى ثمـر القلـوب


(227)
يـرون المـوت أحلى من حبيب فتلك جسومهم في الترب صرعى تكفنهـا الرمـاح السمـر حتـى تخـوفه المـنون جنـود حرب أبـي الضيـم حامل كل ثقـل ابـو الأشبال فـي يوم التعادي يدافـع عـن مكارمـه ويحمي خطيـب بالأسنـة والمواضي فأحمـد حين تـلقـاه خطيبـاً وظـل مـجاهـدا بالنفس حتى وولـى مهـره ينعـاه حـزناً ونادت زينـب منهـا بصـوت أخـي يـا ساحباً فـوق الثريا ويـا متجمعـاً لنعوت فـضل وياسـر المـهيمن في الـبرايا ويا شمسا بهـا تجلى الديـاجى ويـا قمـرا أحال على غروب فمن نرجو لصعب الخطب يوماً فيـا ابـن الـقوم حبـهم نجاة مـدحتك راجيـاً غفران ذنبي أباح الوصل خلـواً مـن رقيب عليها الطير تهـتف بالـنعـيب كـأن سليبهـا غيـر السليـب وهل يخشى المنون ابن الحروب عـن الـعلياء كشاف الكـروب أبو الأيتـام فـي يـوم السغوب بصارمه عـن الحسب الحسيب وقـرت ثـم شقشقة الـخطيب وحيدرة تـراه لـدى الخـطوب أتـى فعـل ابـن منجبة النجيب بمقـلة ثاكـل وحشـى كئيـب يصدع جانـب الطـود الصليب ذيـول عـلا نـقيات الجيـوب سلـيم الـنقص معدوم العيـوب وشاهـده على غيـب الغيـوب رمـاها الدهـر عنا بـالمغـيب وعـاقبـة الـبدور إلى الغروب ومـن ندعـوه لليوم العصـيب لمعتصم وحطـة كـل حـوب ومـدحك فيـه غـفران الذنوب
    وقال :
سفه وقوفك في عراص الدار من بعد رحلة زينب ونوار


(228)
ما أنـت واللـفتات فـي أكنافهـا لا عيـب مـن محن الزمان فانما أو مـا كفاك مـن الزمان فعالـه ولعـت بفارع قـدرهـم اخطاره بيـض يـريك جمالهم وجلالهـم يكسـو ظلام الليل نـور وجوههم شـرعوا بصافية الفخـار وخلفوا يلقـى الـعفاة بغير مـن منهـم خطباء ان شهدوا الندي ترى لهم فـاذا هم شهدوا الكريهة أبرزوا فان احتبـى بهـم الظلام رأيت هادون فـي طول القيام كأنهـم ويبيـت ضيـفهم بأنعـم ليلـة للكـون من أنفاسهم طيب الشذى ما شئت من نسب وعظم جلالة وحيـاة نفس فضلهم لو لم تكن وكفـاك لـو لم تدر الا كربلا أيام قـاد الخيل توسـع شأوها يمشون في ظل السيوف تبخترا وتناهبت أجسادهم بيض الظبى ظن الفريق وخف عنك الساري خلق الزمان عـداوة الأحـرار ببنـي النبـي وآلـه الأطهـار مـا أولـع الأخطـار بالأقـدار تـم البـدور عشيـة الإسـرار لـون الشمـوس وزينة الأقمار لـلـوارديـن تكـفف الاسـآر كالصبح مبتسما بوجـه الساري فيـه شقـاشق فحلـه الـهـدار غلبا تجعجع بالفريـق ضـواري في المحراب سجع نوائح الأسحار بين السواري الجامدات سـواري لـم يحـص عدتها من الأعمار أرجـا كجيـب الغادة المعطـار فانسب وقل تصدق بغيـر عثار تـدلـى مصائبهـم لهـا ببـوار يوم ابن حيدر والسيوف عواري مـن تحـت كل شمردل مغوار مشـي النـزيف معاقراً لعقـار فمسربـل بدم الوتين وعـارى


