ادب الطف الجزء السادس ::: 241 ـ 255
(241)
قد شعشعت سائر الأكوان مذ جليت السمع في طرب والذوق في ضرب آيات نظمـك قـد سيـرتهـا مثلا أبعدت شوطك في مضمـار سبقهم فصرت تمشي الهوينا إذ بلغت مدى فلتسـم قـدراً وتـزدد رتبـة وعلا فقلت ينبـوع نور فار باللهـب والجو في لهب والقوم في عجب كالشمس تطلـع في ناء ومقترب ولم تدع للمجاري فيه من قصب قد أمعنوا فيـه بالتقريب والخبب مع مالها من رفيع القدر والرتب
    وكتب عنه الأستاذ الخاقاني في ( شعراء الحلة ) وذكره صاحب ( الحصون ) ج 9 ص 157 فقال : كان فاضلاً أديباً ، بارعاً وشاعراً ، حسن الشعر مقله حلو الانسجام بديع النظام ، سكن النجف مدة ثم عاد إلى الحلة حيث أقام أبوه وأخوه ، وبعد وفاة أبيه استوطن النجف هو وأخوه.
    أقول إلى هذا الشاعر خاصة ـ دون غيره من آل النحوي ـ تنتمي الأسرة المعروفة في النجف الأشرف بـ ( آل الشاعر ). كانت وفاة الهادي النحوي سنة 1235 ـ على الأشهر.


(242)
القرن الثالث عشر
قفـوا بديـار فـاح مـن عرفها ند وإن أصحت قفراء مـن بعـد أهلها وخصوا سلام الصب عرب عريبها محـارب أعـداهم وسلـم محبهـم لنحوكـم النـحـوي ( حمزة ) قاصد جفاني الكرى حتى أضر بي الجوى فمن وجـدهم فان وجودي وقد غدا فطوبى لحـزوى والعقيـق ورامة إذا فـاح طيـب مـن أطائب طيبة هم شفعـائي والذيـن أدخـرتهـم هم الـذاكـرون الله آنـاء ليلهـم هم العالمـون العالمـون بهم هدوا ديـار سعـود مـا لا ربابهـا ند سلوا ربعها عن ريعها أيها الوفد سـلام سليـم لا يفـارقـه الود وباغض شانيهم وحر لهـم عبد فحاشا لديكم أن يخيب له قصـد وقرح أجفـانـي لبعـدكم السهد ودادي لهم باق لـه خلـدي خلد ونجد لعمري للعليـل بهـا نجد تأرج منه المندل الرطب والرند ليوم به لا ينفـع المـال والولد نهارهـم صـوم وليلهـم سهد بواطنهم علم ظواهرهـم رشـد


(243)
منـار هـدى أبياتهم كعبة الورى إلى أن عفت من بعدهم عرصاتها سطت حادثات الدهر في كل نكبة أآل منـى نـال المنـى بولائكم ركوع سجود دون اعتابها الوفد وأمست خلاء لا سعـاد ولا هند على أهلها خير العبـاد إذ عدوا عبيـدكم لا بـل لعبـدكم عبـد
    ويصف شجاعة الحسين عليه السلام بقوله :
لقد شهـدت أفعـاله الطف والعدا بكرب البلا في كربلا يشتكي الظما فيالك مقتولاً أجـل الـورى أبـاً كما شهـدت أفعـال والـده أحد وليـس لـه إلا دمـا نحره ورد ويالك مظلوماً ، له المصطفى جد


