ادب الطف الجزء السادس ::: 271 ـ 285
(271)
السيد حسن العطار البغدادي
المتوفي 1241
    هو السيد حسن ابن السيد باقر ابن السيد ابراهيم ابن السيد محمد العطار الحسني البغدادي عالم أديب وشاعر مجيد. وآل العطار بيت علم وفقه وأدب وشعر نبغ فيه غير واحد من اجلاء العلماء وعباقرة الشعراء ، وشهرة رجالهم بالأدب والشعر أكثر منها في الفقه ، مع أن فيهم بعض الفقهاء المتبحرين الذين لا يستهان بهم ، ولقب العطار لحق جدهم السيد محمد لسكناه في سوق العطارين ببغداد.
    والمترجم له كان عالماً فاضلاً أديباً وشاعراً مجيداً له ديوان شعر مرصوف وكان يعرف بالاصم ، ذكره عصام الدين عثمان الموصلي العمري في ( الروض النضر ) في تراجم أدباء العصر المخطوط الموجود في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد ، وذكره الشيخ محمد السماوي في ( الطليعة ) فاطراه وذكر بعض شعره توفي سنة 1241 ويوجد بخطه ديوان العلامة السيد حسين بن مير رشيد الهندي تلميذ السيد نصر الله الحائري ، فرغ من كتابته في 1224 واستنسخ عنه العلامة السماوي.
    فمن شعره :
من لصب أغرق الطرف بكاء مسه الضـر وأمسـى شجـا وعراه من هواكم ما عراه ما لـه ظل إذ الشوق براه


(272)
قوض السفر وما نال من الـ يا أهيـل الحي هل من نظرة فـعدونـي بـوصال مـنكم وارحموا حال معنى مـغرم يـا رعـى الله زمـاناً معكم نجتنـي مـن قربكم عند اللقا قـد تـقضى وانقضت أيامه شابهـت ضـيفاً بطيف زارنا ـنفر الماضين في جمع مناه ينجلي فيها مـن الطرف قذاه فعسى يشفي مـن القلب ضناه مستهـام شمـتت فـيه عداه فيـه قـد البسنـا آلاس رداه ثمر الوصل وقـد طاب جناه ومحيا الوصـل قد زال بهاه ثم ولى حيث لـم نخش قراه


(273)
كان حياً 1244
    قال يخاطب أبا الفضل العباس ـ وقد ألم مرض نال الزائرين
أبا الفضل ليس الهم سقمي وعلتي أخـاف مـقال الجاهلين لجهلهـم وأعـلم حقــاً أن ذاك بـشارة ولكن هـمي أن يلـم بكـم عار لقد عطب القوم الذين لهم زاروا لزائركـم أن لا تـمر بـه النار


(274)
الشيخ علي الاعسم
    هو الشيخ علي ابن الشيخ عبدالحسين ابن الشيخ محمد علي الشهير بالاعسم النجفي مولداً ومسكناً ومدفناً ذكره صاحب الحصون في ج 2 ص 466 فقال : كان شاعراً بليغاً وله إلمام في الجملة بنكت ودقايق الشعر الفارسي وكان ينظم بعض معانيه أحياناً بتكلف وكان شعره دون شعر أبيه ومن في طبقته ومن شعره قوله :
وغادة هويت ابراز طلعتهـا فأسفرت قبل المرآة فانطبعت لناظري فنهاها الخوف واللمم تلك المحاسن فيها وهي تبتسم
    قوله :
تواضع قوم فظن الجهول وقوم تساموا على غيرهم فهم كالغصون إذا ما خلت برتبتهـم أنـهـم وضـع بغير اتصاف بمـا يرفـع تسامت وان أثمرت تخضع
    وله في واقعة اتفقت لبعضهم في بغداد :
وساترة الخدين عنا بأنمل لقد بخلت لكن أرتنا أناملا تفوق على عقد الجمان عقودها وذلك يكفينا فللبخل جـودهـا
    وله أبيات في الرد على بعض العلماء في مقالته أن مرض زوار عرفة علامة عدم قبول زيارتهم وذلك سنة 1244 هـ. الأبيات التي تقدمت وقوله :
قد كنت أرجو أن أنال بودهم ما يرتجيه من الفتى خلطاؤه