(229)
وانصاع نحـو الجيش شبل الضيغـم يـوفي علـى الغمـرات لا يلوي به يلقـى الألـوف بمثلهـا مـن نفـسه غيـران يبـتدر الصفـوف كـأنـه أمـضى مـن الليث الهزبر وقد نبـا متـمكن فـي السـرج غـرب لسانه حتـى أتتـه مـن الـعنـاد مراشـة وهـوى فقل فـي الطود خر فاصبح بأبي وأمـي عافـرون علـى الثرى تصـدى نحـورهم فـينبعث الشذى ومـطـرحـون يكاد مـن أنوارهم نفست بهم أرض الطفوف فاصبحت بـالبيت أقسـم والـركاب تحجـه لـولا الأولى مـن قبل ذاك تبرموا لـم يـلف سبـط محمد في كربلا تطـأ الخيـول جبيـنه وضلوعه كـلا ولا راحـت بنـات محمـد حسرى تقاذفها السهول إلى الربى ما بعـد هتكك يـا بنات محمـد قـدر أصارك للـخطوب دريـة يا طـالبا بالثـار وقيـت الردى الكرار شبـه الضيغـم الكرار فقـد الظهيـر وقلة الأنصـار فـكلاهما فـي فيلـق جـرار يجـري واياهـا إلـى مضمار رمـح الكمـي وصارم المغوار في الجمـع مثل حسـامه البتار شلت يد الرامي لهـا والبـاري الرجفان عـم قـواعد الأقطار اكفانهم نسـج الريـاح الذاري فكأنما تصـدى بمسـك داري يبـدو لعيـنـك باطن الأسرار تدعـى بهم بمـشارق الأنوار قصـدا لأدكـن قالص الأستار نقضـاً لحكـم الـواحد القهار يومـاً بهاجرة الظهيـرة عار بسـنابـك الايـراد والاصدار يشهرن في الفلوات والأمصار وتـلفها الأنـجاد بـالأغـوار في الدهر هتك مصونة من عار هـو في البـرية واحد الأقدار طـال المقام على طلاب الثار


(230)
يا مدرك الأوتار قد طال المدى يا ابن النبي وخير من علقت به أنـا عبدكم ولكم ولاي وفيكـم طال المدى يا مدرك الأوتار كف الولي ووالـد الأبـرار أملي ونحو نداكم استنظاري
    وقال من قصيدة :
أهـاب بـه الداعـي فلباه اذ دعـا عصى دمعه حادي المطايا فمذ رأى فبادر لا يـلوي بـه عـذل عـاذل ظعـائن تسـري والقلـوب بأسرها وبالنفـس أفـدي ظاعنين تجلـدي مضوا والمعالي الغر حـول قبابهم سـروا وسواد الليل داج وشعشعت يحـل الهـدى أنى يحـلون والندى مصاليت يوم الحـرب رهبان ليلهم ترى الفرد منهم يجمع الكل وصفه رمت بهم نحو العلا المحض عزمه عشية أمسـى الديـن ديـن أميـة وهـل خبرت فـيما تـروم أميـة وقــد علمت أن المعالي زعيمهـا رأى الديـن مغلـوباً فمـد لنصره وكان عصي الـدمع فانصاع طيعا بعينيه ظعن الحـي أسرع ، اسرعا إذا قيل مهـلا بعض هـذا تـدفعا على أثرهـا يجرين حسرى وطلعا لبـينـهـم قبـل التـودع ودعـا تطوف الجهات الست مثنى ومربعا علـى لـونه أنوارهـم فتشعشعـا فـان اقلـعوا لا قـدر الله أقلعـا بـوارع في هذا وفـي ذاك خشعا كمـالا كأن الكـل فيـه تجمعـا لو الطـود وافاها وهـي وتصدعا وأمسـى يـزيد للبـرية مرجعـا بـأن العـلا لم تلف للضيم مدفعا حسين إذا مـا عـن ضيـم فافزعا يمين هدى من عرصة الدين أوسعا