(244)
الشيخ حمزة النحوي
    شاعر أديب وفاضل أريب ، والظاهر أنه من بيت النحوي الحليين المشهورين وفيهم شعراء أدباء كثيرون ذكروا في مطاوي هذا الكتاب ، له القصيدة الدالية في مدح الأئمة عليهم السلام نحو 120 بيتاً لم يتيسر لنا الإطلاع على أولها :
قفوا بديار فاح من عرفها ند ديار سعود مالاربابها ند
    قال الشيخ اليعقوبي في البابليات : لم نقرأ من شعره في المجاميع سوى هذه القصيدة الدالية وهي طويلة وجدتها في مجموعة من مخطوطات أوائل القرن الثالث عشر فيها بعض القصائد والمقاطيع لكبير هذه الأسرة الشيخ أحمد النحوي ، ولا أعلم ماذا يكون المترجم منه ، وهل هو من أولاده أو أحفاده.
    وجاء في شعراء الحلة للبحاثة الخاقاني :
    الشيخ حمزة النحوي هو أحد أولئك الشعراء الذين شاءت الحوادث أن ينسى فقد جهلت كتب التراجم ذكره ولو لا العقيدة التي بعثت بكثير من المسجلين أن يدونوا ما قيل من الشعر في الإمام الحسين (ع) وآل البيت للدوافع القدسية التي فرضت عليهم أن يتبعوا ما قاله الشعراء لفاتنا أن نعرف اسمه أيضاً كما فاتنا أن نعرف من هو وما هي علاقته بآل النحوي فقد وجدت في أكثر من مجموع يرجع عهده إلى أكثر من قرن ونصف ذكر قصيدة له إلى جنب ما ذكر من شعراء الحلة ومن بينهم الشيخ أحمد وأبناءه محمد رضا وهادي وبمثل هذه القرائن وبما احتفظ به من لقب يجمعه بهم يتولد لدينا أنه من هذه الأسرة التي خدمت الأدب العربي في القرنين الثاني عشر والثالث عشر للهجرة ولو لا هذه القصيدة لبقي الشيخ حمزة نسياً منسياً ، انتهى.


(245)
المتوفى 1235
إلى الله أشكو وقع دهيـاء معضل يعـز علـى الإسـلام أن حمـاته يعز على الدين الحنيفـي أن غدت يعـز علـى الأشراف أن عميدها يعـز علـى المختـار أن أميـة يعـز علـى الكـرار أن رجاله عجبت لشمس كورت من بروجها عجبت لذي الأفلاك لم لا تعطلت ومن عجب أن يمنع السبط ورده يشب لظى نيرانها بالضمـائر تئن لهـم حزناً قلوب المنابـر معارفـه مطمـوسة بالمنـاكر يغيب بعين الله عن كل نـاظر رمت ولده ظلماً بأدهى الفواقر أبيدوا بأطراف القنا والبـواتر وبدر علا قد غاب بين الحفائر وغيب من آفاقها كـل زاهـر وفيض يديه كالبحـور الزواخر


(246)
السيد باقر بن ابراهيم بن محمد الحسني البغدادي
    توفي سنة 1235 ودفن في النجف الأشرف. في الطليعة ، كان فاضلا أديباً مشاركاً وكان ناثراً شاعراً ، قدم النجف لطلب العلم وبقي بها مدة مدح علماءها كالشيخ موسى والشيخ علي ابني الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء. وروى له جملة من الشعر. وذكره صاحب ( الروض النضير ) فقال : كان من أهل العلم والأدب والفضل والتقوى ، وكانت وفاته حدود 1240 وله شعر في أنواع شتى.
    أما الصحيح في تاريخ وفاته فهو ما ذكره ولد الشاعر السيد حسن من أنه توفى سنة 1218 والناس أعرف بآبائهم من غيرهم. وترجم له البحاثة الخاقاني في ( شعراء الغري ) وذكر جملة من مراسلاته ومدائحه لعلماء عصره.
    أقول ديوان المرحوم العلامة السيد باقر ابن السيد ابراهيم ابن السيد محمد الحسني الشهير بالعطار مخطوط بخط ولده السيد حسن المعروف بالأصم وقال في أوله :
    ولد الوالد صاحب هذا الديوان السيد باقر يوم الأربعاء قبيل الظهر ثالث أو رابع شهر رمضان المبارك سنة 1177 وتوفي في يوم الخامس عشر من صفر سنة 1218.
    وجاء في مقدمة الديوان : وبعد فيقول الفقير إلى الله الغني حسن بن باقر