(275)
فبدت لي السحناء حتى قيل لي ( ويل لمن شفعاؤه خصماؤه )
    ولم أقف على سنة وفاته سوى أنه كان في أواسط القرن الثالث عشر. وذكره المحقق الطهراني في الكرام البررة ص 197 فقال : ومن تصانيفه مناهل الأصول في عدة مجلدات شرح على تهذيب الوصول للعلامة مجلده الثالث من العام والخاص إلى آخر الظاهر والمأول فرغ منه في عام 1239 وهو موجود عند الشيخ محمد جواد الأعسم وهو والد الشيخ محمد حسين بن الأعسم الشهيد في الدغارة عام 1288 هـ. ورأيت بخطه المجلد الاول من شرح اللمعتين تأليف الشيخ جواد ملا كتاب في عام 1232 هـ.


(276)
المتوفي 1246
قال في مطلع قصيدة في الامام الحسين
هـل للـطول الـخاليات بلـعلع لـم تبتسم بعهاد وكـاف الـحيا لا ينفـعـن الـدار بـعد قطينها وابك الأولى نزحوا بعاطلة الضبا بـعد التفـرق والنوى من مرجع كـلا ولا طـربت لـورق سجع وكف السحاب وسقي فيض المدمع إن كـنت مـكتئبـاً بـقلب موجع
    وقال في أخرى
يـا سـعد لا رقصت في ربعك الابل ولا سـرى مـوهنـاً بـرق وغادية لـم يشجنى ربعك العافي الذي درست ولا تـذكـر سـكـان الـعقيـق ولا بلى رمـاني الـبلا منه بـقـارعـة ومقلتي لـم تـزل تذري الدموع على ما إن جرى ذكر رزء السبط في خلدي بـقـي ثـلاثـة أيـام عـلى عـفر مزمـلا بـدمـاه لـيت عـينك يـا ولا انثـنى مدلجاً ركب به عجل ولا سقـاك مـلثاً واكـف هطل مـر الـرياح وفيه يضرب المثل ماء العذيب وروض ناعـم خضل فمهجتي بـلظـى الأحزان تشتعل ربـع الذين بأرض الطف قد قتلوا إلا وشب بـقلـبي الـنار والشعل بالطف لا كفـن لهفـي ولا غسل جـداه تـنظره في الترب منجدل


(277)
    هو ابن الشيخ الاوحد الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي. ولد في الاحساء وتتلمذ على أبيه ونال حظاً كبيراً من العلوم العقلية والنقلية ، وكان يقول :
    إني أحفظ أثني عشر ألّف حديث بأسانيدها ، وألف في مختلف العلوم منها :
    1 ـ نهج المحجة في اثبات إمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام في مجلدين ، طبع الأول بمطابع النجف سنة 1370 هـ ، وطبع الثاني في تبريز سنة 1373 هـ.
    2 ـ منهاج السالكين في السلوك والأخلاق ، طبع في تبريز سنة 1374 هـ.
    3 ـ مشرق الأنوار في الحكمة.
    4 ـ رسالة في تفسير قاب قوسين.
    5 ـ كشكول في مجلدين.
    6 ـ ديوان شعر جمعه في حياته يتضمن مختلف النواحي الشعرية من غزل ونسيب ومدح ورثاء وأمثال وحكم وفخر وحماسه ، وهو عالم أكثر منه شاعر واليك روائع من شعره قاله في مناسبات
إني عجبت وكم في الدهر من عجب أجـلت طـرفي فـلا خلأ أواصله والـدهـر شـتت آمـالي وفرقها كـأنـما كانـت الأخـوان نـائية تبـاعـدوا ولـكم أبدوا وكم ستروا وكـم رمـاني مـن الأيام بالعطب ولا صـديـقا الـيه منتهى حربي فصرت والدهر والأخوان في لعب مـن الـزمان رماها الدهر بالنوب حقداً وكـم صرموا حبلي بلا سبب
    توفي صبح الأحد 23 ذي الحجة الحرام سنة 1246 في كرمنشاه ودفن في خارج البلدة في طريق الزائرين الذين يقصدون كربلاء ، وكان ذلك بوصية منه. عاش بعد والده خمس سنوات وأحد عشر يوماً.