(231)
فـأوغل يطوي الكون ليس بشاغل تجر مـن الرمح الطويل مزعزعاً مطـلا علـى الأقدار لو شاء كفها فالقى ببـيداء الطفـوف مشمـراً وقامت رجال للمنايا فـارخصـوا تفرع مـن عليا قريش فان سطت بـدور زهـت أفعالهم كوجـوههم أبوا جانب الـورد الذميم واشرعوا فاكسبهـا المجـد المـؤثل ابلـج فتـنثر أوصال الكمـي سيـوفها إلى أن ثووا صرعى الغداة كأنهم واقبل ليث الغاب يحمي عرينـه يكر فتلقى الخيل حيـن يروعهـا يصـرف آحـاد الكتيبـة رأيـه بطعن يعيد الزوج بالضم واحـداً ولما رمت كف المقاديـر رميهـا بدى عن سراة السرج يهوي كأنما وراح بـأعلى الرمح يزهو كريمه على مـا به من كف علياه اصبعـا ويمضي من السيف الصقيل مشعشعا فجـاءته تتـرى حسبما شاء طيعـا إلى الـموت لن يخشى ولن يتروعـا نفوسا زكت في المـجد غرسا ومنبعا رأيت أخـا ابـن الغاب عنها تفرعا فسـرتك مـرأى اذ تـراها ومسمعا منـاهل اضحى الموت فيهن مشرعا غشى نـوره جنـح الدجى فتقشعـا وتنظـم بالرمـح الويـل المـدرعا ندامـى سقوا كأساً من الراح مترعاً ببأس مـن العضـب اليماني اقطعا مضامين سرب خلفها الصقر زعزعا فـلا ينتقـى إلا الكـمي المقنـعـا وضرب يعيـد الفـرد بالقطع أربعا وحان لشمـل الديـن أن يتصدعـا جبال شرورى من علاها هوت معا كبـدر الدجـى اذ تم عشراً وأربعا


(232)
وعاثت خيـول الظالمين فأبـرزت ثـواكل لـم يبق الزمان لها حمـى تـكاد إذا مـا اسبـلت عبـراتهـا وكادت إذا مـا أشعـلت زفراتهـا فما الفاقـدات الألـف شتت جمعها بـأوهى قـوى منها وأشجى مناحة نـوائح مـن فـوق الركاب كأنهـا سبـايا يلاحظـن الكفيـل مصفـداً وأسرتهـا الحاملون للبيـض مطعما إلى الله أشـكو معشـراً ضل سعيها جـزى الله قـوماً قبلها مهـدوا لهم فـاقسم لـولا السابقـون ومـا أتوا ولا راح يـدعى فـي الانـام خليفة ولا راح يـوم الطف سبـط محمـد وكانت بنو حـرب أذل وجـمعهـا فقـامت علـى رغـم المعالي أمية خليلـى قـولا وانصفا واسألا الذي بــأي بـلاء كان منـه أغصـه فباتت له ترعى الغـوائل لا تـرى وما ضربت في الفضل أيام شركها كـرائـم أعلى أن تهان وارفعـا يكن ولـم يترك لها الدهر مفزعا تعيد الثرى من وابل الدمع مربعا بأنفاسها يغـدو لها الروض بلقعا غـداة النوى أيدي العداة ووزعا وأضـرم احشـاءاً واضيع أدمعا حمـام نأى عنـه الأليف فرجعا وأطفالها في الأسر غرثى وجوعا وأمـوالها في النهب للقوم مطمعا فجـاؤوا بهـا شنعاء تحمل اشنعا عن المصطفى شر الجزاء وافظعا بـه قبل هذا ما ادعاها من ادعى يزيـد فيعطي مـن يشاء ويمنعا لدى القـوم مطلول الدماء مضيعا أقل وما شمـت به العز أجدعـا بنقـض الذي قد أبرم الدين ولعا تبـرعها عـن أي وجـه تبرعا بمـر المنايـا مقدما فتجـرعـا له مضجعاً إلا تمنـته مصـرعا بسهم ولا قامـت مع القوم مجمعا


(233)
بني المصطفى يا خير من وطئ الحصى ويـا خيـر مـن أم المـروعات ركنـه ويـا خيـر مـن امتـه غـرثى سواغباً ويـا خيـر مـن جاءته ظمـئ نواهلا ويـا خيـر مـن يرجو المسيؤون عفوه سمـا رزؤكـم كـل الـرزايا كما سما فـاحرزتـم الغايـات فـي كل حلبـة سـوابق فـي الهيجـا سوابق في الندى مصابكـم أضنـى الفــؤاد من الأسى وأكرم من لبى وطاف ومن سعى فآمنهـا منا وراع الـمـروعـا فـاطعمها عـذب النوال فاشبعا فاصـدرهـا ريا القلوب فانقعا فأولى به الصفح الجميل وأوسعا على كـل مجـد مجدكم وترفعا فقصر عن مسعاكم كل من سعى سوابق ان صد الخصام المشيعا وازعـج عيني ان تنام فتهجعـا