(247)
ابن ابراهيم الحسني ، أني جامع في هذه الأوراق ما رق من شعر الوالد المرحوم وراق ، ليضوع ولا يضيع وينشر طيب رياه ويشيع ، وأرجو من الله التوفيق فهو حسبي ونعم الرفيق.
    فمن شعره يستنهض الإمام المهدي عليه السلام :
طلاب المعـالي بالـرقاق البـواتـر وبالسـابغيـات المضاعـف نسجهـا تلـوى بأيـدى الشـوس لينـاً كأنهـا وبالغـارة الشعواء فـي ليـل عثيـر وبالعزمـة الغـراء لمـع وميضهـا وبالفتحـة العضباء عن حـد نجـدة ورب جهـول قـد تعـرض للعلـى فقلـت لـه خفـض عليـك فإنهـا فما كـل من جـاب القفـار بجائب ولا كـل خفـاق البـروق بماطـر ولم يبلـغ العليـاء إلا أخـو نهـى وليـس يليـق التـاج إلا لأصيـد ولا يرتقي الأعـواد أعـواد منبـر وتلك العلى وقف على كل مـا جد فطوبى لنفس تشهد الملك فـي يدي وتبصر مولـى المؤمنيـن مـؤيداً وتنظره في الدست من حول صحبه ونيل الأماني بالعتاق الضوامـر وبالسمهريات اللـدان الشواجـر صلال الأفاعي من خـلال المغافر ترى القوم فيها دارعاً مثل حاسر تبسم عن مـاض الغـرارين باتر تجد بها الأعنـاق دون المناخـر ولم يحض منهـا بالخيال المزاور مطامح لم تـدرك سنـاء لناظـر وما كل من خاض الغمار بظافـر ولا كل زهر فـي الرياض بعاطر توطأ هامات الـرجال البحـاتـر تلفع في بـردي عـلا ومفـاخـر سوى صـادح بالحـق ناه وآمـر تربى وليـداً فـي حجـور المفاخر مليك وسيف الله في كـف شاهـر بجند مـن الرحمن للديـن نـاصر كبدر سمـاء فـي نجـوم زواهـر


(248)
يقيـم قنـاة الديـن بعـد التـوائهـا ويملك تصريـف المقـاديـر كيفمـا يشمـر أذيـال الخـلافـة ساحـبـاً فقل بفتـى جبـريـل خـادم جــده هو الخلـف المنصـور والحجـة التي حسـام إذا مـا اهتــز يوم كريهـة إمـام إليــه الـدهـر فوض أمـره همام إذا مـا جـال فـي حومة الوغى جــواد إذا مـا انـهـل وابـل كفه وجـوهـو قـدس لا يقاس بمثـلـه له المعجزات الغر يـبهـرن للحجـى مكـارم فضـل لا تحـد لـواصـف من البيض يحمى البيض بالبيض والقنا إذا انقض في قلـب الخميـس تنافرت وإن حل في أرض تضـوع نشـرها ويـحي بـه الله العـبـاد جمـيعهـا ويـأذن فـي نبـش القبـور ويصلح بكل عفيف الذيـل من دنـس الخـنا وأصيد لا يعطـى الوغى فضل مقود وأمجـد مـن عليـا معـد نـجـاره يذبـون عـن غـر كـرام أطائـب هنـاك تـرى نـور النبـوة ساطعاً هناك ترى التوفيق بالبشـر صادحـاً باسمـر خطـار وأبيـض باتر يشاء ويجري حكمه فـي المقـادر علـى هامـة الجوزاء ذيل التفاخر وخادمه والخضـر خيـر مـوازر بها يهتدي من ضل سبـل البصائر تدين لـه طوعاً رقـاب الجبـابـر بأمـر إلـه خصـه بـالأوامــر فلم تلق إلا ضامـراً فـوق ضـامر به غني العافـون عـن كـل ماطر وشتان ما بيـن الحصـى والجواهر فاكرم بها من معجـزات بـواهـر وآيـات صـدق لا تعـد لحـاصر ويـرمي العدا قسراً بإحـدى الفواقر جمـوعهـم مثـل النعـام النوافـر وأخصب من أطلالهـا كـل دائـر فمـن رابـح فيـه هنـاك وخاسر الأمور ويعلو ذكـرهـن في المنابر وأبلـج ميمـون النقيبـة طـاهـر ولو ملئـت بيـداؤهـا بالحـوافـر إذا عـدت الأنسـاب يـوم التفاخر غطـارفـة شـوس كمـاة مغاور منوطـاً بنـور للامـامـة زاهـر وتقـدمـه أم العلـى بـالتـباشـر