(278)
المتوفي سنة 1247
أرى العمر في صرف الزمان يبيد فكـن رجلا إن تنض أثواب عيشه وإيــاك أن تـشري الحياة بذلة وغـير فـقيد مـن يموت بـعزة لذاك نضـا ثوب الحياة ابن فاطم ولاقى خميسا يملأ الأرض زحفه وليس لـه من ناصر غيـر نيف سطت وأنـابيب الـرماح كـأنها تـرى لـهم عـند القراع تباشراً وما برحوا يوماً عن الدين والهدى ويسطو العفرني حين أفرد صولة وقـد كـاد يفنيهم ولـكنما القضا فأصمى فـواد الـدين سهم منية بنفسي تريب الخد ملتهب الـحشى بنفسي قتيل الطف مـن دم نحره ويـذهب لـكن مـا نـراه يعود رثـاثـا فثـوب الفخر منه جديد هي الموت والموت المريح وجود وكـل فـتى بـالذل عـاش فقيد وخاض عباب الموت وهـو فريد بـعزم لـه السـبع الـطباق تميد وسبـعين لـيثا مـا هنـاك مزيد أجـام وهـم تحت الـرماح أسود كـأن لـهم يـوم الـكريهة عيد إلـى أن تفـانى جـمعهم وأبيدوا أبـيد بـها للـظالـمين عـديـد على عكس ما يهوى الهدى ويريد فهـد بنـاء الـدين وهـو مشيد عليـه المـواضى ركـع وسجود غـدا لـعطاشى الماضيات ورود


(279)
بـنفسي راس الـدين تـرفع رأسه تخاطـبه مقـروحـة القـلب زينب أخي كيف ترضى أن نساق حواسراً أخـي إن قـلبي بـات للوجد عنده إذا رمت إخفاء الدمـوع ففي الجوى أيصبـح ثـغري بـعد يومك باسماً وتـؤنسني تـربي وأنـت بمهمـه فلا در بعـد السبـط در غـمـامة رفيـع العوالي السمهرية ميد فتشكو لـه أحـوالها وتـعيد ويطمع فينا شامـت وحسود مواثيق لم تنقض لهن عهود مع الدمع مني سائق وشهيد وينكت ثغر الفخر منك يزيد أنيسك عسلان الفلاة وسـيد ولا لنبات الأرض شب وليد (1)

1 ـ لواعج الأشجان للسيد الأمين

(280)
السيد سليمان داود الحلي
    السيد سليمان بن داود بن سليمان بن داوود بن حيدر حيدر بن أحمد بن محمود الحسيني الحلي والد السيد حيدر الحلي الشاعر المشهور ولد سنة 1222 توفي سنة 1247 بالحلة ودفن بالنجف الأشرف.
    كان أديباً شاعراً شريف النفس عالي الهمة وقورا له إلمام ببعض العلوم وله أرجوزة في النحو. وله شعر في الحسين عليه السلام (1) نظم الشعر وهو ابن اثنتي عشرة سنة (2).
    في البابليات : أبو حيدر سليمان بن داود بن سليمان بن داود الحسيني ذكرنا جماعة من أسرته فيما مضى وسنذكر الباقين فيما يأتي ممن نظم في الحسين (ع) كان يلقب بالصغير وجده يلقب بسليمان الكبير دفعا لما يوشك أن يقع من الإيهام والإلتباس عند ذكرهما وكان مولده 1222 هـ وابتدأ يقول الشعر وهو ابن 12 سنة كما في مجموعة الشيخ محمد بن نظر علي وهو من مجاوري السيد ومعاصريه ،
1 ـ أقول وفي ج 35 من أعيان الشيعة ص 314 ترجمة لجد المترجم له. أي للسيد سليمان ابن داوود بن حيدر المتوفى سنة 1211 بالحلة.
2 ـ توفى بالوباء الذي هم العراق وفتك بالناس فتكا عظيما وذلك سنة 1247 هـ وقد جاء تاريخ الوباء ( مرغز ) وكذلك لما عاد أرخوه مرغزان 1298.وفي المرة الثالثة أرخوه ( عاد ) مرغز 1322.