(234)
المتوفى 1235
هـذي الطفـوف فسلهـا عن أهاليها ومـدها بـدم الأجفـان إن نفـدت وقف علـى جدث السبط الشهيد وقل فديت بالروح منـي أعظمـا سكنت لهفي لناء عـن الأوطـان منتـزح لهفي لثاو رمـت أيدي الخطوب به ثوي قتيلاً بشـط الغـاضرية ظمآن خلواً عن النصر يدعو لا مجيب له من بعد ما تـركت بالرغـم نجدته طوبى لهـا بذلـت للقتـل مهجتها وآذنـت للفنـا فـي ذات سيـدها وسـح دمعـك في أعلى رواسيها دمـوع عينيـك أو جفـت مآقيها سقاك رائحها من بعـد غـاديهـا ذيالك الرمس في نائـي مواميهـا عليـه سـدت مـن الدنيا نواحيها بأرض كرب البلا أقصى مراميها الفؤاد فـلا سـاغـت مجـاريها سوى حدود شفار من مـواضيها كأنها في رباها مـن أضـاحيها وعندها إن ذاك القتـل يحييهـا واستبدلت بجـوار عنـد باريها


(335)
ما ضـرهـا بـز أثـواب وأرديـة آه لمـا حـل ذاك اليـوم مـن نوب هاتيك أبدانهـم صـرعـى مطـرحة أفدي جسوما على الرمضاء قد كسيت أفدي رؤوساً على الخرصان قد رفعت فيالهـا وقعـة بألطـف مـا ذكـرت ويالـهـا قـرحـة لـم تندمل أبـداً لله أنـجـم سـعـد خـر طـالعهـا لله أطـواد حلـم هـد شـامخـهـا لله أي شمــوس غـاب شـارقهـا لهفي علـى فتيـات الطهـر فاطمة مسلبـات علـى الأنضـاء تنـدبـه تقـول يا كافـل الأيتـام بعدك من يـا أعبداً فتكـت جهـراً بسـادتها تلك الدمـاء الزواكي الطاهرات لقد أقعدتم المجـد فـي إزهـاق أنفسها أوسعتم كبـد المختـار جـرح أسى سجرتـم مهجـة الكـرار حيـدرة أودعتـم قلب بنت المصطفى حزناً أورثتم الحسـن الـزكي لهيب لظى حملتم كاهل الإسـلام عبء جوى فقبة المجـد زعـزعتم جـوانبـها والله من حلل الـرضوان كـاسيها ومن خطوب بنـو الهـادي تعانيها تضيء من نورهـا السامي دياجيها أكفان ترب أكـف الـريـح تسديها لم يثنهـا القتـل إن تتلـو مثانيهـا إلا وقـد بلغـت روحـى تراقيهـا بل كل يـوم يـد التذكار تـدميهـا لله أقمـار تـم غـاب هـاديـهـا لله أبحـر علـم غـار جـاريهـا فأظلمت بعدهـا الدنيا ومـا فيهـا يهتفن بالسبـط والأصـدا تحاكيها ما أن عليها سـوى نـور يواريها أراء كـافـل أيـتـام وكـافيهـا بئـس العبيـد الألى خانت مواليها بددتم بـربـى الآكـام جاريـهـا وقد أقمتـم ليـوم الحشـر ناعيها وقـرحـة بحشـاه عـز آسيهـا بقادح من زنـاد الـوجد واريهـا مشبوبة لا يبوخ الدهـر حاميـهـا بين الجوانح كـف البيـن تـذكيها تنهد من حمـل أدنـاه رواسيهـا وقمـة الفخـر صوبتـم أعاليهـا