(249)
هناك نـرى ربع المسرة ممرعاً هناك نروى القلب من كل غاشم فسارع لهـا يا ابن النبي بوثبة هلم بنـا واجبـر قلوباً كسيرة أيا ابن الميامين اللذين وجوههم فخذ من بنات الفكر مني غادة بها ( باقر ) يبدى اعتذار مقصر ومن يكـن القرآن جلا بمدحه عليكم سـلام الله ما لاح بارق وروض الأماني بين زاه وزاهر ونـأخذ ثار السبط من كل غادر فما طالـب ذحـلاً سواك بثائر فليس لها إلاك يـا خيـر جابر توقد عن نور مـن الله زاهـر تفوق جمالاً كـل عـذراء باكر بمدحكم يرجـو قبـول المعاذر فأنى يوفي مدحه وصف شاعر وجادت مرابيع السحاب المواطر (1)
    وقال يرثي الحسين (ع) :
يا عيـن لا لا دكـار البان والعلم وقل من دمع عيني أن يفيض أسى على أجل قتيل مـن بنـي مضر كيف السلو وروح الطهـر فاطمة واحسرتا أيموت السبـط من ظمأ وأمـه البضعـة الزهـراء ووالده ولا علـى ذكـر جيران بذى سلم (2) أجل ولا كـان ممزوجاً بصوب دم زاكي الأرومـة والأخـلاق والشيم ملقـى ثـلاثة أيـام علـى الاكـم وجـده خيـر رسـل الله كلـهـم خير القبائل من عرب ومـن عجم

1 ـ عن الديوان المخطوط بخط ولد الناظم وهو السيد حسن المعروف بالأصم ـ الموجود في مكتبة السيد عبدالعزيز الحيدري.
2 ـ هذه القصيدة وما بعدها عن ( الرائق ).


(250)
لم أنسه في عراص الطف منفرداً هل منكم ناصر يرجو الشفاعة في لم أنسـه وهو يسطو شبه قسورة فخر عن مهره للأرض تحسب أن ومر نحـو الخيـام المهـر يندبه فمذ رأته النسا أقبلـن فـي دهش هاتيك حاسرة بيـن الطغـاة وذي تقول يا قـوم مـا أقسـى قلوبكم غادرتم أسـرة الكـرار حيـدرة لهفي له وهو في الرمضاء منجدل ورأسه فوق رأس الرمح مـرتفع أين النبي وأيـن الطهـر فاطمة وأين أين أسـود الغاب من مضر اليوم خابت ظنوني واعتدى زمني ثم أنثنت تندب الهادي النبي وفي يا جد إن ابنـك السجاد مضطهد وقيدوه بأصفـاد الهـوان ولـم أعظم بها نكبة دهياء قد عظمت متى يقوم ولي الأمر مـن مضر الحجة الخلف المهدي من ختـم هو الإمام الذي تـرجى حميتـه ملك له عزمة فـي الروع ثابتة مولى سرى عدله في كل ناحية متى نراه وقد حفـت به زمـر يقول يا قوم هـل راعيتـم ذممي ؟ يوم المعاد غداً مـن شافع الأمـم ؟ والقوم منهـزم فـي إثـر منهزم هوى غدات هوى عال مـن الأطم والدمع يهمل مـن عينيـه كـالديم كل تنوح ومنهـا القلـب فـي ألم تقول أين كفيلـي أيـن معتصمـي ماذا فعـلتـم وأنتـم آخـر الأمـم منهم أسـارى ومنهـم ضرجوا بدم والخيل تـوطئـه قسـراً بجـريهم يضـيء تحسبه نـوراً علـى علم وأين أيـن علـي القـدر والهمـم ومن سمـو كـل ذى مجد بمجدهم فـواعنائـي وواذلـي ووانـدمـي أحشـائهـا ضرم ناهيك من ضرم بين الطغـاة يعـاني كربـة السقم يراقبـوا فيـه مـن إل ولا ذمـم على النبـي ورب البيت والحـرم فينجلـي بمحيـاه دجـى الغمـم الله الإمـامـة فيـه خيـر مختتم بكـل هـول مـن الأهوال مقتحم تغنيه عـن كل مصقول الشبا خذم كما سرى البرق في داج من الظلم الأنصار من كل مغوارو كل كمي