(281)
أعقب أبوه داود بن سليمان الكبير ثلائة أنجال محمد وسليمان هذا والمهدي ، توفي الأولان في أسبوع واحد في الوباء الذي فتك بالعراق وعم أكثر مدنه وقراه سنة 1247 هـ فاستقل أخوهما السيد مهدي بزعامة الأسرة من بعدهما ورثاهما معاً بقصيدة مؤثرة مثبتة في ديوانه المخطوط منها :
بان الـرقاد عن الـمحاجر مـالي وللـدهر الخـؤون فلقد طـوى مـن مـقلتي بـأبـي سحاب المكرمات شمس لعمـري قد تورارت وخضـم علـم قـد طغى يا كـوكبـا بسما المعالي إن غـبت في كثب القبور أعـزز عـليّ بـأن أرى أتـذوق عـيناي الـكرى إنسان عـين ذوي العلاء هــذا ســليمان الـذي لا زال فـوق ضريـحه والـقلب بالأحزان ساعر علـي بـالحدثان جـائر ضياهما بثرى المـقابـر وبـدر خـضراء المفاخر بـالحـجاب عن النواظر لججاً فأضحى وهو غائر قـد أفـلت وأنـت زاهر ففي الفؤاد أراك حاضـر مغناكـم عـاف وداثـر وشقيق روحي في المقابر وشـبل آسـاد خــوادر فاق الأوائـل والأواخـر شـؤبوب عـفو الله ماطر
    كان سليمان على صغر سنه كبير الأسرة وعميدها المبجل ونابغة البلد في الفضل والأدب واسع الاطلاع طويل الباع وكانت دراسته على والده داود بن سليمان الكبير وعمه الحسين بن سليمان ومن آثاره أرجوزة في العربية سماها


(382)
« نظم الجمل » في جمل الإعراب علق عليها شروحاً وجيزة مفيدة فرغ من بياضها سنة 1239 هـ وحاشية على الفلكي سماها « الدرر الجلية في إيضاح غوامض العربية » بخطه أيضاً في التأريخ المذكور رأيتهما معاً عند أحد أحفاد أخيه المهدي في الحلة ويتضح لك مما تقدم من تأريخ ولادته أنه كتبها وعمره 17 سنة وله أرجوزة في النحو ذكرها شيخنا في الـ ج 1 من الذريعة وإليه أشار ولده حيدر في كتاب أرسله إلى الاستانة لصبحي بك ( أحد ولاة بغداد ) حيث قال : وكان أبي سليمان عصره يأتيه بعرش بلقيس المعاني آصف فكره فيراه مستقراً لديه قبل ارتداد طرفه إليه ، أما شعره فإنه أرق ألفاظاً وأجزل أسلوباً من شعر أخيه السيد مهدي وقد جمع منه ديوان صغير الحجم ولكنه تلف مع ما تلف من آثار هذه الأسرة ولم يبق منه سوى ما دون في المجاميع من مراثي أهل البيت (ع) ومن ذلك قصيدته الدالية التي يستهلها بقوله : أرى العمر في صرف الزمان يبيد
    وله قصيدةأخرى منها :
أمهابـط التنزيل أيـن ذوو الهدى أين الألى شرعوا الشريعة والألى قـوم بيومـي وعـدها ووعيدها يـوم بـه رهـط النبـي مـحمد يـوم بـه سفـكت دماء رجالها قـد أوجـب الله الـعظيم ودادها وبأي يوم كان عنك زوالها بهم استبان حرامها وحلالها قـد صـدقت أقوالها أفعالها بالمشرفية قـطعت أوصالها وغدت بأسر الظالمين عيالها فبـأي شـرع يستباح قتالها
    وهي طويلة. وله من قصيدة أخرى تناهز 50 بيتا منها :
هذي الطفوف وذي رسوم عهادها فاملأ بفيض الدمع رحب وهادها


(283)
يا مهبط التنزيل أين مضى الألى أين البدور الزاهـرات وكيف قد أين البحور الزاخرات وكيف قد قـوم إذا حـمي الوطيس رأيتهم يتسـابقون إلـى الـطعان كأنما هم أضرموا ناراً بمعضل رزئهم وهم الآلى تركوا النواظر بعدهم الله اكبر يـا لـها مـن وقـعة عـجباً غـدا لحم النبي ضريبة من ذا يعزي المصطفى في نسله تلك الجسوم تغسلـت بـدمائـها ليت المنابر هدمت مـن بـعدهم بهم استبان الناس نهج رشادها سميت خسوفاً في ظبا أوغادها غيضت مناهلهـن عن ورادها يتفيأون ظلال سمـر صعادها يـوم الكريهة كان من أعيادها في القلب لا يطفى لظى إيقادها عبرى جفت جزعاً لذيذ رقادها أخـلت بـلاد الله من أوتادها لظبا بـوارقها وسمر صعادها والبضعة الـزهراء في أولادها وتـكفنت بالترب فوق وهادها من ذا الذي يرقى على أعوادها
    وله يرثي عمه الحسين بن سليمان الملقب بالحكيم المتوفى ثاني عيد الأضحى من سنة 1236 هـ فيكون عمر المترجم يومئذ « 14 » سنة
أي القلـوب عـليك لا يتصدع الله اكـبر يـا لـه مـن فادح يا حـادثـا لما دهـانا كـادت والأرض كادت أن تمور بأهلها يـا ليتها الأعياد بـعدك لم تعد فالناس إن شرعـت بآلة عيدها والـحزن لم تقلع سحائب غمه أي النـفوس عليك لا تـتقطع قلل الجبال لهوله تتـزعـزع الأرواح من أجسادها تستنزع لو لم يكن فيها لقبرك موضع أبـداً ولا لـطلـوعها نتوقع طرباً ففيه بـالمآتـم نـشرع عنا ولو هبت عـليها زعزع