(336)
تباً لـرأي بني حـرب لقد تعسـت أمـا رعـت ذمـم المختـار جدهم لهفي لمولى قضى في سيف جورهم لم حللـوا قتلـه ظمـآن مـا علموا أن المنـابـر لـولا سيـف والـده اليـوم ديـن الهـدى خرت دعائمه اليـوم ضل طريـق العـرف طالبه اليـوم عـادت بنـو الآمـال متربة اليـوم شق عـليـه المجـد حلتـه اليـوم عقد المعالي أرفض جـوهره اليـوم أظلم نـادي العز من مضـر اليـوم قامت بـه الـزهراء نـادبة اليـوم عادت لـديـن الكفـر دولته مـا عذر أرجاس هند يوم مـوقفها مـا عذرها ودمـاء أبنـاءه جعلت يـا آل أحمد يا من محـض ودهم يـا سادتي أنتم سفـن النجـا وبكم خـذوا إليكم أيا أزكى الـورى نسباً أمـت إلى ربعكم تسعى على عجل هـادي بن احمد قد أهدى لكم مدحا منهـا الجدود وقد ضلت مساعيها ألم يكن لطريق الـرشـد هاديهـا ظامي الحشاشة أفـدي قلب ظاميها بأن والـده فـي الـحشـر ساقيها لم ترق يـوماً ولا شيـدت مراقيها وملـة الحـق جدت فـي تداعيها وسد باب الرجافي وجـه راجيهـا اليوم بان العفـا في وجـه عافيها اليوم جزت لـه العليـا نواصيهـا اليوم قـد أصبحـت عطلا معاليها اليوم صرف الردى أرسى بواديها اليـوم آسيـة وافـت تـواسيهـا اليوم نالـت بنـو هنـد أمانيهـا والمصطفى خصمها والله قاضيها خضاب أعيـادها في راح أيديها فرض على الخلق دانيها وقاصيها قد أنـزل الله ( باسـم الله مجريها ) عذراء تمـرح دلا فـي قـوافيها قد جاء طائعها يقتـاد عاصيهـا إن الهـدايا علـى مقدار مهديها (1)

1 ـ عن البابليات.

(237)
الشيخ هادي النحوي
    هو ثاني أنجال الشيخ أحمد المتقدم ذكره في الجزء السابق ، كان يقيم في الحلة مع أبيه وأخيه الشيخ محمد رضا النحوي الشاعر المبدع ، وبعد وفاة والدهما استوطنا النجف الأشرف على عهد آية الله السيد بحر العلوم وله مطارحات مرتجلة مع أبيه وأخيه أثبتها العالم الأديب السيد أحمد العطار البغدادي المتوفى سنة 1215 هـ في كتابه المخطوط « الرائق » وكان من الفضلاء المبرزين والشعراء المجيدين طويل النفس للغاية وشعره حلو الانسجام بديع النظام وبعد وفاة السيد بحر العلوم رجع إلى الحلة حتى توفي فيها عن شيخوخة صالحة ونقل إلى النجف على أثر مرض عضال ألزمه الفراش مدة طويلة وعاقة عن قرض الشعر عدا مقاطيع قالها في أهل البيت (ع) يتضجر فيها مما يعانيه من الأوصاب والأسقام ويتوسل فيهم إلى الله تعالى بطلب الشفاء منها قوله في خطاب أمير المؤمنين (ع).
مولاي يا سـر الحقـائق مولاي يا شمس المعارف مولاي يا بـاب العلـوم يا قطب دائرة الوجـود وبيوم خبير قد حملـت فكشفت عن وجه النبـي كم كشفت غطاءها كم أنـرت سناءها وأرضها وسماءها فكم أدرت رحاءها من الإله لـواءها محمد غمـاءهـا


(238)
ولكم جلوت من الخطــوب للعبـد عنـدك حاجـة أودت بجسمـي علـة والنفس قـد تلفت أسى وافتـك راجيـة فحقق ـ وقد دجت ـ ظلماءها يـرجـو لـديـك قضـاءهـا جـهـل الإســاءة دواءهــا وأتـتـك تـشـكـو داءهــا يـا رجــاي رجــاءهــا
    وله مخاطباً الإمام الكاظم موسى بن جعفر (ع) ومتوسلاً به :
أمولاي يا موسى بن جعفر ذا التقى أتيتك أشكـو ضـر دهر أصابني وأخرجني عن عقر داري وجيرتي وقد طفت فـي كل البلاد فلم أجد عسى عطفـة فيهـا يروج لعبدكم ومن بابه للناس بـاب الحـوائـج وكدر من عيشي وسـد مناهجـي وما كنت لولا الضيق عنهم بخارج سواك لدائـي مـن طبيـب معالج من الأمر مـا قـد كان ليس برائج
    وكان متضلعاً في علمي الرواية والدراية والحديث حافظاً للسير والآثار حتى لقب بـ « المحدث » : رأيت له كلمة نثرية وقطعة شعرية يقرض فيها رسالة « تحريم التمتع بالفاطميات » للعالم الكبير السيد شبر بن محمد بن ثنوان الموسوي الحويزي ـ أحد أعلام القرن الثاني عشر ـ وعليها تقاريض جماعة آخرين من العلماء منهم والد المترجم الشيخ أحمد والشيخ خضر بن يحيى المالكي والشيخ علي بزي العاملي والسيد عبدالعزيز النجفي ، أما أبيات المترجم التي يقرض فيها الرسالة فهي قوله بعد النثر :
هيهات أن يبلغ المثنـي عليه ولو فيالـه عالمـاً بالشـرع ذا ورع أضحى له الخلق في نشر الثنا مددا للشرع والعلم أضحـى ساعدا ويدا