(251)
ويملأ الأرض عـدلاً مثلمـا ملئت ويغتـدي كـل مـن والاه مبتهجاً يا ابن النبي ومـن قد راق مدحهم ومن أتى مدحهم في هل أتى وسبا إليك من لج بحـر الفكـر جوهرة يرجو بهـا باقـر أن يضـام غداً وكيف أخشـى معـاذ الله يوم غد أقل عثاري وخذ يـا سيدي بيدى قد أفلح المومنون المادحـون لكم صلى الإله عليكم ما سرت سحب جوراً وذئـب الفلا يرعى مع الغنم في خفـض عيـش رغيد دائم النعم ورق حتــى حـلا تكـراره بفـم وجاء فضلـهـم فـي نون والقلـم فريدة الحسـن قد جلـت عـن القيم وهل يضـام؟ ومن والاك لـم يضم سوء العـذاب وجـدي شافـع الأمم عند الصـراط إذا زلت بـه قـدمي واستوثقـوا بوثـاق غيـر منفصـم وأومض البرق في الظلماء من إضم
    وقال يرثي الحسين عليه السلام :
أطيلي النـوح معـولة اطيلي وسحى الدمع باكيـة عليـه ونادي يا رسول الله يا مـن أتعلم أن رأس السبـط يهدى ويضحى جسمه بالطف ملقى ويقرع ثغره الطـاغي يزيد وزين العابديـن يقـاد فيهم لعمري لا يحـق النـوح إلا بنفسي ضامياً والمـاء طام ينادي وهو في الهيجاء فرداً أأقتل فيكم ظلمـاً وجـدي أأقتل ضامياً وأبـي علـي على رزء القتيل ابن القتيـل ولا تصغى إلى عذل العـذول حبـاه الله بالفـضل الجزيـل إلـى الأوغاد في رمح طويل تكفنه الصبـا نسـج الرمول ولا يخشى من الملـك الجليل برغـم منـه فـي قيد ثقيل لمقتول الأسنـة والنصـول وليـس لـه إليـه من سبيل ألا هل ناصر لبنـي الرسول شفيع الخلق في اليوم المهول بيوم الحشر ساقـي السلسبيل


(252)
فلمـا أن راى الأعـداء كـل تصـدى للقتـال ومـر يسطو فيـا لله كـم قـد فـل جمعاً إلى أن جاءه الأجـل المسمى فأقبلـن الكرائـم حاسـرات وزينـب بينهـن عليه تذرى وتدعو أمهـا الزهراء شجواً ألا يا بضعة المختـار طـه ونوحـي للغريـب المستظـ يعز عليـك يـا أمـاه ما قد ألا يـا أم كلـثـوم هلـمـي وجاءت فاطم الصغرى تنادي أبي عز الكفيل فهـل ترى لي أبي أحرقتنـي بجفـاك فامنن أبي إن ابنـك السجاد أضحى أيسلمني الزمان وأنت كهفـي مصابك يابن فاطمة كسانـي وخبطك هد أركـان المعـالي واذكى جمرة في قلـب طـه ألا يابن الأطائـب من قريش ويا ابن الأكرمين ومـن بكته إليك خريـدة حسنـاء رقت تؤم حماك قاصـدة ومنهـا بها يرجو غدات الحشر منكم وتنقـذه من النيـران فيهـا كليـم القلـب يطلـب بالذحول على الأبطال كالليـث الصؤول بحد حسامـه العضـب الصقيل فخر مجـدلاً تـحـت الخيـول نوادب للمـحامـي والكـفيـل عقيق الدمع فـي الخـد الأسيل ومنهـا القلب فـي داء دخيـل من الأجـداث قومي واندبي لي ـام البعيد النـازح الدار القتيل تطوقنا مـن الخطـب الجلـيل لقد نـادى المنـادي بـالرحيل أبـاها وهي تعلـن بـالعـويل فديتك يا بن فاطم مـن كفيـل علـي بنظـرة تطفـي غليلـي عليلاً لهـف نفسـي للعليــل وتألمني الخطوب وأنـت سولي ثياب الهـم والحـزن الطويـل وثـل قواعـد المجـد الأثيـل ومهجـة حيـدر وحشـا البتول وخير الخلق مـن بعـد الرسول السمـوات العلـى بـدم همـول وراقت بهجـة لـذوي العقـول دموع العيـن كالغيـث الهطول سليـلـك باقـر خيـر القبـول وتنـقلـه إلــى ظـل ظليـل