(284)
أن الـنجوم قـضى مبين حكمها والـطب أمسى لا يـرى لسقامه والشعر لم يشعر بعظم مـصابه ما كنت أحسب أن آسـاد الشرى يا بدرنا ما كنت أحسب أن أرى مـا خلت أن الحادثات تروع من يـا ليتـها مـن بعده لا تطلع طباً به عنـه يـزاح ويـدفع ينـعى عـليه وبالرثاء يرجع بعد العرينة في المقابر تضجع يغشاك من ترب الصفايح برقع رعباً بسطوته الحوادث تـفزع
    وله من قصيدة حسينية :
بـوجـودنـا يـتزين الـدهر ولنا هضاب علا قد انخفضت ولنـا عـلى كل الورى نسب آبـاؤنـا شرعـوا الهدى فلذا نزل الكتاب بفـرض طاعتهم وبـفخرنـا يتنـافس الفخر عن شـاؤها العيوق والنسر سـام فمن زيد ومن عمرو عن مدحهم قد أعرب الذكر أمراً ولكن خولـف الأمـر
    وله أخرى مطلعها :
مهابط وحي الله شعث طلولها على فتية فيهم يعز نزيلها
    وله مستنجداً بالإمام المهدي (ع) :
زعـم الـزمان علي كذب الزمان بزعمه فا لقائم المهدي عني يا بن النبي ومن به فلأنت تـعلم أنـني أبواب الشدائد منـه تـرتج مـن غمـه لـم ألق مخرج كـل ضـيق فـيه يـفرج صـبح الـهداية قــد تبلج لك من جميع الناس أحـوج


(285)
ولدي ما باتت ضلوعي وتـناهبت قـلبي ضباه وعلي إن تعطف فكيف منه فوق الجمر تشرج فعاد في دمه مضرج الكرب عني لا يفرج
    وله :
لـم أبـك دارسة الربوع كـلا ولا هـاج الصبابة ما الجزع أضرم لـوعتي ما للغضى باتـت علـى لكن لـرزء بني الـنبوة يـا كربلا حـيتك قـبل كـم فـيك بدر لـم يعد ورفيـع مـجـد رأسـه وسهـام غـل غـودرت ولقد تـروع فيـك مـن سبط النبي ابن الوصـي خواض مـلحمة الـردى وربـيع أبـناء الـزمان كم جـال كالليث المريــع ورد الطفــوف بأسـرة كالضيغم الفتـاك عبـاس وحبيب ذي العزم المهاب مـا راعهـم داعي الردى وردوا الطفوف فـغودروا غـاضـت مـياه العلقمي إذ صـوحت بـعد الـربيع وامـض الـبرق اللــموع فـغدوت ذا قـلب جـزوع جمر الغضا تطوي ضلوعي جــل مـن رزء شنـيـع الـغيث غـاديـة الـدموع بعد الـغروب إلـى الطلوع مـن فـوق مـياد رفـيـع تـروى مـن الطفل الرضيع هـو لـم يـزل أمن المروع وحـجـة الله الـــسميـع والبيـض تـكرع بالنجيـع إذا شـكوا مـحل الـربيـع وجـاد كالغيث المـريع لبـسوا القلوب على الدروع أخـي الشـرف الـرفـيـع ومـسلـم وابـن الـمطـيع والـجيش مـزدحـم الجموع مـا بـين عـان أو صـريع وفـاض فـي لجـج الدموع
ادب الطف الجزء السادس ::: فهرس