(239)
أن صـار قـرة عين العلم لا عجب لولاه أصبـح هـذا الحكـم مطرحا إن شمت أخلاقه الحسنى علمت بها من سيد قد غدا للمرتضى ولدا وجل أحكامنا لولاه صرن سدى هو الإمـام ولـكـن للإله ( بدا )
    وقد كتب تحتها بقلمه ما صورته ـ وكتب أقل الطلبه محمد هادي المحدث ولد الشيخ أحمد النحوي.
    وهناك قصيدة على قافية الراء نظمها الشاعر في رثاء الإمام الحسين (ع) واشترك معه في النظم أبوه المرحوم الشيخ أحمد النحوي ومطلع هذه المرثية :
قفوا بالمطايا ساعة أيها السفر عسى النجح يدنينا ويسعفنا النصر
    وقال في آخرها :
فيا ابـن رسـول الله وابن وصيه أتتـك عروس الشعر تبكي حزينة بها الفوز يرجو يا ابن أحمد ( أحمد ) ومن نزلت في مدحه ( الحج ) و ( الحجر ) وليـس لـهـا إلا قبـولـكـم مـهـر وأنـت ( لهـاد ) نـجـل أحمـدكم ذخر
    ووجدت من نظمه في أهل البيت (ع) قصيدتين لم أجدهما في كتب المراثي المطبوعة ولا في أكثر المجاميع المخطوطة وإنما نقلناها من « مجموعة المراثي الحسينية » بقلم ـ الوالد ـ ره ـ التي فرغ من نسخها عام 1302 وأثبتنا ما اخترناه منهما في كتابنا هذا حذراً عليهما من التلف والضياع


(240)
وإليك الاول منها في رثاء سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام انتهى عن البابليات.
    وقال مقرضاً تخميس أخيه الأكبر الشيخ محمد رضا على البردة البوصيرية سنة 1200 وقد تقدم ذكره في ترجمته.
ذي زبـدة الشعر بل ذي نخبة الأدب تقاصـر الشعـران يجـري لغايتهـا قد أصبحت خير مدح في الزمان كما بدت وتيجـانهـا مـدح الحبيب كما غادرت ( قساً ) غبيـاً فـي بلاغتـه فيالراح سكرنا مـن شميـم شـذى قـد سمطوا وأجادوا حسب ما بلغوا فالبعـض كاد يوشى ثوب « بردتها » ما أنشدت قط في سمع وفـي ملأ ولا تجلـت لـذى شك وذي ريب ولا بدت في دجى الأنفـاس ساطعـة ولا شدا قط في نـاد أخـو طرب لله معجـزة حـار الأنـام بـهـا أنى أكـاد أقـول الوحـي أنـزلها تبارك الله مـا فضـل بـمنتحـل أستغفـر الله مـن زور ومـن كذب وهل يجاري جياد الخيـل ذو خبـب قد كان ممدوحها في الكون خير نبى بدت لنا ألراح فـي تاج من الحبـب وذاك أمر على الأفهـام غير غبـى عبيرها وهي في الأستار والحجـب لكن في الخمر معنى ليس في العنب والبعض جاءوا عليـه بالـدم الكذب إلا وقامـت مقـام الـذكر والخطب إلا وجلت ظلام الشـك والـريـب إلا وخلنا هبـوط البـدر والشهـب إلا وقلنا بهـا يشـدو أخـو الطرب كأنها حين تتلـى واحـد الكـتـب لو كان يبعث مـن بعـد النبي نبي تـبـارك الله ما وحـي بمكتسـب
ادب الطف الجزء السادس ::: فهرس