(253)
وخذ بيديه يوم الحشر وامنن فليس لـه سواكـم من معين فلا زالت صلوة الله تتـرى عليه بشربة مـن سلسبيل إذا ما جاء في حوب ثقيل عليكم بالغـدات وبالأصيل
    وقال متوسلاً إلى الله بالنبي والأئمة الطاهرين :
يا رب بالهادي النبي المصطفى وبفاطم سـت النسـاء ونجلها وسليله زيـن العبـاد وبـاقر ومحمد وعلي نجـل محمـد الطف بعبدك وابن عبدك باقر ووصيه المولى علي المـرتضى الحسن الزكي وبالحسين المجتبى وبجعفر والطهر موسى والرضا والعسكري وبالإمـام المـرتجى وأنله في يوم الجـزا خيـر الجزا


(254)
المتوفى 1237
ما للـديـار تـنكـرت أعلامهـا صاح الغراب بشمل ساكنها ضحى سرعان ما ألقـى بكلكلـه الـردى عصفت أعاصير الريـاح بربعهـا ظعنوا برغم المكـرمـات عشيـة كم لي وقد زمـوا الـركائب خلفهم فذكرت مـذ بـانوا ركـائـب فتية زحفـت عليهـا للطغـات كتـائب فتكـت بهـا أرجـاس حرب فانثنى قتلت على ظمـأ وكـوثـر جـدها لله أدمـيـة بـشهــر مـحـرم فرؤوسها من فوق خـرصـان القنا من مبلغـن سـراة هـاشـم إنـه وأفاه منهـم سهـم بغـي صائـب فهوى الجـواد عـن الجـواد كأنما كالطود يعلوه الـرغـام ولـم أخل يا ذروة الشرف انهضـوا فسراتكم وعفت مرابعها وأمحـل عامهـا فلـذا تبـدد شملهـا ولمـامهـا عمداً عليهـا فانقضـت أيامهـا فعفا وصـوح شيحهـا وخزامها والنفس إثر الركـب زاد هيامها عبرات وجد لا تـجف سجامهـا ضربت على شاطى الفرات خيامها أمويـة مـلأ الفضـا إرزامهـا بيد الذئاب فـريسـة ضرغامها منه الأنـام غـداً يبـل أوامهـا لرضى ابن هنـد يستحل حرامها وعلى الصعيد رمية أجسـامهـا قد جذ غاربها وجـب سنـامهـا إن المنايـا لا تطيـش سهـامها مـن قنة العلياء خـر دعامهـا يعلـو على الشم الرعان رغامها ذبحت بسيـف الظـالمين كرامها


(255)
خضـب الدمـاء جبـاها ولطالما يـايوم عاشوراء كم لك في الحشا كم فيك من ابنـاء احـمـد فتيـة ياصاحبي قف بالطفـوف مخاطبا الله اكـبـر اي غـاشـيـة بهـا الله اكبـر اي جـلـى فـتــتت عجباً لهذ الخلـق لا يبـكي دمـاً لفتـى بكـاه محـمـد ووصيـه كل الرزايا دون وقعـة كـربـلا نكثت عهود المصطفى حسداً لمن والله ما قتل الحسيـن سوى الألى قد أججـوهـا فـي ( ... ) فتنة كتبوا صحيفتهـم والـوا أنهـا فتـداولتهـا بعـدهـم أبنـاؤها قدمت على حرب الحسين ببغيها نقضـت عهـود نبيهـا في اله يا سادة جلت مناقـب فضـلهـا أتهاب نفس حسين أو تخشى غداً يمضي الزمان وحزنها بمصابكم واليكـمـوهـا غـادة حـليـةُ لله طـال سجـودها وقيـامهـا قبسـات وجـد لا يبوخ ضرامها شم الانوف كبـابهـا اقـدامهـا اين الالـى بانـو وايـن مقامها دار النبـوة دكدكـت اعـلامها احشاء خير الـرسل وهو ختامها عوض المدامع كلها وغـلامهـا الهادي أمير المؤمنيـن امامهـا تنسى وان عظمت تهون عظامها ضلـت عن النهج القويم طغامها سجدت مخافة بأسـه أصنـامها في الال يوم الطف شب ضرامها حتى القيامـة لا يفـض ختامها فتضاعفت لمـا جنـت اثامهـا وتسابقـت لقتـالـه أقـدامهـا فلبئس مـا قـد أخلفتـه لئـامها من أن تحيـط بوصفها أوهامها ظيما وأنتـم في المعاد عصامها باق الى أن تنقضـي أيـامهـا قد طاب فيكم بدؤهـا وختامهـا
ادب الطف الجزء السادس ::: فهرس